المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1 -عناصر السكان - تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف - جـ ١٠

[شوقي ضيف]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة

- ‌1 - [الجزائر]

- ‌2 - [المغرب الأقصى]

- ‌3 - [موريتانيا]

- ‌4 - [السودان]

- ‌القسم الأولالجزائر

- ‌الفصل الأوّلالجغرافية والتاريخ

- ‌1 -الجغرافية

- ‌3 -الفتح والولاة-الأغالبة-الإباضية-تلمسان

- ‌(ب) الأغالبة

- ‌(ج) الإباضيون

- ‌(د) تلمسان

- ‌4 -الدولة العبيدية-الدولة الصنهاجية-بنو حماد

- ‌(أ) الدولة العبيدية

- ‌(ج) بنو حماد

- ‌5 -دولة الموحدين-الدولة الحفصية-بنو عبد الواد

- ‌الفصل الثّانىالمجتمع الجزائرى

- ‌2 -المعيشة

- ‌(أ) الثراء

- ‌(ب) الرّفة

- ‌(ج) الموسيقى

- ‌4 -الدين-المالكية والحنفية-الإباضية-المعتزلة

- ‌(أ) الدين

- ‌(د) المعتزلة

- ‌الفصل الثالثالثقافة

- ‌1 -الحركة العلمية

- ‌(أ) فاتحون ناشرون للإسلام ومعلمون

- ‌(ب) دور العلم:‌‌ الكتاتيب-‌‌المساجد-المدارس-الزوايا-المكتبات

- ‌ الكتاتيب

- ‌المساجد

- ‌المدارس

- ‌الزوايا

- ‌المكتبات

- ‌(ج) نمو الحركة العلمية

- ‌5 -التاريخ

- ‌الفصل الرّابعنشاط الشعر والشعراء

- ‌2 -كثرة الشعراء

- ‌3 -شعراء المديح

- ‌ عبد الكريم النهشلى

- ‌ ابن خميس

- ‌ الشهاب بن الخلوف

- ‌ محمد القوجيلى

- ‌4 -شعراء الفخر والهجاء

- ‌(أ) شعراء الفخر

- ‌(ب) شعراء الهجاء

- ‌ بكر بن حماد التاهرتى

- ‌ سعيد المنداسى

- ‌5 -الشعراء والشعر التعليمى

- ‌ عبد الرحمن الأخضرى

- ‌الفصل الخامسطوائف من الشعراء

- ‌1 -شعراء الغزل

- ‌ ابن على

- ‌2 -شعراء وصف الطبيعة

- ‌ عبد الله بن محمد الجراوى

- ‌3 -شعراء الرثاء

- ‌4 -شعراء الزهد والتصوف

- ‌(أ) شعراء الزهد

- ‌(ب) شعراء التصوف

- ‌ إبراهيم التازى

- ‌5 -شعراء المدائح النبوية

- ‌الفصل السّادسالنثر وكتّابه

- ‌1 -الخطب والوصايا

- ‌2 -الرسائل الديوانية

- ‌3 -الرسائل الشخصية

- ‌4 -المقامات

- ‌5 -كبار الكتاب

- ‌[(ب)] الوهرانى

- ‌القسم الثانىالمغرب الأقصى

- ‌الفصل الأوّلالجغرافية والتاريخ

- ‌1 -الجغرافية

- ‌3 -الفتح والولاة-ثورة الصفرية-بنو مدرار-الأدارسة-بعد الأدارسة والمدراريين

- ‌(ب) ثورة الصفرية

- ‌(د) الأدارسة

- ‌4 -المرابطون-الموحدون-بنومرين

- ‌(أ) المرابطون

- ‌(ب) الموحدون

- ‌5 -السعديون-الطرق الصوفية-العلويون

- ‌(أ) السعديون

- ‌(ج) العلويون

- ‌الفصل الثّانىالمجتمع المغربى

- ‌1 -عناصر السكان

- ‌2 -المعيشة

- ‌3 -الثراء-الرّفة-الموسيقى-المرأة

- ‌(أ) الثراء

- ‌(ب) الرّفة

- ‌(ج) الموسيقى

- ‌(د) المرأة

- ‌4 -المالكية-الصفرية-المعتزلة-الظاهرية

- ‌(أ) المالكية

- ‌(ب) الصفرية

- ‌(ج) المعتزلة

- ‌(د) الظاهرية

- ‌5 -الزهاد-المتصوفة

- ‌(أ) الزهاد

- ‌(ب) المتصوفة

- ‌الفصل الثالثالثقافة

- ‌1 -الحركة العلمية

- ‌(أ) فاتحون ناشرون للإسلام ومعلمون

- ‌ الكتاتيب

- ‌(ب) دور العلم: الكتاتيب-المساجد-المدارس-الزوايا-المكتبات

