الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعْيَانُ الصَّحَابَةِ مِمَّنْ نَزَلَ بَيْتَ المقْدِسِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ
1 -
عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ
(379)
.
دَخَلَ بَيْتَ المقْدِسِ فَاتِحًا حَالَ الصُّلْحِ
(380)
.
501 -
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ":
حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مُؤَذِّنِ بَيْتِ المقْدِسِ، قَالَ: جَاءَنَا عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ، فَقَالَ: إِذَا أَذَّنْتَ فَتَرَسَّلْ، وَإِذَا أَقَمْتَ فَاحْدِرْ
(381)
.
(382)
(379)
هو أمير المؤمنين الفاروق، ضجيع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصاحبه ووزيره، يكنى أبا حفص، قدم الشام غير مرة، كان رجلًا أبهق طوالًا، أصلع شديد الأدمة، كان يخضب بالحناء والكتم، من المهاجرين الأولين شهد بدرًا، وهو أول من لقب بأمير المؤمنين، وأول من رفع عن بيت المقدس شعار الصلبان، أمه حنتمة بنت هاشم، بويع له يوم مات أبو بكر لثمان بقين من جمادى الأولى، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال، استشهد بالمدينة في آخر سنة ثلاث وعشرين في ذي الحجة. "تاريخ دمشق"(44/ 3 - 483).
(380)
انظر: "تاريخ الطبري"(3/ 81)، و"تاريخ دمشق"(44/ 3).
(381)
حَدَرَ الشيءَ يَحْدِرُه ويَحْدُرُه حَدْرًا وحُدُورًا فانحَدَرَ: حطه من علو إلى سفل. الأزهري، وكل شيء أرسلته إلى أسفل فقد حدرته حدرًا وحدورًا. قال: ولم أسمعه بالألف: أحدرت. قال: ومنه سميت القراءة السريعة الحدر؛ لأن صاحبها يحدرها حدرًا. "لسان العرب": حدر.
(382)
"إسناده ضعيف"
"مصنف ابن أبي شيبة"(1/ 244)، وأخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في كتاب "الصلاة"(226)،
والدارقطني في "سننه"(1/ 238)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(1/ 428)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 258)، كلهم من طريق مرحوم بن عبد العزيز به.
وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص"(1/ 360): ليس في إسناده إلا أبو الزبير مؤذن بيت المقدس، وهو تابعي قديم مشهور.
قلت: وفيه أيضًا عبد العزيز بن مهران والد مرحوم، قال الحافظ: مقبول أي عند المتابعة، وضعفه الألباني في "الإرواء"(1/ 246).
أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجرَّاحِ
(383)
.
انْطَلَقَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ بِبَيْتِ المقْدِسِ، فَأَدْرَكَهُ أَجْلُهُ بِفَحْلٍ فَتُوفِّي بِهَا. . . وَقَالَ: ادْفُنُونِي مِنْ غَرْبِيِّ نَهْرِ الْأُرْدُن إِلَى الْأَرْضِ المقَدَّسَةِ، ثُمَّ قَالَ: ادْفُنُونِي حَيْثُ قَضَيْتُ؛ فَإنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ تَكُونَ سُنَّةً.
(384)
502 -
قَال ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بِدِمَشْقَ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَنَا أَبُو عَبْدِ الملِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي المخَارِقِ، قَالَ: انْطَلَقَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجرَّاحِ مِنَ الجابيَةِ إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ لِلصَّلَاةِ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى النَّاسِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ.
(385)
3 -
سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَاصٍ
(386)
.
(383)
أبو عبيدة بن الجراح: عامر بن عبد اللَّه بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، القرشي الفهري المكي، أحد السابقين الأولين، أمي الأمة، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، قيل: توفي سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة. انظر "سير أعلام النبلاء"(1/ 5).
(384)
انظر: "تاريخ دمشق"(25/ 486)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 52 ب).
(385)
"إسناده ضعيف"
"فضائل بيت المقدس"(ص 258)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(25/ 485 - 486)، من طريق أبي القاسم علي بن يعقوب به.
وفي إسناده أبو بكر بن أبي مريم: ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط.
(386)
سعد هو: ابن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، أحد العشرة، وأحد السابقين الأولين، وأحد من شهد بدرًا والحديبية، وأحد الستة أهل الشورى، مات وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، في سنة ست وخمسين أو سبع. انظر "سير أعلام النبلاء"(1/ 92).
أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ المقْدِسِ فِي عَامِ الحكَمَيْنِ، مَاتَ بمَكَّةَ.
(387)
4 -
سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيلٍ
(388)
.
قَدِمَ بَيْتَ المقْدِسِ زَمَنَ الْفُتُوحِ، مَاتَ بِالْعَقِيقِ
(389)
، وَيُقَالُ: بِالْكُوفَةِ.
5 -
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
(390)
.
أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ المقْدِسِ
(391)
.
6 -
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ
(392)
.
أَهَل مِنْ بَيْتِ المقْدِسِ فِي الشِّتَاءِ، تُوفيَ سَنَةَ 63 هـ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً.
(387)
انظر "تاريخ دمشق"(45/ 37).
(388)
سعيد هو: ابن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط، أبو الأعور القرضي العدوي، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ومن السابقين الأولين البدريين، شهد المشاهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وشهد حصار دمشق وفتحها. انظر "سير أعلام النبلاء"(1/ 124).
(389)
العقيق: كل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه، قيل: وفي بلاد العرب أربعة أعقة، وهي أودية عادية شقتها السيول، وقال الأصمعي: الأعقة الأودية، قال: فمنها عقيق عارض اليمامة، وهو واد واسمع مما يلي العرمة يتدفق فيه شعاب العارض. انظر "معجم البلدان"(4/ 156).
(390)
عبد اللَّه بن عمر هو: ابن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح، أبو عبد الرحمن القرضي العدوي المكي، ثم المدني، أسلم وهو صغير، ثم هاجر مع أبيه ولم يحتلم، واستصغر يوم أحد، فأول غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة. انظر "سير أعلام النبلاء"(3/ 203).
(391)
انظر: "المحلى"(7/ 75)، و"معرفة السنن والآثار"(3/ 538).
(392)
هو عبد اللَّه بن عباس، البحر، حبر الأمة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، أبو العباس، ابن عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، مولده بشعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين، صحب النبي صلى الله عليه وسلم نحوًا من ثلاثين شهرًا، وأمه هي أم الفضل، وله جماعة أولاد، أكبرهم العباس، انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وكان أبيض، طويلًا، مشربًا صفرة، جسيمًا، وسيمًا، صبيح الوجه، له وفرة، يخضب بالحناء، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالحكمة، توفي سنة ثمان أو سبع وستين، وقيل: عاش إحدى وسبعين سنة. انظر "سير أعلام النبلاء"(3/ 331 - 359).
