الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُورَةُ التِّينِ
قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}
(236)
972 -
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "تَفْسِيرِهِ":
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَالتِّينِ} قَالَ: الجَبَلُ الَّذِي عَلَيْهِ دِمَشْقُ، {وَالتِّينِ} الَّذِي عَلَيهِ بَيْتُ المقْدِسِ {وَطُورِ سِينِينَ} جَبَلٌ بِالشَّامِ؛ جَبَلٌ مُبَارَكٌ حَسَنٌ.
(237)
(236)
التين: 1 - 3.
(237)
"حسن"
"تفسير عبد الرزاق"(3/ 382)، وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(19403)، وابن جرير في "تفسيره"(24/ 507)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 216) كلهم من طريق معمر، عن قتادة به.
وكما هو معلوم أن رواية معمر ضعيفة في البصريين، وقتادة بصري.
وقد ورد مثله عن قتادة من عدة طرق فأخرجه:
ابن عساكر في "الجامع المستقصى" وقال:
أبنا أبو الفضائل ناصر بن محمود علي القرشي، وأبو القاسم بن السوسي، قالا: أبنا علي بن أحمد بن زهير، أبنا علي بن محمد، أبنا تمام، أخبرني أبي، قال: حدثني الفضل بن مهاجر، ثنا الوليد بن حماد الرملي، عن هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، قال: سألت خليد بن دعلج، فحدثني عن قتادة، قال:{وَالتِّينِ} جبل عليه دمشق، {وَالزَّيْتُونِ} جبل عليه بيت المقدس.
"الجامع المستقصى"(ق 217)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 211) به، وفي (2/ 237) من طريق عيسى بن موسى، عن سعيد بن بشير بنحوه.
وسنده ضعيف، فيه خليد بن دعلج السدوسي أبو حبلس، ويقال: أبو عبيد، وقيل غير ذلك، نزل الموصل ثم بيت المقدس. قال ابن حجر: ضعيف، قال النسائي: ليس بثقة، وضعفه أحمد وابن معين. انظر "تهذيب التهذيب"(3/ 136).
خلاصة ما ورد في الآية
قال الطبري في "تفسيره"(24/ 504): =
973 -
قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ":
حَدَّثَنَا ابْنُ بَشارٍ، قَالَ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنِّي أريدُ أَنْ آتِيَ بَيْتَ المقْدِسِ وَطُورَ سِينِينَ. فَقَالَ: لَا تَأتِ طُورَ سِينِينَ، مَا تُرِيدُونَ أَنْ تَدَعُوا أَثَرَ نَبِيٍّ إِلَّا وَطِئْتُمُوهُ. قَالَ قَتَادَةُ:{وَطُورِ سِينِينَ} مَسْجِدُ مُوسَى صلى الله عليه وسلم.
(238)
= والصواب من القول في ذلك عندنا قول من قال: {وَالتِّينِ} هو التين الذي يؤكل، {وَالزَّيْتُونِ} هو الزيتون الذي يعصر منه الزيت؛ لأن ذلك هو المعروف عند العوب، ولا يعرف جبل يسمى تينا، ولا جبل يقال له: زيتون، إلا أن يقول قائل: أقسم ربنا جل ثناؤه بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} والمراد من الكلام: القسم بمنابت التين، ومنابت الزيتون، فيكون ذلك مذهبًا، وإن لم يكن على صحة ذلك أنه كذلك دلالة في ظاهر التنزيل، ولا من قول من لا يجوز خلافه؛ لأن دمشق بها منابت التين، وبيت المقدس منابت الزيتون.
وقال ابن رجب في "فضائل الشام"(ص 124 - 125):
ولا ريب أن لفظ القرآن يدل صريحًا على التين والزيتون المأكولين، كما قاله ابن عباس ومجاهد وغيرهما، ولكنه قد يدل على مكانهما من الأرض بدليل أنهما قرنا بمكانين شريفين وهما الطور والبلد الأمين، وهذه البقاع هي أشرف بقاع الأرض، ومنها ظهرت النبوات العظيمة، والشراح المتبعة، فعامة أنبياء بني إسرائيل كانوا من الشام، وهي أرض التين والزيتون، ومنها ظهرت نبوة عيسى عليه السلام، وطور سيناء كلمه اللَّه منه، والبلد الأمين فمنه ابتدئ الوحي وانزاله على محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه النبوات الثلاث هي أعظم النبوات والشرائح.
