الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِنَاءُ المَسْجِدِ
372 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ الحسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْغَسَّانِي، بِقِرَاءَتي عَلَيْهِ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ بْنِ طَيِّبٍ بْنِ غَنْم السَّمَرْقَنْدِي، قَالَ: ثَنَا مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودِ الرَّمْلِي، قَالَ: ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ هَارُونَ الصُّوفِي، قَالَ: ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَمَا بَنَى دَاوُدُ عليه السلام بَيْتَ المقْدِسِ بَنَى المحْرَابَ أَعْلَى مِنْ بُنْيَانِ المَسْجِدِ، فَأَوْحَى اللَّه تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا دَاوُدُ، بَنَيْتَ بَيْتَكَ فَوْقَ بَيْتِي، وَلَكِنْ مَنْ مَلَكَ اسْتَأَثَرَ".
(218)
373 -
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي "التَّفْسِيرِ":
حدثَنَا عِصَامُ بْنُ روَّادِ بْنِ الجرَّاحِ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِي، قَالَ: ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ المعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِي بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لمَّا اعْتَدَوْا وَعَلَوْا وَقَتَلُوُا الْأَنبِياءَ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَلِكَ فارِسَ بُخْتُنَصَّرَ، وَكَانَ اللَّهُ مَلَّكَهُ سَبْعِمئِةَ سَنَةٍ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ المقْدِسِ فَحَاصَرَهَا وَفَتَحَهَا، وَقَتَلَ عَلَى دَمِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا، ثُمّ سَبَى أَهْلَهَا وَبَنِي الأَنْبِيَاءِ، وَسَلَبَ حُلِيَّ بَيْتِ المقْدِسِ وَاستَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفًا وَمِئَةِ أَلْفِ عَجَلَةٍ مِنْ حُلِيٍّ، حَتَّى أَورَدَهُ بَابِلَ".
قَالَ حُذَيفَةُ
(219)
: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ كَانَ بَيْتُ المقْدِسِ عَظِيمًا عِنْدَ
(218)
"ضعيف"
"فضائل بيت المقدس"(ص 19).
وفي سنده ابن لهيعة: سيئ الحفظ، ومدلس وقد عنعن.
وعمران بن هارون، قال فيه الذهبي في "الميزان" (3/ 244): صدقه أبو زرعة، ولينه ابن يونس.
(219)
حذيفة بن اليمان هو: حذيفة بن حسيل، ويقال: حسل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مالك، =
اللَّهِ؟ قَالَ: "أَجَلْ، بَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ ذَهَبٍ وَدُرٍّ وَيَاقُوتَ وَزَبَرْجَدَ، وَكَانَ بَلاطُهُ بَلاطَةً مِنْ ذَهَبٍ وَبَلاطَةً مِنْ فِضةٍ، وَعَمَدُهُ ذَهَبًا أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ، وَسَخَّرَ لَهُ الشَّيَاطِينَ يَأْتُونَهُ بِهَذِهِ الأَشْيَاءِ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، فَسَارَ بُخْتُنَصَّرَ بِهَذِهِ الأَشْيَاءِ حَتَّى نَزَلَ بِهَا بَابِلَ، فَأَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي يَدَيهِ مِئَةَ سَنَةٍ تُعَذِّبُهُمُ المجُوسُ وَأَبْنَاءُ المجُوسِ، فِيهِمُ الأَنْبِيَاءُ وَأبْنَاءُ الأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ رَحِمَهُمْ فَأَوْحَى إِلَى مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ فَارِسَ يُقَالَ لَهُ: كُورَسُ، وَكَانَ مُؤمِنًا أَنْ سِرْ إِلَى بَقَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى تَسْتَنْقِذَهُمْ، فَسَارَ كُورَسُ بِبَبي إِسْرَائِيلَ وَحُلِيِّ بَيْتِ المقْدِسِ حَتَّى رَدَّهُ إِلَيْهِ، فَأَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُطِيعِينَ للَّهِ مِئَةَ سَنَةٍ، ثُمَّ إِنَّهُمْ عَادُوا فِي المعَاصِي فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبْطِيَانْحُوسُ فَغَزَا بِأَبْنَاءِ مَنْ غَزَا مَعَ بُخْتُنَصَّرَ، فَغَزَا بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أَتَاهُمْ بَيْتَ المقْدِسِ فَسَبَى أَهْلَهَا وَأَحْرَقَ بَيْتَ المقْدِسِ، وَقَالَ لَهُمْ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِنْ عُدتُّمْ فِي المعَاصِي عُدْنَا عَلَيْكُمْ بِالسِّبَاءِ؛ فَعَادُوا فِي المعَاصِي، فَسَيَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ السِّبَاءَ الثَّالِثَ مَلِكَ رُومِيَّةَ يُقَالَ لَهُ: قَاقُسُ بْنُ إِسْبَايُوسَ فَغَزَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ، فَسَبَاهُمْ وَسَبَى حُلِيَّ بَيْتَ المقْدِسِ، وَأَحْرَقَ بَيْتَ المقْدِسِ بِالنِّيْرَانِ".
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا مِنْ صَنْعَةِ حُلِيِّ بَيْتِ المقْدِسِ وَيَرُدُّه المهْدِيُّ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ، وَهُوَ أَلْفُ سَفِينَةٍ وَسَبْعِمَائةِ سَفِينَةٍ يُرسَى بِهَا عَلَى يَافَا
(220)
حَتَّى تُنْقَلَ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ وَبِهَا يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ".
(221)
= صاحب سِرِّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، شهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أُحدًا هو وأبوه، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر بن الخطاب، مات سنة ست وثلاثين. انظر "تهذيب الكمال"(1147).