7 -
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ العَاصِ
(393)
.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الجدَلِي، قَالَ: أَتَيْتُ بَيْتَ المقْدِسِ، فَإِذَا عُبَادَةُ بن الصَّامِتِ
(394)
وَعبدُ اللَّهِ بْنُ عَمرٍو وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ يَتَحَدَّثُونَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ. . .
(395)
8 -
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ
(396)
.
503 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا في "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ، قَالَ: أَبَنَا عِيسَى، قَالَ: أَبَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بن النُّعْمَانِ، قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: ثَنَا هَانِئُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَرديحُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحَمَنِ ابنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ؛ أنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَتَى بَيْتَ المقْدِسِ، وَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا يَصُومُ وَيُصَلِّي، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهَا وَكَانَ عَلَى الشَّرَفِ الْتَفَتَ إِلَيْهَا، ثُمَّ أَقْبَل عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِكُمْ فَقَدْ غُفِرَتْ لَكُمْ، فَانْظُروا مَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ أَعْمَارِكُمْ.
(397)
(393)
عبد اللَّه بن عمرو هو: ابن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وابن صاحبه، وليس أبوه أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنة أو نحوها، وقد أسلم قبل أبيه، ويقال: كان اسمه العاص، قيل: مات سنة ثلاث وستين أو خمس وستين. انظر "سير أعلام النبلاء"(3/ 79).
(394)
عبادة بن الصامت هو: ابن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف ابن الخزرج، أبو الوليد الأنصاري، أحد النقباء ليلة العقبة، ومن أعيان البدريين، سكن بيت المقدس، وقال يحيى بن بكير وجماعة: مات سنة أربع وثلاثين، وقال الهيثم بن عدي: مات سنة خمس وأربعين. انظر "سير أعلام النبلاء"(2/ 5).
(395)
أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(8/ 100).
(396)
هو السيد الإمام أبو عبد الرحمن الانصاري الخزرجي المدني البدري، شهد العقبة شابًا أمرد، وله عدة أحاديث، أعلم الأمة بالحلال والحرام. انظر "سير أعلام النبلاء"(1/ 443).
(397)
"فضائل بيت المقدس"(ص 236)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 5 ب).
504 -
قَالَ الْبَزَّارُ فِي "المسْنَدِ":
حَدَّثَنَا يَعقُوبُ بْنُ نصْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ حَدِيثِ الحارِثِ بْنِ عُمَيْرَةَ؛ أَنَّهُ قَدِم مَعَ مُعَاذٍ مِنَ الْيَمَنِ، فَمَكَثَ مَعَهُ فِي دَارِهِ، وَفِي مَنْزِلِهِ، فَأَصَابَهُمْ الطَّاعُونُ، فَطُعِنَ مُعَاذٌ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةٍ، وَأَبُو مَالِكٍ جَمِيعًا فَي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ العَاصِي حينَ حَسَّ بِالطَّاعُونِ فَرَّ وَفَرَقَ فَرَقًا شَدِيدًا، وَقَالَ: يَأَيُّهَا النَّاسُ، تَفَرَّقُوا فِي هَذِهِ الشِّعَابِ، فَقَد نَزَلَ بِكُم أَمْرٌ مِن أَمْرِ اللَّهِ، لَا أُرَاهُ إِلَّا رِجْزٌ، وَطَاعُونٌ. فَقَالَ لَهُ شُرَحْبَيلُ بْنُ حَسَنَةَ: كَذَبْتَ قَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنْتَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِكَ. فَقَالَ عَمْرُو: صَدَقْتَ. فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلِ لِعَمْرِو بْنِ العَاصِي: كَذَبْتَ لَيْسَ بِالطَّاعُونِ، وَلَا الرِّجْزِ، وَلَكِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكم، وَدَعوَة نَبِيِّكم، وَقَبْضُ الصَّالِحِينَ، اللهُمَّ فَآت آلَ مُعَاذٍ النَّصِيبَ الأَوفَرَ من هَذِه الرَّحمَةِ. قَالَ: فَمَا أَمسَى حَتَّى طُعِنَ عَبدُ الرَّحمَنِ ابْنُهُ، وَأَحَبُّ الخَلْقِ إِلَيهِ الَّذِي كَانَ يُكْنَى بِهِ، فَرَجَعَ مُعَاذٌ مِن المَسْجِدِ، فَوَجَدَه مَكْرُوبًا، فَقَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحمَنِ، كَيْفَ أَنْتَ؟ فَاستَجَابَ لَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَهْ، الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الممْتَرِينَ، فَقَالَ مُعَاذُ: وَأَنَا إِنْ شَاءَ اللَّه سَتَجِدُنِي مِنَ الصَّابِرِينَ، فَمَاتَ مُن لَيْلَتِهِ، وَدَفَنَهُ مِنَ الغَدِ، فَجَعَلَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُرْسِلُ الحَارُثَ بْنَ عُمَيْرَةَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ يَسْألهُ كَيْفَ هُوَ؟ فَأَرَاهُ أَبُو عُبَيدَةَ طَعْنَةً بِكَفِّه، فَبَكَى الحَارِثُ بْنُ عُمَيْرَةَ، وَفَرَقَ مِنْهَا حِينَ رَآهَا، فَأَقسَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِاللَّهِ مَا يُحِبُّ أَنَّ لَهُ مَكَانَهَا حُمُرَ النَّعَمِ، قَالَ: فَرَجَعَ الحَارِثُ إِلَى مُعَاذٍ، فَوَجَدَهُ مَغْشِيًّا عَلَيهِ، فَبَكَى الحَارِثَ، وَاسْتَبْكَى، ثُمَّ إِنَّ مُعَاذًا أَفَاقَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الحِمْيَرِيَّةِ، لِمَ تَبْكِ عَلَيَّ؟! أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ. فَقَالَ الحَارِثُ: وَاللَّهِ مَا عَلَيكَ أَبْكِي. فَقَالَ مُعَاذٌ: فَعَلَى مَا تَبْكِي؟ قَالَ: أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَنِي مِنْكَ العَصْرَيْنِ الغُدُوِّ وَالرَّوَاحِ. قَالَ مُعَاذُ: أَجْلِسْنِي. فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ، فَقَالَ: اسْمَعْ