- ‌المساجد

- ‌المدارس

- ‌الزوايا

- ‌المكتبات

- ‌(ج) نمو الحركة العلمية

- ‌2 -علوم الأوائل

- ‌3 -علوم اللغة والنحو والعروض والبلاغة

- ‌5 -التاريخ

- ‌الفصل الرّابعنشاط الشعر والشعراء

- ‌1 -تعرب المغرب الأقصى-كثرة الشعراء

- ‌(أ) تعرب المغرب الأقصى

- ‌(ب) كثرة الشعراء

- ‌2 -شعراء الموشحات والأزجال

- ‌(أ) شعراء الموشحات

- ‌ ابن غرلة

- ‌ ابن الصباغ

- ‌ ابن زاكور

- ‌(ب) شعراء الأزجال

- ‌ابن عمير

- ‌3 -شعراء المديح

- ‌ ابن زنباع

- ‌ ابن حبوس

- ‌الجراوى

- ‌ ابن عبد المنان

- ‌الهوزالى

- ‌الدغوغى

- ‌البوعنانى

- ‌4 -شعراء الفخر والهجاء

- ‌(أ) الفخر

- ‌ الشاذلى

- ‌(ب) الهجاء

- ‌5 -الشعراء والشعر التعليمى

- ‌ عبد العزيز الملزوزى

- ‌ابن الونان

- ‌الفصل الخامسطوائف من الشعراء

- ‌1 -شعراء الغزل

- ‌ أبو الربيع الموحدى

- ‌ عمر السلمى

- ‌2 -شعراء الوصف

- ‌3 -شعراء الرثاء

- ‌ ابن شعيب الجزنائى

- ‌4 -شعراء الزهد والتصوف

- ‌(أ) شعراء الزهد

- ‌(ب) شعراء التصوف

- ‌ ابن المحلى

- ‌5 -شعراء المدائح النبوية

- ‌ميمون بن خبازة

- ‌ مالك بن المرحل

- ‌الفصل السادسالنثر وكتّابه

- ‌1 -الخطب والمواعظ

- ‌2 -الرسائل الديوانية

- ‌3 -الرسائل الشخصية

- ‌4 -المقامات والرحلات

- ‌(أ) المقامات

- ‌(ب) الرحلات

- ‌ رحلة ابن رشيد

- ‌ رحلة العياشى

- ‌ رحلة ابن ناصر

- ‌5 -كبار الكتّاب

- ‌(أ) القاضى عياض

- ‌القسم الثالثموريتانيا

- ‌الفصل الأوّلالجغرافية والتاريخ

- ‌1 -الجغرافية

- ‌2 -التاريخ

- ‌الفصل الثّانىالمجتمع والثقافة

- ‌1 -المجتمع

- ‌(أ) صنهاجة وقبائل المعقل العربية

- ‌(ب) الزروع والمراعى

- ‌(ج) التجارة

- ‌(د) حياة يدوية

- ‌2 -الثقافة

- ‌(أ) نشاط دينى تعليمى كبير

- ‌(ب) التعليم والطلاب والشيوخ

- ‌(ج) أمهات الكتب والمتون والشروح المتداولة

- ‌(د) أعلام العلماء فى موريتانيا

- ‌(هـ) القراء والمفسرون والمحدثون والفقهاء

- ‌(و) أعلام النحاة والمتكلمين

- ‌الفصل الثالثنشاط الشعر والشعراء

- ‌1 -تعرّب موريتانيا

- ‌2 -شعراء المديح

- ‌ ابن رازكة

- ‌3 -شعراء الفخر والهجاء

- ‌(أ) شعراء الفخر

- ‌ المختار بن بون

- ‌(ب) شعراء الهجاء

- ‌4 -شعراء الرثاء

- ‌الفصل الرّابعطوائف من الشعراء

- ‌1 -شعراء الغزل

- ‌ الأحول الحسنى

- ‌ يقوى الفاضلى

- ‌2 -شعراء التصوف

- ‌ المختار الكنتى

- ‌الشيخ سيديّا

- ‌3 -شعراء المدائح النبوية

- ‌ محمد بن محمد العلوى

- ‌4 -الشعراء والشعر التعليمى

- ‌القسم الرابعالسودان

- ‌الفصل الأوّلالجغرافية والتاريخ

- ‌1 -الجغرافية

- ‌2 -التاريخ

- ‌3 -(ج) دولة الفونج

- ‌4 -محمد على والسودان-عهد إسماعيل

- ‌5 -حركة المهدى-خليفته عبد الله التعايشى

- ‌الفصل الثّانىالمجتمع السودانى-الثقافة

- ‌(أ) نزعة صوفية عامة

- ‌(ب) المرأة ومكانتها فى التصوف

- ‌(ج) التصوف والتربية الخلقية والدينية

- ‌(د) طرق صوفية جديدة

- ‌(هـ) دعوة المهدى ومبادئها الستة

- ‌2 -الثقافة

