الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا جَاءَ مِنْ أَنَّهُ إِذَا ذَهَبَ الإِيمَانُ مِنَ الأَرْضِ وُجِدَ فِي الشَّامِ
78 -
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي "الكَامِلِ":
حَدَّثَنَا طَاهِرُ بنُ عَلِيِّ بنِ نَاصِحٍ الطَّبَرَانِي، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ الوَلِيدِ بنِ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ كنَانَةَ، عَنْ مِقْسَم، عَن ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا ذَهَبَ الإِيمَانُ مِنَ الأَرْضِ وُجِدَ بِبَطْنِ الأُرْدُن".
(118)
الأَمْرُ بِسُكْنَى الشَّام
79 -
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ وَيَزِيدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ، عَنْ ابنِ أَبِي قُتَيْلَةَ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سَيَصِيرُ الأَمْر إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً: جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِاليَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالعِرَاقِ". قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَاكَ، قَالَ: "عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهُ خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهِ خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ
(119)
، فَإِنَّ اللَّه عز وجل قَدْ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ
(118)
"موضوع"
"الكامل"(1/ 274 - 275)، وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(1/ 310)، من طريق ابن عدي به.
قال ابن عدي: هذا حديث منكر. وقال: أحمد بن كنانة شامي منكر الحديث، وليس بالمعروف. ونقله الذهبي في "الميزان"(1/ 129)، وقال: هذه أحاديث مكذوبة.
وقال الألباني في "الضعيفة"(3246): كذب.
(119)
غدركم بضمتين جمع غدير، وهو الحوض، والمراد فاختاروا بلادكم على البادية. قاله السندي في حاشية المسند (28/ 218).
وَأَهْلِهِ".
(120)
(120)
"صحيح"
"المسند"(4/ 110)، وأخرجه أبو داود (2483)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1172)، وعنه المزي في "تهذيب الكمال"(27/ 361)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 75 - 76)، كلهم من طريق بقية بن الوليد، قال: حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة -وعند أبي داود: ابن أبي قتيلة وهو تصحيف- عنه به.
قلت: إسناده صحيح لولا تدليس بقية، فهو فاحش التدليس ويدلس تدليس التسوية.
وأبو قتيلة منازع في صحبته، وعلى أقل أحواله فإنه تابعي كبير، وقد روى عنه جمع.
وبقيت علة الحديث في بقية، لكنه لم يتفرد به؛ فقد تابعه صدقة بن عبد اللَّه السمين فرواه عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي قتيلة، عنه بنحوه مختصرًا، أخرجه ابن عساكر (1/ 77).
وإسناده ضعيف؛ صدقة بن عبد اللَّه ضعيف، ووهاه بعض النقاد، والرواي عنه هو: رواد بن الجراح -وتصحف في المطبوع من ابن عساكر إلى داود- ضعيف، واختلط بآخره، وراجع "تهذيب الكمال"(9/ 227).
وقد خالفهما -أي بقية وصدقة- في إسناده فضالة بن شريك الحمصي، فرواه عن خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية بنحوه، أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 77 - 78)، والطبراني في "الكبير"(18/ 251 رقم 627).
قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 62): رواه الطبراني ورجاله ثقات.
قلت: أنى له ذلك، وفي إسناده فضالة بن شريك، ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/ 78) وقال: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه. وكذلك فإن خالد بن معدان كثير الإرسال، ويبعد سماعه من العرباض، والمحفوظ عنه رواية بقية وصدقة.
والحديث له طرق كثيرة لا يخلو طريق منها من مقال لكن بمجموعها يصح الحديث، وإليك بيان طرقه بالتفصيل:
1 -
من طريق عبد اللَّه بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أبي يحيى سليم بن عامر، عن جبير بن نفير عنه بنحوه.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 33)، معلقًا، ووصله الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 166)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 72 - 73).
