الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُسْنَدُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ
734 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: أَبَنَا عُمَرُ، قَالَ: أَبَنَا أَبِي، قَالَ: أَبَنَا الوَلِيدُ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الملِكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ البَصْرِي، عَنْ أَبَانَ بْنِ (يَزِيدَ)
(122)
، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلْيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ غَرْبِيَّ الصَّخْرَةِ".
(123)
735 -
قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي "تَهْذَيبِ الآثَارِ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ
= يرضاه، وليس عندهم بذاك. وقال النسائي: متروك. وضعفه الحافظ في "التقريب" ومن كان هذا حاله فلا يقبل حديثه، ولا أرى أن حديثه يجبر بمتابعة عروة بن مروان، كيف وقد تركه النسائي، وبين أبو حاتم أنه يأتي بأحاديث منكرة، ثم إن هذا اللفظ والوصف لجبريل عليه السلام لم يأت إلا من طريقه، فهو غير معتمد.
والحديث حسنه الألباني في "صحيح الجامع"(8564).
(122)
وقع في "الكتاب": زيد. واستشكلها محقق الكتاب، والصواب كما أثبتنا من مصادر التخريج.
(123)
"ضعيف"
"فضائل بيت المقدس"(ص 155)، وأخرجه ابن عساكر في "الجامع المستقصى"(ق 38 ب)، وذكره ابن الجوزي في "تاريخ بيت المقدس"(5) معلقًا عن أبي سعيد.
قلت: وفيه عمر بن الفضل وأبوه مجهولان، والوليد ضعفه الخليلي، وهو مكثر في رواية الواهيات، وأبان بن يزيد هو العطار، ثَبْتٌ لكن أنى له بروايته عن أبي هريرة، بينهما مفاوز، وقد عده الحافظ في الطبقة السابعة كما في "التقريب"، وساق المزي في "التهذيب" مشايخه، وغالب رواياته عن أتباع التابعين، فالإسناد فيه انقطاع ظاهر.
مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ العَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَحَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَني أَبُو هَارُونَ العَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَلَفْظُ الحَدِيثِ لِلْحَسَنِ بْنِ يَحْيَى فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُتِيتُ بِدَابَّةٍ هِيَ أَشْبَهُ الدَّوَابِّ بِالبَغْلِ، لَهُ أُذُنَانُ مُضْطَرِبَتَانِ، وَهُوَ البُرَاقُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ تَرْكَبُهُ الأَنبِيَاءُ قَبْلي، فَرَكِبْتُهُ، فَانْطَلَقَ بِي يَضَعُ يَدَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى بَصَرهِ، فَسَمِعْتُ نِدَاءً عَنْ يَمِينِي: يَا مُحَمَّدُ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ. فَمَضَيْتُ وَلَمْ أعَرِّجْ عَلَيْهِ،، ثُمَّ سَمِعْتُ نِدَاءً عَنْ شِمَالِي: عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ. فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلْتُ امْرَأَةً فِي الطَّرِيقِ، فَرَأَيْتُ عَلَيْهَا مِنْ كُلٍّ زِينَةٍ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا، رَافِعَةً يَدَهَا تَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ. فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ بَيْتَ المقْدِسِ -أَوْ قَالَ: المَسْجِدَ الأَقْصَى- فَنَزَلَتُ عَنِ الدَّابَّةِ فَأَوْثَقْتُهَا بِالحلقَةِ الَّتِي كَانَتِ الأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا، ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ: مَاذَا رَأَيْتَ فِيَ وَجْهِكَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُ نِدَاءً عَنْ يَمِينِي أَنْ يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ، فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهِ. قَالَ: ذَلِكَ دَاعِي اليَهُودِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ وَقَفْتَ عَلَيْهِ؛ تَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ. قُلْتُ: ثُمَّ سَمِعْتُ نِدَاءً عَنْ يَسَارِي أَنْ يَا مُحَمَّدُ عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ، فَمَضَيْتُ وَلَمْ أعَرِّجْ عَلَيْهِ. فَقَالَ: ذَلِكَ دَاعِي النَّصَارَى، أَمَا إِنَّكَ لَوْ وَقَفْتَ عَلَيْهِ؛ تَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ. قُلْتُ: ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْنِي امْرَأَةٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا، رَافِعَةً يَدَهَا تَقُولُ: عَلَى رِسْلِكَ أَسْأَلْكَ، فَمَضَيْتُ وَلَمْ أُعَرِّجْ عَلَيْهَا. قَالَ: تِلْكَ الدُّنْيَا تَزَيَّنَتْ لَكَ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ وَقَفْتَ عَلَيْهَا؛ لَاخْتَرْتَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ. ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحَدُهُمَا: فِيهِ لَبَنٌ، وَالآخَرُ
فِيهِ خَمْرٌ، فَقَالَ: اضْرَبْ أَيُّهُمَا شِئْتَ. فَأَخَذْتُ اللبَنَ فَشَرِبْتُهُ، قَالَ: أَخَذْتَ الفِطْرَةَ". قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ المسَيِّبِ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ. قَالَ أَبُو هَارُونَ فِي حَدِيثِ أبِي سَعِيدٍ: "ثُمَّ جِيءَ بِالمِعْرَاجِ الَّذِي تَعْرُجُ فِيهِ أَرْوَاحُ بَنِي آدَمَ، فَإِذَا هُوَ أَحْسَنُ مَا رَأَيْتُ، أَلَمْ تَرَ إِلَى الميِّتِ كَيْفَ يُحِدُّ بَصَرَهُ إِلَيْهِ؟ فَعَرَجَ بِنَا فِيهِ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ لَهُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: جِبْرِيلُ. قَالَ: وَمَنْ مَعَهُ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قَالَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَفَتَحُوا وَسَلَّمُوا عَلَيَّ، وَإِذَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ يَحْرُسُ السَّمَاءَ يُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهُمْ مِئَةُ أَلْفٍ، ثُمَّ قَرَأَ:{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}
(124)
وَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ، كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَهُ اللَّهُ، لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُ شَيْءٌ، وَإِذَا هُوَ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ ذُرِّيَّتِهِ، فَإِذَا كَانَ رُوحُ مُؤْمِنٍ، قَالَ: رُوحٌ طَيَّبَةٌ، وَرِيحٌ طَيِّبَةٌ، اجْعَلُوا كِتَابَهُ فِي عِلِّيِّينَ. وَإِذَا كَانَ رُوحُ كَافِرٍ، قَالَ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ، وَرِيحٌ خَبِيثَةٌ، اجْعَلُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينَ. فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُوكَ آدَمُ. فَسَلَّمَ عَلَيَّ، وَرَحَّبَ بِي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالوَلَدِ الصَّالِحِ. ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ لَهُمْ مَشَافِرُ كَمَشَافِرِ الإِبِلِ، وَقَدْ وُكِّلَ بِهِمْ مَنْ يَأْخُذُ بِمَشَافِرِهِمْ، ثُمَّ يَجْعَلُ فِي أَفْوَاهِهِمْ صَخْرًا مِنْ نَارٍ، يَخْرُجُ مِنْ أَسَافِلِهِمْ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْمًا، إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا. ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ يُحْذَى مِنْ جُلُودِهِمْ وَيُرَدُّ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَيُقَالُ: كُلُوا كَمَا أَكَلْتُمْ. فَإِذَا أَكْرَهُ مَا خَلَقَ اللَّه لَهُمْ ذَلِكَ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الهمَّازُونَ اللمَّازُونَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ مِنْ لُحُومِ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ بِالسَّبِّ. ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ عَلَى مَائِدَةٍ عَلَيْهَا لَحمٌ مَشْوِيٌّ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُ مِنَ اللحْمِ، وَإِذَا حَوْلَهُمْ جيَفٌ،
(124)
المدثر: 31.
