الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لعمر وقد سأله عن القُبْلة للصائم: "أرأَيتَ لو تمضمضت بماء ثم مَجَجْتَه"(1)، وكما قال لمن سأَلَتْهُ عن الحجِّ عن أبيها:"أرأيتِ لو كان على أبيك دَيْن"(2)، وكما قال لمن سأله: هل يثابُ على وطْءِ زوجته؟ "أرأيتم لو وَضَعَها في الحرام؟ "(3).
[من الأمثال التي ضربها اللَّه ورسوله]
ومن أحسن هذه الأمثال وأبلغها وأعظمها تقريبًا إلى الأفهام: ما رواه الإمام أحمد والترمذي من حديث الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن اللَّه سبحانه أمر يحيى بن زكريا (4) بخمس كلمات ليعمل بها، ويأمرَ بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يُبطئ بها، فقال عيسى عليه السلام: إن اللَّه أمَرَكَ بخمس كلمات لتعمل بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإمَّا أَن تَأمرهم وإما أن آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سَبَقْتَنِي أن يُخسف بي أو أُعذَّب، فجمع الناس في بيت
= البصري عن عمران بن حصين مرفوعًا، ورجاله ثقات إِلا أن الحسن البصري مدلّس، وقد عنعن، ثم في سماعه من عمران بن حصين كلام، وقد نفاه غير واحد.
والقصة أصلها ثابت، دون قوله:"أينهاكم. . . " في "صحيح البخاري"(رقم 344، 348، 3571) و"صحيح مسلم"(رقم 682).
وانظر تفصيلًا في تخريج هذا الحديث في "المجالسة"(165، 2932)، وتعليقي عليها.
(1)
رواه عبد بن حميد (21)، وابن أبي شيبة (3/ 60 - 61)، وأحمد في "مسنده"(1/ 21 و 52)، وابن حزم في "الإحكام"(7/ 99 - 100)، وأبو داود (2385) في (الصوم): باب القبلة للصائم، والنسائي في "الكبرى"(2945)، والدارمي (2/ 13)، وابن خزيمة (1999)، والطحاوي (2/ 89)، وابن حبان (3544)، والحاكم (1/ 431)، والبزار (236)، والبيهقي (4/ 218 و 261)، من طريق الليث بن سعد: حدثني بكير عن عبد الملك بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد اللَّه عن عمر، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وهو على شرط مسلم فقط، وعبد الملك هذا لم يخرج له البخاري.
(2)
أخرج البخاري في "الصحيح"(كتاب جزاء الصيد): باب الحج والنذور عن الميت (4/ 64/ رقم 1852)، نحوه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما "الإحكام"(7/ 103)
(3)
أخرجه مسلم في "الصحيح"(كتاب الزكاة): باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (2/ 697/ رقم 1006).
(4)
في (ق) بعدها: "عليه السلام".
المقدس، فامتلأ [المسجد](1)، وقعدوا على الشُّرَف، فقال: إنَّ اللَّه أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنَّ، وآمركم أن تعملوا بهن؛ أولاهن أنْ تعبدوا اللَّه، ولا تشركوا به شيئًا، وإنَّ مَثَلَ مَنْ أشرك بالته كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو وَرِقٍ، فقال: هذه داري وهذا عملي، فاعمل وأدِّ إليّ، فكان يعملُ ويؤدي إلى غير سيِّده، فأيكم يرضى أن يكون عبدُه كذلك؟ وإن اللَّه أمركم بالصَّلاة، فإذا صلَّيتم فلا تلتفتوا، فإنَّ اللَّه ينصبُ وَجْهَه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفتْ، وأمركم بالصيام؛ فإنَّ مثل ذلك كمثل رجل في عِصَابة معه صُرَّة فيها مِسْك، وكُلُّهم يعجبه ريحُها، وإنّ ريح الصائم (2) أطْيَبُ عند اللَّه من ريح المسك، وأمركم بالصدقة، فإنَّ مثل ذلك كمثل رجل أَسَرَهُ العدو فأوثَقُوا يديه إلى عُنُقه وقَدَّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بكل قليل وكثير، فَفَدى نَفْسه منهم، وأمركم أنْ تذكُروا اللَّه، فإنَّ مثل ذلك كمثل رجل خرج العدوُّ في أثره سِرَاعًا حتى إذا أتى على حِصْنٍ حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبدُ لا يحرز نفسه من الشيطان إِلَّا بذكر اللَّه (3)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخَمْسٍ اللَّه أمرني بهن: السمعُ، والطاعة، والجهاد، والهِجْرة، والجماعة؛ فإنَّه من فارق الجماعة قِيْدَ شبر فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه إِلا أن يُراجَع، ومن ادَّعى دَعْوَى الجاهلية فإنّه من جُثَّاء (4) جهنم، قالوا: يا رسول اللَّه وإنْ صلَّى وإنْ صام؟ قال: وإنْ صلى وإنْ صام، فادعُوا بدعوى اللَّه الذي سَمّاكم المسلمين المؤمنين عباد اللَّه" (5) حديث صحيح.
(1) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(2)
في (ق): "الصيام".
(3)
في (ق): "اللَّه تعالى".
(4)
في (ق): "جثى" وفي (و): "جُثا"، وعَلّق عليها قائلًا:"جمع جثوة" -بضم الجيم-؛ وهو الشيء المجموع" اهـ.
(5)
رواه أحمد في "مسنده"(4/ 130 و 252 و 5/ 344 - مختصرًا)، والطيالسي (1161 و 1162)، والترمذي (2863 و 2864) في (الأمثال): باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة، وابن طهمان في "مشيخته"(200)، وأبو يعلى في "مسنده"(1571)، وفي "المفاريد"(رقم 83)، وابن منده في "الإيمان"(رقم 212)، وابن خزيمة (930 و 1895)، وأبو عبيد في "المواعظ والخطب"(رقم 95)، والآجري في "الشريعة"(ص 8)، والبخاري في "التاريخ"(2/ 260)، وابن سعد في "الطبقات"(4/ 359)، والطبراني في "الكبير"(3427، 3428، 3429، 3430، 3431)، وابن حبان (6233)، والحاكم (1/ 117 - 118 و 118 و 236 و 421)، وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 383)، وابن =
وفي "الصحيحين" من حديث أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه (1) خمس مرات، هل يَبقى من دَرَنه شيء؟ قالوا: لا، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو اللَّه بهن الخطايا"(2)، ومَثَّلَ صلى الله عليه وسلم المؤمن القارئ للقرآن بالأُتْرجَّة في طِيب الطعم والريح، وضده بالحنظلة، والمؤمن الذي لا يقرأ بالتمرة في طيب الطعم، وعدم الريح، والفاجر القارئ بالرَّيْحانة ريحها طيب وطعمها مُرّ (3)، ومَثَّل المؤمن بالخامة من الزرع لا تزال الرياح تُميلها ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومَثل المنافق بشجرة الأرز -وهي الصَّنَوْبرَة- لا تهتز ولا تميل حتى تُقْطَع مرةً واحدة (4)، ومثّل المؤمن بالنخلة في كثرة خيرها ومنافعها وحاجة الناس إليها وانتيابهم لها لمنافعهم بها (5)، وشَبَّه أمته
= أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2510)، والبغوي في "شرح السنة"(2460) كلهم من طريق زيد بن سلام عن جده أبي سلَّام عن الحارث الأشعري.
وقال الترمذي: "حسن صحيح غريب"، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
والحارث هذا هو ابن الحارث الأشعري، وجعله بعضهم: ابن مالك أبو مالك الأشعري، وهو خطأ؛ كما بينه الحافظ في "الإصابة"، وفي "تهذيب التهذيب".
وانظر كتابي "من قصص الماضين"(ص 115 - 119)، ففصلت الكلام على الحديث، وللَّه الحمد.
(1)
في (ق): بعدها "كل يوم".
(2)
رواه البخاري (528) في (مواقيت الصلاة): باب الصلوات الخمس كفارة، ومسلم (667) في (المساجد): باب المشي إلى الصلاة تُمحى به الخطايا.
(3)
رواه البخاري (5020) في (فضائل القرآن): باب فضل القرآن على سائر الكلام، و (5059) باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تَأكَّل به، و (5427) في (الأطعمة): باب ذكر الطعام، و (7560) في (التوحيد) باب قراءة الفاجر والمنافق، ومسلم و (797) في (صلاة المسافرين) باب فضيلة حافظ القرآن، من حديث أبي موسى الأشعري.
