المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سور بيت المقدس ووادي جهنم والكنيسة - موسوعة بيت المقدس وبلاد الشام الحديثية

[أحمد بن سليمان بن أيوب]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة المركز

- ‌تقديم

- ‌تنبيه ونصيحة

- ‌اعتقاد الفضل لبقعة بغير دليل افتراء وضلال وقول عليل

- ‌حكم رواية الإسرائيليات

- ‌منهج جمع الموسوعة

- ‌فريق العمل

- ‌كلمة شكر

- ‌ثبت أهم المصادر المتخصصة التي اعتمدنا عليها

- ‌صور المخطوطات

- ‌كِتَابُ الشَّامِ

- ‌حُدُودُ الشَّامِ

- ‌فَضَائِلُ الشَّامِ

- ‌الشَّامُ أَرْضٌ مُبَارَكَةٌ

- ‌دُعَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلشَّامِ بِالبَرَكَةِ

- ‌اسْتِقْرَارُ الإِيمَانِ بِالشَّامِ عِنْدَ نُزُولِ الفِتَنِ

- ‌بَابُ اجْتِمَاعِ خَيْرِ السَّمَاءِ بَيْنَ العَرِيشِ وَالفُرَاتِ

- ‌رُجُوعُ الماءِ إِلَى عُنْصُرِهِ بِالشَّامِ

- ‌الشَّامُ أَرْضُ السَّعَةِ وَالدَّعَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ أَصْلَ النُّبُوَّةِ مِنَ الشَّامِ

- ‌بَيَانُ أَنَّ الشَّامَ مِنَ الأَمْكِنَةِ الَّتِي نَزَلَ بهَا القُرْآنُ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ الطَّائِفَةَ المنْصُورَةَ بِالشَّامِ وَأَنَّهُمْ جُنْدُ اللَّهِ المِقْدَامُ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ أَهْلَ الشَّام مُجْتَمِعِينَ عَلَى الحقِّ

- ‌بَابُ العِلْمِ الصَّحِيحِ وَالفِقْهِ فِي أَهْلِ الشَّامِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّهُ إِذَا ذَهَبَ الإِيمَانُ مِنَ الأَرْضِ وُجِدَ فِي الشَّامِ

- ‌الأَمْرُ بِسُكْنَى الشَّام

- ‌بَابُ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى كَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ

- ‌فَضْلُ فِلِسْطِينَ

- ‌فَضْلُ عَسْقَلَان

- ‌ذِكْرُ مَا وَرَدَ فِي الغُوطَةِ(142)ودِمَشْقَ وَجَامِعِهَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ البِنَاءِ بِدِمشْقَ

- ‌بَابُ الجِبَالِ المقَدَّسَةِ بِالشَّامِ

- ‌غَزْو النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْضَ الشَّامِ

- ‌بُعُوثُ وَرُسُلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الشَّام

- ‌التَّبْشِيرُ بِفَتْحِ الشَّامِ

- ‌فَتْحُ الشَّامِ

- ‌إِرْسَالُ عُثْمَانَ مُصْحَفًا إِلَى الشَّامِ

- ‌عُقْرُ دَارِ الإِسْلَامِ الشَّامُ

- ‌مَا وَرَدَ أَنَّ مُلْكَ المُسْلِمينَ يَكُونُ بِالشَّامِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ وَذَمُّ مَنْ قَاتَلَهُمْ

- ‌النَّهْيُ عَنْ سَبِّ أَهْلِ الشَّامِ وَأَنَّ فِيهِمُ الأَبْدَالَ

- ‌الشَّامُ أَرْضُ المحْشَرِ وَالمنْشَرِ

- ‌كِتَابُ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ نَزَلُوا الشَّامَ

- ‌إِبْرَاهِيمُ وَلُوطُ عليهما السلام

- ‌مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌مُوسَى وَهَارُون وَيَوسُف عليهم السلام

- ‌إليَاسُ وَاليَسَعُ

- ‌يَحْيَى عليه السلام

- ‌عِيسَى وَأُمُّهُ عليهما السلام

- ‌نَبِيُّ اللَّهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَالشَّامُ

- ‌قُبُورُ عَدَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام بِالشَّام وَدِمَشْقَ

