الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا جَاءَ فِي الصَّخْرَةِ
(249)
وفَضْلِهَا
399 -
قَالَ ابْنُ مَاجَه فِي "سُنَنِهِ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مَهْدِي، ثَنَا المشَمْعِلُّ بن إِيَاسٍ المزَنِي، حَدَّثَنِي عَمْرو بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَافعَ بْنَ عَمْرٍو المزَنِي، قَالَ:
(249)
قبل التعريف بهذه الصخرة لا بد من بيان أنه لم يثبت في كتاب اللَّه أو في سنة نبيه دليل صحيح عن هذه الصخرة، وغاية ما فيه إسرائيليات وآثار لا اعتبار لها عند التحقيق، ولجهل الكثير لحال هذه النصوص غالى الكثير من الأمراء والعوام بتعظيم هذه الصخرة مما أحدث بدعًا عظيمة، بل صارت هذه الصخرة تُضاهي كعبة اللَّه في الاحترام والتقديس، ورضي اللَّه عن عمر عندما قبل الحجر الأسود، قال: واللَّه إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول اللَّه يقبلك ما قبلتك. وهكذا يكون الاتباع.
وتعظيم صخرة بيت المقدس بدعة لا أصل لها في الشرع، ولم يعظمها الصحابة، ويخشى على من عظمها مشابهته باليهود في تعظيم إياها.
وقد كتب الدكتور ناصر بن عبد الرحمن الجديع رسالة لطيفة بعنوان "صخرة بيت المقدس في ضوء العقيدة الإسلامية"، وفيها رد على شبهات المغالين فيها، وصدر رسالته بتعريف الصخرة وتاريخ بناء القبة، فقال:
التعريف بالصخرة: هي إحدى صخور مرتفعات القدس، وتقع وسط فناء المسجد الأقصى، ويبلغ طولها 18 مترًا وعرضها 13 مترًا تقريبًا، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق، بينما يتجه جانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب، وترتفع بعض نواحيها عن سطح الأرض بحوالي متر، وشكلها غير منتظم، أما محيطها فيبلغ عشرة أمتار، ومن أسفلها فجوة هي بقية كهف عمقه أكثر من متر ونصف، وتظهر الصخرة فوقه وكأنها مُعلقة بين السماء والأرض، وهي محاطة بسياج من الخشب المنقوش.
بناء القبة على الصخرة:
ذكرت المصادر التاريخية أن بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حيث أمر سنة 566 ببناء القبة على صخرة بيت المقدس تكن المسلمين من الحر والبرد وعمارة الجامع الأقصى -وقد كمل البناء سنة 70 هـ، وقيل 73 هـ- وقد وكل عبد الملك للقيام بذلك رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه، وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس، وأرسل إليهم الأموال الجزيلة، وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يُفرغا الأموال إفراغًا ولا يتوقفا منه، فبنوا القبة على أحسن بناء، وفرشاها بالرخام الملون، وحفا القبة بأنواع الستور، وأقاما لها السدنة والخدام بأنواع الطيب والمسك والعنبر والزعفران، ويبخّرون القبة من الليل، وجعلا فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل شيئًا كثيرًا، وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة، وكانوا إذا أطلقوا البخور شُم من مسافة بعيدة.
وكان الرجل إذا رجع من بيت المقدس إلى بلاده توجد معه رائحة المسك والطيب أيامًا، ويُعرف أنه أقبل من بيت المقدس ودخل الصخرة، وكان في الصخرة من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير.
وبالجملة فإن صخرة بيت المقدس لمَّا فُرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض بهجة ومنظرًا، ويبلغ ارتفاع القبة حوالي 30 مترًا.
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْعَجْوَةُ وَالصَّخْرَةُ مِنَ الجنَّةِ". قَالَ عَبدُ الرَّحْمَنِ: حَفِظْتُ الصَّخْرَةَ مِنْ فِيهِ.
(250)
(250)
"مضطرب"
"سنن ابن ماجه"(3456)، وأخرجه أحمد (5/ 31، 65)، والحاكم (4/ 125)، والمزي في "تهذيب الكمال"(9/ 34)، وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 50)، والطبراني في "الكبير"(5/ 18 رقم 4456)، كلهم عن عبد الرحمن بن مهدي به.
لكن اختلف عليه في لفظ الحديث؛ رواه عنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن بشار، ومحمد بن يزيد، وإسماعيل بن بشر بن منصور، عن المشمعل، بلفظ:"العجوة والصخرة من الجنة"، وخالفهم بكر بن خلف كما عند الطبرني فرواه عنه بلفظ:"الشجرة والعجوة من الجنة"، ورواه يحيى بن سعيد، عن المشمعل به، واختلف عليه أيضًا في لفظه في التقديم والتأخير، رواه عنه أحمد بن حنبل كما في "المسند"(5/ 31)، بلفظ:"العجوة والشجرة من الجنة"، وخالفه مسدد كما عند الطبراني في "الكبير"(5/ 18 رقم 4457)، فرواه عن يحيى بلفظ:"الشجرة والعجوة"، والاختلاف يسير هنا، ورواه عبد الصمد عن يحيى أيضًا، واختلف عليه أيضًا، فرواه عنه أحمد بن حنبل كما في "المسند"(5/ 31)، بلفظ:"العجوة والصخرة - أو قال: العجوة والشجرة". شكَّ المشمعل، وخالفه محمد بن إسحاق كما عند الحاكم (4/ 120)، فرواه عنه بلفظ:"العجوة والصخرة من الجنة"، ثم قال: هكذا حدثناه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد؛ فإن مشمعل هذا هو عمرو بن إياس، شيخ من أهل البصرة، قليل الحديث، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 129).
قلت: هذا إسناد صحيح؛ لكن وقع فيه اضطراب في متنه كما بينته، وهذا الاضطراب من المشمعل وليس من الرواة عنه؛ لأن كل من روى عنه هذا الحديث أثبت منه، والجمع متعذرٌ بين لفظ الشجرة والصخرة.
قال العلامة الألباني رحمه الله في "الإرواء"(8/ 312): كل هؤلاء الرواة عن المشمعل ثقات حفاظ، وقد اختلفوا عليه في هذه اللفظة، وذلك يدل على أنه لم يكن قد حفظها، فكان يضطرب فيها: تارة يقول: الصخرة، وتارة: الشجرة، وتارة يتردد بينهما ويشك، والاضطراب دليل على ضعف الحديث، كما هو مقرر في المصطلح. اهـ.
وقد ضعف الإمام ابن القيم كل الأحاديث الواردة في الصخرة، فقال في "المنار المنيف"(87، 88): وكل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى، والقدم الذي فيها كذب موضوع، مما عملته أيدي المزورين الذين يروجون لها ليكثر سواد الزائرين، وأرفع شيء في الصخرة أنها كانت قبلة اليهود، وهي في المكان =
400 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَبَنَا عِيسَى، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَر، قَالَ: ثَنَا زَكَرِيَّا ابْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَلِى يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسَنِ ابْنِ أُخْتِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُجَالِدٍ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ خَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "سَيِّدُ الْبِقَاعِ بَيْتُ المقْدِس، وَسَيِّدُ الصُّخُورِ صَخْرَةُ بَيْتِ المقْدِسِ".
(251)
= كيوم السبت في الزمان، أبدل اللَّه بها هذه الأمة المحمدية الكعبة البيت الحرام، ولما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يبني المسجد الأقصى استشار الناس هل يجعله أمام الصخرة أو خلفها؟ فقال له كعب: يا أمير المؤمنين، ابنه خلف الصخرة، فقال: يا ابن اليهودية، خالطتك اليهودية، بل أبنيه أمام الصخرة؛ حتى لا يستقبلها المصلون، فبناه حيث هو اليوم. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(57/ 12): وأما الصخرة فلم يُصَلِّ عندها عمر رضي الله عنه، ولا الصحابة، ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر، وعثمان، وعلي، ومعاوية، ويزيد، ومروان، ولكن لمَّا تولى ابنه عبد الملك الشام، ووقع بينه وبين ابن الزبير الفتنة، كان الناس يحجون فيجتمعون بابن الزبير، فأراد عبد الملك أن يصرف الناس عن ابن الزبير، فبنى القبة على الصخرة، وكساها في الشتاء والصيف، ليرغب الناس في زيارة بيت المقدس، ويشتغلوا بذلك عن اجتماعهم بابن الزبير، وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة، فإنها قبلة منسوخة، كما أن يوم السبت كان عيدا في شريعة موسى عليه السلام ثم نسخ في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بيوم الجمعة، فليس للمسلمين أن يخصوا يوم السبت ويوم الأحد بعبادة كما تفعل اليهود والنصارى، وكذلك الصخرة إنما يعظمها اليهود وبعض النصارى، وما يذكره بعض الجهال فيها من أن هناك أثر قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأثر عمامته، وغير ذلك فكله كذب، وأكذب منه من يظن أنه موضع قدم الرب، وكذلك المكان الذي يذكر أنه مهد عيسى عليه السلام كذب، وإنما كان موضع معمودية النصارى، وكذا من زعم أن هناك الصراط، والميزان، أو أن السور الذي يضرب به بين الجنة والنار هو ذلك الحائط المبني شرق المسجد، وكذلك تعظيم السلسلة أو موضعها ليس مشروعًا.
قال بعضهم: واضطراب الراوي في لفظة "الصخرة" أو "الشجرة" لا يقتضي إسقاط الحديث بالكلية، ولكن يقتضي عدم الاحتجاج باللفظة المضطربة فقط، واللَّه أعلم.
