الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الإسراء
قَالَ تَعَالَى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}
(137)
914 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بن مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ الجَبْرِينِي، قَالَ: أَبَنَا الحَسَنُ ابنُ رَشِيقٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بْنُ حُمَيدِ بْنِ مُوسَى قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: ثَنَا وَثِيمَة بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا ابْن إِسْحَاقَ صَاحِبُ المغَازِي، أنَّهُ قَالَ: ثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل:{الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} قَالَ: هِيَ فَلَسْطِينُ وَالأُرْدُنُّ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عَلَيْهِمَا الطَّلُّ وَالمطَرُ مِنْذ خَلَقَ اللَّهُ السِّنِينَ وَالأَيَّامَ، حَرَامٌ عَلَى الجُوعِ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِمَا.
(138)
سُورَةُ مَرْيَمْ
قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا. . .} . . .
(139)
إلى قوله: {يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا
(137)
"باطل"
"المستدرك"(2/ 577)، وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1064) عن محمد بن يوسف، عن محمد ابن جعفر، ولم يذكر أباه بسياق طويل جدًّا ومغاير لما هنا.
قلت: والأثر ساقط، وفيه انقطاع ظاهر، ومحمد بن جعفر هو ابن محمد بن علي الهاشمي، ترجم له ابن عدي في "كامله"(7/ 462)، وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 500): فمن الباطل الذي ألصق بمحمد هذا عن أبيه جعفر الصادق أنه قال: "تملك سليمان الدنيا سبعمئة عام وستة أشهر. . . ". وذكر قصة منكرة أخرجها الحاكم في "مستدركه" فشان الكتاب بها وبأمثالها.
(138)
الإسراء: 1.
(139)
"إسناده ضعيف"
"فضائل بيت المقدس"(ص 441).
كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}
(140)
915 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يَعْقُوبَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ القَاسِمِ، قَالَ: ثَنَا بَكْرُ ابنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الغَنِي بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِي، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
(141)
. تُرِيدُ لِوَجْهِ اللَّهِ خَالِصًا، لَا لِشَيءٍ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا، يَعْنِي يَكُونُ خَادِمًا لِبَيْتِ المقْدِسِ يَكْنُسُهُ، وَيَخْدُمُهُ، وَيَتَعاهَدْ مَا يُصْلِحُهُ حَتَّى يَبْلُغَ الحُلُمَ، ثُمَّ يُخَيَّرْ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ فِيهَا أَقَامَ، وَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ حَيْثُ شَاءَ ذَهَبَ، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ بَعْدَ التَّخْيِيرِ لَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَحَرَّرَتْ مَا فِي بَطْنِهَا قَبْلَ أَنْ تَعْلَمَ مَا هُوَ، وَقَالَتْ: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ
= قلت: وإسناده ضعيف؛ اَفته جويبر، وهو ابن سعيد ضعيف جدًّا، كذا قال الحافظ.
أقوال المفسرين في الآية:
قال الإمام الطبري في "تفسيره": قوله: {الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} أي: الذي جعلنا حوله البركة لسكانه في معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم.
قال ابن كثير في "تفسيره": {إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} وهو بيت المقدس الذي بإيلياء، معدن الأنبياء من لدن إبراهيم الخليل عليه السلام، ولهذا جمعوا له هناك كلهم، فأمهم في محلتهم ودارهم، فدل على أنه هو الإمام الأعظم، والرئيس المقدم صلوات اللَّه وسلامه عليه وعليهم أجمعين، وقوله تعالى:{الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} أي: بالزروع والثمار.
(140)
مريم: 17.
(141)
مريم: 28.
عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} أَي: أَنَّهَا عَوْرَةٌ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِلْبُيوتِ {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا}
(142)
تُرِيدُ فِي صَلَاحٍ وَمَعْرفَةٍ، تُسَبِّحُ اللَّهَ وَتُقَدِّسُهُ، وَتُقِيمُ فِي بَيْتِ المقْدِس، فَتَكْنُسُهُ وَتَعْمَلُ القَنَادِيلَ، وَتُسْرِجُ المصَابِيحَ، فَلَمَّا هَمَّتْ أَنْ تَبْلُغَ مَبْلَغَ النِّسَاءِ {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} ، وَكَانَ ابْنَ عَمِّهَا وَزَوْجَ أُخْتِهَا، فَصَارَتْ عِنْدَهُ، لَهَا غُرْفَةٌ مِنْ دَارِهِ بِسُلَّمٍ لَهَا مِنْ دَارِهِ إِلَى مِحْرَاب لَهَا، تُصَلِّي فِيهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، قَالَ: وَكَانَ زَكَرِيَّا إِذَا خَرَجَ أَغْلَقَ عَلَيْهَا البَابَ الَّذي تَسْكُنُهُ، وَهُوَ الَّذي ظَهْرُهُ بَيْتُ المقْدس، و {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} يُرِيدُ فَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَفَاكِهَةَ الشِّتَاءِ فِى الصَّيْف، حَيْثُ لَا فَاكهَةَ {قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (37)}
(143)
تُرِيدُ يَأتِي بِهِ الملَائِكَةُ إِلَيْهَا وَهِيَ فِي المِحْرَابِ، وَلَيْسَ مِنْ أجِنَّةِ الدُّنْيَا. قَالَ: فَآذَاهَا القُمَّلُ فِي رَأْسِهَا، فَتَمَنَّتْ أَنْ تَجِدَ خَلْوَةً إِلَى الجَبَلِ فَتُفَلِّي رَأْسَهَا، فَانْفَرَجَ السَّقْفُ لَهَا، فَخَرَجَتْ وَالبَابُ مُغْلَقٌ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ البَرْدِ، فَجَلَسَتْ فِي مَشْرَفَةٍ لِلشَّمْسِ، فَأَتَاهَا زَكَريَّا ففَتَحَ البَابَ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْهَا، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَة مَرْيَمَ:{فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا} وَالحِجَابُ: الجَبَلُ {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ رُّدْنَ قَمِيصِهَا بِأصْبِعِهِ فَنَفَخَ فِيهِ، فَحَمَلَتْ مِنْ سَاعَتِهَا بِعِيسَى عليه السلام فَلَمَّا وَجَدَتْ حِسَّ الحَمْل، انْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا، وَهُوَ وَادِي بَيْتِ لَحْمٍ، قَالَ لَهَا جِبْرِيلُ عليه السلام: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ
(142)
آل عمران: 35.
