الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التوزيع لأن العلماء كانوا غالبا موسوعيين، ولذلك كثيرا ما يقال عن العالم إنه فقيه محدث متكلم نحوى، وتحار أى مجموعة من العلماء تضعه فيها، أو يقال مثلا إنه جامع لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول ونحو ولغة، ومع ذلك سنحاول هذا التوزيع لندل على أن النشاط كان متسعا فى مختلف العلوم.
(هـ) القراء والمفسرون والمحدثون والفقهاء
أول من يلقانا من علمائهم قراء الناشئة ويعدون بالعشرات إن لم يكن بالمئات من مثل محمد بن أبى بكر من ولاته المتوفى فى القرن الثانى عشر الهجرى وكان ملازما لإقراء الناشئة، صوفى النزعة. ومن أئمة القراءات عبد الله بن أبى بكر التنواجيوى رحل إلى أحمد الحبيب اللمطى السجلماسى وقرأ عليه السبع وكان يدرس لطلابه الشاطبية ويفسرها لهم توفى سنة 1145 هـ/1732 م ومن تلاميذه عمر بن أحمد الإيدلبى كان قارئا بالسبع، توفى سنة 1152 هـ/1739 م وظلت إمامة القراءات فى بيت التنواجيويين واشتهر بالإمامة فيها الشيخ أحمد بن محمد التنواجيوى المتوفى سنة 1210 هـ/1795 م وكانت أكثر عبادته إقراء القرآن، وقد أخذ القراءات السبع عن محمد بن عبد الله التنواجيوى.
ويذكر كثيرا عن هذا العالم أو ذاك أنه كان يفسر القرآن الكريم بجانب ما كان يلقى على طلابه من دروس فى الفقه أو فى النحو أو فى علم الكلام أو فيها جميعا، وكثيرا ما يذكر مع المحدثين أنهم كانوا يعنون بتفسير الذكر الحكيم، واشتهر منذ النصف الأول من القرن الحادى عشر الهجرى محمد بن سعيد اليدالى الديمانى بتفسير قيم لكتاب الله العزيز فى مجلدين سماه «الذهب الإبريز على كتاب الله العزيز» . ويلقانا بعده المختار الكنتى وتفسيره للبسملة ولسورة الفاتحة.
ونلتقى بكثير من أئمة الحديث مثل محمد بن الحاج عثمان الجمانى فى النصف الأول من القرن الحادى عشر وهو تلميذ نور الدين الأجهورى شيخ المالكية فى مصر، ومن أئمة المحدثين عمر بن محمد بن عبد الله المحجوبى المتوفى سنة 1070 هـ/1650 م وله فى صحيح البخارى سند يصله بمؤلفه وله مصنفات كثيرة منها مقدمة فى الفقه فأرجوزة فى علم الكلام، ومنهم سيد عثمان بن عمر المتوفى سنة 1128 هـ/1716 م بولاته، وكان يقرئ صحيحى البخارى ومسلم وموطأ مالك وفيها جميعا وفى كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضى عياض أجيز بروايتها جميعا من جلة العلماء فى مصر والمدينة المنورة وموريتانيا. ومنهم عمر بن باب وكان يقرأ صحيح البخارى فى المسجد وسنذكره بين النحاة. ومنهم محدث مدينة أروان أحمد بن البشير حامل روايات صحيحى البخارى ومسلم والشفاء، وكان يضيف إلى الحديث
التفسير وقراءة نافع برواية قالون، توفى سنة 1184 هـ/1771 م. ومنهم أحمد بن خليفة محدث شنقيط المتوفى سنة 1188 هـ/1775 م وكان يقرئ صحيح البخارى وكتاب الشفاء للقاضى عياض.
وللفقه أعلام كثيرون من الفقهاء كانوا منبثين فى كل بلد وكل حى من أحياء القبائل نذكر منهم الفقيه محمد الملقب بالتنبكتى المتوفى سنة 1050 هـ/1641 م وكان قاضى مدينة ولاته وعالمها، ومنهم أحمد بن القاسم الحاجى فقيه وادان وله شرح على مختصر خليل بن إسحاق، توفى سنة 1086 هـ/1676 م وحمل عنه تلميذه أحمد أبو الأوتاد مختصر خليل وشرحه إلى تشيت. ومنهم سيد أحمد الولى بن أبى بكر المحجوبى قاضى ولاته وإمامها ومدرسها وكان ماهرا فى التفسير والنحو ويحفظ مقامات الحريرى، توفى سنة 1095 هـ/1684 م. ومنهم الفقيه محمد بن أبى بكر الغلاوى وكان عالما بالفقه والنحو مطلعا على دقائقهما بصيرا بالفتوى فى النوازل مطلعا على كتب الفقه المالكى المعتمدة، وله رسالة فى علم الكلام باسم عقيدة التوحيد، توفى سنة 1098 هـ/1687 م. ومنهم الفقيه محمد المختار ابن الأعمش وهو إمام كبير وتلاميذه كثيرون انبثوا فى أنحاء موريتانيا توفى سنة 1107 هـ/1696 م. ومنهم الحسن بن أغيد فقيه تشيت، درس وأفاد وأحيا بفتاويه سبيل الرشاد، وكان يقال من فاته الحسن البصرى بمواعظه فعليه بالحسن اليوسى (المترجم له فى المغرب الأقصى) ومن فاته اليوسى فعليه بالحسن بن أغيد، وكان إماما فى الفقه والحديث مستحضرا لهما مشاركا فيهما، وكان قيما على مختصر خليل حسن الإقراء