المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر نزول عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق وقتل الدجال - موسوعة بيت المقدس وبلاد الشام الحديثية

[أحمد بن سليمان بن أيوب]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة المركز

- ‌تقديم

- ‌تنبيه ونصيحة

- ‌اعتقاد الفضل لبقعة بغير دليل افتراء وضلال وقول عليل

- ‌حكم رواية الإسرائيليات

- ‌منهج جمع الموسوعة

- ‌فريق العمل

- ‌كلمة شكر

- ‌ثبت أهم المصادر المتخصصة التي اعتمدنا عليها

- ‌صور المخطوطات

- ‌كِتَابُ الشَّامِ

- ‌حُدُودُ الشَّامِ

- ‌فَضَائِلُ الشَّامِ

- ‌الشَّامُ أَرْضٌ مُبَارَكَةٌ

- ‌دُعَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلشَّامِ بِالبَرَكَةِ

- ‌اسْتِقْرَارُ الإِيمَانِ بِالشَّامِ عِنْدَ نُزُولِ الفِتَنِ

- ‌بَابُ اجْتِمَاعِ خَيْرِ السَّمَاءِ بَيْنَ العَرِيشِ وَالفُرَاتِ

- ‌رُجُوعُ الماءِ إِلَى عُنْصُرِهِ بِالشَّامِ

- ‌الشَّامُ أَرْضُ السَّعَةِ وَالدَّعَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ أَصْلَ النُّبُوَّةِ مِنَ الشَّامِ

- ‌بَيَانُ أَنَّ الشَّامَ مِنَ الأَمْكِنَةِ الَّتِي نَزَلَ بهَا القُرْآنُ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ الطَّائِفَةَ المنْصُورَةَ بِالشَّامِ وَأَنَّهُمْ جُنْدُ اللَّهِ المِقْدَامُ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ أَهْلَ الشَّام مُجْتَمِعِينَ عَلَى الحقِّ

- ‌بَابُ العِلْمِ الصَّحِيحِ وَالفِقْهِ فِي أَهْلِ الشَّامِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّهُ إِذَا ذَهَبَ الإِيمَانُ مِنَ الأَرْضِ وُجِدَ فِي الشَّامِ

- ‌الأَمْرُ بِسُكْنَى الشَّام

- ‌بَابُ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى كَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ

- ‌فَضْلُ فِلِسْطِينَ

- ‌فَضْلُ عَسْقَلَان

- ‌ذِكْرُ مَا وَرَدَ فِي الغُوطَةِ(142)ودِمَشْقَ وَجَامِعِهَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ البِنَاءِ بِدِمشْقَ

- ‌بَابُ الجِبَالِ المقَدَّسَةِ بِالشَّامِ

- ‌غَزْو النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْضَ الشَّامِ

- ‌بُعُوثُ وَرُسُلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الشَّام

- ‌التَّبْشِيرُ بِفَتْحِ الشَّامِ

- ‌فَتْحُ الشَّامِ

- ‌إِرْسَالُ عُثْمَانَ مُصْحَفًا إِلَى الشَّامِ

- ‌عُقْرُ دَارِ الإِسْلَامِ الشَّامُ

- ‌مَا وَرَدَ أَنَّ مُلْكَ المُسْلِمينَ يَكُونُ بِالشَّامِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ وَذَمُّ مَنْ قَاتَلَهُمْ

- ‌النَّهْيُ عَنْ سَبِّ أَهْلِ الشَّامِ وَأَنَّ فِيهِمُ الأَبْدَالَ

- ‌الشَّامُ أَرْضُ المحْشَرِ وَالمنْشَرِ

- ‌كِتَابُ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ نَزَلُوا الشَّامَ

- ‌إِبْرَاهِيمُ وَلُوطُ عليهما السلام

- ‌مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌مُوسَى وَهَارُون وَيَوسُف عليهم السلام

- ‌إليَاسُ وَاليَسَعُ

- ‌يَحْيَى عليه السلام

- ‌عِيسَى وَأُمُّهُ عليهما السلام

- ‌نَبِيُّ اللَّهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَالشَّامُ

- ‌قُبُورُ عَدَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام بِالشَّام وَدِمَشْقَ

- ‌مَنْ نَزَلَ الشَّامَ مِنَ التَّابِعِينَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْ قُبِرَ بِدِمَشْقَ

- ‌مَنْ نَزَلَ الشَّامَ مِنَ المبْتَدِعِينَ وَأَهْلِ الضَّلَالَ الحَارِثُ الكَذَّابُ

- ‌مَا جَاءَ فِي خَرَابِ الشَّامِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي مَثَالِبِ أَهْلِ الشَّامِ

- ‌كِتَابُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌أَسْمَاءُ المَسْجِدِ الْأَقْصَى

- ‌فَضَائِلُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْأَرْضُ المقَدَّسَةُ والجهَادُ

- ‌تَقْدِيسُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْقُرْبُ مِنَ السَّمَاءِ

- ‌نُزُولُ المَلَائِكَةِ عَلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌وُجُودُ الملَائِكَةِ عَلَى بَابِهِ

- ‌تَسبِيحُ الملَائِكَةِ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْأَرْوَاحُ تُهْدَى إِلَيْهِ

- ‌بَيْتُ المقْدِسِ كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ

- ‌مَا جَاءَ أَنّ بَيْتَ المقدِس بَلَدٌ مَحْفُوظٌ

- ‌الجنَّةُ عَلَى أَجَاجِير(42)بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الجنَّةُ تَحِنُّ شَوْقًا إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌بَيْتُ المقْدِسِ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ بِلَادِهِ

- ‌نُزُولُ النُّورِ وَالحنَانِ وَالرَّحْمَةِ عَلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌تُضَاعَفُ الحسَناتُ وَالسَّيئاتُ فِيه

- ‌مَا جَاءَ فِي رَفْعِ دَرَجَاتِ مَنْ أَتَى بَيْتَ المقْدِسِ

- ‌سُكْنَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ الْكَعْبَةَ تُحْشَرُ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌فَضْلُ الصَّدَقَةِ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌اسْتِحْبَابُ خَتْمِ الْقُرْآنِ فِيه

- ‌فَضْلُ الأَذَانِ بِبَيْتِ المقْدِسِ وَمُؤذِّنِيهِ ودُخُولُ مُؤذِّنِيهِ الجنَّةَ

- ‌اسْتِحْبَابُ إِهْدَاءِ الزَّيْتِ إِلَيْهِ

- ‌فَضْلُ زِيَارَةِ الْقُدْسِ

- ‌ثَوَابُ الْاِسْتِغْفَارِ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ وَثَوَابُ عِمَارَتهِ

- ‌ذِكْرُ الْعَجَائِبِ الَّتِي كَانَتْ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌طَوَافُ السَّفِينَةِ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌سِعَةُ الحوْضِ كَمَا بَيْنَ الشَّامِ وَصَنْعَاءَ الْيَمَنِ

- ‌التَّبْشِيرُ بِفَتْح بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌فْتَحُ بَيْتُ المقْدِسِ

- ‌فَتْحُ عُمَر بَيْتِ المقْدِسِ وَوثِيقَتُهُ العُمَرِيةُ

- ‌ذِكْرُ تَارِيخِ فَتْحِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا كَانَ بِبَيْتِ المقْدِسِ عِنْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ وَوَلَدِهِ عليهما السلام

- ‌نُزُولُ الخلَافَةِ الْأَرْضَ المقَدَّسَةَ

- ‌عُقْرُ دَارِ الخلَافَةِ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌لَا يُعَدُّ مِنَ الخلَفَاءِ إِلَّا مَنْ مَلَكَ المسْجِدَيْنِ

- ‌رِبَاطُ أَهْلِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌تَفْضِيلُ أَعْمَالٍ عَلَى الصَّلَاةِ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَعَالم بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الرَّبْوَة

- ‌الجبَالُ

- ‌فَضْلُ مَاءِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْآبَارُ

- ‌الْعُيونْ

- ‌عَيْنُ سلْوَانْ

- ‌ذِكْرُ الْبِرَكِ الَّتِي كَانَتْ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْأَبوابْ

- ‌ذِكْرُ بَابِ حِطَّةَ

- ‌ذِكْرُ بَابِ التَّوْبَةِ

- ‌ذِكْرُ بَابِ الْفَرَادِيسِ

- ‌ذِكْرُ بَابِ السَّاعَاتِ

- ‌المسَاجِدُ

- ‌مَسْجِدُ سُلَيْمَانَ عليه السلام

- ‌بِنَاءُ المَسْجِدِ

- ‌بِنَاءُ عُمَرُ رضي الله عنه المسْجِدَ الشَّرِيفَ

- ‌بِنَاءُ عَبْدِ الملِكِ المسْجِدَ

- ‌المحَارِيبُ

- ‌مِحْرَابُ مُعَاوِيَةَ

- ‌مِحْرَابُ دَاوُدَ وَقَبْرُ مَرْيَمَ عليهما السلام

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي بَيْتِ لحمٍ

- ‌صُخُورُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الصَّخْرَةِ(249)وفَضْلِهَا

- ‌مَا جَاءَ أَنَّ الصَّخْرَةَ تُحَوَّلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُرْجَانَةً بَيْضَاءَ

- ‌مَا جَاءَ فِي حَشْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى الصَّخْرَةِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ تَعْظِيم صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌اسْتِقْبَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِصَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الدُّعَاءُ وَالصَّلَاةُ عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَالْقُبَّةِ

- ‌الصَّلَاةُ عَنْ يَمِينِ الصَّخْرَةِ وَشِمَالِهَا

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الصَّخْرَةِ

- ‌الْيَمِينُ عِنْدَ الصَّخْرَةِ

- ‌البَلَاطَةُ السَّودَاءُ

- ‌سُورُ بَيْتِ المقْدِسِ وَوَادِي جَهَنَّمَ وَالْكَنِيسَة

- ‌عَدَمُ اسْتِحْبَابِ دُخُولِ كَنِيسَةِ مَرْيَم

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ دُخُولِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي وَادِي جَهَنَّم

- ‌المجَاوَرَةُ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌بَيْتُ المقْدِسِ مَسْكَنُ الْأَنْبِيَاءِ وَمُقَامُ الملَائِكَةِ

- ‌كِتَابُ الْأَنْبَياءِ الَّذِينَ نَزَلُوا بَيْتَ المقْدِسِ

- ‌آدَمُ عليه السلام وأبِنَاءُهُ

- ‌إِبْرَاهِيم عليه السلام

- ‌يَعْقُوبْ عليه السلام

- ‌أَيُّوبْ عليه السلام

- ‌يُوشَعُ وَمُوسَى وَهَارُونُ عليهم السلام

- ‌إِلْيَاسُ وَالْيَسَعُ وَالخضِرُ

- ‌دَاودُ وَسُلَيْمَانُ عليهما السلام

- ‌أَرْمِيَا وَدَانْيَالُ

- ‌يَحْيَى عليه السلام

- ‌عِيسَى وَأُمُّهُ عليهما السلام

- ‌أعْيَانُ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ نَزَلَ بَيْتَ المقْدِسِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ

- ‌ذِكْرُ التَّابِعِينَ مِمَّنْ نَزَلَ بَيْتَ المقْدِسِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ

- ‌بَابُ مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ في الأَرْضِ المقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا

- ‌فَضْلُ مَنْ دُفِنَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ في زَيْتُونِ الملَّةِ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَنْ رَغِبَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ فِي خَرَابِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَنْ كانَ بِبَيْتِ المقْدِسِ مِنَ المبْتَدِعِينَ وَأَهْلِ الضَّلَالِ

- ‌كتاب الإسراء والمعراج

- ‌كِتَابُ الإِسْرَاءِ

- ‌فَائِدَةٌ:

- ‌مُسْنَدُ ابْنِ عَبَّاسٍ

- ‌مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

- ‌مُسْنَدُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي ذَرٍّ

- ‌مُسْنَدُ حُذَيْفَةَ

- ‌مُسْنَدُ بُرَيْدَةَ

- ‌مُسْنَدُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ

- ‌مُسْنَدُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

- ‌مُسْنَدُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ

- ‌مُسْنَدُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ

- ‌مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ

- ‌مُسْنَدُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي المخَارِقِ

- ‌مُسْنَدُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرِ

- ‌مُسْنَدُ سلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ

- ‌مُسْنَدُ عَطَاءٍ

- ‌مُسْنَدُ الحَسَنِ بْنِ يَحْيَى

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ

- ‌مُسْنَدُ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أبِيهِ عن جَدِّهِ

- ‌مُسْنَدُ عَائِشَةَ

- ‌مُسْنَدُ أُمِّ هَانِئٍ

- ‌كِتَابُ الْفِقْهِ

- ‌النَّهْيُ عَنِ اسْتِقْبَالِ بَيْتِ المقْدِسِ بِبَوْلٍ أَوْ غَائِطٍ

- ‌فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي بَيْتِ المقدِسِ

- ‌شَدُّ الرِّحَالِ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى فِي بَيْتِ المقْدِسِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ السُّنَّةَ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ أَنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى أُولَى الْقِبْلَتَيْنِ وَتَحْوِيلُ الْقِبْلَةِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى أَوَّلُ بَيتٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ

- ‌الصَّلَاةُ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌بَابْ فِيمَنْ صَلَّى فَوْقَ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌أَحْكَامُ المسَاجِدِ

- ‌بَابُ الزِّيَادَةِ فِي المَسْجِدِ

- ‌مَسْجِدُ قُبَاءٍ وَبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الصِّيَامُ

- ‌الاعْتِكَافُ مَنْ قَالَ لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي المسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ

- ‌الحَجُّ بَابْ مَهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ

- ‌فَضْلُ مَنْ أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ المقْدِسِ وَالصَّخْرَةِ وَالشَّامِ

- ‌مَا جَاءَ فِيمَنْ لَبَّى بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الدُّعَاءِ فِي مَقَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَنْ رَأَى أَنْ يَدُورَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ وَمَنْ لَمْ يَرَ ذَلِكَ

- ‌النَّذْرُ مَنْ نَذَرَ أَنْ يُصَلِّي فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الحُدُود (القِصَاص)

