الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كِتَابُ الفِتَنِ فِي الشَّامِ
بُدُوُّ الفِتْنَةِ بِالشَّامِ
982 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سَعِيدٍ، ثَنَا الحَجَّاجُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ، عَنْ طَاوسَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إِذَا أَقْبَلَتْ فِتْنَةٌ مِنَ المَشْرِقِ وَفِتْنَةٌ مِنَ المَغْرِبِ، فَالتَقَوا بِبَطْنِ الشَّامِ، فَبَطْن الأَرْضِ يَوَمَئذ خَيْرٌ مِنْ ظَهْرِهَا".
(1)
(1)
"ضعيف جدًّا"
"الفتن" لنعيم بن حماد (754).
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه يحيى بن سعيد العطار ضعفه جماهير النقاد؛ حتى قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات والمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة. وانظر "تهذيب الكمال"(7430).
مبحث في ترجمة نعيم بن حماد مصنف كتاب "الفتن".
انفرد نعيم بن حماد بجملة كبيرة من أحاديث وآثار عن الفتن الواقعة في بلاد الشام؛ لذا فقد رأيت من المهمات الترجمة له هنا، فقد تنازع النقاد في قبول حديثه ورده.
أولًا: ذكر من وثقه:
1 -
يحيى بن معين، قال في رواية ابن الجنيد: ثقة.
وقال علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا: نعيم بن حماد ثقة صدوق رجل صدق، أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث، قال أبو زكريا: أنا قلت له قبل خروجي من مصر: هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني أي شيء هذه؟ فقال: يا أبا زكريا، مثلك يستقبلني بهذا؟ فقلت له: إنما قلت هذا من الشفقة عليك، قال: إنما كانت معي نسخ أصابها الماء فدرس بعض الكتاب، فكتب: انظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل عليّ فإذا كان مثل كتابي عرفته، فأما أن أكون كتبت منه شيئًا قط فلا واللَّه الذي لا إله إلا هو. قال أبو زكريا: ثم قدم علينا ابن أخته وجاء بأصول كتبه من خراسان إلا أنه كان يتوهم الشيء كذا يخطئ فيه، فأما هو فكان من أهل الصدق. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 2 - أحمد بن حنبل، وقال: كان من الثقات.
3 -
أبو حاتم، وقال: محله الصدق.
4 -
العجلي، وقال: ثقة.
5 -
ابن حبان ذكره في الثقات، وقال: ربما أخطأ ووهم.
6 -
ابن عدي، وقال: أثنى عليه قومٌ وضعفه قوم، وكان أحد من يتصلب في السنة، ومات في محنة القرآن في الحبس.
وعامة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرته وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا.
قلت: جملة ما ساقه ابن عدي عشرة أحاديث.
7 -
الحافظ ابن حجر، قال في "تهذيبه": وأما نعيم فقد ثبتت عدالته وصدقه ولكن في حديثه أوهام معروفة، وقد قال فيه الدارقطني: إمام في السنة كثير الوهم. وقال أبو أحمد الحاكم: ربما يخالف في بعض حديثه، وقد مضى ابن عدي يتتبع ما وهم فيه، فهذا فصل القول فيه.
8 -
مسلمة بن القاسم، وقال: كان صدوقًا وهو كثير الخطأ وله أحاديث منكلرة في الملاحم انفرد بها. . . قلت: ومسلمة غمزه قوم، وانظر ترجمته في "اللسان"(7/ 95).
9 -
روى له البخاري في "صحيحه"، ومسلم في مقدمته.
10 -
الحافظ، وقال في "التقريب": صدوق يخطئ كثيرًا فقيه عارف بالفرائض.
11 -
المعلمي اليماني، وقال في "تنكيله" (1/ 493): نعيم من أخيار الأمة وأعلام الأئمة وشهداء السنة، ما كفي الجهمية الحنفية أن اضطهدوه في حياته؛ إذ حاولوا إكراهه على أن يعترف بخلق القرآن فأبى؛ فخلدوه في السجن مثقلًا بالحديد حتى مات، فَخرَّ بحديده فألقي في حفرة ولم يكفن ولم يصل عليه -صلت عليه الملائكة- حتى تتبعوه بعد موته بالتضليل والتكذيب.
ثانيًا: ذكر من ضعفه:
1 -
ابن معين في رواية: يروي عن غير الثقات، وفي رواية قال: ليس في الحديث بشيء ولكنه كان صاحب سنة.
2 -
النسائي، وقال: ضعيف. وفي موضع آخر: ليس بثقة. وقال أيضًا: قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حدِّ من لا يحتج به.
