الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولعله لم يظلم بلدا كما ظلم طرابلس، فقد ذمها ذما بالغ فيه: ذم موقعها وبيئتها وذم أهلها، وربما كان ذمه لطرابلس وغيرها مثل القاهرة يرجع إلى أنه لم يكن يخالط ذوى المروءة فيهما ومن يحمله على المدح لا على القدح، أو كان يتعرف على أشخاص مذمومين فذم-دون ريث وتأن-البلد التى تأوى أمثالهم، وقد نالت تونس منه الحظ الأوفر فى الثناء، ومن قوله على لسانها:
أنا الغادة الحسناء فاق جمالها
…
فقالت يمينا لا خطبت على زوج
إذا الغانيات ارتدن وصف بعولة
…
فما بى ولا فخر-إلى الزّوج-من حوج
وفىّ لمكدودى الحجيج استراحة
…
فهم يردونى الدّهر فوجا على فوج
وإنّي-إلى البيت العتيق-كسلّم
…
به يرتقى من فى الحضيض إلى الأوج
رحلة (1) العياشى
هو أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبى بكر العياشى المولود سنة 1037 هـ/1628 م، كان أبوه من شيوخ الزاوية الناصرية، وعنى به فحفظه القرآن الكريم وثقّفه بما يعرف من العلوم الدينية واللغوية، وأرسل به إلى مدينة فاس ليتزود من حلقات علمائها، وأخذ يبرع فى بعض العلوم، وألف فى كثير من المسائل النحوية والفقهية وفى الحديث النبوى وفى التصوف، وكان شاعرا وله مدائح نبوية كثيرة، توفى سنة 1090 هـ/1679 م واشتهر برحلته إلى أداء فريضة الحج، وهى رحلة موسوعية يعطينا فيها معلومات كثيرة عن البلدان التى نزل فيها والحركات العلمية بها، ومن قوله فى حديثه عن إقامته بالمدينة المنوّرة:
وهكذا يجرى الأسلوب مرسلا حرا طليقا فى أكثر جوانب الرحلة، وكأنما أخذ العياشى
(1) انظر فى
رحلة العياشى
الوافى 3/ 763 والحياة الأدبية فى المغرب على عهد الدولة العلوية ص 90. وطبعت الرحلة قديما بفاس، وعنى بطبعها وتحقيقها الدكتور محمد حجى وألحق بها فهارس مهمة.