الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ مَا جَاءَ فِي المَلَاحِمِ
996 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا الوَلِيدُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي العَاتِكَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا وَقَعَتِ المَلَاحِمُ، خَرَجَ بَعْثٌ مِنْ دِمشْقَ مِنَ المَوَالِي هُمْ أَكْرَمُ العَرَبِ فَرَسًا، وَأَجْوَدُهُ سِلَاحًا، يُؤَيِّدُ اللَّه بِهِمُ الدِّينَ".
(21)
(21)
"محتمل للتحسين"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1233)، وأخرجه ابن ماجه (4090)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 548)، والربعي في "فضائل الشام ودمشق"(113)، والرافعي في "أخبار قزوين"(3/ 297)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 270 - 272) جميعهم عن عثمان بن أبي العاتكة به.
قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال: على شرط مسلم.
قلت: ليس على شرط البخاري ولا مسلم؛ ففيه عثمان بن أبي عاتكة ضعفه جماعة، ولم يخرج له الشيخان في "الصحيح"، وضعفه: ابن معين -في أكثر من رواية- ويعقوب بن سفيان، والنسائي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو مسهر، وإسحاق بن يسار.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه بهذا الإسناد عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، ومع ضعفه يكتب حديثه.
ومشاه جماعة، قال دحيم: لا بأس به. وكذا قال أبو حاتم وأحمد، وقال أبو داود: صالح.
قلت: فاتفقوا على أن روايته عن علي بن يزيد ضعيفة، واختلفوا فيما سوى ذاك، والناظر في كلام النقاد يرى أنه يحتمل حديثه، فقد زكاه أئمة كبار كأحمد وغيره، أما عند المخالفة فهو ليس بذاك، والراوي عنه هو الوليد بن مسلم، وقد صرح بالسماع منه.
وقد توبع عند الحاكم؛ تابعه عبد اللَّه بن يوسف التنيسي فانتفت شبهة التسوية، والحديث بهذا محتمل للتحسين، وقد حسنه الألباني في "الصحيحة"(2777).
997 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا الوَلِيدُ، عَنْ أَبِي (بَكْرٍ)
(22)
الكِلَاعِي، سَمعَ أَبَا وَهْبٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ وَهْبٍ
(23)
، سَمعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: المَلَاحِمُ عَشْرٌ: أَوَّلُهَا مَلْحَمَةُ قَيْسَارِيَّةُ فِلَسْطِينَ، وَآخِرُهَا مَلْحَمَةُ عُمْقُ أَنْطَاكِيَّةَ.
(24)
998 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا ابْنُ حِمْيَرٍ، عَنْ أَرْطَاةَ، قَالَ: إِذَا بُنِيَتْ مَدِينَةٌ عَلَى الفُرَاتِ فَهُوَ النَقَفُ
(25)
، والنِّقَافُ
(26)
، وَإِذَا بُنِيَتْ مَدِينَةٌ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنْ دِمَشْقَ فَتَحزَّمُوا لِلْمَلَاحِمِ
(27)
.
999 -
قالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا الحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ جَرَّاحٍ، عَنْ أَرْطَاةَ، قَالَ: إِذَا ظَهَرَ صَاحِبُ الأَدْهَمِ
(22)
كذا بالأصل، وصوابه: بشر. وقد ترجم له ابن عساكر في "تاريخه"(66/ 17) وقال: حدث عن أبي وهب عبيد اللَّه بن عبيد الكلاعي، روى عنه الوليد بن مسلم ووثقه.
وأبو وهب ترجم له المزي في "تهذيبه" وذكر في الرواة عنه أبا بشر الكلاعي.
(23)
كذا في "الفتن"، وصوابه: عبيد اللَّه بن عبيد، وهو من رجال "التهذيب": ثقة.
(24)
"إسناده صحيح إلى مكحول"
"الفتن" النعيم بن حماد (1293)، وأخرجه ابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب"(1/ 141) من طريق الوليد بن مسلم، قال: لقيت أبا بشر الكلاعي -وكان ثقة- فذاكرته فقال: سمعت أبا وهب الكلاعي يخبر عن مكحول. . . الحديث.
(25)
النَّقْف: كسر الهامة عن الدماغ ونحو ذلك، كما يَنْقُف الظليم الحنظل عن حبه، والمُناقَفة المضاربة بالسيوف على الرؤوس، ونقَف رأسه يَنقفه نَقْفًا، ونقَفه ضربه على رأسه حتى يخرج دماغه. انظر "لسان العرب": نقف.
(26)
النِّقافُ: القتال، والنقَّاف: النحَّات للخشب. انظر "لسان العرب": نقف.
