الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشَّامِ كَفْرًا كَفْرًا، وَلَتُبَاعَنَّ المَرْأةُ العَرَبيَّةُ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ بِخَمْسَةٍ وَعِشرِينَ دِرْهَمًا.
(76)
1039 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوانَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: لَتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنَ الشَّامِ كَفْرًا كَفْرًا، حَتَّى يُورِدُوكُمُ البَلْقَاءَ؛ كَذَلِكَ الدُّنْيَا تَبيدُ وَتَفْنَى، وَالآخِرَةُ تَبْقَى.
(77)
مَا بَقِيَ مِنَ الأَعْمَاقِ وَفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ
1040 -
قَالَ مُسْلِمٌ فِي "صَحِيحِهِ":
حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ
(78)
أَوْ بِدَابِقٍ
(79)
فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ المَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ
(76)
"إسناده ضعيف"
"الفتن" لنعيم بن حماد (708).
فيه عبد اللَّه العمري وهو ضعيف، وتقدم.
(77)
"إسناده منقطع"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1291)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(2/ 214) من طريق صفوان ابن عمرو به.
وإسناده منقطع؛ شريح بن عبيد لم يدرك كعبًا.
(78)
الأعماق: جاء في "معجم البلدان"(1/ 222) الأعماق جاء ذكره في فتح القسطنطينة، قال:"فينزل الروم بالأعماق وبدابق" ولعله جاء بلفظ الجمع، والمراد به العمق، وهي كورة قرب دابق بين حلب وأنطاكية.
(79)
دابق: قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها وبين حلب أربعة فراسخ، عندها مرج معشب نزه كان ينزله بنو مروان إذا غزا الصائفة إلى ثغر مصيصة، وبه قبر سليمان بن عبد الملك بن مروان. انظر =
أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ، فَيَقُولُ المُسْلِمُونَ: لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ؛ إِذْ صَاحَ فِيهِمْ الشَّيْطَانُ إِنَّ المَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتْ الصَّلَاَةُ
(80)
فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام فَأَمَّهُمْ؛ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ فِي المَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ".
(81)
1041 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأتِيهِمُ الخَبَرُ أنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ بَغدَ فَتْحِهِمُ القُسْطَنْطِينِية؛ فَيَنْصَرِفُونَ فَلَا يَجِدُونَهُ، ثُم لَا يَلْبَثُون إِلا قَلِيلًا حَتَّى يَخْرُجَ".
(82)
= "معجم البلدان"(2/ 416).
(80)
زاد في "مستدرك الحاكم": صلاة الصبح.
(81)
"صحيح"
"صحيح مسلم"(2897)، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه"(6813) من طريق معلى بن منصور به، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن"(598) من طريق الإمام مسلم به، والحاكم في "المستدرك"(4/ 529) من طريق سليمان بن بلال به.
(82)
"معضل"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1315 م).
وإسناده ضعيف؛ كعب الأحبار لم يدرك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فالحديث منقطع.
1042 -
قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ":
حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عِمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ المَلْحَمَةِ، وَخُرُوجُ المَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَفَتْحُ القُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ". ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِى حَدَّثَ -أَوْ مَنْكِبهِ- ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا، أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ. يَعْنِى مُعَاذَ ابنَ جَبَلٍ.
(83)
(83)
"ضعيف".
"سنن أبي داود"(4294)، وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(8/ 649 - 650)، وأحمد في "مسنده"(5/ 245)، والطحاوي في "المشكل"(1/ 217)، والطبراني في "الكبير"(20/ 108 رقم 214)، والبغوي في "شرح السنة"(4252)، والخطيب في "تاريخه"(10/ 223)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 289 - 290)، والذهبي في "الميزان" بإسناده (2/ 552) كلهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 28 أ).
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وعلته عبد الرحمن بن ثابت في حفظه مقال، وقد تفرد بالحديث واختلف عليه في إسناده:
فرواه غسان بن الربيع، وعلي بن الجعد، وهاشم بن القاسم، وأبو النضر عنه بالإسناد المذكور آنفًا، وخالف هذا الجمع زيد بن الحباب، فرواه عنه، عن أبيه، عن مكحول، عن معاذ به.
أخرج هذا الطريق أحمد في "مسنده"(5/ 232)، ورواه شريح بن يزيد عنه، عن ثوبان، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ به، ذكره الدارقطني في "العلل"(6/ 53).