- ‌مَنْ نَزَلَ الشَّامَ مِنَ التَّابِعِينَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْ قُبِرَ بِدِمَشْقَ

- ‌مَنْ نَزَلَ الشَّامَ مِنَ المبْتَدِعِينَ وَأَهْلِ الضَّلَالَ الحَارِثُ الكَذَّابُ

- ‌مَا جَاءَ فِي خَرَابِ الشَّامِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي مَثَالِبِ أَهْلِ الشَّامِ

- ‌كِتَابُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌أَسْمَاءُ المَسْجِدِ الْأَقْصَى

- ‌فَضَائِلُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْأَرْضُ المقَدَّسَةُ والجهَادُ

- ‌تَقْدِيسُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْقُرْبُ مِنَ السَّمَاءِ

- ‌نُزُولُ المَلَائِكَةِ عَلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌وُجُودُ الملَائِكَةِ عَلَى بَابِهِ

- ‌تَسبِيحُ الملَائِكَةِ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْأَرْوَاحُ تُهْدَى إِلَيْهِ

- ‌بَيْتُ المقْدِسِ كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ

- ‌مَا جَاءَ أَنّ بَيْتَ المقدِس بَلَدٌ مَحْفُوظٌ

- ‌الجنَّةُ عَلَى أَجَاجِير(42)بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الجنَّةُ تَحِنُّ شَوْقًا إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌بَيْتُ المقْدِسِ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ بِلَادِهِ

- ‌نُزُولُ النُّورِ وَالحنَانِ وَالرَّحْمَةِ عَلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌تُضَاعَفُ الحسَناتُ وَالسَّيئاتُ فِيه

- ‌مَا جَاءَ فِي رَفْعِ دَرَجَاتِ مَنْ أَتَى بَيْتَ المقْدِسِ

- ‌سُكْنَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ الْكَعْبَةَ تُحْشَرُ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌فَضْلُ الصَّدَقَةِ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌اسْتِحْبَابُ خَتْمِ الْقُرْآنِ فِيه

- ‌فَضْلُ الأَذَانِ بِبَيْتِ المقْدِسِ وَمُؤذِّنِيهِ ودُخُولُ مُؤذِّنِيهِ الجنَّةَ

- ‌اسْتِحْبَابُ إِهْدَاءِ الزَّيْتِ إِلَيْهِ

- ‌فَضْلُ زِيَارَةِ الْقُدْسِ

- ‌ثَوَابُ الْاِسْتِغْفَارِ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ وَثَوَابُ عِمَارَتهِ

- ‌ذِكْرُ الْعَجَائِبِ الَّتِي كَانَتْ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌طَوَافُ السَّفِينَةِ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌سِعَةُ الحوْضِ كَمَا بَيْنَ الشَّامِ وَصَنْعَاءَ الْيَمَنِ

- ‌التَّبْشِيرُ بِفَتْح بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌فْتَحُ بَيْتُ المقْدِسِ

- ‌فَتْحُ عُمَر بَيْتِ المقْدِسِ وَوثِيقَتُهُ العُمَرِيةُ

- ‌ذِكْرُ تَارِيخِ فَتْحِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا كَانَ بِبَيْتِ المقْدِسِ عِنْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ وَوَلَدِهِ عليهما السلام

- ‌نُزُولُ الخلَافَةِ الْأَرْضَ المقَدَّسَةَ

- ‌عُقْرُ دَارِ الخلَافَةِ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌لَا يُعَدُّ مِنَ الخلَفَاءِ إِلَّا مَنْ مَلَكَ المسْجِدَيْنِ

- ‌رِبَاطُ أَهْلِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌تَفْضِيلُ أَعْمَالٍ عَلَى الصَّلَاةِ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَعَالم بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الرَّبْوَة

- ‌الجبَالُ

- ‌فَضْلُ مَاءِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْآبَارُ

- ‌الْعُيونْ

- ‌عَيْنُ سلْوَانْ

- ‌ذِكْرُ الْبِرَكِ الَّتِي كَانَتْ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْأَبوابْ

- ‌ذِكْرُ بَابِ حِطَّةَ

- ‌ذِكْرُ بَابِ التَّوْبَةِ

- ‌ذِكْرُ بَابِ الْفَرَادِيسِ

- ‌ذِكْرُ بَابِ السَّاعَاتِ

- ‌المسَاجِدُ

- ‌مَسْجِدُ سُلَيْمَانَ عليه السلام

- ‌بِنَاءُ المَسْجِدِ

- ‌بِنَاءُ عُمَرُ رضي الله عنه المسْجِدَ الشَّرِيفَ

- ‌بِنَاءُ عَبْدِ الملِكِ المسْجِدَ

- ‌المحَارِيبُ

- ‌مِحْرَابُ مُعَاوِيَةَ

- ‌مِحْرَابُ دَاوُدَ وَقَبْرُ مَرْيَمَ عليهما السلام

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي بَيْتِ لحمٍ

- ‌صُخُورُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الصَّخْرَةِ(249)وفَضْلِهَا

- ‌مَا جَاءَ أَنَّ الصَّخْرَةَ تُحَوَّلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُرْجَانَةً بَيْضَاءَ

- ‌مَا جَاءَ فِي حَشْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى الصَّخْرَةِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ تَعْظِيم صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌اسْتِقْبَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِصَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الدُّعَاءُ وَالصَّلَاةُ عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَالْقُبَّةِ

- ‌الصَّلَاةُ عَنْ يَمِينِ الصَّخْرَةِ وَشِمَالِهَا

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الصَّخْرَةِ

- ‌الْيَمِينُ عِنْدَ الصَّخْرَةِ

- ‌البَلَاطَةُ السَّودَاءُ

- ‌سُورُ بَيْتِ المقْدِسِ وَوَادِي جَهَنَّمَ وَالْكَنِيسَة

- ‌عَدَمُ اسْتِحْبَابِ دُخُولِ كَنِيسَةِ مَرْيَم

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ دُخُولِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي وَادِي جَهَنَّم

- ‌المجَاوَرَةُ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌بَيْتُ المقْدِسِ مَسْكَنُ الْأَنْبِيَاءِ وَمُقَامُ الملَائِكَةِ

- ‌كِتَابُ الْأَنْبَياءِ الَّذِينَ نَزَلُوا بَيْتَ المقْدِسِ

- ‌آدَمُ عليه السلام وأبِنَاءُهُ

- ‌إِبْرَاهِيم عليه السلام

- ‌يَعْقُوبْ عليه السلام

- ‌أَيُّوبْ عليه السلام

- ‌يُوشَعُ وَمُوسَى وَهَارُونُ عليهم السلام

- ‌إِلْيَاسُ وَالْيَسَعُ وَالخضِرُ

- ‌دَاودُ وَسُلَيْمَانُ عليهما السلام

- ‌أَرْمِيَا وَدَانْيَالُ

- ‌يَحْيَى عليه السلام

- ‌عِيسَى وَأُمُّهُ عليهما السلام

- ‌أعْيَانُ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ نَزَلَ بَيْتَ المقْدِسِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ

- ‌ذِكْرُ التَّابِعِينَ مِمَّنْ نَزَلَ بَيْتَ المقْدِسِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ

- ‌بَابُ مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ في الأَرْضِ المقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا

- ‌فَضْلُ مَنْ دُفِنَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ في زَيْتُونِ الملَّةِ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَنْ رَغِبَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ فِي خَرَابِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَنْ كانَ بِبَيْتِ المقْدِسِ مِنَ المبْتَدِعِينَ وَأَهْلِ الضَّلَالِ

- ‌كتاب الإسراء والمعراج

- ‌كِتَابُ الإِسْرَاءِ

- ‌فَائِدَةٌ:

- ‌مُسْنَدُ ابْنِ عَبَّاسٍ

- ‌مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

- ‌مُسْنَدُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي ذَرٍّ

- ‌مُسْنَدُ حُذَيْفَةَ

- ‌مُسْنَدُ بُرَيْدَةَ

- ‌مُسْنَدُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ

- ‌مُسْنَدُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

- ‌مُسْنَدُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ

- ‌مُسْنَدُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ

- ‌مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ

- ‌مُسْنَدُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي المخَارِقِ

- ‌مُسْنَدُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرِ

- ‌مُسْنَدُ سلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ

- ‌مُسْنَدُ عَطَاءٍ

- ‌مُسْنَدُ الحَسَنِ بْنِ يَحْيَى

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ

- ‌مُسْنَدُ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أبِيهِ عن جَدِّهِ