(27)
"إسناده حسن"
"الفتن" لنعيم بن حماد (848).
وابن حمير هو محمد، صدوق كما قال الحافظ، وأرطاة ثقة.
بِالإِسْكَنْدَريَّةِ وَأَرْضِ مِصْرَ؛ لَحِقَتِ العَرَبُ بِيَثْرِبَ وَالحِجَازِ، وَتُجْلَى مِنَ الشَّامِ، وَتَلْحَقُ كُلُّ قَبِيلَةٍ بِأَهْلِهَا، وَيَبْعَثُ اللَّه إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَإِذَا انْتَهَوا بَيْنَ الجَزِيرَتَيْنِ؛ نَادَى مُنَادِيهِمْ: لِيَخْرُجَ إِلَيْنَا كُلُّ صَرِيحٍ أَوْ دَخِيلٍ كَانَ مِنَّا فِي المُسْلِمِينَ، فَيَغْضَبُ المَوَالِي فَيُبَايِعُونَ رَجُلًا يُسَمَّى صَايحٍ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ ابنِ يَسَارٍ، فَيَخْرُجُ بِهِمْ فَيَلْقَى جَيْشَ الرُّومِ فَيَقْتُلُهُمْ، وَيَقَعُ المَوْتُ فِي الرُّومِ، وَهُمْ يَوْمَئِذ بِبَيْتِ المَقْدِسِ وَقَدِ اسْتَوْلَوا عَلَيْهَا؛ فَيَمُوتُونَ مَوْتَ الجَرَادِ، وَيَمُوتُ صَاحِبُ الأَدْهَمِ، وَيَنْزِلُ صَالحٌ بِالمَوَالِي بِأَرْضِ سُورِيَّةَ، وَيَدْخُلُ عَمُّورِيَّةَ وَقَدْ نَزَلَهُ، وَيَنْزِلُ قَمُولِيَّةَ، وَيَفْتَحُ بِزَنْطِيَّةَ، وَيَكُونُ أَصْوَاتُ جَيْشِهِ فِيهَا بِالتَّوْحِيدِ عَالِيَةً، وَيَقْسِمُ أَمْوَالَهَا بَيْنَهُمْ بِالآنِيَةِ، وَيَظْهَرُ عَلَى رُومِيَّةَ، وَيَسْتَخْرِجُ مِنْهَا بَابَ صُهْيُونَ وَتَابُوتًا مِنْ جِزْع فِيهِ قُرْطُ حَوَّاءَ وَكَغُوتَةُ آدَمَ -يَعْنِي كِسَاءَهُ- وَحُلَّةُ هَارُونَ عليهم السلام فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ خَبَرٌ وَهُوَ بِاطِلٌ فَيَرْجعُ.
قَالَ جَرَّاحُ، عَنْ أَرْطَاةَ: فَالمَلْحَمَةُ الأُولَى فِي قَوْلِ دَانْيَالَ تَكُونُ بِالأَسْكَنْدَرِيَّةِ؛ يَخْرُجُونَ بِسُفُنِهِمْ، فَيَسْتَغِيثُ أهْلُ مِصْرَ بِأَهْلِ الشَّامِ، فَيَلْتَقُونَ فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَيَهْزِمُ المُسْلِمُونَ الرُّومَ بَعْدَ جُهْدٍ شَدِيدٍ، ثُمَّ يُقِيمُونَ عَلَيْهَا وَيَجْمَعُونَ جَمْعًا عَظِيمًا، ثُمَّ يُقْبِلُونَ فَيَنْزِلُونَ يَافَا فِلَسْطِينَ عَشْرَةَ أَمْيَالٍ، وَيَعْتَصِمُ أَهْلُهُ بِذَرَارِيهِمْ فِي الجِبَالِ، فَيَلْقَاهُمُ المُسْلِمُونَ فَيَظْفَرُونَ بِهِمْ وَيَقْتُلُونَ مَلِكَهَمْ.
وَالمَلْحَمَةُ الثَّانِيَةُ: يَجْمَعُونَ بَعْدَ هَزِيمَتِهِمْ جَمْعًا أَعْظَمَ مِنْ جَمْعِهِمُ الأَوَّلُ، ثُمَّ يُقْبِلُونَ فَيَنْزِلُونَ عَكَّا، وَقَدْ هَلَكَ مَلِكَهُمُ ابْنُ المَقْتُولِ، فَيَلْتَقِي المُسْلِمُونَ بِعَكَّا، وَيُحْبَسُ النَّصْرُ عَنِ المُسْلِمِينَ أرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَسْتَغِيثُ أَهْلُ الشَّامِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ، فَيُبْطِئُونَ عَنْ نَصْرِهِمْ، فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ حُرٌّ وَلَا عَبْدٌ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَّا أَمَدَّ الرُّومَ، فَيَفِرُّ ثُلُثُ أَهْلِ الشَّامِ، وَيُقْتَلُ الثُّلُثُ، ثُمَّ يَنْصُرُ اللَّهُ البَقِيَّةَ، فَيَهْزِمُونَ الرُّومَ
هَزِيمَةً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، وَيَقْتُلُونَ مَلِكَهُمْ.