- ‌الزِّينَةُ

- ‌لبسُ الثَّوْب المعَصْفَرِ

- ‌كتَابُ التَّفْسِيرِ

- ‌سُورَة البَقَرَةِ

- ‌سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ

- ‌سُورَةُ النِّسَاءِ

- ‌سُورَةُ المائِدَةُ

- ‌سُورَةُ الأَعْرَافِ

- ‌سُورَةُ يُونُس

- ‌سُورَةُ هُودٍ

- ‌سُورَةُ يُوسُفْ

- ‌سورة الإسراء

- ‌سُورَةُ مَرْيَمْ

- ‌سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ

- ‌سُورَةُ المُؤْمِنَونَ

- ‌سُورَةُ النُّورِ

- ‌سُورَةُ القَصَصِ

- ‌سُورَةُ الرُّومِ

- ‌سُورَةُ سَبَأْ

- ‌سُورَةُ الصَّافَّاتِ

- ‌سُورَةُ ص

- ‌سُورَةُ ق

- ‌سُورَةُ الرَّحْمَنِ

- ‌سُورَةُ الحَدِيدِ

- ‌سُورَةُ الحَشْرِ

- ‌سُورَةُ المعَارِجِ

- ‌سُورَةُ الجِنِّ

- ‌سُورَةُ المُرْسَلَاتِ

- ‌سُورَةُ النَّازِعَاتِ

- ‌سُورَةُ الفَجْرِ

- ‌سُورَةُ التِّينِ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ فِي الشَّامِ

- ‌بُدُوُّ الفِتْنَةِ بِالشَّامِ

- ‌تَسْمِيَةُ الفِتَنِ الَّتِي هِيَ كَائِنَةٌ وَعَدَدُهَا مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي المَلَاحِمِ

- ‌بَابُ المَعْقِلِ مِنَ الفِتَنِ

- ‌بَابُ مَا يَكُونُ مِنْ فَسَادِ البَرْبَرِ وَقِتَالِهِمْ فِي أَرْضِ الشَّامِ وَمِصْرَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي غَزْوَةِ الرُّومِ

- ‌مَا بَقِيَ مِنَ الأَعْمَاقِ وَفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ

- ‌بَابُ غَزْوَةِ الهِنْدِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ تَكُونُ فِي انْقِطَاعِ مُدَّةِ بَنِي العَبَّاسِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنَ عَلَامَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهَا انْقِطَاعُ مُلْكِ بَنِي العَبَّاسِ

- ‌بَابُ صِفَةِ السُّفْيَانِي وَاسْمِهِ وَنَسَبِهِ

- ‌الرَّايَاتُ الَّتِي تَفْتَرِقُ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا وَالسُّفْيَانِيُّ وَظُهُورُهُ عَلَيْهِمْ

- ‌بَابٌ آخَرٌ مِنْ عَلَامَاتِ المَهْدِيِّ فِي خُرُوجِهِ

- ‌بَابُ اجْتِمَاع النَّاسِ بِمَكَّةَ وَبَيْعَتِهِمْ لِلْمَهْدِيِّ فِيهَا

- ‌بَابُ مَا يَكُونُ بَعْدَ المَهْدِيِّ

- ‌بَابُ صِفَةِ مَا يُضْرَبُ عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ مِنَ الأَسْوَارِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَعِمَارَتِهَا وَمَا فِيهَا مِنَ العَلَامَةِ

- ‌بَابُ تَحْرِيمِ دُخُولِ بَيْتِ المَقْدِسِ عَلَى الدَّجَّالِ

- ‌ذِكْرُ نُزُولِ عِيسَى عليه السلام عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرقِيَّ دِمَشْقَ وَقَتْلِ الدَّجَّالِ

- ‌بَابُ خُرُوجِ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوج

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌ذكر نزول عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق وقتل الدجال

1110 -

قَالَ ابْنُ المُرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المَقْدِسِ":

أَخْبَرَنَا أَبُو الفَرَجِ، قَالَ: أبَنَا عِيسَى، قَالَ: عَلِيٌّ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْثَدٍ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى المضَاجعِي، قَالَ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَرزٍ القَصْرِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: الدَّجَّالُ لَيْسَ لَهُ لِحْيَةٌ، وَافِرُ الشَّارِبِ، طُولُ وَجْهِهِ ذِرَاعَانِ، وَقَامَتُهُ فِي السَّمَاءِ ثَمَانُونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُ مَا بَيْنَ مِنْكَبَيْهِ ثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، ثِيَابُهُ وَخُفَّاهُ وَسِرْجُهُ وَلِجَامُهُ بِالذَّهَبِ وَالجَوْهَرِ، عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مُرَصَّعٌ بِالذَّهَبِ وَالجَوْهَرِ، فِي يَدِهِ طَبْرَزِين، هَيْئَتُهُ هَيْئَةَ المَجُوسِ، قَوْسُهُ الفَارِسِيَّةِ، وَكَلَامُهُ الفَارِسِيَّةِ، تُطْوَى لَهُ الأرْضُ وَلِأَصْحَابِهِ طَيًّا طَيًّا، يَطَأُ مَجَامِعَهَا ويَرِدُ مَنَاهِلَهَا، إِلَّا المَسَاجدَ الأَرْبَعَ: مَسْجِدُ مَكَّةَ، وَمَسْجِدُ المَدِينَةِ، وَمَسْجِدُ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَمَسْجِدُ الطُّورِ.

(167)

‌ذِكْرُ نُزُولِ عِيسَى عليه السلام عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرقِيَّ دِمَشْقَ وَقَتْلِ الدَّجَّالِ

1111 -

قَالَ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ":

حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بن حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ -قَاضِي حِمْصَ- حَدَّثَنِي عَبْدُ

(167)

"إسناده ضعيف وهو من الإسرائيليات"

"فضائل بيت المقدس"(ص 301 - 302)، وذكره مجير الدين في "الأنس الجليل"(1/ 233).

قلت: وخالد بن يزيد لعله ابن عبد الرحمن بن أبي مالك، فهو يروي عن أبي روق عطية بن الحارث؛ فإن كان فهو ضعيف، والأثر مقطوع على الضحاك، وفيه غرابة، فهذا الوصف لم يرد معظمه في صحيح السنة، فلعله مما نقله الضحاك عن بني إسرائيل.

ص: 1071

الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الحَضْرَمِيِّ؛ أَنَّهُ سَمعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الكِلَابِيَّ (ح) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ -وَاللَّفْظُ لَهُ- حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْر بن نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ النَّوَّاسِ ابنِ سَمْعَانَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ:"مَا شَأْنُكُمْ؟ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ؛ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ! فَقَالَ: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُوٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، واللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ

(168)

عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ العُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتحَ سُورَةِ الكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأمِ وَالعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ:"أَرْبَعُونَ يَوْمًا؛ يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ اليَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ:"لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: "كَالغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى القَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بهِ، وَيَسْتَجيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ

(169)

أَطْوَلَ مَا كَانَتْ

(168)

رَجلٍ قَطَطٌ، وشعر قطط، وامرأة قطط، والجمع قططون وقططات، وشعر قط وقطط: جعد قصير، قط يقط قططًا وقطاطة، وقطط بإظهار التضعيف قطًّا وهو طريف، وجعد قطط أي شديد الجعودة. انظر "لسان العرب": قطط.

(169)

الشَّرْحُ: المال السائم، وقيل: المال يسام في المرعى من الأنعام، سرحت الماشية تسرح سرحًا وسروحًا: سامت، وسرحها هو أسامها. انظر "لسان العرب": سرح.

ص: 1072

ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدّهُ خَوَاصِرَ

(170)

، ثُمَّ يَأْتِي القَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الغَرَضِ

(171)

، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ

(172)

، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ

(173)

كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمْ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَب يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ

(174)

فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ

(170)

الخَصْرُ: وسط الإنسان، وجمعه خصور، والخصران والخاصرتان ما بين الحرقفة والقصيرى، وهو ما قلص عنه القصرتان، وتقدم من الحجبتين، وما فوق الخصر من الجلدة الرقيقة الطفطفة، ويقال: رجل ضخم الخواصر. انظر "لسان العرب": خصر.

(171)

رَمْيةَ الغَرَضِ: الغرض ههنا الهدف، أراد أنه يكون بعد ما بين القطعتين بقدر رمية السهم إلى الهدف، وقيل: معناه وصف الضربة أي تصيبه إصابة رمية الغرض. انظر "لسان العرب": غرض.

(172)

هَرَدَ الثوبَ يَهْرِدُه هَرْدًا: مزقه، وهرده: شققه، وهرد القصار الثوب وهردته هردًا فهو مهرود وهريد: مزقه وخرقه وضربه، وقيل: ينزل عيسى في مهرودتين أي في شقتين أو حلتين. انظر "لسان العرب": هرد.

(173)

الجُمانُ: هنوات تتخذ على أشكال للؤلؤ من فضة، فارسي معرب واحدته جمانة، وقيل: الجمان سفيفة من أدم ينسج فيها الخرز من كل لون، تتوشح به المرأة. انظر "لسان العرب": جمن.

(174)

طبرية: هي بليدة مطلة على البحيرة المعروفة ببحيرة طبرية، وهي في طرف جبل، وجبل الطور =

ص: 1073

بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِئَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمْ اليَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ النَّغَفَ

(175)

فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الأَرْضِ فَلَا يَجِدُونَ فِي الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ

(176)

وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ البُختِ

(177)

فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحَهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّه، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّه مَطَرًا لَا يَكُنٌّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ

(178)

وَلَا وَبَرٍ

(179)

فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ العِصَابَةُ مِنْ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا

(180)

، وَيُبَارَكُ فِي الرُّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللَّقحَةَ مِنْ الإِبِلِ لَتَكْفِي

= مطل عليها، وهي من أعمال الأردن، بينها وبين دمشق ثلاثة أيام، وكذلك بينها وبين بيت المقدس، وبينها وبن عكا يومان، وهي مستطيلة على البحيرة. انظر "معجم البلدان"(4/ 19 - 22).

(175)

النغَفُ: دود يسقط من أنوف الغنم والإبل، واحدته نغفة ونغف، والنغف دود طوال سود وغبر، وقيل: هي دود طوال سود وغبر وخضر تقطع الحرث، وقيل: هي دود عقف، وقيل: غضف تنسلخ عن الخنافس ونحوها، وقيل: غير ذلك. انظر "لسان العرب": نغف.

(176)

الزُّهُومَةُ: ريح لحم سمين منتن، ولحم زهم ذو زهومة، قال الأزهري: الزهومة عند العرب كراهة ريح بلا نتن أو تغير، وذلك مثل رائحة لحم غث، أو رائحة لحم سبع. انظر "لسان العرب": زهم.

(177)

البُخْت والبُخْتِيَّة دخيل في العربية أعجمي معرب، وهي: الإبل الخراسانية تنتج من بين عربية وفالج. انظر "لسان العرب": بخت.

(178)

المَدَرُ: قطع الطين اليابس، وقيل: الطين العلك الذي لا رمل فيه، واحدته: مدرة. انظر "لسان العرب": مدر.

(179)

الوَبَرُ: صوت الإبل والأرانب ونحوها، والجمع: أوبار، قال أبو منصور: وكذلك وبر السمور والثعالب والفنك، الواحدة: وبرة. انظر "لسان العرب": وبر.

(180)

القِحْف: العظم الذي فوق الدماغ من الجمجمة، والجمجمة التي فيها الدماغ، ويستظلون بقحفها أراد قشرها، تشبيها بقحف الرأس، وهو الذي فوق الدماغ، وقيل: هو ما انطبق. انظر "لسان العرب": قحف.

ص: 1074

الفِئَامَ مِنْ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنْ البَقَرِ لَتَكْفِي القَبِيلَةَ مِنْ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنْ الغَنَمِ لَتَكْفِي الفَخِذَ مِنْ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّه رِيحًا طَيِّبَةً فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِم وَيَبْقَى شِرَارٌ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَة".

(181)

1112 -

قَالَ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ":

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن أبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بن حُجْرٍ كِلَاهُمَا، عَنْ ابْنِ عُلَيَّةَ -وَاللَّفْظُ لِابْنِ حُجْرٍ- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ العَدَوِيِّ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالكُوفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى

(182)

إِلَّا: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، جَاءَتْ السَّاعَةُ؟ قَالَ: فَقَعَدَ وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَم مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَح بِغَنِيمَةٍ، ثُمَّ قَالَ بيَدِهِ هَكَذَا وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأمِ، فَقَالَ: عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الإِسْلَامِ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْل الإِسْلَامِ. قُلْتُ: الرُّومَ تَعْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، وَتَكون عِنْدَ ذَاكُمْ القِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَيَشْتَرِط المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْل، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤلَاءِ كلُّ غَيْرُ غَالِب، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِط المُسْلِمُونَ شرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ، فَيَفِيءُ هَؤلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ

(181)

"صحيح"

"صحيح مسلم"(2937)، وأخرجه أبو داود (4321)، والترمذي (2240)، والنسائي في "الكبرى"(10783)، وأحمد في "مسنده"(4/ 181) كلهم من طريق الوليد بن مسلم به مختصرًا، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 61 ب).

(182)

الهجيرى: إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغي، وهجر في نومه ومرضه يهجر هجرًا، وهجيرى وإهجيرى: هذى، وقال سيبويه: الهجيرى: كثرة الكلام والقول السيئ. انظر "لسان العرب": هجر.

ص: 1075

يَشْتَرِطُ المُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا؛ فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُل غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابع نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الإِسْلَام فَيَجْعَلُ اللَّه الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ، فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً إِمَّا قَالَ لَا يُرَى مِثْلُهَا، وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، حَتَّى إِنَّ الطائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا، فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ كَانُوا مِئَةً فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الوَاحِدُ؛ فَبأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ، أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقَاسَمُ؟ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إذْ سَمِعُوا بِبَأسٍ هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخُ: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَهُمْ فِي ذَرَارِيِّهِمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِم، وَيُقْبلُونَ فَيَبعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي لَأَعرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ - أَوْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ".

(183)

1113 -

قَالَ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ":

وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أيُوبَ وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ جَمِيعًا، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي العَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"يَأْتِي المَسِيحُ مِنْ قِبَلِ المَشْرِقِ هِمَّتُهُ المَدِينَةُ، حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ المَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ".

(184)

(183)

"صحيح"

"صحيح مسلم"(2899)، وأخرجه الطيالسي في "مسنده"(392)، وأبو يعلى (5253)، وابن حبان في "صحيحه"(6786) كلهم من طريق حميد بن هلال به.

(184)

"صحيح"

"صحيح مسلم"(1380).

ص: 1076

1114 -

قَالَ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ":

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ سالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا هَذَا الحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بهِ؟ تَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا! فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ -أَوْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهُمَا- لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُحَدِّثَ أَحَدًا شَيْئًا أَبَدًا، إِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا يُحَرَّقُ البَيْتُ، وَيَكُونُ وَيَكُونُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ -لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا- فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَريَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسلُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ -أَوْ: إِيمَانٍ- إِلَّا قَبَضَتْهُ؛ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ". قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ، وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا، فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ، وَهُم فِي ذَلِكَ دَارٌّ

(185)

رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا

(186)

وَرَفَعَ لِيتًا، قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ

(187)

حَوْضَ إِبِلِهِ، قَالَ: فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ -أَوْ قَالَ يُنْزِلُ اللَّهُ- مَطَرًا كأنَّهُ الطَّلُّ -أَوْ الظِّلُّ، نُعمَانُ الشَّاكُّ- فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ

(185)

أي كثير.

(186)

الليت: بكسر اللام وآخره مثناة فوق، وهي صفحة العنق، وهي جانبه.

(187)

أي يطينه ويصلحه.

ص: 1077

أُخْرَى {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}

(188)

ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمَّ الَى رَبِّكُمْ. {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}

(189)

قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ، فَيُقَالُ: مِنْ كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تسْعَمِئَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، قَالَ: فَذَاكَ يَوْمَ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا، وَذَلِكَ {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}

(190)

".

(191)

1115 -

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الحَضْرَمِيُّ بْنُ لَاحق، أَنَّ ذَكْوَانَ أَبَا صَاب أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ لِي:"مَا يُبْكِيكِ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنْ يَخْرُجْ الدَّجَّالُ وَأَنَا حَيٌّ كَفَيْتُكُمُوهُ، وَإِنْ يَخْرُجْ الدَّجَّالُ بَعْدِي فَإِنَّ رَبَّكُمْ عز وجل لَيْسَ بِأَعْوَر، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ المَدِينَةَ، فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ، فَيَخْرُجَ إِلَيْهِ شِرَارُ أَهْلِهَا حَتَّى الشَّامِ مَدِينَةٍ بِفِلَسْطِينَ بِبَابِ لُدٍّ". وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً: حَتَّى يَأْتِيَ فِلَسْطِينَ بَابَ لُدٍّ، فَيَنْزِلَ عِيسَى عليه السلام فَيَقْتُلَهُ، ثُمَّ يَمْكُثَ عِيسَى عليه السلام فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إمَامًا عَدْلًا، وَحَكَمًا مُقْسِطًا.

(192)

(188)

الزمر: 68.

(189)

الصافات: 24.

(190)

القلم: 42.

(191)

"صحيح"

"صحيح مسلم"(2940)، وأخرجه أحمد (2/ 166)، والنسائي في "الكبرى"(1629)، وابن حبان في "صحيحه"(7353)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 586، 594)، كلهم من طريق شعبة، عن النعمان بن سالم، قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود، عن عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا.

(192)

"صحيح"

ص: 1078

1116 -

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ ابْنِ عبد اللَّهِ رضي الله عنه، أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَخرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ

(193)

مِنْ الدِّينِ، وَإِدْبَارٍ مِنْ العِلْمِ، فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا فِي الأَرْضِ؛ اليَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ، وَاليَوْمُ مِنْهَا كَالشَّهْر، وَاليَوْمُ مِنْهَا كَالجُمُعَةِ، ثُمّ سَائِرُ أَيّامِهِ كَأَيّامِكُمْ هَذِهِ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، فَيَقُولُ لِلناسِ: أَنَا رَبُّكُمْ، وَهُوَ أَعْوَرُ، وإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ -ك ف ر- مُهَجَّاةٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ، يَرِدُ كُلَّ مَاء وَمَنْهَلٍ إِلا المَدِينَةَ وَمَكَّةَ حَرَّمَهُمَا اللَّهُ عَلَيْهِ، وَقَامَتْ المَلَائِكَةُ بِأَبْوَابِهَا، وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ، وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ إِلَّا مَنْ تَبِعَهُ، وَمَعَهُ نَهْرَانِ، أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ، نَهَرٌ يَقُولُ الجَنَّةُ، وَنَهَرٌ يَقُولُ النَّارُ، فَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الجَنَّةَ فَهُوَ النَّارُ، وَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّارَ فَهُوَ الجَنَّةُ، قَالَ: وَيَبْعَثُ اللَّهُ مَعَهُ شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ النَّاسَ، وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ فِيمَا يَرَى النَّاسُ، وَيَقْتُلُ نَفْسًا، ثُمَّ يُحْيِيهَا فِيمَا يَرَى النَّاسُ، لَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا مِنْ النَّاسِ، وَيَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلَّا الرَّبُّ عز وجل، قَالَ: فَيَفِرُّ

= "المسند"(6/ 75)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(47/ 497) من طريق حرب بن شداد، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(6822)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(8/ 649)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(687) من طريقه، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(47/ 498) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، وأخرجه عبد اللَّه بن أحمد في "السنة"(996، 1148)، وابن منده في "الإيمان"(1056)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(47/ 498) من طريق أبان بن يزيد، كلهم -حرب بن شداد، وشيبان بن عبد الرحمن، وأبان بن يزيد- عن يحيى بن أبي كثير به.

قال في "المجمع"(7/ 338): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير الحضرمي وهو ثقة. اهـ.

قلت: الحضرمي قال فيه ابن معين: لا بأس به. وكذا قال الحافظ، وصحح إسناده الألباني في "قصة المسيح الدجال"(1/ 60).

(193)

أي في حال من ضعف في الدين وقلة أهله.

ص: 1079

المُسْلِمُونَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِيهِمْ فَيُحَاصِرُهُمْ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ وَيُجْهِدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا، ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيُنَادِي مِنْ السَّحَرِ فَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الكَذَّابِ الخَبِيثِ؟ فَيَقُولُونَ: هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ، فَيَنْطَلِقُونَ فَإِذَا هُم بِعِيسَى ابْنِ مَريَمَ صلى الله عليه وسلم فَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَيُقَالُ لَهُ: تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّه، فَيَقُول: لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ، فَإِذَا صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ، قَالَ: فَحِينَ يَرَى الكَذَّابُ يَنْمَاثُ كَمَا يَنْمَاثُ

(194)

المِلْحُ فِي المَاءِ، فَيَمْشِي إِلَيْهِ فَيَقْتُلُهُ حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالحَجَرَ يُنَادِي: يَا رُوحَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيُّ، فَلَا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ".

(195)

1117 -

قَالَ ابْنُ مَاجَةَ فِي "سُنَنِهِ":

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ المُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافعٍ أَبِي رَافعٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ السَّيْبَانِيِّ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، (عن عَمْرٍو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِي)

(196)

، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِي، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ أَكْثَرُ

(194)

انماث ينماث: إذا ذاب وتغير الماء به.

(195)

"صحيح بشواهده"

"المسند"(3/ 367)، وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 530)، وابن خزيمة في "التوحيد" مختصرًا (1/ 102)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(باب بيان مشكل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال أن معه جبال خبز)، ورواه ابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 323 - 324)، و"الاستذكار"(26/ 55 - 56) كلهم من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير به.

وقال الحاكم في "المستدرك": هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وقال الهيثمي في "المجمع"(7/ 343 - 344): رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.

قلت: وإسناده على شرط مسلم، ولكن يخشى من تدليس أبي الزبير؛ فقد عنعن في كل طرق الحديث؛ إلا أن الحديث له شواهد تقدم بعضها في حديث مسلم السابق، وبعضها سيأتي قريبًا، والحديث بهذه الشواهد يرتقي.

(196)

وقع سقط من النسخة المطبوعة من سنن ابن ماجة في ذكر عمرو بن عبد اللَّه الحضرمي، وقد نبه =

ص: 1080

خُطْبَتِهِ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ عَنْ الدَّجَّالِ وَحَذَّرَنَاهُ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ:"إنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللَّهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَإِنَّ اللَّهُ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَأَنَا آخِرُ الأَنْبِيَاءِ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الأُمَمِ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ؛ فَأنَا حَجِيجٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ، واللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالعِرَاقِ، فَيَعِيثُ يَمِينًا، وَيَعِيثُ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ، فَاثْبُتُوا فَإِنِّي سَأصِفُهُ لَكُمْ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا إِيَّاهُ نَبِي قَبْلِي؛ إِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي، ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ: أَنَا رَبّكُمْ. وَلَا تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَوُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبِ أوْ غَيْرِ كَاتِبٍ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا، فَنَارُهُ جَنةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ، فَمَنْ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَسْتَغِثْ بِاللَّه، وَلْيَقْرَأْ فَوَاتحَ الكَهْفِ، فَتَكُونَ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتْ النَّارُ عَلَى إِبْرِاهِيمَ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِأَعْرَابِيٍّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَقُولَانِ: يَا بُنَيَّ، اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبّكَ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَة فَيَقْتُلَهَا وَيَنْشُرَهَا بِالمِنْشَارِ حَتَّى يُلْقَى شقِّتَيْنِ، ثُمَّ يَقُولَ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الآنَ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ، وَيَقُولُ لَهُ الخَبِيثُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّه، وَأَنْتَ عَدُوّ اللَّهِ، أَنْتَ الدَّجَّالُ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ بَعْدُ أَشَدَّ بَصِيرَةً بِكَ مِنِّي اليَومَ".

= الحافظ في "النكت الظراف على الأطراف"(4/ 175) على هذا السقط فقال: وقع في نسخة صحيحة قابلها المسوري: عن إسماعيل بن رافع أبي رافع، عن أبي زرعة السيباني -قلت: تصحف السيباني في المطبوع من ابن ماجه إلى الشيباني بالمعجمة- يحيى بن أبي عمرو، عنه به، وسقط ذكر عمرو بن عبد اللَّه في نسخة أخرى.

ص: 1081

قَالَ أَبُو الحَسَنِ الطَّنَافِسِيُّ: فَحَدَّثَنَا المُحَارِبِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الوَلِيدِ الوَصَّافِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَلِكَ الرَّجُلُ أَرْفَعُ أُمَّتِي دَرَجَةً فِي الجَنَّةِ". قَالَ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَاللَّهِ مَا كُنَّا نُرَى ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلَّا عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ حَتَّى مَضَى لِسَبيلِهِ، قَالَ المُحَارِبِيُّ: ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ أَبِي رَافعٍ، قَالَ: "وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبتَ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالحَيِّ فَيُكَذِّبُونَهُ فَلَا تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلَّا هَلَكَتْ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ فَيَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ حَتَّى تَرُوحَ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَسْمَنَ مَا كَانَتْ وَأَعْظَمَهُ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا، وَإِنَّهُ لَا يَبْقَى شَيْءٌ مِنْ الأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْهِ، إِلَّا مَكَّةَ وَالمَدِينَةَ، لَا يَأْتيهِمَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهِمَا إِلَّا لَقِيَتْهُ المَلَائِكَةُ بِالسُّيُوفِ صَلْتَةً حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ الظَّرَيْبِ

(197)

الأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ السَّبَخَةِ، فَتَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، فَتَنْفِي الخَبَثَ مِنْهَا كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَيُدْعَى ذَلِكَ اليَوْمُ يَوْمَ الخَلَاصِ". فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ بِنْتُ أَبِي العَكَرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيْنَ العَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: "هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ، وَجُلُّهُمْ بِبَيْتِ المَقْدِسِ، وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالحٌ؛ فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمْ الصُّبْحَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحَ، فَرَجَعَ ذَلِكَ الإِمَامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَيَضَعُ عِيسَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ، فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ، فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ عِيسَى عليه السلام: افْتَحُوا البَابَ، فَيُفْتَحُ وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلَّى وَسَاجٍ؛ فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ

(197)

الظَّرِبُ: كل ما نتأ من الحجارة وحد طرفه، وقيل: هو الجبل المنبسط، وقيل هو: الجبل الصغير، وقيل: الروابي الصغار، والجمع ظراب. انظر "لسان العرب": ظرب.

ص: 1082

المِلْحُ فِي المَاءِ، وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا وَيَقُولُ عِيسَى عليه السلام: إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا، فَيُدْركهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ، فَيَقْتُلُهُ فَيَهْزِمُ اللَّهُ اليَهُودَ فَلَا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّه يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيُّ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الشَّيْءَ لَا حَجَرَ وَلَا شَجَرَ وَلَا حَائِطَ وَلَا دَابَّةَ إِلا الغَرْقَدَةَ

(198)

فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ لَا تَنْطِقُ، إِلَّا قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ المُسْلِمَ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَتَعَالَ اقْتُلْهُ". قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً، السَّنَةُ كَنِصْفِ السَّنَةِ، وَالسَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالجُمُعَةِ، وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ، يُصْبِحُ أَحَدُكُمْ عَلَى بَابِ المَدِينَةِ فَلَا يَبْلُغُ بَابَهَا الآخَرَ حَتَّى يُمْسِيَ". فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسولَ اللَّهِ، كَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ القِصَارِ؟ قَالَ:"تَقْدُرُونَ فِيهَا الصَّلَاةَ كَمَا تَقْدُرُونَهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الطِّوَالِ ثُمَّ صلُّوا". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَذْبَحُ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الجِزْيَةَ، وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ، فَلَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ، وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ، حَتَّى يُدْخِلَ الوَلِيدُ يَدَهُ فِيِ فِيِّ الحَيِّةِ فَلَا تَضُرَّهُ، وَتُفِرَّ الوَلِيدَةُ الأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا، وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الغَنَمِ كَأنَّهُ كَلْبُهَا، وَتُمْلَأُ الأَرْضُ مِنْ السِّلْمِ كَمَا يُمْلأُ الإِنَاءُ مِنْ المَاءِ، وَتَكُونُ الكَلِمَةُ وَاحِدَةً فَلَا يُعْبَدُ إِلَّا اللَّهُ، وَتَضَعُ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا، وَتَكُونُ الأَرْضُ كَفَاثُورِ

(199)

الفِضةِ تُنْبِتُ نَبَاتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ حَتَّى يَجْتَمعَ النَّفَرُ عَلَى القِطْفِ مِنْ العِنَبِ فَيُشْبِعَهُمْ، ويَجْتَمعَ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعَهُمْ، وَيَكُونَ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنْ المَالِ، وَتَكُونَ الفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يُرْخِصُ الفَرَسَ؟ قَالَ:"لَا ترْكَبُ لِحَرْبٍ أَبَدًا". قِيلَ لَهُ: فَمَا يُغْلِي الثَّوْر؟ قَالَ: "تُحْرَثُ

(198)

الغرْقَدَة هو: ضرب من شجر العضاه وشجر الشوك، والغرقدة واحدته، ومنه قيل لمقبرة أهل المدينة: بقيع الغرقد؛ لأنه كان فيه غرقد وقطع. انظر "لسان العرب": غرقد.

