المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء من أن الطائفة المنصورة بالشام وأنهم جند الله المقدام - موسوعة بيت المقدس وبلاد الشام الحديثية

[أحمد بن سليمان بن أيوب]

فهرس الكتاب

- ‌كلمة المركز

- ‌تقديم

- ‌تنبيه ونصيحة

- ‌اعتقاد الفضل لبقعة بغير دليل افتراء وضلال وقول عليل

- ‌حكم رواية الإسرائيليات

- ‌منهج جمع الموسوعة

- ‌فريق العمل

- ‌كلمة شكر

- ‌ثبت أهم المصادر المتخصصة التي اعتمدنا عليها

- ‌صور المخطوطات

- ‌كِتَابُ الشَّامِ

- ‌حُدُودُ الشَّامِ

- ‌فَضَائِلُ الشَّامِ

- ‌الشَّامُ أَرْضٌ مُبَارَكَةٌ

- ‌دُعَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلشَّامِ بِالبَرَكَةِ

- ‌اسْتِقْرَارُ الإِيمَانِ بِالشَّامِ عِنْدَ نُزُولِ الفِتَنِ

- ‌بَابُ اجْتِمَاعِ خَيْرِ السَّمَاءِ بَيْنَ العَرِيشِ وَالفُرَاتِ

- ‌رُجُوعُ الماءِ إِلَى عُنْصُرِهِ بِالشَّامِ

- ‌الشَّامُ أَرْضُ السَّعَةِ وَالدَّعَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ أَنَّ أَصْلَ النُّبُوَّةِ مِنَ الشَّامِ

- ‌بَيَانُ أَنَّ الشَّامَ مِنَ الأَمْكِنَةِ الَّتِي نَزَلَ بهَا القُرْآنُ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ الطَّائِفَةَ المنْصُورَةَ بِالشَّامِ وَأَنَّهُمْ جُنْدُ اللَّهِ المِقْدَامُ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ أَهْلَ الشَّام مُجْتَمِعِينَ عَلَى الحقِّ

- ‌بَابُ العِلْمِ الصَّحِيحِ وَالفِقْهِ فِي أَهْلِ الشَّامِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّهُ إِذَا ذَهَبَ الإِيمَانُ مِنَ الأَرْضِ وُجِدَ فِي الشَّامِ

- ‌الأَمْرُ بِسُكْنَى الشَّام

- ‌بَابُ مَنْ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى كَوْنِهِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ

- ‌فَضْلُ فِلِسْطِينَ

- ‌فَضْلُ عَسْقَلَان

- ‌ذِكْرُ مَا وَرَدَ فِي الغُوطَةِ(142)ودِمَشْقَ وَجَامِعِهَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ البِنَاءِ بِدِمشْقَ

- ‌بَابُ الجِبَالِ المقَدَّسَةِ بِالشَّامِ

- ‌غَزْو النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْضَ الشَّامِ

- ‌بُعُوثُ وَرُسُلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الشَّام

- ‌التَّبْشِيرُ بِفَتْحِ الشَّامِ

- ‌فَتْحُ الشَّامِ

- ‌إِرْسَالُ عُثْمَانَ مُصْحَفًا إِلَى الشَّامِ

- ‌عُقْرُ دَارِ الإِسْلَامِ الشَّامُ

- ‌مَا وَرَدَ أَنَّ مُلْكَ المُسْلِمينَ يَكُونُ بِالشَّامِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ وَذَمُّ مَنْ قَاتَلَهُمْ

- ‌النَّهْيُ عَنْ سَبِّ أَهْلِ الشَّامِ وَأَنَّ فِيهِمُ الأَبْدَالَ

- ‌الشَّامُ أَرْضُ المحْشَرِ وَالمنْشَرِ

- ‌كِتَابُ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ نَزَلُوا الشَّامَ

- ‌إِبْرَاهِيمُ وَلُوطُ عليهما السلام

- ‌مَسْجِدُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌مُوسَى وَهَارُون وَيَوسُف عليهم السلام

- ‌إليَاسُ وَاليَسَعُ

- ‌يَحْيَى عليه السلام

- ‌عِيسَى وَأُمُّهُ عليهما السلام

- ‌نَبِيُّ اللَّهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم وَالشَّامُ

- ‌قُبُورُ عَدَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام بِالشَّام وَدِمَشْقَ

- ‌مَنْ نَزَلَ الشَّامَ مِنَ التَّابِعِينَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْ قُبِرَ بِدِمَشْقَ

- ‌مَنْ نَزَلَ الشَّامَ مِنَ المبْتَدِعِينَ وَأَهْلِ الضَّلَالَ الحَارِثُ الكَذَّابُ

- ‌مَا جَاءَ فِي خَرَابِ الشَّامِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي مَثَالِبِ أَهْلِ الشَّامِ

- ‌كِتَابُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌أَسْمَاءُ المَسْجِدِ الْأَقْصَى

- ‌فَضَائِلُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْأَرْضُ المقَدَّسَةُ والجهَادُ

- ‌تَقْدِيسُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْقُرْبُ مِنَ السَّمَاءِ

- ‌نُزُولُ المَلَائِكَةِ عَلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌وُجُودُ الملَائِكَةِ عَلَى بَابِهِ

- ‌تَسبِيحُ الملَائِكَةِ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْأَرْوَاحُ تُهْدَى إِلَيْهِ

- ‌بَيْتُ المقْدِسِ كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ

- ‌مَا جَاءَ أَنّ بَيْتَ المقدِس بَلَدٌ مَحْفُوظٌ

- ‌الجنَّةُ عَلَى أَجَاجِير(42)بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الجنَّةُ تَحِنُّ شَوْقًا إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌بَيْتُ المقْدِسِ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ بِلَادِهِ

- ‌نُزُولُ النُّورِ وَالحنَانِ وَالرَّحْمَةِ عَلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌تُضَاعَفُ الحسَناتُ وَالسَّيئاتُ فِيه

- ‌مَا جَاءَ فِي رَفْعِ دَرَجَاتِ مَنْ أَتَى بَيْتَ المقْدِسِ

- ‌سُكْنَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ الْكَعْبَةَ تُحْشَرُ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌فَضْلُ الصَّدَقَةِ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌اسْتِحْبَابُ خَتْمِ الْقُرْآنِ فِيه

- ‌فَضْلُ الأَذَانِ بِبَيْتِ المقْدِسِ وَمُؤذِّنِيهِ ودُخُولُ مُؤذِّنِيهِ الجنَّةَ

- ‌اسْتِحْبَابُ إِهْدَاءِ الزَّيْتِ إِلَيْهِ

- ‌فَضْلُ زِيَارَةِ الْقُدْسِ

- ‌ثَوَابُ الْاِسْتِغْفَارِ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ وَثَوَابُ عِمَارَتهِ

- ‌ذِكْرُ الْعَجَائِبِ الَّتِي كَانَتْ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌طَوَافُ السَّفِينَةِ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌سِعَةُ الحوْضِ كَمَا بَيْنَ الشَّامِ وَصَنْعَاءَ الْيَمَنِ

- ‌التَّبْشِيرُ بِفَتْح بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌فْتَحُ بَيْتُ المقْدِسِ

- ‌فَتْحُ عُمَر بَيْتِ المقْدِسِ وَوثِيقَتُهُ العُمَرِيةُ

- ‌ذِكْرُ تَارِيخِ فَتْحِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا كَانَ بِبَيْتِ المقْدِسِ عِنْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ وَوَلَدِهِ عليهما السلام

- ‌نُزُولُ الخلَافَةِ الْأَرْضَ المقَدَّسَةَ

- ‌عُقْرُ دَارِ الخلَافَةِ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌لَا يُعَدُّ مِنَ الخلَفَاءِ إِلَّا مَنْ مَلَكَ المسْجِدَيْنِ

- ‌رِبَاطُ أَهْلِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌تَفْضِيلُ أَعْمَالٍ عَلَى الصَّلَاةِ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَعَالم بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الرَّبْوَة

- ‌الجبَالُ

- ‌فَضْلُ مَاءِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْآبَارُ

- ‌الْعُيونْ

- ‌عَيْنُ سلْوَانْ

- ‌ذِكْرُ الْبِرَكِ الَّتِي كَانَتْ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الْأَبوابْ

- ‌ذِكْرُ بَابِ حِطَّةَ

- ‌ذِكْرُ بَابِ التَّوْبَةِ

- ‌ذِكْرُ بَابِ الْفَرَادِيسِ

- ‌ذِكْرُ بَابِ السَّاعَاتِ

- ‌المسَاجِدُ

- ‌مَسْجِدُ سُلَيْمَانَ عليه السلام

- ‌بِنَاءُ المَسْجِدِ

- ‌بِنَاءُ عُمَرُ رضي الله عنه المسْجِدَ الشَّرِيفَ

- ‌بِنَاءُ عَبْدِ الملِكِ المسْجِدَ

- ‌المحَارِيبُ

- ‌مِحْرَابُ مُعَاوِيَةَ

- ‌مِحْرَابُ دَاوُدَ وَقَبْرُ مَرْيَمَ عليهما السلام

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي بَيْتِ لحمٍ

- ‌صُخُورُ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الصَّخْرَةِ(249)وفَضْلِهَا

