الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1135 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ العَطارُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى، قَالَ: بَلَغَنِي أن عِيسَى ابنَ مَرْيَم إِذَا قَتَلَ الدَّجَّالَ رَجَعَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَيَتَزَوَّجُ إِلَى قَوْمِ شُعَيْبٍ خَتَنِ مُوسَى، وهُمْ جُذَامٌ، فَيُولَدُ لَهُ فِيهِمْ، وتُقِيمُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً لَا يَكُونُ أَمِيرٌ، ولَا شُرْطِيٌّ، ولَا مَلِكٌ.
(237)
بَابُ خُرُوجِ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوج
1136 -
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ":
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَعْقِلُ المُسْلِمِينَ مِنَ المَلَاحِمِ دِمشْقُ، وَمَعْقِلُهُمْ مِنَ الدَّجَّالِ بَيْتُ المَقْدِسِ، وَمَعْقِلُهُمْ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ بَيْتُ الطُّورِ".
(238)
1137 -
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي فِي "السُّنَنِ الوَارِدَةِ فِي الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
(237)
"إسناده ضعيف جدًّا"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1337 م).
يحيى بن سعيد هو العطار الأنصاري، أبو زكريا الشامي الحمصي، ويقال: الدمشقي. قال الحافظ في "التقريب": ضعيف. وسليمان بن عيسى حدث به بلاغًا؛ فهو معضل.
(238)
"مرسل"
"مصنف ابن أبي شيبة"(4/ 582).
وأبو الزاهرية هو حدير بن كريب: ثقة، وهو تابعي صغير؛ ففيه إعضال.
وأخرجه نعيم في "الفتن"(1339) بسنده عن كعب بنحوه، وهو مقطوع على كعب.
وأخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(6/ 672)، من وجهٍ آخر عن كعب.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِصْمَةَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ مِنْ مَعَاقِلِ المُسْلِمِينَ: فَمَعْقِلُهُمْ مِنَ المَلَاحِمِ دِمشْقُ، وَمَعْقِلُهُمْ مِنَ الدَّجَّالِ بَيْت المَقْدِسِ، وَمَعْقِلُهُمْ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ طُورُ سِينِينَ".
(239)
1138 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الوَهَّاب بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "إِذَا قَتَلَ عِيسَى الدَّجَّالَ وَمَنْ مَعَهُ؛ مَكَثَ النَّاسُ حَتَّى يُكْسَرَ سَدُّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، فَيَمُوجُونَ فِي الأَرْضِ وَيُفْسِدُونَ، لَا يَمُرُّونَ بِشَيءٍ إِلَّا أَفْسَدُوهُ وَأَهْلَكُوهُ، وَلَا يَمُرُّونَ بِمَاءٍ وَلَا عَيْنٍ وَلَا نَهْرٍ إِلَّا نَزَفُوهُ، وَيَمُرُّونَ بِالدِّجْلَةِ وَالفُرَاتِ فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ أَسْفَلَ الدِّجْلَةِ أَوْ أَسْفَلَ الفُرَاتِ قَالَ: قَدْ كَانَ هَاهُنَا مَرَّةً مَاءٌ، فَمَنْ بَلَغَهُ هَذَا الحَدِيثُ فَلَا يَهْدِمَنَّ حِصْنًا وَلَا مَدِينَةً بِالشَّامِ وَلَا بِالجَزِيرَةِ، فَإِنَّ حِصْنَ المُسْلِمِينَ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ طُورُ سَيْنَاءَ، فَيَسْتَغِيثُ النَّاسُ بِرَبِّهِمْ بهَلَاكِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ، وَأَهْلُ طُورِ سَيْنَاءَ وَهُمُ الَّذِينَ فَتَحَ اللَّه عَلَى أَيْدِيهِمُ القُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَيَدْعُونَ رَبَّهُمْ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ لَهُمْ دَابَّةً ذَاتَ قَوَائِمَ أَرْبَعِينَ، فَتَدْخُلُ فِي آذَانِهِمْ فَيُصْبِحُوا مَوْتَى أَجْمَعِينَ، فَتُنْتِنُ الأَرْضُ مِنْهُمْ، فَيُؤْذِي النَّاسَ نَتَنُهُمْ أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنْهُ إِذْ كَانُوا أَحْيَاءً، فَيَسْتَغِيثُونَ بِاللَّهِ فَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا يَمَانِيَّةً غَبْرَاءَ فَيَصِيرُ عَلَى النَّاسِ عَمَاءٌ وَدُخَانٌ شَدِيدٌ، وَتَقَعُ عَلَى المُؤْمِنِينَ الزُّكْمَةُ فَيَسْتَغِيثُونَ بِرَبِّهِمْ، وَيَدْعُوا أَهْلُ طُورِ
(239)
"مرسل"
"السنن الواردة في الفتن"(502).
وإسناده ضعيف جدًّا؛ حمزة بن ميمون متهم، ومكحول تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرج ابن عساكر نحوه في "تاريخه"(1/ 244) من حديث يحيى بن جابر الطائي، وهو مرسل أيضًا، وأخرجه الربعي في "فضائل الشام ودمشق"(118) من طريق أخرى عن كعب قوله، وهو به أشبه.
سَيْنَاءَ، فَيَكْشِفُ اللَّهُ مَا بِهِمْ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَقَدْ قُذِفَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فِي البَحْرِ".