ونظير ذلك ما ذكر في التوراة من قوله: "جاء اللَّه من طور سيناء، وأشرق من ساعير، واستعلن من جبال فاران". وساعير: هي أرض بيت المقدس وما حوله، وجبال فاران: مكة.
فمن قال من المفسرين: إن التين والزيتون هما المأكولان. فقوله صحيح؛ باعتبار دلالة التين والزيتون على بقاعهما من الأرض، فإن أرض الشام هي أرض التين والزيتون غالبًا، ومن قال:{وَالتِّينِ} دمشق {وَالزَّيْتُونِ} بيت المقدس وفلسطين، فقوله صحيح باعتبار دمشق وما حولها هي بلاد التين غالبًا، وفلسطين وبيت المقدس هي بلاد الزيتون غالبًا، ومن قال: المراد جبل دمشق وجبل بيت المقدس، فالجبل من جملة أرض التين والزيتون. ومن قال: مسجد دمشق ومسجد بيت المقدس، فهذان المسجدان هما أشرف بقاع أرض الشام.
(238)
"إسناده حسن"
974 -
قَالَ الدُّولَابِي فِي "الكُنَى":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} قَالَ: {وَالتِّينِ} مَسْجِدُ دِمَشْقَ {وَالزَّيْتُونِ} بَيْتُ المقْدِسِ {وَطُورِ سِينِينَ} جَبَلُ مُوسى.
(239)
= "تفسير الطبري"(12/ 133).
رجال إسناده ثقات، غير معاذ بن هشام وهو صدوق.
وقد ورد مثله عن قتادة.
قال الربعي في "فضائل الشام ودمشق"(63):
أخبرنا تمام بن محمد، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد اللَّه البرامي، حدثنا أبو أيوب سليمان بن محمد بن إسماعيل، حدثنا العباس بن الوليد بن صبيح، حدثنا هارون بن محمد، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة: في قوله عز وجل: {وَالتِّينِ} قال: جامع دمشق. قال: {وَالزَّيْتُونِ} قال: مسجد بيت المقدس. {وَطُورِ سِينِينَ} قال: حيث كلم اللَّه عز وجل موسى عليه السلام. {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} قال: مكة. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ 211) من طريق أبي الجماهر، وفي (2/ 237) من طريق عيسى بن موسى، وفي "الجامع المستقصى"(ق 111 ب - 112 أ) من طريق هارون بن محمد، ثلاثتهم عن سعيد بن بشير به.
إسناده ضعيف؛ وآفته سعيد بن بشير الأزدي، وانظر ترجمته "بالتهذيب"(10/ 348).
وقال السيوطي في "الدر المنثور"(15/ 509): وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب، قال:{وَالتِّينِ} مسجد أصحاب الكهف {وَالزَّيْتُونِ} مسجد إيلياء {وَطُورِ سِينِينَ} مسجد الطُّور {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} ومكة.
(239)
"إسناده حسن إلى كعب"
"الكنى والأسماء"(1/ 213، 2/ 111)، وعنه ابن عساكر في "تاريخه"(1/ 215)، وأخرجه الطبري في "تفسيره"(24/ 503) من طريق عوف مختصرًا، وعزاه السيوطي في "تفسيره"(15/ 509) لابن المنذر وابن الضريس.
ورجال الإسناد ثقات، سوى يزيد أبي عبد اللَّه، وهو الفارسي، وثقه ابن سعد كما في "مغاني الأخيار"(2712)، وقال ابن حجر: مقبول. انظر: "تهذيب الكمال"(7067)، و"التقريب"(7796).
وقد توبع عند ابن عساكر، أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(1/ 215) من طريق أبي نعيم محمد بن =
975 -
قَالَ ابنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، نَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ ابنِ أَحْمَدَ بْنِ صَرِي التَّغْلبِيُّ بِدِمَشْقَ، أَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَذْلَمٍ، نَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، نَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، نَا أَبُو حَمْزَةَ العَطَّارُ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الحَسَنِ فِي قَوْلِهِ:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} قَالَ: جِبَالٌ ومَسَاجِدٌ بِالشَّامَ.
(240)
976 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الغَسَّانِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، ثَنَا أَبُو بَكْرِ ابنُ أَبِي شَيْبَةَ المغَافِرِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَدرٍ عَبَّادُ بْنُ الوَلِيدِ، قَالَ: ثَنَا حِبَّانُ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مَحْصَر بْنُ نُمَيرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ الحَكَمِ، قَالَ:{وَالتِّينِ} دِمشْقُ {وَالزَّيْتُونِ} فَلَسْطِينُ {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} مَكَّةُ.
