الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِنَاءُ عَبْدِ الملِكِ المسْجِدَ
388 -
قَالَ أَبُو الحسَنِ الرَّبْعِي فِي "فَضَائِلِ الشَّامِ وَدِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا تَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ قطيش، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عتيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَزْعُمُ أَنَّ مَلِكَ دِمَشْقَ بَنَى الحِصْنَ الَّذِي حَوْلَ المَسْجِدِ دَاخِلَ المدِينَةِ عَلَى مِسْحَةِ مَسْجِدِ بَيْتِ المقْدِسِ، وَحَمَلَ أَبْوَابَ مَسْجِدِ بَيْتِ المقْدِسِ فَوَضَعَهَا عَلَى أَبْوَابهِ، فَهَذِهِ الْأَبْوَابُ الَّتِي عَلَى الحصْنِ هِيَ أَبْوَابُ بَيْتِ المقْدِسِ.
(238)
389 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجامِعِ المسْتَقْصَى":
قَالَ: وَأَبْنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُهَاجِرٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: وَثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ بِشْير -أَوْ بشيرٍ كَذَا- المقْدِسِى بِبَيْتِ المقْدِسِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَع عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِئَةَ، نَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ استَنبَاذَ الْفَارِسِي الحَمْسِي سَادِنُ الصَّخْرَةِ بِبَيْتِ المقْدِس، نَا أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ، عَنْ جَدَّهِ ثَابِتٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَيَزِيدَ بْنِ سَلَّامٍ مَوْلَى عَبْدِ الملِكِ بْنُ مَرْوَانَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ المقْدِسِ وَوَلَدُهُ بِهَا؛ أَنَّ عَبْدَ الملِكِ حِينَ هَمَّ بِبِنَاءِ قُبَّةِ الصَّخْرَةِ وَالمسْجِدِ الْأَقْصَى قَدِمَ مِنْ دِمشْقَ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ،
= ابن ابنه الهيثم بن عمران، وقد ترجم له ابن عساكر في "تاريخه"(27/ 244)، ونقل بإسناده عن يعقوب بن شيبة، قال: قال جدي يعقوب: عبد اللَّه بن أبي عبد اللَّه لم يلق عمر، وإنما يحدث عن مكحول، ويحدث عن أبيه، عن عمر.
قلت: وهذه علة ثانية؛ وهي الانقطاع بينه وبين عمر، والْأُولَى جهالته.
وحفيده لا يعلم بعدالة، فالإسناد ضعيف.
(238)
"إسناده ضعيف"
"فضائل الشام ودمشق"(46)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 18).
قلت: وفي سنده من لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا كمحمد بن سعيد بن قطيش.
