الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
957 -
قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ":
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثَنَا الحَسَنُ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سِنَانٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعِ عَلِيٍّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ وَادِي جَهَنَّمَ فَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ:{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} فَقَالَ: هَذَا مَوْضِعُ السُّورِ عِنْدَ وَادِي جَهَنَّمَ.
(212)
سُورَةُ الحَشْرِ
(213)
= ومصر.
قلت: وهو إلى هذا الحد لم يعرف بعدالة، وقد تساهل بعض أهل العلم في مثل هذا فيقبلون حاله في فضيلة وما يشبهها، خاصة وأن البخاري قال في ترجمته:"صَاحَبَ عمر ومعاذ". فيندر الكذب في هذه الطبقة، ثم إن المنقول من اجتهاد عبد اللَّه بن عمرو، ولم يرفعه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فهو محتمل، ولا يعني هذا اعتماد هذا القول في تفسير الآية، فالتفسير الصحيح لهذا السور أنه يوم القيامة، ويكون السور مضروبًا بين الجنة والنار. وقد حكم الشيخ الألباني على هذا الأثر بالبطلان، وانظر "الضعيفة"(5663).
(212)
"إسناده ضعيف"
"تفسير الطبري"(2/ 4022)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(1/ 2734) إلى عبد بن حميد، عن أبي سنان به.
وإسناده ضعيف؛ فيه عيسى بن سنان أبو سنان؛ ضعفه ابن معين، وأحمد، والنسائي، وأبو زرعة، وغيرهم. وانظر "التهذيب"(4626)، وقال ابن حجر: في الحديث. وقال الذهبي: ضعيف لم يترك. وقال الألباني في "الضعيفة"(5663): هذا إسناد ضعيف.
(213)
الحشر: 2.
958 -
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ":
حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَنْ شَكَّ فِي أَنَّ أَوَّلَ المحْشَر هَاهُنَا -يَعْنِي الشَّامَ- لِيتْلُ هَذِه الآية: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اخرُجُوا". قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: "إِلَى أَرْضِ المحْشَرِ".
(214)
959 -
قَالَ الطَّبَرِيُّ في "تفسيره":
حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْب، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} لأَوَّلِ قَالَ: الشَّامُ حِينَ رَدَّهُمْ إلى الشَّامِ. وَقَرَأ قَوْلَ اللَّهِ عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا}
(215)
قَالَ: مِنْ حَيثُ جَاءَتْ أَدْبَارَهَا أَنْ رَجَعَتْ
(214)
"ضعيف"
"تفسير ابن أبي حاتم"(10/ 3345)، وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(4/ 434)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 179)، كلاهما من طريق ابن أبي عمر به، وذكره الثعلبي في "الكشف والبيان"(9/ 268)، وابن كثير في "تفسيره"(8/ 59)، والبغوي في "تفسيره"(8/ 69)، كلهم عن ابن عباس، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور"(6/ 187) للبزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "البعث والنشور"، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وإسناده ضعيف؛ آفته أبو سعد البقال سعيد بن المرزبان، قال البخاري: منكر الحديث. وضعفه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وأبو حاتم، وغيرهم، والحديث في مناكيره، ذكره ابن عدي والذهبي فيما استنكر عليه.
وللحديث شاهد من طريق الحسن، أخرجه الطبري (14/ 29)، وابن سعد في "الطبقات"(2/ 45) من طريق ابن أبي عدي، عن عوف، عنه، قال: بلغني أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما أجلى بني النضير قال: "امضوا فهذا أول الحشر وأنا على الأثر".
وهذا مرسل، ومراسيل الحسن واهية لا تصلح للاعتضاد.
(215)
النساء: 47.
إلى الشَّامِ مِنْ حَيْثُ جَاءَتْ رُدُّوا إِلَيْهِ.
(216)
(216)
"صحيح إلى ابن زيد" وسبق في سورة النساء.