(199)

الفاثور: الخوان. وقيل: هو طست أو جام من فضة أو ذهب. انظر "النهاية": فثر.

ص: 1083

الأَرْضُ كُلُّهَا، وَإِنَّ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ شِدَادٍ يُصِيبُ النَّاسَ فِيهَا جُوعٌ شَدِيدٌ؛ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الأُولَى أَنْ تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِهَا، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَ نَبَاتِهَا، ثُمَّ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فِي الثَّانِيَةِ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِهَا، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نَبَاتِهَا، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ السَّمَاءَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَتَحْبِسُ مَطَرَهَا كُلَّهُ فَلَا تُقْطِرُ قَطْرَةً، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ فَتَحْبِسُ نَبَاتَهَا كُلَّهُ فَلَا تُنْبِتُ خَضْرَاءَ، فَلَا تَبْقَى ذَاتُ ظِلْفٍ إِلَّا هَلَكَتْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّه". قِيلَ: فَمَا يُعِيشُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ؟ قَالَ: "التَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ، وَيُجْرَى ذَلِكَ عَلَيْهِمْ مجْرَى الطَّعَامِ". قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ: سَمِعْت أَبَا الحَسَنِ الطَّنَافِسِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ المُحَارِبِيَّ يَقُولُ: يَنْبَغِي أَنْ يُدْفَعَ هَذَا الحَدِيثُ إِلَى المُؤَدِّب حَتَّى يُعَلِّمَهُ الصِّبْيَانَ فِي الكُتَّابِ.

(200)

(200)

"صحيح بشواهده"

"سنن ابن ماجه"(4077)، وأخرجه أبو داود في "سننه"(4322) من طريق أبي زرعة السيباني ولم يسق لفظه، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1249)، والطبراني في "الطوال"(50)، و"الكبير"(8/ 145 - 147 رقم 7642، 7643، 7644)، ونعيم بن حماد في "الفتن"(1333)، وحنبل بن إسحاق في "الفتن"(37)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 299) كلهم من طريق ضمرة عن السيباني به، وأخرجه الحاكم في "المستدرك"(4/ 536 - 537)، والطبراني في "الكبير"(8/ 146 رقم 7644) كلاهما عن عطاء الخراساني، عن السيباني به، وليس عندهم جميعًا ذكر بيت المقدس في الرواية إلا ابن المرجا، قال الحاكم: على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة.

قلت: أنى له الصحة وفيه عمرو بن عبد اللَّه الحضرمي وهو مجهول! ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي عمرو السيباني، وقال الحافظ: مقبول.

لكن للحديث شواهد تقويه، وللشيخ الألباني رحمه الله رسالة هامة بعنوان (قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام وقتله إياه على سياق رواية أبي أمامة رضي الله عنه مضافًا إليه ما صح عن غيره من الصحابة رضي الله عنه)، قال فيها: الحديث غالبه صحيح، قد جاء مفرقًا في أحاديث إلا قليلًا منه، فلم أجد ما يشهد له أو يقويه، وأنا أشير هنا بإيجاز إلى الفقرات التي ضعفها في الحديث:

إنه يبدأ فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي.

ثم يثني.

ص: 1084

1118 -

قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِي، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ البَاهِلِي رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُدْرِكُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بَعْدَ مَا يَهْرَبُ مِنْهُ فَإِذَا بَلَغَهُ نُزُولُهُ فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَاب لُدٍّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلُهُ"

(201)

.

1119 -

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَن أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي العَاصِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ لِنَعْرِضَ عَلَيْهِ مُصْحَفًا لَنَا عَلَى

= فتكون عليه بردًا وسلامًا كما كانت النار على إبراهيم.

وجلهم ببيت المقدس.

وينطلق هاربًا ويقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها.

وإن أيامه أربعون سنة.

السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة.

وآخر أيامه كالشررة.

يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي.

10 -

فقيل له: كيف نصلي في تلك الأيام القصار؟ قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال، ثم صلوا.

11 -

قالوا: يا رسول اللَّه، وما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحرب أبدًا. قيل: فما يغلى الثور؟ قال: تحرث الأرض كلها.

ثم قال الشيخ رحمه الله بعد بيان شواهده: وبالجملة فحديث أبي أمامة هذا وإن كان في إسناده ضعف؛ فقد تبين من هذا التخريج والتحقيق الذي يندر مثاله أنه حديث صحيح في غالب فقراته بالشواهد التي سبق ذكرها لكل فقرة.

(201)

"حسن بشواهده"

"الفتن" لنعيم بن حماد (1329 م).

قلت: إسناده لين؛ فيه عمرو بن عبد اللَّه الحضرمي انفرد بالرواية عنه يحيى بن أبى عمرو، ووثقه العجلي، وقال الحافظ: مقبول. والحديث له شواهد تقويه.

ص: 1085

مُصْحَفِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْ الجُمُعَةُ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا ثُمَّ أُتِينَا بِطِيب فَتَطَيَّبْنَا، ثُمَّ جِئْنَا المَسْجِدَ فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ، فَحَدَّثَنَا عَنْ الدَّجَّالِ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي العَاصِ فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَجَلَسْنَا، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةُ أَمْصَارٍ، مِصْرٌ بِمُلْتَقَى البَحْرَيْنِ، وَمِصْرٌ بِالحِيرَةِ، وَمِصْرٌ بِالشَّامِ؛ فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلَاثَ فَزَعَاتٍ، فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ، فَيَهْزِمُ مَنْ قِبَلَ المَشْرِقِ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرِدُهُ المِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى البَحْرَيْنِ، فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَقُولُ: نُشَامُّهُ

(202)

نَنْظُرُ مَا هُوَ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ، وَمَعَ الدَّجَّالِ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ السِّيجَانُ، وَأَكْثَرُ تَبَعِهِ اليَهُودُ وَالنِّسَاءُ، ثُمَّ يَأْتِي المِصْرَ الَّذِي يَلِيهِ فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَقُولُ: نُشَامُّة وَنَنْظُرُ مَا هُو، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بالأَعْرَاب، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ بِغَرْبِى الشَّامِ، وَيَنْحَازُ المُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أَفِيقٍ

(203)

فَيَبْعَثُونَ سَرْحًا لَهُمْ فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ، فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ وَجَهْدٌ شَدِيدٌ، حَتَّى إِنَّ أحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ؛ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنْ السَّحَرِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَاكُمْ الغَوْثُ -ثَلَاثًا- فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ، وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام عِنْدَ صَلَاةِ الفَجْرِ فَيَقُولُ لَهُ أَمِيرُهُمْ: رُوحَ اللَّهِ، تَقَدَّمْ صَلَّ. فَيَقُولُ: هَذِهِ الأُمَّةُ أُمَرَاءُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَيَتَقَدَّمُ أَمِيرُهُمْ فَيُصَلِّي، فَإِذَا قَضَى صَلَاتَهُ أَخَذَ عِيسَى حَرْبَتَهُ فَيَذْهَبُ نَحْوَ الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ، فَيَضَعُ حَرْبَتَهُ بَيْنَ ثَنْدُوَتِهِ

(204)

فَيَقْتُلُهُ وَيَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ، فَلَيْسَ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ يُوَارِي

(202)

أي نختبره.

(203)

أفِيق: قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق، والعامة تقول: فيق تنزل في هذه العقبة إلى الغور وهو الأردُن، وطولها نحو ميلين. انظر "معجم البلدان"(1/ 276).

(204)

الثندوة: لحم الثدي، وقيل: أصله. انظر "لسان العرب": ثند.

ص: 1086

مِنْهُمْ أَحَدًا حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ، هَذَا كَافِرٌ، وَيَقُولُ الحَجَرُ: يَا مُؤْمِنُ، هَذَا كَافِرٌ"

(205)

1120 -

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":

حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبَّادٍ العَبْدِيُّ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ، قَالَ: شَهِدْتُ يَوْمًا خُطْبَةً لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بَيْنَا أَنَا وَغُلَامٌ مِنْ الأَنْصَارِ نَرْمِي فِي غَرَضَيْنِ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ حَتَّى إِذَا كَانَتْ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ؛ اسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ

(206)

كَأَنَّهَا تَنُّومَةٌ

(207)

، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُنَا

(205)

"إسناده ضعيف ولبعضه شواهد"

"المسند"(4/ 216)، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"(8/ 650) عن أسود بن عامر، والطبراني في "الكبير"(9/ 60 رقم 8392) من طريق محمد بن عبد اللَّه الخزاعي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 197) من طريق عبد اللَّه بن معاوية الأموي، أربعتهم (حماد بن سلمة، وأسود بن عامر، ومحمد بن عبد اللَّه الخزاعي، وعبد اللَّه بن معاوية الأموي) عن علي بن زيد به.

وقال الهيثمي في "المجمع"(7/ 657): رواه أحمد والطبراني، وفيه علي بن زيد وفيه ضعف وقد وتق، وبقية رجالهما رجال الصحيح.

قلت: الجماهير على تضعيفه، قال أحمد: ضعيف الحديث، وفي رواية: ليس بشيء. وقال ابن معين: ليس بشيء، وفي رواية: ليس بحجة. وضعفه أيضًا: الجوزجاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، وابن حجر.

وقد تابعه أيوب السختياني كما عند الحاكم في "المستدرك"(4/ 478) من طريق سعيد بن هبيرة، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني وعلي بن زيد بن جدعان به، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم بذكر أيوب السختياني، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال: ابن هبيرة واهٍ. وهو كما قال، كما أن هناك مخالفة أخرى في هذه المتابعة؛ وهي رواية سعيد عن حماد بن زيد، خالفه الأخرون فرووه عن حماد بن سلمة، وانظر "قصة المسيح الدجال" للألباني (1/ 96).

(206)

أي رجعت.

(207)

تنومة بفتح فوقية وتشديد نون مضمومة: نوع من نبات الأرض فيها وفي ثمرها سواد قليل.

ص: 1087

لِصَاحِبِهِ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى المَسْجِدِ، فَوَاللَّهِ لَيُحْدِثَنَّ شَأْنُ هَذِهِ الشَّمْسِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُمَّتِهِ حَدَثًا، قَالَ: فَدَفَعْنَا إِلَى المَسْجِدِ فَإِذَا هُوَ بَارِزٌ، قَالَ: وَوَافَقْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَاسْتَقْدَمَ فَقَامَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا قَامَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ، لَا نَسْمَعُ لَهُ صوْتًا، ثُمَّ رَكَعَ كَأَطْوَلِ مَا رَكَعَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ، لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَوَافَقَ تَجَلِّي الشَّمْسِ جُلُوسُهُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَشَهِدَ أنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنِّي قَصَّرْتُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ تَبْلِيغِ رسَالَاتِ رَبِّي عز وجل لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي ذَاكَ، فَبَلَّغْتُ رِسَالَاتِ رَبِّي كَمَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُبَلَّغَ، وَإِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أنِّي بَلَّغْتُ رِسَالَاتِ رَبِّي لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي ذَاكَ". قَالَ: فَقَامَ رِجَالٌ فَقَالُوا: نَشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَقَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ. ثُمَّ سَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ رِجَالًا يَزْعُمُونَ أَنَّ كُسُوفَ هَذِهِ الشَّمْسِ، وَكُسُوفَ هَذَا القَمَرِ، وَزَوَالَ هَذِهِ النُّجُومِ عَنْ مَطَالِعِهَا؛ لِمَوْتِ رِجَالٍ عُظَمَاءَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، وَإِنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا، وَلَكِنَّهَا آيَاتٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تبارك وتعالى يَعْتَبِرُ بهَا عِبَادُهُ، فَيَنْظُرُ مَنْ يُحْدِثُ لَهُ مِنْهُمْ تَوْبَةً، وَايْمُ اللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ قُمْتُ أُصَلِّي مَا أَنْتُمْ لَاقُونَ فِي أَمْرِ دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا، آخِرُهُمْ الأَعْوَرُ الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ العَيْنِ اليُسْرَى؛ كَأنَّهَا عَيْنُ أَبِي يَحْيَى -لِشَيْخٍ حِينَئِذٍ مِنْ الأَنْصَارِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا- وَإِنَّهَا مَتَى يَخْرُجُ -أَوْ قَالَ: مَتَى مَا يَخْرُجُ- فَإِنَّهُ سَوْفَ يَزْعُمُ أَنَّهُ اللَّهُ؛ فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتبَعَهُ لَمْ يَنْفَعْهُ صَالحٌ مِنْ عَمَلِهِ سَلَفَ، وَمَنْ كَفَرَ بِهِ وَكَذَّبَهُ لَمْ يُعَاقَبْ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ -وَقَالَ حَسَن الأَشْيَبُ: بِسَيِّئ مِنْ عَمَلِهِ- سَلَفَ، وَإنَّهُ سَيَظْهَرُ -أَوْ قَالَ: سَوْفَ يَظْهَرُ- عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَّا

ص: 1088

الحَرَمَ وَبَيْتَ المَقْدِسِ، وَإنَّهُ يَحْصُرُ المُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ؛ فَيُزَلْزَلُونَ زِلْزَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ يُهْلِكُهُ اللَّه تبارك وتعالى وَجُنُودَهُ؛ حَتَّى إِنَّ جِذْمَ الحَائِطِ -أَوْ قَالَ: أَصْلَ الحَائِطِ، وَقَالَ حَسَن الأَشْيَبُ: وَأَصْلَ الشَّجَرَةِ- لَيُنَادِي -أَوْ قَالَ: يَقُولُ- يَا مُؤْمِنُ -أَوْ قَالَ: يَا مُسْلِمُ- هَذَا يَهُودِي -أَوْ قَالَ: هَذَا كَافِرٌ- تَعَالَ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: وَلَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتَّى تَرَوْا أُمُورًا يَتَفَاقَمُ شأنُهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ: هَلْ كَانَ نَبِيُّكُمْ ذَكَرَ لَكُمْ مِنْهَا ذِكْرًا؟ وَحَتَّى تَزُولَ جِبَالٌ عَلَى مَرَاتِبِهَا". ثُمَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ القَبْضُ، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ خُطْبَةً لِسَمُرَةَ ذَكَرَ فِيهَا هَذَا الحَدِيثَ؛ فَمَا قَدّمَ كَلِمَةً وَلَا آخرَهَا عَنْ مَوْضِعِهَا.