فَجَعَلُوا يَمِيلُونَ عَلَى الجِيَفِ يَأْكُلُونَ مِنْهَا، وَيَدْعُونَ ذَلِكَ اللحْمَ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الزُّنَاةُ، عَمَدُوا إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَتَرَكُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ. ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ لَهُمْ بُطُونٌ كَأَنَّهَا البُيُوتُ، وَهِيَ عَلَى سَابِلَةِ آلِ فِرْعَوْنَ، فَإِذَا مَرَّ بِهِمْ آلُ فِرْعَوْنَ ثَارُوا، فَيَمِيل بِأَحَدِهِمْ بَطْنُة فَيَقَعُ فَيَتَوَطَّؤُهُمْ آلُ فِرْعَوْنَ بِأَرْجُلِهِمْ، وَهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَى النَّارِ غُدُوًّا وَعَشِيًّا، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أُكْلَةُ الرِّبَا، رَبَا فِي بُطونِهِمْ، فَمَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المسَّ. ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِنِسَاءٍ مُعَلَّقَاتٍ بِثَدْيِهِنَّ، وَنِسَاءٍ مُنَكَّسَاتٍ بِأَرْجُلِهِنَّ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ اللَائِي يَزْنِينَ وَيُقْتلْنَ أَوْلَادَهُنَّ. قَالَ: ثُمَّ صَعَدْنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ وَحَوْلَهُ تَبَعٌ مِنْ أُمَّتِهِ، وَوَجْهُهُ كَالقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي، ثُمَّ مَضَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَإِذَا أَنَا بِابْنَي الخالَةِ يَحْيَى وَعِيسَى يُشْبِهُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَة ثِيَابُهُمَا وَشَعْرُهُمَا، فَسَلَّمَا عَلَيَّ وَرَحَّبَا بِي، ثُمَّ مَضَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَإِذَا أَنَا بإِدْرِيسَ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى:{وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} . ثُمَّ مَضَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ الخَامِسَةِ، فَإِذَا بِهَارُونَ المحَبَّبِ فِي قَوْمِهِ، وَحَوْلَهُ تَبَعٌ كَثِيرٌ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَصَفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَوِيل اللِّحْيَةِ تَكَادُ لِحْيَتُهُ تَمَسُّ سُرَّتَة، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي، ثُمَّ مَضَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، فَوصَفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعْرِ، لَوْ كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصَانِ خَرَجَ شَعْرُهُ مِنْهُمَا، وَقَالَ مُوسَى: تَزْعُمُ النَّاسُ أَنِّي أَكْرَمُ الخلْقِ عَلَى اللَّهِ، فَهَذَا أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنِّي، وَلَوْ كَانَ وَحْدَهُ لَمْ أَكُنْ أُبَالِي، وَلَكِنْ كُلُّ نَبِيٍّ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ. ثُمَّ مَضَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ وَهُوَ جَالِسٌ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى البَيْتِ المعْمُورِ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالوَلَدِ الصَّالِحِ. فَقِيلَ لِي: هَذَا مَكَانُكَ
وَمَكَانُ أُمَّتِكَ، ثُمَّ تَلَا:{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} . ثُمَّ دَخَلْتُ البَيْتَ المعْمُورَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ إِنْ كَادَتِ الوَرَقَةُ لَمُغَطِّيَةَ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَإِذَا فِي أَصْلِهَا عَيْنٌ تَجْرِي قَدْ تَشَعَّبَتْ شُعْبَتَيْنِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا هَذَا فَهُوَ نَهَرُ الرَّحْمَةِ، وَأَمَّا هَذَا فَهُوَ الكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّه. فَاغْتَسَلْتُ فِي نَهَرِ الرَّحْمَةِ، فَغُفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَمَا تَأَخَّرَ، ثُمَّ أَخَذْتُ عَلَيَّ الكَوْثَرِ حَتَّى دَخَلْتُ الجنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أَذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بِشْير، وَإِذَا فِيهَا رُمَّانٌ كَأَنَّهُ جُلُودُ الإِبِلِ المقَبَّبَةِ، وَإِذَا فِيهَا طَيْرٌ كَأَنَّهَا البُخْتُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ تِلْكَ الطَّيْرَ لَنَاعِمَةٌ. قَالَ: آكِلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَأْكُلَ مِنْهَا. قَالَ: وَرَأَيْتُ فِيهَا جَارِيَةً فَسَأَلْتُهَا: لِمَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ. فَبَشَّرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى أَمَرَنِي بِأَمْرِهِ، وَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً، فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بمَ أَمَرَكَ رَبِّكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً. قَالَ: ارْجعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ؛ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَنْ يَقُومُوا بِهَذَا. فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَسَأَلْتُهُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَلَمْ أَزَلْ أَرْجعُ إِلَى رَبِّي إِذَا مَرَرْتُ بِمُوسَى، حَتَّى فَرَضَ عَلَيَّ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، فَقَالَ مُوسَى: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ. فَقُلْتُ: لَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ -أَوْ قَالَ: قُلْتُ: مَا أَنَا بِرَاجِعٍ- فَقِيلَ لِي: فَإِنَّ لَكَ بِهَذِهِ الخمْسِ صَلَوَاتٍ خَمْسِينَ صَلَاةً، الحسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ ثُمَّ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ وَاحِدَةً".