وهذا الاختلاف في إسناد الحديث الظاهر أنه من عبد الرحمن، فقد قال أحمد: أحاديثه مناكير، وضعفه النسائي وابن معين في أكثر من رواية، وقال الحافظ: صدوق يخطئ. ومثل هذا عدَّ العلماء تفرده منكرًا، ولا أراه يرتقي.
وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(4294).
تنبيه: جاء الحديث في "مشكل الآثار" للطحاوي بهذا الإسناد: الهيثم بن جميل، قال: حدثنا أبو مروان، عن أبيه، عن مكحول فذكره، ولم أقف على تكنية عبد الرحمن بن ثابت بأبي مروان، ولا أظن أنهما اثنان، ولعلها كنية له ولم يشتهر بها واللَّه أعلم، وأما معنى الحديث فقال في "عون المعبود" (6/ 270): قال الأردبيلي في "الأزهار": قال بعض الشارحين: المراد بعمران بيت المقدس عمرانه بعد =
1043 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ -صَاحِبٌ لَنَا مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ- ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الوَهَّاب ابنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الحَارِثِ الهَمْدَانِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"يَكُونُ بَيْنَ المُسْلِمِينَ وَبَيْنَ الرُّومِ هُدْنَةٌ وَصُلْحٌ حَتَّى يُقَاتِلُوا مَعَهُمْ عَدُوًّا لَهُمْ فَيُقَاسِمُونَهُمْ غَنَائِمَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ الرُّومَ يَغْزُونَ مَعَ المُسْلِمِينَ فَارِسَ فَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَيَسْبُونَ ذَرَارِيهِمْ فَيَقُولُ الرُّومُ: قَاسِمُونَا الغَنَائِمَ كَمَا قَاسَمْنَاكُمْ، فَيُقَاسِمُونَهُمُ الأَمْوَالَ وَذَرَارِيَ الشِّرْكِ، فَيَقُولُ الرُّومُ: قَاسِمُونَا مَا أَصَبْتُمْ مِنْ ذَرَارِيكُمْ. فَيَقُولُونَ: لَا نُقَاسِمُكُمْ ذَرَارِي المُسْلِمِينَ أَبَدًا. فَيَقُولُونَ: غَدَرْتُمْ بِنَا، فَتَرْجِعُ الرُّومُ إِلَى صَاحِبِهِمْ بِالقُسْطَنْطِينِيَّةِ فَيَقُولُونَ: إِنَّ العَرَبَ غَدَرَتْ بِنَا، وَنَحْنُ أَكْثَرُ مِنْهُمْ عَدَدًا، وَأَتَمُّ مِنْهُمْ عُدَّةً، وَأَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً، فَأمِدَّنَا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ: مَا كُنْتُ لِأَغْدِرَ بِهِمْ، قَدْ كَانَتْ لَهُمُ الغَلَبَةُ فِي طُولِ الدَّهْرِ عَلَيْنَا، فيَأتُونَ صَاحِبَ رُومِيَّةَ فَيُخْبِرُونَهُ بِذَلِكَ، فَيُوَجِّهُ ثَمَانِينَ غَيَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَيَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا فِي البَحْرِ، وَيَقُولُ لَهُمْ صَاحِبُهُمْ: إِذَا رَسِيتُمْ بِسَوَاحِلِ الشَّامِ فَأحْرِقُوا المَرَاكِبَ؛ لِتُقَاتِلُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ، فَيَفْعَلُونَ ذَلِكَ، وَيَأخُذُونَ أَرْضَ الشَّامِ كُلَّهَا بَرَّهَا وبَحْرَهَا مَا خَلَا مَدِينَةَ دِمشْقَ وَالمُعَنَّقِ، وَيُخَرِّبُونَ بَيْتَ المَقْدِسِ". قَالَ: فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَكَمْ تَسَعُ دِمَشْقُ مِنَ المُسْلِمِينَ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَّتسِعَنَّ عَلَى مَنْ يَأْتِيهَا مِنَ المُسْلِمِينَ كَمَا يَتَسعُ الرَّحِمُ عَلَى الوَلَدِ". قَالَ: قُلْتُ: وَمَا المُعَنَّقُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: "جَبَلٌ بِأَرْضِ الشَّامِ مِنْ حِمْصَ عَلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ: الأَرْنَطُ، فَتَكُونُ ذَرَارِي المُسْلِمِينَ فِي أَعْلَى المُعَنَّقِ، وَالمُسْلِمُونَ عَلَى نَهْرِ الأَرْنَطِ، وَالمُشْرِكُونَ خَلْفَ نَهْرِ الأَرْنَطِ يُقَاتِلُونَهُمْ صَبَاحًا وَمَسَاءً، فَإِذَا
= خرابه، فإنه يخرب في آخر الزمان ثم يعمره الكفار، والأصح أن المراد بالعمران الكمال في العمارة، أي عمران بيت المقدس كاملًا مجاوزًا عن الحد وقت خراب يثرب، فإن بيت المقدس لا يخرب.