(208)

1121 -

قَالَ الحَاكِمُ فِي "المُسْتَدْرَكِ":

حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الجَوْهَرِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الوَاسِطِيُّ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ الأَشْجَعِيّ، ثَنَا أَبُو مَالكٍ الأَشْجَعِى

(209)

، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ؛ نَهْرَانِ: أَحْدُهُمَا نَارٌ تَأجَّجُ فِي عَيْنِ مَنْ رَآهُ، وَالآخَرُ مَاءٌ أَبْيَضُ، فَإِنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ أَحَدٌ فَلْيُغْمِضْ وَلْيَشْرَبْ مِنَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، وَإِيَّاكُمْ وَالآخَرُ فَإِنَّهُ الفِتْنَةُ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَؤُهُ مَنْ يَكْتُبُ وَمَنْ لَا يَكْتُبُ، وَأَنَّ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مَمْسُوحَةٌ عَلَيْهَا ظُفْرَةٌ، أَنَّهُ يَطْلُعُ مِنْ آخِرِ أَمْرِهِ عَلَى بَطْنِ الأُرْدُنِّ عَلَى بَيْتِهِ أُفَيْقٍ، وَكَلُّ وَاحِدٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ

(208)

"إسناده ضعيف"

"المسند"(5/ 16)، وسبق تخريجه في كتاب بيت المقدس برقم (249).

(209)

زاد في إسناد الحاكم: عن أبي حازم الأشجعي، وهي زيادة مقحمة، ولعلها وهم من الناسخ أو خطأ في المطبوع، الحديث خرجه الحافظ في "إتحاف المهرة"(4/ 253) وعزاه للحاكم، وليس فيه ذكر أبي حازم الأشجعي.

ص: 1089

الآخِرِ بِبَطْنِ الأُرْدُنِّ، وَأَنَّهُ يَقْتُلُ مِنَ المُسْلِمِينَ ثُلُثًا، وَيَهْزِمُ ثُلُثًا، وَيَبْقَى ثُلُثًا، وَيَجِنُّ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ فَيَقُولُ بَعْضُ المُؤْمِنِينَ لِبَعْضٍ: مَا تَنْتَظِرُونَ أَنْ تَلْحَقُوا بِإِخْوَانِكُمْ فِي مَرْضَاةِ رَبِّكُمْ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ طَعَامٍ فَلْيَغْدُ بِهِ عَلَى أَخِيهِ، وَصَلُّوا حِينَ يَنْفَجِرُ الفَجْرُ، وَعَجِّلُوا الصَّلَاةَ ثُمَّ أَقْبِلُوا عَلَى عَدُوِّكُمْ، فَلمَّا قَامُوا يُصَلُّونَ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِمَامُهُمْ فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: هَكَذَا أَفْرِجُوا بَيْنِي وَبَيْنَ عَدُوِّ اللَّهِ".

قَالَ أَبُو حَازِمٍ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَيَذُوبُ كَمَا تَذُوبُ الإِهَالَةُ فِي الشَّمْسِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ فِي المَاءِ، وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ المُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُونَهُمْ، حَتَّى أَنَّ الشَّجَرَ وَالحَجَرَ لَيُنَادِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، يَا مُسْلِمٌ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ، فَيُفْنِيَهُمُ اللَّهُ، وَيَظْهَرُ المُسْلِمُونَ فَيَكْسِرُونَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُونَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعُونَ الجِزْيَةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ أَخْرَجَ اللَّهُ أَهْلَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، فَيَشْرَبُ أوَّلُهُمْ البُحَيْرَةَ، وَيَجِيءُ آخِرُهُمْ وَقَدْ اسْتَقَوْهُ، فَمَا يَدَعُونَ فِيهِ قَطْرَةً فَيَقُولُونَ: ظَهَرنَا عَلَى أَعْدَائِنَا قَدْ كَانَ هَاهُنَا أَثُرُ مَاء، فَيَجِيءُ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ وَرَاءَهُ حَتَّى يَدْخُلُوا مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنِ فلَسْطِينَ يُقَالُ لَهَا: لُدْ. فَيَقُولُونَ: ظَهَرْنَا عَلَى مَنْ فِي الأَرْضِ، فَتَعَالَوا نُقَاتِلُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، فَيَدْعُو اللَّهَ نَبِيُّهُ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قُرْحَةً فِي حُلُوقِهِمْ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ بَشَرٌ، فَتُؤْذِي رِيحهُمُ المُسلِمِينَ، فَيَدْعُو عِيسَى صلى الله عليه وسلم فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيهِم رِيحًا فَتَقْذِفُهُم فِي البَحْرِ أَجمعِينَ.

(210)

(210)

"إسناده ضعيف"

"المستدرك"(4/ 490)، ورواه ابن منده في "كتاب الإيمان"(1033) من طريق سعيد بن سليمان به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

قلت: خلف بن خليفة صدوق اختلط، وسعيد بن سليمان لم يذكر فيمن روى عنه قبل الاختلاط، =

ص: 1090

1122 -

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ":

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى الحِمَّانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلَانِي، عَنْ نَهِيكِ بْنِ صُرَيْمٍ السِّكُونِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُونَ تُقَاتِلُونَ حَتَّى يُقَاتِلَ بَقِيَّتُكُمُ الدَّجَّالَ بِالأُرْدُن؛ أَنْتُمْ مِنْ غَرْبِيِّهِ وَهُمْ مِنْ شَرْقِيِّهِ".

(211)

1123 -

قَالَ مَعْمَرٌ فِي "جَامِعِهِ":

عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ، أَنَّهُ أخْبَرَهُ رَجُلٌ مِنْ الأَنصَارِ، عَنْ بَعْضَ أصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ فَقَالَ: "يَأتِي سِبَاخَ المَدِينَةِ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَهَا، فَتَنْتَفِضُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا نَفْضَةً -أَوْ نَفْضَتَيْنِ- وَهِيَ الزَّلْزَلَةُ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِ مِنْهَا كُل مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ،

= وقد خولف في روايته؛ رواه يزيد بن هارون، عن أبي مالك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة مرفوعًا، ولفظه: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأنا أعلم بما مع الدجال منه؛ معه نهران يجريان: أحدهما رأي العين ماء أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج؛ فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارًا، وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه؛ فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه: كافر، يقروه كل مؤمن كاتب وغير كاتب". أخرجه مسلم (2934).

وقد استنكر الحافظ ابن كثير هذه الرواية فقال في "النهاية في الفتن والملاحم": فيه سياق غريب وأشياء منكرة.

(211)

"ضعيف"

"مسند الشاميين"(638)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(62/ 323) من طريق محمد ابن عبد اللَّه الحضرمي، وابن سعد في "الطبقات"(7/ 422) من طريق يحيى الحماني، والشيباني في "الآحاد والمثاني"(2458) من طريق محمد بن أبان، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 29 ب).

وفيه محمد بن أبان الجعفي، قال أحمد: ترك الناس حديثه. وقال ابن معين: ضعيف. ويحيى الحمَّاني قال ابن حجر: حافظ إلا أنه اتهم بسرقة الحديث. قال في "المجمع"(12542): رواه الطبراني والبزار، ورجال البزار ثقات. وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (1297): ضعيف.

ص: 1091

ثُمَّ يُوَلَّي الدَّجَّالُ قِبَلَ الشَّامٍ، حَتَّى يَأْتِيَ بَعْضَ جِبَالِ الشَّامِ فَيُحَاصِرُهُمْ، وَبَقِيَّةُ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذ مُعْتَصِمُون بِذُرْوَةِ جَبْل مِنْ جِبَالِ الشَّامِ، فَيُحَاصِرُهُمُ الدّجّالُ نَازِلًا بِأَصْلِهِ، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيْهُمُ البَلَاءُ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، حَتَّى مَتَى أَنْتُمْ هَكَذَا وَعَدُوُّ اللَّهِ نَازِلٌ بِأَرْضِكُمْ هَكَذَا، هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا بَيْنَ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ، بَيْنَ أَنْ يَسْتَشْهِدَكُمْ اللَّهُ أَوْ يُظْهِرَكُمْ، فَيُبَايعُونَ عَلَى المَوْتِ بَيْعَةً يَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهَا الصِّدق مِنْ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ تَأْخُذُهُمْ ظُلْمَةٌ لَا يُبْصِرُ امْرُؤ فِيهَا كَفَّهُ. قَالَ: فَيَنْزِلُ ابْنُ مَرْيَمَ فَيَحْسِرُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ، وَبَيْنَ أظْهُرِهِمْ رَجُل عَلَيْهِ لِأُمَّتِهِ يَقُولُونَ: مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَرُوحُهُ، وَكَلِمَتُهُ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، اخْتَارُوا بَيْنَ إِحْدَى ثَلَاثٍ: بَيْنَ أَنْ يَبْعَثَ اللَّه عَلَى الدَّجَّالِ وَجُنُودِهِ عَذَابًا مِنَ السَّمَاءِ، أَوْ يَخْسِفَ بِهِمُ الأَرْضَ، أوْ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ سِلَاحَكُمْ، وَيَكُفَّ سِلَاحَهُمْ عَنْكُمْ، فَيَقُولُونَ: هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَشْفَى لِصُدُورِنَا وَلِأَنْفُسِنَا، فَيَوَمَئِذٍ تَرَى اليَهُودِيَّ العَظِيمَ الطَّوْيلَ، الأَكُولَ الشَّرُوبَ، لَا تُقِلُّ يَدُهُ سَيْفَهُ مِنْ الرَّعْدَةِ، فَيَقُومُونَ إِلَيْهِمْ، فَيُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَذُوبُ الدَّجَّالُ حِينَ يَرَى ابْنَ مَرْيَمَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ، حَتَّى يَأْتِيَهُ أَوْ يُدْرِكَهُ عِيسَى فَيَقْتُلُهُ".

(212)

1124 -

قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":

حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أبِي فَرْوَةَ وَابْنِ سَابُورٍ جَمِيعًا،

(212)

"إسناده منقطع"

"جامع معمر الملحق بآخر مصنف عبد الرزاق"(20833)، وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1326)، وابن عساكر في "تاريخه"(26/ 277)، كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن معمر به.

وفي إسناده رجل مبهم، قال الألباني في "قصة المسيح الدجال" (1/ 91): ويحتمل أن يكون الرجل المبهم صحابيًّا؛ لأن الثقفي تابعي روى عن أبي موسى الأشعري، فإن كان كذلك فالسند صحيح.

أقول: السياق يشعر بأنه ليس صحابيًّا كما هو ظاهر.

ص: 1092

عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا الشَّيَاطِينُ الَّذِينَ مَعَ الدَّجَّالِ يُزَاوِلُونَ بَعْضَ بَنِي آدَمَ عَلَى مُتَابَعَةِ الدَّجَّالِ، فَيَأْبَى عَلَيْهِ مَنْ يَأْبَى، وَيَقُولُ لَهُ بَعْضُهُمْ: إِنَّكُمْ شَيَاطِينُ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيَسُوقُ إِلَيْهِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ بِإِيلْيَاءَ فَيَقْتُلُهُ؛ فَبَيْنَمَا أَنْتُمْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ بِإِيلْيَاءَ، وَفِيهَا جَمَاعَةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَخَلِيفَتُهُمْ بَعْدَ مَا يُؤَذِّنُ المُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الصّبْحِ، فَيَسْمَعُ المُؤَذِّنُ لِلنَّاسِ صَعْصَعَةً

(213)

فَإِذَا هُوَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيَهْبطُ عِيسَى فَيُرَحِّبُ بِهِ النَّاسُ وَيَفْرَحُونَ بِنُزُولِهِ، وَلِتَصْدِيقِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَقُولُ لِلْمُؤَذِّنِ: أَقِمْ الصَّلَاةَ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ النَّاسُ: صَلِّي لَنَا. فَيَقُولُ. انْطَلِقُوا إِلَى إِمَامِكُمْ فَيُصَلِّي لَكُمْ، فَإِنَّهُ نِعْمَ الإِمَامُ، فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ، وَيُصَلِّي عِيسَى مَعَهُمْ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الإِمَامُ، وَيُعْطِي عِيسَى الطَّاعَةَ، فَيَسِيرَ بِالنَّاسِ حَتَّى إِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ مَاعَ

(214)

كَمَا يَمِيعُ القِيرُ

(215)

، فَيَمْشِي إِلَيْهِ عِيسَى فَيَقْتُلُهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَقْتُلُ مَعَهُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَفْتَرِقُونَ وَيَخْتَبِئُونَ تَحْتَ كُلِّ شَجَرٍ وَحَجَرٍ حَتَّى يَقُولَ الشَّجَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا مُسْلِمٌ، تَعَالَ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ، وَيَدْعُو الحَجَرُ مِثْلَ ذَلِكَ؛ غَيْرَ شَجَرَةِ الغَرْقَدَةِ شَجَرَةِ اليَهُودِ لَا تَدْعُو إِلَيْهِمْ أَحَدًا يَكُونُ عِنْدَهَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ هَذَا لِتَعْقِلُوهُ وَتَفْهَمُوهُ وَتَعُوهُ، وَاعْمَلُوا عَلَيْهِ، وَحَدِّثُوا بِهِ مَنْ خَلْفَكُمْ، وَلِيُحَدِّثَنَا الآخِرُ الآخَرُ، وَإِنَّ فِتْنَتَهُ أَشَدُّ الفِتَنِ، ثُمَّ تَعِيشُوا بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ".

