الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِي، فَأنَا فِيهَا حَيٌّ، وَأَنَا فِيهَا مَيتٌ، وَلَوْلَا ذَاكَ مَا هَاجَرْتُ مِنْ مَكَّةَ، فَإنِّي مَا رَأَيْتُ القَمَرَ فِي بَلَدٍ قَطٌ، إِلَّا وَهُوَ بِمَكَّةَ أَحْسَن".
(35)
بَيْتُ المقْدِسِ كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ
248 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: أَبَنَا عُمَرُ، قَالَ: أَبَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثَنَا كَثِيرُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: بَيْتُ المقْدِسِ كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءة عَقَارِبَ.
(36)
وَيَعْنِي بِالْعَقَارِبِ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ فِيهَا بِمَعَاصِي اللَّهِ، وَلَيْسَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ؛ لِأَنَّهُ قَالَ: مَمْلُوءَة عَنْ عقَارِبَ، وَظَاهِرُ الخطَابِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا مَوْجُودِينَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَلَوْ أَرَادَ قَوْمًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لَقَالَ: أمْلَؤُهَا عَقَارِبَ حَتَّى يَكُونَ لِلْمُسْتَقْبَلِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مَا جَاءَ أَنّ بَيْتَ المقدِس بَلَدٌ مَحْفُوظٌ
249 -
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":
(35)
(عليه علامات الوضع)
"فضائل بيت المقدس"(ص 330 - 331)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 5 أ).
وإسناده فيه جماعة لم أعرفهم، وحمدان بن سنان لم أقف له على ترجمة، والحسن البصري في سماعه من عمران نظر، وانظر "جامع التحصيل"(135).
(36)
(من الإسرائيليات)
"فضائل بيت المقدس"(ص 318 - 319)، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 118)، من طريق عمر به، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 39 أ)، وإسناده فيه مجاهيل؛ عمر ابن الفضل وأبوه مجهولان. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 107)، من طريق ضمرة عن الشيباني أنه قال:. . . وساقه، وهذه من الإسرائيليات، ولسنا بحاجة إلى تطويل الكلام حول رجال إسناده.
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: شَهِدْتُ يَوْمًا خُطْبَةً لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بَيْنَا أَنَا وَغُلَامٌ مِنْ الْأَنصَارِ نَرْمِي فِي غَرَضَيْنِ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَتْ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فِي عَيْنِ النَّاظِرِ؛ اسْوَدَّتْ حَتَّى آضَتْ
(37)
كَأَنَّهَا تَنُّومَةٌ
(38)
، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى المَسْجِدِ، فَوَاللَّهِ لَيُحْدِثَنَّ شأنُ هَذِهِ الشَّمْسِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُمَّتِهِ حَدَثًا، قَالَ: فدفعنَا إِلَى المسجِدِ فَإِذَا هُوَ بَارِزٌ، قَالَ: وَوَافَقْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَاسْتَقْدَمَ فَقَامَ بِنَا كَأَطْوَلِ مَا قَامَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ، لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا، ثُمّ رَكَعَ كَأَطْوَلِ مَا رَكَعَ بِنَا فِي صَلَاةٍ قَطُّ، لَا نَسْمَعُ لَهُ صَوْتًا، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَوَافَقَ تَجَلِّي الشَّمْسِ جُلُوسُهُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَسِبْتُهُ قَالَ: فَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَشَهِدَ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَالَ:"أَيُّهَا النَّاسُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي قَصَّرْتُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ تَبْلِيغِ رسَالَاتِ رَبِي عز وجل لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي ذَاكَ، فَبَلَّغْتُ رِسَالَاتِ رَبِّي كَمَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُبَلَّغَ، وَإِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي بَلّغْتُ رِسَالَاتِ رَبِّي لَمَا أَخْبَرْتُمُونِي ذَاكَ". قَالَ: فَقَامَ رِجَالٌ فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ، وَقَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ. ثُمَّ سَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ: "أَمّا بَعْدُ، فَإِنَّ رِجَالًا يَزْعُمُونَ أَنَّ كُسُوفَ هَذِهِ الشَّمْسِ، وَكُسُوفَ هَذَا الْقَمَرِ، وَزَوَالَ هَذِهِ النُّجُومِ عَنْ مَطَالِعِهَا؛ لِمَوْتِ رِجَالٍ عُظَمَاءَ مِنْ أَهْلِ الأرْضِ، وَإِنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا، وَلَكِنَّهَا آيَاتٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تبارك وتعالى يَعْتَبِرُ بهَا عِبَادُهُ، فَيَنْظُرُ مَنْ يُحْدِثُ لَهُ مِنْهُمْ تَوْبَةً، وَايْمُ اللَّهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ قُمْتُ أُصَلِّي مَا أَنْتُمْ لَاقُونَ فِي أَمْرِ دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَا
(37)
أي رجعت.
(38)
تنومة بفتح فوقية وتشديد نون مضمومة: نوع من نبات الأرض فيها وفي ثمرها سواد قليل.
