الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن زيد: كان هواه مع القوم (1)، يعني: الذين حاربوا موسى وقومه، وقال يمان: اتبع امرأته (2) لأنها هي التي حملته على ما فعل.
[تفسير الاستدلال في الآية]
فإن قيل: لكن للاستدراك؛ فيقتضي أن يثبت بعدها نفي ما قبلها، أو نفي ما أثبت (3)، كما تقول: لو شئت لأعطيته لكنِّي لم أُعطِه، ولو شئت لما فعلت كذا لكني فعلته؛ فالاستدراك يقتضي: ولو شئنا لرفعناه بها [ولكنَّا لم نشأ أو لم نرفع، فكيف استدرك بقوله](4): {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} بعد قوله: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا} ؟
قيل: هذا من الكلام الملحوظِ فيه جانب المعنى المعدولِ فيه عن مُرَاعاة الألفاظ إلى المعاني، وذلك أن مضمون قوله:{وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا} أنه لم يَتَعَاط الأسباب التي تقتضي رَفْعَه (5) بالآيات من إيثار اللَّه ومَرْضَاته على هَوَاه، ولكنه آثَرَ الدنيا وأخلد إلى الأرض واتَّبَعَ هواه.
وقال الزمخشري: "المعنى ولو لَزِمَ [العمل بالآيات ولم ينسلخ منها](6) لرفعناه بها، [وذلك أن مشيئة اللَّه تعالى رَفْعه تابعة للزومه الآياتِ، فذُكرت](7) المشيئة والمرادُ ما هي تابعة له ومُسَببة (8) عنه، كأنه [قيل: ولو لزمها لرفعناه
= ترجمته في: "الطبقات"(6/ 369) لابن سعد، و"تهذيب التهذيب"(7/ 224) لابن حجر العسقلاني.
(1)
انظر: "تفسير الطبري"(6/ 128) و"زاد المسير"(3/ 197)؛ ووقع في المطبوع: "ابن دريد"!!.
(2)
في (ق) و (ك): "وقال هامان مع امرأته"، وقال في الهامش:"في نسخة يمان"، وقال:"كذا من كان هواه".
(3)
في المطبوع و (ك): "فإن قيل: الاستدراك بلكن يقتضي أن يثبت بعدها ما نفي قبلها، أو ينفي ما أثبت".
(4)
ما بين المعقوفتين سقط من (ك).
(5)
في (ن): "رفعته"، ووقع في (ق):"لم يتعاطى".
(6)
بدل ما بين المعقوفتين في المطبوع و (ق) و (ك): "آياتنا"، ووقع في (ق):"قال الزمخشري".
(7)
بدل ما بين المعقوفتين في المطبوع و (ق) و (ك): "فذكر".
(8)
في (ك): "ومشيئة" وفي الهامش: "ومسببة".