الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُسْنَدُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ
744 -
قَالَ البَزَّارُ فِي "البَحْرِ الزَّخَّارِ":
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ، قَالَ: نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الحِمْصِيُّ، قَالَ: نَا عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِي، قَالَ: حَدَّثَنِي الوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: نَا شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أُسْرِيَ بِكَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِكَ؟ قَالَ: "صَلَّيْتُ لِأَصْحَابِي صَلَاةَ العَتَمَةِ بِمَكَّةَ مُعْتِمًا، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ بَيْضَاءَ فَوْقَ الحِمَارِ وَدُونَ البَغْلِ، فَقَالَ: ارْكَبْ. فَاسْتَصْعَبَتْ عَلَيَّ، فَأَدَارَهَا بِأُذُنِهَا حَتَّى حَمَلَتْنِي عَلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا، تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرَفُهَا، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ، فَقَالَ: انْزِلْ فَنَزَلْتُ، ثُمَّ قَالَ: صَلِّ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا، فَقَالَ لِي: أَتَدرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْتَ بِيَثْرِبَ
(135)
، صَلَّيْتَ بِطَيْبَةَ. ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا تَضَعُ حَافِرَهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرَفُهَا، حَتَّى بَلَغْنَا أَرْضًا بَيْضَاءَ، فَقَالَ لِي: انْزِلْ. فَنَزَلْتُ، ثُمَّ قَالَ لِي: صَلِّ. فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكِبْنَا، فَقَالَ: تَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْتَ بِمَدْيَنَ
(136)
، صَلَّيْتَ عِنْدَ شَجَرَةِ
(135)
يثرب: مدينة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سميت بذلك؛ لأن أول من سكنها عند التفرق يثرب بن قانية، فلما نزلها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سماها طيبة وطابة؛ كراهية للتثريب، وسميت مدينة الرسول لنزوله بها، وهي في مقدار نصف مكة، وهي في حرة سبخة الأرض، ولها نخيل كثيرة ومياه، ونخيلهم وزروعهم يسقى من الآبار. "معجم البلدان"(5/ 97، 493).
(136)
مدين: هي برية جميلة تتألف من جبال عالية رملية الصخور، ومن عدة أودية سحيقة بجانب تلك الجبال العمودية الارتفاع، وهي تمتد في الشرق من طريق معان، ويتوالى امتدادها حتى تتصل بالأراضي السعودية قريبًا من المدورة، وإلى نقطة لا تبعد كثيرًا عن جنوب العقبة، ومدين محاذية لتبوك، وهي أكبر من تبوك، وبها البئر التي استقى منها موسى عليه السلام لسائمة شعيب، ومدين أيضًا اسم القبيلة. "بلادنا فلسطين"(1/ 2/ 483).
مُوسَى. ثُمَّ انْطَلقَتْ تَهْوِي بِنَا تَضَعُ حَافِرَهَا -أَوْ يَقعُ حَافِرَهَا- حَيْثُ أدْرَكَ طَرَفُهَا، ثُمَّ ارْتَفَعْنَا، فَقَالَ: انْزِلْ. فنَزَلْتُ، فَقَالَ: صَلِّ. فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكِبْنَا، فَقَالَ لِي: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قَالَ: صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لحم حَيْثُ وُلِدَ المسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ. ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى دَخَلْنَا المدِينَةَ مِنْ بَابِهَا الثَّامِنِ، فَأَتَى قِبْلَةَ المَسْجِدِ فَرَبَطَ دَابّتَهُ، وَدَخَلْنَا المَسْجِدَ مِنْ بَاب فِيهِ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ، فَصَلَّيْتُ مِنَ المَسْجِدِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ -هَكَذَا قَالَ ابْنُ زَبْرَق- ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الآخَرِ عَسَلٌ، أُرْسِلَ إِلَيَّ بِهِمَا جَمِيعًا، فَعَدَلْتُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ هَدَانِي اللَّهُ لَهُ، فَأَخَذْتُ اللبَنَ، فَشَرِبْتُ حَتّى قَرَعْتُ بِهِ جَبِينِي، وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ، فَقَالَ: أَخَذَ صَاحِبُكَ الفِطْرَةَ -أَوْ قَالَ: بِالفِطْرَةِ- ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَيْنَا الوَادِيَ الَّذِي بِالمدِينَةِ، فَإِذَا جَهَنَّمُ تَنْكَشِفُ عَنْ مِثْلِ الزَّرْبِيِّ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَهَا؟ قَالَ: "مِثْلَ -وَذَكَرَ شَيْئًا ذَهَبَ عَنِّي- ثُمَّ مَرَرْنَا بَعِيرٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا صَوْتُ مُحَمَّدٍ. ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ الصُّبْحِ بِمَكةَ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْر، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ كُنْتَ الليْلَةَ، فَقَدِ التَمَسْتُكَ فِي مَكَانِكَ؟ فَقَالَ: إِني أُتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ الليْلَةَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ فَصِفْهُ لِي. فَفَتَحَ لِي شِرَاكَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، لَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ عَنْهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ المشْرِكُونَ: انْظُرُوا إِلَى أَبِي كَبْشَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَتَى بَيْتَ المَقْدِسِ الليْلَةَ! قَالَ: نَعَمْ، وَقَدْ مَرَرْتُ بِعِيرٍ لَكُمْ بِمَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، قدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، وَأَنَا مُسَيِّرُهُمْ لكُمْ يَنْزِلُونَ بِكَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يَأْتُونَكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَقْدُمُهُمْ جَمَلٌ أَدَمٌ، عَلَيْهِ مَسْحٌ أَسْوَدُ وَغِرَارَتَانِ سَوْدَاوَانِ. فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ اليَوْمُ أَشْرَفَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ، حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ حَتَّى أَقْبَلَتِ العِيرُ، يَقْدُمُهُمْ
ذَلِكَ الجمَلُ كَالَّذِي وَصَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم".
(137)
(137)
"منكر"
"البحر الزخار"(3484)، وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند ابن عبايس (1/ 449)، والطبراني في "الكبير"(7/ 282 رقم 7142)، والبيهقي في "الدلائل"(2/ 355)، كلهم من طريق إسحاق بن إبراهيم الحمصي به، وعزاه ابن كثير في "التفسير"(8/ 408) إلى ابن أبي حاتم.
قلت: وإسناده ضعيف، وإسحاق بن إبراهيم وشيخه متكلم فيهما.
أما عمرو بن الحارث وهو ابن الضحاك الزبيدي الحمصي، فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 480) وقال: مستقيم الحديث. وقال الذهبي في "الميزان": تفرد بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم زبريق ومولاة له اسمها علوة، فهو غير معروف العدالة. وقال في "الكاشف": وثق. وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول.
وإسحاق بن إبراهيم بن العلاء زبريق الحمصي، قال أبو حاتم: سمعت ابن معين وأثنى عليه خيرًا، وقال: الفتى لا بأس به، ولكنهم يحسدونه. وقال أبو حاتم: شيخ. وقال النسائي: ليس بثقة إذا روى عن عمرو بن الحارث. وقال أبو داود: ليس هو بشيء. وروى الآجري عن أبي داود؛ أن محمد بن عوف قال: ما أشك أن إسحاق بن زبريق يكذب. قال الذهبي: كذبه محدث حمص ابن عوف الطائي. وانظر: "الميزان"(1/ 181)، و"التهذيب" للمزي (324) مع الحاشية.
وفي قول النسائي ما يدل على أن حديثه عن عمرو خاصة ضعيف، والأمر هنا كذلك، فروايته هنا عن عمرو، فانفراد من هذا حاله بمثل هذا الحديث الطويل لهو قرينة على نكارة الحديث.
وقال البيهقي في "الدلائل"(2/ 357): هذا إسناد صحيح، وروي ذلك مفرقًا في أحاديث غيره، ونحن نذكر من ذلك إن شاء اللَّه تعالى ما حضرنا. ثم ساق أحاديث كثيرة في الإسراء كالشاهد لهذا الحديث.
قلت: أنَّى له الصحة وفيه ما ذكرنا!
قال ابن كثير في "تفسيره"(8/ 408): لا شك أن هذا الحديث مشتمل على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي، ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم، وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس، وغير ذلك.
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 79): رواه البزار والطبراني في "الكبير" إلا أن الطبراني قال فيه: "قد أخذ صاحبك الفطرة وإنه لمهدي". وقال في وصف جهنم: "كيف وجدتها؟ قال: مثل الحمة السخنة". وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وثقه يحيى بن معين، وضعفه النسائي.
وقال الألباني في "الإسراء والمعراج"(ص 69): قلت: وفي تصحيح البيهقي لإسناده نظر عندي مع ما =