- ‌مَا جَاءَ أَنَّ الصَّخْرَةَ تُحَوَّلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُرْجَانَةً بَيْضَاءَ

- ‌مَا جَاءَ فِي حَشْرِ الْكَعْبَةِ إِلَى الصَّخْرَةِ

- ‌النَّهْيُ عَنْ تَعْظِيم صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌اسْتِقْبَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِصَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الدُّعَاءُ وَالصَّلَاةُ عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَالْقُبَّةِ

- ‌الصَّلَاةُ عَنْ يَمِينِ الصَّخْرَةِ وَشِمَالِهَا

- ‌مَا يُكْرَهُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى الصَّخْرَةِ

- ‌الْيَمِينُ عِنْدَ الصَّخْرَةِ

- ‌البَلَاطَةُ السَّودَاءُ

- ‌سُورُ بَيْتِ المقْدِسِ وَوَادِي جَهَنَّمَ وَالْكَنِيسَة

- ‌عَدَمُ اسْتِحْبَابِ دُخُولِ كَنِيسَةِ مَرْيَم

- ‌بَابُ النَّهْي عَنْ دُخُولِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي وَادِي جَهَنَّم

- ‌المجَاوَرَةُ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌بَيْتُ المقْدِسِ مَسْكَنُ الْأَنْبِيَاءِ وَمُقَامُ الملَائِكَةِ

- ‌كِتَابُ الْأَنْبَياءِ الَّذِينَ نَزَلُوا بَيْتَ المقْدِسِ

- ‌آدَمُ عليه السلام وأبِنَاءُهُ

- ‌إِبْرَاهِيم عليه السلام

- ‌يَعْقُوبْ عليه السلام

- ‌أَيُّوبْ عليه السلام

- ‌يُوشَعُ وَمُوسَى وَهَارُونُ عليهم السلام

- ‌إِلْيَاسُ وَالْيَسَعُ وَالخضِرُ

- ‌دَاودُ وَسُلَيْمَانُ عليهما السلام

- ‌أَرْمِيَا وَدَانْيَالُ

- ‌يَحْيَى عليه السلام

- ‌عِيسَى وَأُمُّهُ عليهما السلام

- ‌أعْيَانُ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ نَزَلَ بَيْتَ المقْدِسِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ

- ‌ذِكْرُ التَّابِعِينَ مِمَّنْ نَزَلَ بَيْتَ المقْدِسِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ

- ‌بَابُ مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ في الأَرْضِ المقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا

- ‌فَضْلُ مَنْ دُفِنَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ في زَيْتُونِ الملَّةِ

- ‌فَضْلُ مَنْ مَاتَ بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَنْ رَغِبَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ فِي خَرَابِ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَنْ كانَ بِبَيْتِ المقْدِسِ مِنَ المبْتَدِعِينَ وَأَهْلِ الضَّلَالِ

- ‌كتاب الإسراء والمعراج

- ‌كِتَابُ الإِسْرَاءِ

- ‌فَائِدَةٌ:

- ‌مُسْنَدُ ابْنِ عَبَّاسٍ

- ‌مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ

- ‌مُسْنَدُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي ذَرٍّ

- ‌مُسْنَدُ حُذَيْفَةَ

- ‌مُسْنَدُ بُرَيْدَةَ

- ‌مُسْنَدُ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ

- ‌مُسْنَدُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ

- ‌مُسْنَدُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ

- ‌مُسْنَدُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ

- ‌مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ

- ‌مُسْنَدُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي المخَارِقِ

- ‌مُسْنَدُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرِ

- ‌مُسْنَدُ سلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ

- ‌مُسْنَدُ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ

- ‌مُسْنَدُ عَطَاءٍ

- ‌مُسْنَدُ الحَسَنِ بْنِ يَحْيَى

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ

- ‌مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ

- ‌مُسْنَدُ جَعفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أبِيهِ عن جَدِّهِ

- ‌مُسْنَدُ عَائِشَةَ

- ‌مُسْنَدُ أُمِّ هَانِئٍ

- ‌كِتَابُ الْفِقْهِ

- ‌النَّهْيُ عَنِ اسْتِقْبَالِ بَيْتِ المقْدِسِ بِبَوْلٍ أَوْ غَائِطٍ

- ‌فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي بَيْتِ المقدِسِ

- ‌شَدُّ الرِّحَالِ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى فِي بَيْتِ المقْدِسِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ السُّنَّةَ

- ‌بَابُ مَا ذُكِرَ مِنْ أَنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى أُولَى الْقِبْلَتَيْنِ وَتَحْوِيلُ الْقِبْلَةِ

- ‌مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ المَسْجِدَ الأَقْصَى أَوَّلُ بَيتٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ بَعْدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ

- ‌الصَّلَاةُ فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌بَابْ فِيمَنْ صَلَّى فَوْقَ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌أَحْكَامُ المسَاجِدِ

- ‌بَابُ الزِّيَادَةِ فِي المَسْجِدِ

- ‌مَسْجِدُ قُبَاءٍ وَبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الصِّيَامُ

- ‌الاعْتِكَافُ مَنْ قَالَ لَا اعْتِكَافَ إِلَّا فِي المسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ

- ‌الحَجُّ بَابْ مَهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ

- ‌فَضْلُ مَنْ أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌ذِكْرُ مَنْ أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ المقْدِسِ وَالصَّخْرَةِ وَالشَّامِ

- ‌مَا جَاءَ فِيمَنْ لَبَّى بِبَيْتِ المقْدِسِ

- ‌مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الدُّعَاءِ فِي مَقَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَنْ رَأَى أَنْ يَدُورَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ وَمَنْ لَمْ يَرَ ذَلِكَ

- ‌النَّذْرُ مَنْ نَذَرَ أَنْ يُصَلِّي فِي بَيْتِ المقْدِسِ

- ‌الحُدُود (القِصَاص)

- ‌الزِّينَةُ

- ‌لبسُ الثَّوْب المعَصْفَرِ

- ‌كتَابُ التَّفْسِيرِ

- ‌سُورَة البَقَرَةِ

- ‌سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ

- ‌سُورَةُ النِّسَاءِ

- ‌سُورَةُ المائِدَةُ

- ‌سُورَةُ الأَعْرَافِ

- ‌سُورَةُ يُونُس

- ‌سُورَةُ هُودٍ

- ‌سُورَةُ يُوسُفْ

- ‌سورة الإسراء

- ‌سُورَةُ مَرْيَمْ

- ‌سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ

- ‌سُورَةُ المُؤْمِنَونَ

- ‌سُورَةُ النُّورِ

- ‌سُورَةُ القَصَصِ

- ‌سُورَةُ الرُّومِ

- ‌سُورَةُ سَبَأْ

- ‌سُورَةُ الصَّافَّاتِ

- ‌سُورَةُ ص

- ‌سُورَةُ ق

- ‌سُورَةُ الرَّحْمَنِ

- ‌سُورَةُ الحَدِيدِ

- ‌سُورَةُ الحَشْرِ

- ‌سُورَةُ المعَارِجِ

- ‌سُورَةُ الجِنِّ

- ‌سُورَةُ المُرْسَلَاتِ

- ‌سُورَةُ النَّازِعَاتِ

- ‌سُورَةُ الفَجْرِ

- ‌سُورَةُ التِّينِ

- ‌كِتَابُ الفِتَنِ فِي الشَّامِ

- ‌بُدُوُّ الفِتْنَةِ بِالشَّامِ

- ‌تَسْمِيَةُ الفِتَنِ الَّتِي هِيَ كَائِنَةٌ وَعَدَدُهَا مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي المَلَاحِمِ

- ‌بَابُ المَعْقِلِ مِنَ الفِتَنِ

- ‌بَابُ مَا يَكُونُ مِنْ فَسَادِ البَرْبَرِ وَقِتَالِهِمْ فِي أَرْضِ الشَّامِ وَمِصْرَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي غَزْوَةِ الرُّومِ

- ‌مَا بَقِيَ مِنَ الأَعْمَاقِ وَفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ

- ‌بَابُ غَزْوَةِ الهِنْدِ

- ‌أَوَّلُ عَلَامَةٍ تَكُونُ فِي انْقِطَاعِ مُدَّةِ بَنِي العَبَّاسِ

- ‌مَا يُذْكَرُ مِنَ عَلَامَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهَا انْقِطَاعُ مُلْكِ بَنِي العَبَّاسِ