3 -
أبو داود، وقال: عند نعيم بن حماد نحو عشرين حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل.
4 -
الدولابي، وقال: يروي عن ابن المبارك ضعيف، قاله أحمد بن شعيب. وقال أيضًا: قال غيره: كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات عن العلماء في ثلب أبي حنيفة مزورة كذب. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 5 - أبو عروبة، وقال: كان نعيم بن حماد مظلم الأمر.
6 -
الأزدي، وقال: كان نعيم ممن يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلب النعمان، كلها كذب.
7 -
ابن يونس، وقال: كان يفهم الحديث وروى أحاديث مناكير عن الثقات.
مناقشة المضعفين:
أولًا: ما ورد عن ابن معين فأكثر الروايات عنه بالتقوية:
وقوله: يروي عن غير الثقات. فليس بتضعيف؛ فقد روى الأئمة عن الضعفاء بل والمتهمين ولم يكن ذلك عيبًا عليهم.
وقوله: ليس بشيء. فهي عنده على معنيين: إما على الضعف، وإما على قلة الحديث، وهي محمولة هنا على قلة الحديث جمعًا بينهما وبين روايات التوثيق.
ثانيًا: قول النسائي في انفراده عن الأئمة، فقد تتبع ابن عدي وغيره ما انفرد به وعدُّوها، وغاية قوله أنه لا يحتج به عند انفراده، وقد قال المعلى متعقبًا قول النسائي: وهب أن النسائي شدد، فكلام الأكثر أرجح ولاسيما ابن معين، لكمال معرفته، ولكونه رافق نعيمًا وجالسه وسمع منه وخبره.
ثالثًا: قول أبي داود أيضًا موافق لقول من انتقدوه في مروياته، فهو واسع الرواية ولا يضر الحافظ أن يستنكر عليه جملة من حديثه.
رابعًا: الدولابي قوله مردود، وقد دفعه غير واحد.
قال المعلمي في "التنكيل"(1/ 494): فأما الدولابي فهو محمد بن أحمد بن حماد له ترجمة في "الميزان" و"اللسان"، قال ابن يونس: من أهل الصنعة، حسن التصنيف، وكان يضعف. وقال الدارقطني:"تكلموا فيه لما تبين من أمره الأخير". وذكر ابن عدي قول الدولابي في معبد الجهني الذي روى أبو حنيفة عن منصور بن زاذان عن الحسن عنه، أنه معبد بن هوذة الذي ذكره البخاري في "تاريخه"، قال ابن عدي:"هذا الذي قاله غير صحيح، وذلك أن معبد بن هوذة أنصاري فكيف يكون جهنيًّا؟ ومعبد الجهني معروف ليس بصحابي، وما حمل الدولابي على ذلك إلا ميلة لمذهبه".
وقال ابن عدي أيضًا: "ابن حماد متهم فيما قاله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الرأي".
وفي ترجمة نعيم من مقدمة "الفتح" بعد الإشارة إلى حكاية الدولابي: "وتعقب ذلك ابن عدي بأن الدولابي كان متعصبًا عليه؛ لأنه كان شديدًا على أهل الرأي، وهذا هو الصواب".
وقال في "التهذيب": "حاشى الدولابي أن يُتَّهم، وإنما الشأن في شيخه الذي نقل ذلك عنه فإنه مجهول متهم". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أقول -المعلمي-: لا أرى الدولابي يبرأ من عهدة ذلك النقل المريب، فإن ابن عدي قال كما في "التهذيب":"قال لنا ابن حماد -يعني الدولابي-: نعيم يروي عن ابن المبارك، قال النسائي: ضعيف. وقال غيره: كان يضع الحديث. . . ".
فلا يحتمل أن يكون الدولابي سمع تلك الكلمة ممن يعتد بقوله وإلا لصرح به وصرخ به صراخًا، فإن كان سمعها ممن لا يعتد به فلم يكن له أن يحكيها على هذا الوجه، بل كان عليه أن يعرض عنها لعدم الاعتداد بقائلها أو على الأقل أن يصرح باسمه، وإن كان لم يسمعها من أحد وإنما اختلق ذلك فأمره أسوأ، وإن كان كنى بقوله:"غيره" عن نفسه كأنه أراد: "وقلت أنا" فالأمر في هذا أخف، وقد عرف تعصب الدولابي على نعيم، فلا يقبل قوله فيه بلا حجة مع شذوذه عن أئمة الحديث الذين لا يكاد هو يُذْكر معهم. اهـ.