(240)
1139 -
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ":
حَدَّثَنِي عِصَامُ بْنُ رَوَّادِ بْنِ الجَرَّاحِ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ المُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ الآيَاتِ: الدَّجَّالُ، وَنُزُولُ عِيسَى، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنِ أَبْيَنَ تَسُوقُ النَّاسَ إلَى المَحْشَرِ تَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَالدُّخَانُ، وَالدَّابَّةُ، ثُمَّ يَأْجُوجُ وَمَأجُوجُ". قَالَ حُذَيْفَةُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ؟ قَالَ: "يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ أُمَمٌ، كُلُّ أمَّةٍ أَرْبَعُمِئَةِ أَلْفٍ، لَا يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يَرَى أَلْفَ عَيْنٍ تَطْرِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ صُلْبِهِ، وَهُمْ وَلَدُ آدَمَ، فَيَسِيرُونَ إِلَى خَرَابِ الدَّنْيَا، يَكُونُ مَقْدِّمَتُهُمْ بِالشَّامِ، وَسَاقَتُهُمْ بِالعِرَاقِ، فَيَمُرُّونَ بِأَنْهَارِ الدُّنْيَا، فَيَشْرَبُونَ الفُرَاتَ وَالدِّجْلَةَ وَبُحَيْرَةَ الطَّبَرِيَّةِ، حَتَّى يَأْتُوا بَيْتَ المَقْدِسِ فَيَقُولُونَ: قَدْ قَتَلْنَا أَهْلَ الدُّنْيَا، فَقَاتِلُوا مَنْ فِي السَّمَاءِ، فَيَرْمُونَ بِالنِّشَابِ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ نُشَّابُهُمْ مُخْضَبَةً بِالدَّمِّ فَيَقُولُونَ: قَدْ قَتَلْنا مَنْ فِي السَّمَاءِ؛ وَعِيسَى وَالمُسْلِمُونَ بِجَبَلِ طُورِ سِنِينَ، فَيُوحِي اللَّهُ عز وجل إِلَى عِيسَى: أَنْ أَحْرِزْ عِبَادِي بِالطُّورِ وَمَا يَلي أَيْلَةَ، ثُمَّ إِنَّ عِيسَى يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَيُؤَمِّنُ المُسْلِمُونَ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا: النَّغَفُ تَدْخُلُ مِنْ مَنَاخِرِهِمْ فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى مِنْ حَاقِّ الشَّامِ إِلَى حَاقِّ العِرَاقِ، حَتَّى تُنْتِنَ الأَرْضُ مِنْ جِيَفِهِمْ، وَيَأْمُرُ اللَّهُ
(240)
"منكر"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1344 م).
وفيه محمد بن ثابت بن أسلم ضعيف، وعبد الوهاب بن حسين، قال الحاكم: مجهول. وابن لهيعة وهو ضعيف، وقد تقدم.
السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ كَأَفْوَاهِ القِرَبِ، فَتَغْسِلُ الأَرْضَ مِنْ جِيَفِهِمْ وَنَتَنِهِمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا".
(241)
1140 -
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي فِي "السُّنَنِ الوَارِدَةِ فِي الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو المكْتبُ -قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الفَضْلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانَ القلَانِسِيُّ -بِحَلَبٍ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الخَزَّازُ أَبُو أَحْمَدَ الرِّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِي، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعِى بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَكُونُ وَقْعَةٌ بِالزَّوْرَاءِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الزَّوْرَاءُ؟ قَالَ:"مَدِينَةٌ بِالمَشْرِقِ بَيْنَ أَنْهَارٍ يَسْكُنُهَا شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ وَجَبَابِرَةٌ مِنْ أُمَّتِي، تُقْذَفُ بِأَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ مِنَ العَذَ ابِ: بِالسَّيْفِ، وَخَسْفٍ، وَقَذْفٍ، وَمَسْخٍ". وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا خَرَجَتِ السُّودَانُ طَلَبَتِ العَرَبَ يَنْكَشِفُونَ حَتَّى يَلْحَقُوا بِبَطْنِ
(241)
"موضوع"
"تفسير الطبري"(17/ 87 - 88)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 350).
وفي إسناده روَّاد بن الجراح، قال أحمد: حدث عن سفيان أحاديث مناكير. وقال البخاري: كان قد اختلط، لا يكاد يقوم، ليس له كبير حديث قائم. وقد ضعفه الطبري في "تفسيره" تحت آية الدخان (10) فقال: وإنما لم أشهد له بالصحة؛ لأن محمد بن خلف العسقلاني حدثني أنه سأل روَّادًا عن هذا الحديث، هل سمعه من سفيان؟ فقال له: لا، فقلت له: فقرأته عليه؟ فقال: لأ، فقلت له: فقرئ عليه وأنت حاضر فأقرَّ به؟ فقال: لا، فقلت: فمن أين جئت به؟ قال: جاءني به قوم فعرضوه عليَّ، وقالوا لي: اسمعه منا، فقرووه عليَّ، ثم ذهبوا، فحدَّثوا به عني. أو كما قال، فلما ذكرت من ذلك لم أشهد له بالصحة.
وقال ابن كثير في "تفسيره" سورة الدخان آية (10): قد أجاد ابن جرير في هذا الحديث هاهنا؛ فإنه موضوع بهذا السند، وقد أكثر ابن جرير من سياقه في أماكن من هذا التفسير، وفيه منكرات كثيرة جدًّا؛ لاسيما في أول سورة بني إسرائيل في ذكر المسجد الأقصى.