له، وله منظومة فى مصطلح الحديث سماها روضة الأزهار وجعل عليها شرحا باسم قرة الأبصار، وله منظومة أخرى فى التوحيد سوى فتاوى مفيدة، توفى سنة 1123 هـ/1711 م. ومنهم محمد بن أبى بكر المحجوبى الولاتى فقيه ابن فقيه ابن فقيه ثلاثة فى نسق وكان جامعا لأنواع العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول ونحو ولغة وله منظومة فى علم أصول الدين، ولعلها فى التوحيد، توفى سنة 1137 هـ/1724 م. ومنهم أحمد ابن أند عبد الله بن على المحجوبى، وإليه انتهت رياسة الفتوى والقضاء فى مدينة ولاته، وله منظومة فى علم الكلام وأخرى فى الفرائض (المواريث) حجّ فى ركب من أهله، ولقى كبار العلماء وأخذ عنهم، توفى سنة 1140 هـ/1727 م. ومنهم سيد أحمد الشواف قاضى وادان كان فقيها محدثا وشيخا صالحا وله فتاوى فقهية، وهو من تلاميذ الحسن بن أغبد فقيه تشيت، توفى سنة 1140 هـ/1727 م مثل سابقه. ومنهم الشيخ أحمد بن محمد الجمانى، له فتاوى فقهية وهو أيضا تلميذ الحسن بن أغيد، توفى سنة 1151 هـ/1738 م. ومنهم الشريف أحمد بن فاضل، وهو من تلامذة الحسن بن أغيد، وكان إماما عالما، وكان المفزع إليه وإلى أخيه فى الفتيا، وله ولأخيه فتاوى مجموعة، توفى سنة 1153 هـ/1740 م. ومنهم محمد بن الحسن بن أغبد كان يتقن الفقه والحديث والنحو فيقرئ طلابه رسالة ابن أبى زيد
الفقهية ومختصر خليل ويحدث بصحيح البخارى ويدرس ألفية ابن مالك وكانت له حلقة كبيرة يؤمها الطلاب فى تشيت، وكان يدرس للرجال نهارا وللنساء ليلا، توفى سنة 1159 هـ/1746 م. ومنهم الشريف حمى الله ابن الشريف أحمد الحسنى، وكانت له فتاوى فقهية متداولة فى موريتانيا، وله شرح منظومة الأوجلى فى التوحيد ونظم صغرى السنوسى فيه، توفى سنة 1169 هـ/1755 م. ومنهم أند عبد الله بن أحمد المحجوبى قاضى ولاته، برع فى الفنون كلاما وفقها وأصولا ونحوا ومنطقا، له فتاوى فقهية وشرح على لامية الزقاق فى مجلد ضخم، توفى سنة 1172 هـ/1759 م ومنهم سنبير قاضى أروان وكان بحرا فى الرواية والدراية توفى سنة 1180 هـ/1767 م. ومنهم عمر الخطاط، كان من الفقهاء البارعين، وكان يقرئ الطلاب مختصر خليل قراءة تحقيق، وكثر تلاميذه وطلابه حتى ربما بلغوا فى حلقته المائة، توفى سنة 1196 هـ/1782 م ومنهم عبد الله بن عبد الرحمن التشمشاوى الديمانى له شرح فى جزء على مختصر خليل فى الفقه المالكى سماه: «شفاء الغليل وراحة العليل على مختصر الشيخ خليل، توفى سنة 1212 هـ/1798 م. ومنهم عبد الله بن أحمد الغلاوى البكرى، فقيه أهل الحوض، وله منظومات علمية كثيرة، توفى فى صدر القرن الثالث عشر الهجرى. ومنهم عبد الله بن إبراهيم بن الإمام العلوى فقيه تيججكة، كان عالما فقيها محدثا أصوليا بيانيا مفتيا ومدرسا، وله منظومات فى علم الحديث وفى علم البيان وأعجب به محمد بن عبد الله سلطان المغرب الأقصى فأهداه خزانة كتب كبيرة نفيسة جدا، وحج واجتمع بعلماء القاهرة وسمع به محمد على والى مصر فأكرمه، توفى سنة 1233 هـ/1817 م. ويتكاثر الفقهاء فى القرن الثالث عشر الهجرى ومنهم باب بن أحمد بيب، وله شرح على كتاب التحفة لابن عاصم، وكان ابن فرحون انتهى فى ترجماته لفقهاء المالكية بكتابه الديباج عند القرن السابع فأكمل ترجمة نظرائهم من الفقهاء حتى القرن الثانى عشر الهجرى/الثامن عشر الميلادى، توفى سنة 1276 هـ/1859 م وكان ابنه التجانى فقيها مثله درس عليه فى أول أمره وعلى والدته الصالحة العالمة خديجة بنت المختار بن عثمان، وكان من أعاجيب الدهر فى الذكاء، وكان عالما بفن السّير والفقه والأصول والبيان والنحو والتصريف واللغة والمنطق، وله نظم فى أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم وأولاده وله عليه شرح نفيس مجلد، ونظم ورقات أبى المعالى إمام الحرمين فى علم الأصول، توفى قبل أبيه بنحو عشرة أعوام. ومنهم الشيخ سيدىّ الأبييرىّ الكبير، وكان عالما بالفقه والنحو ودقائقهما وله شرح على مختصر خليل باسم مرآة النظر فى وجوه خبايا المختصر، وشرح ثان على باب الفرائض منه، توفى سنة 1284 هـ/1867 م. ومنهم محمد بن محمد سالم المجلسى، وله فى شرح مختصر خليل شرح باسم: لوامع الدرر فى هتك أستار المختصر، توفى سنة 1302 هـ/1885 م.