الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ هَاهُنَا شَيْخًا يُحَدِّثُ عَنِ الكُتُبِ يُقَالُ لَهُ: عُقْبَةُ بن أبِي زَيْنَبٍ
(8)
فَلَوْ جَلَسْنَا إِلَيْهِ. قَالَ: فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ بِفَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ، فَلَمَّا كَثَّرَ قَالَ الزُّهْرِي: أَيُّهَا الشَّيْخُ، لَنْ تَنْتَهِيَ إِلَى مَا انْتَهَى إليْهِ. قَالَ تبارك وتعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}
(9)
فَغَضِبَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُنْقَلَ عِظَامُ مُحَمَّدٍ إِلَيْهَا.
(10)
الْأَرْضُ المقَدَّسَةُ والجهَادُ
231 -
قَالَ مَالِكٌ فِي "الموطَّأ":
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ الْفَارِسِي، أَنْ هَلُمَّ
(11)
إِلَى الأرْضِ المقَدَّسَةِ
(12)
، فَكَتَبَ إلَيْهِ سَلْمَانُ إِنَّ الْأَرْضَ لَا تُقَدِّسُ أَحَدًا، وَإِنَّمَا
(8)
عقبة بن أبي زينب: رأى ابن عمر، روى عنه: الحكم بن أبي سليمان بن غيلان، ورجاء بن أبي سلمة. "تهذيب الكمال"(20/ 198).
(9)
الإسراء: 1.
(10)
(إسناده ضعيف ومتنه منكر)
"فضائل البيت المقدس"(ص 86)، ومن طريقه أخرجه ابن المرجا في "الجامع المستقصى"(ق 147)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 4 ب - 5 أ).
وفيه عمر بن الفضل بن مهاجر وأبوه لا يعرفان، ومن أين لعقبة بن أبي زينب هذا أن عظام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ستنقل كما قال؟! هذا واللَّه منكر من القول.
(11)
هَلُمَّ بمعنى: أَقْبِلْ. "لسان العرب": هلم.
(12)
قال أبو السعود في "تفسيره"(3/ 23): كرر النداء بالإضافة التشريفية اهتمامًا بشأن الأمر، ومبالغة في حثهم على الامتثال به، والأرض هي أرض بيت المقدس؛ وسميت بذلك لأنها كانت قرار الأنبياء ومسكن المؤمنين.
وقال الآلوسي في "روح المعاني"(6/ 389): التقديس التطهير، ووصف تلك الأرض بذلك إما لأنها =
يُقَدِّسُ الْإِنْسَانَ عَمَلُهُ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ جُعِلْتَ طَبِيبًا تُدَاوِي، فَإِنْ كُنْتَ تُبْرِئُ فَنِعِمَّا لَكَ، وَإِنْ كُنْتَ مُتَطَبِّبًا فَاحْذَرْ أَنْ تَقْتُلَ إِنْسَانًا فَتَدْخُلَ النَّارَ، فَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا قَضَى بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ أَدْبَرَا عَنْهُ، نَظَرَ إِلَيْهِمَا، وَقَالَ: ارْجِعَا إِليَّ أعِيدَا عَلَيَّ قِصَّتَكُمَا مُتَطَبِّبٌ وَاللَّهِ.
(13)
= مطهرة من الشرك؛ حيث جعلت مساكن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أو لأنها مطهرة من الآفات، وغلبة الجبارين عليها لا يخرجها عن أن تكون مقدسة، أو لأنها طهرت من القحط والجوع. وقيل: سميت مقدسة؛ لأن فيها المكان الذي يتقدس فيه من الذنوب.
(13)
(حسن بطرقه)
"موطأ مالك"(2/ 769)، ومن طريق مالك أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في زوائده على "الزهد"(ص 154)، ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 205).
وهذا إسناد ظاهر الانقطاع، فإن يحيى بن سعيد لم يسمع إلا من أنس على ما قاله عليُّ بن المديني، وقد أتى موصولًا من طرق أخرى.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(8/ 182)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(1718)، والدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(1238)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 150)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 245)، جميعًا من طرق عن يحيى ابن سعيد، عن عبد اللَّه بن هبيرة، فجاوزوا به يحيى، ورجاله رجال الصحيح، لكنه أيضًا منقطع؛ عبد اللَّه بن هبيرة ليست له رواية عن الصحابة؛ فهو منقطع.
وأخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها"(ص 59)، من طريق صفوان بن عمرو، عن أبي الدرداء، وهو منقطع أيضًا؛ صفوان لم يدرك أبا الدرداء، لكنه حمصي سكن الشام، والأثر مشهور، وأتى من طرقٍ كما تقدم؛ مما يدل على معرفة أهل الشام به، وفي الإسناد إليه بقية بن الوليد، وهو ثقة لكنه يدلس عن الضعفاء والمجاهيل، وقد عنعن، قال بعضهم: لكن هذا السند خاصة نقبله لِمَا قال أبو بكر بن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن بقية، فقال: إذا حدَّث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره. اهـ. وهو هنا كذلك.
وأخرجه أبو داود في "الزهد"(273)، من طريق سليمان يعني ابن المغيرة، عن حميد بن هلال بنحوه، وهذا الإسناد رجاله ثقات غير أن حميدًا لم يدرك أبا الدرداء؛ فإن أبا حاتم صَرَّحَ أنه لم يلق أبا رفاعة، وقد توفي قبل أبي الدرداء رضي الله عنهما.