- ‌بَابُ صِفَةِ السُّفْيَانِي وَاسْمِهِ وَنَسَبِهِ

- ‌الرَّايَاتُ الَّتِي تَفْتَرِقُ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا وَالسُّفْيَانِيُّ وَظُهُورُهُ عَلَيْهِمْ

- ‌بَابٌ آخَرٌ مِنْ عَلَامَاتِ المَهْدِيِّ فِي خُرُوجِهِ

- ‌بَابُ اجْتِمَاع النَّاسِ بِمَكَّةَ وَبَيْعَتِهِمْ لِلْمَهْدِيِّ فِيهَا

- ‌بَابُ مَا يَكُونُ بَعْدَ المَهْدِيِّ

- ‌بَابُ صِفَةِ مَا يُضْرَبُ عَلَى بَيْتِ المَقْدِسِ مِنَ الأَسْوَارِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَعِمَارَتِهَا وَمَا فِيهَا مِنَ العَلَامَةِ

- ‌بَابُ تَحْرِيمِ دُخُولِ بَيْتِ المَقْدِسِ عَلَى الدَّجَّالِ

- ‌ذِكْرُ نُزُولِ عِيسَى عليه السلام عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرقِيَّ دِمَشْقَ وَقَتْلِ الدَّجَّالِ

- ‌بَابُ خُرُوجِ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوج

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌باب ما جاء من أن الطائفة المنصورة بالشام وأنهم جند الله المقدام

‌بَابُ مَا جَاءَ مِنْ أَنَّ الطَّائِفَةَ المنْصُورَةَ بِالشَّامِ وَأَنَّهُمْ جُنْدُ اللَّهِ المِقْدَامُ

32 -

قَالَ البُخَارِيُّ فِي "صَحِيحِهِ":

حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ ابنُ هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ". قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَالَ مَالِكُ بنُ يخَامِر: قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بالشَّأْمِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّامِ.

(46)

.

(46)

"صحيح"

البخاري (3641)، وأخرجه مسلم (1037)، واقتصر فيه على المرفوع ولم يذكر قول معاذ.

وقد اختلف أهل العلم في تحديد هذه الطائفة: فنقل البخاري قول معاذ أنهم بالشام.

وقال العيني في "عمدة القاري"(16/ 164): أي الأمة القائمة بأمر اللَّه مستقرون بالشام.

وقال البخاري في بعض أبوابه من "صحيحه"(13/ 306)"فتح": هم أهل العلم.

وقال النووي في "شرح مسلم"(7/ 77): وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث. قلت -أي الإمام النووي-: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زهاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونوا متفرقين في أقفار الأرض. اهـ.

قلت: وكلام النووي رحمه الله حسن، وتحديد هذه الطائفة في فئة معينة تحكُّم بلا دليل، وإن كان من تحديد ولا بد فهم أهل الحديث، ولا مانع من أن يكون أكثرهم خاصة في آخر الزمان من أهل الشام.

قال الحافظ ابن رجب في "فضائل الشام"(ص 74 - 75): وأما من قال من العلماء: هذه الطائفة المنصورة هم أهل الحديث، كما قاله ابن المبارك،، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، والبخاري، وغيرهم، فإنه غير منافٍ لما ذكرناه؛ لأن الشام في آخر الزمان بها يستقر الإيمان وملك الإسلام، وهي عقر دار المؤمنين، فلا بد أن يكون فيها من ميراث النبوة من العلم ما يحصل به سياسة الدين والدنيا، وأهل =

ص: 74

33 -

قَالَ الطَّبَرَيُّ فِي "تَهْذِيبِ الآثَارِ":

حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ عَلِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، حَتَّى يُقَاتِلَ آَخِرُهُم المسِيحَ الدَّجَّالَ". وَكَانَ مُطَرِّفُ

(47)

يَقُولُ: هُمْ أَهْلُ الشَّامِ.

(48)

= العلم بالسنة النبوية بالشام هم الطائفة المنصورة القائمين بالحق الذين لا يضرهم من خذلهم.

(47)

مطرف بن عبد اللَّه بن الشخير، الإمام، القدوة، الحجة، أبو عبد اللَّه الحرشي العامري البصري، أخو يزيد بن عبد اللَّه، ذكره ابن سعد فقال: روى عن أبي بن كعب، وكان ثقة له فضل وورع وعقل وأدب. وقال العجلي: كان ثقة، لم ينج بالبصرة من فتنة ابن الأضعث إلا هو وابن سيرين. قال يزيد ابن عبد اللَّه بن الشخير: مطرف أكبر مني بعشر سنين، وأنا أكبر من الحسن البصري بعشر سنين.

قلت: على هذا يقتضي أن مولد مطرف كان عام "بدر" أو عام "أحد" ويمكن أن يكون سمع من عمر وأبي، قال ابن سعد: توفي مطرف في أول ولاية الحجاج.

قلت: بل بقي إلى أن خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بعد الثمانين، وأما عمرو بن علي والترمذي، فأرخا موته في سنة خمس وتسعين، هذا أشبه. انظر "سير أعلام النبلاء"(4/ 187 - 190).

(48)

"صحيح"

"تهذيب الآثار" مسند عمر بن الخطاب (1159)، وأخرجه أحمد في "مسنده"(4/ 429 - 437)، وأبو داود في "سننه"(2476)، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث"(46)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد"(168، 169)، والطبراني في "الكبير"(18/ 116 رقم 228)، والحاكم في "المستدرك"(2/ 71)، كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة به دون قول مطرف "هم أهل الشام".

وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه"(7513)، من طريق الجريري عن مطرف به، وزاد قال مطرف: فنظرت في هذه العصابة فإذا هم أهل الشام.

قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وقال الألباني في "الصحيحة" (1959): وهو كما قالا. اهـ.

ص: 75

34 -

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":

ثَنَا يَزِيدُ، أَنَا شُعْبَة، عَنْ مُعَاوِيةَ بنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلَا يَزَالُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةً".

(49)

(49)

"صحيح"

"المسند"(3/ 436)، وأخرجه أحمد في "مسنده"(3/ 436، 5/ 34، 35)، وفي "فضائل الصحابة"(1722)، والترمذي (2192)، والطيالسي (1076)، وابن أبي شيبة (7/ 555)، وابن حبان في "صحيحه"(7302، 7303)، وابن ماجه (6)، والطبراني في "الكبير"(19/ 27 رقم 55، 56)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1101)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 170)، والخطيب البغدادي في "تاريخه"(8/ 417 - 418، 10/ 182) وفي "شرف أصحاب الحديث"(ص 25، 26)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 305 - 308)، كلهم من طرق عن شعبة، عن معاوية بن قرة به، وبعضهم ذكره مطولًا، والبعض اختصره واقتصر على أحد شطريه، قال الترمذي: حسن صحيح.

قلت: وإسناده صحيح لا مغمز فيه، ولم أر فيه علة قادحة، وقد تابع شعبة -وهو غني عن المتابعة- إياس بن معاوية؛ لكن رواه مختصرًا ومقتصرًا على الشطر الأول فقط.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 230)، وقال: مشهور من حديث إياس، غريب من حديث مسعر.

وقال الألباني في "صحيح الجامع"(702): صحيح.

وقد نقل الترمذي عقبه عن علي بن المديني في بيان هذه الطائفة، فقال: هم أصحاب الحديث. وكذا قال غير واحد من السلف.

فقد أخرج الحديث الحاكم في "معرفة علوم الحديث"(ص 2) ثم ساق بإسناده عن أحمد بن حنبل قوله: إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم.

ثم قال الحاكم عقبه: وفي مثل هذا قيل: من أمّر السنة على نفسه قولًا وفعلًا نطق بالحق؛ فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث، ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف من الماضين، ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين، من قومٍ آثروا قطع المفاوز والقفار، على التنعم في الدمن والأوطار، وتنعموا بالبؤس في الأسفار، مع مساكنة العلم والأخبار، وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار، بوجود الكِسَر والأطمار، قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيغ، جعلوا المساجد بيوتهم، وأساطينها =

ص: 76

35 -

قَالَ الفَسَوِي فِي "المعْرِفَةِ وَالتَّارِيخِ":

حدثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبُو عَلْقَمَةَ نَصْرُ بنُ عَلْقَمَةَ الحَضْرَمِيُّ -مِنْ أَهْلِ حِمْصَ- أنَّ عُمَيْرَ بنَ الأَسْوَدِ وَكَثِيرَ بنَ مُرَّةَ الحَضْرَمِي، قَالَا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ السَّمْطِ، كَانَا يَقُولَانِ: لَا يَزَالُ المسْلِمُونَ فِي الأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي عِصَابَةٌ قَوَّامَةٌ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَالفَهَا، تُقَاتِلُ أَعْدَاءَهَا، كُلَّمَا ذَهَبَ حَرْبٌ، نَشَبَ حَرْبُ قَوْمٍ آخَرِينَ، يُزِيغُ اللَّهُ قُلُوبَ قَوْمٍ لِيَرْزُقَهُمْ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ، كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ المظْلِم، فَيَفْزَعُونَ لِذَلِكَ حَتَّى يَلْبَسُوا لَهُ أَبْدَانَ الدُّرُوعِ"، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هُمْ أَهْلُ الشَّامِ، وَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُصْبُعِهِ يُومِئُ بِهَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى أَوْجَعَهَا".

(50)

= تكاهم، وبواريها فرشهم.

(50)

"إسناده صحيح"

"المعرفة والتاريخ"(2/ 296 - 297)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من طريق الفسوي (1/ 258)، وابن ماجه (7)، مقتصرًا على قوله:"لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر اللَّه لا يضرها من خالفها"، وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 307) بنحو سياق الفسوي، كلاهما بذكر أبي هريرة فقط بدون ذكر ابن السمط، والبخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 248) عنهما، ولفظه:"لا تزال عصابة قوامة"، ثم قال:"هم أهل الشام"، جميعًا من طريق يحيى بن حمزة، عن نصر بن علقمة به.

قلت: وإسناده صحيح؛ ونصر بن علقمة وثقه دحيم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد روى عنه جمع، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة. وباقي رجاله ثقات؛ لكن نصر بن علقمة قصر فيه في مواضع في سنده ومتنه؛ فمرة ذكر ابن السمط ومرة اكتفى بذكر أبي هريرة.

وأمَّا المتن فقد زاد زيادات طويلة وغريبة في مواضع، ومواضع أخرى اقتصر على القدر المتفق عليه في الروايات بدون تحديد هذه الطائفة المذكورة؛ فيخشى أن يكون نصر بن علقمة اضطرب فيه خاصة، وقد قال الحافظ في "التقريب": مقبول. والعلم عند اللَّه. اهـ.

وقال الألباني في "الصحيحة"(3425): هذا إسناد صحيح.

ص: 77

36 -

قَالَ عَبْدُ بن حُمَيْدٍ فِي "مُسْنَدِهِ":

أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، حَدَّثَنَا الأَنْصَاريُّ -قَالَ شُعْبَةُ: يَعْنِي زَيْدَ بنَ أَرْقَمٍ- أَن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الحَقِّ حَتَّى يَأْتِي أَمْرُ اللَّهِ". وَإنِّي أُرَاكُمُوهُمْ يَا أَهْلَ الشَّامِ.

(51)

37 -

قَالَ ابْن عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحُسَينُ بنُ عَبْدِ الملِكِ الخَلّالُ الأَدِيبُ، أَنَا أَبُو القَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بنُ مَنْصُورٍ السُّلَمِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ عَلِيِّ بنِ عَاصِمِ ابنِ المقْرِئ، نَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ حَرْبٍ -قَاضِي مِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَي عَشْرَةَ وَثَلَاثُمِئَةٍ نَا الحَسَنُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ الجَرْوِي، نَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ الأَوْدِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَوَّلُ النَّاسِ

(51)

"صحيح بشواهده"

"مسند عبد بن حميد"(268)، وأخرجه أحمد (4/ 369)، والطيالسي في "مسنده"(689)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2965)، والبزار في "كشف الأستار"(3319)، والطبراني في "الكبير"(5/ 165 رقم 4967)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 267)، كلهم عن شعبة به، قال البزار: لا نعلم روى معاوية عن زيد إلا هذا، وأبو عبد اللَّه لا نعلم أحدًا سمّاه، ولا رواه إلا شعبة.

قلت: رجاله على شرط "الصحيحين" غير أبي عبد اللَّه الشامي، وهو إلى الجهالة أقرب، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(9/ 399)، وقال: روى عنه شعبة، سألت أبي عنه فقال: لا يسمى ولا يعرف، وهو شيخ. وذكره الحافظ في "التعجيل"(1325)، وقال: كذا ذكره الهيثمي، ولم أر له في أصل المسند ذكرًا ولا أورده الحسيني.

قلت: رحمك اللَّه، والجواد يعثر، فقد ذكرته في كتابك "إتحاف المهرة"(4/ 588)، وعزوته لأحمد هناك، وعلى هذا فإسناد هذا الطريق ضعيف، لكن صحّ المرفوع من عدة وجوه، وأصله من حديث معاوية في "الصحيحين"، وفيه أيضًا: ذكر الشام، وتقدم، وذكره الألباني في "الصحيحة"(1958).

ص: 78

هَلَاكًا فَارِسُ

(52)

ثُمَّ العَرَبُ إِلا بَقَايَا هَاهُنَا" يَعْنِي الشَّامَ.

(53)

(52)

فارس: ولاية واسعة وإقليم فسيح، أول حدودها من جهة العراق أرجان، ومن جهة كرمان السيرجان، ومن جهة ساحل بحر الهند سيراف، ومن جهة السند مكران. وقيل: سميت فارس بفارس بن علم بن سام بن نوح. "معجم البلدان"(4/ 256).

(53)

"حسن بشواهده"

"تاريخ دمشق"(1/ 310 - 311)، وأخرجه من طرق أخرى عن إدريس به، وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(55) من طريق ابن إدريس، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة به دون قوله:"إلا بقايا هاهنا".

وتوبع إدريس؛ تابعه داود بن يزيد الأودي وهو أخوه، فرواه عن أبيه بلفظ: أن أبا هريرة حدثه قال: بينما نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ أقبل معاذ بن جبل أو سعد بن معاذ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين رآه:"إني لأرى في وجهه لأحسن طالع". قال: فجاء حتى سلم على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر يا رسول اللَّه، فقتل اللَّه كسرى، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لعن اللَّه كسرى" ثلاثًا، ثم قال:"إن أول الناس فناء -أو هلاكًا- فارس، ثم العرب من ورائها". ثم أشار بيده قبل الشام: "إلا بقية هاهنا". كذا قال.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(4/ 391)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 311 - 312).

قلت: وداود لم ينسب في "الدلائل" فقال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن داود، عن أبيه، وعند ابن عساكر نسبه في الرواية فقال:. . . حدثني إدريس بن يزيد وداود بن يزيد الأوديان.

وعلى هذا فداود في الرواية هو ابن يزيد، وفي ترجمة يزيد بن عبد الرحمن من "التهذيب" قال المزي: روى عنه ابناه: إدريس بن يزيد، وداود بن يزيد، ولكن تصرف ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" (4/ 308) فيه غرابة؛ إذ قال: ثم روى البيهقي من طريق أبي بكر بن عياش عن داود بن أبي هند. كذا نسبه، وليس عند البيهقي هذه النسبة، ولعل الوهم وقع من النساخ، فمن نظر في سياق البيهقي ربما التبس الأمر عليه، قال البيهقي تحت باب (ما جاء في موت كسرى وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك):. . . وروى في حديث دحية بن خليفة الكلبي، أنه لمَّا رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عند قيصر وجد عنده رسل عامل كسرى على صنعاء، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان كتب إلى كسرى، فكتب كسرى إلى صاحبه بصنعاء يتوعده ويقول: ألا تكفيني رجلًا خرج بأرضك يدعوني إلى دينه، لتكفنيه أو لأفعلن بك. فبعث صاحب صنعاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم كتاب صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة، ثم قال لهم:"اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا: إن ربي قد قتل ربك الليلة". فانطلقوا فأخبروه، قال دحية: ثم جاء الخبر بأن كسرى قتل تلك الليلة. وذكره أيضًا داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي بمعناه، وسمى =

ص: 79

38 -

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "المعْجَمِ الكَبِيرِ":

حَدَّثَنَا الحُسَينُ بنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ

= العامل الذي كتب إليه كسرى، فقال: باذان صاحب اليمن، فلما جاء باذان الكتاب اختار رجلين من أهل فارس وكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بما كتب به كسرى من رجوعه إلى دين قومه أو تواعده يومًا بلقائه فيه، ثم ذكر معناه في قول النبي صلى الله عليه وسلم:"وأبلغاه أن ربي قتل ربه" فكان كما أخبر. اهـ.

وداود بن أبي هند لا تعلق له بالرواية الآتية.

ثم إن الحديث مداره على يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وأما حاله فقد ذكره ابن حبان في "ثقاته"، وقال الحافظ: مقبول. وقال الذهبي: وثق. ومعلوم في منهج الذهبي أنه يطلق هذا القول على من انفرد ابن حبان بتوثيقهم، وعلى هذا فالراوي لا يرتقي إلى مرتبة الاحتجاج، فالإسناد به ضعيف.

وأما هلاك كسرى فله شاهد من الصحيح أخرجه مسلم (2919)، من حديث جابر بن سمرة مرفوعًا:"إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده".