(220)
يافا: مدينة على ساحل بحر الشَّام، من أعمال فلسطين، بين قيسارية وعكا في الإقليم الثالث، طولها من جهة المغرب ست وخمسون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة. انظر "معجم البلدان"(5/ 488).
(221)
"منكر"
"تفسير الطبري"(15/ 22)، تفسير سورة الإسراء آية رقم (5)، وأخرجه البغوي معلقًا عن سفيان =
374 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بن عَدِيِ بْنِ الْفَضْلِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، أَبَنَا أَبُو الحسَنِ عَلِيُّ بن مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الجبريني، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسَنُ بن رَشِيقٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحسَنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ مُوسَى الْعَكِّي قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي المحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍ وَسَبْعِينَ وَمِئَتَينِ، قَالَ: ثَنَا وَثِيمةُ بْنُ مُوسَى بن الْفُرَاتِ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ -صَاحِبُ المغَازِي- قَالَ: قَالَ أَبُو إِلْيَاسَ: عَنْ وَهْبٍ وَالحسَنِ جَمِيعًا: لمَّا تَابَ اللَّهُ عَلَى دَاوُدَ عليه السلام وَكَانَ قَدْ بَنَى مَدَائِنَ كَثِيرَةً، وَصَلُحَتْ أُمُورُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَحَبَّ أنْ يَبْنِيَ بَيْتَ المقْدِسِ وَعَلَى قُبَّةِ الصَّخْرَةِ فِي الموْضِعِ الَّذِي قَدَّسَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي إِيلِيَاءَ، وَكَانَتْ قَدْ حَسُنَتْ حَالُ بَنِي إِسْرَائيلَ وَمَلَئُوا الشَّامَ، وَضَاقَتْ بِهِمْ فَلَسْطِينُ وَمَا حَوْلَهَا، فَأَحَبَّ دَاوُدُ أَنْ يَعْلَمَ عَدَدَهُمْ، فَأَمَرَ بإحْصَائِهِمْ عَلَى أَنْسَابِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، فَكَثُرَ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَطِيقوا إِحْصَاءَهُمْ.
(222)
= (5/ 67).
وإسناده ضعيف؛ وفيه روَّاد بن الجراح، قال أحمد: لا بأس به، إلا أنه حدَّث عن سفيان بأحاديث مناكير. وقال ابن معين: لا بأس به؛ إنما غلط في حديث سفيان. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الناس. "الميزان"(2/ 55).
وقال ابن كثير في "تفسيره" تحت تفسير سورة الإسراء آية (5): وقد روى ابن جرير في هذا المكان حديثًا أسنده عن حذيفة مرفوعًا مطولًا، وهو حديث موضوع لا محالة، لا يستريب في ذلك من عنده أدنى معرفة بالحديث! والعجب كل العجب كيف راج عليه مع إمامته وجلالة قدره! وقد صرح شيخنا الحافظ العلامة أبو الحجاج المزي رحمه الله بأنه موضوع مكذوب، وكتب ذلك على حاشية الكتاب، وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أر تطويل الكتاب بذكرها؛ لأن منها ما هو موضوع، من وضع بعض زنادقتهم، ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحًا، ونحن في غُنْيَة عنها، وللَّه الحمد. اهـ. وقال الألبانى في "الضعيفة" (6551): موضوع.
(222)
"من الإسرائيليات"
375 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنَا عُمَرُ، قَالَ: أَبَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيد، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحسَينِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ؛ أَنَّهُ سَمعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقولُ: إِنَّ دَاوُدَ عليه السلام رَأَى الملَائِكَةَ سَالِّينَ سُيوفَهُمْ يَعْهَدُونَهَا، وَيَرْتَفِعُونَ فِي سُلَّمٍ مِنْ ذهَبٍ مِنَ الصَّخْرَةِ إِلَى السَّمَاءِ الْدُّنْيَا، فَقَالَ دَاوُدُ: هَذا مَكَان يَنْبَغِي أَنْ يُبْنَى فِيهِ مَسْجِدٌ لِلَّهِ تَعَالَى وَنكْرِمَهُ، وَأَرَادَ أَنْ يَأَخُذَ فِي بِنَائِهِ، فَأوْحَى اللَّه عز وجل إِلَيْهِ هَذَا بَيْتٌ مُقَدَّسٌ، وَإِنَّكَ صَبَغْتَ يَدَكَ فِي الدِّمَاءِ، وَلَسْتَ بِبَانِيهِ؛ وَلَكِنِ ابْنٌ لَكَ بَعْدَكَ اسْمُهُ سُلَيْمَانَ أُسَلِّمُهُ مِنَ الدِّمَاءِ. فَلَمَّا مَلَكَ سُلَيْمَانُ عليه السلام بَنَاهُ وَشَرَّفَهُ.
(223)
376 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ أَبَنَا عِيسَى، قَالَ: أَبَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنَا مُحَمَّدُ ابْن إِبرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بن النُّعْمَانِ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أبَنَا أَبُو عَبْدِ الملِكِ الجزَرِيِّ، قَالَ: عُلِّمَ سُلَيْمَانُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وَعُلِّمَ مَنْطِقَ الهوَامِ وَالْبُنْيَانِ وَالنَّمْلِ، وَكَانَ لَهُ مِنَ النِّسَاءِ الحرَائِرِ سَبْعُمِئَةٍ وَثَلَاثُمِئَةِ سَرِيَّةٍ، فَلَمَّا خَلَا مُلْك سلَيْمَانَ لِسَنَتِينِ بَدَأَ فِي بِنَاءِ بَيْتِ المقْدِسِ، وَلَبِثَ فِي بِنَائِهِ أَرْبَعَ سِنينَ، وَكَانَ عَدَدُ مَنْ يَعْمَل مَعَهُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ المقْدِسِ ثَلَاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ، عَشْرَة آلَافٍ يَتَراوَحُونَ فِي قَطْعِ الخشَبِ، عَلَيْهِمِ قَطْعُ الخشَبِ فِي كُلِّ شَهْرٍ عَشْرَةُ آلَافٍ،
= "فضائل بيت المقدس"(ص 10 - 11)، وذكره مجير الدين الحنبلي في "الأنس الجليل"(1/ 113 - 114).
