المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المنصور الموحدى بنى فى القصبة قصرا للحرس من الرماة النصارى، - تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف - جـ ١٠

[شوقي ضيف]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة

- ‌1 - [الجزائر]

- ‌2 - [المغرب الأقصى]

- ‌3 - [موريتانيا]

- ‌4 - [السودان]

- ‌القسم الأولالجزائر

- ‌الفصل الأوّلالجغرافية والتاريخ

- ‌1 -الجغرافية

- ‌3 -الفتح والولاة-الأغالبة-الإباضية-تلمسان

- ‌(ب) الأغالبة

- ‌(ج) الإباضيون

- ‌(د) تلمسان

- ‌4 -الدولة العبيدية-الدولة الصنهاجية-بنو حماد

- ‌(أ) الدولة العبيدية

- ‌(ج) بنو حماد

- ‌5 -دولة الموحدين-الدولة الحفصية-بنو عبد الواد

- ‌الفصل الثّانىالمجتمع الجزائرى

- ‌2 -المعيشة

- ‌(أ) الثراء

- ‌(ب) الرّفة

- ‌(ج) الموسيقى

- ‌4 -الدين-المالكية والحنفية-الإباضية-المعتزلة

- ‌(أ) الدين

- ‌(د) المعتزلة

- ‌الفصل الثالثالثقافة

- ‌1 -الحركة العلمية

- ‌(أ) فاتحون ناشرون للإسلام ومعلمون

- ‌(ب) دور العلم:‌‌ الكتاتيب-‌‌المساجد-المدارس-الزوايا-المكتبات

- ‌ الكتاتيب

- ‌المساجد

- ‌المدارس

- ‌الزوايا

- ‌المكتبات

- ‌(ج) نمو الحركة العلمية

- ‌5 -التاريخ

- ‌الفصل الرّابعنشاط الشعر والشعراء

- ‌2 -كثرة الشعراء

- ‌3 -شعراء المديح

- ‌ عبد الكريم النهشلى

- ‌ ابن خميس

- ‌ الشهاب بن الخلوف

- ‌ محمد القوجيلى

- ‌4 -شعراء الفخر والهجاء

- ‌(أ) شعراء الفخر

- ‌(ب) شعراء الهجاء

- ‌ بكر بن حماد التاهرتى

- ‌ سعيد المنداسى

- ‌5 -الشعراء والشعر التعليمى

- ‌ عبد الرحمن الأخضرى

- ‌الفصل الخامسطوائف من الشعراء

- ‌1 -شعراء الغزل

- ‌ ابن على

- ‌2 -شعراء وصف الطبيعة

- ‌ عبد الله بن محمد الجراوى

- ‌3 -شعراء الرثاء

- ‌4 -شعراء الزهد والتصوف

- ‌(أ) شعراء الزهد

- ‌(ب) شعراء التصوف

- ‌ إبراهيم التازى

- ‌5 -شعراء المدائح النبوية

- ‌الفصل السّادسالنثر وكتّابه

- ‌1 -الخطب والوصايا

- ‌2 -الرسائل الديوانية

- ‌3 -الرسائل الشخصية

- ‌4 -المقامات

- ‌5 -كبار الكتاب

- ‌[(ب)] الوهرانى

- ‌القسم الثانىالمغرب الأقصى

- ‌الفصل الأوّلالجغرافية والتاريخ

- ‌1 -الجغرافية

- ‌3 -الفتح والولاة-ثورة الصفرية-بنو مدرار-الأدارسة-بعد الأدارسة والمدراريين

- ‌(ب) ثورة الصفرية

- ‌(د) الأدارسة

- ‌4 -المرابطون-الموحدون-بنومرين

- ‌(أ) المرابطون

- ‌(ب) الموحدون

- ‌5 -السعديون-الطرق الصوفية-العلويون

- ‌(أ) السعديون

- ‌(ج) العلويون

- ‌الفصل الثّانىالمجتمع المغربى

- ‌1 -عناصر السكان

- ‌2 -المعيشة

- ‌3 -الثراء-الرّفة-الموسيقى-المرأة

- ‌(أ) الثراء

- ‌(ب) الرّفة

- ‌(ج) الموسيقى

- ‌(د) المرأة

- ‌4 -المالكية-الصفرية-المعتزلة-الظاهرية

- ‌(أ) المالكية

- ‌(ب) الصفرية

- ‌(ج) المعتزلة

- ‌(د) الظاهرية

- ‌5 -الزهاد-المتصوفة

- ‌(أ) الزهاد

- ‌(ب) المتصوفة

- ‌الفصل الثالثالثقافة

- ‌1 -الحركة العلمية

- ‌(أ) فاتحون ناشرون للإسلام ومعلمون

- ‌ الكتاتيب

- ‌(ب) دور العلم: الكتاتيب-المساجد-المدارس-الزوايا-المكتبات

- ‌المساجد

- ‌المدارس

- ‌الزوايا

- ‌المكتبات

- ‌(ج) نمو الحركة العلمية