قال البيهقي في "الدلائل"(4/ 394): قال الشافعي: كانت قريش تنتاب الشام انتيابًا كثيرًا، وكان كثير من معاشها منه، وتأتي العراق، فيقال: لمَّا دخلت في الإسلام ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم خوفها من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق؛ إذ فارقت الكفر ودخلت في الإسلام مع خلاف ملك الشام والعراق لأهل الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده". فلم يكن بأرض العراق كسرى يثبت له أمر بعده، وقال:"إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده". فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده، وأجابهم على ما قالوا له، وكان كما قال لهم صلى الله عليه وسلم، وقطع اللَّه الأكاسرة عن العراق وفارس، وقيصر ومن قام بالأمر بعده عن الشام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في كسرى:"مزق اللَّه ملكه". فلم يبق للأكاسرة ملك، وقال في قيصر:"ثبت اللَّه ملكه". فثبت له ملك بلاد الروم إلى اليوم، وتنحى ملكه عن الشام، وكل هذا موتفق يصدق بعضه بعضًا.

وأما هلاك العرب فقد أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ففي البخاري (7058)، ومسلم (2917)، من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش".

قال الحافظ في "الفتح"(13/ 12): وعند ابن أبي شيبة: أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول: اللهم لا تدركني سنة ستين، ولا إمارة الصبيان.

وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة ستين، وهو كذلك، فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها، وبقي إلى سنة أربع وستين فمات، ثم ولي ولده معاوية ومات بعد أشهر.

ص: 80

ابنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "صَفْوَةُ اللَّه مِنْ أَرْضِهِ الشَّامُ، وَفِيهَا صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ، وَلَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ثُلَّةٌ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ".

(54)

39 -

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي "المعْجَمِ الكَبِيرِ":

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ عِيسَى، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الخَوْلَانِي -وَاسْمُهُ

(54)

"إسناده ضعيف وله شواهد يقوى بها"

"المعجم الكبير"(8/ 194 رقم 7796)، وفي "مسند الشاميين"(1341)، ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 119)، وابن العديم في "بغية الطلب"(1/ 90).

قلت: وإسناده ضعيف؛ وآفته عبد العزيز بن عبيد اللَّه، قال الهيثمي في "المجمع" (10/ 59): فيه عبد العزيز بن عبيد اللَّه وهو ضعيف. اهـ. وقال الذهبي: ضعفوه، وتركه النسائي. وقال الحافظ: ضعيف.

وله طريق آخر عن أبي أمامة، أخرجه الحاكم في "مستدركه"(4/ 509)، وعنه ابن عساكر (1/ 119)، من طريق عفير بن معدان، عن سليم بن عامر عنه بلفظ:"الشام صفوة اللَّه من أرضه، وفيها صفوته من خلقه، فمن خرج من الشام إلى غيرها فيسخطه، ومن دخل إليها من غيرها فيرحمه". قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي وقال: كلا، عفير هالك. وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 59): فيه عفير بن معدان وهو ضعيف.

قلت: والحديث بهذين الطريقين لا يرتقي، لكن له شواهد سيأتي ذكرها تحت باب (الأمر بسكنى الشام)، وقال الألباني في "الصحيحة" (1909): هذا إسناد ضعيف، لكن الحديث صحيح لغيره.

ص: 81

ذرع

(55)

- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ جُنُودٌ أَرْبَعَةٌ، فَعَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ".

(56)

40 -

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":

حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ الحَكَمُ بنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ حُمْرَةَ بنِ عَبْدِ كُلَالٍ، قَالَ: سَارَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه إِلَى الشَّامِ بَعْدَ مَسِيرِهِ الأَوَّلِ كَانَ إِلَيْهَا، حَتَّى إِذَا شَارَفَهَا بَلَغَهُ وَمَنْ مَعَهُ أَنَّ الطَّاعُونَ فَاشٍ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: ارْجِعْ، وَلَا تَقَحَّمْ عَلَيْهِ، فَلَوْ نَزَلْتَهَا وَهُوَ بِهَا لَمْ نَرَ لَكَ الشُّخُوصَ عَنْهَا، فَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى المدِينَةِ، فَعَرَّسَ مِنْ لَيْلَتِهِ تِلْكَ وَأَنَا أَقْرَبُ القَوْمِ مِنْهُ، فَلَمَّا انْبَعَثَ انْبَعَثْتُ مَعَهُ فِي أَثَرِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَدُّونِي عَنِ الشَّامِ بَعْدَ أَنْ شَارَفْتُ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الطَّاعُونَ فِيهِ، أَلَا وَمَا مُنْصَرَفِي عَنْهُ مُؤَخِّرٌ فِي أَجَلِي، وَمَا كَانَ قُدُومِي

(55)

كذا ضبطه الطبراني بالمعجمة، والصواب بالمهملة، كذا ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 258)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 444)، والحافظ في "تبصير المنتبه"(2/ 560)، وقال المزي في "تهذيبه" (33/ 442): لا نعلم أحدًا ذكره بالذال المعجمة غيره، وهو تصحيف، وقال أبو نصر بن ماكولا: درع بن عبد اللَّه الخولاني غزا مع مالك بن عبد اللَّه الخثعمي، روى عنه أبو عيسى محمد بن عبد الرحمن، ويقال: هو من أهل فلسطين.

(56)

"ضعيف"

"المعجم الكبير"(4/ 233 رقم 4222)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 98)، والمزي في "تهذيبه"(8049) تحت ترجمة أبي طلحة، قال الطبراني: مختلف في صحبته.

قلت: إسناده ضعيف، وفيه علتان:

أبو طلحة الخولاني لم تثبت صحبته. قال المزي: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 339): قال أبو أحمد الحاكم: أبو طلحة الخولاني ممن لا يعرف اسمه، وهو تابعي يروي عن عمير بن سعد.

وأبو سنان عيسى بن سنان القسملي الشامي الفلسطيني، قال الحافظ: لين الحديث. وتقدمت ترجمته.

ص: 82

مُعَجِّلِي عَنْ أَجَلِي، أَلَا وَلَوْ قَدْ قَدِمْتُ المدِينَةَ فَفَرَغْتُ مِنْ حَاجَاتٍ لَا بُدَّ لِي مِنْهَا، لَقَدْ سِرْتُ حَتَّى أَدْخُلَ الشَّامَ، ثُمَّ أَنْزِلَ حِفصَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَبْعَثَنَّ اللَّه مِنْهَا يَوْمَ القِيَامَةِ سَبْعِينَ ألفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، وَلَا عَذَابَ عَلَيْهِمْ، مَبْعَثُهُمْ فِيمَا بَيْنَ الزَّيْتُونِ، وَحَائِطِهَا فِي البَرْثِ

(57)

الأَحْمَرِ مِنْهَا".

(58)

(57)

البَرْث: جبل من رمل، سهل التراب لينه، والبرث الأرض السهلة اللينة، والبرث أسهل الأرض وأحسنها "لسان العرب": برث.

(58)

"منكر"

"مسند أحمد"(1/ 19)، وأخرجه البزار في (مسنده)(317)، والهيثم بن كليب في "مسنده" عزاه له الحافظ في "اللسان" تحت ترجمة (حمرة)، وابن عساكر في "تاريخه"(15/ 180 - 181)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية"(493)، كلهم عن أبي بكر بن أبي مريم به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وابن عبد كلال ليس بمعروف بالنقل.

قلت: بل روي من وجه آخر؛ أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1860)، والحاكم في "مستدركه"(3/ 88 - 89)، كلاهما عن الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن أبي راشد، عن معدي كرب بن عبد كلال، عن ابن عمرو بنحوه.

قال الذهبي في "تلخيصه" متعقبًا قول الحاكم: صحيح الإسناد.

قلت: بل منكر، وإسحاق هو ابن زبريق كذبه محمد بن عوت الطائي، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة.

أقول: والطريقان ضعيفان.

فأما الأول ففيه أبو بكر بن أبي مريم، ووهاه جماهير النقاد، قال الذهبي في "الميزان" (4/ 498): له حديث آخر منكر جدًّا، ثم ساق هذا الحديث. وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (7894): رواه البزار بسند ضعيف، لضعف أبي بكر بن أبي مريم.

وبنفس العلة ضعفه الهيثمي في "المجمع"(11/ 360)، وفي الإسناد علة أخرى، حمرة بن عبد كلال مجهول، قال الذهبي في "الميزان" (1/ 604): ليس بعمدة ويجهل.

وأما الطريق الثاني ففيه أبو راشد وهو مجهول، قال الحافظ في "اللسان" (3017): أبو راشد لا يعرف، ومعدي كرب هو أخو حمرة بن عبد كلال، وانظر للأهمية بحثًا هامًّا لابن عساكر في "تاريخه"(1/ 183 - 185) في تحقيق اسمه ونسبه، وقد ترجم له ابن حبان في "ثقاته"(5/ 458)، والبخاري في "تاريخه" =

ص: 83

41 -

قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي "عِلَلِهِ":

حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الصَّباحِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي، يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ".