(251)
"إسناده ضعيف"
401 -
قَالَ الوَاسطِي فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حَدَّثَنَا عُمَرُ، نَا أَبِي، نَا الْوَلِيدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا أَبُو عَبْدِ الملِكِ الجزَرِيّ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قَالَ:"الْأَنْهَارُ كُلُّهَا وَالسَّحَابُ وَالْبِحَارُ وَالرِّيَاحُ مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ".
(252)
402 -
قَالَ الوَاسطِي فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حَدَّثَنَا عُمَرُ، نَا أَبِي، نَا الْوَلِيدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا الحوشَبِي، عَنْ أَبَانَ بْنِ أبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَوْحَى إلَى الْأَرْضِ: إِنِّي وَاطِئٌ عَلَى بَعْضِكِ. فَاستَعلَت إلَيْهِ الجبَالُ، وَتَوَاضَعَتِ الصَّخْرَةُ، فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا، فَوَضَعَ قَدَمَهُ عَلَيْهَا".
(253)
= "فضائل بيت المقدس"(ص 128)، ذكره المقدسي في "مثير الغرام"(ق 35 ب)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 9 أ)، ومجير الدين في "الأنس الجليل"(1/ 357).
وإسناده واهي؛ وفيه الخليل بن مرة الضبعي البصري، ضعفه البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة والساجي والعقيلي وابن الجارود وابن السكن في "الضعفاء"، وقال ابن عدي: متروك. انظر "التهذيب"(3/ 169)، و"الميزان"(2/ 190).
(252)
"منكر"
"فضائل البيت المقدس"(ص 69)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 134)، وابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 17 أ)، والمقدسي في "فضائل بيت المقدس"(27)، وابن الجوزي في "فضائل القدس"(16)، كلهم من طريق عمر به.
وفيه غالب بن عبيد اللَّه وهو متروك الرواية، ووهَّاه الجمهور، وانظر "الميزان"(3/ 336)، وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 51): هذا حديث لا أصل له.
(253)
"منكر"
"فضائل البيت المقدس"(ص 64 - 65)، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 20 ب - 21 أ)، وأخرجه ابن بطة في "الإبانة" من كلام كعب (6/ 277).
وفي إسناده: أبان بن أبي عياش فيروز البصري أبو إسماعيل العبدي، قال الحافظ: متروك.
403 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ بابشاذ الجوْهَرِي، قال: أَبْنَا الشيخ أَبُو مُحَمَّدٍ الحسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ قِرَاءَةً عَلَيهِ مِنْ أَصْلِهِ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكَ أَبُو مُحَمَّدٍ الحسَنُ ابْن رَشِيقٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الخولَانِي لَفْظًا، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْأَصْبَغِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ المنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سنانٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبَّاسِ، قَالَ: سَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بن سَلَامٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ قِيَامِ السَّاعَةِ كَيْفَ يَمُوتُ الخَلائِق طَوْرًا طوْرًا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ قَامَ مَلَكُ الموْتِ عَلَى صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ -وَهِيَ أوْسَطُ الدُّنْيَا، وَأَقْصَى المسَاجِدِ، وَأَكْرَمُ المسَاجِدِ كلِّهَا بَعْدَ مَكَّةَ- وَوَضَعَ وَجْهَهُ تَحْتَ الْعَرْشِ يَنْتَظِرُ أَمْرَ رَبِّهُ عز وجل فِيقَالَ لَهُ: يَا مَلَكَ الموْتِ، فِيقُولُ: لَبَّيْكَ إِلَهِي وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: اقْبضْ أَرْوَاحَ عِبَادِي، فَيَمُدُّ يَدَهُ اليُمْنَى مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ وَيَدَهُ الْيُسْرَى مِنْ تَحْتِ الثَّرَى، فِيقْبِضُ الْأَرْوَاحَ كُلِّهَا فِي قَبْضَةٍ وَاحِدَةٍ، فَلَا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ إِلَّا خَرَّ مَيِّتًا بِإذْنِ اللَّهِ تَعَالَى".
(254)
404 -
قَالَ الوَاسطِيَ فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حَدَّثَنَا عِيسَى، نَا أَبُو الحسَنِ عَلِيُّ بن جَعْفَر الرَّازِي بِبَيْتِ المقْدِسِ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ
= وقد ساق ياقوت الحموي في "معجم البلدان"(5/ 187)، عن أبي مالك القرظي، قال:"في كتاب اليهود الذي لم يغير. . . "، فساق أثرًا نحو الأثر المذكور هنا وأطول منه وأشد نكارة.
(254)
"موضوع"
"فضائل بيت المقدس"(ص 146 - 147).
قلت: وإسناده واهٍ؛ عبد المنعم بن إدريس متهم بالكذبٍ، قال الذهبي في "الميزان" (5270): ليس يعتمد عليه؛ تركه غير واحد. وأفصح أحمد بن حنبل، فقال: كان يكذب على وهب بن منبه. وقال البخاري: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره.
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرَةَ المقْدِسِي، نَا بَكْرُ بْنُ زِيَادِ الْبَاهِلِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المبَارَك، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ المقدِسِ مَرَّ بِي جِبرِيلُ إلَى قَبْرِ إبْرَاهِيم صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: انْزِل صَلِّ هَاهُنَا رَكْعَتَيْن؛ فَإِنَّ هَاهُنَا قَبرُ أَبِيكَ إبْرَاهِيم. ثُم مَرَّ بِي ببَيْتِ لحمٍ فَقَالَ: انْزِل فَصَلِّ هَاهُنَا رَكْعَتَيْن؛ فَإِنَّ هَاهُنَا وُلِدَ أَخُوكَ عِيسَى عليه السلام. ثُم أَتَى بِي إِلَى الصَّخرَةِ، فَقَالَ: مِنْ هَاهُنَا عَرَجَ رَبُّكَ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَلهمَنيَ اللَّهُ عز وجل أَنْ قُلْتُ: نَحْنُ بمَوْضِعٍ عَرَجَ مِنْهُ رَبِّي إِلَى السَّمَاءِ، فَصَليتُ بِالنَّبيينَ، ثُم عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ".
(255)
405 -
قَالَ الوَاسطِي فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حَدَّثَنَا عُمَرُ بن الْفَضْلِ، نا أبي، قال: نَا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: نَا مُحَمَّدُ بْنُ مخلدٍ، قال: نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الخثْعَمِيُّ،
(255)
"موضوع"
"فضائل البيت المقدس"(ص 71)، ومن طريقه أخرجه المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(30)، وابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 21).
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 197)، وعنه ابن الجوزي في "الموضوعات"(243)، من طريق عبد اللَّه بن عميرة، بنحوه.
قال ابن حبان في ترجمته: شيخ يضع الحديث على الثقات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وساق الحديث إلى قوله:"من هنا عرج ربك إلى السماء"، وقال: ثم ذكر كلامًا طويلًا أكره ذكره، ثم قال: وهذا شيء لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع، فكيف البذل في هذا الشأن؟! وقد ترجم له الذهبي في "المغني في الضعفاء"(1/ 113)، وفي "ميزان الاعتدال"(2/ 60 - 61)، وابن حجر في "لسان الميزان"(2/ 50)، وذكروا الحديث في ترجمته.
وقال الحافظ في "اللسان"(2/ 241) عقب كلام ابن حبان: صدق ابن حبان، والموضوع منه من قوله:"ثم أتى الصخرة"، وأما باقيه فقد جاء في طرق أخرى فيها:"الصلاة في بيت لحم" وردت من حديث شداد بن أوس، وسيأتي بيان ذلك في باب الإسراء والمعراج.
عَنْ شعوذَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الصَّخْرَةُ صَخرَةُ بَيْتِ المقْدِسِ عَلَى نَخلَة، وَالنَّخلَةُ عَلَى نَهَر من أَنهَار الجَنَّةِ، وَتَحتَ النَّخلَةِ آسِيَةُ امرَأةُ فِرعَونَ ومَريَمُ بنتُ عِمرَانَ تَنْظُمَانِ سُمُوطَ أَهْلِ الجَنَّةِ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ".
(256)
406 -
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "الْكَامِلِ":
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِي بْنِ هَاشِمٍ الخفَّافُ بِحَلَبٍ، ثَنَا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابنِ أَبِي سُكَيْنَةَ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ المسَيِّبِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "أَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ الجنَّةِ فِي الدُّنْيَا: مَكَّةُ، وَالمدِينَةُ، وَبَيْتُ المقْدِسِ، وَدِمَشْقُ، وَأَرْبَعُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ النَّارِ فِي الدُّنْيَا: القُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَالطَّبرَانِيَّةُ
(257)
، وَأَنْطَاكِيَّةُ المحْتَرِقَةُ، وَصَنْعَاءُ، وَقَالَ: إِنَّ مِنَ الميَاهِ الْعَذْبَةِ وَالرِّيَاحِ اللوَاقحِ مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ".
(258)
(256)
"موضوع"
"فضائل البيت المقدس"(ص 69)، ومن نفس الطريق أخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 132)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(70/ 119 - 120)، من طريق الفضل بن مهاجر به، وأخرجه الطبراني كما في "مجمع الزوائد"(9/ 218).
قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 218): رواه الطبراني في "المجمع"، وفيه محمد بن مخلد الرعيني، وهذا الحديث من منكراته.