الأَرْضِ -أَوْ قَالَ: بِبَطْنِ الأُرْدُنِّ- فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ السُّفْيَانِيُّ فِي سِتِّينَ وَثَلَاثِمِئَةِ رَاكِبٍ حَتَّى يَأْتِيَ دِمشْقَ، فَلَا يَأْتِي عَلَيْهِ شَهْرٌ حَتَّى يُبَايِعَهُ مِنْ كَلْبٍ ثَلَاثُونَ أَلْفًا، فَيَبْعَثُ جَيْشًا إِلَى العِرَاقِ، فَيَقْتُلُ بِالزَّوْرَاءِ مِئَةَ أَلْفٍ، وَيَنْحَدِرُونَ إِلَى الكُوفَةِ فَيَنْهَبُونَهَا، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَخْرُجُ دَابَّةٌ مِنَ المَشْرِقِ يَقُودُهَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ: شُعَيْبُ بن صَالِحٍ فَيَسْتَنْقِذُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ سَبْيِ أَهْلِ الكُوفَةِ وَيَقْتُلُهُمْ، وَيَخْرُجُ جَيْشٌ آخَرٌ مِنْ جُيُوشِ السُّفْيَانِيِّ إلَى المَدِينَةِ فَيَنْهَبُونَهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ يَسِيرُونَ إِلَى مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالبَيْدَاءِ بَعَثَ اللَّهُ عز وجل جِبْرِيلَ عليه السلام فَيَقُولُ: يَا جِبْرِيلُ، عَذبْهُمْ. فَيَضْرِبُهُمْ بِرِجْلِهِ ضَرْبَةً، فَيَخْسِفُ اللَّه عز وجل بِهِمْ فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلَانِ، فَيُقْدِمَانِ عَلَى السُّفْيَانِي فَيُخْبِرَانِهِ خَسْفَ الجَيْشِ، فَلَا يَهُولُهُ، ثُمَّ إِنَّ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ يَهْرَبُونَ إِلَى قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَيَبْعَثُ السُّفْيَانِيُّ إِلَى عَظِيمِ الرُّومِ أَنِ ابْعَثْ إِلَيَّ بِهِمْ فِي المَجَامِعِ، قَالَ: فَيَبْعَثُ بِهِمْ إِلَيْهِ فَيَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ عَلَى بَابِ المَدِينَةِ بِدِمشْقَ". قَالَ حُذَيْفَةُ: حَتَّى إِنَّهُ يُطَافُ بِالمَرْأَةِ فِي مَسْجِدِ دِمشْقَ فِي الثَّوْبِ عَلَى مَجْلِسٍ مَجْلِسٍ حَتَّى تَأْتِيَ فَخْذَ السُّفْيَانِي فَتَجْلِسَ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي المِحْرَابِ قَاعِدٌ، فَيَقُومُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ فَيَقُولُ: ويْحَكُمْ أَكفَرْتُمْ بِاللَّهِ بَعْدَ إِيمانِكُمْ؟ إِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ، فَيَقُومُ فَيَضْرِبُ عُنُقَهُ فِي مَسْجِدِ دِمشْقَ، وَيَقْتُلُ كُلَّ مَنْ شَايَعَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّه عز وجل قَدْ قَطَعَ عَنْكُمْ مُدَّةَ الجَبَّارِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَأَشْيَاعِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَوَلَّاكُمْ خَيْرَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَالحَقُوا بِهِ بِمَكَّةَ فَإِنَّهُ المَهْدِيُّ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَقاَمَ عِمْرانُ بْنُ الحُصَيْنِ الخُزَاعِيُّ
(242)
فَقَالَ:
(242)
عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نعم بن سالم بن غاضرة بن سلول بن حبشية الخزاعي، أبو نجيد، أسلم هو وأبو هريرة عام خيبر، نزل البصرة وكان قاضيًا بها، استقضاه عبد اللَّه ابن عامر فأقام أيامًا، ثم استعفاه فأعفاه، ومات بها سنة اثنتين وخمسين. انظر "تهذيب الكمال"(4486).
يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ لَنَا بِهَذَا حَتَّى نَعْرِفَهُ؟ فَقَالَ:"هُوَ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِي كِنَانَةَ مِنْ رِجَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، عَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانَيَّتَانِ، كَأنَّ وَجْهَهُ الكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ فِي اللَّوْنِ، فِي خَدِّهِ الأَيْمَنِ خَالٌ أَسْودُ، بَيْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ، فَيَخْرُجُ الأَبْدَالُ مِنَ الشَّامِ وَأَشْبَاهُهُمْ، وَيَخْرُجُ إِلَيْهِ النُّجَبَاءُ مِنْ مِصْرَ وَعَصَائِبُ أَهْلِ المَشْرِقِ وَأشَبَاهُهُمْ حَتَّى يَأْتُوا مَكَّةَ، فَيُبَايَعُ لَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالمَقَامِ، ثُمَّ يَخْرُجُ مُتَوَجِّهًا إِلَى الشَّامِ وَجِبْرِيلُ عَلَى مَقْدِّمَتِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَلَى سَاقَتِهِ يَفْرَحُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الأَرْضِ وَالطَّيْرُ وَالوُحُوشُ وَالحِيتَانُ فِي البَحْرِ، وَتَزِيدُ المِيَاهُ فِي دَوْلَتِهِ وَتُمَدُّ الأَنْهَارُ، وَتُضْعِفُ الأَرْضُ أكُلَهَا، وَتُسْتَخْرَجُ الكُنُوزُ، فَيَقْدُمُ الشَّامَ فَيَذْبَحُ السُّفْيَانِي تَحْتَ الشَّجْرَةِ الَّتِي أَغْصَانُهَا إِلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، وَيَقْتُلُ كَلْبًا". قَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَالخَائِبُ مَنْ خَابَ يَوْمَ كَلْبٍ وَلَوْ بِعِقَالٍ". قَالَ حُذَيْفَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَحِلُّ قِتَالُهُمْ وَهُمْ مُوَحِّدُونَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا حُذَيْفَةُ، هُمْ يَوْمَئِذٍ عَلَى رِدَّةٍ، يَزْعُمُونَ أَنَّ الخَمْرَ حَلَالٌ، وَلَا يُصَلَّونَ، وَيَسِيرُ المَهْدِيُّ حَتَّى يَأْتِيَ دِمشْقَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَيَبْعَثُ اللَّه عز وجل عَلَيْهِمُ الرُّومَ، وَهُوَ الخَامِسُ مِنْ آلِ هِرَقْلَ يُقَالُ لَهُ: طَبَارَةُ، وَهُوَ صَاحِبُ المَلَاحِمِ فَتُصَالِحُونَهُمْ سَبْعَ سِنِينَ حَتَّى تَغْزُوا أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا خَلْفَهُمْ، وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ جَمِيعًا، فَتَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ، فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ انْبَعَثَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ، فَقَالَ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَقُومُ رَجْلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَى الصَّلِيبِ فَيَكْسِرُهُ وَيَقُولُ: اللَّهُ الغَالِبُ". قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَعِنْدَ ذَلِكَ يَغْدِرُونَ وَهُمْ أَوْلَى بِالغَدْرِ، وَتُسْتَشْهَدُ تِلْكَ العِصَابَةُ فَلَا يَفْلِتُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ مَا يَجْمَعُونَ لَكُمْ لِلْمَلْحَمَةِ كَحَمْلِ امْرَأةٍ، فَيَخْرُجُونَ عَلَيْكُمْ فِي ثَمَانِي غَيَايَةٍ
(243)
، تَحْتَ كُلِّ غَيَايَةٍ
(243)
الغَيايَة: هي كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه، مثل: السحابة، والغبرة، والظل ونحوه. انظر "لسان العرب": غيا.
اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، حَتَّى يَحِلُّوا بِعُمْقِ أَنْطَاكِيَّةَ فَلَا يَبْقَى بِالحِيرَةِ وَلَا بِالشَّامِ نَصْرَانِيٌّ إِلَّا رَفَعَ الصَّلِيبَ، وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ بِأَرْضٍ نَصْرَانِيَّةٍ فَلْيَنْصُرْهَا اليَوْمَ، فَيَسِيرُ إِمَامُكُمْ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْ دِمشْقَ حَتَّى يَحِلَّ بِعُمْقِ أَنْطَاكِيَّةَ، فَيَبْعَثُ إِمَامُكُمْ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ: أَعِينُونِي، وَيَبْعَثُ إِلَى أَهْلِ المَشْرِقِ: أنَّهُ كَانَ قَدْ جَاءَنَا عَدُوٌّ مِنْ خُرَاسَانَ
(244)
الَّتِي عَلَى سَاحِلِ الفُرَاتِ، فَيُقَاتِلُونَ ذَلِكَ العَدُوَّ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ إِنَّ اللَّه عز وجل يُنْزِلُ النَّصْرَ عَلَى أَهْلِ المَشْرِقِ فَيَقْتُلُ مِنْهُمْ تِسْعَمِئَةُ أَلْفٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ أَلْفًا، وَيَنْكَشِفُ بَقِيَّتُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ ذَلِكَ، فَيَقُومُ مُنَادٍ فِي المَشْرِقِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، ادْخُلُوا الشَّامَ فَإِنَّهَا مَعْقِلُ المُسْلِمِينَ وَإِمَامُكُمْ بِهَا". قَالَ حُذَيْفَةُ: فَخَيْرُ مَالِ المُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ رَوَاحِلُ يُرْحَلُ عَلَيْهَا إِلَى الشَّامِ، وَأَحْمِرَةٌ يُنْقَلُ عَلَيْهَا حَتَّى يَلْحَقَ بِدِمشْقَ. وَيَبْعَثُ إِمَامُهُمْ إِلَى اليَمَنِ: أعِينُوني. فَيُقْبلُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ اليَمَنِ عَلَى قَلَائِصِ عَدَنٍ، حَمَائِلُ سُيوفِهِمْ المَسَدُ، يَقُولُونَ: نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ حَقًّا حَقًّا، لَا نُرِيدُ عَطَاءً وَلَا رِزْقًا. حَتَّى يَأْتُوا المَهْدِيَّ بِعُمْقِ أَنْطَاكِيَّةَ، فَيَقْتَتِلُ الرُّومُ وَالمُسْلِمُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَيُسْتَشْهَدُ مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلَاثُونَ أَلْفًا، وَئقْتَلُ سَبْعُونَ أَمِيرًا نُورُهُمْ يَبْلُغُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ شُهَدَاءُ أُمَّتِي، شُهَدَاءُ الأَعْمَاقِ، وَشُهَدَاءُ الدَّجَّالِ، وَيَشْتَعِلُ الحَدِيدُ بِعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ مِنَ المُسْلِمِينَ لَيَضْرِبُ العِلْجَ بِالسَّفُّودِ مِنَ الحَدِيدِ فَيَشُقُّهُ وَيَقْطَعُهُ بِاثْنَينِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ، فَتَقْتُلُونَهُمْ مَقْتَلَةً حَتَّى يَخُوضَ الخَيْل فِي الدَّمِّ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَغْضَبُ اللَّهُ تبارك وتعالى عَلَيْهِمْ؛ فَيُطْعَن بِالرُّمْحِ النَّافِذِ، وَيُضْرَبُ بِالسَّيْفِ القَاطِعِ، وَيُرْمَى بِالقوسِ الَّتِي لَا
(244)
خُرَاسَانُ: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق أزَاذوار قصبة جوَين وبَيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنه وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل عليَّ أمهات من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو. انظر "معجم البلدان"(2/ 401).