أَبْصَرَ ذَلِكَ صَاحِبُ القُسْطَنْطِينِيَّة وَجَّهَ فِي البَرِّ إِلَى قِنِّسْرِينَ سِتَّمِئَةِ أَلْفٍ، حَتَّى تَجِيئَهُمْ مَادَّةُ اليَمَنِ سَبْعِينَ أَلْفًا أَلَّفَ اللَّهُ قلُوبَهُمْ بِالإِيمَانِ، مَعَهُمْ أَرْبَعُونَ أَلْفًا مِنْ حِمْيَرَ حَتَّى يَأْتُوا بَيْتَ المَقْدِسِ فَيُقَاتِلُونَ الرُّومَ، فَيَهْزِمُونَهُمْ وَيُخْرِجُونَهُمْ مِنْ جُنْدٍ إِلَى جُنْدٍ حَتَّى يَأْتُوا قِنِّسْرِينَ، وَتَجِيئُهُمْ مَادُّةُ المَوَالِي". قَالَ: قُلْتُ: وَمَا مَادَّةُ المَوَالِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "هُمْ عَتَاقَتُكُمْ، وَهُمْ مِنْكُمْ، قَوْمٌ يَجِيئُونَ مِنْ قِبَلِ فَارِسٍ، فَيَقُولُونَ: تَعَصَّبْتُمْ يَا مَعْشَرَ العَرَبِ، لَا تَكُونُ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الفَرِيقَيْنِ، أَوْ تَجْتَمعَ كَلِمَتُكُمْ، فَتُقَاتِلُ نِزَارُ يَوْمًا، وَاليَمَنُ يَوْمًا، وَالمَوَالِي يَوْمًا، فَتُخْرِجُونَ الرُّومَ إِلَى العُمْقِ، وَيَنْزِلُ المُسْلِمُونَ عَلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ كَذَا وَكَذَا يُعْزَى، وَالمُشْرِكُونَ عَلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ: الرَّقَيَةُ -وَهُوَ: النَّهْرُ الأَسْوَدُ- فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَرْفَعُ اللَّه تَعَالَى نَصْرَهُ عَنِ العَسْكَرَيْنِ، وَيُنَزِّلُ صَبْرَهُ عَلَيْهمَا حَتَّى يُقْتَلَ مِنَ المُسْلِمِينَ الثُّلُثُ، وَيفِرَّ ثُلُثٌ، وَيَبْقَى الثُّلُثُ، فَأَمّا الثُّلُثُ الَّذِينَ يُقْتَلُونَ فَشَهِيدُهُمْ كَشَهِيدِ عَشْرَةٍ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ، يَشْفَعُ الوَاحِدُ مِنْ شُهَدَاءِ بَدْرٍ لِسَبْعِينَ، وَشَهِيدُ المَلَاحِمِ يَشْفَعُ لِسَبْعِمئَةٍ، وَأَمَّا الثُّلُثُ الَّذِينَ يَفِرُّونَ فَإِنَّهُمْ يَفْتَرِقُونَ ثَلَاثَةَ أثْلَاثٍ؛ ثُلُثٌ يَلْحَقُونَ بِالرُّومِ وَيَقُولُونَ: لَوْ كَانَ لِلَّهِ بِهَذَا الدِّينِ مِنْ حَاجَةٍ لَنَصَرَهُمْ، وَهُمْ مُسْلِمَةُ العَرَبِ: بِهَزًا وتَنُّوخَ وَطَيِّء وَسُلَيْمَ، وَثُلُثٌ يَقُولُونَ: مَنَازِلُ آبَائِنَا وَأَجْدَادِنَا خَيْرٌ لَا تَنَالُنَا الرُّومُ أَبَدًا، مُرُّوا بِنَا إِلَى البَدْوِ، وَهُمُ الأَعْرَابُ، وَثُلُثٌ يَقُولُونَ: إِنّ كُلَّ شَيْءٍ كَاسْمِهِ، وَأَرْضُ الشَّامِ كَاسْمِهَا الشُّؤْمُ، فَسِيرُوا بِنَا إِلَى العِرَاقِ وَاليَمَنِ وَالحِجَاز حَيْثُ لَا نَخَافُ الرُّومَ، وَأَمَّا الثُّلُثُ البَاقِي فَيَمْشِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ يَقُولُونَ: اللَّه اللَّه دَعُوا عَنْكُمُ العَصَبِيَّةَ، وَلِتَجْتَمعَ كَلِمَتَكُمْ وَقَاتِلُوا عَدُوّكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَنْ تُنْصَرُوا مَا تَعَصَّبْتُمْ، فَيَجْتَمِعُونَ جَمِيعًا وَيَتَبَايَعُونَ عَلَى أَنْ يُقَاتِلُوا حَتَّى يَلْحَقُوا بِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ قُتِلُوا، فَإِذَا أَبْصَرَ الرُّومُ إِلَى مَنْ قَدْ تَحَوَّلَ إِلَيْهِمْ وَمَنْ قُتِلَ، وَرَأَوْا قلَّةَ المُسْلِمِينَ، قَامَ