بَعَثَ الْكُتُبَ فِي جَمِيعِ عَمَلِهِ وَإِلَى سَائِرِ الْأَمْصَارِ أَنَّ عَبْدَ الملِكِ قَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ قُبَّةَ صَخْرَةِ بَيْتِ الْمقْدِسِ بَيْنَ المُسْلِمِينَ فِي الحرِّ وَالْبَرْدِ، وَكَرِهَ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ دُونَ رَأي رَعِيَّتِهِ، فَكَتَبَ الرَّعِيَّةُ إِلَيْهِ بِرَأيهِمْ وَمَا هُمْ لَهُ عَلَيْهِ، فَوَرَدَتِ الْكُتُبُ عَلَيْهِ مِنْ عُمَّالِ الْأَعْمَالِ بِرَأي أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ رَأيَهُ مُوَفَّقًا رَشِيدًا، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَن يُتِمَّ لَهُ مَا نوَى فِي بِنَاءِ بِيْتِهِ وَصَخْرَتِهِ وَمَسْجِدِهِ، وَيُجْرِي ذَلِكَ عَلَى يَدَيْهِ وَيَجْعَلُهُ مَكْرُمَةً لَهُ وَلِمَنْ مَضَى مِنْ سَلَفِهِ، قَالَا: فَجَمَعَ الصُّنَّاعَ فِي عَمَلِهِ كُلِّهِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَضَعُوا لَهُ صِفَةَ الْقَبَّةِ وَسَمْتَهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَبْنِيَهَا، فَكُرِّسَتْ لَهُ فِي صَحْنِ المَسْجِدِ، وَأَمَرَ أَنْ يُبْنَى بَيْتُ المالِ فِي شَرْقِي الصَّخْرَةِ، وَهُوَ الَّذِي عَلَى حَرْفِ الصَّخْرَةِ، فَبُنَي وَأُشْحِنَ بِالْأمْوَالِ، وَوَكَّلَ عَلَى ذَلِكَ رَجَاءَ بْنَ حَيوَةَ وَيَزِيدَ بْنَ سَلَامٍ، وَأَمَرَهُمَا بِالنَّفَقَةِ عَلَيْهَا وَالْقِيَام بِأَمْرِهَا، وَأَنْ يَقْرَعُوا لِكُل عَلَيْهَا فَرَاغًا دُونَ أَنْ يُنْفِقُوهُ أَنْفَاقًا، وَأَخَذُوا فِي الْبِنَاءِ وَالْعِمَارَةِ حَتَّى أُحْكِمَ الْعَمَلُ وَفَرَغَ الْبِنَاءُ، وَلَمْ يَبْقَ لِمُتَكَلِّمٍ فِيهَا كَلَامٌ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِدِمشْقَ: قَدْ أَتَمَّ اللَّه مَا أَمَرَ بهِ أَمِيرُ المُؤْمِنينَ مِنَ النَّفَقَةِ عَلَيْهِ بِنَاءُ قُبَّةِ الصَّخْرَةِ ببَيْتِ المقْدِسِ وَالمسْجِدِ الْأَقْصَى، وَلَمْ يَبْقَ لمتَكَلِّمٍ فِيهَا كَلَامٌ، وَقَدْ بَقَي مِمَّا أَمَرَ بِهِ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مِنَ النَّفَقَةِ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ الْبِنَاءُ وَأُحْكِمَ مِئَةَ أَلْفِ دينارٍ فَيْصرفهَا أَمِيرُ المُؤْمِنينَ فِي أَحَبِّ الأَشْيَاءِ إِلَيْهِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا: قَدْ أَمَرَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ بِهِمَا لَكُمَا جَائِزَةً لِمَا وُليتُمَا مِنْ عِمَارَةِ ذَلِكَ الْبَيْتِ الشَّرِيفِ المبَارَكِ. فَكَتَبَا إِلَيْهِ: نَحْنُ أَوْلَى أَنْ نَزِيدَ حُلِيَّ نِسَائِنَا فَضْلًا عَنْ أَمْوالِهِمَا، فَاصْرِفْهَا فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا بِأنْ تُسْبَكَ وَتُفَرَّغَ عَلَى الْقُبَّةِ، فَسُكبتْ وَأُفْرِغَتْ فَمَا كَانَ أَحَدٌ يَقَدِرُ أَنْ يَتَأَمَّلَهَا مِمَّا عَلَيْهَا مِنَ الذَّهَب، وِهُيِّئَ لَهَا جلَالَاتٍ مِنْ لبُودٍ وَأدْمٍ مِنْ فَوْقِهَا، فَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ أُلْبِسَتهُمَا لِتَكُفُّهَا مِنَ الْأَمْطَارِ وَالرِّيَاحِ وَالثُّلُوجِ، وَكَان رَجَاءُ بْنُ حَيْوةَ وَيَزِيدُ بْنُ سَلَام قَدْ حَفَّا الحجَرَ