(125)
(125)
"موضوع" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "تهذيب الآثار"(725، 726)، وأخرجه الطبري أيضًا في "التفسير"(15/ 11 - 14)، وعبد الرزاق في "التفسير"(1527)، والطبراني في "الصغير"(2/ 70)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(10301)، والحارث ابن أبي أسامة (26)، والآجري في "الشريعة"(1027)، والبيهقي في "الدلائل"(2/ 390، 396)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(3/ 509)، وأبو الشيخ في "العظمة"(404)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 155)، والبغوي في "التفسير" آية الربا في سورة البقرة، جميعهم من طرقٍ عن أبي هارون العبدي به، مطولًا ومختصرًا مع اختلاف في الألفاظ.
قلت: وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه أبو هارون العبدي، وهو عمارة بن جوين العبدي، قال النسائي والحاكم أبو أحمد: متروك الحديث. وقال حماد بن زيد وابن معين وابن علية وعثمان بن أبي شيبة: كان كذابًا. وانظر "الميزان"(6018).
قال البيهقي في "الدلائل"(2/ 389): وقد روي في قصة المعراج سوى ما ذكرنا أحاديث بأسانيد ضعاف، وفيما ثبت منها غنية، وأنا ذاكر -بمشيئة اللَّه تعالى- منها ما هو أمثل إسنادًا. وذكر الحديث.
وقال ابن كثير في "التفسير": أبو هارون العبدي مضعف عن الأئمة، وإنما سقنا حديثه لما فيه من الشواهد لغيره.
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام"(1/ 75): هذا حديث غريب عجيب، حذفت نحو النصف منه، وبسياق مثل هذا الحديث صار أبو هارون متروكًا.
وقال المنذري في "الترغيب"(2792): وروى الأصبهاني من طريق أبي هارون العبدي. . . وهو واهٍ، وذكر الحديث.
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 86): رواه الطبراني في "الصغير" وفيه أبو هارون، واسمه عمارة بن جوين، وهو ضعيف جدًّا.
وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة"(5459): ضعيف جدًّا.
فائدة: روى البيهقي في "الدلائل"(2/ 405): أنبأنا الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن، قال: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن محمد بن إبراهيم البزار، قال: حدثنا أبو حامد بن بلال، قال: حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم، قال: رأيت في النوم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري لا بأس به؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا بأس به". وحدثنا عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عنك ليلة أسري بك، أنك قلت:"رأيت في السماء. . ."، فحدثته بالحديث؟ فقال لي:"نعم". فقلت له: يا رسول اللَّه، إن ناسًا من أمتك يحدثون عنك في المسرى بعجائب؟ فقال لي:"ذاك حديث القصاص".
736 -
قَالَ الخطِيبُ فِي "تَارِيخِ بَغْدَادَ":
أَخْبَرَنَا الحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مكْرمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مكْرمٍ القَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَاهَانَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسْانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرو زُنَيْجُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُغِيْرَة، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَةَ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لمَّا أُسْرِيَ بِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَنَاوَلَنِي جِبْرِيلُ تُفاحَةً، فَانْفَلَقَتْ نِصْفَينِ، فَخَرَجَتْ مِنْهَا حَوْرَاءُ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ".
(126)
737 -
قَالَ ابْنُ الجوْزِيِّ فِي "العِلَلِ المتَنَاهِيَةِ":
أَنْبَأَنَا الحَرِيرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا العُشَارِيُّ، قَالَ: أَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ المعْتَدِي، قَالَ: حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ، عَنْ أَيوبَ، عَنْ سُلَيمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالحٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ العَبْدِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "لمَّا انْتُهِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ مَا سَمِعْتُ صَوْتًا هُو أَحْلَى مِنْ كَلَامِ رَبِي عز وجل، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيمًا، وَرَفَعْتَ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا، وَآتَيْتَ دَاوُدَ زَبُورًا، وَأَعْطَيْتَ سُلَيْمَانَ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَمَاذَا لِي يَا رَبِّ؟ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اتَّخَذْتُكَ خَلِيلًا كَمَا
(126)
"موضوع"
"تاريخ بغداد"(4/ 278 - 279)، وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 82)، وقال: بعد ذكر أحاديث في فضل عثمان: وقد قلب هذا الحديث بعض الناس فجعله لعلي.
وذكر الذهبي الحديث في "الميزان"(1/ 127) فقال: أحمد بن عيسى بن علي بن ماهان، عن زنيج الرازي بخبر منكر في فضل علي. . . هذا كذب، وقد روي مثله لكن "لعثمان" بدل "علي" بإسنادٍ واهٍ، يأتي في ترجمة عبد اللَّه بن سليمان، ويروى بإسنادين ساقطين عن أنس، ووضع من طريق نافع عن ابن عمر.
وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة"(5620): موضوع.