الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَتْحُ الشَّامِ
139 -
قَالَ الفَسَوِيُّ فِي "المَعْرِفَةِ وَالتَّارِيخِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ الصَّنْعَانِي
(225)
: لمَّا فَتَحَ اللَّهُ دِمَشْقَ خَرَجْنَا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْلَحَةِ بَرْزَةَ، ثُمَّ تَقَدَّمْنَا مَعَ أَبِي عُبَيْدَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ بِنَا حِمْصَ، قَالَ: ثُمَّ تَقَدَّمْنَا مَعَ شُرَحْبِيلَ بنِ السَّمْطِ
(226)
فَأَوْطَأَ اللَّهُ بِنَا مَا دُونَ النَّهْرِ -يَعْنِي الفُرَاتَ- وَحَاصَرْنَا عَانَاتٍ
(227)
فَأَصَابَنَا عَلَيْهِ لَأَوَاءَ، وَقَدِمَ عَلَيْنَا
= حديث لا يصح، قال ابن عدي: سعيد بن أبي سعيد مجهول. وقال يحيى: عمرو بن قيس لا شيء.
وقال الدارقطني: إسماعيل ضعيف.
قلت: صوابه المشمعل وليس إسماعيل، ففي "مختصر العلل" للذهبي (ص 116): ذكر المشمعل لكن العجيب من محققه أنه أثبت إسماعيل كما في النسخة المطبوعة، وقال: ووقع في الأصل: مشمعل فلم يثبته في الأصل واللَّه المستعان.
قال الألباني في "الضعيفة"(6819): إسناد ضعيف مظلم.
(225)
أبو عثمان الصنعاني: هو شراحيل بن مرثد، ويقال: ابن عمرو من صنعاء الشام، شهد اليمامة، وفتح دمشق، وله رواية عن سلمان الفارسي وأبي الدرداء وغيرهما، روى عنه أبو الأشعث الصنعاني وجماعة من أهل الشام، وقال ابن حبان في "الثقات": شراحيل بن مرثد أبو عثمان الصنعاني روى عنه أهل الشام، وقال أبو الحسن: أدرك أبا بكر وشهد فتح دمشق، وقال ابن أبي حاتم: شهد قتل مسيلمة. "الإصابة في تمييز الصحابة"(3/ 381/ 3971).
(226)
شرحبيل بن السمط بن شرحبيل بن الأسود بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث ابن معاوية، أبو يزيد، ويقال: أبو السمط الكندي، يقال: إن له صحبة، ويقال: لا صحبة له، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا، وروى عن: عمر، وسلمان، وكعب بن مرة البهزي، وعبادة بن الصامت. روى عنه: كثير بن مرة الحضرمي، وجبير بن نفير، وخالد بن معدان وغيرهم. توفي بسلمية سنة ست وثلاثين. "تاريخ دمشق"(22/ 455).
(227)
عانات: هي في الإقليم الرابع من جهة المغرب طولها ست وستون درجة، وعرضها أربع وثلاثون درجة، وقرى عانات سميت بثلاثة إخوة من قوم عاد، خرجوا هرابًا فنزلوا تلك الجزائر فسميت بأسمائهم، فلما نظرت العرب إليها قالت: كأنها عانات أى قطع من الظباء. "معجم البلدان"(4/ 64).
سَلْمَانُ الخَيْرُ فِي مَدَدٍ لَنَا.
(228)
140 -
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِي فِي "تَارِيخِهِ":
فَحَدَّثَنِي أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ؛ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَمَنْ مَعَهُ، كَتَبُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ يُخْبِرُونَهُ بِجِمُوعِ الرُّومِ لَهُمْ، وَيَسْتَمِدُّونَهُ؛ فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ، وَهُوَ بالعِرَاقِ -وَقَالَ غَيْرُهُ: بِنَاحِيةِ عَيْنِ التَّمْرِ- وَقَدْ فَتَحَ اللَّه عَلَيْهِ القَادِسِيَّةَ
(229)
وَجَلُولَاءَ
(230)
، وَأَمِيرُ الجَيْشِ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَاصٍ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ انْصَرِفْ بِثَلَاثَةِ آلَافِ فَارِسٍ، فَأَمِدَّ إِخْوَانَكَ بِالشَّامِ، وَالعَجَلَ العَجَلَ إِلَى إِخْوانِكُمْ بِالشَّامِ، فَوَاللَّهِ لَقَرْيَةٌ مِنْ قُرَى الشَّامِ يَفْتَحُهَا
(228)
"إسناده صحيح"
"المعرفة والتاريخ"(3/ 378)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 115).
وإسناده صحيح؛ وأبو الجماهر ثقة كما في "التقريب".
