الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يُوشَعُ وَمُوسَى وَهَارُونُ عليهم السلام
469 -
قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي "صَحِيحِهِ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ المبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتْبَعُنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلَا آخَرُ اشْتَرَى غَنَمًا -أَوْ خَلِفَاتٍ- وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنْ الْقَرْيَةِ صَلَاةَ الْعَصْرِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا. فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّه عَلَيْهِم، فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ -يَعْنِي النَّارَ- لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا. فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ. فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمْ الْغُلُولُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ. فَلَزقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمْ الْغُلُولُ. فَجَاءُوا بِرَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ الذَّهَبِ فَوَضَعُوهَا، فَجَاءَتْ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا، ثُمَّ أَحَل اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ؛ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا".
(337)
(337)
"صحيح"
رواه البخاري (3124)، ومختصرًا (5157)، ومسلم (1747)، كلاهما من طريق معمر بن راشد، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فائدة: قال الحافظ ابن حجر في "الفتح"(6/ 255): وهذا النبي هو يوشع بن نون؛ كما رواه الحاكم من طريق كعب الأحبار، وبيّن تسمية القرية.
وقد ورد أصله من طريق مرفوعة صحيحة، أخرجها أحمد من طريق هشام، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع بن نون، ليالي سار إلى بيت المقدس".
فائدة: قال القرطبي: قال علماؤنا: والحكمة في حبس الشمس على يوشع عند قتاله أهل أريحاء وإشرافه على فتحها عشي يوم الجمعة، وإشفاقه من أن تغرب الشمس قبل الفتح: أنه لو لم تحبس عليه حرم عليه القتال لأجل السبت؛ ويعلم به عدوهم فيعمل فيهم السيف ويجتاحهم، فكان ذلك آية =
470 -
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّمْسَ لَم تُحبَس لِبَشَرٍ إِلا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ".
(338)
471 -
قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِهِ "الْعُقُوبَات":
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ حَفْص، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّه: أوْحَى اللَّه عز وجل إِلَى مُوسَى صلى الله عليه وسلم: أنِّي مُنْزِلٌ عَلَيْكَ نَارًا فَأَسْرِجْ بِهَا فِي بَيْتِ المقْدِسِ. قَالَ: فَدَعَا مُوسَى هَاروُنَ عليهما السلام فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدِ اصْطَفَانِي بِنَارٍ، وَإنِّي قَدِ اصْطَفَيْتُكَ بِهَا، قَالَ: فَدَعَا هَارونُ ابْنَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدِ اصْطَفَى مُوسَى بِنَارٍ، وَإِنَّهُ قَدِ اصْطَفَانِي بِهَا، وَاصْطَفَيْتُكُمَا بِهَا. فَجَلَسَا يَنْتَظِرَانِ النَّارَ، وَجَلَسَ مُوسَى وَهَارونُ يَنْظُرَانِ، فَعَجَّلَ الْغُلَامَانِ إِلَى نَارٍ مِنْ نَارِ الدُّنْيَا فَأَسْرَجَا فِي بَيْتِ المقْدِسِ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمَا
= له خصَّ بها، بعد أن كانت نبوته ثابتة بخبر موسى عليه السلام على ما يقال. "تفسير القرطبي" (6/ 135) (المائد: 20).
(338)
"صحيح"
"المسند"(2/ 325)، وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(7/ 34)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (باب: مسألته اللَّه أن يرد الشمس عليه)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(21/ 229)، كلهم من طريق أسود بن عامر، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 43 أ).
وقال ابن حجر في "الفتح"(3124): وحديث أبي هريرة رجال إسناده محتج بهم في الصحيح. وقال أيضا: وقد ورد أصله من طرق صحيحة مرفوعة أخرجها أحمد.
وقال ابن كثير: تفرد به أحمد، وإسناده على شرط البخاري.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(202).
قلت: وأصل الحديث عند البخاري (3124) كما تقدم، بلفظ طويل، وليس فيه تسمية النبي يوشع كما تقدم.
نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتْهُمَا! فَوَثَبَ هَارونُ لِيُخَلِّصَهُمَا، فَحَدَّثَهُ مُوسَى، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَتَدَعَنَّهُمَا حَتَّى يَذُوقَا نَكَالَ مَا عَمِلَا. قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ عز وجل إِلَى مُوسَى: أَنْ هَكَذَا أَصْنَعُ بمَنْ عَصَانِي مِنْ أَوْلِيَائِي، فَكَيْفَ مَنْ عَصَانِي مِنْ أَعْدَائِي؟ قَالَ: فَمَكَثَ هَارونُ أرْبَعينَ يَوْمًا كَئِيبًا حَزِينًا. قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِ: إِني قَدْ غَفَرْتُ لَهُمَا وَجَعَلْتُهُمَا شَهِيدَينِ مَعَكُمَا فِي الجنَّةِ.
(339)
472 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":
وَأَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَان، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا أَعْلَمَنِي مِنْ أَينَ يَسْجُدُ الْيَهُودُ عَلَى حَوَاجِبِهِمْ. قَيلَ: وَمِنْ أَيْنَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ لمَّا أَبَوا أَنْ يَقْبَلُوا الئوْراةَ، أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الطُّورَ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمْ، فَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِذَا سَجَدَ يَسْجُدُ عَلَى أَحَدِ حَاجِبَيهِ وَهُوَ يَلْحَظُ
(340)
بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ إِلَى الجبَلِ مَتَى يُرْمَى بِهِ عَلَيْهِ، فَمِنْ ثَمَّ تَسْجُدُ الْيَهُودُ عَلَى حَوَاجِبِهَا، قَالَ:
(339)
"حسن بشاهده وهو من الإسرائيليات"
"العقوبات"(190).
وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط، وروى عنه خلف بن خليفة، وهو صدوق اختلط بأخرة، ولم يذكر ممن رووا عن عطاء قبل الاختلاط، ووهب يحدث ويكثر عن بني إسرائيل.
وله شاهد عن وهب بن منبه أيضًا؛ أخرجه الإمام أحمد في "الزهد"(1/ 85)، وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 59)، من طريق إبراهيم بن عقيل بن وهب بن منبه، عن أبيه، عن وهب.
عقيل بن معقل بن منبه وثقه أحمد وابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر: صدوق.
فالإسناد إلى وهب يحسن، لكن يبقى النظر في نَقْلِ وَهْبٍ عن بني إسرائيل، ونحن في غنية عن مثل هذا.
(340)
لحَظَه يَلْحَظُه لَحْظًا ولَحَاظًا، ولَحَظَ إليه نظره بمؤخر عينه من أي جانبيه كان يمينًا أو شمالًا، وهو أشد التفاتًا من الشزر، قال: لحظناهم حتى كأَن عيوننا بها لقوة من شدة اللحظان، وقيل: اللحظة النظرة من جانب الأذن. انظر "لسان العرب": لحظ.