- ‌2 -علوم الأوائل

- ‌3 -علوم اللغة والنحو والعروض والبلاغة

- ‌5 -التاريخ

- ‌الفصل الرّابعنشاط الشعر والشعراء

- ‌1 -تعرب المغرب الأقصى-كثرة الشعراء

- ‌(أ) تعرب المغرب الأقصى

- ‌(ب) كثرة الشعراء

- ‌2 -شعراء الموشحات والأزجال

- ‌(أ) شعراء الموشحات

- ‌ ابن غرلة

- ‌ ابن الصباغ

- ‌ ابن زاكور

- ‌(ب) شعراء الأزجال

- ‌ابن عمير

- ‌3 -شعراء المديح

- ‌ ابن زنباع

- ‌ ابن حبوس

- ‌الجراوى

- ‌ ابن عبد المنان

- ‌الهوزالى

- ‌الدغوغى

- ‌البوعنانى

- ‌4 -شعراء الفخر والهجاء

- ‌(أ) الفخر

- ‌ الشاذلى

- ‌(ب) الهجاء

- ‌5 -الشعراء والشعر التعليمى

- ‌ عبد العزيز الملزوزى

- ‌ابن الونان

- ‌الفصل الخامسطوائف من الشعراء

- ‌1 -شعراء الغزل

- ‌ أبو الربيع الموحدى

- ‌ عمر السلمى

- ‌2 -شعراء الوصف

- ‌3 -شعراء الرثاء

- ‌ ابن شعيب الجزنائى

- ‌4 -شعراء الزهد والتصوف

- ‌(أ) شعراء الزهد

- ‌(ب) شعراء التصوف

- ‌ ابن المحلى

- ‌5 -شعراء المدائح النبوية

- ‌ميمون بن خبازة

- ‌ مالك بن المرحل

- ‌الفصل السادسالنثر وكتّابه

- ‌1 -الخطب والمواعظ

- ‌2 -الرسائل الديوانية

- ‌3 -الرسائل الشخصية

- ‌4 -المقامات والرحلات

- ‌(أ) المقامات

- ‌(ب) الرحلات

- ‌ رحلة ابن رشيد

- ‌ رحلة العياشى

- ‌ رحلة ابن ناصر

- ‌5 -كبار الكتّاب

- ‌(أ) القاضى عياض

- ‌القسم الثالثموريتانيا

- ‌الفصل الأوّلالجغرافية والتاريخ

- ‌1 -الجغرافية

- ‌2 -التاريخ

- ‌الفصل الثّانىالمجتمع والثقافة

- ‌1 -المجتمع

- ‌(أ) صنهاجة وقبائل المعقل العربية

- ‌(ب) الزروع والمراعى

- ‌(ج) التجارة

- ‌(د) حياة يدوية

- ‌2 -الثقافة

- ‌(أ) نشاط دينى تعليمى كبير

- ‌(ب) التعليم والطلاب والشيوخ

- ‌(ج) أمهات الكتب والمتون والشروح المتداولة

- ‌(د) أعلام العلماء فى موريتانيا

- ‌(هـ) القراء والمفسرون والمحدثون والفقهاء

- ‌(و) أعلام النحاة والمتكلمين

- ‌الفصل الثالثنشاط الشعر والشعراء

- ‌1 -تعرّب موريتانيا

- ‌2 -شعراء المديح

- ‌ ابن رازكة

- ‌3 -شعراء الفخر والهجاء

- ‌(أ) شعراء الفخر

- ‌ المختار بن بون

- ‌(ب) شعراء الهجاء

- ‌4 -شعراء الرثاء

- ‌الفصل الرّابعطوائف من الشعراء

- ‌1 -شعراء الغزل

- ‌ الأحول الحسنى

- ‌ يقوى الفاضلى

- ‌2 -شعراء التصوف

- ‌ المختار الكنتى

- ‌الشيخ سيديّا

- ‌3 -شعراء المدائح النبوية

- ‌ محمد بن محمد العلوى

- ‌4 -الشعراء والشعر التعليمى

- ‌القسم الرابعالسودان

- ‌الفصل الأوّلالجغرافية والتاريخ

- ‌1 -الجغرافية

- ‌2 -التاريخ

- ‌3 -(ج) دولة الفونج

- ‌4 -محمد على والسودان-عهد إسماعيل

- ‌5 -حركة المهدى-خليفته عبد الله التعايشى

- ‌الفصل الثّانىالمجتمع السودانى-الثقافة

- ‌(أ) نزعة صوفية عامة

- ‌(ب) المرأة ومكانتها فى التصوف

- ‌(ج) التصوف والتربية الخلقية والدينية

- ‌(د) طرق صوفية جديدة

- ‌(هـ) دعوة المهدى ومبادئها الستة

- ‌2 -الثقافة

- ‌(أ) كتاتيب-زوايا-مساجد

- ‌(ب) حركة علمية نشيطة فى عهد الفونج

- ‌(ج) سودانيون أزهريون وعلماء مصريون

- ‌(د) التعليم المدنى الحديث وتوقفه

- ‌(هـ) إنشاء معهد دينى وعودة التعليم المدنى الحديث

- ‌الفصل الثالثنشاط الشعر والشعراء