قلت: وهو منقول عن بني إسرائيل بإعضال، ولا حجة فيه.
(223)
"من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 13 - 14).
وَكَانَ عِدَّةُ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي الحجَارَةِ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَكَانَ عِدَّةُ الَّذِينَ يَقُومُونَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثُمِئَةِ أَمِينٍ، فَلَمَّا ابْتَنَاهُ وَزَيَّنَهُ كَمَا أَحَبَّ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْأَبْوَابِ الموثَقَةِ، وَسَقَائِفُهُ مِنَ الْعُودِ الْأَلنجُوج
(224)
، وَأَبْوَابُهُ صُنِعَ لَهُ مِئَتَي سكرةٍ مِنْ الذَّهَبِ، فِي كُلِّ سكرةٍ عَشْرَةُ أَرْطَالٍ، وَأَوْلَجَ فِيهِ تَابُوتَ مُوسَى وَهَارُونَ عليهما السلام وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ الْغَمَامَ، وَصَلَّى سُلَيْمَانُ عليه السلام فِيهِ وَدَعَا رَبَّهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أَمَرْتَنِي بِبِنَاءِ هَذَا الْبَيْتِ الشَّرِيفِ، يَا رَبِّ فَلْتَكُنْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ الليلَ وَالنَّهَارَ، وَكُلُّ مَنْ جَاءَكَ يَبْتَغِي مِنْكَ الْفَضْلَ وَالمغْفِرَةَ وَالنَّصْرَ وَالتَّوْبَةَ وَالرِّزْقَ فَاسْتَجِبْ لَهُ مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ عليه السلام، وَقَالَ: إِنِّي قَدِ اسْتَجَبْتُ لَكَ دُعَاءَكَ، وَغَفَرْتُ لِمَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ لَا يَعْنَيهِ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ.
(225)
377 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَدِيٍّ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: أَبَنَا أَبُو الحسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ، قَالَ: ثَنَا الحسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: الحسَينُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ مُوسَى الْعَكِّي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: ثَنَا وَثِيمَةُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ: لمَّا أَوْحَى اللَّه تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ عليه السلام فِي بِنَاءِ مَسْجِدِ بَيْتِ المقْدِسِ
(224)
الألنجوج: هو العود الذي يتبخر به، قال ابن منظور في "لسان العرب": نجج: والأنجوج العود الذي يتبخر به، وفي حديث سلمان: أهبط آدم من الجنَّة وعليه إكليل، فتحاتَّ منه عود الأنجوج. هو لغة في العود الذي يتبخر به، والمشهور فيه ألنجوج ويلنجوج وألنجج، والألف والنون زائدتان، وفي الحديث: مجامرهم الألنجوج. قال ابن الأثير: كأنه يلج في تضوع رائحته وهو انتشارها.
(225)
"من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 19 - 20).
وفي سنده سليمان بن عبد الرحمن، أبو أيوب الدمشقي، قال عنه الحافظ في "التقريب" (2603): صدوق يخطئ. وقال الذهبي في "السير"(11/ 138): هو في نفسه صدوق، لكنه لَهِجَ برواية الغرائب عن المجاهيل والضعفاء.
بَعْدَ أَنْ سَأَلَ رَبَّهُ فَأَذِنَ لَهُ؛ كَانَ لِرَجُلٍ مِسْكِينٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِيهِ حَقٌّ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَبْنُوا عَلَى حَقِّي وَأَنَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ مِسْكِينٌ، وَهَذَا مَوْضِعُ بَيْدَرِي أَجْمَعُ فِيهِ طَعَامِي، وَكَانَ يرْفقُ بِي حَمْلُهُ إِلَى مَنْزِلِي لِقُرْبِهِ؛ فَإِنْ بَنَيْتُمْ فِي مَوْضِعِي أضْرَرتُمْ بِي. قَالَ: وَهُوَ طَيَّبُ النَّفْسَ أنْ يُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ، وَلَكِنْ يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَ اسْتِكَانَتَهُمْ عِنْدَ الْبَلَاءِ. قاَلُوا: فَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا وَلَهُ مِثْلُ حَقِّكَ، فَأَنْتَ أبخلُهمْ وَشرُّهُمْ. فَذَهَبَ فَشَكَاهُمْ إِلَى دَاوُدَ، وَقَالُوا: خَاصِمُوا الرَّجُلَ. فَقَالَ لَهُمُ الرَّجُلُ: تُرِيدُونَ شُكْرَ اللَّهِ تَعَالَى بِظُلْمِي.
