الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كلمة المركز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد اتخذ مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية لنفسه منذ ولادته هدفًا ينشده، وهو كشف زور الأعداء، ومحاربة مخططاتهم، وغاية يطلبها وهي إعادة بيت المقدس إلى حاضرة الإسلام، وهذا الهدف وتلك الغاية كان ينبغي ليتم تحصيلها القيام بسلسلة من الإجراءات والأعمال التي توضح -وبنفس الوقت تذيب شُبَه الأعداء -مكانة هذه المنطقة الأسيرة -بيت المقدس- في تراثنا الإسلامي، فهو يؤصل لبيت المقدس تأصيلًا شرعيًّا، علاوة على التأصيل التاريخي، هذان العاملان كفيلان في إعادة اللحمة بين المسلمين، وكفيلان أيضًا في رفع الظلم والاستبداد الذي يقع على أهلنا هناك.
إن بيت المقدس له أهميته البالغة في نظر الإسلام؛ كيف لا ونحن نردد قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)} [الإسراء: 1] علاوة على الأحاديث الكثيرة التي تشير إلى أهمية هذه المنطقة.
ومن هنا فإن المركز لا يسأم ولا يتردد في إيجاد كل ما من شأنه أن يطرح على الساحة الفكرية لدى الناس ما له صلة بنظام الإسلام لا سيَّما العقدي، والتشريعي منه، فكانت هذه الموسوعة، التي تعد إصدارًا آخر من إصداراته
الفريدة من نوعها، والمتعلقة ببيت المقدس والشام، ليرى القارئ الكريم ذلك السفر العجيب من أحاديث رسولنا الكريم المأثورة حول هذه المنطقة، ليعلم بعد ذلك ما الدور الموكول على عاتقه تجاه تلك المسألة العقدية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المركز -كغيره من الجهود- حريص على عدم ترك تصنيع الساحة الفكرية للمسلمين للأعداء، بل هو يُكَّرِسُ جهده، ويُعدِّد إصداراته، ويُكْثر حواراته حتى يتحقق قوله تعالى:{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء: 5 - 7].
وعلى هذا يكون الهدف من عمل هذه الموسوعة يمكن أن يتبلور فيما يلي:
بيان أهمية بيت المقدس على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم.
تنقية التراث الحديثي المقدسي، وذلك ببيان صحيحه من ضعيفه.
لتكون هذه الموسوعة مرجعًا للباحثين وطلاب العلم والدعاة.
إذكاء روح التعلق ببيت المقدس في نفوس المسلمين.
هذا واللَّه نسأل أن يؤول هذا الجهد مبكرًا لتحقيق النبوة الإلهية الواردة في تلك الآيات، وأن يثيبنا على سعينا، ويرشدنا طرق الهداية والرشاد.
وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.