- ‌2 -شعراء المديح

- ‌ الشيخ حسين زهراء

- ‌ الشيخ محمد عمر البناء

- ‌3 -شعراء الفخر والحماسة

- ‌ الشيخ يحيى السلاوى السودانى

- ‌ عثمان هاشم

- ‌4 -شعراء الرثاء

- ‌(أ) رثاء الأفراد

- ‌ الشيخ محمد سعيد العباسى

- ‌(ب) رثاء المدن

- ‌الفصل الرّابعطوائف من الشعراء

- ‌1 -شعراء الغزل العفيف

- ‌2 -شعراء النقد العنيف والشكوى من الزمن

- ‌الشيخ عبد الله البناء

- ‌ صالح عبد القادر

- ‌3 -شعراء التصوف

- ‌4 -شعراء المدائح النبوية

- ‌ الشيخ عمر الأزهرى

- ‌ الشيخ عبد الله عبد الرحمن

الفصل: المنصور الموحدى بنى فى القصبة قصرا للحرس من الرماة النصارى،

المنصور الموحدى بنى فى القصبة قصرا للحرس من الرماة النصارى، وكان عددهم عادة خمسمائة، وكانوا يسيرون أمام موكب الخليفة حين ينتقل من مكان إلى مكان. وبعد خروج العرب من الأندلس نقل الإسبان والبرتغاليون الحرب الصليبية إلى سواحل البحر المتوسط والمحيط، وكانوا يظلون فيها-كما أسفلنا-سنوات تطول أو تقصر، ثم يغادرونها قسرا أو جبرا، وقد يستولون منهم على مئات يستخدمونهم عبيدا أو رقيقا ويكلفونهم بمختلف الأعمال من أبنية وتحصينات وغير تحصينات على نحو ما مرّ بنا من صنيع بطل تطوان فى ثلاثة آلاف أسير منهم كان ينهكهم فى أعمل التحصينات. وأخذ كثيرون من المسلمين المنفيين عن الأندلس بعد سقوط غرناطة وقرار فيليب الثالث المار يشتغلون بالقرصنة فى عرض البحر المتوسط وعلى سواحل إسبانيا انتقاما من ملوكها وكانوا يجلبون كثيرا من رقيق النصارى فى قرصنتهم ويستحيلون عبيدا، وكان كثير منهم يسلم، فينتهى رقه ويستحيل مسلما مواطنا.

‌2 -

المعيشة

مر بنا فى الحديث عن جغرافية المغرب الأقصى أن أراضيه خصبة، ومن قديم كان أهله يعيشون على الزراعة ورعى الأنعام، وإذا أخذنا نسير فيه من الشمال إلى الغرب على المحيط وبدأنا بمنطقة الهبط وجدناها وافرة الإنتاج من الحبوب ومختلف الثمار من الفواكه وخاصة البرتقال والكرز. وتليها منطقة أزغار، وبها كثير من الحبوب والأقوات، ويزرع بها القطن، وبها كثير من الماشية والخيل والغزلان وأنواع ممتازة من الفواكه. وتجاورها منطقة فاس، ويقول الحسن الوزان بحديثه عنها: فى القسم الجنوبى من المدينة كثير من الحدائق المليئة بأشجار مثمرة متنوعة وممتازة مثل أشجار البرتقال والليمون والأترج والزهور الجميلة من بينها الياسمين والورود والرتم الذى استورده الأندلسيون من أوربا. وتحفل البساتين بقصور جميلة وبرك ماء وحنفيات، وتحاط البرك بالياسمين وبالورود وبأشجار البرتقال، وعند ما يمر الإنسان فى فصل الربيع بجوار هذه الرياض يشم أعطر شذى ينبعث من كل جانب، ولا يكاد يشبع نظر الإنسان من متعة جمالها وملاحتها، وتشبه كل روضة من هذه الرياض جنة أرضية. وكان من عادة الوجهاء الإقامة فيها ابتداء من مطلع شهر نيسان (أبريل) حتى آخر أيلول (سبتمبر). ويقول الوزان عن زروعها فى الشمال والشرق والجنوب: بها مزارع جميلة مليئة بالأشجار المثمرة من كل صنف، وتخترق هذه المزارع بعض تفرعات النهر، ولكثرة الأشجار يخيّل للناظر إليها من بعد أنها غابة حقيقية، وتنتج منها الثمار بوفرة، وثمارها من نوع جيد، ويقدر ما يباع فى اليوم بكل موسم خمسمائة حمل من الثمار فيما عدا العنب الذى لا يدخل فى هذا