وقال الذهبي في "الميزان"(8151): إسناده مظلم إلى إبراهيم بن محمد بن محمد بن مخلد، وهو كذب ظاهر. وقال ابن عدي في "الكامل" (6/ 256): محمد بن مخلد منكر الحديث عن كل من يروي عنه.
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"(2/ 63): هذا منكر من هذا الوجه، بل هو موضوع.
قال الألباني في "الضعيفة"(1252): موضوع.
(257)
طبران: بالتحريك وآخره نون، بلفظ تثنية طبر، وهي فارسية، والطبر هو الذي يشقق به الأحطاب وما شاكله، بلغة الفرس طبران، مدينة في تخوم قومى. انظر "معجم البلدان"(4/ 14).
(258)
"موضوع"
407 -
قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي "التَّوْحِيدِ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ وَهُوَ ابْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عَبْدِ الملِكِ، فَذُكِرَتْ عِنْدَهُ الصَّخْرَةُ الَّتِي بِبَيْتِ المقْدِسِ، فَقَالَ عَبْدُ الملِكِ: هَذِهِ صَخْرَةُ الرَّحْمَنِ الَّتِي وَضَعَ عَلَيْهَا رِجلَهُ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! يَقُولُ اللَّهُ تبارك وتعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} وتَقُولُ وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى هَذِهِ، يَا سُبْحَانَ اللَّه! إِنَّمَا هَذِهِ جَبَلٌ قَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ أنَّهُ يُنْسَفُ نَسْفًا، فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا.
(259)
408 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجامِعِ المسْتَقْصَى":
= "الكامل"(7/ 73)، وأخرجه الربعي في "فضائل الشام ودمشق"(53)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 219)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 220)، وابنه في "الجامع المستقصى"(ق 57)، عن أبي القاسم بن السمرقندي به، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 25 أ)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 20 ب)، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقاع الجنة فلينظر إلى بيت المقدس".
قال ابن عدي: هذا منكر؛ لا يرويه عن الزهري غير الموقري، وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"(874)، وأقره الشوكاني على وضعه في "الفوائد"(248)، وقال: والحديث قد ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" فأصاب.
والوليد بن محمد الموقري يكنى أبا بشر البلقاوي، كذبه يحيى بن معين، وضعفه أبو حاتم، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به. والحديث ذكره الذهبي في "ميزانه"(4/ 346) أيضا في مناكيره تبعًا لابن عدي.
(259)
"إسناده صحيح"
"التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل"(157)
قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو أسامة هو حماد بن أسامة: ثقة.
وقد ذكر شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 36 أ)، أثرًا من طريق الوليد بن مسلم، ثنا أبو بكر بن سعيد: سمعت مغيث بن سمي الأوزاعي يقول: إن صخرة بيت المقدس كانت طباق الأرض، وكان عليها عرشه، ثم سما عرشه فزواها حتى صيرها كما ترى.
وإسناده ضعيف؛ فإن أبا بكر بن سعيد هو عمرو بن سعيد الأوزاعي، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 236)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، فالظاهر أنه مجهول؛ وعليه فالإسناد ضعيف.
أَخْبَرَنَا الحافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِي، وَأَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَغْدَادِي -إِذْنًا- قَالَا: أَنَا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ شكرويه، أَبْنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المحَامِلِي، نَا يَعْقُوبُ بن إِبْرَاهِيمَ الدَّورقِي، نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، نَا هِشَامُ بن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ إذَا ذُكِرَ عِندَهُ الصَّخرَة الَّتِي فِي بَيتِ المقدِسِ وَمَا يَقولُ النَّاسُ فِيهَا، قَالَ: اللَّه أَعظَمُ مِن ذَلِكَ فإِنَّ اللَّهَ وَسعَ كُرسِيُّهُ السَمَوَاتِ وَالأَرضَ، وَيَقولُونَ: إنَّهُ وَضَعَ عَلَيهَا كَذَا وَكَذَا، قَالَ: وَكَانَ يُنكِرُ ذَلكَ.
(260)
409 -
قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ":
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: مَلَك قَائِمٌ عَلَى صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ، وَاضِعٌ أُصْبَعَيهِ فِي أُذُنَيهِ يُنَادِي، قَالَ: قُلْتُ: بِمَاذَا يُنَادِي؟ قَالَ: يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى الحِسَاب. قَالَ: فِيقْبلُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} .
(261)
(260)
"إسناده صحيح"
"الجامع المستقصى"(ق 23 أ).
ورجال إسناده إلى يعقوب الدورقي رجال الشيخين، وأبو عبد اللَّه المحاملي هو الحسين بن إسماعيل ابن محمد بن إسماعيل ثقة، ترجمه الذهبي في "السير"(15/ 258)، والسمعاني في "الأنساب"(5/ 208)، والخطيب في "تاريخه"(8/ 19).
وإبراهيم بن عبد اللَّه، هو ابن خرشيذ قُوله، قال الذهبي في "السير" (17/ 69): الشيخ الصدوق المسند، وأبو منصور بن شكرويه، هو محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي، ترجمه الذهبي في "الميزان"(7191)، وقال: ضعفه المؤتمن الساجي، وَمشَّاهُ غيره.
قلت: ونقل الحافظ في "لسانه"(6/ 138) قول المؤتمن الساجي بتفصيل، فقال: وقال السّلَفي: سألت المؤتمن الساجي، فقال: ما كان عنده عن ابن خُرَّشيذ قوله، وابن مردويه، والجرجاني، وهذه الطبقة، فهو صحيح.
قلت: وهذا منها، وله شاهد عند الطبري (6/ 212) من طريق أبي الأسود، عن عروة.
(261)
"إسناده ضعيف"
410 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجامِعِ المسْتَقْصَى":
قَالَ: وَثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ينُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّهِ: أَنَّ أَبَا عُثمَانَ الأَنْصَارِي كَانَ يَجِيءُ الليْلَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الْقِيَامِ فِي شَهْرِ رَمضَانَ عَلَى الْبَلَاطَةِ السَّودَاءِ، قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ قَائِمٌ فِي الصَّلَاةِ حَتَّى سُمِعَتِ الْهدَّةُ فِي المدِينَةِ وَصُرَاخُ النَّاسِ وَاسْتَغَاثَتُهُمْ، وَكَانَتْ لَيْلَةٌ قَارَّةٌ مُظْلِمَةٌ كَثِيرَةُ الْأَرْيَاحِ وَالْأَمْطَارِ، قَالَ: فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ -أَسْمَعُ الصَّوتَ وَلَا أرَى الشَّخْصَ-: ارْفَعُوهَا رُويدًا بِسْمِ اللَّهِ، فَقُلِعَتِ الْقُبَّةُ قَلْعًا حَتَّى تَبَدَّا لَنَا بَيَاضُ السَّمَاءِ وَالنُّجُومِ، وَأَصَابَ وَجْهَهُ مِنْ رَشِّ المطَرِ حتَّى أَذَّنَ رُسْتُم السَّادِن الْفَارسِي فَسَمعَ قَائِلًا يَقُولُ: رُدُّوهَا رُويْدًا بِسْمِ اللَّهِ سَاوُوْها، عَدِّلُوها، فَرُدَّتْ الْقُبَّةُ عَلَى حِكَايَةِ مَا كَانَتْ، فَقَالَ رُسْتُم: لمَّا فُتحَ الْبَابُ عَلَيْهِ: اذْهَبْ فَجِئْنِي بِخَبَرِ أَهْلِي حَتَّى أُنْبِئَكَ بِعَجَبٍ، فَجَاءَهُ بِخَبَرِ أَهْلِهِ أَنْ قَدْ أصِيبَ قَوْمٌ وَسَلِمَ قَوْمٌ فَأَخْبَرَنِي، فَقَالَ لَهُ: سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: ارْفَعُوهَا رُويْدًا بِسْمِ اللَّهِ. فَقُلِعَتْ القُبَّة قَلعًا حتَّى تَبَدَّا لنَا بَيَاضُ السَّمَاءِ والنُّجُوم، وأصَاب وجْهِي رَشُّ المطَرِ حتَّى أذَّنْتُ، فلما أَذَّنْتُ سَمِعْتُ قَائِلًا يقول حين أَذنْتُ: رُويْدًا بسْم اللَّهِ، سَاوُوْها، عَدِّلُوهَا. حتَّى أُعِيدَت عَلَى حَالِهَا وذَلك فِي الرَّجْفَةِ الأُولَى.
(262)
= تفسير الطبري (21/ 475)، سورة القمر:7.
وإسناده ضعيف؛ لجهالة أصحاب الوليد بن مسلم.
(262)
"إسناده ضعيف"
"الجامع المستقصى"(ق 41 ب، ق 43 ب).
وفيه عبد الرحمن بن محمد بن منصور، الظاهر أنه الحارثي الملقب بـ (كربزان)، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(5/ 283)، وقال أبو حاتم: شيخ. وابن عدي في "كامله"(5/ 514)، وقال: حدث بأشياء لا يتابعه أحد عليها. والخطيب في "تاريخه"(10/ 273)، ونقل عن الدارقطني قوله: ليس بالقوي. وترجم له أيضًا الذهبي في "ميزانه"(4958).
والراوي عنه هو الوليد بن حماد الرملي، ضعفه الخليلي، وتقدم مرارًا.