تُخْطِئُ، فَلَا رُومِيٌّ يُسْمَعُ ذَلِكَ اليَوْمَ، وَتَسِيرُونَ قُدُمًا قُدُمًا فَلَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ خِيَارُ عِبَادِ اللَّهِ عز وجل، لَيْسَ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ زَانٍ وَلَا غَالٌّ وَلَا سَارِقٌ". قَالَ حُذَيْفَةُ: أُخْبِرْنَا أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ وِلَدِ آدَمَ إِلَّا وَقَدْ أَثِمَ بِذَنْب إِلَّا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فَإِنَّهُ لَمْ يُخْطِئ، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ اللَّه عز وجل مَنَّ عَلَيْكُمْ بِتَوْبَةٍ تُطَهِّرُكُمْ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا يَطَهَّرُ الثَّوْبُ النَّقِيُّ مِنَ الدَّنَسِ، لَا تَمُرُّونَ بِحِصْنٍ فِي أَرْضِ الرُّومِ فَتُكَبِّرُونَ عَلَيْهِ إِلَّا خَرَّ حَائِطُهُ، فَتَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتَهُ، حَتَّى تَدْخُلُوا مَدِينَةَ الكُفْرِ القُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَتُكَبِّرُونَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ فَيَسْقُطُ حَائِطُهَا. قَالَ حُذَيْفَةُ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل يُهْلِكُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَرُومِيَّةَ فَتَدْخُلُونَهَا فَتَقْتُلُونَ بِهَا أَرْبَعَمِئَةِ أَلْفٍ، وَتَسْتَخْرِجُونَ مِنْهَا كُنُوزًا كَثِيرَةً ذَهَبًا، وَكُنُوزَ جَوْهَرٍ، تُقِيمُونَ فِي دَارِ البَلَاطِ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا دَارُ البَلَاطِ؟ قَالَ: "دَارُ المُلْكِ، ثُمَّ تُقِيمُونَ بِهَا سَنَةً تَبْنُونَ المَسَاجِدَ، ثُمَّ تَرْتَحِلُونَ مِنْهَا حَتَّى تَأْتُوا مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا: قُدَدُ مَارِيَّةَ، فَبَيْنَا أَنْتُمْ فِيهَا تَقْتَسِمُونَ كُنُوزَهَا إِذْ سَمِعْتُمْ مُنَادِيًا يُنَادِي: أَلَا إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ بِالشَّامِ، فَتَرْجِعُونَ فَإِذَا الأَمْرُ بَاطِلٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَأْخُذُونَ فِي إِنْشَاءِ سُفُنٍ خَشَبُهَا مِنْ جَبَلِ لُبْنَانَ، وَحِبَالُها مِنْ نَخْلِ بَيْسَانَ، فَتَرْكَبُونَ مِنْ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا: عَكَّا فِي أَلْفِ مَرْكَبٍ وَخَمْسِمِئَةِ مَرْكَبٍ مِنْ سَاحِلِ الأُرْدُنِّ بِالشَّامِ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعَةُ أَجْنَادٍ: أَهْلُ المَشْرِقِ، وَأَهْلُ المَغْرِب، وَأَهْلُ الشَّامِ، وَأَهْلُ الحِجَازِ، كَأنَّكُمْ وَلَدُ رَجُلٍ وَاحِدٍ، قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عز وجل الشَّحْنَاءَ وَالتَّبَاغُضَ مِنْ قُلُوبِكُمْ، فَتَسِيرُونَ مِنْ عَكَّا إِلَى رُومِيَّةَ تُسَخَّرُ لَكُمُ الرِّيحُ كَمَا سُخِّرَتْ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاودَ حَتَّى تَلْحَقُوا بِرُومِيَّةَ، فَبَيْنَمَا أَنْتُمْ تَحْتَهَا مُعَسْكِرُونَ إِذْ خَرَجَ إِلَيْكُمْ رَاهِبٌ مِنْ رُومِيَّةَ عَالِمٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ صَاحِبُ كُتُبٍ حَتَّى يَدْخُلَ عَسْكَرَكُمْ، فَيَقُولُ: أينَ إِمَامُكُمْ؟ فَيُقَالُ: هَذَا، فَيَقْعُدُ إِلَيْهِ فَيَسْأَلُهُ عَنْ صِفَةِ الجَبَّارِ تبارك وتعالى، وَصِفَةِ الملَائِكَةِ، وَصِفَةِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ،
وَصِفَةِ آدَمَ، وَصِفَةِ الأَنْبِيَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى مُوسَى وَعِيسَى، فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّ دِينَكُمْ دِينُ اللَّهِ وَدِينُ أَنْبِيَائِهِ لَمْ يَرْضَ دِينًا غَيْرَهُ، وَيَسْأَلُ: هَلْ يَأْكُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ وَيَشْرَبُونَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَخِرُّ الرَّاهِبُ سَاجِدًا سَاعَة، ثُمَّ يَقُولُ: مَا دِينِي غَيْرُهُ، وَهَذَا دِينُ مُوسَى واللَّهُ عز وجل أَنْزَلَهُ عَلَى مُوسَى وَعِيسَى، وَأَن صِفَةَ نَبِيِّكُمْ عِنْدَنَا فِي الإِنْجِيلِ: البَرْقِلِيطُ صَاحِبُ الجَمَلِ الأَحْمَرِ، وَأَنْتُمْ أَصْحَابُ هَذِهِ المَدِينَةِ، فَدَعُوني فَأَدْخُلُ إِلَيْهِمْ فَأَدْعُوهُمْ فَإِن العَذَابَ قَدْ أَظَلَّهُمْ، فَيَدْخُلُ فَيَتَوَسَّطُ المَدِينَةَ فَيَصِيحُ: يَا أَهْلَ رُومِيَّةَ، جَاءَكُمْ وَلَدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِينَ تَجِدُونَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ، نَبِيُّهُمْ صَاحِبُ الجَمَلِ الأَحْمَرِ، فَأَجِيبُوهُمْ وَأَطِيعُونِ، فَيَثِبُونَ إِلَيْهِ فَيَقْتُلُونَهُ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عز وجل إِلَيْهِمْ نَارًا مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهَا عَمُودٌ حَتَّى تَتَوَسَّطَ المَدِينَةَ، فَيَقُومُ إِمَامُ المُسْلِمِينَ فَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الرَّاهِبَ قَدِ اسْتُشْهِدَ". قَالَ حُذَيْفَةُ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُبْعَثُ ذَلِكَ الرَّاهِبُ فِئَةً وَحْدَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُونَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ؛ فَيَسْقُطُ حَائِطُهَا، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ رُومِيَّةً؛ لِأنَّهَا كَرُمَّانَةٍ مُكْتَنِزَةٍ مِنَ الخَلْقِ، فَيَقْتُلُونَ بِهَا سِتَّمِئَةِ أَلْفٍ، وَيَسْتَخْرِجُونَ مِنْهَا: حُلِيَّ بَيْتِ المَقْدِسِ، وَالتَّابُوتَ الَّذِي فِيهِ السَّكِينَةُ، وَمَائِدَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَرَضْرَاضَةَ الأَلْوَاحِ، وَعَصَا مُوسَى، وَمِنْبَرَ سُلَيْمَانُ، وَقَفِيزَانِ مِنَ المَن الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ". قَالَ حُذَيْفَةُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ وَصَلُوا إِلَى هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لمَّا اعْتَدَوا وَقَتَلُوا الأَنبِيَاءَ؛ بَعَثَ اللَّهُ عز وجل بُخْتُنَصَّرَ فَقَتَلَ بِهَا سَبْعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى رَحِمَهُمْ، فَأَوْحَى اللَّه عز وجل إِلَى مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ فَارِسٍ مُؤْمِنٍ: أَنْ سِرْ إِلَى عِبَادِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَاستَنْقِذْهُمْ مِنْ بُخْتُنَصَّرَ، فَاسْتَنْقَذَهُمْ وَرَدَّهُمْ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، قَالَ: فَأْتَوا بَيْتَ المَقْدِسِ مُطِيعِينَ لَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ إِنَّهُمْ يَعُودُونَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عز وجل فِي القُرْآنِ {وَإِنْ
عُدْتُمْ عُدْنَا}
(245)
إِنْ عُدتُّمْ فِي المَعَاصِي غدْنَا عَلَيْكمْ بِشَرٍّ مِنَ العَذَابِ، فَعَادُوا؛ فَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ طَيَالِيسُ مَلِك زومِيَّةَ، فَسَبَاهُمْ وَاسْتَخْرَجَ حُلِيَّ بَيْتِ المَقْدِسِ وَالتَّابُوتَ وَغَيْرَهُ، فَيَسْتَخْرِجُونَهُ وَيَرُدُّونَة إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَأْتُوا مَدِينَةً يُقَالُ لَهَا: القَاطِعُ، وَهِيَ عَلَى البَحْرِ الَّذِي لَا يَحْمِل جَارِيَةً - يَعْنِي السُّفُنَ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِمَ لَا يَحْمِل جَارِيَةً؟ قَالَ:"لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ قَعْرٌ، وَإِنَّ مَا تَرَوْنَ مِنْ خلْجَانِ ذَلِكَ البَحْرِ جَعَلَة اللَّهُ عز وجل مَنَافِعَ لِبَنِي آدَمَ لَهَا قُعُورٌ، فَهِيَ تَحْمِل السُّفُنَ". قَالَ حُذَيْفَة: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَام: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِ إِنَّ صَفَةَ هَذِهِ المَدِينَةِ فِي التَّوْرَاةِ طُولُهَا أَلْفُ مِيلٍ، وَهِيَ تُسَمَّى فِي الإِنْجيل فَرْعًا -أَوْ قَرْعًا- طُولُها أَلْفُ مِيلٍ، وَعَرْضُهَا خَمْسُمِئَةِ ميلٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم:"لَهَا سِتُّونَ وَثَلَاثمِئَةِ بَابٍ، يَخْرُجُ مِنْ كل بَابٍ مِنْهَا مِئَةُ أَلْفِ فقَاتِلٍ، فَيُكَبِّرُونَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، فَيَسقُط حَائِطُهَا، فَيَغْنَمُونَ مَا فِيهَا، ثُمَّ تقِيمُونَ فِيهَا سَبْعَ سِنِينَ، ثُمَّ تَقْفلُونَ مِنْهَا إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَيَبَلُغُكمْ أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ، إِحْدَى عَيْنَيْهِ مَمْزوجَةٌ بِالدَّم وَالأُخْرَى كَأَنَّهَا لَمْ تخْلَقْ، يَتَنَاوَل الطَّيْرَ مِنَ الهَوَاءِ، لَهُ ثَلَاثُ صَيْحَاتٍ يَسْمَعهُنَّ أَهْل المَشْرِقِ وَأهْلُ المَغْرِبِ، يَرْكَبُ حِمَارًا أَبْتَرَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، يَسْتَظِلُّ تَحْتَ أُذنَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، يَتْبَعُهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ اليَهُودِ عَلَيْهِمُ التِّيجَانُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ مِنْ صَلَاةِ الغَدَاةِ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاة، فَالتَفَتَ المَهْدِيُّ فَإِذَا هُوَ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَدْ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ فِي ثَوْبَيْنِ كَأَنَّمَا يَقْطُرُ مِنْ رَأْسِهِ المَاءُ". فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِذًا أقومُ إِلَيْه يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأعَانِقُهُ، فَقَالَ: "يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّ خَرْجَتَهُ هَذِهِ لَيْسَتْ كَخَرْجَتِهِ الأُوَلَى، تلْقَى عَلَيْهِ مَهَابَةٌ كَمَهَابَةِ المَوْتِ، يُبَشِّرُ أَقْوَامًا بِدَرَجَاتٍ مِنَ الجَنَّةِ، فَيَقُولُ لَهُ الإِمَامُ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ
(245)
الإسراء: 8.