(216)

(213)

الصَّعْصَعَة: الحركة والاضطراب، والصعصعة: التحريك، والصعصعة: الجلبة. انظر "لسان العرب": صعع.

(214)

ماع يَمِيعُ مَيْعًا: جرى على وجه الأرض جريًا منبسطًا في هينة. "لسان العرب": ميع.

(215)

القيرُ والقارُ لغتان، وهو صعد يذاب فيستخرج منه القار، وهو شيء أسود تطلى به الإبل والسفن يمنع الماء أن يدخل. "لسان العرب": قير.

(216)

"ضعيف جدًّا"

ص: 1093

1125 -

قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":

حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الوَهَّاب بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الَحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّه، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا بَلَغَ الدَّجَّالُ عَقَبَةَ أَفْيَقَ وَقَعَ ظِلُّهُ عَلَى المُسْلِمِينَ، فَيُوتِرَونَ قِسِيَّهُمْ لِقِتَالِهِ، فَيَسْمَعُونَ نِدَاءً: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ أَتَاكُمُ الغَوْثُ، وَقَدْ ضَعُفُوا مِنَ الجُوعِ، فَيَقُولُونَ: هَذَا كَلَامُ رَجُلٍ شَبْعَانٍ، يَسْمَعُونَ ذَلِكَ النَّدَاءَ، وَتُشْرِقُ الأَرْضُ بِنُورِهَا، وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَرَبِّ الكَعْبَةِ وَيُنَادِي ثَلَاثًا: يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، احْمَدُوا رَبَّكُمْ وَسَبِّحُوهُ وَهَلِّلُوهُ وَكَبِّرُوهُ، فَيَفْعَلُونَ فَيَسْتَبِقُونَ يُرِيدُونَ الفِرَارَ، وَيُبَادِرُونَ فَيُضَيِّقُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الأَرْضَ إِذَا أَتَوا بَابَ لُدٍّ فِي نِصْفِ سَاعَةٍ، فَيُوَافِقُونَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَدْ نَزَلَ بَابَ لُدٍ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى عِيسَى فَيَقُولُ: أقِمِ الصَّلَاةَ، يَقولُ الدَّجَّالُ: يَا نَبِيِّ اللَّهِ قَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، يَقُول عِيسَى: يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أُقِيمَتْ لَكَ فَتَقَدَّمْ فَصَلَّي. فَإِذَا تَقْدَّمَ يُصَلِّي، قَالَ عِيسَى: يَا عَدُوَ اللَّهِ، زَعَمْتَ أَنَّكَ رَبِّ العَالَمِينَ فَلِمَ تُصَلِّي. فَيَضْربُهُ بِمِقْرَعَةٍ مَعَهُ فَيَقْتُلُهُ، فَلَا يَبْقَى مِنْ أَنْصَارِهِ أَحَدٌ تَحْتَ شَيءٍ أَوْ خَلْفَهُ إِلَّا نَادَى: يَا مُؤْمِنُ، هَذَا دَجَّالِي فَاقْتُلْهُ".

(217)

= "الفتن" لنعيم بن حماد (1333 م).

قلت: وإسناده واه ومسلسل بالعلل، مكحول لم يسمع من حذيفة؛ بل لم يثبت سماعه عن الصحابة إلا من أنس، وانطر "جامع التحصيل"(796). وإسحاق بن أبي فروة متروك الحديث، واتهمه بعضهم بالكذب، وانظر:"التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 396)، و"الجرح والتعديل"(2/ 227)، وقد توبع؛ تابعه ابن سابور، ولا أدري من هو، فقد يكون داود بن سابور، أو سلمة بن سابور، أو محمد بن شعيب بن سابور، وحتى لو كان ثقة فالراوي عنهما سويد بن عبد العزيز، هو ابن نمير السلمي ضعفه جماهير النقاد، وانظر ترجمته من "التهذيب".

(217)

"ضعيف جدًّا"

"الفتن" لنعيم بن حماد (1335 م)، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" كما "بالدر المنثور"(3/ 399).

وفي إسناده محمد بن ثابت بن أسلم البناني، قال ابن معين: ليس بشيء. وقال البخاري: فيه نظر.

ص: 1094

1126 -

قَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":

حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرَ، حَدَّثَنَا حَشْرَجٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَلَا إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا قَدْ حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَهُ، هُوَ أَعْوَرُ عَيْنِهِ اليُسْرَى، بِعَيْنِهِ اليُمْنَى ظُفْرَةٌ غَلِيظَةٌ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَخْرُجُ مَعَهُ وَادِيَانِ أَحَدُهُمَا جَنَّةٌ وَالآخَرُ نَارٌ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ، مَعَهُ مَلَكَانِ مِنْ المَلَائِكَةِ يُشْبِهَانِ نَبِيَّيْنِ مِنْ الأَنْبِيَاءِ، لَوْ شِئْتُ سَمَّيْتُهُمَا بِأَسْمَائِهِمَا وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمَا، وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، أَلَسْتُ أُحْيي وَأُمِيتُ، فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُ المَلَكَيْنِ: كَذَبْتَ مَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنْ النَّاسٍ إِلَّا صَاحِبُهُ فَيَقُولُ لَهُ: صَدَقْتَ، فَيَسْمَعُهُ النَّاسُ فَيَظُنُّونَ إنَّمَا يُصَدِّقُ الدَّجَّالَ، وَذَلِكَ فِتْنَةٌ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ المَدِينَةَ فَلَا يُؤْذَنُ لَهُ، فِيهَا فيَقُولُ: هَذِهِ قَرْيَةُ ذَلِكَ الرَّجُلِ، ثُمَّ يَسِيرُ حَتَّى يَأْتِيَ الشَّامَ فَيُهْلِكُهُ اللَّهُ عز وجل عِنْدَ عَقَبَةِ أَفْيَقَ".

(218)

= وجهله الحاكم، وفيه ابن لهيعة أيضًا وهو ضعيف، ولبعض الحديث شواهد كما ذكرنا.

(218)

"منكر"

"المسند"(5/ 221)، وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(1106)، والطبراني في "الكبير"(7/ 84 رقم 6445)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(7/ 491)، وحنبل في "الفتن"(27)، وإسحاق الحربي في "غريب الحديث"(3/ 1127)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 440)، والروياني في"مسنده"(669)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 229) من طرق عن حشرج بن نباتة، عن سعيد به.

قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 654): رجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر. وقال ابن كثير في "النهاية في الفتن والملاحم" (1/ 107): إسناده لا بأس به، ولكن في متنه غرابة ونكارة واللَّه أعلم. اهـ.

وأيضًا سعيد بن جمهان له أفراد وغرائب، قال ابن عدي: روى عن سفينة أحاديث لا يرويها غيره، وأرجو أنه لا بأس به.

قلت: حشرج صدوق له أوهام، وقد وقع له في هذا الحديث ألفاظ انفرد بها ومنها:"معه ملكان من الملائكة"، وكذلك مقتل المسيح عند عقبة أفيق، وقد تقدم ذكر الصحيح أنه يقتل عند باب لد؛ ولهذا ساق ابن عدي حديثه في "الكامل"، أما باقي ألفاظه فلها شواهد صحيحة.

ص: 1095

1127 -

قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ، قَالَ: يَبْلُغُ الَّذِينَ فَتَحُوا القُسْطَنْطِينِيَّهَ خُرُوجُ الدَّجَّالِ، فَيُقْبِلُونَ حَتَّى يَلْقَوْهُ بِبَيْتِ المَقْدِسِ قَدْ حَصَرَ هُنَالِكَ ثَمَانِيَةَ آلَافِ امْرَأَةٍ، وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَقِيَ، وَكَصَالحِ مَنْ مَضَى؛ فَبَيْنَا هُمْ تَحْتَ ضَبَابَةٍ مِنْ غَمَامٍ إِذْ تَكَشَّفُ عَنْهُمُ الضَّبَابَةُ مَعَ الصُّبْحِ، فَإِذَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَيَتَنَكَّبُ إِمَامُهُمْ عَنْهُ لِيُصَلِّيَ بِهِمْ، فَيَأْبَى عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ حَتَّى يُصَلِّيَ إِمَامُهُمْ تَكْرُمَةً لِتِلْكَ العِصَابَةِ، ثُمَّ يَمْشِيِ إلَى الدَّجَالِ وَهُوَ فِي آخِرِ رَمَقٍ فَيَضْرِبُهُ فَيَقْتُلُهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ صَاحَتِ الأَرْضُ فَلَمْ يَبْقَ حَجَرٌ وَلَا شَجَرٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا قَالَ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ؛ إِلَّا الغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا شَجْرَةٌ يَهُودِيَّةٌ، فَيَنْزِلُ حَكَمًا عَادِلًا؛ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الجِزْيَةَ، وَتَبْتَزُّ قُرَيْشٌ الإِمَارَةَ، وَتَضَعُ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا، وَتَكُونُ الأَرْضُ كَفَاثُورَةِ الفِضَّةِ، وَتُرْفَعُ العَدَاوَةُ وَالشَّحْنَاءُ وَالبَغْضَاءُ، وَحُمَةُ

(219)

كُلُّ ذَاتِ حُمَةٍ، وَتُمْلَأُ الأَرْضُ سِلْمًا كَمَا يُمْلَأُ الإِنَاءُ مِنَ المَاءِ فَيَنْدَفِقُ منْ نَوَاحِيهِ، حَتَّى تَطَأَ الجَارِيَةُ عَلَى رَأْسِ الأَسَدِ، وَيَدْخُلُ الأَسَدُ فِي البَقَرِ، والذِّئْبُ فِي الغَنَمِ، وتُبَاعُ الفَرَسُ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَيَبْلُغُ الثَّوْرُ الثَّمَنَ الكَثِيرَ، وَيَكُونُ النَّاسُ صَالِحِينَ، فَيَأمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأَرْضُ فَتُنْبِتْ، حَتَّى تَكُونَ عَلَى عَهْدِهَا حِينَ نَزَلَهَا آدَمُ عليه السلام حَتَّى يَأْكُلَ مِنَ الرُّمَّانَةِ الوَاحِدَةِ النَّاسُ الكَثِيرُ، وَيَأْكُلُ العُنْقُودَ النَّفَرُ الكَثِيرُ، وَحَتَّى يَقُولَ النَّاسُ: لَوْ أَنَّ آبَاءَنَا أَدْرَكُوا هَذَا العَيْشَ.

(220)

= وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة"(6087): منكر.

(219)

الحُمَة: فوعة السم، وهي حرارته وفورته، وفعلة من حمى الحنش الأفعى. انظر "الفائق".

(220)

"إسناده صحيح إلى ابن عمرو"

"الفتن" لنعيم بن حماد (1334 م).

ص: 1096

1128 -

قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":

حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِي، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: إذَا سَمِعَ الدَّجَّالُ نُزُولَ عِيسَى ابنِ مَرْيَمَ هَرَبَ؛ فَيَتْبَعُهُ عِيسَى فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، فَلَا يَبْقَى شَيْءٌ إِلا دَلَّ عَلَى أَصْحَاب الدَّجَّالِ، فَيَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ، هَذَا كَافِرٌ

(221)

.

1129 -

قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الوَلِيدِ، (وَأَبُو)

(222)

حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ الحَضْرَمِيُّ، وَجُنَادَةُ بْنُ عِيسَى الأَزْدِيُّ، وَأَبُو أَيُّوبَ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ المُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ تُبِيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، وَقَالَ بَعْضُ هَؤُلَاءِ: عَنْ تُبَيعٍ، قَالَ: إِذَا انْصَرَفَ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ والمؤْمِنُونَ مِنْ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَلَبِثُوا سَنَوَاتٍ ببَيْتِ المقْدِسِ رَأَوا كَهَيْئَةِ الهَرَجِ والغُبَارِ مِنَ الجَوْفِ؛ فَيَبْعَثُونَ بَعْضَهُمْ في ذَلِكَ لِينْظُرَ مَا هُوَ، فَإِذَا هِيَ رِيْحٌ بَعَثَهَا اللَّهُ لِقَبْضِ أَرْوَاحِ المُؤْمِنِينَ، فَتِلْكَ آخِرُ عِصَابَة تُقْبَضُ مِنَ المُؤمَنِينَ، ويَبْقَى النَّاسُ بَعْدَهُمُ مِئَةَ عَامٍ لَا يَعْرِفُونَ دِينًا وَلَا سُنَّةً، يَتَهَارَجُونَ تَهَارُجَ الحَمِيرِ، عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ وهُمْ فِي أسْوَاقِهِمْ يَبِيعُونَ ويَتَبَايَعُونَ، وَيُنْتِجُونَ، وَيلْحَقُونَ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ولَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ.

(223)

= قلت: وإسناده صحيح؛ أبو سلمة هو عبد اللَّه بن رافع ثقة، وثقه أبو زرعة وغيره، وسعيد بن أبي هلال ثقة، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 71): لا بأس به. وابن لهيعة توبع، وللأثر شواهد في الصحيح تشهد له.

(221)

"إسناده حسن إلى كعب"

"الفتن" لنعيم بن حماد (1330 م).

ضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني، قال الحافظ في التقريب: صدوق يهم قليلًا. ويحيى بن أبي عمرو السيباني قال الحافظ في "التقريب": ثقة. والأثر مقطوع على كعب.

(222)

في المطبوع: وأبوه. والصواب ما أثبتناه.