رُومِيٌ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ مَعَهُ بَنْدٌ فِي أَعْلَاهُ صَلِيبٌ فَيُنَادِي: غَلَبَ الصَّلِيبُ، غَلَبَ الصَّلِيبُ. فَيَقُومُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ بَيْنَ الصَّفَّينِ وَمَعَهُ بَنْدٌ، فَيُنَادِي: بَلْ غَلَبَ أَنْصَارُ اللَّهِ، بَلْ غَلَبَ أَنْصَارُ اللَّهِ وَأَوْلِيَاوُهُ. فَيَغْضَبُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْلِهِمْ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَقُولُ: يَا جِبْرِيلُ، أَغِثْ عِبَادِي. فَيَنْزِلُ جِبْرِيلُ فِي مِئَةِ أَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ، وَيَقُولُ: يَا مِيكَائِيلُ، أَغِثْ عِبَادِي. فيَنْحَدِرُ مِيكَائِيلُ فِي مِئَتَيْ أَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ، وَيَقُولُ: يَا إِسْرَافِيلُ، أَغِثْ عِبَادِي. فَيَنْحَدِرُ إِسْرَافِيلُ فِي ثَلَاثِمِئَةِ أَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ، وَيُنْزِلُ اللَّهُ نَصْرَهُ عَلَى المَؤْمِنِينَ، وَيُنْزِلُ بَأْسَهُ عَلَى الكُفَّارِ، فَيُقْتَلُونَ وَيُهْزَمُونَ، وَيَسِيرُ المُسْلِمُونَ فِي أَرْضِ الرُّومِ حَتَّى يَأْتُوا عَمُّورِيَّةَ
(84)
وَعَلَى سُورِهَا خَلْقٌ كَثيِرٌ يَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا شَيْئًا أَكْثَرَ مِنَ الرُّومِ كَمْ قَتَلْنَا وَهَزَمْنَا، وَمَا أَكْثَرَهُمْ فِي هَذِهِ المَدِينَةِ وَعَلَى سُورِهَا، فيَقُولُونَ: آمِنُونَا عَلَى أَنْ نُؤديَ إِلَيْكُمُ الجِزْيَةَ، فَيَأْخُذُونَ الأَمَانَ لَهُمْ وَلِجَمِيعِ الرُّومِ عَلَى أَدَاءِ الجِزْيَةِ، وَتَجْتَمعُ إِلَيْهِمْ أَطْرَافُهُمْ فَيَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ العَرَبِ، إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَالَفَكُمْ إِلَى دِياَرِكُمْ -وَالخَبَرُ باَطِلٌ- فَمَنْ كَانَ فِيهِمْ مِنْكُمْ فَلَا يُلْقِيَن شَيْئًا مِمَّا مَعَهُ، فَإِنَّهُ قُوَّةٌ لَكُمْ عَلَى مَا بَقِيَ، فَيَخْرُجُونَ فَيَجِدُونَ الخَبْرَ بَاطِلًا، وَيَثِبُ الرُّومُ عَلَى مَا بَقِيَ فِي بِلَادِهِمْ مِنَ العَرَبِ، فَيَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى لَا يَبْقَى بِأَرْضِ الرُّوم عَرَبِيٌّ وَلَا عَرَبِيَّةٌ وَلَا وَلَدٌ عَرَبِيٌّ إِلَّا قُتِلَ، فَيَبْلُغُ ذَلِكَ المُسْلِمِينَ فَيَرْجِعُونَ غَضَبًا للَّهِ عز وجل فَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتِهِمْ، وَيَسْبُونَ الذَّرَارِيَّ، وَيَجْمَعُونَ الأَمْوَالَ لَا يَنْزِلُونَ عَلَى مَدِينَةٍ وَلَا