بِدَرَابْزِينَ مِنْ سَاسمٍ وَمِنْ خَلْفِ الدَّرَابْزِينَ سُتُورُ دِيبَاجٍ مُرخَاةٌ بَيْنَ الْعُمُدِ، وَكَانَ كُلُّ يُومِ اثْنَينِ وَخَمِيسٍ يَأمُرُونَ بِالزَّعْفَرانِ فَيُدَقُّ وَيُطْحَنُ ثُمَّ يُعْمَلُ مِنَ الليلِ وَيُخَمَّرُ بِالمسْكِ وَالْعَنْبَرِ وَالماوَرْدِ الجُورِي، ثُمَّ يَأمُرُ الخدَمَ بِالْغَدَاةِ فَيدْخُلُونَ حَمَّامَ سُلَيْمَانَ يَغْتَسِلُونَ وَيَتَطهَرُونَ ثُمَّ يَخْرُجوُنَ، ثُمَّ يَأتُونَ إِلَى الخزَانَةِ الَّتِي فِيهَا الخَلُوقَ فَيُلْقُونَ أَثْوَابَهُمْ عَنْهُمْ، ثُمَّ يُخْرِجُونَ مِنَ الخزَانَةِ أَثْوابًا جُدُدًا مرُويَا وَهرُويَا وَشيَا يُقَالُ لَهُ الْعَصَبُ وَمَنَاطِقٌ مُحَلَّاةٌ يَشُدُّونَ بِهَا أَوْسَاطَهُمْ، ثُمَّ يَأخُذُونَ سُفُولَ الخَلُوقِ وَيَأتُونَ بِهِ حَجَرَ الصَّخْرَةِ فَيُلَطِّخُونَ بِهِ مَا قَدَرُوا أَنْ تَنَالَهُ أَيْدِيَهُمْ حَتَّى يغمروهُ كُلَّهُ، وَمَا لَمْ تَنَلْهُ أَيدِيَهُمْ غَسَلُوا أَقْدَامَهُمْ ثُمَّ يَصْعَدُونَ عَلَى الصَّخْرَةِ حَتَّى يُلَطِّخُونَ مَا بَقِيَ مِنْهَا، وَتُفْرَغُ آنِيَةُ الخَلُوقِ، ثُمَّ يَأتُونَ بِمِجْمَارِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْعُودِ القمَارِي والندمطرِي بِالمسْكِ وَالْعَنْبَرِ فَتُرْخَى السُّتُورُ حَوْلَ الأعْمِدَةِ كُلِّهَا، ثُمَّ يَأخُذُونَ الْبُخُورَ وَيَذرُونَ حَوْلَهَا حَتَّى يَحُولَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُبَّةِ مِنْ كَثْرَتِهِ، ثُمَّ تَسْتَمِرُّ السُّتُورُ فَتجرج وَيَفُوحُ رَائِحَتُهُ حَتَّى تَبْلُغَ إِلَى رَأسِ السُّوقِ؛ فَيَشُمُّ رِيحَهُ مَنْ يَمُرُّ، قَدْ يَنْقَطعَ الْبُخُورُ مِنْ عِنْدَهُمْ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِي فِي صَفِّ الدَّرَابْزِين: أَلَا إِنَّ الصَّخْرَةَ فُتِحَتْ لِلنَّاسِ فَمَنْ أَرَادَ الدُّخُولَ إِلَى الصَّلَاةِ فِيهَا فَلَيْأتِي. فَيُقْبِلُ النَّاسُ مُبَادِرِينَ إِلَى الصَّخْرَةِ، فَأكْثَرُ النَّاسِ مَنْ يُدْرِكُ رَكْعَتِينِ وَأَقَلُّهمْ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ النَّاسُ، فَمَنْ شَمُّوا رَائِحَةً قَالُوا: هَذَا مِمَّنْ دَخَلَ الصَّخْرَةَ. وَتُغْسَلُ آثَارُ أَقْدَامِهِمْ بِالماءِ وَتُمْسَحُ بِالآسِ الْأَخْضَرِ وَتُنَشَّفُ بِالمنَادِيلِ، وَتُغْلَقُ الْأبْوابُ وَعَلَى كُلِّ بَابٍ عَشْرَةٌ مِنَ الحجبةِ، وَلَا تُدْخَلُ إِلَّا يَوْمَ الْإثْنَينِ وَالخمِيسِ، وَلَا يَدْخُلُهَا فِي غَيْرِهَا إِلَّا الخادِمُ.