وقع في (ق): "ولا طعم لها"، وكذا في (ك) إشار في الهامش أنه في نسخة ما أثبتناه.
(4)
رواه البخاري (5644) في (المرض): باب ما جاء في كفارة المرض، و (7466) في (التوحيد): باب في المشيئة والإرادة، ومسلم (2809) في (صفات المنافقين وأحكامهم): باب مثل المؤمن كالزرع، ومثل الكافر كشجر الأرز، من حديث أبي هريرة، ولفظ مسلم أقرب إلى سياق المؤلف، وفي الباب عن كعب بن مالك: رواه البخاري (5643)، ومسلم (2810). ووقع في (ق):"تقلع مرة واحدة".
(5)
رواه البخاري (61) في (العلم): باب قول المحدث: "حدثنا". . .، و (62) في باب طرح الإمام المسألةُ على أصحابه، و (72) باب الفهم في العلم، و (131) باب الحياء في العلم، و (2209) في (البيوع): باب بيع الْجُمّار وأكله، و (4698) في (التفسير): باب =
بالمطر في نفع أوله وآخره (1)، وحياة الوجود به، ومَثّل أمته والأمتين الكتابيتين قبلها فيما خص اللَّه به أمته وأكرمها به بِأُجَرَاءَ عَمِلوا بأجرٍ مسمًى لرجل يومًا على أن يوفّيهم أجورهم، فلم يكملوا بقيّة يومهم وتركوا العمل من أثناء النهار، فعملتْ أمته بقيةَ النهار فأستكملوا أجرَ الفريقين (2)، وضرب له ولأُمَّته جبريلُ وميكائيلُ مثلَ ملك اتخذ دارًا، ثم بَنى (3) فيها بيتًا، ثم جعل مائدة، ثم بعث رسولًا يدعو الناسَ إلى طعامه، فمنهم مَنْ أجاب الرسول، ومنهم مَنْ تركه، فاللَّه هو الملك، ومحمد (4) الداعي، والدار الإسلام، والبيت الجنة، فمن أجابه دخلَ الإسلام، ومن دخل الإسلام دخل دار الملك وأكلَ منها، ومن لم يُجبه لم يدخل داره، ولم يأكل منها (5).
وفي "المسند"، والترمذي من حديث النَّوَّاس بن سَمْعان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّه ضرب مثلًا صراطًا مستقيمًا، على كَنَفيّ الصراط سوران
= {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ. . .} ، و (5444) في (الأطعمة): باب أكل الْجُمّار، و (5448) باب بركة النخل و (6122) في (الأدب): باب ما لا يستحى من الحق للتفقه في الدين، و (6144) باب إكرام الكبير.
ومسلم (2811) في (صفات المنافقين): باب مثل المؤمن مثل النخلة، من حديث ابن عمر. وللشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن رسالة مطبوعة بعنوان:"تأملات في مماثلة المؤمن للنخلة" وانظر: "مفتاح دار السعادة" للمصنف (1/ 120 - ط دار ابن عفان)، و"فتح الباري"(1/ 147). وسقطت "بها" من (ق).
(1)
وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "مثل أُمتي مثل المطر، لا يُدرى أَوَّلُه خيرٌ أم آخره".
أخرجه أحمد (3/ 130، 143)، والترمذي (2869) والطيالسي، (2023)، وأبو يعلى (3475، 3717)، والعقيلي (1/ 309)، وابن عدي (2/ 163 و 3/ 918 و 4/ 1638)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(230)، والقضاعي (1351، 1352)، والخطيب (11/ 114)، والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 68، 69) من حديث أنس.
وحسنه الترمذي وابن حجر في "الفتح"(8/ 6)، والحديث صحيح لطرقه.
وفي الباب عن عمار بن ياسر، عند أحمد (4/ 319)، والطيالسي (90) وابن حبان (2307 - موارد)، والرامهرمزي (رقم 70).
(2)
رواه البخاري (558) في (مواقيت الصلاة): باب من أدرك ركعة من العصر في الغروب، و (2271) في (الإجارة) باب: الإجارة من العصر إلى الليل، من حديث أبي موسى الأشعري.
(3)
في المطبوع: "ابتنى".
(4)
في (د): "والرسول محمد".
(5)
أخرجه البخاري في "الصحيح"(كتاب الاعتصام): باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه (برقم 7281)، من حديث جابر.
لهما (1) أبوابٌ مفتَّحة، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ، وعلى باب الصراط داعٍ يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعًا ولا تعوجوا (2)، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب قال: ويحك (3)! لا تفتحه، فإنَّك إنْ تفتحه تَلِجْهُ، فالصِّراطُ الإسلامُ، والسوران حدودُ اللَّه، والأبوابُ المفتَّحةُ محارمُ اللَّه، فلا يقع أحد في حد من حدود اللَّه حتى يكشف الستر، والداعي على رأس الصراط كتاب اللَّه، والداعي من فوق الصراط واعظُ اللَّه في قلب كلِّ مسلم" (4)، فليتأمَّل العارف قدر هذا المثل، وليتدبره حقَّ تدبُّره، ويزن به نفسه (5)، وينظر أين هو منه، وباللَّه التوفيق.
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَثَلي ومَثَلَ الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى دارًا فأكملها وأحسنها إِلا موضع لَبِنَة، فجعل الناسُ يدخلونها ويتعجَّبون منها، ويقولون: لولا (6) موضعُ تلك اللبنة، فكنتُ [أنا] موضع تلك اللبنة"، رواه مسلم (7). وفي "الصحيحين" من
(1) في (ق): "لها".
(2)
في المطبوع: "ولا تعرجوا".
(3)
في (ق): "ويلك".
(4)
أخرجه أحمد في "المسنده"(4/ 182 - 183 و 183)، والترمذي في "السنن" (كتاب الأمثال): باب ما جاء في مثل اللَّه لعباده (5/ 144/ 2859)، والطبري في "جامع البيان"(186 و 187)، والطحاوي في "مشكل الآثار"(2141 و 2142 و 2143)، والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 3)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(رقم 280)، والنسائي في "السنن الكبرى"(11233)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 73)، وابن أبي عاصم في "السنة"(18، 19)، وابن نصر في "السنة"(5) والآجري في "الشريعة"(11) من طريقين عن جببر بن نفير عن النواس بن سمعان به.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي "تحفة الأشراف" (9/ 61): حسن غريب، وهو اللائق؛ لأن رواته ثقات.
وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير في "تفسيره":"وهذا إسناد حسن صحيح".
(5)
في (ق): "ويزن نفسه به".
(6)
في (ك) و (ق): "لو"، وقال في هامش (ق):"لعله: لولا".
(7)
في (كتاب الفضائل): باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين (رقم 2287). ووقع في (ق): "وكنت أنا".
وما بين المعقوفتين سقط من (ك).
وهو في "صحيح البخاري" -أيضًا- في (كتاب المناقب): باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم من حديث جابر (رقم 3534).
حديث أبي هريرة وأبي سعيد عنه صلى الله عليه وسلم: "إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارًا، فجعل الدواب والفراش يَقَعْنَ فيها، فأنا آخذ بحُجَزِكم عن النَّار، وأنتم تقتحمون فيها"(1). ومَثَّل مَنْ وقع في الشُّبهات بالراعي يرعى حول الحمى، وأنه يوشك أن يقع فيه (2). وقال الحافظ أبو محمد بن خَلَّاد الرامهرمزي (3): حدثنا أبو شعيب (4) الحَرّاني: ثنا يحيى بن عبد اللَّه البابلتي (5): ثنا صفوان بن عمرو قال: ثني سليم بن عامر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نُصرت بالرعب [مسيرةَ شهر](6)، وأُوتيت جوامع الكلم، وأوتيت الحكمة، وضرب لي من الأمثال مثل القرآن، وإني بينا أنا نائم إذ أتاني ملكان، فقام أحدهما عند رأسي، وقام الآخر عند رجلاي (7)، فقال للذي عند رأسي: اضرب مثلًا وأنا أُفسِّره، فقال الذي عند رأسي وأهوى إليّ: لِتَنَمْ عينُك، ولتسمع (8) أذنُك، ولْيَعِ قلبُك، قال: فكنتُ كذلك، أنها الأذن فتسمع، وأما القلبُ فيعي، وأما العين فتنام، قال: فضرب مثلًا فقال: بِرْكة فيها شجرة ثابتة، وفي الشجرة غصن خارج، فجاء ضاربٌ فضرب الشَّجرةَ، فوقع الغُصنُ، ووقع معه ورقٌ كثير، كل ذلك في البِركة لم يَعْدُها، ثم ضرب الثانية، فوقع ورقٌ كثير، كل ذلك في البركة لم يَعْدُها، ثم ضرب الثالثة فوقع ورقٌ كثير، لا أدري ما وقع فيها أكثر أو ما خرج منها، قال: ففسر الذي عند رجلاي (7)، فقال: أما
(1) أخرجه البخاري في "الصحيح"(3426) في (أحاديث الأنبياء): باب قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ} ، و (6483) في (الرقاق): باب الانتهاء عن المعاصي، ومسلم (2284) في (الفضائل): باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته، من حديث أبي هريرة.
ورواه مسلم (2285) من حديث جابر رضي الله عنه.
وسقطت "فيها" من (ك).
(2)
قطعة عن آخر حديث النعمان بن بشير: "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بين"، أخرجه البخاري (52) (كتاب الإيمان): باب فضل من استبرأ لدينه، و (رقم 2051):(كتاب البيوع): باب الحلال بيِّن، والحرام بيِّن، وبينهما مشتبهات، ومسلم (1599) (كتاب المساقاة): باب أخذ الحلال وترك الشبهات.
ووقع في (ك) و (ق): "يرتع فيه".
(3)
في (ق) و (ك): "الرامهزي".
(4)
في (د) و (ط) و (و) و (ك) و (ق): "أبو سعيد" وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه.
(5)
في (ق) و (ك): "النابلي".
(6)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) ومضروب عليها في (ك).
(7)
في المطبوع: "رجلى".
(8)
في (ق): "وتسمع".
البركة فهي الجنةُ، وأما الشجرة فهي الأمة، وأما الغصنُ فهو النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الضارب فملك الموت: ضرب الضربة الأولى في القرن الأول، فوقع النبي صلى الله عليه وسلم وأهل طبقته، وضرب الثانية في القرن الثاني، فوقع كل ذلك في الجنة، ثم ضرب الثالثة في القرن الثالث فلا أدري ما وقع فيها أكثر أم ما خرج منها" (1).
وفي "المسند" من حديث جابر: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرَّت عيناه، وَعلا صَوْتُه، واشتدَّ غضبُه، حتَّى كأنَّه نذيرُ جيشٍ يقول؛ صَبَّحكم ومَسّاكم (2)، ثم يقول: بعثُت أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين أصبعيه: السبابة والوسطى"(3)، وفي حديث المسْتَوْرِد:"بُعثت في نَفَس الساعة سبقتها، كما سبقتْ هذه هذه، وأشار بأصبعيه"(4)، وفي "المسند" عنه (5): "إنَّ مَثَلي ومَثَلَ ما بعثني اللَّه، كمثلِ رجلٍ أتى
(1) هو في "الأمثال" رقم (6)، وفيه يحيى بن عبد اللَّه البابلتي: ضعفه أبو زرعة وغيره، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة تفرد ببعضها، وأثر الضعف على حديثه بين، وقال أبو حاتم: لا يعد به، وسليم بن عامر (وقد ورد اسمه في المطبوع من الأمثال: سليمان ثم وجدته على الجادة في الطبعة الأصلية منه ص 15 - ط الباكستانية)، وهو الكلاعي الخبائري ثقة من التابعين، فهو مرسل.
(2)
في (ق): "صبحكم أو مساكم".
(3)
هو في "المسند"(3/ 315 و 338 و 371)، وهو في "صحيح مسلم" (867) في (الجمعة): باب تخفيف الصلاة والخطبة.
(4)
أخرجه الترمذي في "سننه"(كتاب الفتن): باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين"(رقم 2213)، والطبراني في "المعجم الكبير"(20/ 724 و 732) والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 9)، عن مجالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد، وقال الترمذي:"حديث غريب من حديث المستورد، لا نعرفه إِلا من هذا الوجه".
قلت: وسنده ضعيف؛ لضعف مجالد.
وشاهده حديث أنس: أخرجه البخاري في "الصحيح"(برقم 6504)، وكذلك مسلم في "الصحيح"(برقم 2951).
وحديث أبي هريرة: أخرجه البخاري في "الصحيح"(برقم 6505).
وحديث سهل بن سعد: أخرجه البخاري -أيضًا- في "الصحيح"(برقم 4936 و 5301 و 6503)، ومسلم في "الصحيح"(برقم 2950).
ووقع في (ك): "فسبقتها. . . وأشار إلى إصبعيه"، وفي (ق):"هذه" مرة واحدة و"إلى أصبعيه".
(5)
هذا الحديث ليس في "مسند أحمد" عن المستورد، ولا ذكر له في "مسنده" في "أطراف المسند"(5/ 272 - 274)، وفي "المسند"(4/ 399) عن أبي موسى الحديث الآتي، الذي عزاه المصنف لـ"الصحيحين"، فلعل تقديمًا وتأخيرًا وقع في الأصول، أو الضمير في (عنه) يعود على النبي صلى الله عليه وسلم، والسياق الآتي يساعد عليه. ووقع في (ق):"بعثني اللَّه به".
قومه، فقال: يا قوم! إني رأيتُ الجيش بعيني، وأنا النَّذير العُرْيان فالنّجاءَ، فأطاعه طائفةٌ منهم فأدلجوا على مهلهم فنجوا، وكذبه (1) طائفة فأصبحوا مكانهم فصبَّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، وكذلك مثل مَنْ أطاعني واتَّبع ما جئتُ به، ومثل من عصاني، وكَذَّب بما جئتُ به من الحق" (2)، وفي "الصحيحين" عنه (3): "مثلي ومثل ما بعثني اللَّه به من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضًا، فكان منها طائفة قبلتِ الماءَ فأنبتتِ الكلأَ والعُشْبَ الكثير، وكان منها أجَادِبُ أَمْسَكَت الماء، فبفع اللَّه بها الناس فشربوا وزرعوا وسَقَوا، وأصاب طائفةً أخرى منها إنما هي قيعانٌ، لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأ، فذلك مثل من فقُهَ في دين اللَّه ونفَعَه اللَّه بما بعثني به (4)، فعَلِمَ وعَلَّم، ومثلُ مَنْ لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقْبل هدى اللَّه الذي أُرْسِلتُ به" (5) وفي "الصحيحين" عنه صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس فقال:"واللَّه ما الفقرَ أخْشَى عليكم، وإنما أخشى عليكم ما يُخْرجُ اللَّه لكم من زهرة الدنيا، فقال رجل: يا رسول اللَّه أو يأتي الخيرُ بالشر؟ فَصَمَتَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم قال: كيف قلت؟ فقال: يا رسول اللَّه أو يأتي الخيرُ بالشر؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الخير لا يأتي إِلا بالخير، وإنَّ مما يُنبتُ الربيعُ ما يقتل حَبَطًا أو يُلِمَّ، إِلَّا آكلة الخضرِ، أكلتْ حتى إذا امتدَّت خاصِرَتاها استقبلتِ الشمسَ فَثَلَطَتْ وبالت (6)، ثم
(1) في (د): "وكذبته".
(2)
أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 10) من حديث أبي موسى، واللفظ له، والمصنف ينقل منه، وأخرجه البخاري في "صحيحه"(كتاب الرقاق، باب الانتهاء عن المعاصي، (11/ 316/ رقم 6482)، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، (13/ 250/ رقم 7283)، ومسلم في "صحيحه"(كتاب الفضائل، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم، 4/ 1788/ 1879 رقم 2283) من حديث أبي موسى مرفوعًا: "إن مثلي ومثل ما بعثني اللَّه به كمثل رجل أتى قومه، فقال: يا قوم! إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العُريان؛ فالنَّجاء. . . ".
ووقع في (ك): "ومثل ما بعثني اللَّه به".
(3)
في (ق): "عنه صلى الله عليه وسلم".
(4)
في المطبوع: "ونفعه ما بعثني اللَّه به".
(5)
أخرجه البخاري في "الصحيح"(كتاب العلم): باب فضل من عَلِمَ وعَلَّم، (رقم 79)، ومسلم في "الصحيح" (كتاب الفضائل): باب بيان مثل ما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم (رقم 2282) من حديث أبي موسى أيضًا. واللفظ للرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 12) وعنده: "وأصاب طائفة أخرى منها الماء وهي قيعان. . . " وقبلها: "فشربوا ورعوا وسقوا".