فصل في أقوال المفسرين حول الآية
قال الطبري في "تفسيره"(22/ 496 - 497):
يعني تعالى ذكره بقوله: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} : اللَّه الذي أخرج الذين جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب، وهم يهود بني النضير من ديارهم، وذلك خروجهم عن منازلهم ودورهم، حين صالحوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على أن يؤمنهم على دمائهم ونسائهم وذراريهم، وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من أموالهم، ويخلو له دورهم، وسائر أموالهم، فأجابهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، فخرجوا من ديارهم، فمنهم من خرج إلى الشام، ومنهم من خرج إلى خيبر، فذلك قول اللَّه عز وجل {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
قال ابن كثير (8/ 81):
وقوله: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} يعني: يهود بني النضير. قاله ابن عباس، ومجاهد، والزهري، وغير واحد، كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هادنهم وأعطاهم عهدًا وذمة على ألا يقاتلهم ولا يقاتلوه، فنقضوا العهد الذي كان بينهم وبينه؛ فأحل اللَّه بهم بأسه الذي لا مرد له، وأنزل عليهم قضاءه الذي لا يصد، فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجهم من حصونهم الحصينة التي ما طمع فيها المسلمون، وظنوا هم أنها مانعتهم من بأس اللَّه، فما أغنى عنهم من اللَّه شيئًا، وجاءهم ما لم يكن ببالهم، وسيَّرهم رسول اللَّه وأجلاهم من المدينة، فكان منهم طائفة ذهبوا إلى أذرعات من أعالي الشام، وهي أرض المحشر والمنشر.
قال القرطبى (18/ 2 - 3):
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} فيه ثلاث مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ} قال سعيد بن جبير: قلت لابن عباس: سورة الحشر؟ قال: قل سورة النضير، وهم رهط من اليهود من ذرية هارون عليه السلام نزلوا المدينة في فتن بني إسرائيل انتظارًا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وكان من أمرهم ما نصَّ اللَّه عليه.
الثانية: قوله تعالى: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} الحشر: الجمع، وهو على أربعة أوجه: حشران في الدنيا، وحشران في الآخرة، أما الذي في الدنيا فقوله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} قال الزهري: كانوا من سبط لم يصبهم جلاء، وكان اللَّه عز وجل قد كتب عليهم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الجلاء، فلولا ذلك لعذبهم في الدنيا، وكان أول حشر حشروا في الدنيا إلى الشام، قال ابن عباس وعكرمة: من شك أن المحشر في الشام فليقرأ هذه الآية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم:"اخرجوا". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر".
قال قتادة: هذا أول المحشر. قال ابن عباس: هم أول من حشر من أهل الكتاب وأخرج من دياره. وقيل: إنهم أخرجوا إلى خيبر، وأن معنى {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} إخراجهم من حصونهم إلى خيبر، وآخره إخراج عمر رضي الله عنه إياهم من خيبر إلى نجد وأذرعات، وقيل: تيماء وأريحاء، وذلك بكفرهم ونقض عهدهم.
وأما الحشر الثاني: فحشرهم قرب القيامة. قال قتادة: تأتي نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، وتأكل منهم من تخلف. وهذا ثابت في الصحيح، وقد ذكرناه في كتاب "التذكرة"، ونحوه روى ابن وهب، عن مالك، قال: قلت لمالك: هو جلاؤهم من ديارهم؟ فقال لي: الحشر يوم القيامة حشر اليهود. قال: وأجلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اليهود إلى خيبر حين سئلوا عن المال فكتموه؛ فاستحلهم بذلك. قال ابن العربي: للحشر أول ووسط وآخر، فالأول إجلاء بني النضير، والأوسط إجلاء خيبر، والآخر حشر يوم القيامة.
وعن الحسن: هم بنو قريظة، وخالفه بقية المفسرين، وقالوا: بنو قريظة ما حشروا ولكنهم قتلوا. حكاه الثعلبي.
