الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن تكثر المراعى فى صحراء موريتانيا، وكما نلقاها فى تبرس نلقاها فى منطقة تيشيت وفى الصحارى الممتدة بين وادان شرقى شنقيط وبين ولاته فى الجنوب الشرقى وأيضا فى منطقة الحوض غربيها.
(ب) الزروع والمراعى
وأقام كثيرون من قبائل المعقل وخاصة قبائل حسان والبرابيش وأوداية فى مدن موريتانيا، وكانت قديما تشتمل على مسجد أو مساجد تتألف من أكواخ تبنى حول آبار فى وديان أشبه بواحات صغيرة. وأهم ما يزرعون فيها النخل ليقتاتوا من تموره، وعادة يزرعون تحته الشعير وقد يزرعون الدّخن والقمح، ويقول الحسن الوزان عن تشيست إنه يوجد قربها رقعة صغيرة صالحة للزراعة، زرعها أهلها بالنخيل، ورقعة أخرى يزرعونها شعيرا ودخنا يقيمون بها أودهم، ويقول عن وادان إنه لا ينبت فيها سوى النخيل، ويزاول أهلها الصيد للحيوانات الوحشية مثل الوعل والنعام، وبها بعض الماعز، ويقول عن ولاته إن أرضها تنبت الدّخن والذرة. ويقول أحمد بن الأمين عن شنقيط إن بها نخلا كثيرا، وببعض جبالها مزارع يزرع فيها القمح والشعير والدخن واللوبيا، وأهل منطقة أدرار عامة يزرعون القمح والشعير تحت النخل، ويزرعون فى الأودية والرمال نوعا يسمى فندى وهو بطيخ أبيض اللون وأخضر من أجود البطيخ، ويصنعون من بذر الأبيض دقيقا يخلطونه بدقيق الدخن ويجعلون منه شبه العصيدة، ويقول الشنقيطى عن مدينة تيججكة إنها على ضفة واد كثير النخل وفى شماليها مزارع للفندى والدخن، ويقول عن تكانت إنها كثيرة الأشجار الصحراوية ويعد أشجارها. وتلك هى صورة الزروع فى موريتانيا، وليس منها شئ يصدّر إنما هى لمعيشة أهلها وما يسد حاجتهم من الطعام. وأهل المدن والزروع بذلك أحسن حالا من أهل المراعى والأنعام، إذ ليس من عادتهم أكل الخبز أو هم غالبا لا يعرفونه، إنما يعرفون حليب نوقهم، ويقول الشنقيطى ربما يبلغ أحد الرعاة ستين عاما ولم يعرف الخبز ولا العصيدة فضلا عن أكلهما، إنما يشرب اللبن أو يأكل التمر أو بعض لحوم الأنعام التى يرعاها.
(ج) التجارة
من قديم أهم من الزروع والمراعى عند أهل موريتانيا التجارة مع أهل السودان. وأهم ما يتجرون به معهم الملح الذى كانوا يستخرجونه من مناجم تغازى حتى القرن العاشر الهجرى، وأخذوا-فيما بعد-يستخرجونه من آجّل شرقى وادان، ويكاد كل أهل موريتانيا يتجرون فيه لكثرة العائد منه، ويتجر فيه أهل شنقيط ووادان وتيججكة وولاته والحوض وتكانت، ويكاد يباع فى أعماق السودان بوزنه ذهبا. ومر بنا قول ابن بطوطة فى زمنه إن الحمل منه أى حمل البعير وهو-كما قال-لوحان بعشرة مثاقيل من الذهب فى تغازى، ووجده فى مالى