- ‌(أ) كتاتيب-زوايا-مساجد

- ‌(ب) حركة علمية نشيطة فى عهد الفونج

- ‌(ج) سودانيون أزهريون وعلماء مصريون

- ‌(د) التعليم المدنى الحديث وتوقفه

- ‌(هـ) إنشاء معهد دينى وعودة التعليم المدنى الحديث

- ‌الفصل الثالثنشاط الشعر والشعراء

- ‌2 -شعراء المديح

- ‌ الشيخ حسين زهراء

- ‌ الشيخ محمد عمر البناء

- ‌3 -شعراء الفخر والحماسة

- ‌ الشيخ يحيى السلاوى السودانى

- ‌ عثمان هاشم

- ‌4 -شعراء الرثاء

- ‌(أ) رثاء الأفراد

- ‌ الشيخ محمد سعيد العباسى

- ‌(ب) رثاء المدن

- ‌الفصل الرّابعطوائف من الشعراء

- ‌1 -شعراء الغزل العفيف

- ‌2 -شعراء النقد العنيف والشكوى من الزمن

- ‌الشيخ عبد الله البناء

- ‌ صالح عبد القادر

- ‌3 -شعراء التصوف

- ‌4 -شعراء المدائح النبوية

- ‌ الشيخ عمر الأزهرى

- ‌ الشيخ عبد الله عبد الرحمن

الفصل: ‌1 -عناصر السكان

‌الفصل الثّانى

المجتمع المغربى

‌1 -

عناصر السكان

البربر هم العنصر الأصيل الذى عاشت قبائله وبطونه وعشائره-منذ آماد سحيقه-فى المغرب وسواحله وسهوله وجباله وهضابه ووديانه من برقة إلى المحيط الأطلسى واختلف مؤرخو العرب ونسابة البربر فى الأصل الذى انحدروا منه اختلافات شتى استقصاها ابن خلدون فى الجزء السادس (1) من تاريخه، فقيل إنهم ساميون من ولد عملاق بن لاوذ بن إرم بن سام، وقيل بل من ولد إبراهيم عليه السلام، وقيل هم ساميون حقا ولكنهم عرب يمنيون من ولد النعمان بن حمير بن سبأ، وقيل من لخم وجذام وقيل بل هم مضربون من ولد بر بن قيس بن عيلان، وقيل إنهم حاميون من مصراييم بن حام، وقيل: بل من مازيغ بن كنعان بن حام. وكما اختلف المؤرخون والنسابة فى أصلهم اختلفوا فى موطنهم الأصلى وهجرتهم منه، هل هو الجزيرة العربية أو اليمن أو الشام أو فلسطين، واختلفوا فيمن أخرجهم منه، قيل أخرجهم داود-بوحى نزل عليه-إلى ديار المغرب، وقيل خرجوا بعد قتل داود لجالوت فارّين إلى إفريقيا، وحاولوا النزول بمصر فمنعهم القبط فاتجهوا إلى برقة وما وراءها وانساحوا فى المغرب إلى المحيط، وقيل بل الذى أخرجهم من الشام إلى إفريقيا يوشع بن نون، وقبل: بل إفريقش أحد ملوك التبابعة اليمنيين، وقيل إنه ارتحل معهم فى هجرتهم إلى المغرب حيان يمنيان: كتامة وصنهاجة. ويعلق ابن خلدون على كل هذه الأقوال وما يماثلها بقوله (1): «إنها تكاد تكون من أحاديث الخرافة، إذ مثل هذه الأمة (الضخمة) المشتملة على أمم وعوالم ملأت جانبا من الأرض لا تكون منتقلة من جانب آخر وقطر محصور (مثل الشام). والبربر معروفون فى بلادهم وأقاليمهم متميزون بشعارهم من الأمم منذ الأحقاب المتطاولة قبل الإسلام فما الذى يحوجنا إلى التعلق بهذه الترهات فى شأن أوليتهم» . وابن خلدون محق فى عدّ كل تلك الأقاويل من باب الخرافة سواء فى ارتحال البربر من الشام أو غيرها إلى ديار المغرب أو فى محاولة التعرف على الأصل الذى نشأت منه وتناسلت ذريتهم. والذى يؤكده المنطق والواقع أن البربر نشئوا بالمغرب وليسوا منقولين إليه من آسيا، وليسوا ساميين إنما هم إفريقيون حاميون مما جعل

(1) انظر تاريخ ابن خلدون 6/ 89 وما بعدها.

