الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّذْرُ مَنْ نَذَرَ أَنْ يُصَلِّي فِي بَيْتِ المقْدِسِ
825 -
قَالَ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ":
وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ جَمِيعًا، عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً اشْتَكَتْ شَكْوَى، فَقَالَتْ: إِنْ شَفَانِي اللَّهُ لَأَخْرُجَنَّ فَلَأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ، فَبَرَأَتْ ثُمَّ تَجَهَّزَتْ تُرِيدُ الخُرُوجَ، فَجَاءَتْ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُسَلِّمُ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَتْهَا ذَلِكَ، فَقَالَتْ: اجْلِسِي فَكُلِي مَا صَنَعْتِ، وَصَلِّي فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"صَلَاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ المسَاجِدِ إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ".
(83)
826 -
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَبِيبٌ المعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي نَذَرْتُ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ مَكَّةَ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْت المَقْدِسِ، فَقَالَ:"صَلِّ هَاهُنَا". فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:"صَلِّ هَاهُنَا".
= ترجمتهم، والدوران ليس من العبادات، اللهم إلا إن كان طوافًا بالبيت الحرام.
(83)
"صحيح"
"صحيح مسلم"(1396)، وأخرجه النسائي (2/ 33) من طريق قتيبة، عن الليث به، و (5/ 213) من طريق ابن جريج، عن نافع به، وليس فيهما ذكر قصة المرأة، وأحمد (6/ 333) عن حجاج، عن ليث به بنحو لفظ مسلم، و (6/ 334) من طريق ابن جريج، عن نافع به، و (6/ 334) عن حجاج ابن محمد، عن ليث بن سعد به، وليس فيهما ذكر قصة المرأة، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 99 ب) من طريق محمد بن رمح، عن الليث به.
فَسَأَلَهُ، فَقَالَ:"شَأْنَكَ إِذًا".
(84)
827 -
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَهْم، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: وَوَدَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا فَقَالَ لَهُ: "أَيْنَ تُرِيدُ؟ " قَالَ: أرِيدُ بَيْتَ المقْدِسِ.
(84)
"صحيح"
"المسند"(3/ 363)، وأبو داود (3305)، والدارمي (2339)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(3/ 125)، وابن الجارود في "المنتقى"(945)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 304 - 305) كلهم من طريق حماد بن سلمة به، وأخرجه البيهقي في "السنن الكبير"(10/ 82) بإسناده إلى حبيب ابن الشهيد، عن عطاء به، وقال: ورواه حماد بن سلمة، عن حبيب المعلِّم، عن عطاء، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 22 ب).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
قلت: وهو كما قال، وصححه أيضًا ابن دقيق العيد في "الاقتراح" كما نقله الحافظ في "التلخيص"(4/ 196)، وصححه الألباني في "الإرواء"(972).
قال في "عون المعبود"(5/ 94): وفيه دليل على أن من نذر بصلاة، أو صدقة، أو نحوهما في مكان ليس بأفضل من مكان الناذر، فإنه لا يجب عليه الوفاء بإيقاع المنذور به في ذلك المكان، بل يكون الوفاء بالفعل في مكان الناذر.
وقال البغوي في "شرح السنة"(10/ 29 - 30): لو نذر أن يصلي في مسجد من هذه المساجد الثلاثة لا يخرج عن النذر إذا صلى في غيرها من المساجد، ولو نذر أن يصلي في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج عن نذره إذا صلى في المسجد الحرام، ولا يخرج إذا صلى في المسجد الأقصى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"، ولو نذر أن يصلي في المسجد الحرام فلا يخرج عن نذره بالصلاة في غيره، ولو نذر أن يصلي في المسجد الأقصى، فصلى في المسجد الحرام، أو في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يخرج عن النذر، والدليل عليه ما روي عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد اللَّه، وذكر حديث الباب.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَصَلَاةٌ فِي هَذَا المَسْجِدِ أَفْضَلُ -يَعْنِي- مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ".
(85)
828 -
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "مُصَنفِهِ":
أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ الحَكَم بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَمْرو بْنَ حَنَّةَ أَخْبَرَاهُ، عَنْ عُمَرَ ابنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ رِجَالٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الفَتْحِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ قَرِيبٍ مِنَ المَقَامِ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِني نَذَرْتُ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلِلْمُؤْمِنِينَ مَكَّةَ، لَأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ، وإِنِّي وَجَدْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ هَاهُنَا فِي قُرَيْشٍ خَفِيرًا
(86)
مُقْبِلًا مَعِي وَمُدْبِرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَاهُنَا صَلِّ". فَعَادَ الرَّجُلُ يَقُولُ ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"هَاهُنَا صَلِّ". ثُمَّ قَالَ الرَّابِعَةَ مَقَالَتَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"فَاذْهَبْ فَصَلِّ فِيهِ، فَوَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لَوْ صَلَّيْتَ هَاهُنَا، لَقَضَى ذَلِكَ عَنْكَ صَلَاةً فِي بَيْتِ المَقْدِسِ". قَالَ ابنُ جُرَيْجٍ:
(85)
"إسناده صحيح"
"مسند أحمد"(3/ 77)، وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(1165)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(7/ 204)، وابن حبان في "الصحيح"(1623، 1624)، والبزار في "الزوائد"(429)، من طريق جرير به. قال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح، وقال الألباني في "الثمر المستطاب" (1/ 519): وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
قلت: وهو كما قال من أجل سهم بن منجاب، وهو ثقة من رجال مسلم، وقزعة هو ابن يحيى البصري ثقة.