مِنِّي فَإِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ، إِنَّ الَّذِي تَبْكِي عَلَيْهِ مِنْ غُدُوِّكَ وَرَوَاحِكَ، فَإِنَّ العِلْمَ مَكَانَهُ بَيْنَ لَوْحَيِ المصْحَفِ، فَإِنْ أَعْيَا عَلَيكَ تَفْسِيرَهُ، فَاطْلُبْهُ بَعْدِي عَنْ ثَلَاثٍ: عُوَيمِرُ أَبُو الدَّرْدَاءِ، أَوْ عِنْدَ سَلْمَانَ الفَارِسِي، أَو عِنْدَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، وَأُحَذِّرُكَ زَلَّةَ العَالِمِ، وَجِدَالَ المنَافِقِ. ثُمَّ إِنَّ مُعَاذًا اشْتَدَّ بِهِ النَّزْعُ: نَزْعُ الموْتِ، فَنَزَعَ نَزْعًا لَمْ يَنْزَعْهُ أَحَدٌ، فَكَانَ كُلَّمَا أَفَاقَ مِنْ غَمْرَةٍ، فَتَحَ طَرْفَهُ، فَقَالَ: اخْنُقْنِي خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ: فَلَمَّا قَضَى نَحْبَهُ، انْطَلَقَ الحَارِثُ حَتَّى أَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ بحِمْصَ، فَمَكَثَ عِنْدَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ قَالَ الحَارِثُ: إِنَّ أَخِي مُعَاذًا أَوْصَانِي بِكَ، وَبِسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَبِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا مُنْطَلِقًا إِلَى العِرَاقِ. فَقَدِمَ الكُوفَةَ، فَجَعَلَ يَحْضُرُ مَجْلِسَ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ فِي المجْلِسِ ذَاتَ يَوْمٍ، قَالَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ: فمن أَنْتَ؟ قُلْتُ: امْرُوٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ: نِعْمَ الحَيُّ أَهْلُ الشَّامِ، لَوْلَا وَاحِدَةٌ. قَالَ الحَارِثُ: وَمَا تِلكَ الوَاحِدَةُ؟ قَالَ: لَوْلَا أَنَّهُمْ يَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ. قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ الحَارِثُ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، وَقَالَ: صَدَقَ مُعَاذ عِنْدَمَا قَالَ لِي. فَقَالَ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ: وَمَا قَالَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: حَذَّرَنِي زَلَّةَ العَالِمِ، وَاللَّه مَا أَنْتَ يَا ابْنَ مَسْعُود إِلَّا أَحَدُ رَجُلَيْنِ، إِمَّا رَجُلٌ أَصْبَحَ عَلَى يَقِينٍ، وَيَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، فَأَنْتَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ، أَوْ رَجُلٌ مُرْتَابٌ لَا تَدْرِي أَيْنَ مَنْزِلَتُكَ. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: صَدَقَ أَخِي إِنَّهَا زَلَّةٌ، فَلَا تُؤَاخِذْنِي بهَا. فَأَخَذَ ابْنُ مَسعُودٍ بِيَدِ الحَارِثِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ، فَمَكَثَ عِنْدَهُ مَا شَاءَ اللَّه، ثُمَّ قَالَ الحَارِثُ: لَا بُدَّ لِي أَنْ أُطَالِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سَلْمَانَ الفَارِسِيَّ بِالمدَائِنِ. فَانْطَلَقَ الحَارِثُ حَتَّى قَدِمَ سَلْمَانُ بِالمدَائِنِ، فَلَمَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ، قَالَ: مَكَانَكَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيكَ، قَالَ الحَارِثُ: وَاللَّهِ مَا أَرَاكَ تَعْرِفُنِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: بَلَى عَرَفَتْ رُوحِي رُوحَكَ قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَكَ، إِنَّ الأَرْوَاحَ عِنْدَ اللَّهِ
جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا فِي غَيْرِ اللَّهِ اخْتَلَفَ. فَمَكَثَ عِنْدَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّامِ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَعَارَفُونَ فِيِ اللَّهِ وَيَتَزَاوَرُونَ فِي اللَّهِ.
(398)
9 -
أَبُو ذَرٍ الْغِفَارِيُّ جُنْدُبُ بْنُ جَنَادَةَ
(399)
.
505 -
قال عبد الرزاق في "مصنفه":
عن الْأَوْزَاعِي، قال: أَخْبَرَنِي هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ بَيْتَ المقْدِسِ، فَوَجَدْتُ فِيهِ رَجُلًا يُكْثِرُ السُّجُودَ، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: أَتَدْرِي عَلَى شَفْعٍ انْصَرَفْتَ أَمْ عَلَى وِتْرٍ؟ قَالَ: إِنْ أَكُ لَا أَدْرِي، فَإِنَّ اللَّه عز وجل يَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:"مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً". قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرْنِي مَنْ أنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّه؟ قَالَ:
(398)
"ضعيف"
"مسند البزار"(2671)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 461)، عن عبد الحميد به، وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "مصنفه"(6/ 161)، وفي كتاب "الإيمان"(76)، وعنه عبد بن حميد في "المنتخب"(129)، والطبراني في "الكبير"(20/ 116 رقم 231)، عن أبي معاوية، عن داود ابن أبي هند، عن شهر بن حوشب، عن الحارث بن عميرة، بنحوه، ولم يذكر فيه عبد الرحمن بن غنم.
وأخرجه أحمد في "مسنده"(1/ 196)، من طريق أبان بن صالح، عن شهر بن حوشب، عن رابِّه -رجل من قومه- عن أبي عبيدة بن الجراح ببعضه.
ومداره في الطرق السابقة على شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد اضطرب في روايته على الوجوه المتقدمة.
(399)
أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، وقيل: جندب بن سكن، وقيل: برير بن جنادة، وقيل: برير ابن عبد اللَّه، أحد السابقين الأوفي، من نجباء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كان خامس خمسة في الإسلام، مات سنة اثنتين وثلاثين. انظر "سير أعلام النبلاء"(2/ 46).
أَنَا أَبُو ذَرٍّ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قال: فَتَقَاصَرَتْ إِلَيَّ نَفْسِي.