فَلَمَّا سَمعَ دَاوُدُ قَوْلَهُمْ وَقَوْلَهُ، فَقَالَ: مَا أَرَاكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ تَسْتَكِينُونَ للَّهِ تَعَالَى، وَلَا أَرَى الْبَلَاءَ يُضَعْضِعُكُمْ. قَالَ: فَتَبِيعهُ بِحكمكَ؟ فَقَالَ: مَا تُعْطِينِي؟ قَالَ: أَمْلَؤُهُ إِنْ شِئْتَ غَنَمًا أَوْ بَقَرًا أَوْ إِبلًا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، زِدْنِي فَإِنَّمَا تَشْتَرِيهِ للَّهِ تَعَالَى. قَالَ: احْتَكِمْ فَإِنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَ. قَالَ الرَّجُلُ: ابْنِ عَلَيْهِ حَائِطًا فَأْتِنِي ثُمَّ امْلَأْهُ لِي ذَهَبًا. قَالَ دَاوُدُ: نَعَمْ، وَهُوَ فِي اللَّهِ قَلِيلٌ. قَالَ: فَالْتَفَتَ الرَّجُلُ إِلَى دَاوُدَ؛ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى لَمَغْفِرَةُ ذَنْبٍ مِنْ ذُنُوبِي وَذُنُوبِ هَؤُلَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ ذَهَبًا؛ فَكَيْفَ يَظُنُّ هَؤُلَاءِ أَنِّي أَبْخَلُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى نَفْسِي بمَا أَرْجُو بِهِ المغْفِرَةَ لِذُنُوبِي وَذُنُوبِهِمْ، وَلَكِنِّي اخْتَبَرْتُ مَا عِنْدَهُمْ فِي شُكْرِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ جَعَلْتُهَا للَّهِ تَعَالَى. فَأَقْبَلُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى بِنَاءِ بَيْتِ المقْدِسِ، وَبَاشَرَهُ دَاوُدُ بِنَفْسِهِ؛ يَنْقِلُ الصَّخْرَةَ عَلَى عَاتِقِهِ وَيَضَعُهُ بِيَدِهِ فِي مَوْضِعِهِ.
(226)
378 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
(226)
"من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 167 - 168)، وذكره مجير الدين الحنبلي في "الأنس الجليل"(1/ 115). ووهب بن منبه معلوم إكثاره عن بني إسرائيل.
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْفَضْلِ السَّمَرْقَنْدِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ ابنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَغِيرٍ، قَالَ: ثَنَا الحسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: ثَنَا الحسَينُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ مُوسَى الْعَكِّيُّ، قَالَ: ثَنَا وثيمةُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفُرَاتِ، قَالَ: ثَنَا ابنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ أَبُو إِلْيَاسَ: عَنْ وَهْبٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى سُلَيْمَانَ: أَنِ ابْنِ بَيْتَ المقْدِسِ، فَجَمَعَ حُكَمَاءَ الجنِّ وَالْإِنْسِ، وَعَفَارِيتَهُ وَعُظَمَاءَ الشَّياطِينِ، فَجَعَلَ مِنْهُمْ فَرِيقًا يَبْنُونَ، وَفِريقًا يَقْطَعُونَ الصَّخْرَ وَالْعُمُدَ مِنْ مَعَادِنِ الرُّخَامِ، وَفَرِيقًا يَغُوصُونَ فِي الْبَحْرِ، فَيُخْرِجُونَ مِنْنَ الدَّهرَّ وَالمرْجَانَ، الدُّرَّةُ مِنْهَا مِثْلُ بَيْضَةِ النَّعَامَةِ، وَمِثْلُ بَيْضِ الدَّجَاجِ، وَأَخَذَ فِي بِنَاءِ المَسْجِدِ فَلَمْ يَثْبُتِ الْبِنَاءُ، فَأَمَرَ بِهَدْمِهِ، ثُمَّ حَفَرَ الْأَرْضَ حَتَّى بَلَغَ الماءَ، فقَالَ: أَسِّسُوهُ عَلَى الماءِ، فَأَلْقُوا فِيهِ الحجَارَةَ، فَكَانَ الماءُ يَلْفِظُهَا، فَدَعَا سُلَيْمَانُ الحكَمَاءَ الْأَحْبَارَ، وَرَأَسُهُمْ آصِف، فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ، فَقَالَ آصِف وَمَنْ قَالَ مِنْهُمْ: إِنَّا نَرَى أَنْ تتَّخِذَ قِلَالًا مِنْ نَحَاسٍ، ثُمَّ تَمْلَأهَا حِجَارَةً، ثُمَّ تَكْتُبُ عَلَيْهَا هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي فِي خَاتَمِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ تُلْقَى الْقِلَالُ فِي الماءِ، فَيَكُونَ أَسَاسُ الْبِنَاءِ عَلَيْهِ، فَفَعَلَ فَثَبَتَتِ الْقِلَالُ، فَأَلْصَقُوا الصَّخْرَ وَالحجَارَةَ عَلَيْهَا، وَبَنَى حَتَّى ارْتَفَعَ بِنَاوُهُ، وَفَرَّقَ الشَّيَاطِينَ فِي أَنْوَاعِ الْعَمَلِ، فَدَأبُوا فِي عَمَلِهِ، وَجَعَلَ فِرْقَةً مِنْهُمْ يَقْطَعُونَ مَعَادِنَ الْيَاقُوتِ وَالزُّمُرُّدِ وَأَلْوَانِ الجوَاهِرِ، فَجَعَلَ الشَّياطِينَ صَفًّا مَرْصُوصًا، مَا بَيْنَ مَعْدِنِ الرُّخَامِ إِلَى حَائِطِ المَسْجِدِ، فَإِذَا قَطَعُوا مِنَ المعَادِنِ حَجَرًا أَوِ اسْطُوانَةً تَلَقَّاهُ الْأَوَّلُ مِنْهُمْ، ثُمَّ الَّذِي يَلِي المعْدِنَ إِلَى الَّذِي يَلِيهِ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَيُلْقِي بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى المَسْجِدِ، وَجَعَلَ يَقْطَعُ الرَّخَامَ الْأَبْيَضَ مِنْهُ، مِثْلَ بَيَاضِ اللبَنِ، مِنْ مَعْدِنٍ يُقَالُ لَهُ: السَّامُور، لَيْسَ بِهَذَا السَّامُور الَّذِي بِأَيْدِي النَّاسِ، وَلَكِنَّ هَذَا بِهِ سُمِّيَ،
وَإِنَّمَا دَلَّهُمْ عَلَى مَعْدِنِ السَّامُور عِفْرِيتٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ، كَانَ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَدَلُّوا سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِطَابِعٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَكَانَ خَاتَمَهُ يَرْسَخُ فِي الحدِيدِ وَالنُّحَاسِ، فَيَطْبَعُ إِلَى الجنِّ بِالنُّحَاسِ، وَإِلَى الشَّياطِينِ بِالحدِيدِ، وَلَا تُجِيبُهُ أَقَاصِيهِمْ إِلَّا بِذَلِكَ، وَكَانَ خَاتَمًا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ، حَلَقَتُهُ بَيْضَاءَ، وَطَابِعُهُ كَالْبَرْقِ، لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْلَأَ بَصَرَهُ مِنْهُ، فَلَمَا بَعَثَ إِلَى الْعِفْرِيتِ فَجَاءَ بِهِ، قَالَ: هَلْ عِنْدَكَ مِنْ حِيلَةٍ أَقْطَعُ بِهَا الصَّخْرَ، فَإِنِّي أَكْرَهُ صَوْتَ الحدِيدِ فِي مَسْجِدِنَا هَذَا وَصَرِيرَهُ، وَالَّذِي أَمَرَنَا اللَّهُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ هُوَ الْوَقَارُ وَالسَّكِينَةُ، فَقَالَ الْعِفْرِيتُ: اتْبع لِي وقْرَ عُقَابٍ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ فِي السَمَاءِ طَيْرًا أَشَدُّ مِنَ الْعُقَابِ، وَلَا أَكْثَرَ مِنْهُ حِيْلَةً، فَوَجَدُوا وَقْرَ عُقَابٍ، فَغَطَّى عَلَيْه تِرْسًا مِنْ حَدِيدٍ غَليظًا فَجَاءَهُ الْعِقَابُ فَنَفَخَهُ بِرِجْلِهِ لِيَقْطَعَهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، فَحَلَّقَ فِي السَّمَاءِ مُتَطَلِّعًا، فَلَبِثَ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ وَمَعَهُ قِطْعَةٌ مِنَ السَّامُورِ مُعْتَرِضًا، فَتَفَرَّقَتْ لَهُ الشَّياطِينُ حَتَّى أَخَذُوهُ مِنْهُ، فَأَتَوا بِهِ سُلَيْمَانَ فَكَانَ يَقْطَعُ بِهِ الصَّخْرَ.
وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ بَيْتَ المقْدِسِ عَمَلًا لَا يُوصَفُ، وَلَا يَبْلُغُ كُنْهَهُ أَحَدٌ، وَزَيَّنَهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ وَالمرْجَانِ وَأَلْوَانِ الجوَاهِرِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ وَأَبْوَابِهِ وَجُدْرَانِهِ وَأَرْكَانِهِ، شَيْئًا لَمْ يُرَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يُعْلَمْ يُوْمَئِذٍ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعُ مَالٍ أَعْظَمَ مِنْهُ، وَلَا عَرَضٌ مِنْ عُرُوضِ الدُّنِيَا أَكْثَرَ مِنْهُ، فَتَسَامَعَتِ الخلَائِقُ بِهِ وَشَهَرَتْهُ، فَكَانَ نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَرْمُونَهُ مَعَ سُلَيْمَانَ عليه السلام، وَلَا يُحَدِّثُونَ بِهِ أَنْفُسَهُم، فَلَمَّا رَفَعَ سُلَيْمَانُ يَدَهُ مِنَ الْبِنَاءِ بَعْدَ فَرَاغِهِ وَإِحْكَامِهِ، جَمَعَ النَّاسَ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ مَسْجِدٌ للَّهِ عز وجل، وَهُوَ أَمَرَهُ ببنَائِهِ، وَأَنَّ كُلَّ شَيءٍ فِيهِ للَّهِ تَعَالَى، مَنِ انْتقَصَهُ أَوْ شَيْئًا مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّه عز وجل، وَأَنَّ دَاوُدَ عَهِدَ إِلَيَّ ذَلِكَ مِنْ قَبْلُ، وَأَوْصَى بِذَلِكَ مِنْ بَعْدِهِ.