411 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: أَبَنَا عُمَرُ، قَالَ: أَبَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا أَبُو عُمَيرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قال: ثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ رُسْتُمْ الْفَارِسِي، قَالَ: أُتِيتُ لَيْلَةَ الرَّجْفَةِ فَقِيلَ لِي: قُمْ فَأَذِّنْ، فَاسْتَهَنْتُ بِذَلِكَ، ثُمَّ أُتِيتُ الثَّانِية فَقِيلَ لِي: قُمْ فَأذِّنْ، فَاسْتَهَنْتُ بِذَلِكَ، ثُمَّ أُتِيتُ الثَّالِثَةَ فَانْتُهِرْتُ انْتِهَارَةً شَدِيدَةً، وَقِيلَ لِي: قُمْ فَأذِّن، فَأَتَيتُ المسْجِدَ فَإِذَا الدُّور قَد تَهَدَّمت، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيَّ بعضُ حَرَسِ الصَّخْرَةِ، فَقَالَ لِي: اذْهَب فَائتِنِي بِخَبَرِ أَهْلِي وتَعَالَ حَتَّى أخْبِرَك بِالعَجَبِ، قَالَ: فَأَتيتُ مَنْزِلَهُ فَإِذَا قَدْ تَهَدَّمَ فَرَجِعْتُ فَأَعْلَمْتُهُ، فَقَالَ: لمَّا كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا كَانَ؛ أُتِيَ إليهَا فَحُمِلَت حَتَّى نَظَرْنَا إِلى السَّمَاءِ والنُّجُوم، ثُمَّ أُعِيدَت فَسَمِعْنَاهُم يَقُولُون: سَاوُوْها، عَدِّلُوها، حتى أُعِيْدَتْ على حَالِها.
قَالَ: وَثَنَا الوَلِيدُ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِي، ثَنَا ضَمرةُ، ثَنَا رُسْتُمْ الْفَارِسِي كَانَ مُؤَذِنَ بَيْتِ المقْدِسِ خَمْسِينَ سَنَةً، قَالَ: لمَّا كَانَتِ لَيْلَةُ الرَّجْفَةِ أَتَيْتُ وَأَنَا نَائِمٌ فَقِيلَ لِي: يَا رُسْتُم، قُمْ فَأَذِّنْ، فَتَوَضَّأتُ ثُمَّ أَتَيْتُ المسْجِدَ فَوجَدتُ الْبَابَ مُغْلقًا، فَدَقَقْتُه فَخَرَجَ إِليَّ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَ مِنْ حُرَّاسِ الصَّخْرَةِ، وَكَانَ لَهَا حَارِسًا عَلَى كُلِّ بَابٍ عَشرة فِي الْعَطَاءِ الشّيء فَفَتَحَ الْبَابَ فقَالَ لِي: يَا رُسْتُمْ، اذْهَبْ إِلَى مَنْزلِي فَائْتِنِي بِخَبَرِ أَهْلِي وَارْجعْ إِلَيَّ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِالْعَجَبِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى مَنْزلِهِ فَوَافِيتُه قَدْ سَقَطَ وَأَهْلُهُ قَدْ مَاتُوا، فَرَجِعْتُ إِلَيْهِ فَأخْبَرتُه فَقُلْتُ: أَخْبِرنِي بِمَا قُلتَ، قَالَ: لَمْ نَعْلَمْ فِي أَوَّلِ الليْلِ إِلَّا وَقَدْ قُلِعَتِ الْقُبَّةُ مِنْ مَوْضِعِهَا حتَّى بَدَتْ لنَا الْكَواكِبُ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَجِيئِكَ فَسَمِعْنَا خَفِيقًا وَجَلَبَةً، ثُمَّ سَمِعْنا
= وأبو عثمان الأنصاري المدني: فيه جهالة، قال الذهبي في "الميزان" (4/ 550): لا يكاد يُدرى من هو. وقال الحافظ: مقبول.
قَائِلًا يَقُولُ: سَاوُوها، عَدِّلُوهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فأُعِيْدَتْ عَلَى حَالِهَا.
(263)
412 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجامِعِ المسْتَقْصَى":
قَالَ: وثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ "بُسْرٍ"
(264)
، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عز وجل لِصَخْرَةِ بَيْتِ المقدِسِ: أَنْتِ عَرْشِي الْأَدْنَى، وَمِنْ تَحْتِكِ بَسَطتُّ الأَرْضَ، وَمِنْكِ ارْتَفَعْتُ إِلَى السَّماءِ، وَمِنْ تَحْتِكِ جَعَلْتُ كُلَّ مَاءٍ عَذْبٍ، يَطْلعٌ عَلَى رُؤُوسِ الجِبَالِ.
(265)
413 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ نَاصِرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ أَحْمَدَ الطُّوسِي النُّوفَالِي المعْرُوفُ بِالْبَغْدَادِي بِطُوس، أَنَا الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الخلُوقِيّ قِرَاءَةً
(263)
"ضعيف"
"فضائل بيت المقدس"(ص 151)، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 42 - 43).
ورستم الفارسي لم أقف على ترجمته.
والوليد بن حماد مجهول، وضعفه الخليلي كما تقدم قريبًا، ترجم له الذهبي في "السير"(14/ 78)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 37 ب).
وعمر بن الفضل وأبوه مجهولان.
(264)
في "الأصل": بشير. وهو تصحيف، والصواب: بسر بالباء الموحدة التحتية، والسين المهملة، هو الحبراني أبو سعيد الحمصي.
(265)
"ضعيف"
"الجامع المستقصى"(ق 19 أ).
في إسناده عبد اللَّه بن بسر، ضعفه جماهير النقاد، قال يحيى بن سعيد: لا شيء. وانظر "تهذيب المزي"(3169).
وذكر ابن تيمة في "اقتضاء الصراط المستقيم"(ص 435) أن عروة بن الزبير استنكره على كعب لمَّا ذكره أمامه، وقال: يقول اللَّه تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} وأنت تقول: إن الصخرة عرشه؟!
وسوف يأتي أثر عروة مسندًا عما قريب.
عَليْهِ بِتوزن شَاه قَريةٌ بِمَرْو، أَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَنَالَ المحْبُوبي، نَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبَ التَّاجِر، نَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ ابْنُ مَسْعُودٍ، نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نَا الجرَيرِي، عَنْ أَبي السّليل، عَنْ غُنَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْعوَّامِ، قَالَ: وَقَالَ كَعْبٌ: مَا شُرِبَ مَاءٌ عَذْبٌ قَطُّ إِلَّا مَا يَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ هَذِهِ الصَّخْرَةِ؛ حَتَّى إِنَّ الْعَيْنَ الَّتِي بِدَارينَ
(266)
لَيَخْرُجُ مَاؤُهَا مِنْ تَحْتِ هَذِهِ الصَّخْرَةِ.
(267)
414 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجامِعِ المسْتَقْصَى":
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو طَاهِرٍ الْقُرَشِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، عَنْ أَبِي الحسَنِ الأَنْمَاطِي، أَبْنَا أَبُو الحسَينِ بْنِ الدَّلِيلِ، أَبْنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الخطِيبُ، أَبْنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضَلِ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا رَوَّادُ، عَنَ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ جَلِيسًا لِكَعْبٍ وَنِظْرًا
(268)
لَهُ فِي العِلمِ وَالكُتُبِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِصَخْرَةِ
(266)
دارين: هي الداروم، وهي بليدة بينها وبن غزة أربعة فراسخ. نقله ياقوت الحموي عن محمد بن حبيب "معجم البلدان"(2/ 209).
(267)
"ضعيف"
"تاريخ دمشق"(1/ 151 - 152)، ومن طريقه أخرجه ابنه في "الجامع المستقصى"(ق 18 ب)، وذكره ابن الجوزي في "تاريخ بيت المقدس"(1/ 6).
وفي إسناده أبو العوام سادن بيت المقدس، ترجم له: البخاري في "تاريخه" في الكنى (533)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 415)، وابن حبان في "الثقات"(5/ 564)، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال البخاري: سمع كعبًا. ونقل ابن أبي حاتم عن أحمد قوله: أبو العوام سادن بيت المقدس لا أدري ما اسمه. وعلى هذا فهو مجهول.
وغنيم هو ابن قيس المازني: ثقة.
وأبو السليل هو ضريب بن نقير من رجال "التهذيب"، وهو ثقة.
والجريري هو سعيد بن إياس اختلط، وسماع يزيد بن هارون منه بعد الاختلاط، وانظر "الكواكب النيرات"(ص 127).
(268)
النظر بوزن التبر: لغة في النظير: وهو المثيل. وانظر "مختار الصحاح": نظر.
بَيْتِ المقْدِسِ: أَنْتِ عَرْشِي الأَدْنَى، وَمِنْ تَحْتِكِ يَخْرُجُ كُلُّ مَاءٍ عَذْبٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ.
(269)
415 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجامِعِ المسْتَقْصَى":
أَبَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، أَبَنَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ، أَنَا عُمَرُ، ثَنَا أَبِي، نَا الْوَلِيدُ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ يَحْكِي عَنْ خُلَيْدٍ الحَمْسِيِّ: أَنَّهُ غَلَبَ عَلَيْهِ النَّوْمُ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَنْ يَمِينِ الصَّخْرَةِ، فَانْتَبَهَ وَالنَّاسُ قَدِ انْصَرَفُوا وَالموْضِعُ خَالٍ لَيْسَ فِيِهِ أَحَدٌ، فَقَامَ يُطْفِئُ الْقَنَادِيلَ، وَالْأَبْوَابُ مُفَتَّحَةٌ، فَإِذَا بَسَبُعٍ مِنْ نَارٍ وَاقِفًا عَلَى حَاجِزِ الصَّخْرَةِ يَتَوَقَّدُ نَارًا، قَالَ: فَطَاشَ عَقْلِي، وَقَامَ شَعَرُ بَدَنِي وَهِنْتُ، ثُمَّ حَمَلْتُ نَفْسِي عَلَى الصَّبْرِ، وَجَعَلْتُ أُطْفِئُ القَنَادِيلَ وَهُوَ يَدُورُ مَعِي بِحِذَائِي عَلَى الحَاجِزِ حَيْثُ البَابُ القِبْلِيُّ، فَلَمَّا أَغْلَقْتُهُ وَثَبَ فَغَرِقَ عِنْدَ المنَارَةِ،
(269)
"ضعيف"
"الجامع المستقصى"(ق 19).