ص: 305

الرقم. وإلى الغرب من فاس أرض واسعة عرضها خمسة عشر ميلا وطولها ثلاثون تكثر فيها العيون والجداول وهى خاصة بالجامع الكبير (جامع القرويين) ويزرع فيها الكتان والبطيخ والقرع والخيار والجزر واللفت والقنبيط وسوى ذلك من الخضر، وتنتج هذه الأرض مقادير كبيرة، وحتى لتقدر كمية إنتاجها بخمسة عشر ألف حمل فى الصيف ومثلها فى الشتاء. وتوجد فى حضيض الجبال أشجار الزيتون والفواكه والأعناب وهى شديدة الحلاوة. ومن مدن منطقة فاس مكناس، ويقول عنها الوزان إنها تقع فى سهل بديع وعلى مسافة ثلاثة أميال منها مزارع أشجار عديدة ثمارها ممتازة ولا سيما السفرجل وثماره فخمة جدا وزكية الرائحة، وكذلك ثمار الرمان التى تبدو عجيبة فى حجمها ونوعها لأنها تخلو تماما من البذور، والخوخ الأبيض والأخضر إنتاجهما غزير جدا، ويجنى العنّاب بمقادير وفيرة، ويوجد الكثير من التين وعنب التكعيبات، وتجنى مقادير كبيرة من المشمش والخوخ ومقادير لا تحصى من الزيتون، والأراضى المحيطة بالمدينة خصبة جدا، وتنتج كمية كبيرة من الكتان. وتنمو ببعض الأنحاء أشجار التوت وينتفع بها لتغذية دود القز. وأراضى منطقة تامسنة صالحة لزراعة كل أنواع الحبوب والبقول، وبها كثير من البساتين. وتنتج الكثير من العنب والكرز والشمام ويزرع بها القطن بمقادير وفيرة، وينمو بها نوع من البلوط ثماره حلوة. ومنطقة دكالة كمنطقة تامسنة خصبة، وتنتج كميات وافرة من القمح والعسل والزيتون وبعض الفواكه مثل التين وبها كثير من الأبقار. وبجوارها منطقة حاحة، وتنتج القمح والذرة البيضاء والشعير، ويكثر فيها التين والدراق، وإنتاج العسل بها وافر جدا، وبها الكثير من المعز وقليل من الضأن والبقر والخيل. وتليها إلى الداخل منطقة مراكش وسط سهل خصب، وكان فى المدينة (عاصمة المرابطين والموحدين) بستان جميل واسع جدا ملئ بكل أنواع الأشجار والزهور، كما يقول الوزان، وكان به حوض ماء مربع من المرمر فى وسطه عمود يحمل أسدا من رخام منحوتا نحتا دقيقا يتدفق من فمه ماء صاف غزير، وفى كل زاوية من زوايا الحوض الأربع فهد من رخام أبيض منقوش ببقع خضراء مستديرة. وبالقرب من البستان كانت توجد حديقة للحيوان تضم العديد من الحيوانات الوحشية كالزرافات والفيلة والأسود والتيوس الجبلية. وكان للأسود خاصة حديقة حيوان منفصلة عن بقية الحيوانات الأخرى. ومنطقة هذه المدينة تكتظ بالكثير من المياه والأنهار والعيون، ولذلك تنتج القمح والحبوب بمقادير وافرة وتكتظ بالبساتين وثمارها كالعنب والتين والتفاح والكمثرى، وبها كثرة من المعز والأنعام، ويزرع بها الكتان والقنب، وينمو فى سفوح الجبال السفرجل وأشجار الزيتون والجوز، وجنوبى حاحة على المحيط منطقة السوس، ويكثر فى أنحائها إنتاج القمح والشعير وقصب السكر كما يكثر النخيل والتمر والتين والعنب، كما تكثر النيلة. والماشية-وخاصة فى بعض الأنحاء-وافرة جدا وبالتالى يكثر فيها الصوف. ونصعد إلى الشمال على البحر المتوسط فى أقصى الشرق إقليم غارت وتكثر فيه