خامسًا: وأما تضعيف الأزدي فهو مردود؛ فالأزدي متعنت، وقد ضعفه البرقاني والخطيب وغيرهما، وقال الذهبي في "السير" (16/ 348): عليه في كتابه الضعفاء مؤاخذات؛ فإنه ضَعَّف جماعة بلا دليل، بل قد يكون غيره قد وثقهم.
قلت: وهذا منه، وقد ردَّ المعلمي تضعيف الأزدي فقال في "التنكيل" (1/ 495): مع أنه إنما نقل كلام الدولابي وإن لم يصرح باسمه، والدليل على ذلك توافق العبارتين.
سادسًا: أما ما انتقد عليه من أوهام وأخطاء فقد تتبع أشهرها ابن عدي في "كامله" والذهبي في "ميزانه" وهي بجنب ما روى قليلة؛ إذ أنه كان حافظًا مكثرًا معروفًا بالطلب، بل إن أحمد قال: أول من عرفناه يكتب المسند نعيم بن حماد. وقال الخطيب: يقال إن أول من جمع المسند وصنفه نعيم بن حماد.
قال المعلمي: فلكثرة حديث نعيم عن الثقات وعن الضعفاء، واعتمادًا على حفظه، كان ربما اشتبه عليه ما سمعه من بعض الضعفاء بما سمع من بعض الثقات؛ فيظن أنه سمع الأول بسند الثاني فيرويه كذلك، ولو لم يخطئ، وروى كما سمع لتبين أنه إن كان هناك نكارة فالحمل فيها على من فوقه.
قلت: ليس بلازم، فقد حمل الأئمة على نعيم وحده في جملة من حديثه، فلا يبرو مطلقًا، ولا يحمل عليه مطلقًا.
وقد تتبع المعلمي رحمه الله الأحاديث التي ساقها الذهبي في "الميزان" وفي مناكير نعيم ودفع الإعلال في بعضها بانفراد نعيم ثم قال بعد ذلك: فهذه هي الأحاديث التي ذكرت في "الميزان" في ترجمة نعيم، وقضية ذلك أنها أشد ما انتقد عليه، ومن تدبر ذلك وعلم كثرة حديث نعيم وشيوخه، وأنه كان يحدث من حفظه، وكان قد طالع كتب العلل، جزم بأن نعيمًا مظلوم، وأن حقه أن يحتج به ولو انفرد، إلا أنه يحب التوقف عما يكره مما ينفرد به، فإن غيره من الثقات المتفق عليهم قد تفردوا وغلطوا، هذا الوليد بن =
983 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ العَطَّارُ، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجٌ -رَجُلٌ مِنَّا- عَنِ الوَلِيدِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُحَذِّرُكُمْ سَبْعَ فِتَنٍ تَكُونُ بَعْدِي: فِتْنَةٌ تُقْبِلُ مِنَ المَدِينَةِ، وَفِتْنَةٌ بِمَكَّةَ، وَفِتْنَةٌ تُقْبِلُ مِنَ اليَمَنِ، وَفِتْنَةٌ تُقْبِلُ مِنَ الشَّامِ، وَفِتْنَةٌ تُقْبِلُ مِنَ المَشْرِقِ، وَفِتْنَةٌ مِنْ قِبَلِ المَغْرِبِ، وَفِتْنَةٌ مِنْ بَطْنِ الشَّامِ - وَهِيَ فِتْنَةُ السُّفْيَانِي". قَالَ: فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مِنْكُمْ مَنْ يُدْرِكُ أَوَّلَهَا، وَمِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يُدْرِكُ آخِرَهَا. قَالَ الوَلِيدُ بْنُ عَيَّاشٍ: فَكَانَتْ فِتْنَةُ المَدِينَةِ مِنْ قِبَلِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، وَفِتْنَةُ مَكَةَ فِتْنَةُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَفِتْنَةُ اليَمَنِ مِنْ قِبَلِ نَجْدَةَ، وَفِتْنَةُ الشَّامِ مِنْ قِبَلِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَفِتْنَةُ المَشْرِقِ مِنْ قِبَلِ هَؤُلَاءِ.
(2)
984 -
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ":
حَدَّثَنَا عَلِيٍّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُحَارِبٍ يُقَالُ لَهُ: عَمْرُو بْنُ صُلَيْعٍ إِلَى حُذَيْفَةَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ،
= مسلم يقول أبو داود: روى عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل منها أربعة عن نافع، ولذلك نظائر. فأما الاحتجاج به فيما توبع عليه فواضح جدًّا، وكذلك ما يرويه من كلام مشايخه أنفسهم، إلا أنه قد يحتمل أن يروي بعض ذلك بالمعنى، فيتفق أن يقع فيما رواه لفظ أبلغ مما سمعه وكلمة أشد، فإن كان للفظ الذي حكاه متابعة أو شاهد اندفع هذا الاحتمال. اهـ.