(6)
"الحبط": الهلاك: "يلم": يقرب. "الخضر": نوع من البقول ليس من أحرارها وجيدها. "ثلط البعير": ألقى رجيعه سهلًا رقيقًا. (و).
اجتَرَّتْ (1) وعادت [فأكلت](2)، فمن أخذ مالًا بحقِّه يُبارك له فيه، ومن أخذ مالًا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكلُ ولا يشبع" (3).
وقالت ميمونة: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص: "الدنيا حُلوة خَضِرَة، فمن اتقى اللَّه فيها وأصلح، وإلا فهو كالذي يأكلُ ولا يشبع، وبين الناس في ذلك كبُعد الكوكبين (4)، أحدهما يطلع في المشرق والآخر يغيب في المغرب"(5)، ومَثَّل نفسه صلى الله عليه وسلم في الدنيا براكب مَرَّ بأرض فَلاةٍ، فرأى شجرةً، فاستظل [تحتها](6)، ثم راح وتركها (7).
(1) في (ك): "رتعت".
(2)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(3)
رواه البخاري (921) في (الجمعة): باب يستقبل الإمام القوم، و (1465) في (الزكاة): باب الصدقة على اليتامى، و (2842) في (الجهاد): باب فضل النفقة في سبيل اللَّه، و (6427) في (الرقاق): باب ما يحذر من زهرة الحياة الدنيا، والتنافس فيها، ومسلم (1052) في (الزكاة): باب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا، من حديث أبي سعيد الخدري.
(4)
في (ق) و (ك): "كمثل الكوكبين".
(5)
رواه أبو يعلى في "مسنده"(7599)، والرامهرمزي في "الأمثال"(19) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار عن ميمونة به، وفيه زيادة.
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 246 - 247): رواه أبو يعلى، والطبراني باختصار كثير، وفيه المثنى بن الصباح وهو ضعيف.
أقول: هو في "المعجم الكبير"(24/ 58) أوله فقط، وكذا في "الزهد" لابن أبي عاصم (156) وليس في رواية أبي يعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا لعمرو بن العاص، وانظر شواهده في "المجمع".
(6)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(7)
أخرجه وكيع في "الزهد"(رقم 64) -ومن طريقه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 217)، وأحمد في "المسنده"(1/ 7 - 8، 441)، و"الزهد"(8)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(رقم 183)، وأبو يعلى في (المسند)(8/ 416/ رقم 4998 و 9/ 148/ رقم 5229)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(رقم 297)، و"أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 295 أو 272 - ط أخرى)، وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(رقم 126)، وفي "ذم الدنيا"(رقم 133)، وتمام في "الفوائد"(رقم 912 أو رقم 1619 - مع ترتيبه "الروض البسام") - والطيالسي في "المسند"(277 أو 2/ 120 - مع منحة المعبود)، والترمذي في "الجامع" (أبواب الزهد): باب منه (4/ 588 - 589/ رقم 2377)، وابن ماجة في "السنن" (كتاب الزهد): باب مثل الدنيا (2/ 1376/ رقم 4109) والرامهرمزي في "الأمثال"(20)، ونعيم بن حماد في "زيادات زهد ابن المبارك"(رقم 195)، ويونس بن بكير في "زيادات السيرة"(ص 195)، وهناد في "الزهد"(رقم 744)، وأحمد في "المسند"(1/ 391)، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و"الزهد"(ص 12)، وأبو يعلى في "المسند"(9/ 195 - 196/ رقم 5292)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 165)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى"(1/ 467)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 310)، والطبراني في "الأوسط"(2/ ق 297/ ب)، والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 20)، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(رقم 1434)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(1/ 337 - 338)، و"الشعب"(7/ 311)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 102 و 4/ 234)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(رقم 1384)، والبغوي في "شرح السنة"(14/ 235 - 236/ رقم 4034)، جميعهم من طريق المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعًا.
وإسناده حسن، المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه، اختلط قبل موته، وسماع وكيع منه قديم؛ قبل الاختلاط؛ كما قال الإمام أحمد.
وله عن ابن مسعود طريقان آخران:
الأول: أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(رقم 181) -وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 272) -، والطبراني في "الكبير"(10/ 200 - 201 / رقم 10327)، والبيهقي في "الشعب"(7/ 311) من طريق عبيد اللَّه بن سعيد قائد الأعمش عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي عنه به رفعه.
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 326): "وفيه عبيد اللَّه بن سعيد، قائد الأعمش، وقد وثقه ابن حبان وضعفه جماعة".
قلت: وفيه أيضًا حبيب، وهو مدلس وقد عنعن؛ فإسناده ضعيف.
والآخر: أخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 332)، وابن حبان في "المجروحين"(1/ 238)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 234) من طريق الحسن بن الحسين العرني عن جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عنه رفعه.
وإسناده ضعيف -أيضًا-، الحسن بن الحسين العرني يروي المقلوبات؛ كما قال ابن حبان، وقال أبو حاتم:"لم يكن بصدوق عندهم"، وقال ابن عدي:"لا يشبه حديثه حديث الثقات"، قال أبو نعيم عقبه:"وهو غريب"، وقال ابن حبان:"هذا خبر ما رواه عن إبراهيم إِلا المسعودي؛ فإنه روي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم، والمسعودي لا تقوم الحجة بروايته".
قلت: ولحديث ابن مسعود شاهدان يصح بأحدهما، هما:
الأول: حديث ابن عباس، أخرجه أحمد في (المسند)(1/ 301)، و"الزهد"(ص 13)، وعبد بن حميد في "المنتخب"(رقم 599)، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(رقم 134)، و"قصر الأمل"(رقم 127) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(7/ 312) -، وابن أبي عاصم في "الزهد"(رقم 182)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(رقم 298)، وابن حبان في "الصحيح" رقم 2526 - موارد، و 14/ 265/ رقم 6352 - الإحسان)، والطبراني في "الكبير"(11/ 327/ رقم 11898)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 310)، وأبو نعيم =
وفي "المسند" والترمذي عنه صلى الله عليه وسلم: "ما الدنيا في الآخرة إِلا كما يَضعُ أحدُكم أصبعه في اليَمّ، فلينظر بم يرجع"(1)، ومرَّ مع الصحابة بسَخْلة منبوذة، فقال:"أَتروْن هذه هانت على أهلها، فوالذي نَفْسي بيده للدُّنيا أهون على اللَّه من هذه على أهلها"(2)، وقال: "إنّما مَثَلي ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازةً
= في "الحلية"(3/ 342)، والخطيب في "الموضح"(2/ 366 - 367)، كلهم من طريق هلال بن خباب عن عكرمة عنه مرفوعًا.
وإسناده قوي في الشواهد، هلال ثقة؛ إِلا أنه تغير، كما قال الثوري ويحيى القطان، وهما أعلم بشيخهما من ابن معين عندما قال:"لا ما اختلط ولا تغير"، والمثبت مقدم على النافي، قال الهيثمي في "المجمع" (10/ 326):"رجال أحمد رجال الصحيح؛ غير هلال بن خباب، وهو ثقة".
والآخر: حديث عائشة، أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 268)، وإسناده واهٍ، فيه الوازع بن نافع، متروك، له ترجمة في "اللسان"(6/ 213).
والخلاصة الحديث صحيح بمجموع هذه الطرق.
(1)
رواه أحمد (4/ 228 و 229)، والترمذي (2323) في (الزهد) باب رقم (15)، وابن ماجة (4108) في (الزهد)، وابن المبارك في "الزهد"(496)، والطبراني في "الكبير"(20/ 713)، وابن قانع في "معجم الصحابة"(14/ 4948، 4949 رقم 1933، 1934)، والحاكم (3/ 592)، والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 21) -وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2602 - 2603 رقم 6270).
وهو في صحيح مسلم أيضًا (2858) في الجنة وصفة نعيمها: باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة، من حديث المستورد بن شداد. ووقع في (ق):"بم ترجع".
(2)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(508)، وأحمد (4/ 229 و 230)، والترمذي (2321) في (الزهد): باب ما جاء في هوان الدنيا، وابن ماجة في "الزهد"(4111) باب عمل الدنيا، والطبراني في "الكبير"(20/ 723)، والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 22) من طريق مجالد بن سعيد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد بن شداد به.
وقال الترمذي: "حديث حسن!! " وفيه مجالد بن سعيد وهو ضعيف.