(400)
506 -
قَالَ ابْنُ المرَجَّا فِي "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الحسَنِ، قَالَ: أَبَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَبْدِ الملِكِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الملِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: ثَنَا نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ -يَعْنِي: ابْنَ سُلَيْمَانَ- قَالَ: ثَنَا أَبِي، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَيسٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ غَضِيفِ بْنِ الحارثِ نُرِيدُ بَيْتَ المقْدِسِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا دِمشْقَ، قَالَ غَضِيفٌ: لَوْ أَتَيْنَا أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قُلْنَا: نَؤمُّ لِهَذَا الْبَيْتِ -يَعْنِي بَيْتَ المقْدِسِ- نُصَلِّي فِيهِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: هَذَا مَسْجِدٌ فَصَلِّي فِيهِ، فَقَالَ غَضيفٌ: فَإِنِّي قَدْ تَجَهَّزْتُ وَحَمَلْتُ أَهْلِي، قَالَ: إِذْ كُنْتَ فَاعِلًا فَلَا تَزِدْ عَلَى صَلَاةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَالْقَ أَخِي أَبَا ذَرٍّ فَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: اتَّقِ اللَّه وَخَفِ النَّاسَ، قَالَ: فَأَتَيْنَا أَبَا ذَر رضي الله عنه فَلَقِينَاهُ قَائِمًا يُصَلِّي، لَا نَدْرِي أَقِيَامُهُ أَطْوَلُ أَم رُكُوعُهُ أَمْ سُجُودُهُ، قَالَ: فَقُلْنَا إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ لَكَ: اتَّقِ اللَّه وَخَفِ النَّاسَ. فَقَالَ: أَبُو ذَرٍّ: اللهُمَّ غُفْرًا اللهُمَّ غُفْرًا، إِنْ كُنَّا سَمِعْنَا فَقَدْ سَمعَ، وَإِنْ كُنَّا رَأَيْنَا فَقَدْ رَأَى، أَوْ مَا عَلِمَ أَنِّي بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَنْ لَا تَأخُذَنِي فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ.
(401)
(400)
"إسناده صحيح"
"المصنف"(3561)، وأخرجه أحمد (5/ 164)، من طريق عبد الرزاق به، والدارمي في "سننه"(1461) من طريق الأوزاعي به، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 53 أ)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 37 ب).
قال الألباني في "الإرواء"(2/ 209): إسناده صحيح.
(401)
"ضعيف"
"فضائل بيت المقدس"(ص 251 - 253)، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(48/ 74) من طريق أبي الحسن به، والطبراني في "مسند الشاميين"(1575) من طريق نصر بن محمد به مختصرًا.
10 -
سَلْمَانُ الْفَارِسِي
(402)
.
دَخَلَ بَيْتَ المقْدِسِ يَبْتَغِي الْعِلْمَ مِنَ الزاهِبِ، وَقِصَّتُهُ مَشْهُورَةٌ، مَات فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بِالمدَائِنِ، وَقِيلَ: تُوفِّيَ سَنَةَ سِتٍ وَثَلَاثِينَ.
(403)
507 -
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي "مُصَنَّفِهِ":
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي قرةَ الْكندِي، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَبْنَاءِ أَسَاورةَ فَارِسَ وَكُنْتُ فِي كُتَّابٍ وَمَعِي غُلَامَان، وَكَانَا إِذَا رَجَعَا مِنْ مُعَلِّمِهِمَا أَتَيَا قِسًّا فَدَخَلَا عَلَيْهِ فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَقَالَ: أَلَمْ أنهكُمَا أَنْ تَأتِيَانِي بِأَحَدٍ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى كُنْتُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهُما، قَالَ فَقَالَ لِي: إِذَا سَأَلَكَ أَهْلُكَ مَنْ حَبَسَكَ؟ فَقُلْ: مُعَلِّمِي، وَإِذَا سَألَكَ مُعَلِّمُكَ: مَنْ حَبَسَكَ؟ فَقُلْ: أَهْلِي، ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا أَتَحَوَّلُ مَعَكَ، فَتَحَوَّلْتُ مَعَهُ فَنَزَلْنَا قَرْيَةً، فَكَانَتِ امْرَأَة تَأْتِيهِ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ لِي: يَا سَلْمَانَ: احْفِرْ عِنْدَ رَأْسِي، فَحَفَرْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ فَاسْتَخْرَجْتُ جرةً مِنْ دَرَاهِمَ، فَقَالَ لِي: صُبَّهَا عَلَى صَدْرِي، فَصَبَبْتُهَا عَلَى صَدْرِهِ، فَكَانَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِاقْتِنَائِي، ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ فَهَمَمْتُ بِالدَّرَاهِمِ أَنْ آخُذَهَا، ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُ فَتَركْتُهَا، ثُمَّ إِنِّي آذَنْتُ
= ووقع في "مسند الشاميين": عفيف. وهو تصحيف، والصواب: غضيف.
قلت: وإسناده ضعيف؛ محمد بن سليمان مقبول كما قال الحافظ، ولم يتابع، وابنه نصر ضعيف، قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه، وهو ضعيف الحديث لا يصدق.
(402)
هو سلمان ابن الإسلام، أبو عبد اللَّه الفارسي سابق الفرس إلى الإسلام، صحب النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه، كان لبيبًا حازمًا، من عقلاء الرجال وعبادهم ونبلائهم، دخل بيت المقدس يبتغي العلم من الراهب، وقصته مشهورة، ومجموع أمره وأحواله ينبئ بأنه ليس بمعمر ولا هرم، فقد فارق وطنه وهو حدث، ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل، فلم ينشب أن سمع بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجر، مات في خلافة عثمان بالمدائن، وقيل: توفي سنة ست وثلاثين، فلعله عاش بضعًا وسبعين سنة، وما أراه بلغ المئة. انظر:"سير أعلام النبلاء"(5/ 501 - 558)، و"مستدرك الحاكم"(3/ 629).
(403)
انظر "مستدرك الحاكم"(3/ 629).
الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانَ بِهِ فَحَضَرُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ مَالًا، قَالَ: فَقَامَ شَبَابٌ فِي الْقَرْيَةِ فَقَالَوا: هَذَا مَالُ أَبِينَا، فَأَخَذُوهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لِلرُّهْبَانِ: أَخْبِرُونِي بِرَجُلٍ عَالِمٍ أَتبِعْهُ، قَالُوا: مَا نَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُل بِحِمْصَ، فَانْطَلَقْتُ إلَيْهِ فلقيته فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، قَالَ: فَقَالَ: أَوَمَا جَاءَ بِكَ إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ، قُلْتُ: مَا جَاءَ بِي إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ، قَالَ: فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ أَعْلَمُ مِنْ رَجُلٍ يَأتِي بَيْتَ المقْدِسِ كُلَّ سَنَةٍ، إِنِ انْطَلَقْتَ الْآنَ وَجَدتَّ حِمَارَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا أَنَا بِحِمَارِهِ عَلَى بَابِ بَيْتِ المقْدِسِ، فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ وَانْطَلَقَ، فَلَمْ أَرَهُ حَتَّى الحول، فَجَاءَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! مَا صَنَعْتَ بِي؟ قَالَ: وَإِنَّكَ لَهَا هُنَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ رَجُلًا أَعْلَمُ مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضِ تيماء
(404)
، وَإنْ تَنْطِلِقِ الْآنَ تُوَافِقْهُ، وَفِيهِ ثَلَاثُ آيَات: يَأكُلُ الهدِيَّةَ، وَلَا يَأكُلُ الصَّدَقَةَ، وَعِنْدَ غُضْرُوفِ
(405)
كَتِفهِ الْيُمْنَى خَاتَمُ النُّبُوَّةِ مِثْلَ بَيْضَةِ الحمَامَةِ لَوْنُهَا لَوْنُ جِلْدِهِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ تَرْفَعُنِي أَرْضٌ وَتَخْفِضُنِي أُخْرَى حَتَّى مَرَرْتُ بِقَوْمٍ مِنَ الْأَعْرَابِ، فَاسَتَعْبَدُونِي فَبَاعُونِي حَتَّى اشْتَرتْنِي امْرَأَةٌ بِالمدِينَةِ، فَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ عليه الصلاة والسلام وَكَانَ عَزِيزًا فَقُلْتُ لَهَا: هَبِي لِي يَوْمًا، قَالَتْ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْتُ فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا فَبِعْتُهُ، وَصَنَعْتُ طَعَامًا فَأَتِيتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يَسِيرًا فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدِيهِ، فَقَالَ:"مَا هَذَا؟ " قُلْتُ: صَدَقَةً، قَالَ: فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: "كُلُوا". وَلَمْ يَأكُلْ، قَالَ: قُلْتُ: هَذَا مِنْ عَلَامَتِهِ، ثُمَّ مَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ قُلْتُ
(404)
تيماء بالفتح والمد هو: بليد من أطراف الشام، بين الشام ووادي القرى، على طريق حاج الشام ودمشق. انظر "معجم البلدان" (2/ 78). وهي عند ابن حبان: تهامة. قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان"(2/ 63): قال أبو المنذر: تهامة تساير البحر، منها مكة.
(405)
الغُضْرُوف هو: كل عظم رخص لين في أي موضع كان، والغضروف العظم الذي على طرف المحالة، وفي حديث صفته صلى الله عليه وسلم أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه، غضروف الكتف: رأس لوحها. انظر "لسان العرب": غضرف.
لِمَوْلَاتِي: هَبِي لِي يَوْمًا، قَالَتْ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْت فَاحْتَطَبْت حَطَبًا فَبِعْتة بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَصَنَعْت بِهِ طَعَامًا، فَأتيتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ أَصْحَابهِ فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ:"مَا هَذَا؟ " قلت: هَدِيْةً، فَوَضَعَ يَدَهُ وَقَالَ لِأَصْحَابه:"خذوا بِاسْمِ اللَّهِ". وَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوْةِ، فَقلْت: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ:"وَمَا ذَاكَ؟ " فَحَدَّثْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ، ثُمَّ قلْت: أَيَدْخل الجنَّةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّكَ نَبِيٌّ؟ قَالَ:"لَنْ يَدْخُلَ الجنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ".
(406)
(406)
"حسن"
"مصنف ابن أبي شيبة"(8/ 453)، وأخرجه أحمد (5/ 438) عن أبي كامل، وابن حبان في "صحيحه"(7124)، ووكيع في "أخبار القضاة"(2/ 187) كلاهما عن عبد اللَّه بن رجاء، وابن سعد في "طبقاته"(4/ 60) عن عبيد اللَّه بن موسى، والطبراني في "الكبير"(6/ 259 رقم 6155) عن مخول بن إبراهيم، وابن عساكر في "تاريخه"(21/ 390) عن عمرو بن محمد العنقزي، كلهم عن إسرائيل بنحوه.
قال الهيثمي في "المجمع"(8/ 240 - 241): رجاله ثقات. وقال في (9/ 336): رجال الرواية الثانية انفرد بها أحمد، ورجالها رجال الصحيح، غير عمر بن أبي قرة الكندي، وهو ثقة.
قلت: نعم، سوى أبي قرة الكندي، وقد ذكره ابن حبان في "ثقاته"(5/ 587)، وقال: روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
وقال ابن سعد: كان معروفًا قليل الحديث. اهـ.
قلت: ومثله يحتمل منه في هذه الطبقة؛ خاصة أن الحديث له شواهد يقوى بها، فالإسناد بشواهده يحسن على أقل أحواله، ومن أنظف شواهد الحديث:
ما أخرجه أحمد (5/ 441)، وابن سعد في "طبقاته"(4/ 56)، والطبراني في "الكبير"(6/ 222 رقم 6065)، والخطيب في "تاريخه"(1/ 164 - 165)، والبزار في "مسنده"(2500)، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان"(1/ 209)، والبيهقي في "سننه الكبير"(10/ 340)، وفي "الدلائل"(2/ 92)، والذهبي في "السير"(1/ 506)، وغيرهم، كلهم عن ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر ابن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن عبد اللَّه بن عباس، عن سلمان، قال: كنت رجلًا فارسيًّا من أهل أصبهان، من أهل قرية منها، يقال لها: جي، وكان أبي دهقان قريته، وكنت أحب خلق اللَّه إليه، فلم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته، أي ملازم النار، كما تحبس الجارية، وأجهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها، لا يتركها تخبو ساعة، قال: وكانت لأبي ضيعة عظيمة، قال: فشغل في بنيان له يومًا، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقال لي: يا بني، إني قد شغلت في بنيان هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب فاطلعها. وأمرني فيها ببعض ما يريد، فخرجت أريد ضيعته، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون، وكنت لا أدري ما أمر الناس؛ لحبس أبي إياي في بيته، فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم، دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، قال: فلما رأيتهم أعجبني صلاتهم، ورغبت في أمرهم، وقلت: هذا واللَّه خير من الدين الذي نحن عليه، فواللَّه ما تركتهم حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي، ولم آتها، فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام. قال: ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي، وشغلته عن عمله كله، قال: فلما جئته، قال: أي بني، أين كنت؟ ألم أكن عهدت إليك ما عهدت؟ قال: قلت: يا أبت، مررت بناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فواللَّه مازلت عندهم حتى غربت الشمس، قال: أي بني ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه. قال: قلت: كلا، واللَّه إنه خير من ديننا، قال: فخافني فجعل في رجلي قيدًا، ثم حبسني في بيته، قال: وبعثت إلي النصارى، فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام، تجار من النصارى، فأخبروني بهم. قال: فقدم عليهم ركب من الشام، تجار من النصارى، قال: فأخبروني بهم، قال: فقلت لهم: إذا قضوا حوائجهم، وأرادوا الرجعة إلى بلادهم، فاذنوني بهم. قال: فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي، ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها، قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة. قال: فجئته، فقلت: إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك أخدمك في كنيستك، وأتعلم منك، وأصلي معك، قال: فادخل. فدخلت معه، قال: فكان رجل سوء؛ يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا إليه منها أشياء اكتنزه لنفسه، ولم يعطه المساكين، حتى جمع صغ قلال من ذهب وورق، قال: وأبغضته بغضًا شديدًا لما رأيته يصنع، ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة، ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه، ولم يعط المساكين منها شيئًا، قالوا: وما علمك بذلك؟ قال: قلت: أنا أدلكم على كنزه. قالوا: فدلنا عليه. قال: فأريتهم موضعه، قال: فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا وورقًا، قال: فلما رأوها قالوا: واللَّه لا ندفنه أبدًا. فصلبوه، ثم رجموه بالحجارة، ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه بمكانه، قال: يقول سلمان: فما رأيت رجلًا لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه، أزهد في الدنيا، ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلًا ونهارًا منه، قال: فأحببته حبًّا لم أحبه من قبله، وأقمت معه زمانًا، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: يا فلان، إني كنت معك، وأحببتك حبًّا لم أحبه من قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر اللَّه، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، واللَّه ما أعلم أحدًا اليوم على ما كنت عليه؛ لقد هلك الناس، وبدَّلوا، وتركوا أكثر ما كانوا عليه، إلا رجلًا بالموصل، وهو: فلان، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فهو على ما كنت عليه، فالحق به. قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل، فقلت له: يا فلان، إن فلانًا أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره، قال: فقال لي: أقم عندي. فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة، قلت له: يا فلان إن فلانًا أوصى بي إليك، وأمرني باللحوق بك، وقد حضرك من اللَّه عز وجل ما ترى، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، واللَّه ما أعلم رجلًا على مثل ما كنا عليه إلا بنصيبين، وهو: فلان، فالحق به. وقال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين، فجئته فأخبرته بخبري، وما أمرني به صاحبي، قال: فأقم عندي. فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبيه، فأقمت مع خير رجل، فواللَّه ما لبث أن نزل به الموت، فلما حضر، قلت له: يا فلان، إن فلانًا كان أوصى بي إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، واللَّه ما نعلم أحدًا بقي على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلًا بعمورية؛ فإنه بمثل ما نحن عليه، فإن أحببت فأْته. قال: فإنه على أمرنا. قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية، وأخبرته خبري، فقال: أقم عندي. فأقمت مع رجل على هدي أصحابه وأمرهم، قال: واكتسبت حتى كان لي بقرات وغنيمة، قال: ثم نزل به أمر اللَّه، فلما حضر، قلت له: يا فلان، إني كنت مع فلان فأوصى بي فلان إلى فلان، وأوصى بي فلان إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصي بي؟ وما تأمرني؟ قال: أي بني، واللَّه ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم، يخرج بأرض العرب، مهاجرًا إلى أرض بين حرتين، بينهما نخل، به علامات لا تخفى: يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل. قال: ثم مات وغيب، فمكثت بعمورية ما شاء اللَّه أن أمكث، ثم مر بي نفر من كلب تجارًا، فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه؟ قالوا: نعم. فأعطيتهموها وحملوني، حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني؛ فباعوني من رجل من يهود عبدًا، فكنت عنده، ورأيت النخل، ورجوت أن تكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق لي في نفسي، فبينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه، فاحتملني إلى المدينة، فواللَّه ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها؛ بصفة صاحبي، فأقمت بها، وبعث اللَّه رسوله، فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فواللَّه إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل، وسيدي جالس، إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه، فقال فلان: قاتل اللَّه بني قيلة؛ واللَّه إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم، يزعمون أنه نبي. قال: فلما سمعتها أخذتني العرواء حتى ظننت سأسقط على سيدي، قال: ونزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه ذلك: ماذا تقول؟ ماذا تقول؟ قال: فغضب سيدي، فلكمني لكمة شديدة، ثم قال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ما لك ولهذا! أقبل على عملك. قال: قلت: لا شيء، إنما أردت أن أستثبت عما قال، وقد كان عندي شيء قد جمعته، فلما أمسيت أخذته، ثم ذهبت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو بقباء، فدخلت عليه، فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح، ومعك أصحاب لك غرباء، ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم، قال: فقربته إليه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأصحابه:"كلوا". وأمسك يده فلم يأكل، قال: قلت في نفسي: هذه واحدة، ثم انصرفت عنه، فجمعت شيئًا، وتحول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم جئت به، فقلت: إني رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها، قال: فأكل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها، وأمر أصحابه فأكلوا معه، قال: فقلت في نفسي: هاتان اثنتان، ثم جئت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد، قال: وقد تبع جنازة من أصحابه، عليه شملتان له، وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدرت أنظر إلى ظهره، هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي، فلما رآني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم استدرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، قال: فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم، فعرفته، فانكببت عليه أقبله، وأبكي، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"تحول". فتحولت، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس، قال: فأعجب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك أصحابه، ثم شغل سلمان الرق، حتى فاته مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بدر وأحد، قال: ثم قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كاتب يا سلمان". فكاتبت صاحبي على ثلاثمئة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأصحابه:"أعينوا أخاكم". فأعانوني بالنخل، الرجل بثلاثين ودية، والرجل بعشرين، والرجل بخمس عشرة، والرجل بعشر، يعني الرجل بقدر ما عنده، حتى اجتمعت لي ثلاثمئة ودية، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اذهب يا سلمان ففقر لها، فإذا فرغت فأتني؛ أكون أنا أضعها بيدي". ففقرت لها، وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم معي إليها، فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول اللَّه بيده، فوالذي نفس سلمان بيده، ما ماتت منها ودية واحدة، فأديت النخل، وبقي علي المال، فأتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب، من بعض المغازي، فقال:"ما فعل الفارسي المكاتب؟ " قال: فدعيت له، فقال:"خذ هذه، فأد بها ما عليك يا سلمان". فقلت: وأين تقع هذه يا رسول اللَّه مما علي، قال:"خذها فإن اللَّه عز وجل سيؤدي بها عنك". قال: فأخذتها، فوزنت لهم منها، والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم، وعتقت، فشهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الخندق، ثم لم يفتني معه مشهد.
قلت: وإسناده صحيح وابن إسحاق صرح بالسماع عند أحمد والبزار وغيرهما.
قال الهيثمي في "المجمع"(9/ 336): رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع.
وقال الحافظ في "الإصابة": رويت قصته من طرق كثيرة من أصحها ما أخرجه أحمد من حديثه نفسه، =
11 -
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ
(407)
، سَيْفُ اللَّهِ.
دَخَلَ بَيْتَ المقْدِسِ، وَشَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَتُوفِّيَ بحِمْصَ، وَقَبْرُهُ ظَاهِرٌ بِهَا يُزَارُ.