(223)

"إسناده حسن إلى تبيع أو كعب"

ص: 1097

1130 -

قَالَ ابْنُ المُرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المَقْدِسِ":

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بِدِمَشْقَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَبَنَا أَبُو القَاسِمِ تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ الحَافِظُ، قَالَ: أَبَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الفَرَجِ الدِّمَشْقِيُّ البِرَامِي سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَثَلَاثُمِئَةٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: أَبَنَا العَبَّاسُ بْنُ الوَلِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ؛ أَنَّهُ سَمعَ عَبَّاسَ الحَضْرَمِي، قَالَ: يَخْرُجُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عِنْدَ بَابِ الشَّرْقِيِّ بِدِمشْقَ، ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدَ دِمشْقَ حَتَّى يَقْعُدَ عَلَى المِنْبَرِ، وَيَدْخُلُ المُسْلِمُونَ المَسْجِدَ وَالنَّصَارَى وَاليَهُودُ وَكُلُّهُمْ يَرْجُونَهُ حَتَّى لَوْ أَلْقَيْتَ شَيْئًا لَمْ يُصِبْ إِلَّا رَأْسَ إِنْسَانٍ مِنْ كَثْرَتِهِمْ، وَيَأْتِي مُؤَذِّنُ المُسْلِمِينَ فَيَقُومُ، وَيَأْتِي صَاحِبُ بُوقِ اليَهُودِ وَصَاحِبُ نَاقُوسِ النَّصَارَى، فَيَقُولُ صَاحِبُ اليَهُودِ: أَقْرِعْ، فَيَكْتُبُ سَهْمَ المُسْلمِينَ، وَسَهْمَ النَّصَارَى، وَسَهْمَ اليَهُودِ، ثُمَّ يُقْرِعُ عِيسَى؛ فَيَخْرُجُ سَهْمُ المُسْلِمِينَ، فَيَقُولُ صَاحِبُ اليَهُودِ: إِنَّ القُرْعَةَ ثَلَاث، فَيَقْرَعُ الثَّانِيَةَ فَيَخْرُجُ سَهْمُ المُسْلِمِينَ، وَيَقْرَعُ الثَّالِثَةَ فَيَخْرُجُ سَهْمُ المُسْلِمِينَ، فَيُؤَذِّنُ المُؤَذِّنُ، وَيَخْرُجُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى مِنَ المَسْجِدِ، ثُمَّ يَخْرُجُ يَبْتَغِي الدَّجَّالَ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ دِمشْقَ، ثُمَّ يَأتِي بَيْتَ المَقْدِسِ وَهِيَ مُغْلَقَةٌ قَدْ حَصَرَهَا الدَّجَّالُ؛ فَيَأمُرُ بِفَتْحِ البَاب، وَيَتَّبِعُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، وَيَذُوبُ كَمَا يَذُوبُ الشَّمْعُ، وَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ لِي فِيهِ ضَرْبَة، فَيَضْرِبُهُ فَيَقْتُلُهُ اللَّهُ عز وجل عَلَى يَدَيْهِ، فَيَمْكُثُ فِي المُسْلِمِينَ ثَلَاثِينَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، اللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ العَدَدينِ، فَيَخْرُجُ عَلَى يَدَيْهِ يَأجُوجُ وَمَأجُوجُ، فَيُهْلِكُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يَأْجُوجَ وَمَأجُوجَ، وَلَا يُبْقِي مِنْهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفْ، وَتُرَدُّ إِلَى الأَرْضِ بَرَكَتُهَا؛ حَتَّى إِنَّ العِصَابَةَ لَيَجْتَمِعُونَ

= "الفتن" لنعيم بن حماد (1345 م).

قلت: وهو مقطوع عليهما.

ص: 1098

عَلَى العُنْقُودِ وَعَلَى الرُّمَّانَةِ، وَيَنْزِعُ اللَّهُ السَّمَّ مِنْ كُلِّ حَيَّةٍ؛ حَتَّى إِنَّ الحَيَّةَ تَكُونُ مَعَ الصَّبِيِّ، وَالأَسَدُ مَعَ البَقَرَةِ لَا يَضرُّهُ شَيْءٌ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّه رِيحًا طَيِّبَةً تَقْبضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَتُبْقِي شِرَارَ النَّاسِ تَقومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ.

(224)

1131 -

قَالَ ابْنُ المُرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المَقْدِسِ":

أَخْبَرَنَا أَبُو الفَرَجِ، قَالَ: أَبَنَا عِيسَى، قَالَ: أَبَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثَنَا الوَلِيدُ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بن سَلَامَةَ، قَالَ: سَمِعْت أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أنَّ بَابَ لُدٍّ الَّذِي جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ يَقْتُلُ عَلَيْهِ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ عليه السلام الدَّجَّالَ لَيْسَ هُوَ بَابُ الكَنِيسَةِ الَّتِي عِنْدَ الرَّمْلَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ بَابُ دَاوُدَ الغَرِبِي الَّذِي عِنْدَ مِحْرَاب دَاوُدَ، يُسَمَّى بَابَ لُدٍّ.

(225)

1132 -

قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِر فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":

أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بْنُ السَّمَرْقَنْدِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بن أَحْمَدَ بْنِ الحَسَنِ بْنِ العَلَّافِ، وَأَبو مَنْصُورٍ عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَوْبَةَ، قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الحُسَيْنِ بْنُ النَّقُورِ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ البَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ زرَارَةٍ الحَدَثِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي المُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جَدْعَانَ، عَنْ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ سَأَلَ أَحَدَ الرَّجُلَيْنَ فَقَالَ: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ ابنُ عَمْرٍو؟ قَالَ:

(224)

"إسناده ضعيف"

"فضائل بيت المقدس"(ص 300 - 301)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 228).

قلت: وإسناده ضعيف، سعيد بن عبد العزيز لم يسم شيخه.

(225)

"إسناده ضعيف"

"فضائل بيت المقدس"(ص 302)، وذكره مجير الدين في "الأنس الجليل"(2/ 56).

قلت: ومشايخ المصنف مجاهيل.

ص: 1099

نَعَمْ. قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إلَى مِئَةِ سنَةٍ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَأَنَا أَقُولُ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَنْ يَعْلَمُ قِيَامَ السَّاعَةِ إِلَّا اللَّه، إِنَّكُمْ يَا أَهْلَ العِرَاقِ لتَرِمُونَ أَشْيَاءَ لَيْسَتْ كَذَلِكَ، إنَّما قُلْتُ: مَا كَانَتْ رَأْسُ مِئَةٍ لِلْخَلْقِ -يَعْنِي مُنْذُ خُلِقَتِ الدُّنْيَا- إِلَّا كَانَ عِنْدَ رَأْسِ المِئَةِ. قَالَ: ثُمَّ يُوشِكُ أَنْ يَخْرُجَ ابْنُ حَمَلِ الضَّأْنِ، قَالَ: قُلْت: وَمَا ابْنُ حَمَلِ الضَّأْنِ؟ قَالَ: رُومِيٌّ أَحَدُ أَبَوَيْهِ شَيْطَانٌ، يَسِيرُ إِلَى المُسْلِمِينَ فِي خَمْسِمِئَةِ أَلْفٍ بَرًّا، وَخَمْسِمِئَةِ أَلْفٍ بَحْرًا، حَتَّى يَنْزِلَ بَيْنَ عَكَّا وَصُور، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ السُّفُنِ، اخْرُجُوا مِنْهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأحْرِقَتْ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ لَهُمْ: لَا قسْطَنْطِينِيَّةَ لَكُمْ وَلَا رُومِيَّةَ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ العَرَبِ. قَالَ: فَيَسْتَمِدُّ أَهْلُ الإِسْلَام بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يُمِدَّهَمُ عَدَنُ أَبْيَنَ عَلَى قُلْصَانِهِمْ، قَالَ: فَيَجْتَمِعُونَ فَيَقْتَتِلونَ، قَالَ: فَتُكَاتِبُهُمُ النَّصَارَى الَّذِينَ بِالشَّامِ وَيُخْبِرُونَهُمْ بِعَوْرَاتِ المُسْلِمِينَ، قَالَ فَيَقُولُ المُسْلِمُونَ: الحَقُوا فَكُلُّكُمْ لَنَا عَدُوٌّ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ. قَالَ: فَيَقْتَتِلُونَ شَهْرًا لَا يَكِلُّ لَهُمْ سِلَاحٌ وَلَا لَكُمْ، وَيُقْذَفُ الصَّبْرُ عَلَيْكُمْ وَعَلَيْهِمْ، قَالَ: وَبَلَغَنَا -واللَّه أَعْلَمُ- أنَّهُ إِذَا كَانَ رَأْسَ الشَّهْرِ، قَالَ رَبُّكُمْ: اليَوْمَ أَسُلُّ سَيْفِي فَأَنْتَقِمُ مِنْ أعْدَائِي، وَأَنْصُرُ أَوْلِيَائِي، قَالَ: فَيَقْتَتِلُونَ مَقْتَلَةً مَا رُئِيَ مِثْلُهَا قَطُّ، حَتَّى مَا تَسِيرُ الخَيْلُ إِلَّا عَلَى الخَيْلِ، وَمَا يَسِيرُ الرَّجُلُ إِلَّا عَلَى الرَّجُلِ، وَمَا يَجِدُونَ خَلْقًا لِلَّهِ يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ القُسْطَنْطِينِيَّةِ وَلَا رُومِيَّةَ، قَالَ: فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ يَوْمَئِذٍ: لَا غَلُولَ اليَوْمَ، مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، قَالَ: فَيَأْخُذُونَ مَا خَفَّ عَلَيْهِمْ، وَيَذْبَحُونَ مَا ثَقلَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَهُمْ أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكَمْ فِي ذَرَارِيكُمْ، قَالَ: فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ، قَالَ: وَيُصيبُ النَّاسَ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَحْرِقُ وَتَرَ قَوْسِهِ فَيَأْكُلُهُ، وَحَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَحْرِق حَجَفَتَهُ -قَالَ أَبُو حَفْصٍ: هُوَ التِّرْسُ- فَيَأْكُلُهَا، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ

ص: 1100

لَيُكَلِّمُ أَخَاهُ فَمَا يُسْمِعُهُ الصَّوْتَ مِنَ الجَهْدِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ: أَبْشِرُوا فَقَدْ أَتَاكُمُ الغَوْثُ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، قَالَ: فَيَسْتَبْشِرُونَ وَيُسْتَبْشَرُ بِهِمْ، وَيَقُولُونَ: صَلِّ يَا رُوحَ اللَّهِ، فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّه أَكْرَمَ هَذِهِ الأُمَّةَ فَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَؤْمَهُمْ إِلَّا مِنْهُمْ، قَالَ: فَيُصَلِّي أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ بِالنَّاسِ، قَالَ: فَأَمِيرُ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: وَيُصَلِّي عِيسَى خَلْفَهُ، قَالَ: فَإِذَا انْصَرَفَ عِيسَى دَعَا بِحَرْبَتِهِ فَأَتَى الدَّجَّالَ فَقَالَ: رُوَيْدَكَ يَا دَجَّالُ، يَا كَذَّابُ. قَالَ: فَإِذَا رَأَى عِيسَى عَرَفَ صَوْتَهُ؛ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرُّصَاصُ إِذَا أَصَابَتْهُ النَّارُ، وَكَمَا تَذُوبُ الألْيَةُ إِذَا أَصَابَتْهَا الشَّمْسُ، قَالَ: وَلَوْلَا أَنَّهُ يَقُولُ: رُوَيْدًا، لَذَابَ حَتَّى لَا يَبْقَىَ مِنْهُ شَيْءٌ، قَالَ: فَيَحْمِلُ عَلَيْهِ عِيسَى، قَالَ: فَيَطْعَنُ بِحَرْبَتِهِ بِيْنَ يَدَيْهِ فَيَقْتُلُهُ، قَالَ: قَالَ: وَتَفِرُّ جُنْدُهُ تَحْتَ الحِجَارَةِ وَالشَّجَرِ، قَالَ: وَعَامَّةُ جُنْدِهِ اليَهُودُ وَالمُنَافِقُونَ، قَالَ: فَيُنَادِي الحَجَرُ: يَا رُوحَ اللَّهِ، هَذَا تَحْتِي كَافِرٌ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: فَتأْمُرُ عِيسَى بِالصَّلِيبِ فَيُكْسَرُ، وَبِالخِنْزِيرِ فَيُقْتَلُ، وَتَضَعُ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا، حَتَّى إِنَّ الذِّئْبَ لَيُرْفَعَنَّ إِلَى جَنْبهِ مَا يَغْمِزُ بِهَا، قَالَ: وَحَتَّى أَنَّ الصِّبْيَانَ لَيَلْعَبُونَ بِالحَيَّاتِ مَا تَنْهَشُهُمْ، قَالَ: وَيَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلًا، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا صَوْتًا، قَالَ: فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، قَالَ: وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عز وجل: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}

(226)

قَالَ: فَيُفْسِدُونَ الأَرْضَ كُلَّهَا، حَتَّى إِنَّ أَوَائِلَهُمْ لَيَأْتِي النَّهْرَ العجَاجَ فَيَشْرَبُونَهُ كُلَّهُ، وإِنَّ آخِرَهُمْ لَيَقُولُ: قَدْ كَانَ هَاهُنَا نَهْرٌ، قَالَ: وَيُحَاصِرُونَ عِيسَى وَمَنْ مَعَهُ بِبَيْتِ المَقْدِسِ، وَيَقُولُ: مَا يُعْلَمُ فِي الأَرْضِ -يَعْنِى أَحَدًا- إِلَّا قَدْ أَنَخْنَاهُ، هَلُمُّوا نَرْمِي مَنْ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَرْمُونَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيْهِمْ سهَامُهُمْ فِي نُصُولِهَا الدَّمُ لِلْبَلَاءِ، فَيَقُولُونَ: مَا بَقِيَ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَقُولُ المُؤْمِنُونَ: يَا رُوحَ اللَّهِ، ادْعُ عَلَيْهِمْ بِالفَنَاءِ، فَيَدْعُو اللَّهُ

(226)

الأنبياء: 96.

