الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرِّجْعَةَ إِلَى حِمْصَ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ، فَاسْتَشْفَعُوا عَلَيْهِ بمُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، أَتَأْمُرُنِي بِالخُرُوجِ مِنْ عُقْرِ دَارِ الإِسْلَامِ.
(259)
مَا وَرَدَ أَنَّ مُلْكَ المُسْلِمينَ يَكُونُ بِالشَّامِ
156 -
قَالَ الحَاكِمُ فِي "المُسْتَدْرَكِ":
حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ؟ فَقَالَ:"دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ بصْرَى، وَبصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ".
(260)
(259)
"إسناده ضعيف"
"تاريخ دمشق"(1/ 117 - 118).
قلت: سليمان بن حبيب لم يدرك عمرًا رضي الله عنه، والراوي عنه كلثوم بن زياد ترجم له الذهبي في "الميزان" (3/ 413) وقال: ضعفه النسائي.
وأبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف: قال الذهبي فيه: الإمام الحافظ الأوحد محدث الشام.
وخضر بن الحسين بن عبدان: لم أقف له على ترجمة، وذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وكذا علي بن الحسن بن أبي ذروان ذكره ابن عساكر في "تاريخه".
(260)
"صحيح بشواهده"
"المستدرك"(2/ 600)، وأخرجه الطبري في "تفسيره"(1/ 556)، والبيهقي في "الدلائل"(1/ 83)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 170) كلهم من طريق محمد بن إسحاق، قال: ثنا ثور بن يزيد عنه، به.
وعند الطبري جاء بصورة ظاهرها الإرسال، وراجع تعليق الشيخ أحمد شاكر عليه.
قال الحاكم: خالد بن معدان من خيار التابعين، صحب معاذ بن جبل فمن بعده من الصحابة، فإذا أسند حديثًا إلى الصحابة فإنه صحيح الإسناد وإن لم يخرجاه.
قلت: وهو كما قال، وابن إسحاق مدلس، وقد صرح عند الحاكم والبيهقي وابن عساكر، ولكن خالد بن معدان كثير الإرسال عن الكبار، ومما يدل على هذا أنه جاء من وجه آخر بزيادة في سنده، قال ابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عساكر عقبه: أسنده بحير بن سعد، عن خالد.
قلت: أخرجه أحمد (4/ 184 - 185)، والدارمي (13)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1369، 1370)، والطبراني في "الكبير"(17/ 131 رقم 323)، وفي "مسند الشاميين"(1181)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 170 - 171)، كلهم من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن عتبة بن عبد مرفوعًا، بسياق مطول وفيه:"إني رأيت خرج مني نور أضاءت له قصور الشام".
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
قلت: هذه الرواية أقوى من سابقتها، لأن بحير بن سعد أثبت في خالد بن معدان من ثور، قال الأثرم: قلت لأبي عبد اللَّه: أيهما أصح حديثًا عن خالد بن معدان: ثور أو بحير؟ فقال: بحير، فقدم بحيرًا عليه. وانظر "تهذيب الكمال"(4/ 21).
وفي هذا الطريق علتان:
الأولى: بقية مدلس وقد عنعنه، ومعلوم أن بقية فاحش التدليس يسوي.
الثانية: عبد الرحمن بن عمرو السلمي، قال الحافظ: مقبول يعني عند المتابعة.
وعلى هذا فإسناده ضعيف، لكنه يصلح في باب الشواهد.
ولهذا الحديث عدة شواهد يرتقي به إلى الصحة منها:
حديث العرباض بن سارية.
أخرجه أحمد (4/ 127)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(6/ 68)، والطبري في "تفسيره"(1/ 556)، وابن حبان في "صحيحه"(6404)، والآجري في "الشريعة"(948)، وأبو نعيم في "الدلائل"(1/ 17)، والبغوي في "شرح السنة"(3626)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 169)، كلهم من طريق معاوية بن صالح، عن سعيد بن سويد، عن عبد الأعلى بن هلال عنه، ولفظه:"إني عبد اللَّه لخاتم النبيين، وإن آدم عليه السلام لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين ترين".
وقد اختلف على سعيد بن سويد، فرواه أبو بكر بن أبي مريم عنه؛ فأسقط من إسناده عبد الأعلى بن هلال، أخرج هذا الطريق:
أحمد (4/ 128)، وابن أبي عاصم في "السنة"(409)، وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 89 - 90)، والطبراني في "الكبير"(18/ 253 رقم 631)، والطبري في "تفسيره"(1/ 556)، والحاكم في "مستدركه"(2/ 600)، والبيهقي في "الدلائل"(1/ 83)، وأبو القاسم بن عساكر في "تاريخه"(1/ 168). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد أخطأ أبو بكر في إسناده، قال البيهقي: قصر أبو بكر بن أبي مريم بإسناده؛ فلم يذكر فيه عبد الأعلى ابن هلال. اهـ.