(229)
القادسية: قال أبو عمرو: القادس السفينة العظيمة، قال المنجمون: طول القادسية تسع وستون درجة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلثا درجة ساعات النهار، بها أربع عشرة ساعة وثلثان، وبينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخًا، وبينها وبن العذيب أربعة أميال، قيل: سميت القادسية بقادس هراة، وقال المدايني: كانت القادسية تسمى قديسا، وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين سعد ابن أبي وقاص والمسلمين والفرس في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 16 من الهجرة، وقاتل المسلمون يومئذ وسعد في القصر ينظر إليهم. "معجم البلدان"(4/ 331).
(230)
جلولاء: بالمد طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان بينها وبين خانقين سبعة فراسخ، وهو نهر عظيم يمتد إلى بعقوبا، ويجري بي منازل أهل بعقوبا ويحمل السفن إلى باجسرا وبها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة 16، فاستباحهم المسلمون؛ فسميت جلولاء الوقيعة لما أوقع بهم المسلمون، وجلولاء أيضًا مدينة مشهورة بإفريقية بينها وبين القيروان أربعة وعشرون ميلًا، وبها آثار وأبراج من أبنية الأول وهي مدينة قديمة أزلية مبنية بالصخر، وبها عين ثرة في وسطها، وهي كثيرة الأنهار والثمار. "معجم البلدان"(2/ 181).
اللَّهُ عَلَى المسْلِمينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رُسْتَاقٍ
(231)
عَظِيمٍ مِنْ رَسَاتِيقِ العِرَاقِ.
(232)
141 -
قَالَ الفَسَوِيُّ فِي "المَعْرِفَةِ وَالتَّارِيخِ":
نَا أَبُو اليَمَانِ الحَكَمُ بْنُ نَافعٍ، نَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جُبَيْرٍ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ جَهَّزَ بَعْدَ النَّبي صلى الله عليه وسلم جُيُوشًا عَلَى بَعْضِهَا شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبي سُفْيانَ، وعَمْرُو بْنُ العَاصِ، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا الشَّامَ، فَجَمَعَتْ لَهُمْ الرُّومُ جُمُوعًا عَظِيمَةً، فَحُدِّثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى خَالِدِ ابنِ الوَلِيدِ وَهُوَ بِالعِرَاقِ، وَكَتَبَ أَنِ انْصَرِفْ بِثَلاثَةِ آلَافِ فَارِسٍ فَأَمِدَّ إِخْوانَكَ بِالشَّامِ، وَالعَجَلَ العَجَلَ، فَأَقْبَلَ خَالِدٌ مُغِذًا جَوَادًا فَاشْتَقَ الأَرْضَ بِمَنْ مَعَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَى ضميرٍ، فَوَجَدَ المسْلِمِينَ مُعَسْكِرِينَ بِالجَابِيَةِ، وَتَسَامَعَ الأَعْرَابُ الَّذِينَ كَانُوا فِي مَمْلَكَةِ الرُّومِ بِخَالِدٍ، فَفَزِعُوا لَهُ، فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ قَائِلُهُمْ:
أَلَا يَا صَبِّحِينَا قبلَ خَيْلِ أَبِي بَكْرِ
…
لَعَلَّ منَايَانَا قَرِيبٌ وَمَا نَدْرِي (1)
(231)
الرستاق: القرية الزراعية.
(232)
"إسناده صحيح إلى عبد الرحمن وهو مرسل"
"تاريخ أبي زرعة الدمشقي"(56)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ 113 - 114)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 67)، وابن عساكر في موضع آخر (1/ 149)، كلاهما من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود القرشي، عن عروة: أنه كان في كتاب أبي بكر إلى خالد بن الوليد. . . بنحوه، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 58 ب).
فأما طريق أبي زرعة فرجاله ثقات، إلا أنه مرسل كأكثر روايات التاريخ، وعبد الرحمن بن جبير لم يدرك يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه؛ فضلًا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وأما طريق ابن عساكر ففيها الوليد بن مسلم يدلس، وقد عنعن، وابن لهيعة ضعيف، وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة وهو ثقة، والأثر مرسل، حديث عروة عن أبي بكر وعمر وعلي مرسل، كذا قال أبو حاتم وأبو زرعة، راجع "جامع التحصيل"(ص 351).