(408)
12 -
عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ
(409)
.
دَخَلَ بَيْتَ المقْدِسِ، وَبَنَى بِهَا حَمَّامًا.
(410)
13 -
معَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ
(411)
.
قَالَ أَبْو قتيلةَ: شَهِدتُّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيانَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ عَلَى مِنْبَرٍ يَخْطُبُ. . .
(412)
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ":
ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنَا مَعْمَرُ، عَنْ أَيوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ،
= وأخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضًا، وأخرجه الحاكم من حديث بريدة، وعلق البخاري طرفًا منها، وفي سياق قصته في إسلامه اختلاف يتعسر الجمع فيه، وروى البخاري في "صحيحه" عن سلمان أنه تداوله بضعة عشر سيدًا.
(407)
خالد بن الوليد هو: ابن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، هاجر مسلمًا في صفر سنة ثمان، ثم سار غازيًا، فشهد غزوة مؤتة، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف اللَّه، وشهد الفتح وحنينًا، عاش ستين سنة، ومات على فراشه، توفي بحمص سنة إحدى وعشرين. انظر "سير أعلام النبلاء"(1/ 366).
(408)
انظر "تاريخ دمشق"(66/ 286)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 57 أ)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 38 أ).
(409)
عياض بن غنم هو: ابن زهير بن أبي شداد، أبو سعد الفهري، ممن بايع بيعة الرضوان، واستخلفه أبو عبيدة بن الجراح على الشام، عاش ستين سنة، ومات في سنة عشرين بالشام، شهد الحديبية، وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك. انظر "سير أعلام النبلاء"(2/ 354).
(410)
انظر: "تاريخ دمشق"(59/ 435)، و"تاريخ أبي زرعة الدمشقي"(1/ 218)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 57 أ).
(411)
هو أمير المؤمنين، ملك الإسلام، أبو عبد الرحمن، القرشي الأموي المكي، أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح. "سير أعلام النبلاء"(3/ 119).
(412)
"مسند الشاميين"(442).
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو، قَالَ: وَجَدتُّ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ يَوْمَ غَزَوْنَا الْيَرْمُوكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، عُمَرُ الْفَارُوقُ قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ، أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، عُثْمَانُ ذُو النُورَينِ أُوتِيَ كِفْلَينِ مِنَ الرَّحْمَةِ لِأَنَّهُ يُقْتَلُ، أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَكُونُ وَالِي الْأَرْضِ المقَدَّسَةِ وَابْنُهُ، قَالَ عُقْبَةُ: قُلْتُ لِابْنِ الْعَاصِ: سَمِّهِمَا كَمَا سَمَّيْتَ هَؤُلَاءِ. قَالَ: مُعَاوِيَةُ وَابْنُهُ.
(413)
14 -
أَبُو هُرَيْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ
(414)
.
قَدِمَ بِيْتَ المقْدِسِ وَمَاتَ بِالمدِينَةِ، وَقِيلَ بالْعَقِيقِ سَنَةَ 57 هـ.
15 -
بو أُمَامَةَ صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ
(415)
.
سَكَنَ دِمَشْقَ وبَيْتَ المقْدِسِ، وَتُوفِّيَ سَنَةَ 86 هـ.
(416)
16 -
عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ
(417)
.
(413)
"رجاله ثقات"
"فضائل الصحابة"(74)، وأخرجه نعيم في "الفتن"(260) من طريق عبد الرزاق به، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(65) مقتصرًا على ذكر عمر رضي الله عنه، وفي "السنة"(1153) إلى عثمان رضي الله عنه، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(7/ 492)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"(1/ 89 رقم 139)، كلهم عن محمد بن سيرين به.
ورجاله ثقات؛ إلا أن عقبة بن أوس لم يسمع من ابن عمرو، قاله الغلابي، وانظر "جامع التحصيل"(357). وصححه الألباني في "ظلال الجنة"(1153).
(414)
أبو هريرة هو: الإمام الفقيه المجتهد الحافظ، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبو هريرة الدوسي اليماني، سيد الحفاظ الأثبات، اختلف في اسمه على أقوال جمة؛ أرجحها: عبد الرحمن بن صخر، مات سنة سبع أو ثمان أو تع وخمسين. انظر "سير أعلام النبلاء"(2/ 578).
(415)
أبو أمامة الباهلي: من قيس عيلان، ثم من بني أعصر، صدي بن عجلان صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونزيل حمص، روى علمًا كثيرًا، وحدث عن عمر، ومعاذ، وأبي عبيدة، مات سنة إحدى وثمانين أو ست وثمانين. انظر "سير أعلام النبلاء"(3/ 359).
(416)
"تاريخ دمشق"(24/ 58)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 57 أ).
(417)
عوف هو: ابن مالك الأشجعي الغطفاني ممن شهد فتح مكة، وله جماعة أحاديث، في كنيته =
دَخَلَ مَسْجِدَ بَيْتِ المقْدِسِ، هُوَ وَذُو الْكِلَاع
(418)
، وَنَزَلَ بِحِمْصَ، مَاتَ سَنَةَ 73 هـ.
(419)
17 -
أَبُو جُمُعَةَ الأَنْصَارِيُّ حَبِيبُ بْنُ سِبَاعٍ
(420)
.
قَالَ صَالحُ بن جُبَيْرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو جُمُعَةَ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ المقْدِسِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ، وَمَعَنَا رَجَاءُ بْنُ حَيوَةَ. . .
(421)
18 -
عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ
(422)
.
سَكَنَ بَيْتَ المقْدِسِ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ الأُولَى وَالمشَاهِدَ كُلَّهَا، وَوَجَّهَهُ عُمَرُ إِلَى الشَّامِ قَاضِيًا وَمُعَلِّمًا، فَأَقَامَ بِحِمْصَ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى فَلَسْطِينَ.
(423)
509 -
قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي "خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ":
حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ حِزَامِ بْنِ حَكِيمٍ وَمَكْحُولٍ، عَنِ ابْنِ رَبِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه وَكَانَ
= أقوال، وكان من نبلاء الصحابة، شهد غزوة مؤتة، قال الواقدي: كانت راية أشجع يوم الفتح مع عوف بن مالك، مات سنة ثلاث وسبعين. انظر "سير أعلام النبلاء"(2/ 487).
(418)
ذو الكلاع هو: أسميفع بن باكورا، وهو ذو الكلاع الأكبر بن النعمان أبو شرحبيل، ابن عم كعب الأحبار، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وراسله بجرير البجلي، روى عن عمر بن الخطاب، وعمرو بن العاص، وعوف بن مالك، وكان يسكن حمص، وشهد وقعة اليرموك، وفتح دمشق، وصفين، قتل في صفين. انظر "تاريخ دمشق"(17/ 382).