ورجال إسناده ثقات غير معاوية بن صالح، وهو صدوق، وعبد اللَّه بن صالح كاتب الليث مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وحديثه يصلح في باب الشواهد والمتابعات، وقد استشهد به البخاري في صحيحه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد جاء الحديث من طريق آخر عن جبير بن نفير:
أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 166)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(2295)، وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 3 - 4)، وفي "الدلائل"(478)، والطحاوي في "المشكل"(2/ 35 - 36)، والبيهقي في "الدلائل"(6/ 327)، وابن عساكر (1/ 73)، كلهم من طريق هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن نصر بن علقمة، عن جبير بن نفير عنه، ولفظه: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه الفقر والعري وقلة الشيء، فقال:"أبشروا فواللَّه لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلته، واللَّه لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس والروم وأرض حمير حتى تكونوا أجنادًا ثلاثة: جندًا بالشام، وجندًا بالعراق، وجندًا باليمن، حتى يعطى الرجل المئة دينار فيتسخطها". قال ابن حوالة رضي الله عنه فقلت: يا رسول اللَّه، ومن يستطيع الشام وبها الروم ذات القرون؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"واللَّه ليستخلفنكم اللَّه عز وجل فيها، حتى تكون العصابة منهم البيض قمصهم، المحلقة أقفاوهم، قيامًا على رأس الرجل الأسود منكم المحلوق ما يأمرهم فعلوا، وإن بها اليوم لرجالًا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل". قال ابن حوالة رضي الله عنه فقلت: اختر لي يا رسول اللَّه إن أدركني ذلك، قال:"أختار لك الشام؛ فإنها صفوة اللَّه عز وجل من بلاده، فإليها يجتبي صفوته من عباده، يا أهل الإسلام، فعليكم بالشام، فإن صفوة اللَّه عز وجل من الأرض الشام، فمن أبى فليسق بغدر اليمن، فإن اللَّه عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله". قال: سمعت عبد الرحمن بن جبير يقول: فعرف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نعت هذا الحديث في جزء ابن سهيل السلمي، وكان قد ولي الأعاجم، وكان أويدمًا قصيرًا، وكانوا يرون تلك الأعاجم حوله قيامًا، لا يأمرهم بشيء إلا فعلوه فيتعجبون من هذا الحديث.
ورجال إسناده ثقات، ونصر بن علقمة وثقه دحيم، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. لكن في الإسناد انقطاع؛ فإن نصر بن علقمة لم يدرك جبير بن نفير، قال أبو حاتم في "المراسيل" (ص 176): نصر بن علقمة لم يدرك جبير بن نفير. لكن يبدو أن الواسطة بينهما هو: عبد الرحمن بن جبير كما صرح بذلك في آخر حديثه، فهو بهذا شاهد قوي.
2 -
من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول وربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عنه بنحوه.
وقد اختلف فيه على سعيد على عدة وجوه:
رواه عنه الوليد بن مسلم بالإسناد السابق، أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(292)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 174)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 61 - 62).
وهذا إسناد رواته أئمة ثقات، لكن الوليد بن مسلم مدلس وعنعنه، وقد توبع؛ تابعه جماعة وهم: الوليد بن مزيد عند ابن حبان في، صحيحه، (7306)، وابن عساكر (1/ 57).
وعقبة بن علقمة عند ابن عساكر (1/ 57).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وبشر بن بكر عند الحاكم في "مستدركه"(4/ 510)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأبو مسهر عند الطبراني في "مسند الشاميين"(337)، وابن عساكر (1/ 60)، وعند الطبراني عن ربيعة فقط.
ومروان بن محمد الطاطري عند ابن عساكر (1/ 59، 61).
وسعيد بن مسلمة، ويحيى بن حمزة، وحيوة بن شريح؛ الثلاثة عند ابن عساكر (1/ 56 - 59)، عن مكحول فقط بدون ذكر ربيعة.
• ورواه الوليد بن مسلم أيضًا عنه، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول وربيعة بن يزيد، عن عبد اللَّه بن حوالة، فأسقط منه أبا إدريس الخولاني، ورواه هكذا مرسلًا.
• ورواه أبو إسحاق الفزاري عنه، عن أبي إدريس مرسلًا ومختصرًا، أخرجه الحارث بن أبي أسامة (1045) في "البغية"، وهو في "المطالب العالية"(4194) المسند.
• ورواه وكيع عنه، عن ربيعة بن يزيد، عن رجل يقال له: حَوْلي، أخرجه ابن عساكر (1/ 62 - 63)، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية"(4196)، قال ابن عساكر: حَديث وكيع صحف في إسناده، وأسقط منه أبا إدريس. اهـ.
• ورواه ابن المبارك عنه، عن ربيعة، عن أبي إدريس مرسلًا. أخرجه ابن عساكر (1/ 63).
• ورواه سويد بن سعيد عنه، عن أبي حسن، عن ابن عمر بنحوه. أخرجه ابن عساكر (1/ 63)، وقال: كذا قال وهو وهم، والمحفوظ بهذا الإسناد:"رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي". وسويد سيئ الحفظ، والأشبه من هذه الطرق طريق الوليد ومن تابعه.
3 -
من طريق مكحول، عن عبد اللَّه بن حوالة.
وقد جاء من طرق عن مكحول واختلف عليه فيه:
• محمد بن راشد عنه، أخرجه أحمد في "المسند"(5/ 33 - 34)، وفي "فضائل الصحابة"(1707)، وابن عساكر (1/ 64).
• الوليد بن مسلم، عن محمد بن عبد اللَّه الشعيثي، عنه به، أخرجه ابن عساكر (1/ 65).