حِصْنٍ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّام حَتَّى يُفْتَحَ لَهُمْ، وَيَنْزِلُونَ عَلَى الخَلِيجِ، وَيُمَدُّ الخَلِيجُ حَتَّى يَفِيضَ فَيُصْبِحَ أَهْل القُسْطَنْطِينِيَّةِ يَقُولُونَ: الصَّلِيبُ مَدَّ لَنَا بَحْرَنَا، وَالمَسِيحُ نَاصِرُنَا، فَيُصْبِحُونَ وَالخَلِيجُ يَابِسٌ، فَتُضْرَبُ فِيهِ الأَخْبِيَةُ، وَيَحْسِرُ البَحْرُ عَنْ القُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَيُحِيطُ
(84)
عمورية: بلد في بلاد الروم، غزاه المعتصم حين سمع شراة العلوية، قيل: سميت بعمورية بنت الروم بن اليفز بن سام بن نوح عليه السلام. انظر "معجم البلدان"(4/ 178).
المُسْلِمُونَ بِمَدِينَةِ الكُفْرِ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ بِالتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ إِلَى الصَّبَاحِ، لَيْسَ فِيهِمْ نَائِمٌ وَلَا جَالِسٌ، فَإِذَا طَلعَ الفَجْرُ كَبَّرَ المُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً وَاحِدَةً فَيَسْقُطُ مَا بَيْنَ البُرْجَيْنِ، فَتَقُولُ الرُّومُ: إِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ العَرَبَ فَالآنَ نُقَاتِلُ رَبَّنَا، وَقَدْ هَدَمَ لَهُمْ مَدِينَتَنَا وَخَرَّبَهَا لَهُمْ، فَيَمْكُثُونَ بِأَيْدِيهِمْ، وَيَكِيلُونَ الذَّهَبَ بِالأتْرِسَةِ، وَيَقْتَسِمُونَ الذَّرَارِيَّ حَتَّى يَبْلُغَ سَهْمُ الرَّجُلِ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِئَةِ عَذْرَاءَ، وَيَتَمَتَّعُوا بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَقًّا، وَيَفْتَحُ اللَّهُ القُسْطَنْطِينِيَّةَ عَلَى يَدِ أَقْوَامٍ هُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ، يَرْفَعُ اللَّهُ عَنْهُمُ المَوْتَ وَالمَرَضَ وَالسَّقَمَ حَتَّى يَنْزِلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام فَيُقَاتِلُونَ مَعَهُ الدَّجَّالَ".
(85)
1044 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيرَةِ، عَنْ (بِشْرِ)
(86)
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بسرٍ المُزَنِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأُذُنِي، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، لَعَلَّكَ تُدْرِكُ فَتْحَ القُسْطَنْطِينِيَّةِ؛ فَإيَاكَ إِنَّ أَدْرَكْتَ فَتْحَهَا أَنْ تَتَرُكَ غَنِيمَتَكَ مِنْهَا؛ فَإِنَّ بَيْنَ فَتْحِهَا وبَيْنَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ سَبْعَ سِنِينَ.
(87)
(85)
"منكر"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1163، 1221)، وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية"(6/ 252) من طريق نعيم بن حماد به.
قلت: وإسناده مسلسل بالضعفاء؛ الحارث الأعور متهم وضعفه الجماهير، ومحمد بن ثابت هو البناني يأتي بالعجائب عن أبيه ثابت، وضعفه الجماهير، وابن لهيعة ضعيف مختلط، وشيخ المصنف مجهول لا يعرف.