ص: 1101

عَلَيْهِمْ، فَيَبْعَثُ النَّغَفُ

(227)

فِي آذَانِهِمْ، قَالَ: فَيَقْتُلُهُمْ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ: فَتُنْتِنُ الأَرْضُ كُلُّهَا مِنْ جِيَفِهِمْ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَا رُوحَ اللَّهِ، نَمُوتُ مِنَ النَّتَنِ، قَالَ: فَيَدْعُو اللَّهَ؛ فَيَبْعَثُ وَابِلًا مِنَ المَطَرِ فَجَعَلَهُ سَيْلًا فَيَقْذِفُهُمْ كُلُّهُمْ فِي البَحْرِ، قَالَ: ثُمَّ يَسْمَعُونَ صَوْتًا، فَيُقَالُ: مَهْ، قِيلَ: غَزَا البَيْتَ الحَصِينَ، قَالَ: فَيَسْمَعُونَ حَدِيثًا فَيَجِدُونَ أَوَائِلَ ذَلِكَ الجَيْشِ، وَيُقْبَضُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَوَلِيَهُ المُسْلِمُونَ وَغَسَّلُوهُ وَحَنطُوهُ، وَكَفَّنُوهُ وَصَلَّوا عَلَيْهِ، وَحَفَرُوا لَهُ وَدَفَنُوهُ، قَالَ: فَيَرْجِعُ أَوَائِلُ الجَيْشِ وَالمُسْلِمُونَ يَنْفِضُونَ أَيْدَيَهُمْ مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ، قَالَ: فَلَا يَلْبَثُونَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ الرِّيحَ اليَمَانِيَّةَ، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الرِّيحُ اليَمَانِيَّةُ؟ قَالَ: رِيحٌ مِنْ قِبَلِ اليَمَنِ لَيْسَ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ يَجِدُ نَسِيمَهَا إِلَّا قُبِضَتْ رُوحُهُ، قَالَ: وَيسْرِى عَلَى القُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَا يُتْرَكُ فِي صُدُورِ بَنِي آدَمَ وَلَا فِي بُيُوتِهِمْ مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ، قَالَ: فَيَبْقَى النَّاسُ لَيْسَ فِيهِمْ نَبِيٌّ، وَلَيْسَ فِيهِمْ قُرْآنٌ، وَلَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِنٌ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: فَعِنْدَهُمْ أُخْفِيَ عَلَيْنَا قِيَامُ السَّاعَةِ فَلَا يُدْرَى كُمْ يُتْرَكُونَ، كَذَلِكَ كَانَتِ الصَّيْحَةُ، قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ صَيْحَةٌ قَطُّ إِلَّا بغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، قَالَ: وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ}

(228)

قَالَ: فَلَا أَدْرِي كَمْ يُتْرَكُونَ كَذَلِكَ.

(229)

(227)

النغَفُ بالتحريك والغين معجمة: دود يسقط من أنوف الغنم والإبل، وفي "الصحاح": الدود الذي يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدته نغفة، ونغف البعير كثر نغفه، والنغف دود طوال سود وغبر. "لسان العرب": نغف.

(228)

ص: 15.

(229)

"ضعيف"

"تاريخ دمشق"(47/ 505، 508)، وأخرجه البزار في "البحر الزخار"(2486) من طريق حماد ابن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: أتيت عبد اللَّه بن عمرو.

وعلة الإسناد هو علي بن زيد بن جدعان، ضعفه أحمد وابن سعد وابن معين والجوزجاني وأبو حاتم وغيرهم، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 319): رواه البزار موقوفًا، وفيه علي بن زيد وهو حسن =

ص: 1102

1133 -

قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":

وَثَنَا ابْن وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَاللَّيْثِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، قَالَ: إِذَا نَزَلَ عِيسَى بَيْتَ المَقْدِسِ وَقَدْ حَاصَرَ الدَّجَّال النَّاسَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ؛ مَشَى إِلَيْهِ بَعْدَ مَا يُصَلِّي الغَدَاةَ، يَمْشِي إِلَيْهِ وَهُوَ فِي آخِرِ رَمَقٍ فَيَضْرِبُهُ فَيَقْتُلُهُ.

(230)

1134 -

قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":

قَالَ الحَكَمُ بن نَافعٍ: وَحَدَّثَنِي جَرَّاحٌ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: الدَّجَّال بَشَرٌ وَلَدَتْهُ امْرَأةٌ، وَلَمْ يَنْزِلْ شَأَنُهُ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجيلِ، وَلَكِنْ ذكِرَ فِي كُتُبِ الأَنْبِيَاءِ، يُولَدُ فِي قَرْيَةٍ بِمِصْرَ يُقَال لَهَا: قُوصُ

(231)

، يَكُونُ بَيْنَ مَوْلِدِهِ وَمَخْرَجِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً، فَإِذَا ظَهَرَ خَرَجَ إِدْرِيسُ وَخنُوكُ يَصْرُخَانِ فِي المَدَائِنِ وَالقرَى: إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَإِذَا أَقْبَلَ أَهْلُ الشَّامٍ لِخُرُوجِهِ تَوَجَّهَ نَحْوَ المَشْرِقِ، ثُمَّ يَنْزِلُ عِنْدَ بَابِ دِمشْقَ الشَّرْقِي، ثُمَّ يُلْتَمَسُ فَلا يُقْدَرُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُرَى عِنْدَ المَنَارَةِ الَّتِي عِنْدَ نَهْرِ الكِسْوَةِ

(232)

، ثُمَّ يُطْلَبُ فَلَا يُدْرَى أَيْنَ سَلَكَ، فَيُنْسَى ذِكْرُهُ، ثُمَّ يَأْتِي المَشْرِقَ فيَظْهَرُ وَيَعْدِلُ، ثُمَّ يُعْطَى الخِلَافَةَ فَيُسْتَخْلَفُ، وَذَلِكَ عِنْدَ خُرُوجِ المَسِيحِ، وَيُبْرِئُ

= الحديث، وبقية رجاله ثقات. ولبعض فقراته شواهد تقدم بعضها.

(230)

"إسناده منقطع"

"الفتن" لنعيم بن حماد (1330 م).

إسناده ضعيف، وسعيد بن أبي هلال لم يدرك أبا سلمة بن عبد الرحمن، كما قال أبو حاتم، وانظر "تهذيب التهذيب" للحافظ.

(231)

قوص: مدينه كبيرة عظيمة واسعة قصبة صعيد مصر، بينها وبين الفسطاط اثنا عشر يومًا، وأهلها أرباب ثروة واسعة، وهي محط التجار القادمين من عدن، وأكثرهم من هذه المدينة، وهي شديدة الحر لقربها من البلاد الجنوبية. انظر "معجم البلدان"(4/ 469).

(232)

الكسوَة: قرية هي أول منزل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر. انظر "معجم البلدان"(4/ 524).

ص: 1103

الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ حَتَّى يَتَعَجَّبَ النَّاسُ، ثُمَّ يُظْهِرُ السِّحْرَ، وَيَدَّعِي النُّبُوَّةَ، فَيَفْتَرِقُ عَنْهُ النَّاسُ وَيُفَارِقُهُ أَهْلُ الشَّامِ، فَيَفْتَرِقُ عَلَيْهِ أَهْلُ المَشْرِقِ ثَلَاث فِرَقٍ: فِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالشَّامِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِهِ، فَيُقْبِلُ بِمَنْ مَعَهُ. قَالَ كَعَبٌ: وَهُمْ أَرْبَعُونَ أَلْفًا -وَقَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: سَبْعُونَ أَلْفًا- وَيَأْتِي الأُمَمَ فَيَسْتَمِدُّهُمْ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ، فَيَجِيئُونَهُ وَتُجْمَعُ إِلَيْهِ اليَهُودُ جَمِيعًا، فَيَسِيرُ نَحْوَ الشَّامِ مُقَدِّمَتُهُ العِصَابَةُ المَشْرِقِيَّةُ مَعَهُمْ أَعْرَابُ جَدِيسٍ عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ، فَيَفْزَعُ أَهْلُ الشَّامِ فَيَهْربُونَ إِلَى الجِبَالِ وَمَأْوَى السِّبَاعِ، اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الرِّجَالِ وَسَبْعَةُ آلَافِ امْرَأةٍ، عَامَّتُهُمْ إِلَى جَبَلِ البَلْقَاءِ

(233)

قَدِ اعْتَصَمُوا بِهِ لَا يَجِدُونَ مَا يَأْكُلُونَ غَيْرَ شَجْرِ المَلْحِ، وَتَهْرُبُ عَنْهُمُ السِّبَاعُ إِلَى السَّهْلِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِي القُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيَسْكُنُهَا، ثُمَّ يَتَرَاسَلُونَ فَيُقْبِلُونَ سِرَاعًا حَتَّى يَنْزِلُوا غَرْبِيَّ الأُرْدُن عِنْدَ نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ، يَنْطَوِي إِلَيْهِمْ كُلُّ فَارٍّ مِنَ الدَّجَّالِ، وَيُعَبِّئُونَ مَسْلَحَةً عِنْدَ المَنَارَةِ الَّتِي غَرْبِيَّ الأُرْدُنِّ، وَيُقْبِلُ الدَّجَّالُ فَيَهْبِطُ مِنْ عَقَبَةِ أَفِيقٍ، فَيَنْزِلُ شَرْقِيَّ الأُرْدُنِّ، فَيَحْصُرُهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَيَأمُرُ نَهَرَ أَبِي فُطْرُسٍ فيَسِيلُ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعْ، فَيَرْجِعُ إِلَى مَكَانَهِ، وَيَقُولُ: إيْبَسْ؛ فَيَيْبَسْ، وَيَأْمُرُ جَبَلَ ثَوْرٍ وَجَبَلَ طُورِ زِيتَا أَنْ يَنْتَطِحَا فَيَنْتَطِحَانِ، وَيَأمُرُ الرِّيحَ فَتُثِيرُ السَّحَابَ مِنَ البَحْرِ فَتُمْطِرُ الأَرْضَ فَتُنْبِتْ، وَيَأْمُرُ إِبْلِيسُ الأَكْبَرُ ذُرِّيَتَهُ بِاتِّبَاعِهِ، فَيُظْهِرُونَ لَهُ الكُنُوزَ، فَلَا يَمُرُّونَ بِخَرِبَةٍ وَلَا أَرْضٍ فِيهَا كَنْزٌ إِلَّا نُبِذَ إِلَيْهِ كَنْزُهُ، وَمَعَهُ قَبِيلٌ مِنَ الجِنِّ فَيَتَشَبَّهُونَ بِمَوْتَى النَّاسِ، وَيَقُولُ: أَنَا أَبْعَثُ مَوْتَاكُمْ. فَيُشَبَّهُونَ بِمَوْتَاهُمْ، فَيَقُولُ الحَمِيمُ لِحَمِيمِهِ: أَلَمْ أَمَتْ وَقَدْ حَيِيتُ! وَيَخُوضُ البَحْرَ فِي اليَوْمِ ثَلَاثَ خَوْضَاتٍ فَلَا يَبْلغٌ حِقْوَيْهِ، فَيُمَيَّزُ المُؤْمنُونَ وَالمُنَافِقُونَ وَالكَافِرُونَ، وَالهَرَبُ عَنْهُ خَيْرٌ مِنَ المُقَامِ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ لَلْمُتَكَلِّمِ يَوْمَئِذٍ بِكَلِمَةٍ يَخْلُصُ بِهَا مِنَ

(233)

البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، قبتها عمان، وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة، وبجودة حنطتها يضرب المثل. انظر "معجم البلدان"(1/ 579).

ص: 1104

الأَجْرِ كَعَدَدِ رَمْلِ الدُّنْيَا، وَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الكُفْرِ، فَمَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ أَضَاءَتْ قُبُورُهُمْ فِي اللَّيْلَةِ المُظْلِمَةِ وَاللَّيْلِ الدَّامِسِ، قَالَ كَعْبٌ: فَإِذَا رَأَى المُؤْمِنُونَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ قَتْلَهُ وَلَا أَصْحَابَهُ سَارُوا غَرْبِيَّ الأُرْدُنِّ الِّتِي بِبَيْتِ المَقْدِسِ، فَيُبَارَكُ لَهَمْ فِي ثَمَرِهَا، وَيَشْبَعُ الآكِلُ مِنَ الشَّيْءِ اليَسِيرِ لِعَظِيمِ بَرَكَتِهَا، وَيَشْبَعُونَ فِيهَا مِنَ الخُبْزِ وَالزَّيْتِ، وَيَتبِعُهُمُ الدَّجَّالُ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ، فَيَقُولُ: أَنَا الرَّبُّ. فَيَقُولُ لَهُ أَحَدُهُمَا: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ الآخِرُ لِصَاحِبِهِ: صَدَقْتَ، وَصِفَتُهُ أَنَّهُ أَفْحَجُ

(234)

، أَصْهَبُ

(235)

، مُخْتَلِفُ الحَلْقِ، مَطْمُوسُ العَيْن اليُمْنَى، إحْدَى يَدَيْه أَطْولُ مِنَ الأُخْرَى، يَغْمِسُ الطَّوِيلَةَ مِنهُمَا فِي البَحْرِ فَيَبْلُغُ قَعْرَهُ، فَتَخرُجُ مِنْهُ الحِيتَانُ يَسِيرُ أَقْصَى الأَرْضِ وَأَدْنَاهَا فِي يَوْمَيْنِ، خُطْوَتُهُ مَدُّ بَصَرِهِ، وَتُسَخَّرُ لَهُ الجِبَالُ وَالأَنْهَارُ وَالسَّحَابُ، وَيَأْتِي الجَبَلَ فَيَقُودُهُ، وَيُدْرِكُ زَرْعَهُ فِي يَوْمٍ، وَيَقُولُ لِلْجِبَالِ: تَنَحِّي عَنِ الطَّرِيقِ؛ فَتَفْعَلُ، وَيَجِيءُ إِلَى الأَرْضِ فَيَقُولُ: أَخْرِجِي مَا فِيكِ مِنَ الذَّهَبِ، فَتَلْفَظُهُ كَاليَعَاسِيبِ وَكَأَعْيُنِ الجَرَادِ، وَمَعَهُ نَهْرُ مَاءٍ، وَنَهْرُ نَارٍ، وَجَنَّتُهُ خَضْرَاءُ، وَنَارُهُ حَمْرَاءُ، فَنَارُهُ جَنةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ، وَجَبَلٌ مِنْ خُبْزٍ، مَنْ أَلْقَاهُ فِي نَارِهِ لَمْ يَحْتَرِقْ، يَظْهَرُ عِنْدَ عَالِيَةً مَرَّةً، وَعَلَى بَاب دِمشْقَ مَرَّةً، وَعِنْدَ نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ مَرَّةً، وَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام.

(236)

(234)

الفحج: تباعد ما بين أوساط الساقين في الإنسان والدابة، وقيل: تباعد ما بين الفخذين، وقيل: تباعد ما بين الرجلين، والنعت أفحج. انظر "لسان العرب": فحج.

(235)

الصُّهْبة: الشقرة في شعر الرأس، وهي الصهوبة. انظر "لسان العرب": صهب.

(236)

"إسناده واه"

"الفتن" لنعيم بن حماد (1324 م).

وفي إسناده مجاهيل، وهو من الإسرائيليات على ضعف سنده.

ص: 1105