- ‌مُسْنَدُ عَائِشَةَ

- ‌مُسْنَدُ أُمِّ هَانِئٍ

- ‌كِتَابُ الْفِقْهِ

- ‌النَّهْيُ عَنِ اسْتِقْبَالِ بَيْتِ المقْدِسِ بِبَوْلٍ أَوْ غَائِطٍ

- ‌فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي بَيْتِ المقدِسِ

- ‌شَدُّ الرِّحَالِ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى فِي بَيْتِ المقْدِسِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ السُّنَّةَ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ أَنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى أُولَى الْقِبْلَتَيْنِ وَتَحْوِيلُ الْقِبْلَةِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى أَوَّلُ بَيتٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ

- ‌الصَّلَاةُ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌بَابْ فِيمَنْ صَلَّى فَوْقَ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌أَحْكَامُ المسَاجِدِ

- ‌بَابُ الزِّيَادَةِ فِي المَسْجِدِ

- ‌مَسْجِدُ قُبَاءٍ وَبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الصِّيَامُ

- ‌الاعْتِكَافُ مَنْ قَالَ لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي المسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ

- ‌الحَجُّ بَابْ مَهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ

- ‌فَضْلُ مَنْ أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ المقْدِسِ وَالصَّخْرَةِ وَالشَّامِ

- ‌مَا جَاءَ فِيمَنْ لَبَّى بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الدُّعَاءِ فِي مَقَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَنْ رَأَى أَنْ يَدُورَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ وَمَنْ لَمْ يَرَ ذَلِكَ

- ‌النَّذْرُ مَنْ نَذَرَ أَنْ يُصَلِّي فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الحُدُود (القِصَاص)

- ‌الزِّينَةُ

- ‌لبسُ الثَّوْب المعَصْفَرِ

- ‌كتَابُ التَّفْسِيرِ

- ‌سُورَة البَقَرَةِ

- ‌سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ

- ‌سُورَةُ النِّسَاءِ

- ‌سُورَةُ المائِدَةُ

- ‌سُورَةُ الأَعْرَافِ

- ‌سُورَةُ يُونُس

- ‌سُورَةُ هُودٍ

- ‌سُورَةُ يُوسُفْ

- ‌سورة الإسراء

- ‌سُورَةُ مَرْيَمْ

- ‌سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ

- ‌سُورَةُ المُؤْمِنَونَ

- ‌سُورَةُ النُّورِ

- ‌سُورَةُ القَصَصِ

- ‌سُورَةُ الرُّومِ

- ‌سُورَةُ سَبَأْ

- ‌سُورَةُ الصَّافَّاتِ

- ‌سُورَةُ ص

- ‌سُورَةُ ق

- ‌سُورَةُ الرَّحْمَنِ

- ‌سُورَةُ الحَدِيدِ

- ‌سُورَةُ الحَشْرِ

- ‌سُورَةُ المعَارِجِ

- ‌سُورَةُ الجِنِّ

- ‌سُورَةُ المُرْسَلَاتِ

- ‌سُورَةُ النَّازِعَاتِ

- ‌سُورَةُ الفَجْرِ

- ‌سُورَةُ التِّينِ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ فِي الشَّامِ

- ‌بُدُوُّ الفِتْنَةِ بِالشَّامِ

- ‌تَسْمِيَةُ الفِتَنِ الَّتِي هِيَ كَائِنَةٌ وَعَدَدُهَا مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي المَلَاحِمِ

- ‌بَابُ المَعْقِلِ مِنَ الفِتَنِ

- ‌بَابُ مَا يَكُونُ مِنْ فَسَادِ البَرْبَرِ وَقِتَالِهِمْ فِي أَرْضِ الشَّامِ وَمِصْرَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي غَزْوَةِ الرُّومِ

- ‌مَا بَقِيَ مِنَ الأَعْمَاقِ وَفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ

- ‌بَابُ غَزْوَةِ الهِنْدِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ تَكُونُ فِي انْقِطَاعِ مُدَّةِ بَنِي العَبَّاسِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنَ عَلَامَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهَا انْقِطَاعُ مُلْكِ بَنِي العَبَّاسِ

- ‌بَابُ صِفَةِ السُّفْيَانِي وَاسْمِهِ وَنَسَبِهِ

- ‌الرَّايَاتُ الَّتِي تَفْتَرِقُ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا وَالسُّفْيَانِيُّ وَظُهُورُهُ عَلَيْهِمْ

- ‌بَابٌ آخَرٌ مِنْ عَلَامَاتِ المَهْدِيِّ فِي خُرُوجِهِ

- ‌بَابُ اجْتِمَاع النَّاسِ بِمَكَّةَ وَبَيْعَتِهِمْ لِلْمَهْدِيِّ فِيهَا

- ‌بَابُ مَا يَكُونُ بَعْدَ المَهْدِيِّ

- ‌بَابُ صِفَةِ مَا يُضْرَبُ عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ مِنَ الأَسْوَارِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَعِمَارَتِهَا وَمَا فِيهَا مِنَ العَلَامَةِ

- ‌بَابُ تَحْرِيمِ دُخُولِ بَيْتِ المَقْدِسِ عَلَى الدَّجَّالِ

- ‌ذِكْرُ نُزُولِ عِيسَى عليه السلام عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرقِيَّ دِمَشْقَ وَقَتْلِ الدَّجَّالِ

- ‌بَابُ خُرُوجِ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوج

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌سور بيت المقدس ووادي جهنم والكنيسة

عليه السلام، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا ثُمَّ خَرَجَ، فَتَعَلَّقْتُ بَطَرَفِ ثَوْبِهِ فَقُلْتُ: يَا هَذَا، رَأَيْتُكَ قَدْ فَعَلْتَ شَيْئًا لَمْ أَدْرِ لأَيِّ شَيْءٍ فَعَلْتَهُ! قَالَ لَها: أنا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، وَإِنِّي خَرَجْتُ أُرِيدُ هَذَا الْبَيْتَ فَمَرَرْتُ بِوَهْبِ ابن مُنَبِّه فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: بَيْتَ المقْدِسِ. قَالَ: فَإِذَا دَخَلْتَ فَادْخُل الصَّخْرَةَ مِنَ البَابِ الشامِي، ثُمَّ تَقَدمْ إِلَى الْقِبْلَةِ؛ فَإِن عَلَى يَمِينِكَ عَمُودًا وَأسْطُوَانَةً، وَعَلَى يَسَارِكَ عَمُودًا وَأُسْطُوَانَةً، فَانْظُرْ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ وَالْأُسْطُوَانتيْنِ رُخَامَةً سَوْدَاءَ؛ فَإِنَّهَا عَلَى بَاب مِنْ أَبْوَابِ الجنَّةِ، فَصَلِّ عَلَيْهَا وَادْعُ اللَّهَ عز وجل، فَإِنَّ الدُّعَاءَ عَلَيْهَا مُسْتَجَابٌ.

(312)

‌سُورُ بَيْتِ المقْدِسِ وَوَادِي جَهَنَّمَ وَالْكَنِيسَة

451 -

قَالَ أبو مُسْهِرٍ فِي "نَسخَتِهِ":

حدثَنَا سَعيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَودةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رضي الله عنه وَهُوَ عَلَى سُورِ بَيْتِ المقْدِس الشَّرْقِيِّ وَهُوَ يَبْكِي، قَالَ: فَقُلْتُ مَا يُبكيكَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟ قَالَ: مِنْ هُنَا أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ رَأَى جَهَنَّمَ.

(313)

(312)

"منكر"

"فضائل البيت المقدس"(ص 80)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 40)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 141 - 142)، وذكره ابن الجوزي معلقًا، عن إبراهيم بن مهران في "تاريخ بيت المقدس"(5)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 36 ب - 37 أ).

والأثر يشبه كلام الطُّرُقِيَّة، والرجل اليمني مجهول، والظاهر أنه ممن يتعلقون بالأحجار، ويعتقدون تعظيم الدعاء عند الصخور والأحجار، وهذه وسيلة شركية، بل هي ذات أنواط تقطع ولا تعظم.