فَلَمَّا انْتَهَى عَمَلُهُ وَفَرَغَ مِنْهُ أَمَرَ فَاتُّخِذَ طَعَامًا، وَجَمَعَ النَّاسَ، وَلَمْ يُرَ قَطُّ جَمْعًا أَكْثَرَ مِنْهُ، وَلَا طَعَامًا أَكْثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْقُرْبَانِ، فَقُرِّبَتْ للَّهِ تَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ النَّاسُ، فَجَعَلَ الْقُرْبَانَ فِي رُحْبَةِ المسْجدِ، وَمَيَّزَ ثَوْرَينِ وَأَوْقَفَهُمَا قَرِيبًا مِنَ الصَّخْرَةِ، ثُمَّ قَامَ عَلَى الصَّخْرَةِ، فَقَالَ: اللهُمَّ أَنْتَ وَهَبْتَ لِي هَذَا الملْكَ مَنَّا مِنْكَ، وَطَوْلًا عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدِي مِنْ قَبْلُ، وَأَنْتَ ابْتَدأتَنِي وَإِيَّاهُمْ بِالنِّعَمِ وَالْكَرَامَةِ، وَجَعَلْتَهُ حَكَمًا بَيْنَ عِبَادِكَ، وَخَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ، وَجَعَلْتَنِي وَارِثَهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَخَلِيفَتَهُ فِي قَوْمِهِ، وَأَنْتَ الَّذِي خَصصتَنِي بِوِلَايَةِ مَسْجِدِكَ هَذَا، وَأَكْرَمْتَنِي بِهِ قَبْلَ أَنْ تَخْلُقَنِي، فَلَكَ الحمْدُ عَلَى ذَلِكَ وَالْعِزُّ وَالطَّولُ، اللهُمَّ وَأَسْأَلُكَ لِمَنْ دَخَلَ هَذَا المسْجِدَ خَمْسَ خِصَالٍ: أَنْ لَا يَدْخُلَ إِلَيْهِ مُذْنِبٌ لَا يَعْمَدُهُ إِلَّا لِطَلَبِ التَّوْبَةِ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهُ تَوْبَتَهُ، وَتَتُوبَ عَلَيْهِ وَتَغْفِرَ لَهُ، وَلَا يَدْخُلَ إِلَيْهِ خَائِفٌ لَا يَعْمَدُهُ إِلَّا لِطَلَب الْأَمْنِ أَنْ تُؤَمِّنَهُ مِنْ خَوْفِهِ، وَتَغْفِرَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَلَا يَدْخُلُ إِلَيْهِ سَقِيمٌ لَمْ يَعْمَدْهُ إِلَّا لِطَلَبِ الشِّفَاءِ أَنْ تَشْفِيَ سُقْمَهُ، وَتَغْفِرَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَلَا يَدْخُلَ إِلَيْهِ مَقْحُوطٌ لَمْ يَعْمَدْهُ إِلَّا لِطَلَبِ الْاسْتِسْقَاءِ أَنْ تَسْقِيَ بِلَادَهُ، وَأَنْ لَا تَصْرِفَ بَصَرَكَ عَمَّنْ دَخَلَهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ، اللهُمَّ إِنْ أَجَبْتَ دَعْوَتِي، وَأَعْطَيْتَنِي مَسْأَلَتِي، فَاجْعَلْ عَلَامَةَ ذَلِكَ أَنْ تَتَقَبَّلَ قُرْبَانِي، فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَخَذَتْ مَا بَيْنَ الْأُفُقَينِ، ثُمَّ امْتَدَّتْ عُنُقًا فَأَخَذَتِ الْقُرْبَانَ فَصَعِدَتْ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ.
(227)
(227)
"من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 20 - 23)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(22/ 291 - 293)، وابن الجوزي في "فضائل القدس"(ص 78 - 80)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 2 أ)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 7 ب)، ومجير الدين الحنبلي في "الأنس الجليل"(1/ 118 - 120).
وهو من إسرائيليات كعب، وقد قدمنا الحكم فيها، وانظر المقدمة، وقد قدمنا أن أصل تأسيس المسجد الأقصى ليس من عمل سليمان، وإنما كان تجديدًا.
379 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الحسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ المزَنِي، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَبَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحسَنُ بْنُ مُنَيَّرٍ التَّنُّوخِي، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَبَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: بَلَغَنِي أَنَّ مِنْ آدَمَ صلى الله عليه وسلم إِلَى يَوْمِ غَرَقَتِ الْأَرْضُ أَلْفَي سَنَةٍ وَمِئَتَي سَنَةٍ وَاثْنَينِ وَأرْبَعِينَ سَنَةً، وَمَنْ يَوْمِ غَرَقَتْ إِلَى أَنْ ظَهَرَ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم أَلْفَ سَنَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمِنْ أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم إِلَى خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ أَرْبَعُمِئَة سنةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَمِنْ خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بُنْيَانِ الْبَيْتِ المقَدَّسِ سَبَعُمِئَة سَنَةٍ وَسِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَمِنْ بُنْيَانِ بَيْتِ المقْدِسِ إِلَى أَنْ سَبَاهُمْ بُخْتُنَصَّرُ أَرْبَعُمِئَةِ سَنَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمِنْ بُخْتُنَصَّرَ إِلَى خُرُوجِ عِيسَى ابْن مَرْيَمَ عليه السلام سِتُّمِئَةِ سَنَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَسِتةِ أَشْهُرٍ، وَمِنْ عِيسَى إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّه مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم سِتُّمِئَةِ سَنَةٍ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً وَكَانَ فُتُوحُ عُمَرَ رضي الله عنه بَيْتَ المقْدِسِ سَنَةَ سِت عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ.
(228)
380 -
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِي فِي "مُعْجَمِهِ":
نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمنادِي، نَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نَا قُرَّةُ، عَنْ عَطِيَّةَ، قَالَ: أَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتِ المقْدِسِ، فَقَالُوا لِسُلَيْمَانَ: إِنَّ زَوْبَعَةَ الشَّيْطَانَ لَهُ عَيْنٌ فِي الجزِيرَةِ يَرِدُهَا كَلَّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، فَأَتُوْهَا فَنَزَحُوهَا ثُمَّ صَبُّوا فِيهَا خَمْرًا، فَجَاءَ لِوِرْدِهِ فَلَمَّا أَبْصَرَ الخمْرَ قَالَ كَلَامًا لَهُ: أَمَا عَلِمْتِ أَنَّكِ إِذَا شَرِبَكِ صَاحِبُكِ ظَهَرَ عَلَيْهِ عَدُوُّهُ فِي أَسَاجِيعَ -قَالَ قُرَّة: وَلَا أَحْفَظُهَا إِلَا لَا وَرَدْتُكِ اليَوْمَ- فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ لِظَمَأٍ آخَرَ فَلَمَّا رَآهَا قَالَ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ ذَهَبَ وَلَمْ يَشْرَبْ، ثُمَّ جَاءَ لُوِرْدِهِ لِإِحْدَى وَعِشْرِينَ لَيْلَةٍ
(228)
"من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 77).
