الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(مطلب: وفيه ما لا يفهم معناه إلا الله)
(1)
قوله: (وفيه ما لا يفهم معناه إلا الله تعالى عند الجمهور).
قال الخطابي (2): مذهب أكثر العلماء الوقف التام على قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} (3) وأن ما بعده استئناف وكلام آخر.
(1) العنوان من الهامش. وانظر المسودة ص (164) شرح الكوكب المنير (2/ 148 - 149)، والبرهان في علوم القرآن (2/ 74)، وفواتح الرحموت (712).
(2)
هو حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي من ذرية زيد بن الخطاب (أبو سليمان) ولد سنة 319 هـ وكان حافظًا فقيهًا ثقة ثبتا من أوعية العلم والأدب وله مصنفات قيمة منها "غريب الحديث" و"معالم السنن" و"شرح صحيح البخاري" و"كتاب العزلة" وغلط المحدثين، وتوفي سنة (388 هـ).
انظر: شذرات الذهب (3/ 127 - 128)، معجم الأدباء (10/ 268 - 272)، معجم المؤلفين (4/ 74).
(3)
سورة آل عمران: (7) قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} .
وهو قوله {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم} ، ورُويَ في معنى ذلك عن ابن مسعود وأبي (1) بن كعب وابن عباس وعائشة رضي الله عنهم (2).
وإنما روي عن مجاهد وحده أنه نسق (الراسخين) على ما قبله وزعم أنهم يعلمونه (3).
قال ابن قاضي الجبل: قلت: عامة المتكلمين على قول مجاهد كما عامة السلف والأعلام على القول الآخر.
استدل من قال بالوقف على (لفظ)(4) الجلالة بأن "واو"
(1) هو أبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري النجاري (أبو المنذر) سيد القراء والصحابي الجليل شهد العقبة وبدرًا ومناقبه رضي الله عنه كثيرة، وتوفي سنة (19 هـ) وقيل غير ذلك.
انظر: الإصابة (1/ 19 - 20)، أسد الغابة (1/ 63 - 64)، والطبقات الكبرى لابن سعد (3/ 498 - 502)، وشذرات الذهب (1/ 31)، تقريب التهذيب ص (25).
(2)
وعلى هذا القول تكون الواو في الآية استئنافية، وهذا قول عروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وأبو الشعثاء ومالك بن أنس، وقاله كذلك الكسائي والفراء والأخافش وأبي عبيد وغيرهم.
انظر: تفسير ابن كثير (1/ 346)، وفتح القدير للشوكاني (1/ 315) وأضواء البيان (1/ 331) وما بعدها، والبرهان للزركشي (2/ 72) وشرح الكوكب المنير (151) وما بعدها.
(3)
واو على هذا تكوين عاطفة واختار هذا الآمدي والنووي وابن الحاجب.
انظر: بالإضافة إلى المراجع السابقة الأحكام للآمدي (1/ 127)، وشرح صحيح مسلم للنووي (6/ 218) ومختصر ابن الحاجب (2/ 21) والإتقان للسيوطي (2/ 3).
(4)
ما بين المعكوفين ليس موجودًا في الأصل.
(الراسخون) للابتداء و (يقولون) خبره، ولو كانت الواو عاطفة لعاد ضمير (يقولون) إلى المجموع، وهو مستحيل على الله تعالى (1).
قالوا: خص ضمير (يقولون) بالراسخين للدليل العقلي، والمعطوف قد يختص بالحال مع عدم اللبس (2).
رد: الأصل عدم ذلك، والأشهر خلافه، ولهذا في قراءة ابن مسعود (إن تأويله إلا عند الله) وفي قراءة أبي (ويقول الراسخون في العلم)(3).
وقال الفراء وأبو عبيدة: الله هو المنفرد (4).
قالوا: فيه إخراج القرآن عن كونه بيانًا. والخطاب بما لا يفهم بعيد.
رد: بالمنع (5)، وفائدته:(الابتلاء)(6).
قوله: (ولا يعني به غير ظاهره إلا بدليل، خلافًا للمرجئة)(7).
(1) راجع روضة الناظر ص (26).
(2)
انظر: الأحكام (1/ 172) وفتح القدير (1/ 316) وأضواء البيان (1/ 332).
(3)
راجع تفسير ابن كثير (1/ 347)، وشرح الكوكب المنير (2/ 155).
(4)
أي هو المتفرد بعلم المتشابه. انظر: شرح الكوكب المنير (2/ 156).
(5)
راجع روضة الناظر ص (36)، وشرح الكوكب المنير (2/ 156 - 157)، والبرهان في علوم القرآن (2/ 75).
(6)
أول هذه الكلمة مطموس في الأصل.
(7)
راجع شرح الكوكب المنير (2/ 147)، وجمع الجوامع بشرح المحلى (1/ 233).
قالت المرجئة: يجوز أن يكون في كلام الله تعالى ما المراد به غير ظاهره من غير بيان ضرر العصيان مع مجامعة الإيمان.
والصحيح أن ذلك لا يجوز لأن اللفظ بالنسبة إلى غير ظاهره لا يدل عليه فهو كالمهمل.
* * *