وله شاهد من حديث ابن عباس رواه ابن أبي شيبة (13/ 245)، وأحمد (1/ 329)، وأبو يعلى (2593)، والبزار (3691)، وأبو نعيم (2/ 189) قال الهيثمي في "المجمع" (10/ 287):"فيه محمد بن مُصْعَب وقد وثق على ضعفه؛ وبقية رجالهم رجال الصحيح".
ومن حديث جابر، رواه مسلم (2957) في (الزهد)، وأبو داود (186) في (الطهارة) باب: ترك الوضوء من مس الميتة، وأحمد (3/ 365).
ومن حديث سهل بن سعد وأبي هريرة وأنس وغيرهم، انظرها مفصلة في "الزهد" لابن أبي عاصم رقم (131 - 136)، و"مجمع الزوائد"(10/ 287).
ووقع في (ك): "هانت على نفسها".
غَبْراء لا يدرون ما قطعوا منها أكثر أو ما بقي منها، فحسرت ظهورهم، ونفد زادهم، وسقطوا بين ظَهْري المفازة، فأيقنوا بالهلكة، فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم رجل في حُلّة يقطر رأسه، فقالوا: إن هذا لحديثُ عهدٍ بريفٍ، فانتهى إليهم، فقال: يا هؤلاء، ما شأنكم؟ فقالوا: ما ترى كيف حسرت ظهورنا، ونفدت أزوادنا بين [ظهري](1) هذه المفازة، لا ندري ما قطعنا منها أكثر أم ما بقي؟ فقال: ما تجعلون لي إنْ أَوردتُكم ماءً رُواءً (2) ورياضًا خضرًا؟ قالوا: حكمك، قال: تُعطوني عهودَكم ومواثيقكم ألا تعصوني، ففعلوا، فمال بهم فأوردهم ماءً رواءً (3) ورِياضًا خُضْرًا، فمكث يسيرًا، ثم قال: هلُمُّوا إلى رياض أعشبَ من رياضكم هذه، وماءٍ أروى من مائكم هذا، فقال جُلُّ القوم: ما قدرنا على هذا حتى كدنا أنْ لا نقدر عليه، وقالت طائفةٌ منهم: ألستُم قد جعلتم لهذا الرجل عهودكم ومواثيقَكم أن لا تعصوه؟ فقد صدقكم في أول حديثه، فآخرُ حديثه مثل أوله، فراح وراحوا معه، فأوردهم رياضًا خضرًا وماءً رواءً، وأتى الآخرين العدوُّ من ليلتهم فأصبحوا ما بين قتيل وأسير" (4).
وقال: "مثل المؤمن كمثل النَّخْلة، أكلت طيِّبًا ووضعت طيبًا، وإنَّ مثل المؤمن كمثل القطعةِ الجيدةِ من الذهب، أُدخلت النَّار فنُفِخَ عليها فخرجت جيدة"(5).
(1) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(2)
"بفتح الراء: الماء الكثير"(و)، ووقع في (ق):"وقال".
(3)
في (ق): "رويًا".
(4)
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(رقم 176 و 507) ومن طريقه: الرامهرمزي في "الأمثال"(ص: 84، رقم 23) حدثنا غير واحد عن الحسن مرسلًا.
وعزاه العراقي في "تخريج الإحياء"(3/ 218) لابن أبي الدنيا، وهو في "ذم الدنيا" له (رقم 88)، وروى نحوه عبد بن حميد في "المنتخب"(667)، وأحمد في "المسند"(1/ 267)، والبزار (2407)، والطبراني في "المعجم الكبير"(12940) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس.
قال العراقي في "تخريج الإحياء"(3/ 218): "وإسناده حسن".
وكذلك قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 260)!!.
قلت: فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
ووقع في (ك): "وأتى الأخرى العدو"، وفي (ق):"وأتى العدو الأخرى".
(5)
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف"(11/ 404 - 406) -ومن طريقه أحمد (2/ 199) وأبو الشيخ في "الأمثال"(رقم 343) - والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 29) -واللفظ له- من =
وروى لَيْث، عن مجاهد، عن ابن عمر يرفعه:"مثل المؤمن مثل النخلة -أو النحلة- إنْ شاورته نفعك، وإنْ ماشَيْته نَفَعك، وإنْ شاركته نفعك"(1)، وقال:
= طريق مطر الوراق، وأحمد (1/ 263) -ومن طريقه الحاكم (1/ 75) - والمروزي في "زوائد الزهد"(رقم 1610)، والبيهقي في "الشعب"(5/ 58) من طريق حسين المعلم، والحاكم (4/ 513) من طريق قتادة جميعهم عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبي سبرة عن عبد اللَّه بن عمرو به؛ وإسناده ضعيف.
وعند الرامهرمزي (يحيى بن يعمر) بين ابن بريدة وأبي سبرة.
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 295): "رجاله رجال الصحيح غير أبي سبرة، وقد وثقه ابن حبان" بينما قال الحاكم: "هذا حديث صحيح، فقد اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته، غير أبي سبرة الهذلي، وهو تابعي كبير مبين -كذا، ولعله مُسِنّ-، ذكره في المسانيد والتواريخ، غير مطعون فيه".
قلت: أبو سبرة الهذلي، قال الذهبي في "الميزان" (4/ 572):"لا يعرف" ومع هذا فهو القائل في آخر "ديوان الضعفاء"(ص 478): "وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول، وركاكة الألفاظ. وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين، فيتأنى في رواية خبره، ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه، وعدم ذلك" وأبو سبرة من كبار التابعين، فلا يضره هذا على هذه القاعدة! ولكن أخرج البيهقي في "الشعب"(5/ 58 رقم 5765) هذا اللفظ عن عبد اللَّه بن عمرو قوله، وإسناده صحيح، وهذا الأشبه. وقال عقبه:"هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد، موقوف".
وأخرج أبو الشيخ في "الأمثال"(رقم 342) من طريق آخر عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا، وسنده مظلم.
وروي أوله من حديث أبي رَزين، أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 248)، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأحوذي"(8/ 335) - وابن حبان (247)، والطبراني في "الكبير"(19/ 460)، و"الأوسط"(رقم 2637)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1353 و 1354)، من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عُدُس عن عمه به، ووكيع لم يوثقه إِلا ابن حبان.
(1)
أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 30)، والشجري في "أماليه"(1/ 36)، والطبراني في "الكبير"(12/ 418 رقم 13541)، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 129) من طريقين عن ليث به قال أبو نعيم:"غريب بهذا اللفظ، تفرد به ليث عن مجاهد، وهو ثابت صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما".
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(رقم 353). والبيهقي في "الشعب"(9072) عن ليث بن أبي سُليم عن محمد بن طارق عن مجاهد به. بإسناده ضعيف، فيه ليث، وهو صدوق، اختلط جدًا ولم يتميز حديثه، فترك.
وروى الطبراني في "الكبير"(13514)، وأبو الشيخ (رقم 353)، والرامهرمزي =
"مثل المؤمن والإيمان كمثل الفَرَس في آخيته (1) يجول ما يجول ثم يرجع إلى آخيته؛ وكذلك المؤمن يَقْتَرِف ما يقترف (2) ثم يرجع إلى الإيمان"(3)، وقال:"مثل المؤمنين في تَوَادهم وتراحُمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى شيء منه، تَدَاعى سائرُه بالسَّهَر والحمى"(4)، وقال: "مثل المنافق كمثل الشاة العَائِرة بين
= (رقم 31) كلاهما في "الأمثال"، من حديث ابن عمر مرفوعًا بلفظ:"مثل المؤمن مثل النخلة ما أخذت منها من شيء نفعك".
وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح"(1/ 147).
(1)
"الآخية" -بهمزة [مكسورة أو] ممدودة وياء مشددة، [وقد تخفف إذا مدت الهمزة]-، حبيل أو عويد يضرب في الحائط ويدفن طرفاه فيه، ويصير وسطه كالعروة، والمراد من الحديث: أن المؤمن يبعد عن ربه بالذنوب، ثم يرجع، كذا في (ط)، وما بين المعقوفات زيادة (د) على (ط)، ونحو ما في (ط) في (ح). وانظر "النهاية"(1/ 29 - 30).
(2)
في (ق) و (ك): "المؤمن يعرو ما يعرو"(وفي جميع النسخ المطبوعة: يفترق ما يفترق) بتقديم الفاء على القاف!!