ص: 306

الكروم والعسل والمعز والأغنام، ولذلك يكثر فيه الصوف، كما تكثر فى بعض الأنحاء-مثل أزغار على المحيط-أشجار التوت وما يتغذى عليها من دود القز. وبجواز منطقة غارت إلى الغرب منطقة الريف على البحر المتوسط وتكثر فيها الفواكه وخاصة البرتقال والعنب والسفرجل والليمون، كما يكثر العسل وأشجار الزيتون. وجنوبى غارت منطقة الحوز وتنتج القمح والشعير والذرة وكميات وافرة من الكروم والدراق والتين والسفرجل المعطر والليمون وأيضا من الكتان والقنب، وتكثر أشجار التوت فى بعض المناطق ويتغذى عليها دود القز، وبها كثير من الماشية وخاصة المعز والخيول والبغال. وجنوبى الحوز منطقة تادلة وتكثر بها بساتين الكروم والتين وأشجار الجوز والزيتون الباسقة، وتتكاثر فيها الأنعام والماشية والأغنام ولذلك إنتاج الصوف فيها وافر جدا وسفوح الجبال جيدة لرعى الماشية وإنتاج الشعير. وشرقى منطقة مراكش منطقة هسكورة وتكثر بها أشجار النخيل والزيتون والجوز والنيلة وبساتين الفاكهة الجيدة: مشمش وغير مشمش وخاصة الكروم وتنتج عنبا أحمر كبير الحجم كبيض الدجاج، ويكثر فيها العسل، ومن عسلها نوع أبيض كاللبن وهو ممتاز ونوع أصفر كالذهب، كما يكثر فيها الزيت وطعمه طيب. ويكثر الغنم والمعز، ويقول الوزان: لبعض أغنيائهم مائة ألف رأس من الغنم والمعز، ويبيعون صوفها ويتركون للرعاة الحليب والجبن. وشرقى السوس منطقة جزولة وتنتج كميات وافرة من الشعير وبها مراع واسعة هيأت لوفرة من الماشية والأنعام والأغنام. وإلى الجنوب الشرقى منها منطقة درعة، وشماليها على نهر زيز سجلماسة، والمنطقتان تهتمان بتربية المعز والأغنام وتنتجان كميات وافرة من التمر لكثرة ما بهما من النخيل، وللتمر فيهما أنواع كثيرة فاخرة، وكانت تنمو بهما الكروم والدراق.

ومن وجوه العيش والكسب فى المغرب الصيد على سواحل البحر المتوسط والمحيط والأنهار، ولا يكاد الوزان يترك مدينة كبرى أو صغرى على البحر المتوسط إلا يذكر أن بها صيادين أو أن أهلها جميعا صيادون، من ذلك ما يذكره عن أهل ميناء بادس من أن صياديها يحرصون على أن يحصلوا على كميات كبيرة من السردين وأسماك أخرى، وعادة يحتاجون لمساعدة بعض الأشخاص لهم فى سحب الشباك، ويتركون لهم وللأشخاص الذين يوجدون هناك قسما طيبا من السمك الذى يصيدونه. ويقول عن أهل مدينة صغيرة تسمى تاغسّة إنهم صيادون وملاّحون. ولا بد أن كان كثير من سكان الريف والهبط يحترفون القرصنة زمن ازدهارها فى المغرب الأقصى بالقرون التاسع والعاشر والحادى عشر، وكانت كثرة القراصنة من الأندلسيين الذين اضطهدهم ملوك الإسبان واضطروهم إلى الخروج من موطنهم فى الأندلس. وضعفت القرصنة بعد ذلك وظل صيد السمك غالبا على منطقة الريف، وكان يزاوله بعض السكان على المحيط، كما كانوا يزاولونه فى بعض الأنهار والبحيرات، وأهم نهر كانوا ينزلون للصيد فيه نهر أم الربيع عند مصبه قرب مدينة آزمور بمنطقة دكالة، وكان يكثر فى مياهه نوع من السمك

ص: 307

يسمى-كما يقول الوزان-الألوز وكان موسم صيده يبدأ فى تشرين الأول (أكتوبر) وينتهى فى أواخر نيسان (أبريل) ويقول الوزان إنه كان يحوى من الدهن أكثر مما يحوى من اللحم. أما البحيرات فنمثل لها ببحيرة كانت بمنطقة دكّالة أيضا فى حضن الجبل الأخضر، وكانت تحوى كمية كبيرة من الأسماك مثل سمك الحنكليس، وسمك الشبوط وأسماكا أخرى، وكلها ممتازة للغاية، ويقول الوزان إن أحدا لم يكن يصيد بها وإن السلطان محمد بن محمد البرتغالي توقف بجوارها ثمانية أيام وأمر بالصيد فيها. وكما كانوا يجليون صيد البحر كانوا يجلبون صيد البر بواسطة الأشراك، وخاصة فى منطقة درعة حيث كانوا يصيدون الحيوانات الوحشية مثل النعام والوعول ويسمونها اللمت والبقر الوحشى ويسمونه ودّان.