• الوليد بن مسلم أيضًا، عن سعيد بن عبد العزيز عنه، عند ابن عساكر (1/ 65 - 66)، وقال: المحفوظ عن الوليد ما تقدم.
• أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(570)، وابن عساكر (1/ 65)، وهذا الإسناد وقع فيه وَهْمٌ؛ قال ابن عساكر: عبد الرحمن بن يزيد هذا ليس هو ابن جابر، بل هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، كذا كان ينسبه أبو أسامة، وقال الخطيب في "التاريخ" (10/ 212): روى الكوفيون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جابر، ووهموا في ذلك، فالحمل عليهم في تلك الأحاديث، ولم يكن غير ابن تميم الذي إليه أشار عمرو بن علي، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر، حدثت عن دعلج بن أحمد قال: قال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وكان ذلك وهمًا منه رحمه الله، وهو لم يلق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف. اهـ.
وكل هذه الطرق مدارها على مكحول، عن ابن حوالة، وبينهما انقطاع: مكحول لم يسمع منه، وأكثر العلماء لا يصححون سماعه إلا من أنس بن مالك، قال الحاكم: أكثر روايته عن الصحابة حوالة.
• واختلف على مكحول في اسم صحابيه:
فقد رواه المغيرة بن زياد الموصلي عنه، عن واثلة بن الأسقع، فجعله من مسند واثلة، أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 55 رقم 130)، وابن عساكر (1/ 66).
والمغيرة بن زياد ضعيف، وقد اختلف عليه فيه.
وتابعه: العلاء بن كثير عند الطبراني في "الكبير"(33/ 58 رقم 138)، وابن عساكر (1/ 67).
وبكار بن تميم عند الطبراني في "الكبير"(22/ 58 رقم 137).
وموسى بن عمير عند ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 439)، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 59): رواه الطبراني بأسانيد كلها ضعيفة.
قال ابن عساكر بعد سياق هذه الطريق: هذه الأحاديث غير محفوظة، والمحفوظ حديث عبد اللَّه بن حوالة. اهـ.
وأضف إلى ذلك أن سماع مكحول من واثلة فيه نظر، والراجح أنه لم يسمع منه.
4 -
من طريق حريز، عن سليمان بن سمير، عن عبد اللَّه بن حوالة بنحوه.
أخرجه أحمد (5/ 188)، والطبراني في "مسند الشاميين"(1054)، وابن عساكر (1/ 79 - 80)، وفي إسناده سليمان بن سمير مختلف في ضبطه، والمشهور أن اسمه سلمان، كذا ترجم له في أكثر المراجع، قال الحافظ: مقبول. يعني عند المتابعة، وقد توبع كما سبق.
5 -
من طريق هشام بن عمار، ثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه، حدثنا أبو عبد السلام صالح بن رستم مولى بني هاشم، عنه، ولفظه: أنه قال: يا رسول اللَّه، خر لي بلدًا أكون فيه، فلو علمت أنك تبقى لم اختر على قربك، قال:"عليك بالشام". ثلاثًا، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم-كراهيته إياها، قال: "هل تدري ما يقول اللَّه في الشام؟ إن اللَّه يقول: يا شام، أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي، أنت سوط نقمتي وسوط عذابي، أنت الذي لا تبقي ولا تذر، أنت الأندر وإليك =
80 -
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي "تَارِيخِهِ":
حَدَّثَنَا هَارُونُ بنُ مَعْرُوف، نَا ضَمْرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بنِ أَدْهَمَ، عَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِي، قَالَ: لمَّا هَمَمْتُ بِالنَّقَلَةِ مِنْ خُرَاسَانَ
(121)
شَاوَرْتُ مَنْ بِهَا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ: أَيْنَ تَرَوْنَ أَنْ أَنْزِلَ بِعِيَالِي؟ فَكُلُّهُمْ يَقُولُ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ. ثُمَّ أَتَيْتُ البَصْرَةَ فَشَاوَرْتُ مَنْ بِهَا: أَيْنَ تَرَوْنَ لِي أَنْ أَنْزِلَ بِعِيَالِي؟ فَكُلُّهُمْ يَقُولُ لِي: عَلَيْكَ بالشَّامِ. ثُمَّ أَتَيْتُ أَهْلَ الكُوفَةِ فَشَاوَرْتُ مَنْ بِهَا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ: أَيْنَ تَرَوْنَ لِي أَنْ أَنْزِلَ بِعِيَالِي؟
= عليك المحشر، ورأيت ليلة أسري بي عمودًا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون؟ قال: عمود الإسلام أمرنا أن نضعه بالشام، وبينا أنا نائم إذ رأيت الكتاب اختلس من تحت وسادتي، فظننت أن اللَّه قد تخلى من أهل الأرض، فأتبعته بصري فإذا هو نور بين يدي حتى وضع بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره، فإن اللَّه قد تكفل لي بالشام".