(143)
آل عمران: 36 - 37.
النَّخْلَةِ} قَالَ: وَكَانَ جِذْعًا يَابِسًا، فَعَجَبْتُ مَرْيَمُ مِنْ قَوْلِهِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ جِذْعًا نَخِرًا، لَا سَعْفَ فِيهِ، فَلَمَّا هَزَّتْهُ نَظَرَتْ إِلَى أَعْلَاهُ، فَإِذَا السَّعْفُ قَدْ اطَّلَعَ مِنَ الجِذْعِ أَخْضَرُ كَأَنَّهُ السَّلْقُ، ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَى الطَّلْعِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ السَّعْفِ وَقَدِ اخْضَّرَ بَعْدَ البَيَاضِ فَصَارَ بَلَحًا، ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَى البَلَحِ وَقَدِ احْمَرَّ بَعْدَ الخُضْرَةِ فَصَارَ زَهْوًا، وَهُوَ البُسْرُ، ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَى البُسْرِ الأَحْمَرِ قَدْ صَارَ رَطِبًا، كُلُّ ذَلِكَ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهَا طَرْفُهَا، فَجَعَلَ الرُّطَبُ يَقَعُ بَيْنَ يَدَيْهَا فِي أَقْمَاعِهِ، وَلَا يَنْشَدِخُ مِنْهُ شَيْءٌ، فَطَابَتْ نَفْسُهَا وَقَالَتْ: لَيْسَ وِلَادَتِي الغُلَامَ مِنْ غَيْرِ أَب فِي ثَلَاثِ سَاعَاتٍ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا الجِذْعِ البَالِي، اطَّلَعَ فِيهِ السَّعْفُ، ثُمَّ الطَّلْعُ، ثُمَّ البَلَحُ، ثُمَّ صَارَ بُسْرًا، ثُمَّ رُطَبًا. قَالَ:{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ} وَإِنَّمَا خَرَجَتْ مِنْ عِنْدِهِمْ صُبْحًا تُشْرِقُ الشَّمْسُ لَيْسَ بِهَا قَلَبةٌ، فَجَاءتْ عِنْدَ الظُّهْرِ وَمَعَهَا صَبِيٌّ تَحْمِلُهُ، فَكَانَ الحَمْلُ وَالوِلَادَةُ فِي ثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ، وَكَانَتْ مَرْيَمُ قَدْ حَاضَتْ قَبْلَ ذَلِكَ حَيْضَتَيْنِ. قَالَ: فَقَالُوا لَهَا: {يَاأُخْتَ هَارُونَ} وَذَلِكَ أنَّ مَرْيَمَ كَانَتْ عَابِدَةً، وَكَانَ فِي بَنِي إسْرَائِيلَ رَجُلٌ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ: هَارُونْ، يَوْمَ مَاتَ تَبعَ جِنَازَتَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ كُلُّهُمُ اسْمُهُ هَارُونُ، سِوَى مَنْ لَيْسَ اسْمُهُ هَارُونَ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ سَمُّوا أَبْنَاءَهُمْ باسْمِهِ مَحَبَّةً لَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{يَاأُخْتَ هَارُونَ} فِي العِبَادَةِ، وَكَانَ مَا قَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِ، كُلُّ هَذِهِ الآيَاتِ فِي بَيْتِ المقْدِسِ.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهَا لَمَّا وَضَعَتْهَا وَرَأتْهَا أُنْثَى، لَفَّتْهَا فِي خِرْقَةٍ وَأَلْقَتْهَا فِي المَسْجِدِ، فَتَنَافَسُوا فِيهَا الأَحْبَارُ أوْلَادُ هَارُونَ أَيُّهُمْ يَكْفُلُهَا، وَاسْتَهَمُوا فِيهَا كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى، وَقَرَعَهُمْ زَكَرِيَّا وَأَخَذَهَا، فَلَمَّا بَلَغَتْ مَبْلَغَ النِّسَاءِ ابْتَنَى لَهَا مِحْرَابًا فِي وَسَطِ المَسْجِدِ، ثُمَّ جَعَلَ بَابَهُ وَسَطًا، لَا يَطْلعٌ إِلَيْهَا إِلَّا