ص: 298

ابن خلدون يقول: «والحق الذى لا ينبغى التعويل على غيره فى شأن البربر أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح. . وأن اسم أبيهم مازيغ بن كنعان» . ويقول ابن خلدون إن إفريقش -فيما يقال-هو الذى سماهم بالبربر لما سمع رطانتهم واختلاط أصواتهم. وأولى من ذلك ما يقال من أن الكلمة ترجع إلى أصل لاتينى هو Barbarus وهو عند الرومان من لا يفهم كلامه، وربما وجدوا الكلمة على لسان المغاربة أنفسهم فأخذوها عنهم، إذ سموا بها أنفسهم وشعوبهم، أما القول بأن العرب هم الذين سموا بها الشعوب المغربية لعدم فهمهم لغتهم وأن من ذلك قولهم بربر الأسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة فبعيد الاحتمال.

ويقول ابن خلدون إن شعوب البربر ترجع إلى مجموعتين ضخمتين هما شعوب البرانس وشعوب مادغيس الأبتر أو البتر، وتجمع شعوب البرانس عند النسابين عشرة شعوب أو قبائل كبرى هى مصمودة، وصنهاجة، وأوربة، وعجيسة، وكتامة، وإزداجة، وأوريغة، ولمطة، وهسكورة، وجزولة. والقبائل التى اشتهرت منها بسكنى المغرب الأقصى هى مصمودة وكانت تسكن أربع مناطق هى: حاحة-السوس-مراكش-جزولة، ومن بطونها غمارة وكانت تسكن منطقتى الريف والهبط وبرغواطة وكانت تسكن منطقتى تامسنة ودكالة. وصنهاجة، ويقال إنها ثلث البربر وموطنها المغرب الأقصى والصحراء وراءه إلى السودان الغربى، ومن بطونها لمتونة ومنها عشيرة يوسف بن تاشفين أمير المرابطين، ومن بطونها أيضا بنو مزغنة منشئو مدينة الجزائر. وشعوب لمطة وهسكورة وجزولة كانت مواطنها جميعا المغرب الأقصى، وكان للشعوب الأخرى بعض بطون فى المغرب مثل هوارة من أوريغة. أما شعوب البتر فأربعة: نفوسة فى طرابلس، وإداسة وتختلط بطونها بهوارة، وضريسة، ولوا. ومن البطون الكبرى لهذه الشعوب من سكان المغرب الأقصى ورفجومة بأوراس ومضغرة ويسكنون ما بين فاس وتلمسان، ومكناسة على نهر ملوية من سجلماسة إلى مصبّه، ومغراوة فى فاس وسجلماسة وهى فرع من زناتة وكانت تسكن المغرب الأوسط وشطرا من المغرب الأقصى ومن بطونها يفرن وواسين ومنها بنو مرين حكام المغرب الأقصى.

وظل البربر بعيدين عن الأمم القديمة لا يتصلون بهم أى اتصال حتى نزل بديارهم الفينيقيون فى القرن التاسع قبل الميلاد-وربما قبله أو بعده-وكانوا شعبا ملاحيّا يحترف التجارة، وأخذوا يبحثون فى سواحل البلاد المغربية عن مواضع صالحة لرسوّ سفنهم كى يتبادلوا السلع مع أهلها ونزلوا قرطاجة فى تونس، وأخذوا يبحثون عن مواطن أخرى على طول الساحل فى الجزائر ثم فى المغرب الأقصى على البحر المتوسط والمحيط وأنشئوا عليهما مدنا فينيقية هى مليلة على المتوسط وطنجة وأصيلا على المحيط، ولا بد أن أثّروا بحضارتهم الفينيقية فى تلك المدن وأنحائها المختلفة فى أثناء القرون المتصلة التى خالطوا فيها السكان المغاربة، ولا بد أن عرف المغاربة كثيرا من طرقهم فى الزراعة والصناعة وخاصة فى التعدين، كما عرفوا أبجديتهم ولغتهم

ص: 299

وربما أتقنها منهم كثيرون. وتنشب منذ أواسط القرن الثالث قبل الميلاد حتى أواسط القرن الثانى حروب بين قرطاجة عاصمة الفينيقيين وروما ويكتب النصر لروما، وتؤول إليها ديار المغرب بما فيها من المدن الفينيقية، وتصبح مليلة وطنجة وأصيلا تابعة لهم، وينشئون على ساحل البحر المتوسط بقرب الزقاق مدينة سبتة وتوغلوا على المحيط، وأنشئوا لهم موقعا أو مدينة هى سلا، ومدينة ثانية أو موقعا هو أنفه (الدار البيضاء) ويتوغلون فى الداخل وينشئون مدينة وليلى. وظلوا فى المغرب نحو ستة قرون إلا قليلا، وطبيعى أن يؤثروا فيه بحضارتهم الرومانية وخاصة فى المدن التى كان لهم فيها جاليات ولما اعتنقوا الدين المسيحى حاولوا نشره فى البلاد المغربية وخاصة الساحلية. غير أن من دخلوا فيه من البربر-وخاصة فى المغرب الأقصى-كانوا قلة، فقد ظلت جماهير المغرب وثنية. واكتسح الوندال ما ملكته روما من البلدان المغربية، وكانوا شعبا حربيا غير متحضر فلم يتركوا فيها أثرا، وخلفهم البيزنطيون، ولم يحاولوا نشر شئ من ثقافتهم ولا حضارتهم فى البلاد المغربية.