(239)
(239)
"إسناده ضعيف"
"الجامع المستقصى"(ق 132 ب)، وذكره تاج الدين في "الروض المغرس"(ق 79 أ - 80 أ)، والسيوطي في "إتحاف الأخصا"(ق 25 ب)، والمقدسي في "مثير الغرام"(ق 12 ب - 13 أ)، ومجير الدين في "الأنس =
390 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَبَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: أَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُهَاجِرٍ، قَالَ: أَبَنَا أَبُو الْقَاسِمِ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ بِشْرٍ المقْدِسيُّ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثمِئَة، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: ثَنَا أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ جَدَّهِ ثَابِتٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيوةَ وَيَزِيدَ بْنِ سَلَام -مَوْلَى عَبْدِ الملِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ المقْدِسِ وَوَلَدُهُ بِهَا-: أَنَّ عَبْدَ الملِكِ حِينَ هَمَّ بِبِنَاءِ صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ وَالمسْجِدِ قَدِمَ مِنْ دِمشْقَ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ، وَبَثَّ الْكُتُبَ فِي جَمِيعِ عَمَلِهِ كُلِّهِ إِلَى جَمِيعِ الْأَمْصَارِ: أَنَّ عَبْدَ الملِكِ قَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ قُبَّةً عَلَى صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ تَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الحرِّ وَالْبَرْدِ وَالمسْجِد، فَكِرَهَ أَنْ يَعْمَلَ ذَلِكَ دُونَ رَأي رَعِيَّتِهِ، وَلْيَكْتُبِ الرَّعِيَّةُ إِلَيْهِ بِرَأيِهِمْ وَمَا هُم عَلَيْهِ، فَوَرَدَتِ الْكُتُبُ عَلَيْهِ: نَرَى أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ رَأْيَهُ مُوَفقًا رَشِيدًا، نَسْأَلُ اللَّه تَعَالَى أَنْ يُتِمَّ لَهُ مَا نَوَى مِنْ بِنَاءِ بَيْتِهِ وَصَخْرَتِهِ وَمَسْجِدِهِ، وَيُجْرِي ذَلِكَ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَجْعَلَهُ مَكْرُمَةً لَهُ وَلِمَنْ مَضَى مِنْ نَسْلِهِ. فَجَمَعَ الصُّنَّاعَ مِنْ جَمِيع عَمَلِهِ كُلِّهِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَصِفُوا صِفَةَ الْقِبْلَةَ وَسِمَتِهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَبْنِيَهَا، وَكُرِّسَتْ لَهُ فِي صَخْرَةِ المَسْجِدِ، وَأَمَرَ أَنْ يُبْنَى بَيْتُ المالِ فِي شَرْقِي الصَّخْرَةِ، وَهُوَ الَّذِي فَوْقَ عَلَى حَرْفِ الصَّخْرَةِ فَأُشْحِنَ باِلْأَمْوَالِ، وَوَكَّلَ عَلَى ذَلِكَ رَجَاءَ بن حَيوةَ وَيَزِيدَ بن سَلامٍ عَلَى النَّفَقَةِ عَلَيْهَا وَالْقِيَامَ بِأَمْرِهَا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْرِغُوا عَلَيْهَا المالَ إِفْرَاغًا دُونَ أَنْ يُنْفِقُوهُ إِنْفَاقًا، فَأَخَذُوا فِي الْبِنَاءِ وَالْعِمَارَةِ حَتَّى أُحْكِمَ، وَفُرِغَ مِنَ الْبِنَاءِ، وَلَمْ يَبْقَ لِمُتَكَلِّمٍ فِيهِ كَلَامٌ، وَكُتِبَ إِلَيْهِ بِدِمشْقَ: قَدْ أَتَمَّ اللَّهُ مَا أَمَرَ بِهِ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ
= الجليل" (1/ 272 - 274).
قلت: وإسناده مسلسل بالمجاهيل؛ عمر بن الفضل مجهول، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور لم أعرفه، وكذا أبوه.