(86)
في المطبوع: بشير. والمثبت هو الصواب كما مرَّ بيانه.
(87)
"إسناده حسن"
"الفتن" لنعيم بن حماد (1219، 1315 م).
أبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الشامي الحمصي: ثقة، من رجال "التهذيب"، وبشر بن عبد اللَّه بن يسار هو السلمي الشامي الحمصي، كان من حرس عمر بن عبد العزيز، قال الحافظ في =
1045 -
قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي "الفِتَنِ":
حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ كَعْبٍ وَبَقِيَّةَ بْنِ الوَلِيدِ، وَأَبُو المُغِيرَةِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، ثَنَا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: سمِعْتُ كَعْبًا الحَبْرَ يَقُولُ: سَمِعْتِ القُسْطَنْطِينِيَّةُ بِخَرَابِ بَيْتِ المَقْدِسِ؛ فَتَعَزَّزَتْ وَتَجَبَّرَتْ فَدُعِيَتِ المُسْتَكْبِرَةُ، وَقَالَتْ: يَكُونُ عَرْشُ رَبِي بُنِيَ عَلَى المَاءِ، فَقَدْ بُنِيتُ عَلَى المَاءِ، فَوَعَدَهَا اللَّهُ العَذَابَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَقَالَ: لَأَنْزِعَنَّ حُلِيَّكِ وَحَرِيرَكِ وَخَمِيرَكِ، وَلَأَتْرُكَنَّكِ وَلَا يَصِيحُ فِيكِ دِيكٌ، وَلَا أَجْعَلُ لَكِ عَامِرًا إِلَّا الثَّعَالِبُ، وَلَا نَبَاتًا إِلَّا الخُبَّازَة
(88)
وَاليَنبُوت
(89)
، وَلَأَنْزِلَنَّ عَلَيْكِ ثَلَاثُ نِيْرَانٍ: نَارٌ مِنْ زِفْتٍ، وَنَارٌ مِنْ كِبْرِيتٍ، وَنَارٌ مِنْ نِفْطٍ، وَلَأَتْرُكَنَّكِ جَلْحَاءَ قَرْعَاءَ لَا يَحُولُ بَيْنَكِ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ، لَيَبْلُغَنَّ صَوْتُكِ وَدُخَانُكِ وَأَنَا فِي السَّمَاءِ؛ فَإِنَّهُ طَالَ مَا أُشْرِكَ بِاللَّهِ تَعَالَى فِيهَا وَعُبِدَ غَيْرُهُ، وَلَيَفْتَرِعَنَّ فِيهَا جَوارٍ مَا يَكُونُ يرينَ الشَّمْسَ مِنْ حُسْنِهِنَّ، فَلَا يَعْجَزَنَّ مَنْ بَلَغَ مِنْكُمْ أَنْ يَمْشِى إلَى بَيْتِ بَلَاطِ مُلْكِهِمْ؛ فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِيهِ كَنْزَ اثْنَا عَشَرَ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِهِمْ، كُلُّهُمْ يَزِيدُ فِيهِ وَلَا يُنْقِصُ مِنْهُ عَلَى تَمَاثِيلَ بَقَرٍ أَوْ خَيْلٍ مِنْ نُحَاسٍ يَجْرِي عَلَى رُؤُوسِهَا المَاءُ، فَلَيُقْتَسَمَنَّ كُنُوزُهَا كَيْلًا بِالأَتْرِسَةِ، وَقَطْعًا بِالفُؤُوسِ، فَإِنَّكُمْ مِنْهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَعْجَلَكُمُ النَّارُ الَّتِي وَعَدَهَا اللَّهُ، فَتَحْتَمِلُونَ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ كُنُوزِهَا حَتَّى تَقْسِمُوهُ بِالفَرْقَدُونَةِ، فَيَأتِيَكُمْ آتٍ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ: أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ، فَتَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيكُمْ، فَإِذَا بَلَغْتُمُ الشَّامَ وَجَدتُّمُ الأَمْرَ بَاطِلًا، وَإِنَّمَا
= "التقريب": صدوق.
(88)
الخُبَّازُ: نبت بَقْلة معروفة عريضة الورق لها ثمرة مستديرة واحدته خُبَّازة. انظر "لسان العرب": خبز.