(313)

"ضعيف"

"نسخة أبي مسهر الملحق بكتاب الفوائد لابن منده"(2/ 111)، وأخرجه الشاشي في "مسنده"(1311، 1312، 1313)، وابن حبان في "صحيحه"(7464)، والطبراني في "مسند الشاميين"(333، 334)، والحاكم في "المستدرك"(8785)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة والجماعة"(1836)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 129)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 171)، والضياء في =

ص: 460

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= "الأحاديث المختارة"(8/ 285)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(21/ 194 - 195، 53/ 153)، وابنه في "الجامع المستقصى"(ق 143)، كلهم عن سعيد بن عبد العزيز بنحوه.

قلت: وإسناده ضعيف؛ زياد بن أبي سودة لم يسمع من عبادة، قاله أبو حاتم في "مراسيله"(216)، ونقل الحافظ في "التهذيب" عن أبي مسهر، قال: زياد أخو عثمان، وقد أدرك عثمان عبادة.

وفي هذا إشارة إلى عدم إدراك زياد له، ولو ثبت لنص عليه.

لذا قال البوصيري في "إتحاف الخيرة"(8/ 220): منقطع؛ زياد لم يسمع من عبادة بن الصامت.

قلت: لم ينفرد به، تابعه ثلاثة على ما وقفت:

1 -

عثمان بن أبي سودة.

اْخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(342): من طريق محمد بن الفضل السقطي، عن أبي نصر التمار، عن سعيد بن عبد العزيز عنه به.

قلت: وهذا وَهْمٌ، والظاهر أنه من اختلاط سعيد بن عبد العزيز، فقد نصَّ غير واحد منهم ابن معين، وأبو داود، على اختلاطه؛ يؤكد هذا أن الحديث رواه عن أبي نصر التمار، عن سعيد، عن زياد، على الجادة، منهم:

أحمد بن عبد الجبار، عند ابن حبان في "ثقاته"(4/ 260)، و"الصحيح"(7464).

وعبد اللَّه بن أحمد، عند الشاشي (1245).

وعبد اللَّه بن محمد، عند اللالكائي (1836).

وأبو يعلى، وابن منيع، عند ابن عساكر (21/ 195)، وكيرهم، فدل على وَهْمٍ وقع في الرواية، والمحفوظ زياد، وليس عثمان.

2 -

أبو سلمة بن عبد الرحمن.

أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(7465)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 172)، وابن عساكر في "تاريخه"(53/ 319)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 18 أ)، جميعًا عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: رئي عبادة بن الصامت على سور بيت المقدس الشرقي يبكي، فقيل له، فقال: من هاهنا نبأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه رأى مالكًا يقلب جمرًا كالقطف. اللفظ لابن حبان.

قلت: إسناده ضعيف؛ فإن أبا سلمة أبهم الرائي لعبادة.

وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة"(8/ 220):. . . ومن طريق أبي سلمة، عن عبادة، ولم يلقه.

وفي إسناده أيضا الوليد بن مسلم، وهو يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن.

3 -

بلال بن عبد اللَّه، مؤذن بيت المقدس.

أخرجه الحاكم في "مستدركه"(3786)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 109)، كلاهما من طريق =

ص: 461

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ضمرة بن ربيعة، عن محمد بن ميمون، عن بلال، قال: رأيت عبادة بن الصامت رضي الله عنه في مسجد بيت المقدس مستقبل الشرق أو السور -أنا أشك- وهو يبكي وهو يتلو هذه الآية: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} ، ثم قال: هاهنا أرانا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جهنم. لفظ الحاكم.

وعند البخاري، قال: عن بلال سمع عبادة بن الصامت {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} وبكى.

قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

فتعقبه الذهبي، فقال: بل منكر، وآخره باطل؛ لأنه ما اجتمع عبادة برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هناك، ثم من هو ابن ميمون وشيخه.

قلت: وبلال بن عبد اللَّه مجهول؛ ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 109)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 396)، وابن حبان في "الثقات"(4/ 66)، ولم يذكروا عنه راويًا غير محمد بن ميمون.

وورد موقوفًا عن عبادة بن الصامت، أخرجه الطبري في: تفسيره، تحت آية سورة الحديد (13)، من طريق أبي العوام، عن عبادة، قال: هذا باب الرحمة.

