الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أحاديث عن كبيرة شهادة الزور]
وفي "المُسْنَد" والتِّرمذيِّ من حديث خُرَيْم بن فاتِك الأَسديّ، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "صَلّى صلاة الصبح، فلما انصرف قام قائمًا فقال: عَدَلَتْ شهادة الزور الشرك باللَّه" ثلاث مرات، ثم تلا هذه الآية:{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ]} (1)[الحج: 31].
وفي "المسند" من حديث عبد اللَّه بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بين يَديّ الساعة تسليمُ الخَاصَّة وفَشْو التِّجارة حتى تُعين المرأة زوجها (2) على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق"(3)، وقال الحسن بن زياد
(1) رواه أحمد (4/ 321 و 322)، وأبو داود (3599) في (الأقضية): باب في شهادة الزور، والترمذي (2300) في (الشهادات): باب ما جاء في شهادة الزور، وابن ماجه (2372) في (الأحكام): باب شهادة الزور، والطبراني في "الكبير"(4162)، والبيهقي (10/ 121)، والطبري (9/ 144 - دار الكتب العلمية)، والمزي في "تهذيب الكمال"(3/ 447)، من طريق سفيان بن زياد العُصْفُري، عن أبيه عن حبيب بت النعمان الأسدي، عن خريم بن فاتك به، قال الحافظ في "التلخيص" (4/ 190): إسناده مجهول.
أقول: زياد العصفري، وحبيب بن النعمان كلاهما مجهول.
ورواه العقيلي (3/ 434) من طريق غالب بن غالب عن أبيه عن جده عن جندب عن خريم، وقال: إسناده مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث.
ورواه أحمد (4/ 178 و 233)، والترمذي (2299)، والطبري (9/ 144 - 145)، من طريق سفيان بن زياد عن فاتك بن فضالة، عن أيمن بن خريم، وقال الترمذي: هذا الحديث غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد، وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد، ولا نعرف لأيمن بن خريم سماعًا من النبي صلى الله عليه وسلم.
وكأنّ الذهبي يميل إلى تضعيف هذا الحديث فقال: وفي الآثار. . .
وما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(2)
في (ق): "سلم الخاصة سوء التجارة حتى تفيء المرأة زوجها" وفي (ك): "بنو التجارة حتى تفتن المرأة".
(3)
رواه أحمد (1/ 407 - 408، 419)، والبخاري في "الأدب المفرد"(1049)(باب من كره تسليم الخاصة)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 98، 445 - 446) والطحاوي في "المشكل"(4/ 385)، والبزار -كما في "مجمع الزوائد"(7/ 329) - من طريق بشير بن سليمان (أبو إسماعيل)، عن سَيَّار أبي الحكم عن طارق عن ابن مسعود به مرفوعًا.
ووقع في "المسند": أبو بشير أبو إسماعيل وهو خطأ.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وطارق هو ابن شهاب الأحمسي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، وانظر شاهدًا آخر له في "السلسلة الصحيحة"(رقم 2767)، وهو في "صحيح الأدب المفرد"(ص 401 رقم 801)، وانظر:"إتحاف المهرة"(10/ 267) وفاته العزو لـ "الأدب المفرد"!
اللؤلؤي: ثنا أبو حنيفة قال: كُنّا عند محارب بن دِثار، فتقدم إليه رجلان، فادَّعى أحدهما على الآخر مالًا، فجحده المُدَّعَى عليه، فسأله البينة، فجاء رجل فشهد عليه، فقال المشهود عليه: لا واللَّه الذي لا إله إلا هو ما شهد عليّ بحق، وما علمته إلا رجلًا صالحًا، غير هذه الزلة؛ فإنه فَعَلَ هذا لحقدٍ كان في قلبه عليّ، وكان محارب متكئًا فاستوى جالسًا ثم قال: يا ذا الرجُلُ سمعتُ ابنَ عمر يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليأتينّ على الناس يومٌ تشيب فيه الوِلْدان، وتَضَع الحوامل ما في بطونها، وتضرب الطير بأذنابها، وتضع ما في بطونها من شدة ذلك اليوم، ولا ذنب عليها وإن شاهد الزور [لا تقار] (1) قدماه على الأرض حتى يُقْذَفَ به في النار"(2)؛ فإنْ كنْتَ شهدتَ بحقِّ فاتَّقِ اللَّه وأقم على شهادتك، وإنْ كنتَ شهدتَ بباطلٍ فاتَقِ اللَّه وغطِّ رأسك، وأخرُج من ذلك الباب (3)[فغطى الرجل رأسه وخرج من ذلك الباب](4).
وقال عبد الملك بن عُمير: كنت في مجلس محارب بن دثار، وهو في قضائه، حتى تقدم إليه رجلان، فادعى أحدهما على الآخر حقًا، فأنكره، فقال: ألك بينة؟ فقال: نعم، ادْعُ فلانًا، فقال المُدَّعى عليه: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، واللَّه إن شَهِدَ عليّ ليشهدن بزور، ولئن سألتَنِي (5) عنه لأزكِّينَّه؛ فلما جاء الشاهد قال محارب بن دثار: حدثني عبد اللَّه بن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن الطير لتَضْرِبُ بمناقيرها، وتقذف ما في حَوَاصلها، وتُحرِّك أَذْنابَها من هَوْل يوم القيامة، وإن شاهد الزور لا تقار [قدماه]، (6) على الأرض حتى يُقْذَفَ به في النار"، ثم قال للرجل: بم تشهد؟ قال: كنت "أُشْهِدْتُ"(7) على شهادة وقد أُنسيتها، أرجع فأتذكَّرها (8)، فانصرف ولم يشهد عليه بشيء (9)، ورواه أبو يعلى المَوْصلي في "مسنده" فقال: ثنا محمد بن بَكَّار، ثنا زَافِر، عن أبي علي قال: كنت عند محارب بن دثار، فاختصم إليه رجلان، فشهد على أحدهما شاهد، فقال الرجل: لقد شهد عليّ بزور، ولئن سُئلت عنه لأُزِّكينه (10)، وكان محارب متكئًا فجلس ثم
(1) في (د): "لا يقار"، وكلاهما جائز لغةً وفي (ك):"تقام".
(2)
سيأتي تخريجه قريبًا.
(3)
سيأتي تخريجه قريبًا.
(4)
ما بين المعقوفتين في (ك) و (ق).
(5)
في (ق): "ولئن سألني".
(6)
في (و): "قدماء". . .!!
(7)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(8)
في (ق): "قال: ارجع فتذكرها".
(9)
سيأتي تخريجه قريبًا.
(10)
في المطبوع و (ق): "ليزكيني".
قال: سمعت عبد اللَّه بن عُمر يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تزولُ (1) قدما شاهِدِ الزور من مكانهما حتى يوجب اللَّه له النار"، وللحديث طرقٌ إلى محارب (2).
(1) في (ق): "نزال".
(2)
رواه الطبراني في "الأوسط"(رقم 7766)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(4/ 363)، والشجري في "أماليه"(2/ 238)، والمعافى في "الجليس الصالح"(3/ 163)، ووكيع في "أخبار القضاة"(3/ 34) من طريق هارون بن الجهم أبو الجهم، قال: حدثنا عبد الملك بن عُمير، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر مرفوعًا به. وقال العقيلي:"ليس له في حديث عبد الملك بن عمير أصل، وإنما هذا حديث محمد بن الفرات الكوفي، عن محارب بن دثار عن ابن عمر حدثناه الصائغ عن شبابة عن محمد بن الفرات".
وقال عنه الذهبي: منكر؛ انظر "السير"(5/ 218)، و"الميزان"(4/ 282).
وحديث محمد بن الفرات هذا، رواه البخاري في "التاريخ الصغير"(2/ 139)، وفي "الكبير"(1/ 208)، وابن ماجه في "الأحكام"(2373) باب شهادة الزور، وأبو يعلى (5672)، وابن حبان في "المجروحين"(2/ 281)، والعقيلي (4/ 123)، وابن عدي (6/ 2149) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(رقم 39)، والحاكم (4/ 98)، والخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 403)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(10/ 122)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 249)، وفي "العلل المتناهية"(2/ 761)، و"المقلق"(رقم 36)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!!
وقال البيهقي: "محمد بن الفرات كوفي ضعيف".
أقول: بل محمد بن الفرات أشد من هذا؛ فقد قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: شيخ كَذَّاب، وذكره الذهبي في "الميزان"، ونقل أقوال العلماء فيه!.
وقال ابن عدي: وهذان الحديثان لا أعلم يرويهما عن محارب غير محمد بن الفرات.
قلت: بل رواهما غيره؛ فرواه الخطيب في "تاريخ بغداد"(11/ 63)، ووكيع في "أخبار القضاة"(3/ 34)، والمعافى النهرواني في "الجليس الصالح"(3/ 164) من طريق الحسن بن زياد اللؤلؤي، حدثنا أبو حنيفة عن محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعًا، والحسن بن زياد اللؤلؤي ضعيف جدًّا بل كذبوه، وهو من هذا الطريق في "مسند أبي حنيفة"(2/ 288 - 279/ جامع المسانيد). ورواه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 264)، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 761) من طريق محمد بن خليد، قال: حدثنا خلف بن خليفة قال: حدثنا مِسْعر، عن محارب عن ابن عمر به مرفوعًا.
قال ابن الجوزي: محمد بن خليد، قال ابن حبان: يقلب الأخبار ويسند الموقوف لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد، أقول: وخلف بن خليفة اختلط.
وانظر "مجمع الزوائد"(4/ 200)، و"اللآلئ المصنوعة"(2/ 450)، و"نهاية البداية"، و"النهاية" لابن كثير (ص 181)، و"السلسلة الضعيفة"(رقم 1259، 1260).