والعرب هم العنصر الثانى فى المغرب الأقصى بعد البربر، وقد جاءوا إلى المغرب فى خلافتى عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان لا طلبا للاستيلاء على ما فيه من طيبات الأرض وثمارها وإنما طلبا لنشر دين الله حتى لا يعبد فى الأرض إله سواه وحتى تعم تعاليمه الداعية إلى العدل والمساواة بين الناس، وأخذ ولاة القرن الأول الهجرى أنفسهم بتطبيق هذه التعاليم، مما جعل المغاربة يدخلون فى الدين الحنيف أفواجا. حتى إذا تكاثر المسلمون منهم فى عهد واليهم حسان بن النعمان كوّن منهم كتيبة عدادها اثنا عشر ألفا وولّى على قبيلة جراوة فى الجزائر واليا منها. وهو رمز لما كان يأخذ به ولاة القرن الأول الهجرى فى المغرب من المساواة بين العرب والبربر فى الجهاد والحكم. ويتسع ذلك فى عهد خلفه موسى بن نصير، إذ يولّى على طنجة واليا بربريا هو طارق بن زياد، ويعهد إليه بفتح الأندلس، فيغزوها على رأس حملة أكثر جنودها من البربر، ويلحق به على رأس حملة ثانية فيكمل الفتح معه. ويتقاسم شرف هذا الفتح عربى هو موسى بن نصير وبربرى هو طارق بن زياد، وجيش مؤلف من العرب والبربر. وبذلك لم يعد فى ديار المغرب أى فارق بين عربى وبربرى، غير أننا لا نكاد نمضى فى القرن الثانى الهجرى حتى تنكب البلاد العربية بخلفاء أمويين لا يحسنون تدبير الملك فيولون على ديار المغرب ولاة جبارين يظلمون أهلها فى الخراج وغير الخراج غير واعين لتعاليم الإسلام فى المساواة والعدالة بين المسلمين، ويبلغ السفه والعته بوالى طنجة أن يصرّح بأنه عازم على تخميس أراضى البربر زاعما زعما مخطئا أنها غنائم حرب. وتنادى كثيرون من المغاربة كيف الخلاص من هذا الظلم الفادح، وسرعان ما أخذ دعاة الخوارج من الصفرية والإباضية يوضحون لهم أن الخلاص الحقيقى إنما هو فى اعتناق دعوتهما التى تسوّى بين المسلمين فى جميع الحقوق. واعتنق مذهب الصفرية فى المغرب الأقصى كثيرون وكوّنوا جيشا استولى على