142 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الأَكْفَانِيِّ، نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بنِ ثَابِتٍ، أَنَا أَبُو الحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَينِ القَطَّانِ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَتَّابٍ العَبْدِيِّ، نَا القَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ المغِيرَةِ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بنِ عُقْبَةَ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ حِينَ وَلِيَ الأَمْرَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَةَ أُمَراءَ إِلَى الشَّامِ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَلَى جُنْدٍ، وَعَمْرُو بْنُ العَاصِ السَّهْمَيِّ عَلَى جُنْدٍ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ عَلَى جُنْدٍ، ثُمَّ نَزَعَ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ، وَأَمَّرَ عَلَى جُنْدِهِ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيانَ، فَأَدْرَكَهُ بِذِي المرْوَةِ فَكَأَنَّ عَمْرًا وَجَدَ عَلَى خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ، وَلَمَّا فَرَغَ خَالِدُ بْنُ الوَليدِ مِنَ اليَمَامَةِ جَاءَهُ كتابُ أَبي بَكْرٍ يَأَمُرُهُ بِالمسِيرِ إِلَى الشَّامِ، فَمَضَى خَالِدٌ عَلَى وَجْهِهِ وَسَلَكَ عَلَى عَينِ التَّمْرِ
(233)
، فَمَرَّ بِدُومَةٍ فَأَغَارَ عَلَيْهَا فَقَتَلَ بهَا رِجَالًا وَهَزَمَهُمْ وَسَبا ابْنَةَ الجُودِيِّ
(234)
، ثُمَّ مَضَى حَتَّى قَدِمَ -يَعْنِي الشَّامَ- وَبِهِ يَومَئِذٍ أَبُو عُبَيْدةَ ابنُ الجَرَّاحِ عَلَى جُنْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيانَ عَلَى جُنْدٍ، وعَمْرو بْنُ العَاصِ عَلَى جُنْدٍ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ
(233)
عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة، بقربها موضع يقال له: شفاثا، منهما يجلب القسب والتمر إلى سائر البلاد، وهو بها كثير جدًّا، وهي على طرف البرية، وهي قديمة افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد في سنة 21 للهجرة، وكان فتحها عنوة. "معجم البلدان"(4/ 199).
(234)
هو الجودي بن ربيعة كان من رؤساء أهل دومة الجندل، لمَّا هزمه اللَّه على يد خالد بن الوليد؛ ضرب خالد عنقه، واشترى ابنته وكانت موصوفة. انظر "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (2/ 378 - 379).
حَسَنَةَ عَلَى جُنْدٍ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ فَأَمَدَّهُمْ يَوْمَ أَجْنَادِينَ
(235)
وَهَزَمَ اللَّهُ عَدُوَّهُ
(236)
.
143 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الأَكْفَانِي، ثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ الكِنَّانِيُّ، أَنبَأَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، أَنَا أَبُو القَاسِمِ بْنُ أَبِي العَقَبِ، أَنَا أَبُو عَبْدِ الملِكِ أَحْمَدُ بْنُ إبرَاهِيمَ القُرَشِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، نَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِيَ الشَّيْخُ الأُمَوِيُّ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وُلِّيَ سَنَتَيْنِ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، فَعَلَى يَدَيْهِ كَانَتْ وَقْعَةُ أَجْنَادِينَ وَفَحْلٍ
(237)
،
(235)
أجنادين: موضع معروف من بلاد الأردن بالشام من نواحي فلسطين، وقيل: إن أجنادين من الرملة من كورة بيت جبرين كانت به وقعة بين المسلمين والروم مشهورة. وقيل: أجنادين من أرض فلسطين بين الرملة وحبرون، وأجنادين مدينة كانت بفلسطين فاندثرت، وهي بالتحديد بين بيت المقدس والساحل. "بلادنا فلسطين"(5/ 264).
(236)
"إسناده حسن إلى موسى بن عقبة"
"تاريخ دمشق"(2/ 68).
قلت: وإسناده حسن إلى موسى بن عقبة؛ فموسى وإسماعيل ثقتان، وهما من رجال "التهذيب".
وإسماعيل بن أبي أويس، هو ابن عبد اللَّه صدوق كما قال الحافظ.
والقاسم بن عبد اللَّه ترجمه الخطيب في "تاريخه"(12/ 433) ووثقه.
ومحمد بن عبد اللَّه بن عتاب ترجمه الخطيب أيضًا (5/ 422) ووثقه.
ومحمد بن الحسين القطان ثقة كما قال الخطيب في "تاريخه"(2/ 249).
والراوي عنه هو الإمام الخطيب البغدادي، وأبو محمد بن الأكفاني هو عبد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه ابن إبراهيم من كبار شيوخ ابن عساكر، وقد أكثر عنه جدًّا في "تاريخه"، وترجمه الخطيب في "تاريخه"(10/ 141)، وغمزه البعض لكن قال الخطيب: وقد سمعت غير عبد الواحد يثني عليه في الحديث ثناءً حسنًا ويذكره ذكرًا جميلًا.
قلت: وموسى بن عقبة هو إمام المغازي لكن لم يسند قوله.
(237)
فحل: جنوب شرق بيسان من أرض فلسطين، وتسمى حاليًا خربة فحل لوجود بعض الآثار اليونانية والرومانية فيها. "الموسوعة الفلسطينية"(3/ 432).