(59)

= (8/ 41).

والحديث ضعفه ابن الجوزي في "الواهيات" فقال: هذا حديث لا يصح، وأبو بكر بن عبد اللَّه اسمه سلمى، قال غندر: هو كذاب، وقال يحيى وعلي: ليس بشيء، وقال الدارقطني: متروك الحديث، وَوَهِمَ المصنف في نسبة أبي بكر، وصوابه ما قدمناه. وضعفه الألباني في "الضعيفة"(4367).

(59)

"منكر بهذا الإسناد"

"علل الترمذي"(598)، وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة"(1/ 14)، عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، عن محمد بن كثير به، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 260)، وقال ابن عساكر: وهم فيه محمد بن كثير المصيصي.

قلت: ومحمد بن كثير صاحب مناكير، ضعفه أحمد والنسائي، وقال البخاري: لين جدًّا. وقال أبو داود: لم يكن يفهم الحديث. وقال أبو حاتم: كان رجلًا صالحًا يسكن المصيصة وأصله من صنعاء اليمن، في حديثه بعض الإنكار. اهـ.

ومعلوم أن قوله: (رجلًا صالحًا) ليست من الضبط في شيء، وهي إشارة منه إلى غمزه في باب الحفظ، ومما يؤيد هذا قول أبي حاتم: دفع إلي محمد بن كثير كتاب الأوزاعي في كل حديث: حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي، فقرأه إلى آخره، حدثنا محمد بن كثير عن جعل يقول في كل حديث منها: حدثنا الأوزاعي. قال الذهبي عقب الحكاية: هذا تغفيل يسقط الراوي به. انظر "الميزان"(8099).

وعلى هذا فحديثه عن الأوزاعي خاصة أشد نكارة، ولهذا قال ابن عدي في "الكامل" (7/ 501): ومحمد بن كثير له روايات عن معمر والأوزاعي خاصة أحاديث عداد مما لا يتابعه أحد عليه.

والحديث ضعفه البخاري؛ قال الترمذي في "العلل"(598): سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا حديت منكر خطأ، إنما هو قتادة، عن مطرف، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلت: تقدم حديث عمران برقم (33).

ص: 84

42 -

قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرَّبْعِيُّ فِي "فَضَائِلِ الشَّامِ وَدِمَشْقَ":

أَخْبَرَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ القَاسِمِ الطَّرْسُوسِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَزْهَرِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الملِكِ الدَّقِيقِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بنَ هَارُونَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ طَاوُسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "مَكَّةُ آيَةُ الشَّرَفِ، وَالمدِينَةُ مَعْدِنُ الدِّينِ، وَالكُوفَةُ فُسْطَاطُ الإِسْلَامِ، وَالبَصْرَةُ فَجْرُ العَابدِينَ، وَالشَّامُ مَعْدِنُ الأَبْرَارِ، وَمِصْرُ عِشُّ إِبْلِيسَ وَكَهْفُهُ وَمُسْتَقَرُّهُ، وَالسِّنْدُ

(60)

مِدَادُ إِبْلِيسَ، وَالزِّنَى فِي الزِّنْجِ

(61)

، وَالصِّدْقُ فِي التُّوبَةِ

(62)

، وَالبَحْرَينُ مَنْزِلٌ مُبَارَكٌ،

(60)

السند: بلاد بين بلاد الهند وكرمان وسجستان، قالوا: السند والهند كانا أخوين من ولد بوقير بن يقطن بن حام بن نوح، والسند أيضًا ناحية من أعمال طلبيرة من الأندلس، والسند أيضًا مدينة في إقليم فريش بالأندلس، والسند أيضًا قرية من قرى بلدة نسا من بلاد خراسان قريب من بلدة أبيورد. "معجم البلدان"(3/ 303).

(61)

زنج: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره جيم هي قرية من قرى نيسابور. "معجم البلدان"(3/ 172).

(62)

النوبة: بلاد واسعة عريضة في جنوبي مصر، وهم نصارى، أهل شدة في العيش، أول بلادهم بعد أسوان، يجلبون إلى مصر فيباعون بها، ومدينة النوبة اسمها: دمقلة، وهي منزل الملك، ومن دمقلة إلى أسوان أول عمل مصر، وشرقي النوبة أمة تدعى البجه، وبي النوبة والبجه جبال منيعة شاهقة. "معجم البلدان"(5/ 356 - 357).

ص: 85

وِالجَزِيرَةُ

(63)

مَعْدِنُ القَتْلِ، وَأَهْل اليَمَنِ أَفْئِدَتُهُمْ رَقِيقَةٌ، وَلَا يَعْدِمُهُمُ الرِّزْقُ، وَالأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، وَسَادَةُ النَّاسِ بَنُوا هَاشِمٍ".

(64)

43 -

قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ":

حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا لَحِقَ بِالشَّامِ.

(65)

(63)

الجزيرة: باسم "الحيز الأرضي" وسط الماء: جاءت في قصة زيد بن الخطاب وهيامه في الأرض يطلب دين إبراهيم. قلت: هذه تميز باسم "الجزيرة الفراتية"، وإذا أطلقت في الشام والعراق فهي معروفة، وهي الجزء الشمالي من الأرض التي يكتنفها نهرا دجلة والفرات، أي بين منخفض الثرثار إلى الموصل وتلعفر في العراق، إلى أبي كمال ودير الزور والرقة في سورية. وهي من أخصب أرض العرب، ومن أهم أعلامها "جبل سنجار" يرتفع 1453 مترًا، وجبل عبد العزيز (920) مترًا "المعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية"(ص 82).

(64)

"باطل"

"فضائل الشام"(24)، وأخرجه عنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 294 - 295).

قلت: وإسناده واهٍ وآفته علي بن الحسن بن القاسم، ترجمه الذهبي في "ميزانه" (5820) وقال: شيخ يروي عن الطبراني وابن عدي، وعنه الأهوازي، حدث بالأباطيل. والحديث قال فيه الألباني في "فضائل الشام" (12): منكر، لكن بعض الجمل منه صحيح، فقوله: وأهل اليمن أفئدتهم رقيقة، معناه في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"أتاكم أهل اليمن ألين قلوبًا وأرق أفئدة. . . " الحديث. وقوله: "الأئمة من قريش" صحيح أيضًا.

قلت: وهذا شأن الضعفاء والكذابن يجمعون بين الغث والسمين، ويلفقون بين الروايات ليروجوا على العامة بواطلهم، واللَّه المستعان.

(65)

"صحيح"

"مصنف ابن أبي شيبة"(4/ 217)، وأخرجه الحاكم في "مستدركه"(4/ 504)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 315)، كلاهما من طريق سفيان به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

قلت: وهو كما قال، وخيثمة هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة ثقة من رجال الجماعة، وقد ساقه ابن عساكر من عدة طرق أخرجه في (1/ 315 - 316)، عن الأعمش مرفوعًا، ثم قال: وليس بالمحفوظ، =

ص: 86

44 -

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":

ثَنَا هَيْثَمُ بن خَارِجَةَ، قَالَ: ثَنَا محَمَّدُ بنُ أَيْوبَ بنِ مَيْسَرَةَ بنِ حَلْبَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، سَمعَ خرَيِمَ بنَ فَاتِكِ الأَسَدِي يَقُولُ: أَهْل الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ، كَيْفَ يَشَاءُ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمًّا أَوْ غَيْظًا أَوْ حُزْنًا.

(66)

= والمحفوظ موقوف، وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد"(193).

(66)

"حسن"

"مسند أحمد"(3/ 499)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 286)، وأخرجه ابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 438)، من طريق محمد بن أيوب.

وتوبع الهيثم بن خارجة، تابعه اثنان:

1 -

هشام بن عمار، أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1048)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 302)، وابن عساكر في "تاريخه"(1/ 286).

2 -

الوليد بن مسلم، أخرجه نعيم في "الفتن"(635)، وابن حبان في "الثقات"(4/ 28)، والفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 302)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 285)، من طرق عنه.

واختلف على الوليد، رواه عنه: نعيم بن حماد، وداود بن رشيد، وصفوان بن صالح، جميعهم عنه على الوقف كما تقدم تخريجه، وخالفهم: الوليد بن شجاع، وسلمة بن داود عند ابن عساكر (1/ 284 - 285)، وهشام بن عمار عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1049)، فرووه عنه بالإسناد السابق، ولكن على الرفع، والوليد بن مسلم يدلس التسوية، وهذا الاختلاف منه خاصة أن هشام ابن عمار رواه عنه على الوجهين، وقد انفرد الوليد برواية الرفع، وتوبع على رواية الوقف فتترجح، وأما إسناد الموقوف فهو حسن.

