الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(مطلب علم الله تعالى قديم)
(1)
قوله: (وعلم الله تعالى قديم، وليس ضروريًا ولا نظريًا وفاقًا، ولا يوصف سبحانه بأنه عارف، ذكره بعضهم إجماعًا، ووصفه الكرامية بذلك)(2).
(1) العنوان من الهامش.
انظر: العدة لأبي يعلى (1/ 80) والتمهيد لابن الخطاب (1/ 41 - 42)، وتحرير المنقول للمردادي (1/ 87 - 88)، وشرح الكوكب المنير للفتوحي (66/ 1)، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/ 210 - 214 و 13/ 131)، وبدائع الفوائد لابن القيم (1/ 69)، والبحر المحيط للزركشي (1/ 118 ب) والمنخول للغزالي ص (42).
(2)
يوجد في الهامش فائدة: الكرامية منسوبون إلى محمد بن كرام -بفتح الكاف وتشديد الراء المهملة وأصحابه يقولون: كرام بكسر الكاف والله سبحانه أعلم. أهـ.
وابن كرام: أبو عبد الله محمد بن كرام السجستاني المتوفي سنة (244 هـ) الزاهد وهو من عباد المرجئة وأما لفظ كرام فالأكثرون على أنه بفتح الكاف وتشديد الراء وذهب ابن كرام إلى أن لله جسما وأنه محل للحوادث تعالى لله عما يقول المبطلون علوًا كبيرًا.
انظر: بعض فضائحهم في الملل والنحل للشهرستاني (1/ 144)، وما بعدها، والفرق بين الفرق للجرجاني ص (215 - 225)، ومعجم المؤلفين (11/ 161 - 162).
قال ابن عقيل في الواضح: والعلم الذي حددناه في الجملة ينقسم إلى قسمين، قديم ومحدث، فالقديم: علم الله تعالى، صفة من صفاته، ولازم من لوازم ذاته، دل على إثباته إتقان أفعاله، ونص كتابه، وهو علم واحد يتعلق بالمعلومات على حقائقها، لا يتعدد بتعدد المعلومات، ولا "يتجدد"(1). بتجدد المحدثات، ولا يوصف سبحانه بكسبي ولا ضروري (2).
وأما وصف الله سبحانه بأنه عارف فمنعه الجمهور بناءً على أن المعرفة اسم لعلم مستحدث، أو هي انكشاف شيء بعد لَبْسٍ، ووصفه الكرامية بذلك لاتحاد العلم والمعرفة، ووافقهم القاضي أبو يعلى في مختصر المعتمد وذكر أن معنى المعرفة العلم، وقد تقدم في حدود العلم أن المعرفة والعلم متحدان (3).
وقد (يشهد)(4) لهذا ما رواه الإمام أحمد من حديث ابن
(1) كذا في الواضح وفي الأصل: "يتحد".
(2)
الواضح (1/ ق 4 (أ) - (ب).
(3)
قال ابن القيم في بدائع الفوائد (2/ 68) ما نصه: قولهم (عرفت) كذا أصل وضعها لتمييز الشيء وتعيينه حتى يظهر للذهن منفردًا عن غيره، وهذه المادة تقتضي العلو والظهور، كعرف الشيء لأعلاه، ومنه "الأعراف" ومنه "عرف الديك" وأما (علمت) فموضعه للمركبات لا لتمييز المعاني المفردة، ومعنى التركيب فيها: إضافة الصفة إلى المحل، وذلك إنك تعرف زيدا على حدته، وتعرف معنى القيام على حدته ثم تضيف القيام إلى زيد، فإضافة القيام إلى زيد هو التركيب وهو متعلق القيام.
(4)
ما بين الحاصرتين تكرر في الأصل.
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما أوصاه قال: "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة"(1).
(1) هذا جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 307 - 308)، وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف، وأخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس كذلك (3/ 542 - 542) في كتاب معرفة الصحابة بإسنادين مختلفين في أحدهما عبد الله القداح وهو متروك وابن خراش مختلف، والإسناد الآخر فيه عيسى بن محمد القرشي وهو ليس بمعتمد، وأخرجه الطبراني في الكبير وله شاهد عنه عبد بن حميد لذا حسنه السخاوي.
انظر: المستدرك على الصحيحين للحاكم مع ذيله تلخيص المستدرك للذهبي (3/ 541 - 542)، المقاصد الحسنة للسخاوي حديث رقم (336).