ومنذ القدم يعنى المغرب الأقصى بالصناعات اليدوية كالحدادة والنجارة واستخراج المعادن وتصنيعها وبخاصة الحديد، وتنتشر مناجمه فى مناطق كثيرة، وبخاصة فى منطقة غارت بالشمال، فالوزان يقول إن مليلة كانت تنتج كمية كبيرة من الحديد، وإن فى جميع الجبال المجاورة لجبل مدينة آمجّاو مناجم حديد، ويسكن المشتغلون بشئون هذه المناجم كثيرا من الدساكر والقرى فى المنطقة، ويقول عن جبل بنى سعيد: تستخرج من الأرض كمية كبيرة من الحديد، ولكل رئيس من رؤساء المشتغلين بالمنجم وشئونه بيته بجوار المنجم ومصنعه الذى يصفّى فيه الحديد، وينقل الحديد إلى فاس على شكل سبائك، وما لا يمكن بيعه يستخدم لصناعة أدوات من نوع الفئوس والمناجل والبلطات التى يقطع بها الخشب. وفى منطقة الحوز بجبل بنى يستيتن عدة مناجم حديد على سفحه، ويصنّع الحديد، وتعمل منه سبائك تحذى بها الخيل، ونفس السبائك تستعمل نقودا، ويجنى هؤلاء الجبليون من هذا الحديد دخلا كبيرا لأنهم يبيعون منه كمية كبيرة. ولكثرة الحديد فى المنطقة استطاع سكان جبل بنى يازغة صنع ما يشبه «تلفريك» للعبور من ضفة نهر إلى أخرى، وسنصفه فى موضع آخر. وفى منطقة جزولة عدة مناجم للحديد والنحاس ويصنعون من النحاس أوعية عديدة يحملونها إلى مختلف الأنحاء. ويكثر صناع آنية النحاس بأفران فى منطقة درعة لأنها من السلع التى يحملونها إلى السودان، وفيها عمال مهرة جدا فى الصناعات كصنع الشمعدانات والصحاف والمحابر والأشياء الأخرى، وجميعها تباع كما لو كانت من فضة. ونعود إلى منطقة الحوز ففى بلدة مزدغة تربة صلصالية يصنعون منها عددا لا يحصى من الأوانى الخزفية ويبيعونها فى فاس. وبسهل سهب المرجة الذى يبلغ حوالى ثلاثين ميلا عرضا وأربعين ميلا طولا بين جبال الأطلس المحاطة بغابات ضخمة ينتج الفحامون هناك مائة حمل من الفحم، ونلتقى بمثل هذا الفحم فى مدينة العرائش. وفى قصر المزاليق بسجلماسة منجم للرصاص وآخر للإثمد (الكحل) وتلقانا فى مدن كثيرة صناعة الشمع لكثرة إنتاج العسل فى غير بلدة، ومعاصر الزيت لكثرة أشجار الزيتون فى معظم أنحاء البلاد، وبالمثل دباغة الجلود، وتوجد أشجار النيلة فى أماكن مختلفة

ص: 308

وخاصة السوس وهسكورة، وكان يصنع الصابون فى بلدان متعددة وخاصة فى منطقة الريف، وفى أماكن مختلفة وخاصة فى منطقة الهبط خشب البقص فى جبل بنى واغرافت وتصنع منه الأمشاط فى فاس وسلا. وفى بعض المناطق تكثر أشجار التوت لتغذية دود القز، كما فى مكناس وأزغار بمنطقة الحوز، ويجمع منه الحرير. وفى منطقة الريف يشيع تمليح السردين إعدادا لبيعه، كما يشيع فيها وفى المغرب قطع الأشجار الضخمة وإعدادها للتصدير أعمدة وألواحا، وبجانب ذلك يشيع صنع القوارب والطّرادات فى هذه المنطقة ومنطقتى الهبط وأزغار وكان لهما فى ميناء بادس دار صناعة. وفى كل مدينة نجد الإسكافيين أو الحذائين والدباغين والسراجين.

وفى مدن كثيرة تنسج الملابس، ينسجها عادة النساء، وحيث تكثر زراعة القطن تكثر الأقمشة القطنية كما فى أزغار وتامسنة وسلا، وحيث تكثر الأغنام والمعز يكثر الصوف كما فى منطقة السوس، وتشتهر بنسيج نوع ناعم من الصوف كالجوخ وبالأقمشة الصوفية. وأيضا حيث تكثر زراعة الكتان تكثر الأقمشة الكتانية كما فى السوس أيضا، وبالمثل تجنى منطقة الحوز من الكتان كمية كبيرة، ولذلك يحيك السكان-وخاصة فى جبل مغسّة الأقمشة الكتانية، ويحصلون من أغنامهم فى جبل بنى يازغة على صوف شديد النعومة تصنع منه نساؤهم أقمشة كالحرير، وبمدينتى تفزة وأفزة من منطقة تادلة أغنام مماثلة، ونساؤهما ماهرات- كما يقول الوزان-فى شغل الصوف، ويصنعن منه برانس وخمارات جميلة جدا، وبذلك يربحن من المال أكثر من رجالهن إلى حد ما. وبالمثل بمنطقة هسكورة كمية كبيرة من الأغنام وتصنع من صوفها أقمشة جميلة جدا. ولكى نتصور مدى نشاط صناعة النسيج فى المغرب الأقصى أسوق ما ذكره الحسن الوزان عنها فى فاس، فقد ذكر أن بها مائة وعشرين مؤسسة للنساجين وهذه المؤسسات أو المصانع أبنية كبيرة كل منها مؤلف من عدة أدوار مع قاعات فسيحة كقاعات القصور، وتحوى كل قاعة عددا كبيرا من عمال نسج الكتان والقنّب. وتلك هى الصناعة الرئيسية فى فاس ويقال إنها تكفل العمل لعشرين ألف عامل. . ومن جهة أخرى كان يوجد مائة وخمسون مصنعا لقصّارى (مبيّضى) الخيوط، ويقوم معظمها قرب النهر لبلّ الخيوط ودقّها. وتتجهز هذه المصانع بالكثير من المراجل والخوابى المبنية لغلى الخيوط ولحاجات مهنية أخرى. والقنب هو الذى يتخذ منه الجبال. ولا بد أن كانت هناك مصانع أخرى لنسج الأقمشة القطنية والصوفية والحريرية إلا إذا كانت تضمنتها المصانع السابقة.