(3)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(73) -ومن طريقه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"(2/ 609 رقم 650) - والبخاري في "التاريخ الكبير"(37 - الكنى مختصرًا)، وأحمد (3/ 38، 55)، وأبو يعلى (1106 و 1332)، وابن حبان (616)، وابن بشران في "الأمالي"(رقم 1435)، وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 179)، والبغوي (3485) والسهروَردي في "عوارف المعارف"(ص 117) من طريق سعيد بن أبي أيوب، حدثنا عبد اللَّه بن الوليد التجيبي عن أبي سليمان الليثي عن أبي سعيد الخدري به مرفوعًا، وفيه زيادة على ما هنا.
وتحرف أبو سليمان الليثي عند أبي يعلى (1332) إلى التيمي.
ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 201)، وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبي سليمان الليثي، وعبد اللَّه بن الوليد التميمي (وصوابه التجيبي) وكلاهما ثقة!!.
أقول: في كلامه نظر، فالأول -وهو أبو سليمان الليثي-: لم يوثقه إِلا ابن حبان (5/ 569)، وقال علي بن المديني، مجهول، انظر:"اللسان"(7/ 58)، وعبد اللَّه بن الوليد، وثقه ابن حِبَّان، وضعفه الدارقطني.
وله شاهد من حديث ابن عمر، -باللفظ الذي أورده المصنف- رواه الرامهرمزي في "أمثال الحديث"(ص 84 - ط الباكستانية أو رقم 39 - ط أحمد تمام) من طريق قتادة بن وسيم -أو رستم- الطائي، حدثنا عبيد بن آدم العسقلاني، حدثنا أبي، عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا، وقتادة هذا ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: مجهول، وبقية رجاله ثقات.
(4)
رواه البخاري (6011) في (الأدب): باب رحمة الناس والبهائم، ومسلم (2586) في (البر والصلة): باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، من حديث النعمان بن بشير، وهذا لفظ مسلم والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 40)، وانظر تخريجه بتوسع في "الحنائيات"(رقم 242) وتعليقي عليه.
الغنمين (1)، تَكرُّ إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة" (2)، وقال: "مثل القرآن كمثل الإبل المُعقَّلة (3)، إن تعهَّد صاحبها عُقُلَها أمسكها، وإنْ أغفلها ذهبت، وإذا قام صاحب القرآن به ذكره، وإذا لم يَقُم به نسيه" (4)، وقال موسى بن عبيدة، عن مَاعِز (5) بن سُويد العَرْجي، عن عليّ بن أبي طالب -كرم اللَّه وجهه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثلُ المؤمن الذي لا يُتِمُّ صلاته مثلُ المرأة التي حَمَلت حتى إذا دنا نِفاسُها أسقطت، فلا حامل ولا ذات رِضاع؛ ومثلُ المصلي كمثل التاجر لا يَخْلُص له الربح حتى يخلص له رأس المال؛ وكذلك المصلي لا يقبل اللَّه له نافلة حتى يؤدِّي الفريضة" (6).
(1)"المترددة بين قطيعين"(و).
(2)
أخرجه مسلم في "الصحيح"(كتاب صفات المنافقين): في فاتحته، (برقم 2784)، من حديث ابن عمر؛ واللفظ للرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 44).
(3)
"المشدودة بالعقال"(و).
(4)
رواه البخاري (5531) في (فضائل القرآن): باب استذكار القرآن وتعاهده، ومسلم (789 و 226 و 227) في (صلاة المسافرين): باب فضائل القرآن وما يتعلق به، من حديث ابن عمر، ولفظ مسلم أتم.
ووقع في (ك)(ق): "إنْ تعاهد".
(5)
في الطبعة الباكستانية من "أمثال الحديث"(ص 91) للرامهرمزي، بالغين المعجمة والراء!! وفي طبعة مؤسسة الكتب الثقافية منه (ص 88 - 89 رقم 55). "ماعز" -بالعين المهملة والزاي-، ولم يذكره البرديجي في "طبقات الأسماء المفردة" ولم يترجم له في "التاريخ الكبير"، و"الجرح والتعديل"، ولم يذكر له صاحب "مسند علي" -على سعة جهده، وكثرة المصادر التي نقل منها- غير هذا الحديث، وهو محرف عن (صالح)، وهذا من أوهام الراوي عنه، ولذا أثبتها على ما هي عليه.
(6)
رواه الرامهرمزي في "أمثال الحديث"(91 ط الباكستانية ورقم 55 - ط الأخرى) حدثنا شيخ من أهل مدينة السلام، حدثنا محرز بن سلمة عن الدراوردي عن موسى بن عبيدة به.
ورواه أبو يعلى (315)، والبيهقي (2/ 387)، وفي "الشعب"(2/ ق 70/ أ)، والتيمي في "الترغيب"(رقم 1913 - ط أيمن شعبان)، والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 415)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(10/ ق 638) من طريق موسى بن عبيدة عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن حنين عن أبيه عن علي رفعه، وليس عند أبي يعلى:"ومثل المصلي. . . ".
ورواه ابن بشران في "أماليه"(رقم 1452)، والبيهقي (2/ 387) من طريق موسى بن عبيدة عن صالح بن سويد عن علي مرفوعًا.
وقال البيهقي: "موسى بن عبيدة لا يحتج به، وقد اختلف عليه في إسناده. . . " ثم ذكر الطريقين. =
وقال حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أَوس بن خالد، عن أبي هريرة يرفعه:"مثل الذي يسمع الحكمةَ ولا يحملُ إِلا شَرَّها، كمثل رجل أتى راعيًا فقال: آجرني (1) شاةً من غنمك، فقال: انْطَلِقْ فخذ بأذُنِ شاة منها، فذهب فأخذ بأذُن كلب الغنم"(2)، وقال عبد اللَّه بن المبارك: ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: حدثني أبو عبد ربه (3) قال: سمعت مُعَاوية يقول على هذا المنبر: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما بَقي من الدنيا بَلَاء وفتنة، وإنما مَثَلُ عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاهُ طاب أسفلهُ، وإذا خَبُثَ أعلاه خبث أسفلهُ"(4).
= وعزاه الهيثمي في "المجمع"(2/ 122) لأبي يعلى، وأعله بموسى بن عبيدة.
ووقع في (ق): "عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه" وقال: "حتى يخلص رأس ماله".
(1)
في (ق): "ربي أجر".
(2)
رواه أحمد في "مسنده"(2/ 353 و 405 و 508)، وابن ماجة في "الزهد"(4172) باب الحكمة، والطيالسي (2563)، وأبو يعلى (6388)، وابن عدي (5/ 1843)، وابن الأعرابي في "معجمه"(3/ 1100 رقم 2368 - ط دار ابن الجوزي)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(291)، والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 57، 58) والبيهقي في "الشعب"(2593، 2650 - ط الهندية)، وأحمد بن منيع في "مسنده" -كما في "مصباح الزجاجة"(2/ 332) -.
والحديث ذكره الهيثمي في "المجمع"(1/ 128)، وعزاه لأبي يعلى! مع أنه في "سنن ابن ماجة"، وفاته أن يعزوه لأحمد وقال: علي بن زيد مختلف في الاحتجاج به.
أما السيوطي فرمز لحسنه في "الجامع الصغير"! فتعقبه المناوي بأن العراقي ضعفه، وذلك في تعليقه على "الإحياء"(2/ 232)، وضعفه البوصيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 332)، وشيخنا الألباني في "السلسلة الضعيفة"(1761) لأن فيه ابن جدعان سيء الحفظ، وله مناكير.
(3)
في (ك) و (ق): "حدثنا عبد الرحمن بن زيد، حدثني جابر حدثني أبو هريرة" وفي المطبوع: "أبو هريرة"!! وهو خطأ.
(4)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(596)، وأحمد (4/ 94)، وابن ماجة (4035 و 4199)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(146)، وابن حبان في "صحيحه"(339 و 392 و 691)، وأبو يعلى (7362)، والطبراني في "الكبير"(19/ 866)، وفي "مسند الشاميين"(606 و 607)، والقضاعي في "مسند الشهاب"(1175)، والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 59)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 2722)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(رقم 3، 67)، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 162) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا أبو عبد ربه قال: سمعت معاوية فذكره، وهو عندهم مطول ومختصر. قال أبو نعيم:"لم يروه عن معاوية إِلا أبو عبد رب". =
وفي "المسند" من حديث عبد اللَّه بن عمرو (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن رجلًا كان فيمن كان قبلكم اسْتَضَاف قومًا فأضافوه، ولهم كلبة تَنْبح، قال: فقالت الكلبة: واللَّه لا أنبح ضَيف أهلي اللَّيلة، قال: فَعَوَى جِرَاؤُها في بطنها فبلغ ذلك نبيًّا لهم أو قَيْلًا لهم (2)، فقال: مثل هذه مثل أمة تكون بعدكم يقهر سفهاؤها حكماءَها، ويغلب سفهاؤُها علماءَها"(3).