(241)
= عبد الرحمن الغفاري، قال: أنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن عيسى -التادلي الفاسي- قال: نا أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير الدمشقي، قال: نا صدفة بن خالد، قال: نا الشعيثي محمد بن عبد اللَّه ابن المهاجر الشعيثي النصري، عن عبد الرحمن بن أبي عمار، عن كعب به.
(240)
"إسناده ضعيف"
"تاريخ دمشق"(1/ 216).
أبو حمزة العطار إسحاق بن الربيع، قال الذهبي في "الميزان" (754): ضعفه الفلاس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن عدي: ضعيف.
(241)
"إسناده ضعيف"
"فضائل بيت المقدس"(ص 456)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(1/ 217)، لكن تحرف اسمه إلى الشرف بن رجاء بن الحسن.
وفي إسناده من لم أقف له على ترجمة، وأبو بدر عباد بن الوليد: صدوق، وهو من رجال "التهذيب"، وحبان هو ابن هلال: ثقة من رجال الجماعة، وأبو محصر الظاهر أنه حصن بن نمير: ثقة، لكن في إدراكه =
977 -
قَالَ ابنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ الكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا تَمَّامٌ الرَّازِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الفَرَجِ بْنِ البِرَامِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الفَرَّاجِ، أَنْبَأَنَا القَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الجَوْعِيُّ، سَمِعْتُ مَرْوَانَ ابنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ تبارك وتعالى، قَالَ:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} مَسْجِدُ دِمَشْقَ. قَالَ: {وَالتِّينِ} مَسْجِدُ دِمَشْقَ. {وَالزَّيْتُونِ} مَسْجِدُ بَيْتِ المقْدِسِ.
(242)
978 -
قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ":
حَدَّثَنِي مُحْمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ:{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} يَعْنِي مَسْجِدَ نُوح الَّذِي بَنَى عَلَى الجُودِيِّ {وَالزَّيْتُونِ} بَيْتَ المقْدِسِ؛ قَالَ: وَيُقَال: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ} ثَلاثَةُ مَسَاجِدَ بِالشَّامِ.
(243)
979 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
= لسعيد بن جبير بعد ونظر، فهو من الطبقة الثامنة.
(242)
"إسناده ضعيف"
"تاريخ ابن عساكر"(2/ 237).
القاسم بن عثمان الجوعي ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(7/ 114) وقال: صدوق. وعبد اللَّه بن الفرج هو المعروف بابن البرامي، ترجم له الخطيب في "تاريخه"(10/ 41)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(31/ 399)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، فقد كان همه العبادة، أما الرواية فليس من بابته، وابنه أحمد بن عبد اللَّه ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام"(25/ 238) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(243)
"إسناده ضعيف جدًّا"
"تفسير الطبري"(12/ 133)، وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء، وقد تقدم الحديث عنه.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: أَبْنَا عُمَرُ، قَالَ: أَبْنَا أَبِي، قَالَ: أَبْنَا الوَلِيدُ، قَالَ: أَبْنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَقْسَمَ رَبُّنَا عز وجل بَأَرْبَعَةِ أَجْبُل فَقَالَ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} قَالَ: {وَالتِّينِ} مَسْجِدُ دِمَشْقَ {وَالزَّيْتُونِ} مَسْجِدُ بَيْتِ المقْدِسِ، {وَطُورِ سِينِينَ} يَعْنِي طُورَ سَيْنَاءَ
(244)
، {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} مَكَّةُ.
(245)
980 -
قَالَ الخَطِيبُ فِي "تَارِيخِ بَغْدَاد":
أَخْبَرَنِي أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّخِّيرِ، قَالَ: نَا أَبُو العَبَّاس مُحَمَّدُ بْنُ بَيَانِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ المعْرُوف بِابْنِ البَخْتَرِيَّ فِي مَجْلِسِ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، قَالَ ابْنُ الشَّخِّيرِ: وَكَانَ ثِقَةٌ أَمْلَى عَلَيْنَا مِنْ أَصْلِهِ، قَالَ: نَا الحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ التِّيْنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرِحَ لَهَا فَرَحًا شَدِيدًا حَتَّى بَانَ لَنَا شِدَّةَ فَرَحِهِ، فَسَأَلْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ تَفْسِيرِهِا، فقَالَ: أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {وَالتِّينِ} فَبِلَادُ الشَّامِ {وَالزَّيْتُونِ} فَبِلادُ فَلَسْطِيْنَ
(244)
سِينَاء: بكسر أوله ويفتح، اسم موضع بالشام يضاف إليه الطور فيقال: طور سيناء، وهو الجبل الذي كلم اللَّه تعالى عليه موسى بن عمران عليه السلام. انظر "معجم البلدان"(3/ 341).