وإسناده ضعيف؛ شيخ الطبراني هو إبراهيم بن عطية بن رديح، وشيخه محمد بن رديح، مجهولان.

قال ابن المرجا: ويستحب أن يقصد باب الرحمة فيصلي فيه من داخل الحائط، ثم يدعو ويسأل اللَّه تعالى في ذلك الموضع الجنة، ويستعيذه من النار، يكثر من ذلك؛ فإن الوادي الذي وراءه وادي جهنم، وهذا الموضع الذي قال اللَّه:{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ} "فضائل بيت المقدس"(ص 95).

تعقب ابن كثير ذلك، فقال: روي عن عبد اللَّه بن عمرو، وعبادة بن الصامت، وكعب الأحبار، وعلي بن الحسين زين العابدين نحو ذلك، وهذا محمول منهم أنهم أرادوا بهذا التقريب المعنى ومثالًا لذلك لا أن هذا هو الذي أريد من القرآن هذا الجدار المعين نفسه، ونفس المسجد وما وراءه من الوادي المعروف بوادي جهنم، فإن الجنة في السموات في أعلى عليين والنار في الدركات أسفل سافلين. وقول كعب الأحبار: إن الباب المذكور في القرآن هو باب الرحمة الذي هو أحد أبواب المسجد، فهذا من إسرائيلياته وترَّهاته، وإنما المراد بذلك السور يضرب يوم القيامة ليحجز بين المؤمنين والمنافقين، فإذا انتهى إليه المؤمنون دخلوه من بابه، فإذا استكملوا دخولهم أغلق الباب، وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة والعذاب كما كانوا في الدار الدنيا في كفر وجهل وشك وحيرة. اهـ. "تفسير ابن كثير"(4/ 394)، الحديد آية رقم 13.

قال الألوسي في "تفسيره"(20/ 322): هذا السور قيل: يكون في تلك النشأة وتبدل هذا العالم واختلات أوضاعه في موضوع الجدار الشرقي من مسجد بيت المقدس، ولا يخفى أن هذا ونظائره أمور مبنية على اختلات العالمين، وتغاير النشأتين على وجه لا تصل العقول إلى إدراك كيفيته والوقوت على تفاصيله، فإن صحَّ الخبر لم يسعنا إلا الإيمان لعدم خروج الأمر عن دائرة الإمكان. =

ص: 462

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وتعقيبًا للشوكاني في (فتح القدير)(5/ 242)، قال: ولا يخفاك أن تفسير السور المذكور في القرآن في هذه الآية بهذا السور الكائن ببيت المقدس فيه من الإشكال ما لا يدفعه مقال، ولا سيما بعد زيادة قول:{بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} هو المسجد، فإن هذا غير ما سيقت له الآية وغير ما دلت عليه، وأين يقع بيت المقدس أو صوره بالنسبة إلى السور الحاجز بين فريقي المؤمنين والمنافقين، وأي معنى لذكر مسجد بيت المقدس هاهنا، فإن كان المراد أن اللَّه سبحانه ينزع سور بيت المقدس ويجعله في الدار الآخرة سورًا مضروبًا بين المؤمنين والمنافقين، فما معنى تفسير باطن السور، وما فيه من الرحمة بالمسجد، وإن كان المراد: أن اللَّه يسوق فريقي المؤمنين والمنافقين إلى بيت المقدس فيجعل المؤمنين داخل السور في المسجد ويجعل المنافقين خارجه؛ فهم إذ ذاك على الصراط وفي طريق الجنة وليسوا ببيت المقدس، فإن كان مثل هذا التفسير ثابتًا عن رسول اللَّه قبلناه وآمنا به، وإلا فلا كرامة ولا قبول.

فائدة في صفة السور:

أقول: ولم يثبت النص في تفسير السور في الآية بسور بيت المقدس، ففي ذلك تكلف بل وتعسف وإخراج الآية عن المراد منها.

وقال ابن كثير: وقوله: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} قال الحسن، وقتادة: هو حائط بين الجنة النار.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هو الذي قال اللَّه تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ} (الأعراف: 46). وهكذا روي عن مجاهد، رحمه الله، وغير واحد، وهو الصحيح.

{بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ} أي: الجنة وما فيها، {وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} أي: النار. قاله قتادة، وابن زيد، وغيرهما.

قال ابن جرير: وقد قيل: إن ذلك السور سور بيت المقدس عند وادي جهنم، ثم قال: حدثنا ابن البرقي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن عطية بن قيس، عن أبي العوام -مؤذن بيت المقدس- قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو يقول: إن السور الذي ذكر اللَّه في القرآن: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} هو السور الشرقي باطنه المسجد وما يليه، وظاهره وادي جهنم.

قال ابن فضل اللَّه العمري: صفة السور الشرقي: تقدم في قرفة السور القبلي مهد عيسى عليه السلام، وشماليه رواق معقود على ستة عقود قد خربت مساطبه من العمائر القديمة، وبعض أرضه مبسوطة بالفص، طوله ثلاثة وأربعون ذراعًا، ومن جانبه للقبلة كشف إلى حد مهد عيسى.

شمالي هذا الرواق على مضي ثلاثمئة ذراع مسجد باب الرحمة، وطوله من الشرق للغرب ثلاثون ذراعًا، وعرضه قبلة وشمالًا أربعة عشر ذراعًا ونصف، وسعة محرابه ثلاثة أذرع وربع، يصلي فيه إمام مفرد، وهو معقود بالحجر المنحوت ست قباب: اثنان مرتفعتان، وأربعة منبسطة على عمودين صوان =

ص: 463

452 -

قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":

أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: أَبَنَا عُمَرُ، قَالَ: أَبَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَيدٍ الحرّاز، قَالَ: ثَنَا رَوادُ بْنُ الجرَّاحِ، قَالَ: ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: تُفْتَحُ جَهَنمُ مِنْ هَذَا الْوَادِي -يَعْنِي وَادِي جَهَنَّمَ- وَتُفْتَحُ الجَنَّةُ مِنْ هَذَا الْبَلَدِ مِنَ المَسْجِدِ يَعْنِي مَسْجِدَ بَيْتِ المقْدِسِ.

(314)

453 -

قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الحسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْغَسَّانِي بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَبَنَا أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ ذَكْوَانَ المقْرِئ بِصَيْدَا، قَالَ: أَبَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ

= بيض في الوسط، وساريتين في وسط طول كل محمود أحد عشر ذراعًا ودورته أربعة أذرع ونصف، وهذا المسجد متخذ باطن البابين المسميين بباب الرحمة، وهما بابان قديمان قد سُدَّا، على كل منهما مصراعان من خشب مصفح من خارج بالحديد، طول كل منهما أحد عشر ذراعًا وعرضه ستة ونصف، خلف كل منهما بابان بالصفة المذكورة إلا أنهما مصفحان بالنحاس الأصفر المنقوش، وقد سُمِّر وأحكم غلقهما، قيل: إنهما من بقايا العمائر السليمانية، سُمِّيا بأبواب الرحمة.

ومنتهى السور الشرقي رواق طوله من القبلة للشمال ستة عشر ذراعًا ونصف، ومن الشرق للغرب سبعة أذرع وثلث، ويعقبه في أول السور الشمالي باب أسباط، وليس في هذا السور الشرقي الآن باب يُسلك منه للحرم الشريف، ولم يكن له في الزمن القديم سوى البابن المذكورين.

ويقال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غلقهما لمَّا فتح القدس، لم يفتحا إلى الآن.

وقد اتخذ الناس ظاهر هذا السور مقبرة يدفنون فيها موتاهم، وفيه قبر شداد بن أوس، وتلو المقبرة المذكورة واد عميق يعرف بوادي جهنم، يزرع، وفيه كروم وبساتين، ومنه يُتطرق إلى عين ماء، وفيه أبنية عجيبة وآثار غريبة ونقوش ومعابد قديمة، وهو وقف على المدرسة الصلاحية، وحد هذا الوادي من الشرق طور زيتا. اهـ. انظر "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"(1/ 46) بتصرف.

(314)

"إسناده ضعيف"

"فضائل بيت المقدس"(ص 347).

قلت: وإسناده ضعيف؛ رواد بن الجراح ضعيف لاختلاطه وراجع "التهذيب"، وعمر بن الفضل وأبوه مجهولان.

ص: 464