ثُمَّ مَضَى المُسْلِمُونَ إِلَى دِمَشْقَ فَنَزَلُوا عَلَيْهَا فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثِ عَشْرَةٍ، وَتُوفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه بَعْدَ ذَلِكَ، وَوُلِّيَ غمَرُ بن الخَطَّابِ فَعَلَى يَدَيْهِ فُتِحَتْ دِمَشْقُ فِي سَنَةِ أَرْبَعِ عَشْرَةٍ، قَالَ: فَسَمِعْت أَشَياخَنَا يَقُولُونَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ وُلِّيَ سَنَةَ ثَلَاثِ عَشْرَةٍ، فَأَقَامَ عُمَرُ عَمُودَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسُنَّتَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ ما ابْتَدَأَ بِهِ إِقَامَةُ فَرِيضَةِ الجِهَادِ، والائْتِمَامُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ بَأَثْرَةِ أَهْلِهِ بِكُلِّ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ تَقْوِيَتِهِمْ بِالأَمْوَالِ الَّتِي صَرَفَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأَبُو بكْرٍ فِيهَا مَعَ إعْمَالِهِ رَأْيهُ وَنَظَرهُ وَتَدْبِيرهُ إِيَّاهُ مَا حَضَرَ مِنْهُ أَوْ غَابَ، قَالُوا: فَفَتَحَ اللَّه بِهِ، وَعَلَى يَدَيْهِ الفُتُوحَ العَظِيمَةَ مِنْ دِمَشْقَ سَنَةَ أَرْبَعِ عَشْرَة، وَاليَرْمُوكَ سَنَةَ خَمْسِ عَشْرَةٍ.
(238)
144 -
قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرَّبْعِيُّ فِي "فَضَائِلِ الشَّامِ وَدِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا تَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن مُحَمَّدِ بنِ خُزَيمَةَ، حَدَّثَنَا المسْلِمُ ابن يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بن عَبْدِ العَزِيزِ، حَدَّثَنِي الوَضِينُ بنُ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ ابنِ مَرْثَدٍ، حَدَّثَنِي عِصَابَةٌ مِنْ قَوْمِي شَهِدُوا فَتْحَ دِمشْقَ، قَالُوا: دَخَلَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ مِنْ بابِ الجَابِيَةِ بِالأَمَانِ، وَدَخَلَ خَالِدُ بن الوَلِيدِ مِنْ بَابِ الشَّرْقِيِّ
= وقيل: فحل اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم، وكان بعد فتح دمشق في عام واحد، وكان يوم فحل يسمى يوم الردغة أيضًا ويوم بيسان، وقيل: فَحل بالفتح ثم السكون واللام: جبل بتهامة يصب منه واد يسمى شجوةَ، وقيل: فحل جبل لهذيل، وقال الأصمعي وهو يعد جبال هذيل فقال: ولهم جبل يقال له: فحل، يصب منه واد يقال له: شجوة، وأسفله لقوم من بني أمية بالأردن قرب طبرية. "معجم البلدان"(4/ 268).
(238)
"إسناده ضعيف"
"تاريخ دمشق"(2/ 112 - 113)، وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه"(49)، من طريق الوليد بن مسلم بنحوه.
قلت: وإسناده ضعيف؛ الوليد مدلس ولم يسم شيخه، والقائل حدث ببعض الأثر عن أشياخه ولم يسمهم.
عُنْوَةً بِالسَّيْفِ يَقْتُلُ، فَالتَقَيَا عِنْدَ سُوقِ الزَّيْتِ، فَلَمْ يَدْرُوا أَيُّهُمَا كَانَ أَوَّلًا العُنْوَةُ أَوِ الأَمَانُ، فَاجْتَمَعُوا فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَئِنْ أَخَذْنَا مَا لَيْسَ لَنَا لَنَأَثَمَنَّ سَفْكَ الدِّمَاءِ، وَإِنْ أَخَذْنَا الأَمْوَالَ لَنَأَثَمَنَّ، وَلَئِنْ تَرَكْنَا بَعْضَ مَالَنَا لَا نأثَمْ، قَالَ: فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنْ أَمْضَوْهُ صُلْحًا.