وَالمَلْحَمَةُ الثَّالِثَةُ: يَرْجعُ مَنْ رَجعَ مِنْهُمْ فِي البَحْرِ، وَيَنْضَمُّ إِلَيْهِمْ مَنْ كَانَ فَرَّ مِنْهُمْ فِي البَرِّ، وَيُمَلِّكُونَ ابنَ مَلِكِهُمُ المَقْتُولُ؛ صَغِيرٌ لَمْ يَحْتَلِمْ، وَتُقْذَفُ لَهُ مَوَدَّةٌ فِي قُلُوبِهِمْ؛ فَيُقْبِلُ بِمَا لَمْ يُقْبِلْ بِهِ مَلِكَاهُمُ الأَوَّلَانِ مِنَ العَدَدِ، فَيَنْزِلُونَ عُمْقَ أَنْطَاكِيَّةَ، وَيَجْتَمعُ المُسْلِمُونَ فَيَنْزِلُونَ بإِزَائِهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ شَهْرَيْنِ، ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ نَصْرَهُ عَلَى المُسْلِمِينَ فَيَهْزِمُونَ الرُّومَ، وَيَقْتُلُونَ فِيهِمْ وَهُمْ هَارِبُونَ طَالِعُونَ فِي الدَّرْبِ، ثُمَّ يَأْتِيهِمْ مَدَدٌ لَهُمْ فَيَقِفُونَ وَئِيدًا مِنَ المُسْلِمِينَ، فَتَكِرُّ عَلَيْهِمْ كَرَّةٌ فَيَقْتُلُونَهُمْ وَمَلِكَهُمْ وَتَنْهَزِمُ بَقِيَّتُهُمْ، فَيَطْلُبُهُمُ المُهَاجِرُونَ فَيَقْتُلُونَهُمْ قَتْلًا ذَرِيعًا، فَحِينَئِذٍ يَبْطُلُ الصَّلِيبُ، وَيَنْطَلِقُ الرُّومُ إِلَى أُمَمٍ مِنْ وَرَائِهِمْ مِنَ الأَنْدَلُسِ، فَيَقْتُلُونَ بِهِمْ حَتَّى يَنْزِلُوا الدُّرُوبَ، فَيَتَمَيَّزُ المُهَاجِرُونَ نِصْفَيْنِ، فَيَسِيرُ نِصْفٌ فِي البَرِّ نَحْوَ الدَّرْبِ، وَالنِّصْفُ الآخَرُ يَرْكَبُونَ فِي البَحْرِ، فَيَلْتَقِي المُهَاجِرُونَ الَّذِينَ فِي البَرِّ مَنْ فِي الدَّرْبِ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَيُظْفِرُهُمْ اللَّه بِعَدُوِّهِمْ، فَيَهْزِمُهُمْ هَزِيمَةً أَعْظَمَ مِنَ الهَزَائِمِ الأُولَى، وَيُوَجِّهُونَ البَشِيرَ إِلَى إِخْوَانِهِمْ فِي البَحْرِ إِنَّ مَوْعِدَكُمُ المَدِينَةُ، فَيُسَيِّرَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ سِيرَةٍ حَتَّى يَنْزِلُوا عَلَى المَدِينَةِ فَيَقْتَحِمُونَهَا وَيُخْرِبُونَهَا، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْدَلُسٌ وَأُمَمٌ، فَيَجْتَمِعُونَ فَيَأَتُونَ الشَّامَ فَيَلْقَاهُمُ المُسْلِمُونَ فَيَهْزِمُهُمُ اللَّهُ عز وجل.
(28)
(28)
"إسناده حسن إلى أرطاة"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1285، 1286).
قلت: إسناده حسن، أرطاة بن المنذر ثقة، والجراح هو ابن مليح البهراني، قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الحافظ: صدوق. وهو كذلك، والحكم بن نافع ثقة ثبت؛ فالإسناد حسن إلى أرطاة، ويبقى النظر فيما قاله، وهذا الكلام لا يقال من قبل الرأي، ولا بد فيه من الوحي المعصوم، أما الكلام على العموم والاجتهادات من صحف الخصوم؛ فلا حجة فيه وإن وافق التاريخ والعلوم.