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 3 - 4)، من طريق صفوان بن صالح، عن رواد بن الجراح، عن صدقة بن يزيد، عن عمرو بن عبد اللَّه، عن كعب، قال: إن اللَّه تعالى يقول في التوراة لبيت المقدس: أنت عرشي الأدنى، ومنك بسطت الأرض، ومنك ارتفعت إلى السماء، وكل ماء عذب يسيل من رؤوس الجبال من تحتك يخرج، ومن مات فيك فكأنما مات في السماء، ومن مات حولك فكأنما مات فيك، ولا تنقضي الأيام ولا الليالي حتى أرسل عليك نارًا من السماء تأكل آثار أكف بني آدم وأقدامهم، وأرسل عليك ماء من تحت العرش فأغسلك حتى أتركك مثل المهاة، وأضرب سورًا من الغمام، غلظه اثنى عشر ميلًا، وأجعل عليك قبة جبلتها بيدي، وأنزل فيك روحي وملائكتي يسبحون فيك إلى يوم القيامة، ينظرون إلى ضوء القبة من بعيد، يقولون: طوبى لوجه خر للَّه فيك ساجدًا.
قلت: وإسناده مسلسل بالضعفاء: عبد اللَّه بن بسر: ضعيف، وصدقة بن يزيد: وهو إلى الضعف أقرب، ورواد بن الجراح: صدوق اختلط بأخرة فترك.
وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي: صدوق تكلم فيه الساجي.
وعمر بن الفضل بن مهاجر، وأبوه: مجهولان.
وَلَا لِي بِهِ عَهْدٌ، فَأَقَمْتُ سَنَةً مَا هَدَأ رَوْعِي.
(270)
416 -
قَالَ الوَاسطِي فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حَدَّثَنَا عُمَرُ، نَا أَبِي، نَا الْوَلِيدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بُشَيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عز وجل لِصَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ: أَنْتِ عَرْشِي الأَدْنَى، وَمِنْ تَحْتكِ بَسَطتُّ الأَرْضَ، وَمِنْكِ ارْتَفَعْتُ إِلَى السَمَاء، وَمِنْ تَحْتكِ جَعَلْتُ كُلَّ مَاءٍ عَذْبٍ يَطْلُعُ عَلَى رُؤُوسِ الجِبَالِ، مَنْ أحَبَّكِ أَحْبَبْتُهُ، وَمنْ أَحَبَّكِ أَحَبَّنِي، وَمَنْ شَنَأَكِ شنأتُهُ، عَيْنِي عَلَيْكِ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ، لَا أَنْسَاكِ حَتَّى أَنْسَى يَمِينِي، مَنْ صَلَّى فِيكِ رَكْعَتَيْنِ أَخْرَجْتُهُ مِنَ الخَطَايَا كَمَا أَخْرَجْتُهُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ، إِلَّا أَنْ يَعُودَ فِي خَطَايَا مُسْتَأْنفَةٌ تُكْتَبُ عَلَيْهِ، لَا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَالليَالِي حَتَّى يُحْشَرَ إلَيْكِ كُلُّ مَسْجِدٍ يُذْكَرُ فيه اسْمُ اللَّهِ، يَحُفُّونَ بِكِ حَفِيفَ الرَّكْبِ بِالعَرُوسِ إِذَا أهدِيَتْ إِلَى بَيْتِ أهْلِهَا، أُنْزِلُ عَلَيكِ نارًا مِنَ السَمَاءِ تَأكُلُ مَا دَاسَتْ أَقْدَامُ النَّاسِ وَمَا مَسَتهُ أَيْدِيهِم، ثُمَ أَنْزَلَ عَلَيْكِ قُبَّةً مِن نُورٍ جَبلتُهَا بِيَدِي، تُضِيءُ فِي السَّمَاءِ وَفِي الهَوَاءِ، ثُمَّ أَضْرِبُ عَلَيْكِ حَائِطًا مِنْ ذَهَبٍ، وَحَائِطًا مِنْ فِضَّةٍ، وَحَائِطًا مِنْ زَبَرْجَدَ، وَحَائِطًا مِنْ غمام، وحائطًا مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَحَائِطًا مِنَ يَاقُوتَ، وَحَائِطًا مِنْ دُرٍّ، يَبْلُغُ غلظه اثْنَا عَشَرَ مِيلًا، يَنْظُرُ النَّاسُ ضَوْءَ قُبَّتَكِ مِنْ بَعِيدٍ، فِيقُولُ القائل: طُوبَى لِمَن صَلَّى فِيكِ للَّه رَكعَتَينِ، ضَمِنتُ لِمَن سَكَنَكِ لَا يَعْوِزُهُ أَيَّامَ حَيَاتِهِ خُبْزُ البُرِّ والزَّيْتُ، مَن مَاتَ فِيكِ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي السَمَاءِ الدُّنيَا، وَمَنْ مَاتَ حَولَكِ فَكَأنَّمَا مَاتَ فِيكِ، أَجعَلُ اليَومَ فِيكِ كَألفِ يَوْمٍ، وَالشَّهْرَ كَأَلفِ شَهْرٍ، وَالسَّنَةَ كَأَلفِ سَنَةٍ، وَالحَسَنَةَ كَأَلْفِ حَسَنَةٍ، والسَيِّئَةُ
(270)
"ضعيف"
"الجامع المستقصى"(ق 138 ب - 139 أ).
وإسناده منقطع؛ عبد الرحمن بن محمد لم يسم شيخه.
كَأَلْفِ سَيِّئَةٍ، لَا تَنقَضِي الأَيَّامُ وَالَّليَالِي حَتَّى أَترُكَكِ فِي ذُرْوَةِ كَرَامَتِي، فِيكِ المحْشَرُ وَإِلَيكِ المنْشَرُ.
(271)
417 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: ثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَتْ صَخْرَةُ بَيْتِ المقْدِس طُولُهَا فِي السَّمَاءِ اثْنَا عَشَرَ مِيلًا، وَكَانَ أَهْلُ أَرِيحَا وَأَهْلُ عَمْوَاسَ يَسْتَظِلُّونَ بظِلِّهَا، وَكَانَ عَلَيْهَا يَاقُوتَةٌ تُضِيءُ بِالليلِ كَضَوْءِ الشَّمْسِ، فَإِذَا كَانَ النَّهَارُ طَمَسَ اللَّه ضَوْءَهَا، فَلَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى أَتَتْ الرُّومُ فَغَلَبُوا عَلَيْهَا، فَلَمَّا صَارَتْ فِي أَيْدِيهِمْ قَالُوا: تَعَالَوا نَبْنِي عَلَيْهَا أَفْضَلَ مِنَ الْبِنَاءِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا، فَبَنُوا عَلَيْهَا عَلَى قَدْرِ عُلُوّهَا فِي السَّمَاءِ، وَزَخْرَفُوهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْبِنَاءِ دَخَلَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ رُهْبَانِهِمْ وَشَمَامِسَتِهِمْ، فَي أَيْدِيهِمْ مَجَامِرُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ فَبَخَّرُوهَا، وَأَشْرَكُوا فِيهَا، فَانْقَلَبَتْ عَلَيْهِمْ فَمَا خَرَجَ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَأَى مَلِكَ الرُّومِ ذَلِكَ جَمَعَ الْبَطَارِقَةَ وَالشَّمَامِسَةَ وَرُؤَسَاءَ الرُّومٍ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا تَرَوْنَ؟ قَالُوا: نَرَى أَنَّا لَمْ نُرْضِ إِلَهَنَا، فَلِذَلِكَ لَمْ يُقْبَلْ بِنَاءً، وَقَالَ: فَأَمَرَ بِهَا الثَّانِيَةَ، فَبَنَوا إِلَيْهَا وَأَضْعَفُوا فِيهَا النَّفَقَةَ، فَلَمَا فَرَغُوا الثَّانِيَةَ دَخَلَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِثْلَ مَا دَخَلَهَا أَوَّلًا، وَفَعَلُوا كَفِعْلِهِمْ، فَلَمَّا أَشْرَكُوا انْقَلَبَتْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَكَنْ الملِكُ مَعَهُمْ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ جَمَعَهُمْ ثَالِثَةً، وَقَالَ لَهُمْ: مَا تَرَوْنَ؟ قَالُوا: نَرَى أَنَّا
(271)
"من المنقول عن بني إسرائيل مع ضعف الإسناد إلى كعب"
"فضائل البيت المقدس"(ص 71)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 139)، وابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 143 ب - 144 أ)، كلاهما من طريق عمر بن الفضل به، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 9 أ) من طريق عبد اللَّه بن بشر به.
قلت: وإسناده ضعيف؛ عمر بن الفضل وأبوه مجهولان، وعبد اللَّه هو ابن بسر ضعيف، وكعب معلوم أخذه عن بني إسرائيل وهذا منه، وفيه نكارة ظاهرة.