(239)
145 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَيْنِ الخَطِيبُ، أَنَا جَدِّي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أبِي الحَدِيدِ، أَنْبَأَ أَبُو الحَسَنِ الرَّبْعِيُّ، أَنَا أَبُو الفَرَجِ العَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ بنِ حَبَّانَ، أَنَا أَبُو العَبَّاسِ بْنُ الزَّفْتِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ مُصْعَبٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المبَارَكِ، نَا الوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي غَيرُ وَاحِدٍ مِنْ شِيُوخِ دِمَشْقَ، قَالُوا: بَيْنَمَا المُسْلِمُونَ عَلَى حِصَارِ دِمَشْقَ إِذْ أَقْبَلَتْ خَيْلٌ عَظِيمَةٌ مُخَمَّرَةٌ بِالحَرِيرِ هَابِطَةٌ مِنْ ثَنِيَّةِ السَّلِيمَةِ، فَرآهُمْ المسْلِمونَ وَهُمْ مُنْحَدِرونَ مِنْها، فَخَرَجَ إِليْهِمْ جَمَاعَةٌ مِنَ المسْلِمينَ فِيمَا بَيْنَ بَيْتِ لَهْيَا
(240)
وَالثَّنيَّةِ الَّتِي
(239)
"إسناده ضعيف"
"فضائل الشام ودمشق"(47)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(2/ 119) من طريق تمام به.
قلت: وإسناده ضعيف؛ يزيد بن مرثد لم يسم مشايخه، وسويد بن عبد العزيز ضعيف الرواية.
(240)
بيت لاهيا: بلدة عربية تقع على بعد 7 كم تقريبًا إلى الشمال الشرقي من غزة، وهي في أقصى الطرف الشمالي لقطاع غزة، ويمر كل من خط سكة حديد رفح - حيفا والطريق الساحلية الرئيسية المعبدة على مسافة 4 كم شرقها.
وتربطها طريق فرعية بالطريق الساحلية المؤدية إلى غزة جنوبًا، وإلى حيفا شمالًا، وتربطها أيضًا طرق فرعية أخرى بقرى بيت حانون وجباليا والنزلة، وبمدينة غزة نفسها، قامت بيت لاهيا فوق رقعة رملية من أرض السهل الساحلي الجنوبي تعلو سطح البحر بنحو 55 م.
تبلغ مساحة أراضي بيت لاهيا 38.376 دونمًا منها 287 دونمًا للطرق والأودية.
نما عدد سكان بيت لاهيا من 871 نسمة عام 1922 م إلى 1.133 نسمة عام 1931 م، وكان لهؤلاء آنذاك 223 بيتًا، وقدر عدد السكان في عام 1945 م بنحو 1.700 نسمة، وازداد في عام 1963 م إلى 2.966 نسمة، ويقدر عددهم حاليًا بأكثر من 5.000 نسمة. "الموسوعة الفلسطينة"(1/ 456 - 457).
هَبَطُوا مِنْها، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، وَطَلَبَهُمُ المُسْلِمُونَ يَتَرَحَّلُ هَؤُلَاءِ وَيَنْزِلُ هَؤُلَاءِ حَتَّى وَقَفُوا عَلَى بَابِ حِمْصٍ، فَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ لمَّا يَأَتُوا حِمْصَ إِلَّا وَقَدْ صَالَحُوا أَهْلَهَا، فَقَالُوا: نَحْنُ عَلَى مَا صَالَحْتُمْ عَلَيْهِ أَهْلَ دِمَشْقَ فَفَعَلُوا.
(241)
146 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الأَكْفَانِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ الكِنَّانِي، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ ابنُ نَصْرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بْنُ أَبِي العقبِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ الملِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ القُرَشِي، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، عَن الوَلِيدِ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ؛ أَنَّ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّوْدَاءَ صارَتْ إِلَى خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ، فَقَاتَلَ بِهَا بَنِي حَنِيفَةَ وَمُسَيْلِمَةَ، ثُمَّ مَضَى إِلَى الجَزِيرَةِ، ثُمَّ أَتَى الشَّامَ فَقَاتَلَ بِهَا فِي وَقَائِعِ الشَّامِ.
(242)
147 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الفَرْضِيُّ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِيُّ، أَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيويَه، أَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ الخَشَّابُ، نَا الحُسَيْنُ بْنُ الفَهْم، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، قَالَ: لمَّا أَجْمَعَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَبْعَثَ الجُيوشَ إِلَى الشَّامِ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَارَ مِنْ عُمَّالِهِ: عَمْرُو بْنُ العَاصِ
(243)
وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْلُكَ عَلَى أَيْلَةَ عَامِدًا
(241)
"إسناده ضعيف"
"تاريخ دمشق"(2/ 134).
وإسناده ضعيف؛ الوليد لم يسم مشايخه.
(242)
"إسناده ضعيف"
"تاريخ دمشق"(2/ 343 - 344).
قلت: وإسحاق هو ابن عبد اللَّه بن أبي فروة، متروك الرواية، ثم إن الأثر مرسل؛ فهو لم يدرك خالد ابن الوليد.