مِنْ بِنَاءِ صَخْرَتِهِ وَالْمسْجِدِ الْأَقْصَى، وَلَمْ يَبْقَ لِمُتَكَلِّمٍ فِيهِ كَلَامٌ، وَقَدْ تَبَقَّى مِمَّا أَمَرَ بِهِ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مِنَ النَّفَقَةِ بَعْدَ أَنْ فُرِغَ مِنَ الْبِنَاءِ وَأُحْكِمَ مِئَةُ أَلْفِ دِينَارٍ، فَيَصْرِفُهَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ فِي أَحَبَّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْهِ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا: قَدْ أَمَرَ بِهَا أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ جَائِزَةً لَكُمَا، لِمَا وُلِّيتُمَا مِنْ عِمَارَةِ ذَلِكَ الْبَيْتِ الشَّرِيفِ المبَارَكِ. فَكَتَبَا إِلَيْهِ: نَحْنُ أَوْلَى أَنْ نَزِيدَ مِنْ حُلِيِّ نِسَائِنَا فَضْلًا عَنْ أَمْوَالِنَا، فَاصْرِفْهَا فِي أَحَبِّ الْأَشْيَاءِ إِلَيْكَ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا: تُسْبَكُ وَتُفْرَغُ فِي الْقُبَّةِ. فَفَعَلَا ذَلِكَ، فَمَا كَانَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَتَأَمَّلَهَا مِمَّا عَلَيْهَا مِنَ الذَّهَبِ وَهِيَ لَهَا جلَالَانِ، جِلَالٌ مِنْ لبْدٍ، وَجِلَالٌ مِنْ أدْمٍ مِنْ فَوْقِهِ، فَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ أُلْبِسَتْهُ لِيَكِنُّهَا مِنَ الْأَمْطَارِ وَالرِّيَاحِ وَالثُّلُوجِ، وَكَانَ رَجَاءُ بْنُ حَيوةَ وَيَزِيدُ بْنُ سَلَامٍ قَدْ حَفَّا الحجَرَ بِدَرَابْزِينَ سَاسمْ، وَخَلْف الدَّرَابْزِينَ سُتُورُ دِيبَاجٍ مُرْخَاةٍ بَيْنَ الْعُمُدِ، وَكَانَ فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ يِأَمْرُانِ بِالزَّعْفَرَانِ يُدَقُّ وَيُطْحَنُ، ثُمَّ يُعْمَدُ مِنَ الليْلِ بِالمسْكِ وَالْعَنْبَرِ وَالماوَرْدِ الجُورِي، وَيُخَمَّرُ مِنَ الليْلِ، ثُمَّ يَأمُرُ الخدَمَ بِالْغَدَاةِ فَيَدْخُلُونَ حَمَّامَ سُلَيْمَانَ بن عَبْدِ الملِكِ يَغْتَسِلُونَ وَيَتَطَهَّرُونَ، ثُمَّ يَأتُونَ إِلَى الخزَانَةِ الَّتِي فِيهَا الخَلُوقُ فَتُلْقَى أَثْوَابُهُمْ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ بِأَثْوَابٍ جُدُدٍ مِنَ الخزَانَةِ مَرَوِيّ وَقَوْهِيّ وَشَيء يُقَالُ لَهُ: الْعَصَب، وَيخْرُجُونَ مِنْهَا مَنَاطِقَ مُحَلَاةٍ وَيَشَدُّونَ بِهَا أَوْسَاطُهُمْ، ثُمَّ يَأَخْذُونَ سُفُولَ الخَلُوقِ، ثُمَّ يَأتُونَ الحجَرَ حَجَرَ الصَّخْرَةِ فَيُلَطِّخُونَ مَا قَدِرُوا أَنْ تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ، ثُمَّ يَغْمُرُوهُ كُلَّهُ، وَمَا لَمْ تَنْلَهُ أَيْدِيهِمْ غَسَلُوا أَقْدَامَهُمْ ثُمَّ يَصْعَدُونَ عَلَى الحجَرِ يُلَطخُونَ مَا بَقِيَ، ثُمَّ تُرْفَعُ آنِيَةُ الْبُخُورِ وَيُؤْتَى بِمَجَامِرِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّة وَالندّ وَالْعُودِ الْمقَارِي المطَرَّى بِالمسْكِ وَالْعَنْبَرِ فَتُرْخَى السُّتُورُ حَوْلَ الْعُمُدِ كُلِّهَا، ثُمَّ يَأخُذُونَ فِي الْبُخُورِ حَوْلَهَا وَيَدُورُونَ حَتَّى يَحُولَ الْبُخُورُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُبَّةِ، ثُمَّ تُشَمَّرُ السُّتُورُ فَيَخْرُجُ الْبُخُورُ يَفُوحُ مِنْ كَثْرَتِهِ
حَتَّى يَبْلغَ رَأسَ السُّوقِ، فَيُشَمُّ الرِّيحُ مِنْ ثَمَّ، فَيُقْطَع الْبُخُورُ مِنْ عِنْدِهِمْ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِي فِي صَفِّ الْبَرازِينَ وَغَيْرِهِ: أَلَا إِنَّ الصّخْرَةَ قَدْ فُتِحَتْ لِلنَّاسِ؛ فَمَنْ أَرَادَ الصَّلَاةَ فَلْيَأتِ، فَيُقْبِلُ النَّاسُ مُبَادِرِينَ إِلَى الصَّلَاةِ فِي الصَّخْرَةِ فَأَكْثَرُ مَنْ يُدْرِكْ أَنْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَأَكْثَرُهُ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ النَّاسُ، فَمَنْ شَمُّوا رَائِحَتَهُ قَالُوا: هَذَا مِمَّنْ دَخَلَ الصَّخْرَةَ، وَتُغْسَلُ آثَارُ أَقْدَامِهِمْ بِالماءِ، وَتُمْسَحُ بِالآسِ الْأَخْضَرِ، وَتُنَشَّفُ بِالسبَانِي وَالمنَادِيلِ، وَتُغْلَقُ الأَبْوَابُ، وَعَلَى كُلِّ بَابٍ عَشْرَةً مِنَ الحجَبَةِ، لَا تَدْخُلُ إِلَّا يَوْمَ الْاثْنَيْنِ وَالخمِيسِ، وَلَا يَدْخُلُهَا إِلَّا الخادِمُ.