الثالثة: قال الكيا الطبري: ومصالحة أهل الحرب على الجلاء من ديارهم من غير شيء لا يجوز الآن، وإنما كان ذلك في أول الإسلام ثم نسخ، والآن فلا بد من قتالهم أو سبيهم أو ضرب الجزية عليهم.
قال الشوكاني في "فتح القدير"(5/ 258 - 259):
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} هم بنو النضير، وهم رهط من اليهود من ذرية هارون، نزلوا المدينة في بني إسرائيل انتظازا منهم لمحمد صلى الله عليه وسلم، فغدروا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن عاهدوه، وصاروا عليه مع المشركين، فحاصرهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى رضوا بالجلاء، قال الكلبي: كانوا أول من أجلي من أهل الذمة من جزيرة العرب، ثم أجلي آخرهم في زمن عمر بن الخطاب، فكان جلاوهم أول حشر من المدينة، وآخر حشر إجلاء عمر لهم. وقيل: إن أول الحشر إخراجهم من حصونهم إلى خيبر، وآخر الحشر إخراجهم من خيبر إلى الشام. وقيل: آخر الحشر هو حشر جميع الناس إلى أرض المحشر، وهي الشام. قال عكرمة: من شك أن المحشر يوم القيامة في الشام، فليقرأ هذه الآية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم:"اخرجوا". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال ابن العربي: الحشر أول ووسط وآخر، فالأول إجلاء بني النضير، والأوسط إجلاء خيبر، والآخر حشر يوم القيامة.
وقد أجمع المفسرون على أن هؤلاء المذكورين في الآية هم بنو النضير، ولم يخالف في ذلك إلا الحسن البصري فقال: هم بنو قريظة، وهو غلط، فإن بني قريظة ما حشروا، بل قتلوا بحكم سعد بن معاذ لما رضوا بحكمه، فحكم عليهم بأن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم، وتغنم أموالهم، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لسعد:"لقد حكمت بحكم اللَّه من فوق سبع أرقعة". واللام في {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} متعلقة بـ {أَخْرَجَ} ، وهي لام التوقيت كقوله:{لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (الإسراء: 78).
وأما قوله: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} فكان إجلاؤهم ذلك أول حشر في الدنيا إلى الشام، وأخرج البزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في "البعث" عن ابن عباس، قال: من شك أن المحشر بالشام فليقرأ هذه الآية: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْر} قال لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذ: "اخرجوا". قالوا: إلى أين؟ قال: "إلى أرض المحشر".
وأخرج ابن جرير، وابن مردويه، والبيهقي في "الدلائل"، وابن عساكر، عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ، فأعطوه ما أراد منهم، فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم، وأن يخرجهم من أرضهم وأوطانهم، وأن يسيروا إلى أذرعات الشام، وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرًا وسقاء.
قال الحافظ في "فتح الباري"(11/ 386):
قوله: (باب الحشر) قال القرطبي: الحشر: الجمع، وهو أربعة: حشران في الدنيا، وحشران في الآخرة، فالذي في الدنيا:
أحدهما: المذكور في سورة الحشر في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْر} .
والثاني: الحشر المذكور في أشراط الساعة الذي أخرجه مسلم من حديث حذيفة بن أسيد، رفعه:"إن الساعة لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات. . . " فذكره، وفي حديث ابن عمر عند أحمد وأبي يعلى مرفوعًا:"تخرج نار قبل يوم القيامة من حضرموت فتسوق الناس. . . " الحديث، وفيه: فما تأمرنا؟ قال: "عليكم بالشام". وفي لفظ آخر: "ذلك نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس إلى المحشر".
قلت (أي الحافظ): وفي حديث أنس في مسائل عبد اللَّه بن سلام لما أسلم: "أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب". وقد قدمت الإشارة إليه في "باب طلوع الشمس من مغربها" وأنه مذكور في "بدء الخلق" وفي حديث عبد اللَّه بن عمرو عند الحاكم، رفعه: "تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، ويكون لها ما سقط منهم =