محمد بن أيوب بن ميسرة، قال عنه أبو حاتم: صالح لا بأس به. وقال الذهبي في "ميزانه"(7257): ذكره أبو العباس النباتي وما فيه مغمز. قال الحافظ في "اللسان" موضحًا هذا القول: ولعل مستند النباتي قول أبي حاتم: ليس بمشهور، ففهم من ذلك أنه عند أبي حاتم مجهول، وليس كذلك، بل مراد أبي حاتم أنه لم يشتهر في العلم اشتهار غيره من أقرانه مثل سعيد بن عبد العزيز وأنظاره. اهـ.

قلت: فهذه فائدة عزيزة رحم اللَّه الحافظ.

وأما أبوه أيوب بن ميسرة، فقد ذكره ابن حبان في "ثقاته"، والبخاري في "تاريخه"(1/ 421)، ولم يذكر =

ص: 87

45 -

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ فِي "السُّنَّةِ":

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الهَيْثَمُ بنُ خَارِجَةَ، نَا عُثْمَانُ بنُ حِصْنٍ بنِ علَاقٍ القُرَشِي، قَالَ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بنَ رُوَيْمٍ يَقُولُ: إنَّ رَجُلًا لَقِيَ كَعْبَ الأَحْبَارِ؛ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَحَيَّاهُ وَدَعَا لَهُ حَتَّى أَرْضَاهُ، فَسَألَهُ كَعْبُ مِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ: فَلَعَلَّكَ مِنَ الجُنْدِ الَّذِينَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ ألفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: أَهْلُ حِمْصَ. قَالَ: لَسْتُ مِنْهُمْ. قَالَ: فَلَعَلَّكَ مِنَ الجُنْدِ الَّذِينَ يُعْرَفُونَ فِي الجَنَّةِ بِثِيَابٍ خُضْرٍ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: أَهْلُ دِمَشْقَ. قَالَ: قُلْتُ: لَسْتُ مِنْهُمْ. قَالَ: فَلَعَلَّكَ مِنَ الجُنْدِ الَّذِينَ هُمْ فِي ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَزَّ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الأُرْدُنِّ. قَالَ: قُلْتُ: لَسْتُ مِنْهُمْ. قَالَ: فَلَعَلَّكَ مِنَ الجُنْدِ الَّذِينَ يَنْظُرُ اللَّه إِلَيْهِمْ عز وجل فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: أَهْلُ فِلَسْطِينَ. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ أَنَا مِنْهُمْ.

(67)

= جرحًا ولا تعديلًا، ثم وقفت على تقوية له هامة، فقد ترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(10/ 132)، ثم نقل عن أبي حاتم قوله: صالح الحديث.

وخريم بن فاتك صحابي؛ فالإسناد حسن، ومن قال صحيح لم يبعد، وصحح سنده الألباني رحمه الله في "السلسلة الضعيفة"(13)، وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 60): رجالهما ثقات. وضعفه على الوقف محققوا "مسند أحمد" طبعة الرسالة فلم يصيبوا.

(67)

"مرسل"

"السنة"(1054)، وأخرجه الربعي في "فضائل الشام"(34، 48)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 437)، وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام"(26)، مختصرًا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 276 - 278)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 63 ب)، كلهم عن عروة بنحوه. وعروة صدوق كثير الإرسال، قال أبو حاتم: عامة أحاديثه مراسيل. وهذا الرجل سماه سعيد بن عبد العزيز في روايته، فقال كما في "تاريخ دمشق" (1/ 277): الذي لقي كعبًا مالك بن عبد اللَّه الخثعمي.

ص: 88

46 -

قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":

أَخْبَرَنَا القَاضِي أَبُو بَكْرٍ فحَمَّدُ بن دَاوُدَ بعَسْقَلَانَ، قَالَ: ثَنَا أَبِي دَاوُدُ بن أَحْمَدَ ابنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو قِرْصَافَةَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا آدَمُ بنُ أَبِي إِيَاسٍ، قَالَ: ثَنَا أبُو عَمْرٍو الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: ثَنَا جَابِرٌ، قَالَ: وَجَدتُّ فِي مُصْحَفِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَيُّ البِقَاعِ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: مُهَاجِرُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ -يَعْنِي: فلِسْطِينَ وَبَيْتَ المقْدِسِ- إذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ أَخْرَجْتُ إِلَيْهَا خِيَارَ عِبَادِي مِنَ الآفَاقِ يُقَاتِلُونَ أَوْلَادَ عِيصَو. قَالَ: يَا رَبِّ، أَيُّ مَوْضِعٍ مِنْهَا؟ قَالَ: سَاحِلُ يَمِينِ بَيْتِ المقْدِسِ، أُخْرِجُ إلَيْهَا خِيَارَ عِبَادِي مِنَ الآفَاقِ يُقَاتِلُونَ أَعْدَائِي، أولَئِكَ أوْلِيَائِي حَقًّا حَقًّا، أُولَئِكَ الَّذِينَ رَضِيتُ عَنْهُمْ، أَنْ يَكُونُوا مَعَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ يَا إِبْرَاهِيمُ.

(68)

47 -

قَالَ أَبُو الحَسَنِ الرَّبْعِيُّ فِي "فَضَائِلِ الشَّامِ وَدِمشْقَ":

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَن بن مُحَمَّدِ بنِ دَرَسْتَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِمَارَةَ العَطَّارُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ سَعِيدٍ الجَوْهَرِي، (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ نُمَيْرٍ)

(69)

، عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُسْلِمِ بنِ هُرْمُزٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ،

= قلت: ومالك عده البخاري في "تاريخه"(7/ 303) من الصحابة، وكذا ابن حبان في "ثقاته"(5/ 385)، ثم إن الأثر فيه نكارة، وليس عندنا ما يشهد لقول كعب، فهو مردود لفظًا.

(68)

"إسناده ضعيف وهو منقطع"

"فضائل بيت المقدس"(ص 216 - 217).

قلت: وإسناده ضعيف؛ فمصحف إبراهيم عليه السلام حرَّفه الأحبار وطمسوا معالمه، وبهذا نطق كتابنا {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ. . .} ، ثم إن أبا عمرو الصنعاني هذا لا يعلم بعدالة، وأظنه عثمان ابن يزدويه الصنعاني، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(6/ 173)، ولم يذكر فيه تعديلًا.

(69)

سقط من "فضائل الشام ودمشق" للربعي، وهي في "تاريخ دمشق" ولعله انتقل نظر الناسخ =

ص: 89

قَالَ: أَهْلُ الشَّامِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عز وجل، يَنْتَقِمُ اللَّهُ عز وجل بِهِمْ مِمَّنْ عَصَاهُ فِي أَرْضِهِ.

(70)

48 -

قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بنِ أَسَدِ بنِ عَمَّارِ بنِ الخِضْرِ الدِّمَشْقِي، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ أَحْمَدَ الكِتَّانِي، أَنَا أَبُوِ الحُسَينِ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرو بنِ مُعَاذ بِدَارِيَّا، أَنَا أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ أيُّوبَ بنِ حَذْلَمٍ، نَا أَبِي، نَا سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بنِ أَحْمَرَ العَنْسِي، عَنْ وَهْبٍ الذِّمَّارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِن اللَّهَ كَتَبَ لِلشَّامِ إِنِّي قَدَّسْتُكِ وَبَارَكْتُكِ، جَعَلْتُ فِيكِ مَقَامِي، وَأَنْتِ صَفْوَتِي مِنْ بِلَادِي، وَأَنَا سَائِقٌ إِلَيْكِ صَفْوَتِي مِنْ عِبَادِي، فَاتَّسِعِي لَهُمْ بِرِزْقِكِ وَمَسَاكِنِكِ، كَمَا يَتَّسِعُ الرَّحِمُ إِنْ وُضِعَ فِيهِ اثَنَان وَسِعَهُ، وَإِنْ ثَلَاثَةٌ مِثْل ذَلِكَ، وَعَيْنِي عَلَيْكِ بِالظِّلِّ وَالمطَرِ مِنْ أَوَّلِ السِّنِينَ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ، فَلَنْ أَنْسَاكِ حَتَّى أَنْسَى يَمِينِي، وَحَتَّى تَنْسَى ذَاتُ الرَّحِم مَا فِي رَحِمِهَا.

(71)

= فتركها، وإبراهيم بن سعيد الجوهري يروي عن ابن مسلم بواسطه عبد اللَّه بن نمير، ولا يروي عنه مباشرة.

(70)

"ضعيف"

"فضائل الشام ودمشق"(26)، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 287).

وفيه عبد اللَّه بن مسلم بن هرمز -هو المكي- قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه: ضعيف ليس بشيء. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين، وأبو داود، والنسائي: ضعيف. وقال عمرو بن علي: ليس بشيء، ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عنه شيئًا قط. وقال أبو حاتم: ليس بقوي؛ يكتب حديثه. "تهذيب الكمال"(16/ 130 - 132)، وقال ابن حجر في "التقريب" (3627): ضعيف.