= وأبو عبد ربه هذا يقال له: أبو عبد رب ويقال: أبو عبد رب العزة، كان زاهدًا روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة"(2/ 305 رقم 1422): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".
وقال في الموضع الثاني: "هذا إسناد فيه مقال، عثمان بن إسماعيل لم أر من جرحه، ولا من وثقه، وباقي رجال الإسناد موثقون"، أقول: وعثمان هذا متابع.
وقال الذهبي في "الميزان": (4/ 443): "حديث صالح الإسناد" وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(رقم 46) حدثنا محمد بن شابور عن ابن جابر به، مختصرًا.
(1)
في (ق): "عمر".
(2)
في (ك) و (ق): "وأملا لهم"، القيل هو اسم لملوك اليمن، كل ملك منهم يسمى "قيل" كما في "المؤتلف والمختلف"(4/ 1852) للدارقطني.
(3)
أخرجه أحمد في "المسنده"(2/ 170) -ومن طريقه يوسف بن عبد الهادي في "الإغراب في أحكام الكلاب"(ص 155) - والخطيب في "تلخيص المتشابه"(رقم 1093 بتحقيقي)، والرامهرمزي في "الأمثال"(رقم 60) من طريق يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو رفعه.
ورواية أبي عوانة عن عطاء بعد اختلاطه فلا يحتج بحديثه، قاله ابن معين. وكان عطاء يرفع أشياء بعد اختلاطه لم يكن يرفعها، فلعل هذا منها، واللَّه أعلم. وانظر "الكواكب النيرات"(323، 328).
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6/ رقم 5605)، والنقاش في "فنون العجائب"(رقم 19 - بتحقيقي) من طريق إبراهيم بن إسماعيل التَّرجُماني، عن شعيب بن صفوان عن عطاء به.
وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن عطاء بن السائب إِلا شعيب بن صفوان وأبو عوانة، ولم يروه عن أبي عوانة إِلا يحيى بن حماد".
قلت: إسناده ضعيف جدًا، شعيب بن صفوان ليس بشيء، والترجماني يروي وليس يبالي عمن روى، قال ابن عدي في "الكامل" (4/ 1320) في ترجمة (شعيب):"روى عن عطاء أحاديث، وله غير ما ذكرت من حديث، وليس بالكثير، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" وعطاء اختلط، ورواية شعيب عنه بعد اختلاطه.
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 183): "فيه شعيب بن صفوان، وثقه اين حبان =
وفي "صحيح البخاري" من حديث النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثلُ القائم في حدود اللَّه والواقع فيها كمثل قومٍ اسْتَهَموا على سفينة، فأصاب بعضُهم أعلَاها، وبعضُهم أسفَلَها، فكان الذين في أسفلها إذا اسْتَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فوقهم، فقالوا: لو أنا خَرَقْنَا في نصيبنا خَرْقًا، ولم (1) نُؤْذِ مَنْ فوقنا، فإنْ هم تركوهم، وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإنْ أخَذُوا على أيديهم نَجَوْا ونجوا جميعًا"(2). وفي "المعجم الكبير" عنه من حديث سهل بن سعد قال: "إياكم وَمُحَقّرَاتِ الذنوب، فإنَّ مَثَلَ ذلك كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ، فجاء هذا بعُودٍ وهذا بعود، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإنَّ محقرات الذنوب متى يُؤخذ بها صاحبها تُهْلِكهُ"(3).
= وضعفه يحيى، وعطاء بن السائب قد اختلط". وعزاه الدّميري في "حياة الحيوان الكبرى" (2/ 308) للبزَّار والطبراني. ووقع في (ق):"ويغلب سفهاؤها علماءها".
(1)
في (ق): "لم".
(2)
هو في "صحيح البخاري"(كتاب الشركة): باب هل يقرع في القسمة، (2493)، وفي (كتاب الشهادات): باب القرعة في المشكلات (2686)، وانظر تخريجه بتوسع في "الحنائيات" (رقم 209) وتعليقي عليه. ووقع في (ق):"فإنهم إن تركوهم".
(3)
رواه الطبراني في "الكبير"(5872)، وفي "الأوسط"(7323)، وفي "الصغير"(904)، ورواه أحمد (5/ 331)، والروياني في "المسند"(2/ 216 رقم 1065)، وابن أبي الدنيا في "التوبة"(3، 43)، والبيهقي في "الشعب"(رقم 7267)، والبغوي في "شرح السنة"(14/ 399).
وقال في "المجمع"(10/ 190): "رواه الطبراني في الثلاثة من طريقين، ورجال إحداهما رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن عبد الحكم وهو ثقة".
وللحديث شواهد، منها: حديث ابن مسعود، أخرجه أحمد (1/ 402)، وفي "الزهد"(21)، والطبراني في "الكبير"(10500)، وفي "الأوسط"(2529)، والطيالسي (رقم 400)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(رقم 319)، والبيهقي (10/ 187 - 188)، وفي "الشعب"(1/ 269 رقم 285 - ط دار الكتب العلمية و 2/ 83 رقم 281 - ط الهندية).
قال الهيثمي (10/ 189): "رجاله رجال الصحيح، غير عمران القطان، وقد وثقه جمع".
ومنها: حديث عائشة، ولفظه:"يا عائش! إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من اللَّه طالبًا".
أخرجه أحمد (6/ 70، 151)، وفي "الزهد"(31)، والدارمي (2729)، وابن أبي شيبة (13/ 229)، وابن ماجة (4243)، والنسائي في "الكبرى" -كما في "التحفة"(12/ 250) - والطبراني في "الأوسط"(رقم 3776)، وابن حبان (5568 - الإحسان ورقم 2497 - موارد)، والقضاعي (955)، وأبو نعيم (3/ 168)، والخطيب في "الموضح"(1/ 304).
وفي "المسند" من حديث أبيّ بن كعب يرفعه: "إن مَطْعَمَ ابن آدم قد ضُرب مثلًا للدنيا، فانظر ما يخرج من ابن آدم، وإن قزَّحه ومَلَّحَه (1) قد علم إلى ما يصير"(2).
قال (3): أبو محمد بن خلاد: ثنا عبد اللَّه بن أحمد بن مَعْدان: ثنا يوسف بن مسلم المِصِّيصي: ثنا حَجَّاج الأعور، عن أبي بكر الهُذَليّ، عن الحسن، عن أبيّ بن كعب عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إني ضَرَبْتُ للدنيا مثلًا، ولابن آدم عند الموت، مَثَلُه مثلُ رجلٍ له ثلاث (4) أخِلَّاء، فلما حَضَرهُ الموتُ قال لأحدهم: إنك كنتَ لي خليلًا، وكنت أبرّ الثّلاثة عندي، وقد نزل بي من أمر اللَّه ما ترى، فماذا عندك؟ قال: يقول: وماذا عندي؟ وهذا أمرُ اللَّه قد غَلَبني، ولا أستطيع أن
(1) في (ك) و (ق): "قد علم مرحه وملحه إلى ما يصيرا، وفي المطبوع: "وإن فرخه وملحه"، وأشار في هامش (ق) إلى أنه هكذا في نسخة.
و"قزّحه": بتشديد الزاي- أي توبله، من القِزْح، وهو التابل الذي يطرح في القدر، كالكمون والكزبرة ونحو ذلك. والمعنى أن المطعم كان تكلف الإنسان التنمق في صنعته وتطببه فإنه عائد إلى حال تكره، فكذا الدنيا المحروص على عمارتها ونظم أسبابها راجعة إلى خراب وإدبار. انظر "مجمع بحار الأنوار"(4/ 266) و"النهاية"(3/ 251).