فهذا تحرير ماتع من إمام وعى قواعد الجرح والتعديل؛ فالذي نحكم به في رواية نعيم أنه صدوق الحديث إلا فيما انفرد به واستنكره الأئمة عليه؛ فهذا يعد في أخطائه، ويدخل في ذلك ما شدَّ فيه عن الأئمة في رواية الفتن والملاحم مما لم يتابعه عليه أحد من الرواة، وبهذا يتنزل كلام مسلمة بن القاسم عليه - واللَّه تعالى أعلم.
(2)
"ضعيف جدًّا"
"الفتن" لنعيم بن حماد (85).
قلت: إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه يحيى بن سعيد ضعيف كما تقدم، والحجاج مجهول.
وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة"(1870): ضعيف جدًّا.
حَدِّثْنَا مَا رَأَيْتَ وَشَهِدْتَ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: يَا عَمْرُو بْنَ صُلَيْعٍ، أَرَأَيْتَ مُحَارِبَ أَمِنْ مُضَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ مُضَرَ لَا تَزَالُ تَقْتُلُ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَتَفْتِنُهُ، أَوْ يَضْرِبُهُمَ اللَّهُ وَالمَلَائِكَةُ وَالمُؤْمِنُونَ حَتَّى لَا يَمْنَعُوا بَطْنَ تَلْعَةٍ
(3)
، أَرَأَيْتَ مُحَارِبَ أَمِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِذَا رَأَيْتَ عَيْلَانَ قَدْ نَزَلَتْ بِالشَّامِ فَخُذْ حِذْرَكَ.
(4)
(3)
التَّلْعةُ: أرض مرتفعة غليظة، يتردد فيها السيل ثم يدفع منها إلى تلعة أسفل منها، وهي مكرمة من المنابت، والتلعة مجرى الماء من أعلى الوادي إلى بطون الأرض، والجمع: التلاع، ومن أمثال العرب: فلان لا يمنع ذنب تلعة. يضرب للرجل الذليل الحقير، وفي الحديث:"فيجيء مطر لا يمنع منه ذنب تلعة". يريد كثرته وأنه لا يخلو منه موضع، وفي الحديث:"ليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة". "لسان العرب": تلع.
(4)
"صحيح"
"مصنف ابن أبي شيبة"(8/ 638).
وإسناده حسن من أجل الوليد بن جميع، وهو ابن عبد اللَّه صدوق وله أوهام؛ لكن لم ينفرد به تابعه جماعة وهم:
1 -
وهب بن عبد اللَّه.
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(19889)، وعنه نعيم بن حماد في "الفتن"(1144)، ولفظه: عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: يا عمرو بن صليع، إذا رأيت قيسًا توالت بالشام؛ فخذ حذرك، ثم قال: انفكت مضر تقتل المؤمنين وتفتنهم حتى يضربهم اللَّه وملائكته والمؤمنون؛ حتى لا يمنعوا ذنب تلعة.
وإسناده صحيح، وهب بن عبد اللَّه هو ابن أبي دبّي: ثقة من رجال "التهذيب".
2 -
قتادة.
أخرجه أحمد في "مسنده"(5/ 390)، والطيالسي في "مسنده"(420)، والبزار في "مسنده"(2797)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 469)، وابن عساكر في "تاريخه"(26/ 85 - 86)، وسياقه عند أحمد: عن قتادة، عن أبي الطفيل، قال: انطلقت أنا وعمرو بن صليع حتى أتينا حذيفة، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن هذا الحي من مضر لا تدع للَّه في الأرض عبدًا صالحًا إلا افتتنته وأهلكته؛ حتى يدركها اللَّه بجنود من عباده فيذلها؛ حتى لا تمنع ذنب تلعة".
وليس عندهم ذكرٌ للشام، وإسناده صحيح.
3 -
جامع بن أبي راشد.
أخرجه نعيم في "الفتن"(1226).
وإسناده صحيح.
985 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا ضِمَامُ، عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَكُونُ بِالشَّامِ فِتْنَةٌ تَرْتَفعُ فِيهَا رِيسَاهُمْ وَأَشْرَافُهُمْ، ثُمَّ لَا يَأَتِي عَلَيْهَا إِلَّا قَلِيلٌ حَتَّى يَرْتَفعَ فِيهَا سُفهَاؤُهُمْ وسِفْلَتُهُمْ حَتَّى يَسْتَعْبِدُوا رِيسَاهُمْ، كَمَا كَانُوا يَسْتَعبِدُونَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ.