وَعَنْ حَارِثٍ، قَالَ: كُنْتُ أُسْرِجُهَا خِلَافَةَ عَبْدِ الملِكِ كُلِّهَا بِالْبَانِ المدِينِي وَالزِّئْبَقِ الرَّصَاصِ، فَهَذَا مَا كَانَ يُفْعَلُ بِهَا فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الملِكِ كُلِّهَا -رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ- وَكَانَ فِيهِ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ مِنَ الخَشَبِ المسَقَّفِ سِتَّةُ آلافِ خَشَبَةٍ، وَفِيهِ مِنَ الْأَبْوابِ خَمْسُونَ بَابًا، وَمِنَ الْعَمَدِ سِتُمِئَةِ عَمُودُ رُخَام سِوَى الأنَاط، وَفِيهِ مِنَ المحَارِيبِ سَبْعَةٌ، وَمِنَ السَّلاسِلِ لِلْقَنَادِيلِ أَرْبَعُمِئَةِ سِلْسِلَةٍ إِلَّا خَمْسَةَ عَشَرَ، مِنْهَا مِئَتَا سِلْسِلَةٍ وثَلَاثُونَ سِلْسِلَةً فِي المَسْجِدِ، وَالْبَاقِي فِي قُبَّةِ الصَّخْرَةِ، وَذرعُ السَّلاسِلِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ ذُرَاعٍ، وَزْنُهَا ثَلاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ رَطْلٍ بِالشَّامِيِّ، وَفِيهِ مِنَ الْقَنَادِيلِ خَمْسَةُ آلافِ قِنْدِيلٍ، وَكَانَ يُسْرَجُ فِيهِ مَعَ القَنَادِيلِ ألْفَي شَمْعَةٍ فِي لَيْلَةِ الخَتْمَةِ، وَفِي نِصْفِ رَجَبَ وَشَعْبَانَ، وَفِي لَيْلَتِي العِيدِ، وَفِيهِ مِنَ القِبَابِ خَمْسَةَ عَشَرَ قُبَّةً سِوَى قُبَّةُ الصَّخْرَةِ، وَعَلَى سُطُوحِ المَسْجِدِ مَلْبَسٌ مِنْ شِقَاقِ الرَّصَاصِ سَبْعَةُ آلَافِ شُقَّةٍ وَسَبْعِمِئَةٍ مِنْهُ، وَوَزْنُ الشُّقُّةِ سَبْعُونَ رَطْلًا بِالشَّامِيِّ غَيْر الَّذِي عَلَى قُبَّةِ الصَّخْرَةِ، وَكُلُّ ذَلِكَ عُمِلَ فِي أَيَّامِ عَبْدِ الملِكِ، وَرَتَّبَ لَهُ مِنَ الخدَمِ الْقُوَّامِ ثَلاثَمِئَةِ خَادِمٍ اشْتُرِيَ لَهُ مِنْ خُمُسِ بَيْتِ المالِ، كُلَّمَا مَاتَ مِنْهُمْ مَيْتٌ قَامَ مَكَانَهُ وَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ أَوْ مِنْ أَهْلِيهِمْ يَجْرِي ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أَبَدًا مَا
يَتَنَاسَلُونَ، وَيَقْبِضُونَ أَرْزَاقَهُمْ مِنْ بَيْتِ المالِ، وَفِيهِ مِنَ الصَّهَارِيج لِلْمَاءِ أَرْبَعَةٌ وَعَشْرُونَ صِهْرِيجًا كِبَارًا، وَفِيهِ مِنَ المنَائِرِ أَرْبَعَةٌ: ثَلَاثَةٌ مِنْهَا فِي صَفٍّ وَاحِدٍ غَرْبِيِّ المَسْجِدِ، وَوَاحِدَةٌ عَلَى بَابِ الأَسْبَاطِ، وَكَانَ لَهُ مِنَ الخدَمِ اليَهُودِ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ جِزْيَةٌ عَشْرَةُ رِجَالٍ، وَتَوَالَدُوا فَصَارُوا عِشْرِينَ رَجُلًا؛ لِكَنْسِ أَوْسَاخِ النَّاسِ فِي الموَاسِمِ وَالشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، وَلِكَنْسِ المطَاهِرِ الَّتِي حَوْلَ الجامِعِ أَيْضًا، وَلَهُ مِنَ الخدَمِ النَّصَارَى مِنَ الرِّجَالِ عَشْرَةُ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَارَثُونَ خِدْمَةَ الْبَيْتِ؛ لِعَمَلِ الحُصْرِ وَكَنْسِ حُصُرِ المَسْجِدِ، وَكَنْسِ الْقِنَي الَّتِي تَجْرِي إِلَى صَهَارِيجِ الماءِ، وَكَنْسِ الصَّهَارِيجِ أَيْضًا وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الخدَمِ، وَلَهُ مِنَ الخدَمِ اليَهُودِ جَمَاعَةٌ يَعْمَلُونَ الزُّجَاجَ لِلْقَنَادِيلِ وَالْأَقْدَاحِ وَالبُزَاقَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ جِزْيَةٌ، وَكَذَلِكَ لَا يُؤْخَذُ جِزْيَةٌ مِنَ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِالسِّرَاقَةِ لِلْفِتَلِ الَّتِي لِلْمَصَابِيحِ جَارِيًا عَلَيْهِمْ وَعَلَى أَوْلَادِهِمْ أبَدًا مَا تَنَاسَلُوا مِنْ عَهْدِ عَبْدِ الملِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِلَى الآنَ، وَطُولُ المَسْجِدِ سَبْعُمِئَةِ ذِرَاعٍ وَخَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ ذِرَاعًا بذِرَاعِ الملِكِ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعُمِئَةُ ذِرَاع وَخَمْسَةٌ وَسِتُّونَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الملِكِ أيْضًا.
(240)
391 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: أَبَنَا عُمَرُ، قَالَ: أَبَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ
(240)
"إسناده ضعيف"
"فضائل بيت المقدس"(ص 71 - 75)، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 135 - 136)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 13 ب)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 26 أ).
قلت: وفي إسناده جماعة لم أعرفهم.
عبد الرحمن بن محمد بن منصور لم أقف له على ترجمة، وأبوه لعله محمد بن منصور بن ثابت، أبو عبد اللَّه الجواز، فإن كان هو فهو ثقة من رجال "التهذيب"، لكن لم يذكر في ترجمته أنه يروي عن أبيه، ولا روى عنه ابنه عبد الرحمن هذا، وعمر بن الفضل مجهول، وتقدم الحديث عنه مرارًا.
الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ اسْتباذ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ الْأَبْوَابَ كَانَتْ مُلْبَسَةً ذَهَبًا وَفِضَّةً؛ وَصَفَائِحَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا كَانَتْ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الملِكِ كُلِّهَا، فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ وَكَانَ شَرْقِيُّ المَسْجِدِ وَغَرْبِيُّهُ قَدْ وَقَعَ فَرُفِعَ إِلَيْهِ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَدْ وَقَعَ شَرْقِيُّ المَسْجِدِ وَغَرْبِيَّهُ، وَكَانَتِ الرَّجْفَةُ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِئَةٍ، فَقَالُوا لَهُ: لَوْ أَمَرْتَ بِبِنَاءِ هَذَا المَسْجِدِ وَعِمَارَتِهِ فَقَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ مِنَ المالِ، فَأَمَرَ بِقَلْعِ الصَّفَائِحِ الفِضَّةِ وَالذَّهَبِ الَّتِي عَلَى الأَبْوَابِ فَضُربَتْ دَنَانِيرَ وَدَرَاهِمَ وَأَنْفَقَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ ثُمَّ كَانَتِ الرَّجْفَةُ الثَّانِيَةُ فَوَقَعَ البْنَاءُ الَّذِي أَمَرَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ، ثُمَّ قَدِمَ المهْدِيُّ مِنْ بَعْدُ وَهُوَ خَرَابٌ، فَرُفعَ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَأَمَرَ بِبِنَائِهِ وَقَالَ: دَقَّ هَذَا المسْجِدُ وَطَالَ وَخَلَا مِنَ الرِجَالِ، أَنْقِصُوا مِنْ طُولِهِ وَزِيدُوا فِي عَرْضِهِ فَتَمَّ البِنَاءُ فِي خِلَافَتِهِ.