(243)
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم القرشي، أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو محمد =
لِفِلِسْطِينَ، فَقَدَّمَ عَمْرو أَمَامَهُ مُقَدمَةً عَلَيْهِمْ سَعِيدُ بْنُ الحارِثِ السَّهْمِيُّ
(244)
وَدَفَعَ لِوَاءَهُ إِلَى الحَجَّاجِ بنِ الحَارِثِ السَّهْمِيِّ
(245)
، وَكَانَ جُنْدُ عَمْرٍو اللَّذِينَ خَرَجُوا مِعَهُ مِنَ المدِينَةِ ثَلَاثَةَ آلَافٍ فِيهِمْ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ المهَاجِرينَ وَالأَنْصَارِ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَمْشِي إِلَى جَنْبِ رَاحِلَةِ عَمْرو بنِ العَاصِ وَهُوَ يُوصِيهِ ويَقُولُ: يا عَمْرُو، اتَّقِ اللَّه فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَعَلانِيَتِهِ، وَاسْتَحْيِهِ فَإِنَّهُ يَراكَ وَيَرَى عَمَلَكَ، وَقَدْ رَأَيْتَ تَقْدِيمِي إِيَّاكَ عَلَى مَنْ هُوَ أَقْدَمُ سَابِقَةً مِنْكَ، وَمَنْ كَانَ أَعْظَمَ غِنَاءً عَنِ الإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ مِنْكَ، فَكُنْ مِنْ عُمَّالِ الآخِرَةِ وَأَرِدْ بِمَا تَعمَلُ وَجْهَ اللَّهِ، وَكُنْ وَالِدًا لِمَنْ مَعَكَ، وَلَا تَكْشِفَنَّ النَّاسَ عَنْ أَسْتَارِهُمْ، وَاكْتَفِ بِعَلَانِيَتِهِمْ، وَكُنْ مُجِدًّا فِي أَمْرِكَ، واصْدُقِ اللِّقَاءَ إِذَا لَاقَيْتَ وَلَا تَجْبُنْ، وَتَقَدَّمْ فِي الغُلُولِ وعَاقِبْ عَلَيْهِ، وَإِذَا وَعَظْتَ أَصْحَابَكَ فَأَوْجِزْ، وَأَصْلحْ نَفْسَكَ تَصْلُحْ لَكَ رَعِيَّتُكَ؛ فِي وَصِيَّةٍ لَهُ طَويلَةٍ وَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْهِ يَعْمَلْ بِهِ.
(246)
= السهمي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مسلمًا سنة ثمان قبل الفتح بأشهر، وقيل: أسلم بين الحديبية وخيبر، وأمه النابغة بنت حريملة، وقيل: بنت خزيمة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عائشة، روى عنه: جعفر بن المطلب بن أبي وداعة السهمي، والحسن البصري، وابنه عبد اللَّه، وغيرهم، مات سنة اثنتين وأربعين، وقيل: ثلاث وأربعين. "تهذيب الكمال"(4388).
(244)
سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو القرشي السهمي، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وقال موسى بن عقبة: استشهد بأجنادين، وقيل: إنه استشهد باليرموك. "الإصابة في تمييز الصحابة"(3/ 100).
(245)
حجاج بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، هاجر إلى أرض الحبشة، وانصرف إلى المدينة بعد أحد، لا عقب له، وهو أخو السائب وعبد اللَّه وأبي قيس بني الحارث، وهو ابن عم عبد اللَّه بن حذافة بن قيس السهمي، قتل الحجاج بن الحارث السهمي يوم أجنادين. "أسد الغابة"(1/ 241).
(246)
"إسناده ضعيف جدًّا"
"تاريخ دمشق"(2/ 66).
وفي إسناده محمد بن عمر الواقدي: متروك.
148 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
قَالَ -يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ-: وَأَنَا مُحَمَّدُ بن عُمَرَ، نَا أُسَامَة بن زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدَّيقُ ثَلَاثَةَ أُمَراءَ إِلَى الشَّامِ: عَمْرَو بْنَ العَاصِ، ويَزِيدَ بِنَ أبِي سُفْيانَ، وَشرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ
(247)
، فَكَانَ عَمْرو هُوَ الَّذِي يُصَلِّي بِالنَّاسِ إِذَا اجْتَمَعُوا، وَإِنْ تَفَرَّقوا كَانَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ؛ أَنْ يَمُدَّ عَمْرو بْنَ العَاصِ، فَكَانَ خَالِدٌ مَدَدًا لعَمْرٍو، وَكَانَ أَمْرُ النَّاسِ إِلَى عَمْرو بْنِ العَاصِ يَوْمَ أَجْنَادِينَ، وَيَوْمَ فَحْلٍ، وَفِي حِصَارِ دِمَشْقٍ حَتَّى فُتِحَتْ.