وأبو بكر ضعيف الرواية؛ وعلى هذا فالمحفوظ هو إثبات عبد الأعلى بن هلال، وإسناد الحديث ضعيف وفيه علتان:
الأولى: عبد الأعلى مجهول، كما قال الحسيني في "الإكمال"(488).
الثانية: سعيد بن سويد قال فيه البخاري: لم يصح حديثه، يعني الذي رواه معاوية عنه مرفوعًا:"إني عبد اللَّه وخاتم النبيين في أم الكتاب، وآدم ينجدل في طينته". قاله الحافظ في "التعجيل"(376).
والحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(2087) بهذا السياق، لكنه قال: نعم، الحديث صحيح بدون الزيادة الأخيرة "وكذلك ترى. . .".
ومن شواهده أيضا حديث أبي أمامة:
أخرجه أحمد (5/ 262)، والطيالسي (1140)، والطبراني في "الكبير"(8/ 175 رقم 7729)، وفي "مسند الشاميين"(1582)، والبيهقي في "الدلائل"(1/ 84)، وابن عدي في "كامله"(6/ 29)، وأبو القاسم بن عساكر في "تاريخه"(1/ 166 - 167)، كلهم من طريق فرج بن فضالة، عن لقمان ابن عامر عنه بلفظ: قلت: يا نبي اللَّه، ما كان أول بدء أمرك؟ قال:"دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام".
وإسناده ضعيف؛ وآفته الفرج بن فضالة، وقد استنكر ابن عدي روايته لهذا الحديث، فقال عقب حديثه: هذه الأحاديث التي أمليتها عن لقمان بن عامر، عن أبي أمامة غير محفوظة.
وذهب الشيخ الألباني رحمه الله إلى تقوية هذه الرواية فقال في "الصحيحة"(1925): هذا إسناد رجاله ثقات غير فرج بن فضالة؛ فإنه ضعيف، لكن فرق أحمد بين روايته عن الشاميين فقواها، وبين روايته عن الحجازيين، فقال: إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس، ولكنه حدث عن يحيى بن سعيد بمناكير.
قلت: هذا من روايته عن الشاميين؛ فإن لقمان بن عامر منهم. اهـ.
وفي الباب أيضًا عن أبي مريم الغساني وأبي العجفاء وغيرهما، وانظر:"مجمع الزوائد"(8/ 226)، و"طبقات ابن سعد"(1/ 82)، و"البداية والنهاية"(2/ 275)، ولا نطيل الحديث بتفصيل هذه الروايات لوهائها؛ وعلى كلٍّ فإن أحاديث هذا الباب لا تخلو من مقال، والأمر متجاذب بين القوة والضعف؛ ولولا أنها في باب الفضائل، والعلماء يتساهلون في مثل ذلك لما صححناه بشواهده، والعلم عند اللَّه.
157 -
قَالَ الحَاكِمُ فِي "المُسْتَدْرَكِ":
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ بَالَوَيْه -مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ- ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أبِي شَيْبَةَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ العَوامِ بْنِ حَوْشَبَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَن أبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"الخِلَافَةُ بِالمدِينَةِ، وَالمُلْكُ بِالشَّامِ".
(261)
(261)
"ضعيف"
"المستدرك"(3/ 72)، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 16) معلقًا مقتصرًا على شطره الأول، والبيهقي في "الدلائل"(6/ 447)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 83)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 186)، كلهم من طريق العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا.
وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(244)، عن محمد بن يزيد الواسطي، عن العوام بن حوشب، عن رجل، عن أبي هريرة موقوفًا عليه.
قال الحاكم عقب المرفوع: صحيح. وتعقبه الذهبي بقوله سليمان وأبوه مجهولان. اهـ.
قال ابن معين: لا أعرفه. "الجرح والتعديل"(4/ 122)، وقال الذهبي في "الميزان" (3479): سليمان بن أبي سليمان مولى ابن عباس لا يكاد يعرف، روى عنه العوام بن حوشب وحده. وترجم له البخاري في "تاريخه"(4/ 15) وساق له جملة من الروايات.
وذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 315) وقال: روى عن: أبي سعيد، وأبي هريرة، وروى عنه: قتادة، والعوام بن حوشب.
ولكن تعقبه الحافظ، فقال في ترجمته من "التهذيب": ذكر الخطيب في "المتفق والمفترق": ابن خراش، جمع بين الراوي عن أبي هريرة والراوي عن أبي سعيد كما فعل ابن حبان. اهـ.
قال الحافظ: وعندي أنهما اثنان؛ فإن الراوي عن أبي سعيد ليثي بصري بخلاف هذا. وقال البخاري في "تاريخه": سليمان بن أبي سليمان سمع أبا هريرة، سمع منه العوام بن حوشب. وقال أيضًا: سليمان ابن أبي سليمان، عن أبي سعيد، وعنه قتادة، ولم يذكر سماعًا من أبي سعيد. اهـ.
فقد فرق البخاري وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وغيرهما بين الراوي عن أبي سعيد، والراوي عن أبي هريرة، لكن لا خلاف على أن الراوي عن أبي هريرة غير معروف بعدالة؛ لذا ضعف حديثه جماعة.
158 -
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي "الحِلْيَةِ":
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بن حَمْدَانَ، ثَنَا الحَسَنُ بنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو عُمَيرٍ النَّخَّاسُ، ثَنَا ضَمْرَة، عَنِ السَّيْبَانِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ اسْتَقْبَلَ بِيَ الشَّامَ، وَوَلَّى ظَهْرِيَ اليَمَنَ
(262)
ثُمَّ قَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي قَدْ جَعَلْت لَكَ مَا تِجَاهَكَ غَنِيمَةً وَرِزْقًا، وَمَا خَلْفَ ظَهْرِكَ مَدَدًا، وَلا يَزَالُ اللَّه يَزِيدُ -أَوْ قَالَ: يُعِزُّ- الإِسْلَامَ وَأَهَلَة، وَيُنقِصُ الشِّرْكَ وَأَهْلَة، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ كَذَا -يَعْنِي البَحْرَيْنِ
(263)
- وَلَا يَخْشَى إِلَّا جَوْرًا، وَلَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ
= قال ابن قدامة في "المنتخب من العلل"(137): قال الخلال: وسألت يحيى عن سليمان بن أبي سليمان يحدث عنه العوام بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكره فقال: لا نعرف هذا -يعني سليمان بن أبي سليمان- وقال لي أحمد: أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم. اهـ.
وذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(2/ 280) وقال: هذا لا يصح. وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"(8/ 20): غريب جدًّا. وضعفه الألباني في "الضعيفة"(3/ 337).
(262)
اليمن: إنما سميت بذلك لتيامنهم إليها، ويقال: إن الناس كثروا بمكة فلم تحملهم، فالتأمت بنو يمن إلى اليمن، وهي أيمن الأرض فسميت بذلك، وقيل: حد اليمن من وراء تثليث، وما سامتها إلى صنعاء، وما قاربها إلى حضرموت، والشحر وعمان إلى عدن أبين، وما يلي ذلك من التهائم والنجود واليمن تجمع ذلك كله، والنسبة إليهم يمني. "معجم البلدان"(5/ 510).
(263)
البحرين: كان اسمًا لسواحل نجد بين قطر والكويت، وكانت هجر قصبته، وهي الهفوف اليوم، وقد تسمى "الحَسَا"، ثم أطلق على هذا الإقليم اسم الأَحْسَاءِ حتى نهاية العهد العثماني، وانتقل اسم البحرين إلى جزيرة كبيرة تواجه هذا الساحل من الشرق، وهذه الجزيرة كانت تسمى "أَوَالُ"، وهي إمارة البحرين اليوم، والبحرين اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، قيل: هي قصبة هجر، وقيل: هجر قصبة البحرين، وقد عَدَّهَا قوم من اليمن، وجعلها آخرون قصبة برأسها، وفيها عيون مياه، وبلاد واسعة، وقيل: البحرين من أعمال العراق، وحده من عمان ناحية جرفار، واليمامة على جبالها، وربما ضمت باليمامة إلى المدينة. "معجم البلدان"(1/ 411 - 415).
مَبْلَغَ اللَّيْلِ".
(264)
159 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِي بْنُ المسْلِمِ السُّلَمِي، ثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الكِتَّانِي، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَسَنِ الطَّيِّبِ، أَنَا جَدِّي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أَحْمَدَ، أَنَا أَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الحُسَينِ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْم، نَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، نَا عَبْدُ الملِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خِلَافَتِي بِالمدِينَةِ، وَمُلْكِي بِالشَّامِ".