ص: 300

طنجة وقتل واليها، ونازلته جيوش الدولة الأموية مرارا، وكان النصر حليفه، ومرّ بنا-فى الفصل الماضى-أن قائدين صفريين هاجما القيروان سنة 124 هـ/741 م وباء بهزيمة ساحقة. وفى سنة 138 هـ/755 م هاجمت ورفجومة القيروان واستباحتها وخلّصها منها أبو الخطاب عبد الأعلى إمام الإباضية فى طرابلس. وتدور الأعوام وتنشأ الدولة الإدريسية، وتأخذ فى القضاء على الصفرية فى شمالى المغرب الأقصى وينسحبون إلى سجلماسة ودولة بنى مدرار. وأخذ إدريس الثانى (175 - 213 هـ) يستكثر من العرب فى حاشيته حتى بلغوا خمسمائة. وهى أول دولة عربية إسلامية تنشأ فى المغرب الأقصى وقد عملت على تحفيظ القرآن الكريم ونشر حلقات القراء والمحدثين والمفسرين والفقهاء فى جميع مدنها والعناية بتعليم المغاربة العربية. وجاءها كثيرون من فقهاء تونس والمشرق ولاذ بها أربعمائة أسرة من أسر الأندلس الفقهية، وجعلت عاصمتها عدوتين: عدوة للمغاربة سمتها عدوة القرويين وعدوة للأندلسيين. ونمضى إلى منتصف القرن الخامس الهجرى وتحدث الهجرة الأعرابية الكبرى لبنى هلال وبنى سليم إلى ديار المغرب، ويقال إنهم كانوا نحو نصف مليون من الأعراب، ويقال بل كانوا مليونا أو يزيدون، ولم يكونوا طلاب حكم وملك، ولذلك لم يقيموا لهم دولة فى المغرب، إنما كانوا طلاب مواطن يقيمون فيها، وانساحوا كسيل عرم فى برقة وطرابلس وإفريقية التونسية والجزائر، وكأنما وجدوا فى كل ذلك ما يغنيهم عن الانسياح فى المغرب الأقصى واكتساحه ولا يمضى على هذا الطوفان للهلاليين وبنى سليم نحو قرن حتى يستنجد أهل طرابلس وإفريقية التونسية بعبد المؤمن بن على سلطان الموحدين لاستيلاء النور مانديّين بأساطيلهم على سواحل طرابلس وجزيرة جربة وميناء المهدية وغيرها من موانى إفريقية التونسية ورأى واجبا عليه أن ينقذ تلك البلدان وخرج بجيش ضخم إليهم وأخذ يستولى به على مدن الجزائر. وعلم وهو بيجاية أن القبائل الهلالية، وهى الأثبج وزغبة ورياح وقرة تتجمع مع صنهاجة لحربه، وأرسل إليها جيشا نازلها ثلاثة أيام وانتصر عليها فى اليوم الرابع وفر الأعراب تاركين وراءهم الأهل والمال، فأمر بنقل النساء والأولاد إلى مراكش والعناية بهم. ولما أتم رحلته واسترد طرابلس والمهدية وغيرها من موانى إفريقية التونسية وعاد إلى عاصمته مراكش أمر أن يكتب إلى سادة بنى هلال أن نساءهم وأولادهم فى الحفظ والصيانة، فوفدوا عليه وأكرمهم وردّ عليهم نساءهم وأولادهم وأسبغ عليهم أموالا وافرة، ونقل منهم إلى المغرب الأقصى ألفا من كل قبيلة بأسرهم، ولما عزم على زيارة الأندلس سنة 558 هـ/1163 م دعا عرب بجاية إلى العبور معه للأندلس للجهاد برسالة تلتهب حماسة ختمها بأبيات من نظمه استهلها بقوله:

أقيموا إلى العلياء هوج الرّواحل

وقودوا إلى الهيجاء جرد الصّواهل

ص: 301

واستجاب له جمع ضخم كما يقول صاحب المعجب (1) فأنزل طائفة بنواحى قرطبة وطائفة بنواحى إشبيلية، وأقاموا هنالك. وفى سنة 577 هـ/1182 م وفد على الخليفة بعده ابنه يوسف حشد كبير من قبيلة رياح وضعوا أنفسهم تحت تصرّفه وعبر كثيرون منهم معه إلى الأندلس. ولما خرج ابنه يعقوب المنصور لاسترجاع قفصة وقابس واستعادهما خرجت عليه فى هذه الأثناء بقايا من قبائل رياح الهلاليه وأخواتها من قبائل جشم والأثبج، فردهم إلى طاعته، ولاذوا بدعوته، فأمر بنقلهم إلى المغرب الأقصى لكفّ عدوانهم عن المغرب الأوسط، وصدعوا لأمره، فأنزل بنى رياح فى مناطق الهبط وأزغار وفاس مما يلى سواحل طنجة إلى سلا، وأنزل بنى جشم فى تامسنة وما وراءها من الأراضى، وأنزل الأثبج فى منطقتى دكالة وتادلة. ويبدو أن بطون بعض هذه القبائل تحركت من منازلها بعد عصر الموحدين إلى منازل جديدة استقرت فيها إذ يذكر الحسن (2) الوزان فى القرن العاشر الهجرى أن بعض فروع رياح سكنوا منطقة دكالة وضواحى مينائها آسفى على المحيط وأن فروعا أخرى سكنت منطقة حاحة وسهولها، كما يذكر أن فرع المنتفق من أثبج تحول شمالا وسكن أزغار، وأن فرع صبيح منها تحرك جنوبا وسكن السهول الواقعة بين سلا ومكناس. ويقول إن يعقوب فتح لعامة العرب نوميديا أى الصحراء فى جنوبى الجزائر متداخلة مع شطر من الصحراء فى المغرب الأقصى، ولعل ذلك ما جعل بعض بطون القبائل العربية أو الأعرابية فى نوميديا ينزح إلى موريتانيا الشرقية ويتغلغل إلى وادى ملوية شمالا ووادى أو نهر درعة جنوبا. ومن أهم هذه القبائل المعقل، يقول ابن خلدون:«هذا القبيل لهذا العهد (فى القرن الثامن الهجرى) من أوفر قبائل العرب، ومواطنهم بقفار المغرب الأقصى وينتهون إلى البحر المحيط من الغرب» وبطونهم كثيرة، وتستولى على ملوية كلها إلى سجلماسة، وتصعد إلى ممر تازا وأنحاء تادله وتلال مكناسة، واستولت على السوس الأقصى وانتجعت فى الرمال إلى مواطن الملثمين (3)، ونلتقى بسليم قرب وادى درعة، وتشتغل بالتجارة (4) وتذهب مع سلعها فى قوافل إلى تمبكتو، وأهلها أثرياء ولهم أملاك وأراض زراعية كثيرة فى درعة. وكل القبائل التى ذكرناها أخذت بطونها تمتزج بأهل المغرب الأقصى بحيث أصبح عربيا دينا ولغة.

والعنصر الثالث فى المغرب الأقصى هو الأندلسيون الذين أخذوا فى الهجرة إليه منذ عهد الحكم الربضى فى أواخر القرن الثانى الهجرى وأوائل الثالث إذ أوقع بفقهاء قرطبة وقعة الربض المشهورة وأمر بطردهم من الأندلس، وكانوا مع من اشتركوا معهم فى الوقعة ألوفا، وذهب

(1) انظر فى استنفار عبد المؤمن للأعراب المعجب ص 294 وانظر فى استنفار يوسف ويعقوب لهم وإسكان يعقوب لقبائلهم المغرب الأقصى ابن خلدون 6/ 20، 21، 24.

(2)

انظر كتابه وصف إفريقيا ص 56 وما بعدها.

(3)

راجع ابن خلدون 6/ 58.

(4)

وصف إفريقيا ص 62.

ص: 302

كثيرون منهم إلى الإسكندرية ثم تركوها إلى جزيرة كريت وانتزعوها من أيدى البيزنطيين وأنشئوا فيها دولة إسلامية سنة 212 هـ/827 م ظلت بها أكثر من قرن إلى أن استعادها البيزنطيون سنة 350 هـ/961 م وحشد كبير اتجه إلى فاس فى المغرب الأقصى وكان إدريس الثانى يبنيها فجعلها عدوتين: عدوة للمغاربة وعدوة للأندلسيين، ويقال إنه نزلها منهم أربعمائة أسرة سوى من نزلوا فى بلاد المغرب الأقصى الأخرى. ونمضى إلى القرن السابع الهجرى فتسقط-كما مرّ بنا فى غير هذا الموضع-قرطبة وبلنسية ودانية وإشبيلية فى حجر الإسبان، ثم تسقط مرسية، وتهاجر منها جميعا إلى المغرب الأقصى أفواج من الأندلسيين باحثة لها عن موطن جديد فى فاس وفى غير فاس، ويرحب بهم المغاربة ويفسحون لهم فى أسباب العيش. وأخذت هذه الهجرة الأندلسية تتسع بعد سقوط غرناطة سنة 897 هـ/1492 م وخروج العرب من الجزيرة الأندلسية فإن كثيرين منهم نزلوا المغرب الأقصى واتخذوه وطنا ثانيا لهم، حتى إذا اتخذ فيليب الثالث ملك إسبانيا سنة 1018 هـ/1609 م قرارا بطرد كل المسلمين من إسبانيا التجأت منهم أفواج كثيرة إلى المغرب الأقصى متخذة منه شاطئ نجاة، ورحب بهم المغاربة كما رحبوا-من قديم-بمن نزل بينهم لعهد الحكم الربضى ثم لعهد سقوط المدن الكبرى فى القرن السابع الهجرى، ثم لعهد سقوط غرناطة. ودائما كان الحضريون من الأندلسيين فقهاء وعلماء وأصحاب صناعات ينزلون المدن ويستقرون فيها وكان الفلاحون والزراع منهم ينزلون سهول المغرب الأقصى ووديانه وتلاله، وارتقوا فيه بطرق الرى والزراعة والغرس التى ألفوها فى الأندلس سواء فى السهول والوديان أو فى التلال أو فى مرتفعات الجبال، واختار كثيرون منهم-منذ سقوط غرناطة-منطقتى الريف والهبط فى الشمال. وتحول غير قليلين منهم إلى قراصنة يغيرون على سفن إسبانيا وشواطئها والسفن الأوربية انتقاما من إخراجهم كرها من وطنهم الأندلسى. وكانت هذه الأفواج الأندلسية أكثر حضارة وثقافة من المغاربة، فأفادوا منهم حضاريا وثقافيا فوائد كثيرة بجانب الفوائد المادية والاقتصادية من الحرف والصناعات وأساليب الزراعة، وبمرور الزمن اندمجوا فى الشعب المغربى اندماجا تاما.