(248)
149 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الحُسَينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ أَبِي الحَدِيدِ، أَنَا جَدِّي أبو عبْدِ اللَّهِ، أَنَا عَلِيُّ بن الحَسَنِ الرَّبْعِيُّ، أَنَا أَبُو الفَرَجِ العَبَّاسُ بْنُ محمَّدِ ابنِ حِبَّانٍ، أَنَا أَبُو العَبَّاسِ بن الزَّفْتِيِّ، أَنَا مُحَمَّدُ بن مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ الصُّورِي، نَا مُحَمَّدُ بن المبَارَكِ الصُّورِيُّ، نَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، سَمِعْت إِسْحَاقَ بْنَ أبِي فَرْوَةَ يُحَدِّثُ؛ أَنَّ خالِدًا وَمَنْ مَعَة هَبَطوا مِنْ ثَنِيّةِ الغُوطَةِ، تَقْدُمُهُمْ رَايةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(247)
شرحبيل بن حسنة، هو شرحبيل بن عبد اللَّه بن المطاع بن عمرو، ويقال: المطاع بن عبد العزى ابن قطن، أبو عبد اللَّه، ويقال: أبو عبد الرحمن، حليف بني زهرة صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأحد أمراء الأجناد الذين وجههم أبو بكر لفتح الشام، وحسنة أمه، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا، روى عنه: أبو عبد اللَّه الأشعري، وعبد الرحمن بن غنم، وعمر بن عبد الرحمن، مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة. "تاريخ دمشق"(22/ 464).
(248)
"إسناده ضعيف جدًّا"
"تاريخ دمشق"(2/ 67).
وفي إسناده الواقدي، وهو متروك، وفي الإسناد مجاهيل.
السَّوْدَاءُ الَّتي يُقَالُ لَهَا: العُقَابُ، فَبِهَا سُمَّيَتْ يَوْمِئذٍ ثَنِيَّةُ العُقَابِ
(249)
.
(250)
150 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي القَاسِمِ الخَضِرِ بْنِ الحُسَينِ بْنِ عَبْدَانَ، عَنِ القَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ، أَنَا أَبُو المعَمَّرِ المسَدَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَمْلُوكِيِّ، أَنْبَأَ أَبِي، أَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ القَاضِي، نَا عَبْدُ السَّلامِ ابْنُ العَبَّاسِ بْنِ الزُّبَيرِ، نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنْ عُفَيرٍ، عَنْ عَمِّهِ زُرْعَةَ بْنِ السَّقْرِ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبَّاسٍ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: تَوَلَّى أَبُو عُبَيْدَةَ حِصَارَ دِمَشْقَ، وَوَلِيَ خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ القِتَالَ عَلَى البَابِ الَّذِي كَانَ عَلَيْكِ، وَهُوَ البَابُ الشَّرْقِيُّ، فَحَصَرَ دِمَشْقَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي بَكْر حَوْلًا كَامِلًا وَأَيَامًا، ثُمَّ إِنَّهُ لمَّا طَالَ عَلَى صَاحِبِ دِمَشْقَ انْتِظَارُ مَدَدِ هِرَقْلَ، وَرَأى المُسْلِمِينَ لَا يَزْدَادُونَ إِلَّا كَثْرَةً وَقُوَّةً، وَإِنَّهُمْ لَا يُفَارِقُونَهُ أَقْبَلَ يَبْعَثُ إِلَى أَبِي عُبَيْدةَ بْنِ الجَراحِ يَسْألهُ الصُّلْحَ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَحَبُّ إِلَى الرُّومِ وَسُكَّانِ الشَّامِ مِنْ خَالِدٍ، وَكَانَ يَكُونُ الكِتَابُ مِنْهُ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ، فَكَانَتْ رُسُلُ صَاحِبِ دِمَشْقَ إِنَّمَا تَأْتِي أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ، وَخَالِدُ يَلجُ عَلَى أَهْلِ البَابِ الَّذِي يَلِيهِ، فَأَرْسَلَ صَاحِبُ الرَّحَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فَصَالَحَهُ وَفَتَحَ لَهُ بَابَ الجَابِيةِ، وَأَلَحَّ خَالِدُ بْنُ الوَليدِ عَلَى البَّابِ الشَّرْقِيِّ فَفَتَحَهُ عُنْوَةً، فَقَالَ خَالِدٌ لِأَبِي عُبَيْدةَ:
(249)
ثنية العقاب: هي ثنية مشرفة على غوطة دمشق، يطؤها القاصد من دمشق إلى حمص، وإنما سميت ثنية العقاب بعقاب من الطير كان ساقطًا عليها بعشه وفراخه، وثنية العقاب أيضًا بالثغور الشامية. "معجم البلدان"(2/ 99).
(250)
"إسناده ضعيف جدًّا"
"تاريخ دمشق"(2/ 79 - 80).
قلت: وإسناده ضعيف؛ فيه إسحاق بن أبي فروة، وهو متروك.