لَمْ نُرْضِ رَبَّنَا كَمَا يَنْبَغِي فَلِذَلِكَ خَربتْ، وَيَجِبُ أَنْ تُبْنَى ثَالِثَةً، قَالَ: فَبَنَوا ثَالِثَةً، حَتَّى إِذَا رَأَوا أَنْ قَدْ أَتْقَنُوهَا وَفَرَغُوا مِنْهَا جَمَعَ النَّصَارَى وَقَالَ: هَلْ تَرَوْنَ مِنَ الْعَيبِ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، فَكَلَّلهَا بِصَلِيبِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، ثُمَّ دَخَلَهَا قَوْمٌ قَدِ اغْتَسَلُوا وَتَطَيَّبُوا، فَلَمَا دَخَلُوهَا أَشْرَكُوا كَمَا أَشْرَكَ أَصْحَابُهُمْ، فَخَرَّتْ عَلَيْهِمْ، فَجَمَعَهُمْ مَلِكَهُمْ رَابِعَةً، وَاسْتَشَارَهُمْ، وَكَثُرَ خَوْضُهُمْ فِي ذَلِكَ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلَيْهِ بُرْنُسٌ أَسْوَدٌ وَعِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، قَدْ مَلَأ ظَهْرُهُ مَنْطِقَةً، مُتَوَكِّئٌ عَلَى عَصَاهُ، قَدْ أَفْحَى، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النَّصَارَى إِلَيَّ، فَإِنِّي أَكْبَرُكُمْ سِنًّا، وَأَنَا أَتَيْتُكُمْ، وَخَرَجْتُ مِنْ مُتَعَبَّدِي لِأُخْبِرَكُمْ أَنَّ هَذَا مَكَانٌ قَدْ لُعِنَ، وَلُعِنَ أَصْحَابُهُ، وَأَنَّ الْقُدْسَ قَدْ نُزِعَ وَتُحُوِّلَ إلى هَذَا الموْضِعِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الموْضِعِ الَّذِي بَنُوا فِيهِ كَنِيسَةَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أُرِيكُمُ الموْضِعَ، وَلَسْتُمْ تَرَوْنِي بَعَدَ هَذَا الْيَوْمِ أَبَدًا، اقْبَلُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمْ، فَغَرَّهُمْ وَزَادَهُمْ طُغْيَانًا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقْلَعُوا الصَّخْرَةَ، وَيَبْنُوا بِحِجَارَتِهَا الموْضِعَ الَّذِي أَرَاهُمْ، فَبَيْنَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ وَيَقُولُ لَهُمْ ذَلِكَ إِذ خَفِيَ فَلَمْ يُعَاينُوهُ، وَازْدَادُوا كُفْرًا، وَقَالُوا فِيهِ قَوْلًا عَظِيمًا، فَارْتَفَعَتِ الْقُبَّةُ بِالْيَاقُوتَةِ، وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ فِيهَا فَقَطَعُوهَا، وَخَرَّبُوا المسْجِدَ، وَحَمَلُوا الْعُمُدَ وَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ أَبْنِيَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَبَنُوا بِهِ كَنِيسَتَهُمْ وَالْكَنِيسَةَ الَّتِي فِي وَادِي جَهَنَّمَ، وَقَالَ لَهُمْ فِيمَا يَقُولُ: إِذَا فَرَغتُمْ مِنْ هَذِهِ فَأَخْرِبُوهُ، وَاتَّخِذُوهُ مَزْبَلَةً لِعَذَرَاتِكُمْ، فَفَعُلوا ذَلِكَ، حَتَّى كَانَتِ المرَأَةُ تَطْرَحُ حَيْضَتَهَا عَلَيْهِ مِنَ الْقُسْطَنْطِينِيةِ، تَبْعَثُ بِهِ فَيُطْرَحُ عَلَيْهَا، فَمَكَثَ كَذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَأَسْرَى بِهِ إِلَيْهَا، وَذَكَرَ فَضْلَهَا.
(272)
(272)
"إسناده ضعيف وهو من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 45 - 48)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 5)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 8 ب)، ومجير الدين الحنبلي في "الأنس الجليل"(1/ 171 - 172)، نقلًا عن ابن المرجا.
قلت: والوليد بن محمد متروك، والأثر من الإسرائيليات، وفيه نكارة.
418 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: أَبْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفر بْنِ حيَّانَ، قَالَ: ثَنَا إِسحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: ثَنَا خُشَيْشٌ وَالمؤَمَّلُ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَبْنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهِرِيِّ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ اللَّه تَعَالَى لِصَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ: فِيكِ جَنَّتِي وَنَارِي، وَفِيكِ جَزَائِي وَعِقَابِي، فَطُوبَى لِمَنْ رَآكِ، ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ رَآكِ، ثُمَّ طُوبَى لِمَنْ رَآكِ.
(273)
419 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَبَنَا عِيسَى، قَالَ: أَبَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: أَبَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبرَاهِيمَ، قَالَ: أَبَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبِي عَبْدِ الملِكِ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: أَحَبُّ الشَّام إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بَيْتُ المقْدِسِ، وَأَحَبُّ الْقُدْسِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى الصَّخْرَةُ وَالطُّورُ.
(274)
= قال شهاب الدين المقدسي عقبه: وقد تقدم أن بختنصر هو الذي خرب عمارة سليمان، وهذا الذي رواه المشرف عن كعب الأحبار يقتضي أن الذي خرب عمارة سليمان وتغلب عليهم إنما هم الروم، وهذا غير مستقيم، اللهم إلا أن يجعل ملك الفرس المتقدم الباني لها بعد تخريب بختنصر بنى المكان على نعت بناء سليمان صلى الله عليه وسلم.
(273)
"معضل وهو من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 289)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 16)، وأخرجه المقدسي في "فضائل بيت المقدس"(31)، من طريق عبد اللَّه بن محمد بن جعفر بن حيان به نحوه بأتم مما هنا. وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 9 ب).
والإعضال فيه ظاهر فأنى لوهبٍ برواية هذا، ومعلوم إكثاره عن بني إسرائيل فهذا يدخل في قسم المتروك من حديث بني إسرائيل.
(274)
"ضعيف جدًّا"
"فضائل بيت المقدس"(ص 199)، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 61 ب - 62 أ)، عنه =
420 -
قَالَ الوَاسطِي فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حَدَّثَنَا عُمَرُ، نَا أَبِي، نَا الْوَلِيدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا سلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا هَانِئُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَرُدَيحُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ -أَحْسِبُهُ كَذَا- قَالَ: سُئِلَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَرَافعُ بْنُ خَدِيجٍ
(275)
وَكَانَا عَقَبِيِّيْنِ بَدْرِيَّيْنِ، فَقِيْلَ لَهُمَا: أَرَأَيْتُمَا مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي هَذِهِ الصَّخْرَةِ! أَحَقُّ هُوَ فَنَأَخُذَ بِهِ، أمْ هُوَ شَيْءٌ أَصْلُهُ مِن فِيِ أَهلِ الكِتَابِ فَنَدَعَهُ؟ فَقَالَ كِلاهما: سُبْحَانَ اللَّه! وَمَنْ يَشُكُّ فِي أَمْرِهَا، إِنَّ اللَّه عز وجل لمَّا اسَتَوَى إِلَى السَّمَاءِ قَالَ لِصَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ: هَذَا مَقَامِي وَمَوْضَعُ عَرْشِي يَومَ القِيَامَةِ، وَمَحْشَرُ عِبَادِي، وَهَذَا مَوْضِعُ جَنَّتِي عَنْ يَمِينِهَا، وَهَذَا مَوْضِعُ نَارِي عَنْ يَسَارِهَا، وَمِنهُ أَنْصِبُ مِيزَانِي أَمَامَهَا، وَأَنَا اللَّه دَيَّانُ يَوْمِ الدِّينِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى عِليين.
(276)
= فيه أبو بكر بن أبي مريم الغساني؛ قال الحافظ في "التقريب"(8031): ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط. وغالب بن عبيد اللَّه: متروك، وسبق مرارًا.
(275)
رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن تَزِيد بن جشم بن حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأومى الأنصاري الحارثي، أبو عبد اللَّه، المدني صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، شهد أُحُدًا والخندق، مات أول سنة ثلاث وسبعين، وقيل غير ذلك. انظر "تهذيب الكمال"(1833).
(276)
"منكر"
"فضائل البيت المقدس"(ص 70)، وعنه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 21 ب - 22 أ)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 138) من طريق عمر به، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 9 ب).
قلت: إسناده منقطع؛ إبراهيم بن أبي عبلة ثقة، لكنه لم يدرك عبادة بن الصامت، نَصَّ على ذلك أبو حاتم الرازي في "المراسيل"(11).
وكذا رافع بن خديج يبعد إدراكه له، فإن رافع بن خديج توفي في خلافة معاوية، وقد أَرَّخَ البخاري وفاته ما بين 50 - 60 هـ، وانظر "الإصابة".
وأما إبراهيم فتوفي في بضع وخمسين ومئة. انظر تفصيل ذلك في "تهذيب الكمال"(206)، فبينهما مفاوز.