ومنذ القرن الثانى الهجرى تبنى فى المغرب الأقصى المنشآت العمرانية التى لا تقتصر على بناء مفرد، أو أبنية محدودة، بل تتجاوز ذلك إلى بناء مدن بمساجدها وقصورها وحماماتها وفنادقها ومارستاناتها وأسواقها، فقد بنى إدريس الثانى مدينة فاس أو بعبارة أدق ابتدأ بناءها

ص: 309

سنة 192 وجعلها عدوتين أو شطرين: شطرا على الحافة الشرقية للنهر وشطرا إلى الغرب منه، ويفيض الحسن الوزان فى وصف جمال بيوتها وزينة حجارتها بالفسيفساء وطلاء سقوفها بطلاء لازوردى وذهبى وما فى الطوابق من شرفات كثيرة الزخرف، ويسترسل فى الحديث عن دهاليزها وما بها من أعمدة رخام ودعائم مقوسة وسقوف مزينة بنقوش متنوعة الألوان، ويتحدث عن مساجدها التى تبلغ 600 مسجد وجامعها الكبير المسمى جامع القرويين وكان يوقد فيه كل ليلة ستمائة مصباح، وكانت تلقى فيه الدروس على الطلاب، وبذلك تحول- مثل الأزهر-إلى جامعة ضخمة. ويبسط القول فى المدارس والمعاهد والمارستانات والحمامات والفنادق بفاس وسوقها الضخم وصناعه ودكاكينه، ويطوف بنا فى أرجاء فاس القديمة وأختها الجديدة التى بناها بجوارها أول السلاطين المرينيين يعقوب بن عبد الحق، وكيف استدار من حول المدينتين سور جعلهما مدينة واحدة. وقد بنى ابن هذا السلطان مدينة البصرة على مسافة 80 ميلا من فاس إلى الشمال الغربى وعلى مسافة 15 ميلا جنوبى مدينة القصر الكبير فى منطقة أزغار وكان الأدارسة-فى أثناء حكمهم-يتخذونها مقرهم الصيفى. ونمضى إلى زمن المرابطين فيؤسس يوسف بن تاشفين أمير المسلمين مدينة مراكش الكبرى وهى مثل فاس تعد من المدن الرئيسية فى العالم، شيّدها يوسف وفق مخططات وضعها مهندسون مهرة، وكان لها أربعة وعشرون بابا وجدار سور غاية فى الجمال والمناعة كما يقول الوزان. ويصف جامعها الكبير وتزيين يعقوب المنصور الموحدى له بأعمدة جلبها من إسبانيا، ويطيل فى وصف منارته التى شيدها له يعقوب، وقد باعت زوجته حليّها الذهبية الخاصة والفضية وما تملك من أحجار كريمة وما قدمه لها يعقوب عند زواجه منها لصنع ثلاث تفاحات ذهبية توضع فوق قمة المنارة زينة لها، ويطيل الوزان فى وصف قصبة مراكش. ويذكر أن الخليفة يعقوب المنصور بنى فيها اثنا عشر قصرا متقنة البنيان والزخرفة لحرسه وحاشيته ولحفظ السلاح ولأبنائه ولتعليمهم، وكان بجانب هذه القصور-كما مر بنا-بستان وحديقة حيوان. وبنى يعقوب المنصور أيضا ثلاثة مدن، هى القصر الكبير والقصر الصغير فى منطقة أزغار ومدينة الرباط العاصمة الحالية للمغرب الأقصى. وبناء هذه المدن وما دخل عليها من إضافات كان يستلزم آلافا من العمال والمهندسين والبناءين والحدادين والنجارين والزواقين المزينين للمبانى بالفسيفساء وبأعمدة الرخام والدعائم المقوسة والخشب المزخرف بالنقوش والأصباغ والألوان البديعة.