(71)

"إسناده ضعيف وهو من أحاديث بني إسرائيل"

"تاريخ دمشق"(1/ 152 - 153).

وهب الذماري هو ابن منبه أكثر النقل عن بني إسرائيل وهذا منه، وفي إسناده: الأسود بن أحمر =

ص: 90

49 -

قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":

أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ هِبَةُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الأَكْفَانِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، قَالَا: أَنَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أبِي الحَدِيدِ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بنُ أَبَي نَصْرٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بنُ حَبِيبِ بنِ عَبْدِ الملِكِ، نَا أَنَسُ بنُ السَّلمِ، نَا الحَسَنُ بنُ يَحْيَى القُرَشِيُّ، نَا إِبْرَاهِيمُ اليَمَانِي، قَالَ: قَدِمْتُ مِنَ اليَمَنِ فَأَتَيْتُ سُفِيانَ الثَّوْرِيَّ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنِّي جَعَلْت فِي نَفْسِي أَنْ أَنْزِلَ جُدَّة

(72)

، فَأُرَابِطُ بِهَا كُلَّ سَنَةٍ، وَأَعْتَمِرُ فِي كُلِّ شَهْرٍ عُمْرَةً، وَأَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ حَجَّةً، وَأَقْربُ مِنْ أَهْلِي أَحَبُّ إِلَيْكَ أمْ آتِي الشَّامَ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَخَا أَهْلِ اليَمَنِ، عَلَيْكَ بسَوَاحِلِ الشَّامِ، عَلَيْكَ بِسَوَاحِلِ الشَّامِ، فَإِنَّ هَذَا البَيْتَ يَحُجُّهُ فِي كُلِّ عَامٍ مِئَةَ ألفٍ، وَمِئَةُ ألفٍ، وَثَلَاثُمِئَةِ ألفٍ، وَمَا شَاءَ اللَّه مِنْ التَّضْعِيفِ، لَكَ مِثْلُ حَجِّهِمْ، وَعُمَرِهِمْ، وَمَنَاسِكِهِمْ.

(73)

50 -

قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":

أَخْبَرَنَا أَبُو الَفَضَائِلِ نَاصِرُ بنُ مَحْمُودٍ القُرَشِي، نَا عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ زُهَيْرٍ، نَا عَلِيُّ

= العنسي، كذا وقع في "تاريخ دمشق"، وفي "فضائل الشام" وقع: ابن أحمد العبسي. ولم أقف على ترجمته.

(72)

جُدة: بلد على ساحل مكة شرفها اللَّه تعالى بينهما أربعون ميلًا، وأهلها مياسير وذوو أموال واسعة، ولهم موسم قبل وقت الحج مشهور البركة تنفق فيه البضائع المجلوبة والأمتعة المنتخبة. ("الروض المعطار في خبر الأقطار" (ص 157).

(73)

"إسناده ضعيف"

"تاريخ دمشق"(1/ 284)، وأخرجه ابن العديم في "تاريخ حلب"(1/ 109)، من طريق ابن الأكفاني به.

والحسن بن يحيى لم أقف على ترجمته، وأنى بن السلم ترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(9/ 312) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

ص: 91

بنُ مُحَمَّدِ بنِ شُجَاعٍ، أَنَا أَبُو القَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ، نَا أَبُو الفَضْلِ العَبَّاسُ بنُ بَيْهَس بِمِصْرَ، نَا عَلَيُّ بن الحَسَنِ بنِ عَبْدِ المؤْمِنِ، نَا مُحَمَّدُ بن إِسْحَاقَ الصِّينِي، نَا عَمْرُو بنُ عَبْدِ الغَفَّارِ، نَا المسْعُودِيُّ، عَن عَونِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ ابنِ عُتْبَةَ: قَالَ: قَرَأْتُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل عَلَى الأَنْبِيَاءِ أَنَّ اللَّه يَقُولُ: الشَّامُ كِنَانَتِي، فَإِذَا غَضِبْتُ عَلَى قَوْمٍ رَمَيْتُهُم مِنْهَا بِسَهْمٍ.

(74)

51 -

قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي غَالِبٍ أحْمَدَ بنِ الحَسَنِ بنِ البنَا، عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الجَوْهِرِي، وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَلِيِّ بنِ الآبْنُوسِي إِجَازَةً، وَحَدَّثَنِي أَبُو المعَمَّرِ المبَارَك بنُ أَحْمَدَ الأَنْصَارِي، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الجَوْهَرِي، أَنَا أَبُو عُمَرَ بنُ حَيْوَيْهِ، أَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، نَا العَبَّاسُ بنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ أَبِي العَبَّاسِ الِسَّامِرِيُّ، نَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ أَبِي سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بنِ أَبِي عَامِرٍ، وَأَبُو النَّصْرِ سَالِمٌ مَوْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بنِ مَعْمَرٍ التَّمِيمِي أَيْضًا، عَنْ مَالِكِ بنِ أَبِي عَامِرٍ؛ أَنَّهُ سَمعَ كَعْبَ الأَحْبَارِ يَقُولُ: نَجِدُ صِفَةَ الأَرْضِ فِي كِتَابِ اللَّهِ -يَعْنِي التَّوْرَاةَ- عَلَى صِفَةِ النِّسْرِ؛ فَالرَّأْسُ الشَّامُ، وَالجَنَاحَانِ المشْرِقُ وَالمغْرِبُ، وَالذَّنَبُ اليَمَنُ، وَلَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تَفَلَّى الرَّأْسُ، وَنْزِعَ الرَّأْسُ مِنَ الجَسَدِ مَا

(74)

"موضوع"

"تاريخ دمشق"(1/ 287 - 288)، وأخرجه ابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب"(1/ 92)، عن علي بن أحمد بن زهير به.

فيه عمرو بن عبد الغفار، قال ابن حجر في "اللسان" (5/ 357): قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن عدي: اتهم بوضع الحديث، وقال ابن المديني: رافضي، تركته لأجل الرفض، وقال العقيلي وغيره: منكر الحديث.

وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة"(1/ 70): لا أصل له مرفوع، ولعله من الإسرائيليات. اهـ.

قلت: نعم هو منها كما هو ظاهر الرواية.

ص: 92

لَمْ يُنْزَعِ الرَّأْسُ، فَإِذَا نُزِعَ الرَّأْسُ هَلَكَ النَّاسُ، وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ لَيَأَتِينَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا تَبْقَى جَزِيرَةٌ مِنْ جَزَائِرِ العَرَبِ -أَوْ قَالَ: مِصْرٌ مِنْ أَمْصَارِ العرب- إلَّا وَفِيهِمْ مِقْنَبُ

(75)

خَيْلٍ مِنَ الشَّامِ، يُقَاتِلُونَهُمْ عَنِ الإِسْلَامِ، لَوْلَاهُمْ لَكَفَرُوا.

(76)

(75)

المقنب: من الخيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وقيل زهاء ثلاثمئة.

(76)

"من الإسرائيليات"

"تاريخ دمشق"(1/ 191).

وهو من الإسرائيليات التي نقلها كعب الأحبار، وأخرجه ابن عساكر من وجوه أخرى في "تاريخه"(1/ 191 - 192)، عن كعب الأحبار، وورد أيضًا بنحوه عن ابن عمرو أخرجه ابن عساكر (1/ 191)، من طريق ابن لهيعة، عن أبى قبيل عنه بلفظ:"صورت الدنيا على خمسة أجزاء على أجزاء الطير: الرأس والصدر والجناحين والذنب، رأس الدنيا الصين، والجناح الأيمن الهند، والجناح الأيسر الخزز، وخلف الهند أمة يقال لها واق واق، وخلف واق واق منسك، وخلف منسك ناسك، وخلف ناسك يأجوج ومأجوج، من الأمة ما لا يعلمه إلا اللَّه، وجانب الآخر من الخزز ليس خلفه إلا البحر، ووسط الدنيا العراق والشام والحجاز ومصر، وذنب الدنيا من ذات الحمام إلى المغرب، وشر شيء في الطير الذنب".

وقد أخرج البخاري في "صحيحه"(3159)، ما يشهد لبعضه، ولفظه هناك: "بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فأسلم الهرمزان فقال: إني مستشيرك في مغازي هذه، قال: نعم مثلها، ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس، وله جناحان، وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس، وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس، فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناخ الآخر فارس، فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى. وقال بكر وزياد جميعًا: عن جبير بن حية، قال: فندبنا عمر، واستعمل علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفًا، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم. فقال المغيرة: سل عما شئت. قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد، وبلاء شديد، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر، فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السموات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبيًّا من أنفسنا، نعرف أباه وأمه، فأمرنا نبينا رسول ربناء صلى الله عليه وسلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا اللَّه وحده، أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط، =

ص: 93