421 -
قَالَ الوَاسطِي فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حِدَّثَنَا عُمَرُ، نَا أَبِي، نَا الْوَلِيدُ، نَا إِدْرِيسُ بن سُلَيْمَانَ، نَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الحوْشَبِي أَبُو الصَّلْتِ، نَا عَبْدُ الْكَرِيم بْنُ مَالِكٍ الجزَرِي، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: اخْتَلَفَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَعَبدُ اللَّهَ بْنُ مَسعُودٍ
(277)
فِي شَيْءٍ، فَقَالَ عُبَادَة بْنُ الصَّامِتِ: لَا وَالَّذِي كَانَت صَخرَةُ بَيتِ المقدِسِ لَهُ مَقَامًا أَربَعِينَ سَنَةً مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَه عَبدُ اللَّهِ بْنُ مَسعُودٍ.
(278)
422 -
قَالَ ابْنُ بَطةَ فِي "الْإِبَانَةَ":
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمِي عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ الحمْصِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سُفْيَانَ الطَّائِي، ثَنَا أَبُو المغِيرَةِ، ثَنَا صَفْوَانُ، ثَنَا شريحٌ، عَنْ أبِي شِمْرٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل نَظَرَ إِلَى الأَرْضِ، فَقَالَ: إِنِّي وَاطِئٌ عَلَى بَعْضِكِ فَاستَبَقَتْ إلَيهِ الجبَالُ وَتَضَعْضَعَتْ الصَّخْرَةُ، فَشَكَرَ اللَّهُ عز وجل لَهَا ذَلِكَ، فَوَضَعَ عَلَيهَا قَدَمَهُ، وَقَالَ: هَذَا مَقَامِي، وَمَحْشَرُ خَلقِي، وَهَذِهِ جَنَّتِي، وَهَذِهِ نَارِي، وَهَذَا مَوْضِعُ مِيزَانِي، وَأَنَا دَيَّانُ الدِّينِ.
(279)
(277)
عبد اللَّه بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن مخزوم، وهو صاحب نعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن بضع وستين. انظر "تهذيب الكمال"(3564).
(278)
"منكر"
"فضائل البيت المقدس"(ص 69)، وعنه أخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 21 ب)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 144 - 145) من طريق عمر به.
أبو عبيدة بن عبد اللَّه بن مسعود لم يسمع من أبيه.
وشهاب بن خراش الحوشبي أبو الصلت، قال الحافظ: صدوق يخطئ.
وإدريس بن سليمان: هو ابن أبي الرباب الشامي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(8/ 133)، وقال الحافظ في "لسان الميزان" (8/ 335): قال الأزدي: لا يتابع على حديثه، هو منكر الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات". اهـ.
(279)
"من حديث بني إسرئيل، وفيه نكارة"
423 -
قَالَ الوَاسطِي فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حَدَّثَنَا عُمَرُ، نَا أَبِي، نَا الْوَلِيدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ، نَا فَائِضُ بْنُ الْوَلِيدِ، نَا سَوادَةُ بْنُ عَطَاءٍ الحضْرَمِي، قَالَ: نَجِدُ فِي الْكِتَابِ مَكتُوبًا: إِنَّ اللَّه عز وجل لمَّا خَلَقَ الأَرْضَ، وَشَاءَ أَن يَعرُجَ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دخَانٌ استَشْرَفَ لِذَلِكَ الجبَالُ أَيُّهَا يَكونُ ذَلِكَ عَلَيهِ، وَخَشَعَت صَخرَةُ بَيتِ المقدِسِ تَوَاضُعًا لِعَظَمَةِ اللَّهِ عز وجل فَشَكَرَ اللَّهُ عز وجل لَهَا ذَلِكَ، وَجَعَلَ المِعرَاجَ عَنْهَا وَكَانَ عَلَيْهَا مَا شَاءَ اللَّه أَن يَكُونَ، قَالَ: فَمَدَّ الجَبَّارُ يَدَيْهِ حَتَّى كَانتا حَيْثُ شَاءَ أَن تَكُونَا، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ جَنَّتِي غَرْبًا، وَهَذِهِ نَارِي شَرْقًا، هَذَا مَوضِعُ مِيزَانِي طَرَفَ الجَبَلِ، وَأَنَا اللَّهُ دَيَّانُ الدِّينِ. وَذكره فَكَانَ مِعْرَاجُهُ إلَى السَّمَاءِ عَنِ الصَّخرَةِ.
(280)
424 -
قَالَ الفَسَوِيُّ فِي "المَعْرِفَةِ وَالتَّارِيخِ":
= "الإبانة"(3/ 361)، وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 20) عن صفوان به.
قلت: أبو شمر نسبه أبو نعيم إلى الذماري، ولم أعرفه، والمشهور الضبعي، وهو من رجال "التهذيب"، وقال الحافظ: مقبول.
وشريح هو ابن عبيد الحضرمي: ثقة، كذا قال الحافظ، والأثر من كلام كعب، وهو مأخوذ من حديث بني إسرائيل.
وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(3/ 362): قال: حدثنا القافلائي، قال: ثنا الصاغاني، ثنا عبد اللَّه بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عمن حدثه أن كعبًا كان يقول. . . فذكره، وذكره أبو مالك القرظي في كتاب "اليهود" انظر "معجم البلدان"(5/ 167)، وإسناده ضعيف كسابقه، وفيه مبهم لم يسم.
قال ابن المطهر في "البدء والتاريخ"(1/ 121): سمعت من يقول: هذا من موضوعات أهل الشام.
(280)
"منكر من الإسرائيليات"
"فضائل البيت المقدس"(ص 70)، وعنه أخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 22)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 137 - 138) من طريق عمر به.
قلت: وهذا من حديث بني إسرائيل، وفيه مجازفات وأهوال، وسوادة بن عطاء لم أقف له على ترجمة، وعمرو بن بكر الظاهر أنه السكسكي، وهو متروك، وله ترجمة في "التهذيب"، قال الحافظ: متروك، وفي متنه نكارة ظاهرة.
حَدَّثَنِي أَبُو عُتْبَةَ عَلِيُّ بْنُ الحسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ السُّكُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بْنُ الوَلِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الخوْلَانِيِّ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ قَالَ: خَمْسُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ الجنَّةِ: بِيْتُ المقْدِسِ، وَحِمْصُ، وَدِمَشْقُ، وَبَيْتُ جَبْرِينَ، وَظِفَارُ اليَمَنِ، وَخَمْسُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ النَّارِ: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَالطَّوَّانَةُ، وَأَنْطَاكِيَّةُ، وَتَدْمُرُ، وَصَنْعَاءُ - صَنْعَاءُ الْيَمَنِ.
(281)
425 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجامِعِ المسْتَقْصَى":
فِي نُسْخَةِ الْكِتَابِ الَّذِي أَخْبَرَنَا بِبَعْضِهِ الْفَقِيهُ أَبُو الحسَنِ الشَّافِعِي إِذنًا، أَبَنَا أَبُو الحسَنِ الْعَاقُولِي، أَبَنَا أَبُو المعَالِي المقْدِسِي، أَبَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، أبَنَا عُمَرُ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا الْوَلِيدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ، أَبَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّهِ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ: مَا مِنْ نُطْفَةٍ مِنْ عَيْنٍ عَذْبَةٍ إِلَّا وَمَخْرَجُهَا مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الجلَسَاءِ: إِنِّي لَأَعْرِفُ عَيْنَ مَاءٍ مَخْرَجُهَا مِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ، قَالَ كَعْبٍ: عَسَاكَ تَعْنِي عَيْنَ سَمَاهِيج
(282)
فَوَاللَّهِ إِن مَخْرَجَهَا لَمِنْ تَحْتِ صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ
(281)
"منكر من الإسرائيليات"
"المعرفة والتاريخ"(2/ 174)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه دمشق"(1/ 222 - 223) به. وأخرجه الربعي في "فضائل الشام ودمشق"(52) من طريق يزيد بن عبد اللَّه الخولاني به، ومن طريق الربعي أخرجه ابن ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(58 ب) به.
قلت: وإسناده ضعيف؛ بقية مدلس، وقد عنعن، ولم ينفرد، تابعه محمد بن عبد اللَّه الشعيثي، لكن الأثر ينتهي إلى كعب، وفيه نكارة، وهذا مما نقل عن بني إسرائيل، وهو مما يخالف ما عندنا فقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية وزكّى أهل اليمن وقال كما في "الصحيح":"الإيمان يمان، والحكمة يمانية".
(282)
قال في "معجم البلدان"(3/ 246): سماهيج بفتح أوله، وآخره جيم جمع سمهج: اللبن إذا خلط بالماء، وقال الأصمعي: ماء سمهج: سهل لين. . . وسماهيح: اسم جزيرة في وسط البحر بين عمان والبحرين. . . وقيل: هي قرية على جانب البحرين ومن جواثا.
عُثْمَان: فَأُخْبِرْتُ أَن عَيْنَ سَمَاهِيجَ نَحْوَ الْبَحْرَيْنِ فِي وَسطِ الْبَحْرِ.
(283)
426 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا اِلْوَلِيدُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الملِكِ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ (اللَّهِ)
(284)
، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَخْرَةُ بَيْتِ المقْدِسِ مِنْ صُخُورِ الجنَّةِ.
(285)
427 -
قَالَ الوَاسطِي فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حَدَّثَنَا عُمَرُ، نَا أَبِي، نَا الْوَلِيدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا زُهَيْر، قَالَ: أَبَنَا دَاودُ ابنُ هِلَالٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالحٍ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ، قَالَ: الصَّخْرَةُ
(283)
"منكر من الإسرائيليات"
"الجامع المستقصى"(ق 19 ب)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 12 أ).
وفيه: محمد بن عثمان بن عطاء الخراساني، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(8/ 26)، وابن حبان في "الثقات"(9/ 59)، ولم يذكرا من روى عنه سوى زهير بن عباد؛ فهو مجهول العين.