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(601)، واللفظ له، والدولابي في "الكنى"(2203)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 69 - 70).
وإسناده ضعيف؛ وآفته: صالح بن رستم، وهو مجهول، قال أبو حاتم: مجهول لا نعرفه. وانظر "تهذيب الكمال"(13/ 45).
هذا وقد أطال ابن عساكر النفس جدًّا في سرد طرق هذا الحديث، ذكر طرقًا أخرى عن عبد اللَّه بن حوالة، من طريق بسر بن عبد اللَّه الحضرمي، ويونس بن ميسرة بن حلبس، وعبد اللَّه بن عبد الثماني، والحارث بن الحارث الأزدي، وكثير بن مرة الحضرمي، وعبد اللَّه بن شقيق العقيلي، ولولا خشية الملال لفصلت القول في كل طريق من هذه الطرق، لكن فيما تقدم كفاية ومقنع، والغرض التحقق من صحته، وقد تم المراد والحمد للَّه.
والحديث صححه الشيخ الألباني في "تخريج أحاديث فضائل دمشق للربعي"(2)، وقال: حديث صحيح جدًّا. وقال الحافظ ابن رجب في "فضائل الشام"(ص 35): قال أبو حاتم الرازي: هو حديث صحيح حسن غريب، وله طرق كثيرة، وقد ذكرتها في شرح كتاب الترمذي مستوفاة.
(121)
خراسان: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق أزاذوار قصبة جوَين وبَيهق، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان وكرمان، وليس ذلك منها، إنما هو أطراف حدودها، وتشتمل على أمهات من البلاد منها نيسابور، وهراة، ومرو. انظر "معجم البلدان"(2/ 401).
فَكُلُّهُمْ يَقُولُ لِي: عَلَيْكَ بِالشَّامِ. ثُمَّ أَتَيْتُ مَكَّةَ فَشَاوَرْتُ مَنْ بِهَا مِنْ أَهْلِ العِلْمِ: أَيْنَ تَرَوْنَ لِي أَنْ أَنْزِلَ بِعِيَالِي؟ فَكُلُّهُمْ يَقُولُ لِي: عَلَيْكَ بِالشَّامِ. ثُمَّ أَتَيْتُ المدِينَةَ فَشَاوَرْتُ مَنْ بِهَا مِنْ أَهْلِ العِلْم: أَيْنَ تَرَوْنَ لِي أَنْ أَنْزِلَ بِعِيَالِي؟ فَكُلُّهُمْ يَقُولُ لِي: عَلَيْكَ بِالشَّامِ.
(122)
81 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضَائِلِ نَاصِرُ بنُ مَحْمُودٍ القُرَشِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ، نَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ بنِ شُجَاعٍ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ نَصْرِ بنِ خَيْثَمَةَ، نَا أَحْمَدُ ابنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، نَا هَارُونُ بنُ مَعْرُوفٍ، نَا ضَمْرَةُ بنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الوَلِيدِ بنِ صَالِحٍ الأَزْدِيِّ، قَالَ: فِي الكِتَابِ الأَوَّلِ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: يَا شَامُ، أَنْتِ الأَنْدَرُ، وَمِنْكِ المحْشَرُ، وَإِلَيْكِ المحْشَرُ، فِيكِ نَارِي وَنُورِي، مَنْ دَخَلَكِ رَغْبَةً فِيكِ فَبِرَحْمَتِي، وَمَنْ خَرَجَ عَنْكِ رَغْبَةً مِنْكِ فَبِسُخْطِي، تَتَّسعُ لِأهْلِهَا كَمَا يَتَّسعُ الرَّحِمُ لِلْوَلَد
(123)
.
82 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ طَاوس، وَأَبُو القَاسِمِ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ ابنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ تَمِيمٍ، وَأَبُو إِسحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بنُ طَاهِرِ بنِ بَرَكَاتٍ الخُشُوعِي، قَالُوا:
(122)
"إسناده حسن"
"تاريخ ابن أبي خيثمة"(1959)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 99 - 100)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 58 أ).
قلت: وإسناده حسن؛ إبراهيم بن أدهم قال الحافظ: صدوق. وضمرة بن ربيعة قال الحافظ: صدوق. وهارون بن معروف ثقة خير، وابن أبي خيثمة هو صاحب "التاريخ" معروف.
(123)
"معضل"
"تاريخ دمشق"(1/ 153)، وقال: الوليد بن صالح الأزدي، والصواب: الأردني.
قلت: وإسناده معضل؛ فالوليد لم يسنده، والإعضال فيه ظاهر وشديد.