232 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسَنِ بَرَكَاتُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الحسَيْنِ النَّجَّاد، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابتٍ الخطِيبُ، أَنَا أَبُو الحسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رزقويه، أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سندي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الحدَّاد، نَا الحسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَطَّانُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، أَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْقُرَشِي، أَنَا خَارِجَةُ -يَعْنِي ابْنَ مُصْعَب السَّرَخْسِي- عَنْ ثَوْرٍ -هُوَ ابْنُ يَزِيدَ الْكُلَاعِي الحمْصِي- عَنْ خَالِدِ بْنِ معدانَ، عَنْ مُعَاذٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَرْضُ المقَدَّسَةِ مَا بَيْنَ الْعَرِيشِ إِلَى الْفُرَاتِ.
(14)
233 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الشّرابِي المقْرِئُ بِقِرَائَتِي عَلَيْهِ بِأَصْبَهَانَ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقُرَشِي الْعبَّاداني بِالْبَصْرَةِ، أَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الهاشِمِي، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ المقْرِئ الأَثْرَمُ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التّرقُفِي، نَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ المصِّيصِي، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ المنْذِرِ؛ أَنَّ عُمَرَ، قَالَ لِجُلَسَائِهِ: أَيُّ النَّاسِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: فَجَعَلُوا يَذْكُرونَ لَهُ الصَّومَ وَالصَّلَاةَ، قَالَ: وَيَقُولُونَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ بَعْدَ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَعْظِمِ النَّاسِ أجْرًا مِمَّنْ ذَكَرْتُمْ وَمِنْ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: رُوَيْجِلٌ بِالشَّامِ آخِذٌ بِلِجَامِ فَرَسِهِ
= وهذه المراسيل إذا انضم بعضها إلى بعض تقوت؛ ودلت على ثبوت الرواية عنهما؛ فالأثر حسن بمجموعها.
(14)
"إسناده ضعيف"
"تاريخ دمشق"(1/ 149 - 150).
وهذا إسناد ضعيف؛ فإن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ، وانظر "تحفة التحصيل"(171).
يَكْلَأُ مَنْ وَرَاءِ بَيْضَةِ المُسْلِمينَ؛ لَا يَدْرِي أَسَبُعٌ يَفْتِرِسُهُ أَمْ هَامَةٌ تَلْدَغُهُ أَوْ عَدُوٌ يَغْشَاهُ، فَذَلِكَ أَعْظَمُ أَجْرًا مِمَّنْ ذَكَرْتُمْ وَمِنْ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ.
(15)
234 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":
أَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا أَعْلَمَنِي مِنْ أَيْنَ يَسْجُدُ الْيَهُودُ عَلَى حَوَاجِبِهِمْ. قِيلَ: وَمِنْ أَيْنَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ لمّا أَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوا التَّوْرَاةَ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِم الطُّورَ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمْ، فَكَانَ الرّجُلُ مِنْهُمْ إِذَا سَجَدَ يَسْجُدُ عَلَى أَحَدِ حَاجِبَيْهِ وَهُوَ يَلْحَظُ
(16)
بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ إِلَى الجبَلِ مَتَى يُرْمَى بِهِ عَلَيْهِ؛ فَمِنْ ثَمَّ تَسْجُدُ الْيَهُودُ عَلَى حَوَاجِبِهَا، قَالَ: فَرَفَعَ مُوسَى الأَلْوَاحَ فَوَضَعَهَا فِي بَيْتِ الهيْكَلِ، وَكَانَ يُخْرِجُهَا إِلَيْهِمْ كُلَّ سَبْتٍ فَيقْرَأُهَا ولد هَارُونَ عَلَيْهِمْ وَيَدْرُسُونَهَا بَيْنَهُمْ، وَكَانَ مِنْ شَأنِ بَيْتِ الهيْكَلِ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ مُوسَى حِينَ جَاوَزَ الْبَحْرَ وَأَمَرَهُ بالمسِيرِ إِلَى الأَرْضِ المقَدَّسَةِ وَمِنْ قَبْلِ أَنْ يُتِيهَ اللَّهُ عز وجل بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ أَمَرَ اللَّه مُوسَى أَنْ يَبْنِيَ مَسْجِدًا لِجَمَاعَتِهِمْ، وَبَيْتًا لِقُدْسِهِمْ، وَبَيْتًا لِقُرْبَانِهِمْ.
(17)
(15)
(إسناده ضعيف)
"تاريخ دمشق"(1/ 283).
وفي إسناده محمد بن كثير المصيصي، لينه البخاري جدًّا، وضعفه غيره، وقال أبو حاتم: رجل صالح في حديثه بعض الإنكار، وقد اختلط بأخرة، وأرطاة بن المنذر ثقة إمام، إلا أنه لم يدرك عمرًا رضي الله عنه، فالرواية ضعيفة مرسلة.
(16)
لحَظَه يَلْحَظُه لَحْظًا ولَحَاظًا ولحظ إليه نظره بمؤخر عينه من أي جانبيه كان يمينًا أَو شمالًا، وهو أشد التفاتًا من الشزر قال لحظناهم حتى كأن عيوننا بها لقوة من شدة اللحظان، وقيل: اللحظة النظرة من جانب الأذن. انظر "لسان العرب": لحظ.
(17)
"تاريخ دمشق"(61/ 130).
وإسناده تالف؛ فيه جويبر بن سعيد الأزدي، قال ابن حجر: ضعيف جدًّا. وقال الذهبي: تركوه.
وكذلك فإن الضحاك وهو ابن مزاحم لم يلق ابن عباس، كذا قال شعبة، وأحمد، ويونس بن عبيدٍ، =