(89)
اليَنْبُوتُ: شجر الخشخاش، وقيل هىِ: شجرة شاكة لها أغصان وورق وثمرتها جرو: أي مدورة، وتدعى نعمان الغاف، واحدتها ينبوتة. انظر "لسان العرب": نبت.
هِيَ نَفْحَةُ كَذِبٍ وَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: نَفْحَةٌ، وَقَالَ فِي الفرقدونةِ وَقَالَ لَا يَقُومُ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى جِدَارٍ مِنْ جُدُرِكَ يَبُولُ عَلَيْكَ.
قَالَ صَفْوَانُ: وَحَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ وَسَلِيمُ بْنُ عَامِرٍ الجَبائِرِين؛ أَنَّ كَعْبًا كَانَ يَقُولَ: إِذَا كَانَت المَلْحَمَةُ العُظْمَى مَلْحَمَةُ الرُّومِ؛ هَرَبَتْ مِنْكُمْ ثُلَّةٌ فَلَحِقَتْ بِالعَدُوِّ، وَخَرَجَتْ ثُلَّةٌ أُخْرَى فَأَسْلَمُوكُمْ، خَسَفَ اللَّه بِبَعْضِهِمْ، وَبَعَثَ عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ طَيْرًا تَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ، ثُمَّ تَبْقَى الثُّلَّةُ البَاقِيَةُ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ، مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَغَلَبَتْهُ نَفْسُهُ عَلَى الجَبْرِ؛ فَلَيْدَخُلْ تَحْتَ إِكَافِهِ، أَوْ يَمْسِكْ بِعَمُودِ فُسْطَاطِهِ، وَلِيَصْبِرَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَاصِرُ الثُّلَّةِ البَاقِيَّةِ؛ وَذَلِكُمْ حِينَ تَسْتَضْعِفُكُمُ الرُّومُ وَيَطْمَعُونَ فِيكُمْ، يَقُولَ صَاحِبُ الرُّومِ: إِذَا أَصْبَحْتُمْ فَارْكَبُوا ذَاتَ حَافِرٍ مِنَ الدَّوَابِّ، ثُمَّ أَوْطِئُوهُمْ وَطْأَةً وَاحِدَةً لَا يُذْكَرُ هَذَا الدِّينُ فِي الأَرْضِ أَبَدًا -يَعْنِي الإِسْلَامَ- قَالَ: فَيَغْضَبُ اللَّهُ عز وجل عِنْدَ ذَلِكَ؛ حَتَّى يَكُونُ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، وَفِيهَا سِلَاحُ اللَّهِ وَعَذَابُهُ، فَيَقُولُ: لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنَا وَدِينِي الإسْلَامُ، وَأَهْلُ اليَمَنِ، وَقَيْسٌ، لَأَنْصُرَنَّ عِبَادِيَ اليَوْمَ. وَيَدُ اللَّهِ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، إِذَا أَمَالَهَا عَلَى قَوْمٍ كَانَتِ الدَّبْرَةُ عَلَيْهِمْ، فَيَا أَهْلَ اليَمَنِ، لَا تَبْغَضُوا قَيْسًا، وَيَا قَيْسُ، أَحِبُّوا أَهْلَ اليَمَنِ؛ فَإِنَّ قَيْسًا مِنْ خِيَارِ النَّاسِ أَنْفُسًا وَأَخْلَاقًا، وَالَّذِي نَفْسُ كَعْبٍ بِيَدِهِ، لَا يُجَالِدُ عَنْ دِينِ الإِسْلَامِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا أَنْتُمْ يَا أَهْلَ اليَمَنِ وَقَيْسُ، وَقَيْسٌ يَوْمَئِذ يَقْتُلُونَ الأَعْدَاءَ وَلَا يُقْتَلُونَ، وَالأَزْدُ يَقْتُلُونَ الأَعْدَاءَ وَيُقْتَلُونَ -أَوْ قَالَ: لَا يُقْتَلُونَ- وَلَخْمٌ وَجذَامٌ يَقْتُلُونَ الأَعْدَاءَ وَلَا يُقْتَلُونَ.
قَالَ صَفْوَانُ: وَأَخْبَرَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو المُثَنَّى، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: تُفْتَحُ القُسْطَنْطِينِيَّةُ عَلَى يَدَيْ وَلَدِ سَبَأٍ وَوَلَدِ قَاذِرٍ.
(90)
(90)
"إسناده صحيح إلى كعب"
"الفتن"(1214).