وأبوه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني أبو مسعود المقدسي، ضعفه مسلم، وابن معين، والدارقطني، وابن خزيمة، وغيرهم، وانظر "الميزان"(5540).
(284)
سقط لفظ الجلالة من إسناد ابن المرجا، وهو ثابت عند ابن عساكر كما في "الجامع المستقصى"(ق 15 ب، ق 16 أ).
(285)
"باطل"
"فضائل بيت المقدس"(128 - 129)، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 15 ب، ق 16 أ)، من طريق عمر بن الفضل به، وذكره المقدسي في "مثير الغرام"(251)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(1/ 132)، ومجير الدين في "الأنس الجليل"(1/ 357)، وذكره ابن الجوزي معلقًا في "فضائل القدس"(16).
قلت: وإسناده تالف؛ فيه غالب بن عبيد اللَّه العقيلي، وهاه جمهور النقاد، وانظر:"الميزان"(6645)، و"الجرح والتعديل"(7/ 48)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 101). وأبو عبد الملك أراه: علي ابن يزيد بن أبي هلال الألهاني الشامي الدمشقي، وهو ضعيف، وانظر "تهذيب الكمال"(4743).
تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنَ الجنَّةِ: سيْحَان، وَجيْحَان، وَالْفُرَاتُ، وَالنِّيلُ.
(286)
428 -
قَالَ الوَاسطِي فِي "فَضَائِلِ البَيْتِ المقَدَّسِ":
حَدَّثَنَا عُمَرُ، نَا أَبِي، نَا الْوَلِيدُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا رَوَّادُ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنْ بُسْرٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: إِنَّ فِي التَّوْرَاةِ أَنهُ يَقُولُ لِصَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ: أَنْتِ عَرْشِي الأَدْنَى، وَمِنكِ ارتَفَعْت إِلى السَّمَاءِ، وَمِنْ تَحتِكِ بَسَطتُّ الأَرْضَ، وَكُلُّ مَا يَسِيل مِن ذرْوَةِ الجبَالِ مِن تَحتِكِ، مَن مَاتَ فِيكِ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِي السَّمَاءِ، وَمَن مَاتَ حَوْلَكِ فَكَأَنَّمَا مَاتَ فِيكِ، لَا تَنْقَضِي الأَيَّام والليَالِي حَتَّي أرسِلَ عَلَيْكِ نَارًا مِنَ السَّماءِ فَتَأْكلَ آثَارَ أَكُفِّ بَنِي آدَمَ وَأَقْدَامِهِم مِنكِ، وَأُرسِلَ عَلَيكِ مَاءً مِن تَحْتِ العَرشِ فَأَغسِلَكِ حَتَّى أَترككِ كالمهَاةِ، وَأَضرِبَ عَلَيكِ سُورًا مِنْ غَمَام غِلَظُهُ اثنَا عَشَرَ مِيلًا، وَسِيَاجًا مِن نَارٍ، وَأَجعَلَ عَلَيكِ قُبَّةً جَبَلتُهَا بِيَدِي، وَأُنزِلَ فِيكِ رَوْحِي وَمَلائِكَتِي، يُسَبِّحُونَ فِيكِ، لَا يَدخُلك أَحَدٌ مِن وَلَدِ آدَمَ إلَى يَومِ القِيَامَةِ، فَمَن يَرَى ضَوءَ تِلكَ القُبَّةِ مِن بَعِيد
(286)
"باطل"
"فضائل البيت المقدس"(ص 69)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 19 أ) به، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 133 - 134) من طريق عمر به، والمقدسي في "فضائل بيت المقدس"(29) عن إبراهيم بن محمد به بلفظ قريب، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 25 أ)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 12 أ).
وإسناده ضعيف جدًّا؛ به الصلت بن دينار، أبو شعيب المجنون، قال أحمد: متروك. وضعفه ابن معين، وأبو زرعة، والنسائي، وابن عدي. انظر:"تهذيب التهذيب"(4/ 434)، و"الميزان"(3/ 32).
قلت: وهذا الحديث معارض للحديث الصحيح المتفق عليه عند البخاري (3887)، ومسلم (164)، في حديث الإسراء والمعراج، وفيه: أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان، فقلت: يا جبريل، ما هذه الأنهار؟ قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات.
يَقُولُ: طُوبَى لِوَجهٍ يَخِرُّ فِيكِ للَّهِ سَاجِدًا، وَأَضرِبَ عَلَيكِ حَائِطًا مِن نَارٍ، وَسِيَاجًا مِن الغَمَامِ، وَخَمسَة حِيطَانٍ مِن يَاقوتَ، وَدُرٍّ، وَزَبَرجَدَ، أَنتِ البَيدَرُ
(287)
، وَإِليكِ المحشَرُ، وَمِنكِ المنشَرُ.
(288)
429 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الحسَينُ بْنُ الحسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسدِي، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ، أَنَا أَحْمَدُ ابنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَذْلَمَ، نَا أَبُو زُرْعَةَ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، أَنَّ شعوذَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيةُ لِكَعْب: حَدَّثَنَا
(287)
في "إتحاف الأخصا": أنت البدء.
(288)
"باطل"
"فضائل البيت المقدس"(ص 70)، ومن طريقه أخرج بعضه ابن الجوزي في "فضائل القدس"(ص 145 - 146)، وقال: موضوع. وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 138 - 139) من طريق عمر به، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 3) من طريق رواد به، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 9 أ)، عن ثور بن يزيد بنحوه، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 35 ب).
وفيه رواد بن الجراح: ضعفه جمهور النقاد، وقال البخاري: كان قد اختلط، لا يكاد يقوم حديثه ليس له كبير حديث قائم، وضعفه النسائي. انظر "تهذيب الكمال"(1927).
وأيضًا صدقة بن يزيد: ضعفه البخاري وأحمد، وابن حبان، وابن عدي. انظر "الميزان"(2/ 313).
قال ابن تيمية في "الفتاوى"(15/ 153): وكان الصحابة يكذبون ما ينقله كعب عن صخرة بيت المقدس، أن اللَّه قال لها: أنت عرشي الأدنى، ويقولون: من وسع كرسيه السموات والأرض كيف تكون الصخرة عرشه الأدنى؟!
قال ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم"(1/ 435): روى بعضهم عن كعب الأحبار أنه كان عند عبد الملك بن مروان، وعروة بن الزبير حاضر، فقال كعب: إن اللَّه قال للصخرة: أنت عرشي الأدنى، فقال عروة: يقول اللَّه تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} وأنت تقول أن الصخرة عرشه؟!
يَا كَعْبُ، قَالَ: فَقَالَ كَعبُ: أَينَ تَعرِضُ يَا مُعَاوِيَةُ، إِنْ شِئتَ لَأحَدِّثنَّكَ: أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الصَّخْرَةَ عَلَى النَّخلَةِ وَتَحتَ النَّخلَةِ مَريَمُ بنتُ عِمرَانَ وَآسِيَةُ امرَأةُ فِرعَونَ يَنْظُمَانِ سُمُوطَ
(289)
أَهْلِ الجَنَّةِ.
(290)
430 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَبَنَا عِيسَى، قَالَ: أَبَنَا عَلِيُّ، قَالَ: أَبَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَبَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: أَبَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ، عَنْ ثَوْرٍ، قَالَ: سَأَلتُهُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي هَذِهِ الصَّخرَةِ؛ أَنَّ اللَّه سُبحَانَه قَامَ عَلَيهَا؟ فَقَالَ: إِي وَالَّذِي لَا إِلَه إلا هُوَ لَقَد قَامَ عَلَيهَا، ثُمَّ كَانَت حَيثُ شَاءَ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا مَوضِعُ مَقَامِي، وَمَحشَرُ عِبَادِي، وَهَذِهِ جَنَّتِي، وَهَذِهِ نَارِي، وَهَذَا مَوْضعُ مِيزَانِي، وَأَنَا اللَّهُ دَيَّانُ يَومِ الدِّينِ.
(291)
(289)
السِّمْطُ: الخيط ما دام فيه الخرز وإلا فهو سلك والسمط خيط النظم؛ لأنه يعلق وقيل: هي قلادة أطول من المخنقة وجمعه سموط. انظر "لسان العرب": سمط.
(290)
"باطل من الإسرائيليات"
"تاريخ دمشق"(70/ 120)، ومن نفس الطريق أخرجه ابنه في "الجامع المستقصى"(ق 18)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 35 ب)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 9 أ).
قال الحافظ ابن عساكر: وكونه من كلام كعب الأحبار أشبه. وقال الحافظ ابن كثير: وكلام كعب الأحبار هذا إنما تلقاه من الإسرائيليات التي منها ما هو مكذوب مفتعل، وضعه بعض زنادقتهم أو جهالهم وهذا منه، واللَّه أعلم. "البداية والنهاية"(2/ 63)، وذكره الفتني في "تذكرة الموضوعات"(76)، وقال: هذا كذب ظاهر.
تنبيه: وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية"(2/ 63)، وفيه: مسعود بن عبد الرحمن، عن ابن عابد.
قلت: الصواب كما في الرواية، وشعوذ ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال"(5/ 70)، وذكر أنه يروي عن عبد الرحمن بن عائذ، وقد ترجم له أيضًا البخاري في "تاريخه الكبير"(4/ 266)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(4/ 390)، وابن حبان في "الثقات"(6/ 451)، ولم يذكروا جرحًا ولا تعديلًا.
(291)
"موضوع"