والعنصر الرابع اليهود وكان أول نزول لهم فى المغرب بالقرن الثالث ق. م على عهد الفينيقيين وكثر نزولهم فيه بعد تحطيم القيصر تيتوس لمعبد بيت المقدس سنة 70 للميلاد ويبدو أنهم اختلطوا بالبربر إذ حاولوا نشر دينهم فيهم واعتنقه بعض البربر، ولا بد أن دخل منهم كثيرون المغرب الأقصى فى أثناء المدّ الفينيقى والرومانى، وظلوا بالمغرب بعد الفتح الإسلامى ناعمين بما يعطيه الإسلام لأهل الذمة: اليهود والنصارى من الحرية فى إقامة شعائرهم مع المعاملة الحسنة، وربما نزح إليهم فى العهود الإسلامية يهود من فلسطين، حتى إذا سقطت غرناطة أخذ ينزح إلى المغرب عامة والمغرب الأقصى خاصة يهود كثيرون ممن كان يضطهدهم نصارى الإسبان كما اضطهدوا المسلمين، وشملهم قرار فيليب الثالث المار ذكره بطردهم من إسبانيا مثل

ص: 303

المسلمين، ولاحقوهم بأنواع من التعذيب الشديد، فالتجأ كثيرون منهم إلى المغرب الأقصى وانتشروا فى مدنه وقراه من تخوم البحر المتوسط والمحيط إلى تخوم الصحراء. وفى كتاب وصف إفريقيا وحديث الحسن الوزان فيه عن المدن ما يصور مدى انتشارهم بعد سقوط غرناطة إذ يذكر أن فى مدينة بادس على البحر المتوسط شارع طويل يسكنه اليهود يباع فيه الخمر، ويقول الوزان إن لهم فى منطقة حاحة بمدينة تدنست مائة بيت يهودى وبمدينة آيت دوّاد كثير من الصناع اليهود يمارسون الحدادة وصنع الأحذية والصباغة والصياغة، وفى درعة وسجلماسة كثير من صناعهم وتجارهم. ويقول الوزان لهم فى تازه خمسمائة بيت ويعنون بصناعة الخمور من كروم البساتين فيها والمزارع. ويبدو أنهم كانوا كثيرين فى فاس منذ القرن الثامن الهجرى، إذ يذكر الحسن الوزان فى حديثه عن فاس أنهم كانوا يسكنون فى فاس القديمة ونقلهم السلطان المرينى أبو سعيد عثمان الذى تولى الدولة بين سنتى 801 هـ/1398 م و 825 هـ/1421 م إلى مدينة فاس الجديدة التى بناها مؤسس دولة بنى مرين سنة 674 هـ/1276 م وهم يشغلون فيها-كما يقول-شارعا طويلا جدا وعريضا للغاية حيث تقع دكاكينهم وكنائسهم أو معابدهم، ويذكر أن عددهم تزايد زيادة كبيرة حتى لم يعد من الممكن معرفة عددهم، كما يذكر أن معظم الصاغة منهم. وإذا كان الوزان يلاحظ ازديادهم المفرط فى زمنه لأوائل القرن العاشر الهجرى بعد سقوط غرناطة فلا بد أن أعدادهم فى فاس والمغرب الأقصى تضاعفت بعد طرد فيليب الثالث لهم من إسبانيا فى القرن الحادى عشر الهجرى ونراهم-منذ الدولة المرينية- يحاولون أن يكون لهم شئ من النفوذ عند بعض حكامها، وبلغوا من ذلك أن اتخذ آخر سلاطينها عبد الحق وزيرا منهم يسمى هارون فثارت عليه العامة ومعهم الفقهاء والخطباء، وعادوا فى الدولة السعدية يتصلون بحكامها، ونجحوا فى أن تتخذ منهم سفراء إلى أوربا وبعض من يمثلونها فى الصفقات التجارية الكبرى. ولا بد أن نذكر أن المغاربة لم يلتحموا بهذا العنصر أى التحام، فقد كان عنصرا دخيلا عليهم لغة ودينا ويقول الوزان فى حديثه عنهم بفاس إنهم كانوا محتقرين من كل الناس.

أما النصارى فلم يكونوا يوما عنصرا من عناصر السكان فى المغرب الأقصى إذ كانوا دائما وافدين عليه، وفدوا أيام الدولتين الرومانية والبيزنطية، ويبدو أنه كانت لهم جاليات فى مدينة سبتة وغيرها، يدل على ذلك من بعض الوجوه قول الوزان فى حديثه عن فاس: «نجد بعض أسماء الأعياد التى اعتاد النصارى الاحتفال بها والتى لا يزال الناس يعملون بها اليوم (فى زمنه) ولا يدرى أحد شيئا عن سبب التمسك بهذه الأعياد، ففى كل مدينة مغربية يحتفل ببعض الأعياد والعادات التى خلفها النصارى منذ الزمن الذى كانوا يحكمون فيه إفريقيا، يريد زمن الدولتين الرومانية والبيزنطية. ويدخل المغرب الأقصى فى الإسلام ويجلو عنه نصارى الدولتين إلا قليلا. ونمضى إلى عصر الموحدين فيذكر الحسن الوزان فى حديثه عن مراكش أن

ص: 304