(2)
رواه عبد اللَّه بن أحمد في "زوائد المسند"(5/ 136)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(205)، وابن حبان (702)، وأبو الشيخ في "الأمثال"(269)، والطبراني في "الكبير"(531)، وابن صاعد في "زوائد الزهد"(رقم 495)، والمروزي في "زوائده" عليه -أيضًا- (493 و 494)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 389)، والشاشي في "مسنده"(3/ رقم 1501، 1502)، وابن أبي الدنيا في "الجوع"(رقم 165)، وابن جميع في "معجمه"(ص 198 - 199)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 254)، وفي "معرفة الصحابة"(2/ 173)، والبيهقي في "الشعب"(رقم 10473)، و"الزهد الكبير"(414)، وفي "الآداب"(702)، والضياء في "المختارة"(4/ رقم 1245، 1246)، والذهبي في "السير"(15/ 439 - 440) من طريق يونس بن عبيد عن الحسن عن عُتي -وتحرف في "السير" إلى أبي السفر، فليصحح- عن أبي بن كعب، وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 288): و"رجاله رجال الصحيح غير عتي وهو ثقة".
وقال المنذري في "الترغيب"(3/ 143 و 4/ 174): "رواه عبد اللَّه بن أحمد في "زوائده" بإسناد جيد قوي".
ورواه أبو داود الطيالسي في "المسند"(548)، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 254) عن أبي الأشهب عن الحسن - (وسقط الحسن من مطبوع "المسند")! - عن أبيّ موقونًا وهذا لا يضر، فالذي رفعه قد جوّده كما قال أبو نعيم. وزاد الحسن قوله عقبه:"أما رأيتم يلطخونه بالطيب والأفواه ثم يرمونه كما رأيتم".
(3)
في (ق): "وقال".
(4)
في (ق): "ثلاثة".
أنفِّس كُرْبَتك، ولا أفرّج غمَّك، ولا أؤخَّر ساعتك، ولكن ها أنذا بين يديك (1)، فخذني زادًا تذهب به (2) معك، فإنّه ينفعك، قال: ثم دعا الثاني، فقال: إنكَ كنتَ لي خليلًا، وكنت أبرّ الثلاثة عندي، وقد نزل بي من أمر اللَّه ما ترى، فماذا عندك؟ قال: يقول: وماذا عندي؟ وهذا أمر اللَّه [قد](3) غلبني، ولا أستطيع أن أُنفِّس كربتك، ولا أفرج غمك، ولا أؤخر ساعتك (4) ولكن سأقوم [عليك](5) في مرضك، فإذا مُتَّ أنْقَيْتُ غسلَك، وجَدَّدْتُ كسوتك، وسَتَرْتُ جَسَدك وعورتك، قال: ثم دعا الثالث فقال: قد نزل بي من أمر اللَّه ما ترى وكُنتَ أهْوَنَ الثلاثة عليّ، وكنتُ لك مُضَيعًا، وفيك زاهدًا، فما عندك؟ قال: عندي أني قرينكَ وحليفُكَ (6) في الدنيا والآخرة، أدخل معك قبرك حين تدخله، وأخرج منه حين تخرج منه، ولا أفارقك أبدًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا ماله وأهله وعمله، أما الأول الذي قال: خذني زادًا، فمالُه، والثاني: أهلُه، والثالث: عمله" (7).
وقد رواه -أيضًا- بسياق آخرَ من حديث أبيّ -أيضًا-، ولفظه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال يومًا لأصحابه: "أتدرون ما مَثَلُ أحدكم ومثل مالِه وأهلِه وعمله؟ قالوا: اللَّه ورسوله أَعْلَم، فقال: إنَّما مثلُ أحدكم ومثلُ أهله وماله وعمله، كمثل رجل له ثلاثة إِخْوَة، فلما حضرته الوفاةُ دعا بعضَ إخوته، فقال: إنه قد نزل بي من الأمر ما ترى، فمالي عندك؟ وما لديك؟ فقال: لك عندي أن أُمرِّضَك ولا أُزايلك، وأنْ أَقومَ بشأنك، فإذا مُتَّ غسَّلتُك وكَفَّنْتُكَ وحَمَلْتُكَ مع الحاملين، أحملك طورًا (8) وأميطُ عنك طورًا (8)، فإذا رجعتُ أثنيتُ عليك (9) بخيرٍ عند من يسألني عنك، هذا [أخوه](10) الذي هو أهله، فما ترونه؟ قالوا: لا نسمع
(1) في (ق): "سعيك ولكن ها أنا بين يديك".
(2)
في (ق): "بي".
(3)
ما بين المعقوفتين سقط من (د).
(4)
في (ق) و (ك): "ولا أؤخر سعيك".
(5)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(6)
في (ق) و (ك): "وخليفتك" وقال في هامش (ق): "لعله: وخليلك".
(7)
أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(ص 171)(رقم 74)، وفيه أبو بكر الهذلي، قال ابن معين، وابن المديني:"ليس بشيء"، وقال الدارقطني:"منكر الحديث متروك".
والأصح من هذا، ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(13/ 356)، وأبو داود في "الزهد"(رقم 391) عن النعمان بن بشير قوله، وإسناده حسن.
(8)
في (ق): "طوري".
(9)
في (ق): "عنك".
(10)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
طائلًا يا رسول اللَّه، ثم يقول [للأخ الآخر] (1): أترى ما قد نزل بي؟ فما لي لديك؟ وما لي عندك؟ فيقول: ليس عندي [غناء](2) إِلا وأنتَ في الأحياء، فإذا مُتَّ ذُهِبَ بك مذهبٌ، وذُهِبَ بي مذهب، هذا أخوه الذي هو ماله، كيف ترونه؟ قالوا: لا (3) نسمع طائلًا يا رسول اللَّه، ثم يقول لأخيه الآخر: أترى ما قد نزل بي، وما ردَّ عليَّ أهلي ومالي؟ فمالي عندك؟ وما [لي] (4) لديك؟ فيقول: أنا صاحبُكَ في لَحْدك، وأنيسُكَ في وَحْشَتِكَ، وأقعدُ يوم الوزن في ميزانك [فأثقِّل ميزانك](4)، هذا أخوه الذي هو عَمَلُه، فكيف ترونه؟ قالوا: خيرُ أخٍ، وخيرُ صاحبٍ يا رسولَ اللَّه، قال: فإنَّ الأمر هكذا" (5).
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الجليس الصالح مثلُ صاحب المسك (6)، إما أن يُحْذِيْكَ، وإما أن يَبيعك، وإما أن تَجِدَ (7) منه ريحًا طيبة، ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكِير، إنْ لم يُصبك مِنْ شَرَره أصابكَ من ريحه"(8). وفي "الصحيح" عنه (9) أنه قال: "مَثَلُ الْمُنْفِقِ والبخيل، مثل رجلين عليهما جُبَّتَان -أو جُنَّتان (10) - من حديد من لَدُن ثديهما إلى تَرَاقيهما، فإذا أراد الْمُنْفِقُ أن ينفقَ سبغت عليه حتى يجر (11) بنانه ويعفو أثره، وإذا أراد البخيل أن ينفق قلصت، ولَزمتْ كلُّ حلقة موضعها فهو يوسعها فلا تتسع"(12).
(1) بدل ما بين المعقوفتين في (ك): "للآخر".
(2)
في (ق) و (ك): "حيا".
(3)
في (ق): "ما".
(4)
ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(5)
هذا السياق رواه الرامهرمزي من حديث عائشة (ص 173) رقم (76) وليس من حديث أُبيّ، كما قال المصنف، وسبب هذا الوهم: أن المصنف أورد حديث أبيّ، ثم سند عائشة لهذا الحديث. ثم طريقًا آخر لحديثها، فيه:". . . عمرو بن عثمان ثنا أبي" فلم ينتبه المصنف لطريق عائشة الذي يلتقي مع هذا في والد عمرو، وهو عثمان بن كثير الحمصي، فظن أن قول عمروة ثنا أبي، إنما هو (أُبيّ) وقد يكون سقط من نسخته طريق حديث عائشة الأول، فتأمَّل وفيه عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثي، ذكره العقيلي في "ضعفائه"(2/ 277) وذكر حديثه هذا، وقال "ليس لما روى أصل".
(6)
في (ق) و (ك): "مثل حامل المسك".
(7)
في (ق): "تأخذ".
(8)
رواه البخاري (2101) في (البيوع): باب في العطار وبيع المسك، و (5534) في (الذبائح): باب المسك، ومسلم (2628) في (البر والصلة): باب استحباب مجالسة الصالحين من حديث أبي موسى الأشعري. ووقع في (ق): "أصابك من رائحه شرره".
(9)
في (ق): "عنه صلى الله عليه وسلم".
(10)
في (ق): "جنتان أو جبتان".
(11)
في (ق): "حتى يحفر" وفي (ك): "يخفي".
(12)
أخرجه البخاري في "الصحيح"(كتاب الزكاة): باب مثل المنفق والبخيل (1443)، =