الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و"من عفا عن حقه عفا اللَّه له عن حقه"، و"من تجاوز تجاوز اللَّه عنه"(1)، و"من استقصى استقصى اللَّه عليه"(2).
[أصل الشرع الحاق النظير بالنظير والقرآن يعلل الأحكام]
فهذا شرع اللَّه وقدره، ووحيه وثوابه وعقابه، كله قائمٌ بهذا الأصل، وهو إلحاق النظير بالنظير، واعتبار المثل بالمثل، ولهذا يَذْكر الشارع العلل والأوصاف المؤثرة والمعاني المعتبرة في الأحكام القدرية والشرعية والجزائية (3) ليدلَّ بذلك على تعلق الحكم بها أين وجدت، واقتضائها لأحكامها، وعدم تخلُّفها عنها إلا لمانع يعارض اقتضاءها ويُوجبُ تخلف آثارها عنها، كقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأنفال: 13]، وقوله:{ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا} [غافر: 12]، {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [الجاثية: 35] {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} [غافر: 75]، {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 28]، {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} [محمد: 26] {وَذَلِكُمْ (4) ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} [فصلت: 23].
[الحروف التي يجيء بها التعليل في القرآن]
وقد جاء التعليل في الكتاب العزيز بالباء تارة، وباللام تارة، وبأنْ تارة، وبمجموعها (5) تارة، [وبكي تارة](6)، ومن أجل تارة، وترتيب [الجزاء على الشرط تارة، وبالفاء المؤذْنة بالسببية تارة، وترتيب](6) الحكم على الوصف المُقْتض له تارة، وبلمَّا (7) تارة، وبأنَّ المشددة تارة، وبلعل تارة، وبالمفعول
(1) ورد معناه في حديث، أخرجه مسلم (1560) في (المساقاة) باب فضل إنظار المعسر، عن حذيفة رضي الله عنه.
(2)
يغني عنه حديث أسماء قبل السابق، وفي بعض ألفاظه:"ولا تُحصي فيُحصيَ اللَّه عليكِ".
(3)
في (ك) و (ق): "والجزئية" واستظهر في هامش (ق) ما أثبتناه.
(4)
في (ق): "وذلكم".
(5)
في المطبوع: "وبمجموعهما".
(6)
ما بين المعقوفتين سقط من (ك)، ووقع في (ق):"ورتب الجزاء".
(7)
في (ك): "وبلا".
[له](1) تارة (2)؛ فالأول كما تقدم [من قوله: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ} وأشباهه،](3)، واللام كقوله:{ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [المائدة: 97]، وأنْ كقوله:{أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا} [الأنعام: 156]؛ ثم قيل: التقدير لئلا تقولوا، وقيل: كراهة أن تقولوا، [وأن] (4) واللام كقوله:{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]، وغالب ما يكون هذا النوع في النفي فتأمله، [وكي كقوله] (5):{كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً} [الحشر: 7] والشرط والجزاء كقوله: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120]، والفاء كقوله:{فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ} [الشعراء: 139]{فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً} [الحاقة: 10]، {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} [المزمل: 16]، وترتيب الحكم على الوصف كقوله:{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]، وقوله:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقوله:{إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)} [الأعراف: 170]، {وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)} [يوسف: 56]، {وَأَنَّ (6) اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)} [يوسف: 52]، ولمَّا كقوله:{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55]، {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)} [الأعراف: 166] وإنَّ المشددة كقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)} [الأنبياء: 77]، {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74)} [الأنبياء: 74]، ولعل كقوله:{لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)} [طه: 44] ، {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (7){لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)} (8)، والمفعول له كقوله: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ
(1) ما بين المعقوفتين سقط من (ن).
(2)
انظر: "شفاء العليل"(ص 396 - 418)، و"مفتاح دار السعادة"(ص 36 - 38)، و"بدائع الفوائد"(1/ 44 - 60 و 2/ 205، 210، 211، و 3/ 179 و 4/ 127 - 130)، و"الداء والدواء"(ص 6، 8، 350 - 351، 427، 373 مهم)، و"حادي الأرواح"(ص 81 - 82)، و"مدارج السالكين"(1/ 94 و 2/ 116، 118، 133، 134 و 3/ 395 - 410، 495 مهم).
(3)
ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع و (ق) و (ك).
(4)
ما بين المعقوفتين سقط من (ن) و (ك) و (ق).
(5)
في (ق): "وفي قوله".
(6)
في (ق): "و".
(7)
في يوسف والنور والزخرف والحديد {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} ، (رقم 2، 61، 3، 17)(و).
(8)
في الأعراف، والنحل، والنور، مرتين، وفي الذاريات {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (57، 90، 1، 27، 49)(و).