الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُورَةُ الفَجْرِ
قوْلُهُ تَعَالَى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}
(233)
970 -
قَالَ أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيُّ فِي "تَفْسِيرِهِ":
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الهِلَالِيُّ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ، قَالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ المجِيْدِ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ المقْبُرِي:{إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} قَالَ: هِيَ دِمشْقُ
(234)
.
(233)
الفجر: 7 - 8.
(234)
"إسناده حسن"
"تفسير الطبري"(24/ 361)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(1/ 218).
رجال إسناده ثقات؛ وعبيد اللَّه بن عبد المجيد الحنفي، أبو علي البصري، أخو أبي بكر الحنفي وعمير وشريك، قال ابن حجر: صدوق، لم يثبت أن يحيى بن معين ضعفه. قال الذهبي: ثقة.
قلت: وبنحو ما قاله سعيد المقبري ورد أيضما عن بشر بن الحارث، ومالك بن أنس، عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 218).
أقوال المفسرين في هذه الآية
قال ابن الجوزي في "زاد المسير"(9/ 109 - 111): في {إِرَمَ} أربعة أقوال:
أحدها: أنه اسم بلدة، قال الفراء: ولم يجر إرم لأنها اسم بلدة، ثم فيها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها دمشق، قاله سعيد بن المسيب، وعكرمة، وخالد الربعي.
والثاني: الإسكندرية، قاله محمد بن كعب.
والثالث: أنها مدينة صنعها شداد بن عاد، وهذا قول كعب، وسيأتي ذكره إن شاء اللَّه تعالى.
والقول الثاني: أنه اسم أمة من الأم، ومعناه القديمة، قاله مجاهد.
والثالث: أنه قبيلة من قوم عاد، قاله قتادة ومقاتل، قال الزجاج: وإنما لم تنصرف إرم؛ لأنها جعلت اسمًا للقبيلة، ففتحت وهي في موضع خفض.
والرابع: أنه اسم لجد عاد؛ لأنه عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، قاله ابن إسحاق.
قال الشوكاني في "فتح القدير"(5/ 617): =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ذكر جماعة من المفسرين أن {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} اسم مدينة مبنية بالذهب والفضة، قصورها ودورها وبساتينها، وإن حصباءها جواهر، وترابها مسك، وليس بها أنيس، ولا فيها ساكن من بني آدم، وإنها لا تزال تنتقل من موضع إلى موضع، فتارة تكون باليمن، وتارة تكون بالشام، وتارة تكون بالعراق، وتارة تكون بسائر البلاد، وهذا كذب بحت، لا ينفق على من له أدنى تمييز. وزاد الثعلبي في "تفسيره" فقال: إن عبد اللَّه بن قلابة في زمان معاوية دخل هذه المدينة. وهذا كذب على كذب، وافتراء على افتراء، وقد أصيب الإسلام وأهله بداهية دهياء، وفاقرة عظمى، ورزية كبرى من مثال هؤلاء الكذابين الدجالين الذي يجترئون على الكذب، تارة على بني إسرائيل، وتارة على الأنبياء، وتارة على الصالحين، وتارة على رب العالمين.
قال أبو جعفر الطبري في "تفسيره"(24/ 403):
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {إِرَمَ} ، فقال بعضهم: هي اسم بلدة، ثم اختلف الذين قالوا ذلك في البلدة التي عنيت بذلك، فقال بعضهم: عنيت به الإسكندرية.
ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن أبي صخر، عن القرظي، أنه سمعه يقول:{إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} : الإسكندرية.
قال أبو جعفر، وقال آخرون: هي دمشق.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عبد اللَّه الهلالي من أهل البصرة، قال: ثنا عبيد اللَّه بن عبد المجيد، قال: ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} قال: دمشق.
وقال آخرون: عني بقوله: {إِرَمَ} : أمة.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد اللَّه بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد قوله:{إِرَمَ} قال: أمة.