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذابًا، آخِرُهُمْ الْأَعْوَرُ الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى؛ كَأَنَّهَا عَيْن أَبِي يَحْيَى-لِشَيْخٍ حِينَئِذٍ مِنْ الْأَنْصَارِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا- وَإِنَّهَا مَتَى يَخْرجُ -أَوْ قَالَ: مَتَى مَا يَخْرج- فَإِنَّهُ سَوْفَ يَزْعُمُ أنَّهُ اللَّهُ؛ فَمَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَة وَاتَّبَعَة لَمْ يَنْفَعْهُ صَالحٌ مِنْ عَمَلِهِ سَلَفَ، وَمَنْ كَفَرَ بِهِ وَكَذَّبَهُ لَمْ يُعَاقَبْ بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ -وَقَالَ حَسَن الأَشْيَبُ: بِسَيِّئٍ مِنْ عَمَلِهِ- سَلَفَ، وَإنَّه سَيَظْهَرُ -أَوْ قَالَ: سَوْفَ يَظْهَر- عَلَى الْأَرْضِ كُلِّهَا إِلَّا الحرَمَ وَبَيْتَ المقْدِسِ، وَإنَّهُ يَحْصُرُ المُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ؛ فَيُزَلْزَلُونَ زِلْزَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ يُهْلِكُهُ اللَّهُ تبارك وتعالى وَجُنُودَهُ؛ حَتَّى إِنَّ جِذْمَ الحائِطِ -أَوْ قَالَ: أَصْلَ الحائِطِ، وَقَالَ حَسَن الْأَشْيَبُ: وَأَصْلَ الشَّجَرَةِ- لَيُنَادِي -أَوْ قَالَ: يَقُولُ- يَا مُؤْمِنُ -أَوْ قَالَ: يَا مُسْلِمُ- هَذَا يَهُودِيٌّ -أَوْ قَالَ: هَذَا كَافِرٌ- تَعَالَ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: وَلَنْ يَكُونَ ذَلِكَ كَذَلِكَ حَتَّى تَرَوْا أُمُورًا يَتَفَاقَمُ شَأْنُهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَسَاءَلُونَ بَيْنَكُمْ: هَلْ كَانَ نَبِيُّكُمْ ذَكَرَ لَكمْ مِنْهَا ذِكْرًا؟ وَحَتَّى تَزُولَ جِبَالٌ عَلَى مَرَاتِبِهَا". ثُمَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ الْقَبْضُ، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ خُطْبَةً لِسَمُرَةَ ذَكَرَ فِيهَا هَذَا الحدِيثَ؛ فَمَا قَدَّمَ كَلِمَةً وَلَا أَخَّرَهَا عَنْ مَوْضِعِهَا.
(39)
(39)
"إسناده ضعيف"
"المسند"(5/ 16)، وأخرجه أبو داود (1177)، والترمذي (562)، والنسائي (3/ 140)، وابن ماجه (1264)، وابن حبان في "صحيحه"(2856، 2852، 2851)، والطبراني في "الكبير"(7/ 188 - 193 رقم 6798، 6797)، والحاكم في "المستدرك"(1/ 329 - 331، 334)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(3/ 339)، كلهم من طرق عن الأسود بن قيس، عن ثعلبة بن عباد به، وبعضهم يزيد على بعض في متن الحديث.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي، فقال: ثعلبة مجهول، وما أخرجا له شيئًا.
قلت: وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب"(1/ 339): ذكره ابن المديني في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس، وأما الترمذي فصحح حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حزم: مجهول.
250 -
قَالَ الْفَاكهِيُّ فِي "أَخْبَارِ مَكَّةَ":
حدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِي، قَالَ: ثَنَا خَطَّابُ بْنُ عُمَرَ الصَّنْعَانِي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (المأرَبِي)
(40)
، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"أَرْبَعٌ مَحْفُوظَاتٌ، وَسَبْعٌ مَلْعُونَاتٌ، فَأَمَّا المحْفُوظَاتُ: فَمَكَّةُ، وَالمدِينَةُ، وَبَيْتُ المقْدِسِ، وَنَجْرَانُ، وَأَمَّا الملْعُونَاتُ: فَبَرْذَعَةُ، وَصَعْدَةُ، وَأَثَافِتُ، وطِهْرُ، ومِكْلَا، ودِلَانُ، وعَدَنُ".
(41)
= وتبعه ابن القطان، وكذا نقل ابن المواق عن العجلي، وقال في "التقريب": مقبول. لكن الحافظ ثبت الحديث في موضعٍ آخر، فقال في ترجمة أبي تحيى -بكسر المثناة وسكون المهملة وفتح التحتانية الأولى- كما في "الإصابة" (7/ 52): ثبت ذكره في حديث صحيح أخرجه أبو يعلى. وذكر الحديث.
قلت: أنى له الصحة، وثعلبة حاله كما ترى! فلعله -واللَّه أعلم- أطلق الصحة على اعتبار تقوية الحديث بالشواهد.
وموضع الشاهد من الحديث وهو قوله: "وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلون زلزالًا شديدًا. . . " فله شواهد يصح بها، وانظر باب: الحشر ببيت المقدس.
قال الألباني في "ضعيف أبي داود"(1184): ضعيف.
(40)
في "أخبار مكة": المازني. وهو تصحيف، والصواب هو المثبت، كذا في "الضعفاء" للعقيلي و"التاريخ الكبير" للبخاري (1/ 265)، و"الكامل" لابن عدي.
(41)
(موضوع)
"أخبار مكة"(1463)، وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(2/ 25)، وابن عدي في "الكامل"(7/ 471)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 220)، وابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 69 أ)، كلهم من طريق محمد بن أبان البلخي به، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 29 ب).
وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه خطاب بن عمر، قال الذهبي: مجهول، وخبره في فضل البلدان كذب. وقال الذهبي في ترجمة محمد بن يحيى بعد سياق الحديث: هذا باطل، فما أدري من افتراه خطاب أو شيخه. وقال ابن عدي: هذا منكر بهذا الإسناد. وقال أبو زرعة كما في "سؤالات البرذعي"(1/ 703): حدثنا به محمد بن أبان، ولا أدري أي شيء هذا.
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(488): هذا حديث لا يصح، وفيه مجاهيل وضعاف. وقال =