وهذه الأعمال المعمارية الضخمة وما استلزمت من صناعات وصناع وما سبقها مما اقتبسته عن الحسن الوزان من الصناعات اليدوية التى كانت منبثة فى أرجاء المغرب الأقصى والصيد والإنتاج الزراعى المتنوع الوافر، كل ذلك أعدّ لتجارة نشيطة واسعة منذ القدم، فقد كان الفينيقيون يتبادلون سلعهم مع المغرب الأقصى فى المدن التى أنشئوها على سواحله الشمالية والغربية، وخلفهم الرومان يصنعون نفس الصنيع، وربما عبرت قوافل تجارهما إلى السودان.

ص: 310

واستمر المغرب الأقصى يتبادل سلعه مع شعوب البحر المتوسط فى العصور الإسلامية، وكانت سفن البنادقة والجنويين ماتنى ذاهبة إلى موانى البحر المتوسط آئبة منه محملة بحبوب المغرب الأقصى وبالجلود وبالشمع وبخيوط الصوف، كما كانت تحمل كثيرا من الأخشاب المعدة للتصدير بين أعمدة وألواح. وكثيرا ما كانت سفن البنادقة والجنويين تعبر الزقاق إلى موانى المغرب الأقصى على المحيط لتتبادل مع أهلها السلع، وكان الجنويون والبنادقة جميعا يأتون بأقمشة ومنتوجات أوربية مختلفة ويأخذون بدلها عن طريق المقايضة سلع المغرب الأقصى من القمح والشمع والجلود والصوف وغير ذلك. ويقول الحسن الوزان عن مدينة سلا على المحيط «إن الكثير من التجار الجنويين يقصدونها ويعقدون فيها. صفقات مهمة ولهؤلاء التجار مستودعاتهم فى كل من فاس وسلا، وكانوا يبقون مع هذه المستودعات بعض أصحابها أو بعض مندوبى شركاتها لجمع ما يريدون من المحاصيل، ويذكر الوزان أن جنويا ثريا من تجار جنوة مكث مع أسرته فى فاس ثلاثين سنة حتى توفى. ولا بد أن كان للجنويين والبنادقة مستودعات مماثلة فى موانى المحيط والبحر المتوسط، وقد انضم إليهم بعد خروج العرب من الأندلس البرتغاليون والإنجليز والفلمنك وخاصة فى الموانى التى احتلها الأولون. وثلاث مناطق كانت تتجر مع السودان، هى السوس وكانت تحمل إلى أهله الأقمشة الصوفية والكتانية والسكر الذى كانت تنتجه، ودرعة وكانت تحمل إليهم أوانى النحاس من أفران والتمور وبعض الأقمشة، وسجلماسة وكانت تحمل إليهم التمور والأقمشة المختلفة والزيت والمفاتيح والأقفال وتعود قوافلها محملة بالتبر والعاج وريش النعام والرقيق. وكان تلك التجارة مع السودان تعود على تجار هذه المناطق الثلاث، بثراء طائل. وكان إنتاج المناطق يختلف من منطقة إلى أخرى، فتمور سجلماسة مثلا تقايض بالقمح وأوانى النحاس وفى منطقة جزولة تقايض أوعية النحاس بالأقمشة والتوابل والخيول، وبالمثل جلود التيران والشمع بجبل بنى زكار، وكان لكل بلد سوق، ونسوق أسماء الدكاكين فى سوق فاس. . لنتعرف من خلالها على ألوان التجارات، وهى تتوالى عند الوزان على هذا النمط: ثلاثون دكانا للمكتبات، مائة وخمسون لباعة الأحذية ثم باعة الأوانى النحاسية، خمسون دكانا لباعة الفواكه، وبعدهم باعة الشمع وباعة الخيطان، وعشرون دكانا لباعة الزهور، وباعة الحليب، وثلاثون دكانا لباعة القطن، فدكاكين الأشياء المصنوعة من القنّب: الحبال والخيوط وأرسان الخيل فصناع النطاقات الجلدية المطرزة بالحرير، فصناع أغمدة السيوف والسكاكين فباعة الأوانى الخزفية ذات الألوان الجميلة ولها مائة دكان فباعة الملح فباعة اللجامات والأعنّة والسروج ولهم ثمانون دكانا فحظيرة يباع فيها الجزر واللفت فباعة الفول الأخضر، فدكاكين لبيع اللحم المفروم، فسوق العشابين للقنّبيط وأنواع الخضر الأخرى وبه أربعون دكانا، فباعة الزلابية، فباعة اللحم المقلى والسمك المقلى، فباعة الزيت والسمن والعسل والجبن والزيتون، فالأطعمة المحفوظة، فأربعون دكانا للجزارين وتذبح

ص: 311