وقال آخرون: معنى ذلك: القديمة.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله:{إِرَمَ} قال: القديمة.
وقال آخرون: تلك قبيلة من عاد. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} قال: كنا نحدث أن إرم قبيلة من عاد، بيت مملكة عاد.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة في قوله:{إِرَمَ} قال: إرم قبيلة من عاد، كان يقال لهم: إرم.
وقال آخرون: جدُّ عاد.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} يقول اللَّه: بعاد إرم، إن عاد ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح.
وقال آخرون: {إِرَمَ} الهالك.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ} يعني بالإرم: الهالك؛ ألا ترى أنك تقول: أرم بنو فلان.
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {بِعَادٍ (6) إِرَمَ} الهلاك؛ ألا ترى أنك تقول أرم بنو فلان: أي هلكوا.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن إرم إما بلدة كانت عاد تسكنها، فلذلك ردت على عاد للإتباع لها، ولم يجر من أجل ذلك، وإما اسم قبيلة فلم يجر أيضًا، كما لا يجر أسماء القبائل، كتميم وبكر، وما أشبه ذلك، إذا أرادوا به القبيلة، وأما اسم عاد فلم يجر، إذ كان اسمًا أعجميًا.
فأما ما ذكر عن مجاهد أنه قال: عني بذلك القديمة، فقول لا معنى له؛ لأن ذلك لو كان معناه لكان محفوظًا بالتنوين، وفي ترك الإجراء الدليل على أنه ليس بنعت ولا صفة.
وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي أنها اسم قبيلة من عاد، ولذلك جاءت القراءة بترك إضافة عاد إليها، وترك إجرائها، كما يقال: ألم تر ما فعل ربك بتميم نهشل؟ فيترك إجراء نهشل، وهي قبيلة، فترك إجراوها لذلك، وهي في موضع خفض بالرد على تميم، ولو كانت إرم اسم بلدة، أو اسم جد لعاد؛ لجاءت القراءة بإضافة عاد إليها، كما يقال: هذا عمرو زبيد وحاتم طيئ، وأعشى همدان، ولكنها اسم قبيلة منها فيما أرى، كما قال قتادة، واللَّه أعلم، فلذلك أجمعت القراء فيها على ترك الإضافة وترك الإجراء.
وقال ابن رجب في "فضائل الشام"(ص 126 - 127): =
971 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمَشْقَ":
أَنْبَأَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيٍّ بْنُ بَرَكَاتِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الخُشُوعِيُّ، نَا أَبُو بَكْير أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الحَافِظُ، أَنَا أَبُو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، أَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سِنْدِي بْنِ الحَسَنِ الحَدَّادُ، قَالَا: نَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ القَطَّانُ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى العَطَّارُ، أَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَمَّن يُخْبِرهُ: أَنَّ سَيدَ بْنَ المسَيَّبِ كَانَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عز وجل: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} يَعْنِي دِمشْقَ
(235)
.
= وقال عز وجل {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} (الفجر: 7 - 8) قد قيل: إنها دمشق، قاله سعيد المقبري وخالد بن معدان، وروي عن سعيد بن المسيب وعكرمة، ولا يصح عنهما.
أما سعيد: فهو من رواية إسحاق بن بشر، عن ابن إسحاق، عمن يخبره عنه. وإسحاق هذا كذاب مشهور.
وأما عكرمة: فهو من رواية حفص بن عمر العدني، عن الحكم بن أبان، عنه. وحفص ضعيف جدًّا.
وقال مالك: يقال إن إرم ذات العماد دمشق. ولكن جمهور المفسرين والمحققين من العلماء على خلاف هذا القول، على اختلاف بينهم في تفسيره يطول ذكره هاهنا، واللَّه أعلم.
(235)
"ضعيف"
"تاريخ دمشق"(1/ 217).
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، ولم يسم شيخه في الإسناد.