اسْبهِم فَإِنِّي قَدْ فَتَحْتُهَا عُنْوَةً. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِني قَدْ أَمَّنْتُهُمْ. قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: فَتَمَّمَ أبو عُبَيدَةَ الصُّلْحَ وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا، وَهَذَا كِتَابُهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ لِأَبِي عُبَيْدةَ بْنِ الجَرَّاحِ مِمَّنْ أَقَامَ بِدِمَشْقَ وَأَرْضِهَا وَأَرْضِ الشَّامِ مِنَ الأَعَاجِمِ.
إِنَّكَ حِينَ قَدِمْتَ بِلادَنَا سَألنَاكَ الأَمَانَ عَلَى أَنْفُسِنَا وَأَهْلِ مِلَّتِنَا، إِنَّا شَرَطْنَا لَكَ عَلَى أَنْفُسِنَا أَنْ لَا نُحْدِثَ فِي مَدِينةِ دِمَشْقَ وَلَا فِيمَا حَوْلَها كَنِيسَةً وَلَا دَيْرًا وَلَا قِلَايَةً وَلَا صَوْمَعَةَ رَاهِبٍ، وَلَا نُجَدِّدُ مَا خَرِبَ مِنْ كَنَائِسِنَا، وَلَا شَيْئًا مِنْهَا مَا كَانَ فِي خِطَطِ المُسْلِمينَ، وَلَا نَمْنَعُ كَنَائِسَنَا مِنَ المُسْلِمينَ أنْ يَنْزِلُوهَا فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنْ نُوَسِّعَ أَبْوَابَهَا لِلمَارَّةِ وَابْنِ السَّبِيلِ، وَلَا نُؤْوِي فِيهَا وَلَا فِي مَنَازِلِنَا جَاسُوسًا، وَلَا نَكْتُمُ عَلَى مَنْ غَشَّ المُسْلِمِينَ، وَعَلَى أَنْ لَا نَضْرِبَ بِنَواقِيسِنَا إِلَّا ضَرْبًا خَفِيًّا فِي جَوْفِ كَنَائِسِنَا، وَلَا نُظْهِرَ الصَّلِيبَ عَلَيْهَا، وَلَا نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فِي صَلَوَاتِنَا وَقِراءَتِنَا فِي كَنَائِسِنَا، وَلَا نُخْرِجِ صَلِيبَنَا وَلَا كِتَابَنَا فِي طُرُقِ المُسْلِمِينَ، وَلَا نُخْرِجَ بَاعُوثًا وَلَا شَعَانِينَ، وَلَا نَرْفعَ أصْوَاتَنَا مَعَ مَوْتَانَا، وَلَا نُظْهِرَ النِّيرَانَ مَعَهُمْ فِي أَسْوَاقِ المُسْلِمِينَ، وَلَا نُجاوِرَهُمْ بِالخَنَازِيرِ، وَلَا نَبِيعَ الخُمُورَ، وَلَا نُظْهِرَ شِرْكًا فِي نَادِي المُسْلِمِينَ، وَلَا نُرَغِّبَ مُسْلِمًا فِي دِينِنَا، وَلَا نَدْعُوا إِلَيْهِ أَحَدًا، وَعَلَى أَنْ لَا نَتَّخِذَ شَيْئًا مِنْ الرَّقِيقِ الذِينَ جَرَتْ عَلَيْهِمْ سِهَامُ المُسْلِمِينَ، وَلَا نَمْنَعَ أَحَدًا مِنْ قَرابَتِنَا إِنْ أَرَادُوا الدُّخُولَ فِي الإِسْلَامِ، وَأَنْ نَلْزَمَ دِينَنَا حَيْثُ مَا كُنَّا، وَلَا نَتَشَبَّهَ بِالمُسْلِمِينَ فِي لُبْسِ قُلُنْسُوَةٍ وَلا عَمَامَةٍ وَلَا نَعْلَيْنِ وَلَا فَرْقِ شَعْرٍ، وَلَا فِي مَرَاكِبِهِمْ، وَلَا نَتَكَلَّمَ بِكَلَامِهِمْ، وَلَا نَتَسَمَّا بِأَسْمَائِهِمْ، وَأَنْ نَجُزَّ مَقَادِمَ رُؤُوسِنَا، وَنَفْرِقَ نَوَاصِينَا، وَنَشُدَّ الزَّنَانِيرَ عَلَى أَوْسَاطِنَا، وَلَا نَنْقُشَ فِي خَواتِيمِنَا بِالعَرَبِيَّةِ؛ وَلَا نَرْكَبَ السُّرُوجَ، وَلَا نَتَّخِذَ شَيْئًا مِنَ السِّلَاحِ، وَلَا نَجْعَلَهُ فِي بُيُوتِنَا، وَلَا نَتَقَلَّدُ