الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(علم المخلوق)
(1)
قوله: (وعلم المخلوق: محدث، ضروري، ونظري وفاقًا، فالضروري: علم من غير نظر، والمطلوب: بخلافه، ذكره في العدة والتمهيد)(2).
قال: في الواضح: القسم الثاني: العلم المحدث، وهو ضربان، ضروري ومكتسب، فالضروري: ما لزم نفس المخلوق لزومًا لا يمكن دفعه والخروج عنه (3).
وقولنا: "نفس المخلوق" تحرز عن العلم القديم.
وهو ضربان:
بديهي (4): لا يحتاج إلى مقدمات ولا سياقات نظرية،
(1) العنوان من الهامش.
(2)
انظر: العدة لأبي يعلى (1/ 80 - 81) والتمهيد لأبي الخطاب (1/ 42).
(3)
الواضح (1/ ق 4 ب).
انظر: المسودة (561) شرح الكوكب المنير (1/ 66 - 67).
(4)
المراد العلم الضروري.
انظر: المراجع السابقة.
كالعلم بنفسه وأحوالها، وما يحصل بوسائط ومقدمات كـ "علم الهندسة ومسائلها".
وأما الاستدلال (1) الكسبي: فهو العلم المكتسب بالنظر والاستدلال، كالاستدلال بالشاهد على الغائب، والصنعة على الصاح.
فهذا الضرب من العلوم هو الذي حددنا به الفقه.
وقد قسم المنطقيون العلم إلى علم بمفرد، يسيء تصورًا كالعلم بمعنى "الإنسان" و"الكاتب" وعلم بنسبة يسمى "تصديقًا".
والأصوليون سموا "التصور""والتصديق علمًا" لأنهم تأسوا بالنحاة في قولهم: المعرفة تتعدى إلى مفعول واحد، والعلم إلى مفعولين قاله القطب (2).
والنسبة: إسناد شيء بالنفي أو الإثبات؛ بمعنى إيقاعها وانتزاعها وهو: الحكم كما تحكم بأن الإنسان كاتب أوْ لا، وأما بمعنى حصول صورة النسبة في العقل فإنه من التصور (3).
(1) هذا تعريف العلم الكسبي. أما الاستدلال فقد عرفه الجرجاني بأنه: تقرير الدليل لإثبات المدلول.
انظر: التعريفات له ص (17)، والعدة لأبي يعلى (1/ 132).
(2)
انظر: روضة الناظر ص (4 - 5)، ومعيار العلم للغزالي ص (39)، وشرح العضد على مختصر ابن الحاجب (1/ 62 - 64)، وضوابط المعرفة للميداني ص (13 - 16)، والبحر المحيط للزركشي (1/ ق 19/ أ) وبيان المختصر للأصبهاني (1/ 55 - 56).
(3)
انظر: التعريفات للجرجاني (241)، وضوابط المعرفة للميداني ص (17) وما بعدها.
قال ابن مفلح: ولم يذكر أصحابنا هذا القسم، واعترض بعض أصحابنا وغيرهم عليه: بأن "العلم" من مقولة "أن يتفعل"(1) والحكم -وهو الإيقاع أو الانتزاع- من مقولة "أن يفعل"(2) فكيف يصح تقسيم العلم إلى "التصور" وإلى "التصديق".
وأجيب: لا محيض عنه إلا بتقسيمه إلى التصور الساذج، وإلى التصور مع التصديق كما فعله في "الإشارات"(3) أو المراد بـ "العلم" أعم من الإدراك، وهو الأمر المشترك بين الإدراك والهيئة اللاحقة به المحتملة للصدق والكذب، وهو المعنى الذهني المقيد بعدم غيرهما فيصح تقسيمه إلى الإدراك الذي هو التصور، وإلى الهيئة المذكورة التي هي التصديق كذا قيل وفيه نظر (4).
(1) كذا بالأصل وصوابه "أن ينفعل" والانفعال وأن ينفعل: هما الهيئة الحاصلة للمتأثر عن غيره بسبب التأثير أوْ لا عن التعريفات للجرجاني ص (39).
انظر: معيار العلم للغزالي ص (238).
(2)
أن يفعل: هو كون الشيء مؤثرًا كالقاطع ما دام قاطعًا.
التعريفات للجرجاني ص (39)، والمرجع السابق ص (237).
(3)
كتاب الإشارات والتنبيهات لأبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا البلخي ثم البخاري الفيلسوف والطبيب المشهور المتوفي سنة (428 هـ) وكتابه هذا مطبوع ومشهور.
انظر: الإشارات (1/ 133).
(4)
انظر: بيان المختصر للأصبهاني (1/ 57 - 58).