(86)
الخَفِيرُ: المجير، وخفر الرجل، وخفر به وعليه، يخفر خفرًا: أجاره ومنعه وأمَّنه، وكان له خفيرًا يمنعه. "لسان العرب": خفر.
أُخْبِرْتُ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ الشَّرِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ مِنَ الصَّدَفِ، وَهُوَ فِي ثَقِيفٍ.
(87)
829 -
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "مُصَنَّفِهِ":
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لعَطَاءٍ: رَجُلٌ نَذَرَ لَيَمْشِيَنَّ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ مِنَ البَصْرَةِ؟ قَالَ: إِنَّمَا أُمِرْتُمْ بِهَذَا البَيْتِ، فَلْيَمْشِ إِلَى هَذَا البَيْتِ، قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي الجِوَارِ. قَالَ: قُلْتُ: فَالوَصِيَّةُ، أَوْصَى إِنْسَانٌ فِي أَمْرٍ، فَرَأَيْتَ خَيْرًا مِنْهُ؟ قَالَ: فَافْعَلِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مَا لَمْ يُسَمِّ الإِنْسَانُ شَيْئًا؛ وَلَكِنْ إِنْ قَالَ: فِي المَسَاكِينِ، أَوْ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ، فَرَأَيْتَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ، فَافْعَلِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ. ثُمَّ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لِيَفْعَلِ الَّذِي قَالَ، وَلْيُنْفِذْ أَمْرَهُ. قَالَ: وَقَوْلُهُ الأَوَّلُ أَعْجَبُ إِلَيَّ.
(88)
830 -
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "مُصَنَّفِهِ":
أَخْبَرَنَا مَعْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيْمِ الجَزَرِيِّ، عَنِ ابْنِ المسَيَّب، قَالَ: مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ، فَاعَتَكَفَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ أَجْزَأَ عَنْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَاعْتَكَفَ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ أَجْزَأَ
(87)
"حسن"
"مصنف عبد الرزاق"(15890)، وأخرجه أحمد في "مسنده"(5/ 373)، وأبو داود في "سننه"(3299)، وابن المبارك في "مسنده"(174)، والمزي في "تهذيبه" ترجمة حفص بن عمر، كلهم عن ابن جريج به.
قلت: وإسناده مسلسل بالمجاهيل: يوسف بن الحكم، وحفص بن عمر، وعمر بن عبد الرحمن، جميعًا قال فيهم الحافظ: مقبول.
قلت: ومع ضعف إسناده فهو مجبور بورود الحديث من وجه آخر بإسناد صحيح، من حديث جابر ابن عبد اللَّه السابق:"أن رجلًا قال يوم الفتح. . . . ".
(88)
"صحيح"
"مصنف عبد الرزاق"(15886).
وابن جريج يغتفر عنعنته في عطاء، وقد سمع هنا.
عَنْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ عَلَى رُؤُوسِ الجبَالِ فِإنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَهُ ذَلِكَ، لِيَعْتَكِفْ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ.
(89)
831 -
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي "مُصَنَّفِهِ":
أَخْبَرَنَا ابنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، قَالَ: كَانَ مَنْ جَاءَ أَبِي فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ مَشْيًا إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ، أَوْ زِيَارَةَ بَيْتِ المَقْدِسِ؟ يَقُولُ: عَلَيْكَ مَكَّةَ.
(90)
832 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "الجَامِعِ المسْتَقْصَى":
أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُقَاتِلٍ، أَبَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بْنُ يونُسَ، أَبَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ، أَبَنَا أَبُو بَكْرِ الوَاسِطِيُّ، ثَنَا عُمَرُ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا الْوَلِيدُ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: سأَلْتُ الأَوْزَاعِيَّ مَنْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ مَشْيًا إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنْ نَذْرِهِمْ؛ فَإِنْ جَهِلَ امْرُؤٌ فَلْيَرْكَبْ وَلَا يَمْشِي؛ لِيَتَصَدَّقْ لِرُكُوبِهِ بِصَدَقَةٍ.
(91)
(89)
"إسناده صحيح"
وسبق في باب "الاعتكاف في المسجد الأقصى" برقم (808).
(90)
"إسناده قوي"
"مصنف عبد الرزاق"(15892).
قلت: وابن جريج ثقة، ولكنه مدلس، وهو محتمل في مثل هذا الأثر، وله شواهد تقدم بعضها ويأتي بعضها.
(91)
"ضعيف"
"الجامع المستقصى"(ق 99 ب - 100 أ).
وعمر بن الفضل وأبوه مجهولان لم أجد من وثقهما.