بِالنَّاسِ، فَيَقُولُ لَهُ عِيسَى: إنَّمَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ لَكَ فَيُصَلِّي عِيسَى خَلْفَهُ". قَالَ حُذَيْفَةُ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم: "قَدْ أَفْلَحَتْ أُمَّةٌ أَنَا أَوَّلُهَا وَعِيسَى آخِرُهَا. قَالَ: وَيُقْبِلُ الدَّجَّالُ وَمَعَهُ أَنْهَارٌ وَثِمَارٌ، يَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأمُرُ الأَرْضُ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبتَ، مَعَهُ جَبَلٌ مِنْ ثَرِيدٍ فِيهِ يَنَابِيعُ السَّمْنِ، وَمِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِأَعْرَابِيٍّ قَدْ هَلَكَ أَبُوهُ وَأُمُّهُ، فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ أَبَاكَ وَأُمَّكَ تَشْهَدُ أنِّي رَبُّكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: بَلَى. قَالَ: فَيَقُولُ لِشَيْطَانَيْنِ فَيَتَحَوَّلَانِ وَاحِدٌ أَبُوهُ وَآخَرٌ أُمُّهُ، فَيَقُولَانِ: يَا بُنَيَّ، اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ. يَطَأُ الأَرْضَ جَمِيعًا إِلَّا مَكَّةَ وَالمَدِينَةَ وَبَيْتَ المَقْدِسِ، فَيَقْتُلُهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ بِمَدِينَةٍ يقَالُ لَهَا. لُدْ بأَرْضِ فِلَسْطِينَ، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ خُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، قَالَ: فَيُوحِي اللَّه عز وجل إِلَى عِيسَى عليه السلام: أَحْرِزْ عِبَادِي بِالطُّورِ - طُورِ سِنِينَ". قَالَ حُذَيْفَةُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ؟ قَالَ: "يَأْجُوجُ أُمَّةٌ، وَمَأْجُوجُ أمَّةٌ، كُلُّ أُمَّةٍ أَرْبَعُمِئَةِ أَلْفِ أُمَّةٍ، لَا يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى أَلْفِ عَيْنٍ تَطْرِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ صُلْبِهِ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْ لَنَا يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ. قَالَ:"هُمْ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مِنْهُمْ أَمْثَالُ الأَرْزِ الطِّوَالِ، وَصِنْفٌ آخَرُ مِنْهُمْ عَرْضُهُ وَطُولُهُ سَوَاءٌ عِشْرُونَ وَمِئَةُ ذِرَاعٍ فِيٍ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ ذِرَاعًا، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَقُومُ لَهُمُ الحَدِيدُ، وَصنْفٌ يَفْتَرِشُ إِحْدَى أذُنَيْهِ وَيَلْتَحِفُ بِالأُخْرَى". قَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ جَمْعٌ مِنْهُمْ بِالشَّامِ، وَسَاقَتُهُمْ بِخُرَاسَانَ، يَشْرَبُونَ أَنْهَارَ المَشْرِقِ حَتَّى تَيْبَسْ، فَيَحِلُّونَ بِبَيْتِ المَقْدِسِ وَعِيسَى وَالمُسْلِمُونَ بِالطُّورِ، فَيَبْعَثُ عِيسَى طَلِيعَةً يُشْرِفُونَ عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ فَيُخْبِرُونَهُ أَنَّهُ لَيْسَ تَرَى الأَرْضَ مِنْ كَثْرَتِهِمْ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عِيسَى يَرْفَعُ يَدَيهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَرْفعُ المُؤْمِنُونَ مَعَهُ فَيَدْعُو اللَّهَ عز وجل وَيُؤَمِّنُ المُؤْمِنُونَ، فَيَبْعَثُ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِمْ دُودًا -يُقَالُ: النَّغَفُ- فَيَدْخُلُ فِي مَنَاخِرِهِمْ حَتَّى يَدْخُلَ فِي
الدِّمَاغِ فَيُصْبِحُونَ أَمْوَاتًا، قَالَ: فَيَبْعَثُ اللَّهُ عز وجل عَلَيْهِمْ مَطَرًا وَابِلًا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَيُغْرِقُهُمْ فِي البَحْرِ، فَيَرْجعُ عِيسَى إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ وَالمُؤْمِنُونَ مَعَهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَظْهَرُ الدُّخَانُ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا آيَةُ الدُّخَانِ؟ قَالَ:"يُسْمَعُ لَهُ ثَلَاثُ صَيْحَاتٍ، وَدُخَانٌ يَمْلأُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، فَأَمَّا المُؤْمِنُ فَتُصِيبُهُ زَكْمَةٌ، وَأَمَّا الكَافِرُ فَيَصِيرُ مِثْلَ السَّكْرانِ يَدْخُلُ فِي مِنْخَرَيْهِ وَأُذُنَيْهِ وَفِيهِ وُدُبُرِهِ، وَخَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الدَّابَّةُ؟ قَالَ: "ذَاتُ وَبَرٍ وَرِيشٍ عَظْمُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لَيْسَ يُدْرِكُهَا طَالِبٌ، وَلَا يَفُوتُهَا هَارِبٌ، تَسِمُ النَّاسَ مُؤْمِنًا وَكَافِرًا، فَأَمَّا المُؤْمِنُ فَتَتْرُكُ وَجَهَهُ كَالكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ، وَتَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُؤْمِنٌ، وَأَمَّا الكَافِرُ فَتَنْكُتُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ نُكْتَةً سوْدَاءَ، وَتَكْتُبُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، وَنَارٌ مِنْ بَحْرِ عَدَنَ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى المَحْشَرِ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، يَكُونُ طُولُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، لَا يَعْرفُهَا إِلَّا المُوَحِدُّونَ أَهْلُ القُرْآنِ، يَقُومُ أَحُدُهُمْ فَيَقْرَأُ أَجْزَاءَهُ فَيَقُولُ: قَدْ عَجِلْتُ اللَّيلَةَ، فَيَضَعُ رَأْسَهُ فَيُرْقُدُ رَقْدَة، ثُمَّ يَهُبُّ مِنْ نَوْمِهِ فَيَسِيرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَيَقُولُونَ: هَلْ أَنْكَرْتُمْ مَا أَنْكَرْنَا؟ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: غَدًا تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا فَعِنْدَ ذَلِكَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}
(246)
قَالَ: فَيَمْكُثُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عز وجل رِيحًا مِنْ قِبَلِ مَكَّةَ سَاكِنَةً تَقْبِضُ رُوحَ ابنِ مَرْيَمَ وَأَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ مَعَهُ، وَيَبْقَى سَائِرُ الخَلْقِ لَا يَعْرِفُونَ رَبًّا، وَلَا يَشْكُرُونَ شُكْرًا، فَيَمْكُثُونَ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَتَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ وَهُمْ شِرَارُ الخَلْقِ".
(247)
(246)
الأنعام: 158.
(247)
"موضوع"
1141 -
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ":
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: يُوشِكُ نارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، قَالَ: تَسُوقُ النَّاسَ، تَغْدُو مَعَهُمْ إِذَا غَدَوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتَرُوحُ مَعَهُمْ إِذَا رَاحُوا، فَإِذَا سَمِعْتُمْ فَاخْرُجُوا إِلَى الشَّامِ.
(248)
1142 -
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "جَامِعِ مَعْمَر":
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: اخْرُجُوا مِنَ اليَمَنِ قَبْلَ ثَلَاثٍ: قَبْلَ خُرُوج النَّارِ، وَقَبْلَ انْقِطَاع الحَبْلِ، وَقَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ لِأَهْلِهَا زَادٌ إِلَّا الجَرَادَ.
(249)
= "السنن الواردة في الفتن"(596).
وهذا لا شك مكذوب على الثوري، وفيه طامات، وهو ملفق من عدة روايات، ثم فيه نكارة في عدة مواضع، ولا أدري من هو عبد الرحمن هذا، وما أظنه الأوزاعي، ومسلمة بن ثابت وثقه ابن عساكر في "تاريخه"(25/ 167)، ومن تحته مجاهيل.
وأخرجه الخطيب البغدادي (1/ 38)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 61) من طريق عمر بن يحيى، عن الثوري به مختصرًا، وعمر بن يحيى متروك، وانظر "الميزان"(3/ 230).
وأورده يوسف بن يحيى في "عقد الدرر في أخبار المنتظر"(1/ 19) عن حذيفة تعليقًا.
(248)
"إسناده صحيح إلى كعب"
"مصنف ابن أبي شيبة"(8/ 640)، وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1327) من طريق عبيد اللَّه ابن عمر، عن نافع، وأخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(537) من طريق عبد الوهاب، عن عبيد اللَّه بن عمر بنحوه.
وإسناده صحيح إلى كعب.
(249)
"إسناده ضعيف"
"جامع معمر المطبوع مع مصنف عبد الرزاق"(20786)، وفي "التفسير" له (2/ 375)، وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1359 م).
1143 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أهْلِ المَدِينَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقول: يُحْشَرُ النَّاسُ إِلَى الشَّامِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وَصِنْفٌ عَلَى الإِبِلِ، وَصِنْفٌ عَلَى أَرْجُلِهِمْ.
(250)
1144 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي سلَيْمَان بن عِيسَى، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمٍ عليه السلام إِذَا قَتَلَ الدَّجَّالَ ونَزَلَ بَيْتَ المَقْدِسِ ظَهَرَ يَأْجُوجُ ومَأجُوجُ، وَهُمْ أَرْبَعَةٌ وعِشْرُونَ أُمَّةً: يَأْجُوجُ، ومَأجُوجُ، وبَنَاجِيجُ، والحَجُّ، والعَسْلَانِين، والسَّبْتِيِّينُ، والفَزَانِيِّين، والعَوْطَنِيِّينُ.
(251)
= وإسناده منقطع؛ طاوس لم يسمع من معاذ بن جبل، قاله ابن المديني وأبو زرعة، وانظر "جامع التحصيل"(307).
(250)
"إسناده ضعيف"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1357).
وفي إسناده رجل مبهم.
(251)
"إسناده ضعيف جدًّا"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1341 م).
إسناده ضعيف؛ فيه يحيى بن سعيد هو العطار الأنصاري، أبو زكريا الشامي الحمصي، ويقال: الدمشقي. قال الحافظ في "التقريب": ضعيف. وسليمان بن عيسى حدث به بلاغًا؛ فهو معضل.