(5)
986 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
عَنِ الحَكَمِ بْنِ نَافعٍ أَبِي اليَمَانِ الحِمْصِي، حَدَّثَنَا جَرَّحُ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ المُنْذِرِ، عَنْ تُبَيْع، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: لَيُوشِكَنَّ العِرَاقُ يُعْرَكُ عَرْكَ الأَدِيمِ، ويُشَقُّ الشَّامُ شَقَّ الشَّعَر، وتُفَتُّ مِصْرُفَتَّ البَعْرَةِ فَعِنْدَهَا يَنْزلُ الأَمْرُ.
(6)
= 4 - حبيب بن أبي ثابت.
أخرجه البزار في "مسنده"(2798).
5 -
سيف بن وهب.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(26/ 86).
وتوبع أبو الطفيل عامر بن واثلة؛ تابعه ربعي بن حراش.
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(7/ 559)، والبزار في "مسنده" (2858) بلفظ: قال حذيفة: ادنوا يا معشر مضر، فواللَّه لا تزالون بكل مؤمن تفتنوه وتقتلوه أو ليضربنكم اللَّه وملائكته والمؤمنون؛ حتى لا تمنعوا بطن تلعة. قالوا: فلم قدمتنا ونحن كذلك؟ قال: إن منكم سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، وإن منكم سوابق كسوابق الخيل.
وإسناده صحيح، والحديث بهذه الطريق صحيح، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة"(2752).
(5)
"إسناده حسن"
"الفتن" لنعيم بن حماد (654).
ضمام هو ابن إسماعيل: صدوق، وأبو قبيل هو حيي بن هانئ: وثقه جماعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وأثبت البخاري في "تاريخه الكبير"(3/ 75) سماعه من عبد اللَّه بن عمرو؛ فالإسناد حسن.
(6)
"إسناده حسن إلى كعب"
"الفتن" لنعيم بن حماد (570).
987 -
قَالَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ فِي "جَامِعِهِ":
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: تَكُونُ فِتْنَةٌ بِالشَّامِ، كَأَنَّ أَوَّلَهَا لَعِبُ الصُّبْيَانِ، تَطْفُو مِنْ جَانِبٍ وَتَسْكُنُ مِنْ جَانِبٍ، فَلَا تَتَنَاهَى حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ: إِنَّ الأَمِيرَ فُلَانٌ، قَالَ: فَيُقَبِّلُ ابْنُ المُسَيِّب يَدَيْهِ، حَتَّى إِنَّهُمَا لَيَنْتَفِضَانِ، ثُمَّ يَقُولُ: ذَاكمُ الأَمِيرُ حَقًّا، ذَاكُمُ الأَمِيرُ حَقًّا.
(7)
988 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
وَحَدَّثَنَا بَقِيَّةُ وأبُو المُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَوَادةَ السَّكْسَكِي، عَنْ
= الجراح هو ابن مليح البهراني، قال الحافظ في "التقريب": صدوق.
وهو من أقوال كعب ومعلوم إكثاره النقل عن بني إسرائيل وكتابهم محرف.
(7)
"ضعيف"
"جامع معمر الملحق بآخر مصنف عبد الرزاق"(20746)، وعنه نعيم في "الفتن"(925).
قلت: وإسناده ضعيف؛ في سنده رجل مجهول.
ورواه الطبراني في "الأوسط"(4666) من طريق إسماعيل بن عياش، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن المسيب، عن طلحة بن عبيد اللَّه مرفوعًا، ولفظه:"ستكون فتنة، لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب، حتى ينادي مناد من السماء: إن أميركم فلان".
وقال: لا يروى هذا الحديث عن طلحة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل بن عياش.
قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 264): رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه مثنى بن الصباح وهو متروك، ووثقه ابن معين وضعفه أيضًا.
قلت: واختلف على إسماعيل بن عياش في إسناده.
قال الدارقطني في "العلل"(4/ 213 رقم 517): يرويه إسماعيل بن عياش، واختلف عنه، فقال يحيى بن صالح: عن إسماعيل بن عياش، عن عبد اللَّه، عن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن سعيد بن المسيب، عن طلحة، واضطرب إسماعيل بن عياش في إسناده، وقيل: عن ابن أبي حسين، عن الزهري، ولا يصح. وقيل: عن ابن عياش، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن المسيب، عن طلحة، ولا يصح؛ ما سمع ابن عياش من عمرو بن دينار. وروي عن بشير بن زاذان -وكان ضعيفًا- عن أبي الحجاج -وهو مجهول- عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن طلحة، ولا يصح عن يحيى بن سعيد، ولا يثبت أيضًا عن سعيد بن المسيب، واللَّه أعلم.