وهذا من كلام هشام بن عمار، وهو مما نقله عن بني إسرائيل؛ لا تقوم به حجة.
وَقَالَ: أَمَا عَلِمْتِ أَنَّكِ لَتُذْهِبِينَ الْهَّمَّ فِي أَسَاجِيعَ لَهُ، فَشَرِبَ مِنْهَا فَسَكِرَ، فَجَاءُوا إِلَيْهِ فَأَرُوهُ خَاتَمَ السَّحَرَةِ، فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ إِلَى سُلَيْمَانَ، فَأَمَرَهُ بِبِنَاءِ بَيْتِ المقْدِسِ، فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَى بَيْضِ الْهُدْهُدِ، فَدُلَّ عَلَى عُشِّهِ، فَأَكَبَّ عَلَيْه جُمْجُمَتَهُ فَانْطَلَقَ الْهُدْهُدُ، فَجَاءَ بِالماسِ الَّذِي يُثْقَبُ بِهِ اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ فَقَطَّ الزُّجَاجَةَ فَذَهَبَ لِيَأْخُذَهُ، فَأَزْعَجُوهُ عَنْهُ، فَجَاءَ بالماسِ إِلَى سُلَيْمَانَ، فَجَعَلُوا يَسْتَعْرِضُونَ لَهُ الجبَالَ كَأَنَّمَا يَخُطُّونَ فِي الطِّينِ.
(229)
381 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبْو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَصْفَهَانِيُّ بالْبَيْتِ المقَدَّسِ، قَالَ: أَبَنَا عُمَرُ ابْنُ الْفَضْلِ بْنِ المهَاجِرِ، قَالَ: أَبَنَا أَبِي، قَالَ: أَبَنَا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ الرَّمْلِي، قَالَ: ثَنَا المسَيبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: أَبَنَا ابْنُ المبَارَكِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعيدِ بْنِ المسَيَّبِ، قَالَ: لمَّا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى دَاودَ عليه السلام أَنْ يَبْنِيَ مَسْجِدَ بَيْتِ المقْدِسِ، قَالَ: يَارَبِّ وَأَيْنَ أَبْنِيهِ؟ قَالَ: حَيْثُ تَرَى الملَكَ شَاهِرًا بِسَيْفِهِ، قَالَ: فَرَآهُ فِي ذَلِكَ المكَانِ، فَأَخَذَ دَاودُ فَأسَّسَ قَواعِدَهُ، وَرَفَعَ حَائِطَهُ، فَلَمَّا ارْتفَعَ انْهَدَمَ، فَقَالَ: يَا دَاودُ، إِنَّمَا جَعَلْتُكَ خَلِيفَتِي فِي أَرْضِي عَلَى خَلْقِي، لِمَ أَخْذَتَهُ مِنْ صَاحِبِهِ بِغَيْرِ ثَمَنٍ؟ إِنَّهُ يَبْنِيهِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِكَ.
(230)
(229)
"من الإسرائيليات"
"معجم ابن الأعرابي"(107)، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(22/ 291)، من طريق ابن الأعرابي.
ومحمد بن المنادي هو محمد بن عبيد اللَّه بن يزيد من رجال "التهذيب"، والأثر من الإسرائيليات، وقائله ليس بمعروف.
(230)
"إسناده ضعيف ومن الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 9 - 10)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(1/ 113)، ومجير الدين الحنبلي في "الأنس الجليل"(1/ 215).
382 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَبَنَا عِيسَى، قَالَ: أَبَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: أَبَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ -هُوَ إِسْمَاعِيلُ- عَنْ أبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ شُرَيحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: بَنَى سُلَيْمَانُ بَيْتَ المقْدِسِ عَلَى أَسَاسٍ قَدِيمٍ كَمَا بَنَى إِبْراهِيمُ عليه السلام الْكَعبَةَ عَلَى أَسَاسٍ قَدِيمٍ، وَالْأَسَاسُ الْقَدِيمُ الَّذِي كَانَ لِبَيْتِ المقْدِسِ أَسَّسَهُ سَامُ بْنُ نُوحٍ، ثُمَّ بَنَاهُ دَاوُدُ وَسُلَيْمَانُ عليهما السلام عَلَى ذَلِكَ الْأَسَاسِ.
(231)
383 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَبْنَا عِيسَى، قَالَ: ثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ الخرَاسَانِي يَقُولُ: لمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عليهما السلام مِنْ بَيْتِ المقْدِس أَنْبَتَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ شَجَرَتَينِ عِنْدَ بَابِ الرَّحْمَةِ، إِحْدَيْهِمَا تُنْبِتُ الذَّهَبَ، وَالْأُخْرَى تُنْبِتُ الْفِضَّةَ، وَكَانَ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَنْزِعُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِئَتَي رَطْلٍ ذَهَبًا وَفِضَّةً، فَفَرَشَ المسْجِدَ بَلَاطَةً ذَهَبًا وَبَلَاطَةً فِضَّةً، فَلَمَّا جَاءَ بُخْتُنَصَّرَ خَرَّبَهُ، وَاحْتَمَلَ مِنْهُ ثَمَانِينَ عَجَلَةً ذَهَبًا وَفِضَّةً، فَطَرَحَهُ بِرُومِيَّةَ.
(232)
= قلت: وإسناده ضعيف، عثمان بن عطاء الخراساني، قال عنه الحافظ في "التقريب": ضعيف. وعمر ابن الفضل وأبوه مجهولان.
(231)
"إسناده ضعيف وهو من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 17)، وأخرجه ابن الجوزي في "فضائل القدس"(ص 73 - 74).
وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم الغساني، وهو ضعيف عند الجماهير، ووهاه بعضهم، انظر ترجمته في "السير"(7/ 53)، وكعب معلوم أخذه عن بني إسرائيل.
(232)
"إسناده ضعيف وهو من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 26)، وذكره تاج الدين في "الروض المغرس"(ق 16 ب)، وابن الجوزي في =
384 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الحضْرَمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهيمَ بْنِ فَرَجٍ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّرْسُوسِي، قَالَ: ثَنَا عِمْرَانُ ابنُ مُوسَى، قَالَ: ثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، قَالَ: ثَنَا عَطافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَن مِفْتَاحَ صَخْرَةِ بَيْتِ المقْدِسِ كَانَ يَكُونُ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عليه السلام لَا يَأَمَنُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، فَقَامَ ذَاتَ يَوْمِ لِيَفْتَحَهُ فَتَعَسَّرَ عَلَيْهِ، فَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ بِالْإِنْسِ فَعَسُرَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ اسْتَعَانَ بِالجنِّ فَعَسُرَ عَلَيْهِمْ، فَجَلَسَ كَئِيبًا حَزِينًا، يَظُنُّ أَنَّ رَبَّهُ قَدْ مَنَعَهُ بَيْتَهُ، فَهُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ يَتَكِئُ عَلَى عَصَا لَهُ، وَقَدْ طَعَنَ فِي السِّنِّ، وَكَانَ مِنْ جُلَسَاءِ دَاوُدَ عليه السلام، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَرَاكَ حَزِينًا، فَقَالَ: قُمْتُ إِلَى هَذَا الْبَابِ لِأَفْتَحَهُ فَعَسُر عَلَيَّ، فَاسْتَعَنْتُ عَلَيْهِ بِالإنْسِ فَلَمْ يَنْفَتحْ، ثُمَّ اسْتَعَنْتُ عَلَيْهِ بِالجنِّ فَلَمْ يَنْفَتحْ، فَقَالَ الشَّيْخُ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ كَانَ أَبُوكَ دَاودُ يَقُولُهُنَّ عِنْدَ كُرْبَتِهِ فَيَكْشفُ اللَّهُ عَنْهُ ذَلِكَ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: قُلْ: اللهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وَبكَ أَصْبَحْتُ. وَأَمْسَيْتُ، ذُنُوبِي بَينَ يَدِيكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، فَلَمَّا قَالَهَا انْفَتَحَ لَهُ الْبَابُ.
(233)
= "فضائل القدس"(ص 77 - 78)، وشهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 3 ب - 4 أ).
وإسناده ضعيف؛ في سنده الوليد بن محمد الموقري، قال عنه الحافظ ابن حجر في "التقريب" (7503): متروك. وعطاء كثير الأوهام والإرسال والتدليس، والأثر منقطع، ومنقول عن بني إسرائيل.
(233)
"إسناده ضعيف وهو من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 28 - 29)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 4 ب - 5 أ)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 8 ب)، ومجير الدين في"الأنس الجليل"(1/ 123).
وفي سنده عطاف بن خالد، ضعفه البعض ومشاه غيرهم، وكان مالك لا يرضاه، وقال ابن حجر في "التقريب" (4645): صدوق يهم. وقال الهيثمي (5/ 94): عطاف بن خالد ثقة وتكلم فيه.
385 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: ثَنَا عُمَرُ، قَالَ: ثَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: ثَنَا المسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ المبَارَكِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ سُلَيْمَانَ عليه السلام لمَّا بَنَى مَسْجِدَ بِيْتِ المقْدِسِ وَفَرَغَ مِنْهُ تَغَلَّقَتْ أَبْوَابُهُ، فَعَالَجَهَا سُلَيْمَانُ أَنْ يَفْتَحَهَا، فَلَمْ تَنْفَتحْ حَتَّى قَالَ فِي دُعَائِهِ: بِصَلَوَاتِ أَبِي دَاوُدَ إِلَّا انْفَتَحْتِ الأَبْوَابُ، فَتفَتحَتْ، قَالَ: فَفَرَّغَ لَهُ سُلَيْمَانُ عَشْرَةَ آلَافٍ مِنْ قُرَّاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، خَمْسَةُ آلَافٍ بِالليلِ، وَخَمْسَةُ آلَافٍ بالنَّهَارِ، لَا يَأَتِي سَاعَةُ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ إِلَّا واللَّهَ عز وجل يُعْبَدُ فِيهِ.
(234)
386 -
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي "تَارِيخِ دِمشْقَ":
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَحْمَدَ، أَنَا تَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو عَلِيَّ الحسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبٍ، نَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، نَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِي، قَالَ: لمَّا بَنَى دَاوُدُ مَسْجِدَ بَيْتِ المقْدِسِ نَهَى أَنْ يَدْخُلَ الرُّخَامُ بَيْتَ المقْدِسِ؛ لأَنَّهُ الحجَرُ الملْعُونُ فَخَرَ عَلَى الحجَارَةِ فَلُعِنَ.
(235)
(234)
"إسناده ضعيف وهو من الإسرائيليات"
"فضائل بيت المقدس"(ص 28)، وذكره ابن الجوزي في "فضائل القدس"(ص 75)، وشهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 4 ب).
وفي سنده عثمان بن عطاء الخراساني، قال عنه الحافظ في "التقريب" (4534): ضعيف.
وعمر بن الفضل وأبوه مجهولان.
(235)
"من الإسرائيليات وفي متنه نكارة"
"تاريخ دمشق"(64/ 356).
إسناده إلى يحيى بن محمد حسن، ويحيى بن محمد بن سهل ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(64/ 356)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
والقول فيه نكارة، والرخام وضعه مباح، ولم يثبت عندنا نَصٌّ في لعنه ولا النهي عنه.