(241)
392 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجامِعِ المسْتَقْصَى":
قَرَأْتُ بِخَطِّ شَيْخِنَا الأَمِيرِ مُؤَيَّدِ الدَّوْلَةِ أَبِي المظَفَّرِ أُسَامَةُ بْنُ مُرْشِدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ مُنْقِذٍ الْكِنَانِيِّ فِي تَارِيْخٍ عَمِلَهُ، فِيهِ ذِكْرُ حَوَادِثِ السِّنِينِ، قَالَ: فِي سَنَةِ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعْمِئَةِ سَقَطَ تَنُّورُ فِضَّةِ بَيْتِ المقْدِسِ فِيهِ خَمْسُمِئَةِ قِنْدِيلٍ، فَتَظَنَّنَ المقِيمُونَ بِبَيْتِ المقْدِسِ وَقَالُوا: لَيَكُونَنَّ فِي الإِسلَامِ حَادِثٌ عَظِيمٌ، وَكَانَتْ اليَهُودُ تُسْرِجُ مَسْجِدَ بَيْتِ المقْدِسِ حَتَّى أَخْرَجَهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجَعَلَ فِيهِ رَقِيقًا مِنْ الخمُسِ.
(241)
"إسناده ضعيف"
"فضائل بيت المقدس"(ص 76)، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 137)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 26 أ).
وفيه عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن ثابت، وعمر بن الفضل بن المهاجر وأبوه مجهولان، كما تقدم في الأثر السابق.
وَأَبَنَا أَبُو الْقَاسِم نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ، أبَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ النَّصيبِي إِجَازَةً، أَبَنَا أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِي، نَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ، نَا أَبِي، ثَنَا الْوَلِيد، ثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ، ثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ اليَهُودُ تُسْرِجُ مَسْجِدَ بَيْتِ المقْدِسِ، فَلَمَّا وَلِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ أَخْرَجَهُمْ، وَجَعَلَ فِيهِ الخمُسَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الخُمُسِ فَقَالَ: أَعْتِقْنِي. قَالَ: كَيْفَ أُعْتِقُكَ؟ وَلَوْ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ مَا كَانَ لِي شَعَرَةٌ مِنْ شَعَرِ جِلْدِكَ؟!
(242)
393 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: أَبَنَا عُمَرُ، قَالَ: أَبَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُنْصُورٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الخرَاسَانِي بِسَنَدِهِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: أَصَابَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ مَكْتُوبًا فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَبْشِرُوا شَلَائِم وَهِيَ: بَيْتُ المقْدِسِ وَالصَّخْرَةُ، يُقَالُ لَهَا الهيْكَلُ، أبْعَثُ إِلَيْكِ عَبْدِي عَبْدَ الملِكِ يَبْنِيكِ وَيُزَخْرِفُكِ، وَلأَرُدَّنَّ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ مُلْكَهَا الْأَوَّلَ، وَلَأُكَلِّلَنَّهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالمرْجَانِ، وَلَأبْعَثَنَّ إِلَيْهِ خَلْقِي، وَلَأَضَعَنَّ عَلَى الصَّخْرَةِ عَرْشِي، وَأَنَا اللَّه الرَّبُّ، وَدَاوُدُ مَلِكُ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
(243)
(242)
"إسناده ضعيف"
"الجامع المستقصى"(ق 137)، وأخرجه الواسطي في "فضائل البيت المقدس"(ص 53)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 26 ب).
قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، قال الحافظ في "التقريب" (4534): ضعيف. وعمر بن الفضل وأبوه مجهولان.
(243)
"منكر"