(265)
160 -
قَالَ الدَّارمِيُّ فِي "سُنَنِهِ":
أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَعْن بن عِيسَى، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالحٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سَأَلَ كَعْبَ الأَحْبَارِ كَيْفَ تَجِدُ نَعْتَ رَسُولِ اللَّهِ
(264)
"ضعيف"
"حلية الأولياء"(6/ 107)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(1/ 392)، وابن النجار في "الذيل على تاريخ بغداد"(2/ 119)، ثلاثتهم عن أبي عمير به.
قال أبو نعيم: غريب من حديث الشيباني، تفرد به عنه ضمرة بن ربيعة. وتوبع أبو عمير، تابعه الحسين بن الفضل عند ابن عساكر (1/ 392)، والسمعاني في "فضائل الشام"(17).
قلت: رجال إسناده إلى نعيم أئمة ثقات إلا عمرو بن عبد اللَّه الحضرمي؛ فقد انفرد بالرواية عنه يحيى ابن أبي عمرو السيباني، ووثقه العجلي، وهو متساهل؛ لذا قال الحافظ: مقبول، وقد اختلف عليه فيه؛ فرواه إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو، عنه، عن جبير بن نفير مرسلًا، وهذا يدل على عدم ضبطه للرواية، فالإسناد ضعيف. قال الألباني في "الضعيفة" (5848): ضعيف.
(265)
"إسناده ضعيف"
"تاريخ دمشق"(1/ 184 - 185).
وإسناده منقطع كما ترى، وعبد الملك بن عمير ثقة من الثالثة واتهم بالتدليس.
-صلى الله عليه وسلم فِي التَّوْرَاةِ؟ فَقَالَ كَعْبٌ: نَجِدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، يُولَدُ بِمَكَّةَ
(266)
، وَيُهَاجِرُ إِلَى طَابَةَ، وَيَكُونُ مُلْكُهُ بِالشَّامِ، وَلَيْسَ بِفَحَّاش، وَلَا صَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلَا يُكَافِئُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفو وَيَغْفِرُ، أُمَّتُهُ الحَمَّادُونَ؛ يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي كُلِّ سَرَّاءَ وَضَرَّاءَ، وَيُكَبِّرُونَ اللَّهَ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ، يُوَضِّئُونَ أَطْرَافَهُمْ، وَيَأْتَزِرُونَ فِي أَوْسَاطِهِمْ، يُصَفُّونَ فِي صَلَوَاتِهِمْ كَمَا يُصَفُّونَ فِي قِتَالِهِمْ، دَوِيُّهُمْ فِي مَسَاجدِهِمْ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُسْتَمَعُ مُنَادِيهِمْ فِي جَوِّ السَّمَاءِ.
(267)
(266)
مكة: بيت اللَّه الحرام، سميت مكة؛ لأنها تمك الجبارين أى تذهب نخوتهم، ويقال: إنما سميت مكة لازدحام الناس بها، ويقال: مكة اسم المدينة، وبكة اسم البيت، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد، ومكة ذو طوى، وهو بطن الوادي. "معجم البلدان"(5/ 210).
(267)
"صحيح"
"سنن الدارمي"(8)، وأخرجه ابن سعد في "طبقاته"(1/ 270)، وابن العديم في "بغية الطلب"(1/ 90)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 185 - 186)، كلهم عن معن به.
قلت: وأبو فروة هذا لم أعرفه، ولم ينفرد ابن عباس بروايته عن كعب، فقد رواه جماعة عن كعب، وهم:
1 -
أبو صالح: ورواه عن أبي صالح جماعة:
الأعمش عند الدارمي (5)، وعنه ابن عساكر في "تاريخه"(1/ 188).
وعاصم بن بهدلة عند ابن سعد في "طبقاته"(1/ 270)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 187).
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 387) من وجهٍ آخر عن عاصم.
والمسيب بن رافع عند الدينوري في "المجالسة"(1295)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 186).
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 387) من وجهٍ آخر عن المسيب بن رافع، لكن سقط ذكر أبي صالح من سنده.
وأبو الزناد: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(1/ 188).
وعبد الملك بن عمير: أخرجه الدارمي (7)، وأبو نعيم في "الدلائل"(ص 150)، وابن العديم في "بغية الطلب"(1/ 339)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 187).
واختلف على عبد الملك بن عمير؛ فرواه حماد عنه، عن كعب مباشرةً، ولم يذكر أبا صالح، أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(1/ 186).