(245)
"ضعيف جدًّا"
"فضائل بيت المقدس"(ص 320)، وأخرجه ابن الجوزي في "فضائل القدس"(71)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 60 ب - 61 أ).
قلت: وإسناده واهٍ؛ فيه عمرو بن بكر السكسكي، قال الذهبي: واه. وقال ابن عدي: له أحاديث مناكير عن الثقات. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الطامات. انظر "الميزان"(3/ 247).
وخالد بن معدان، قد أدرك أبا هريرة، ولم يذكر له سماع منه. قاله أبو حاتم، انظر "المراسيل"(1/ 53)، و"جامع التحصيل"(167).
{وَطُورِ سِينِينَ} فَطُورُ سَننَاءَ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مُوسَى {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} فَبَلَد مَكَّةَ {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} مُحَمَّدُ صلى الله عليه وسلم {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} عُبَّادُ الَّلاتِ وَالعُزَّى {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أَبُو بَكْرٍ وعُمَر {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ} عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} بَعَثَكَ فِيهِم نَبِيًّا، وَجَمَعَكُم عَلَى التَّقْوَى يَا مُحَمَّد.
(246)
981 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجَامِعِ المسْتَقْصَى":
أَبَنَا أَبِي رحمه الله قَالَ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ صَابِرٍ فِيمَا ذَكَرَ أَنَّهُ نَقَلَهُ مِنْ خَطِّ أَبِي الحُسَيْنِ الرَّازِي، وَأَخْبَرَنِي أَبُو العَبَّاسِ الوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ العَبَّاسِ ابْنِ
(246)
"موضوع"
"تاريخ بغداد"(2/ 97)، وأخرجه عنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 211)، وابن الجوزي في "الموضوعات"(487).
قال أبو بكر الخطيب: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل لا أصل له يصح فيما نعلم، والرجال المذكورون في إسناده كلهم أئمة مشهورون غير محمد بن بيان، نرى العلة من جهته، وتوثيق ابن الشخير له ليس بشيء؛ لأن من أورد مثل هذا الحديث بهذا الإسناد قد أغنى أهل العلم عن أن ينظروا في حاله ويبحثوا عن أمره، ولعله كان يتظاهر بالصلاح فأحسن ابن الشخير به الظن وأثنى عليه، وقد قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث. اهـ.
ومحمد بن بيان ترجمه الذهبي في "الميزان"(7286) وقال: متهم بوضع الحديث، قاله الخطيب، وقال ابن الجوزي: هذا وضعه ابن بيان على ابن عرفة.
والحديث ذكره ابن الجوزي وقال: هذا حديث موضوع بارد الوضع، بعيد عن الصواب، فالحمل فيه على ابن بيان الثقفي، وكأنه قد تلاعب بالقرآن.
الوَلِيدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الدرفسِ الغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَبَنَا أَبي مُحَمَّدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي: العَبَّاسَ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فِي تَفْسِيرِ {وَالتِّينِ} قَالَ:{وَالتِّينِ} مَسْجِدُ دِمَشْقَ كَانَ بُسْتَانًا لِهُودٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهِ تِينٌ {وَالزَّيْتُونِ} مَسْجِدُ بَيْتِ المقْدِسِ.
(247)
(247)
"الجامع المستقصى"(ق 112)، وذكره في "مختصر تاريخ دمشق"(1/ 3586) في ترجمة الوليد ابن عمر بن الدرفس الغساني، قال: حدث عن أبيه، عن جده في تفسير "والتين قال. . . " فذكره. قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" في ترجمة الوليد بن محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس: قال: وكانوا أهل بيت علم، أبوهم أبو عبد الرحمن محمد بن العباس. . . كان محدثًا جليلًا، وأجدادهم كلهم قد روي عنهم العلم.
كتاب الفتن