(419)
انظر "مسند أحمد"(6/ 22)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 57 ب).
(420)
أبو جمعة الأنصاري، أو الكناني، يقال: اسمه حبيب بن سباع، ويقال: جنبذ بن سبع، سكن الشام ثم مصر، له صحبة، مات بعد 70 هـ. انظر "تهذيب الكمال"(7288).
(421)
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2066)، وسيأتي قريبًا برقم (523).
(422)
انظر "تاريخ دمشق"(26/ 184) وما بعدها.
(423)
ذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 57 ب)، وذكوه السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 38 ب).
عَلَى إِيلْيَاءَ، فَأَبْطَأَ عُبَادَةُ عَنْ صَلاةِ الصُّبْح؛ فَأَقَامَ أَبُو نُعَيْمٍ الصَّلاةَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَذنَ بِبَيْتِ المقْدِسِ، فَجِئْتُ مَعَ عُبَادَةَ حَتَّى صَفَّ النَّاسُ وَأبُو نُعَيمٍ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ، فَقَرَأَ عُبَادَةُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ حَتَّى فَهِمْنَا مِنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ لَهُ: سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ بَأُمِّ الْقُرْآنِ. فَقَالَ: نَعَمْ صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَعْضَ الصَّلَوَاتِ الَّتِي لَا نَجْهَرُ فِيهَا بالقُرْآنِ فَقَالَ: "لَا يَقْرَأَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا جَهَرْتُ بِالقُرْآنِ إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ".
(424)
510 -
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ فِي "تَارِيِخِهِ":
قُلْتُ لِأَبِي مُسْهِرٍ: فَأَبُو سَلَامٍ سَمعَ مِنْ عِبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَمِنْ كَعْبٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ الخواص، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِي، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزَ، عَنْ أَبِي سَلَامٍ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا قَدِمْتُ بَيْتَ المقْدِسِ نَزَلْتُ عَلَى عِبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَدَخَلْتُ المَسْجِدَ فَوَجَدتُّهُ وَكَعْبًا جَالِسَينِ، فَسَمِعْتُ كَعْبًا يَقُولُ: إِذَا كَانَتْ سَنَةُ سِتِّينَ، فَمَنْ كَانَ عَزَبًا فَلَا يَتَزَوَّجُ.
(425)
(424)
"إسناده حسن"
"خلق أفعال العباد"(378)، وأخرجه البخاري أيضًا في جزء "القراءة خلف الإمام"(35)، والنسائي في "سننه"(2/ 141)، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 263 - 264) كلهم من طريق هشام بن عمار به، وأبو داود في "سننه"(824)، والدارقطني في "سننه"(1/ 319) كلاهما من طريق زيد بن واقد به، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 165) من طريق مكحول به.
قال الدارقطني: رجاله كلهم ثقات. وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" بهذا اللفظ.
قلت: إسناده محتمل للتحسين، فيه نافع بن محمود بن الربيع، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مستور. وسبق قول الدارقطني: رجاله كلهم ثقات. وقد تابعه محمود بن الربيع كما عند أبي داود (823)، بنحوه، وقد نقل البيهقي في "السنن الكبرى" عن الدارقطني قوله: هذا إسناد حسن، ورجاله ثقات. وقال البيهقي عقبه: والحديث صحيح عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله شواهد.
(425)
"إسناده حسن"
"تاريخ أبي زرعة"(1/ 374)، ومن طريقه أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد"، وابن المرجا في "فضائل بيت المقدس"(ص 234 - 235)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(60/ 271) به.
19 -
شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ
(426)
.
511 -
قَالَ الحَاكِمُ فِي "المُسْتَدْرَكِ":
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدُ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَان الْأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَبُو نُعَيْم، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ثَورِ بْنِ يَزِيدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَشَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ يَسْكُنَانِ بِبَيْتِ المقْدِسِ، وَكَانَ عُبَادَةُ يُكَنَّى أَبا الْوَلِيدِ.
(427)
20 -
تَمِيمٌ الدَّارِيُّ
(428)
.
قَالَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ: دَخَلْتُ عَلَى تَمِيم الدَّارِي وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى بَيْتِ المقْدِسِ.
(429)
512 -
قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي "الآحَادِ وَالمثَانِي":
= ورجاله ثقات، إلا ما قال ابن حبان في عباد الخواص؛ فإنه قال: كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة، حتى غفل عن الحفظ والضبط، فكثرت المناكير في روايته، فاستحق الترك. وقد وثقه ابن معين، والعجلي، وقال الحافظ: صدوق يهم، وأفحش ابن حبان، فقال: يستحق الترك.
قلت: وابن حبان تعنت في الجرح، وتساهل في شرطه في التعديل، والرجل لا يستحق الترك.
(426)
شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام، أبو يعلى الأنصاري النجاري الخزرجي، من فضلاء الصحابة وعلمائهم، نزل بيت المقدس. "سير أعلام النبلاء"(2/ 461).
(427)
"رجاله ثقات"
"المستدرك على الصحيحين"(3/ 354)، وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(4830) عن الطبراني، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/ 320): رواه الطبراني، عن شيخه عبد اللَّه بن محمد ابن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف.
قلت: ومكحول لم يسمع من عبادة، قال أبو داود: مكحول لم ير عبادة بن الصامت. وقال الدارقطني: لم يلق أبا هريرة ولا شداد بن أوس. انظر "جامع التحصيل"(796).
وهذا لا يضر هاهنا؛ فإنه يحكى أنهما سكنا بيت المقدس، ولا يلزم منه سماعه منهما.
(428)
تميم الداري هو: صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبو رقية، تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة اللخمي، وَفَدَ تميم الداري سنة تسع فأسلم، له عدة أحاديث. "سير أعلام النبلاء"(2/ 442).
(429)
انظر "المعجم الكبير" للطبراني (2/ 15 رقم 1254)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 38 ب).
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ فَائد بْنِ أَبِي هِنْدٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ فَائد بْنِ أبِي هِنْدٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ تَمِيمٍ الدَّاريِّ اللخميِّ، عَنْ أَبِيهِ فَائدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ جَدِّهِ زِيَادِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ رضي الله عنه، قَال: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ: تَمِيمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ سُودِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ دِرَاع بْنِ عَدِيِّ بْنِ الدَّارِ بْنِ هَانِئِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ نِمَارَ بْنِ لَخْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، وَأَخُوهُ نُعَيْمُ بْنُ أَوْسٍ، وَيَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو هِنْدَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي حَدَّثَ الحدِيثَ، وَأَخُوهُ الطَّيِّبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ -فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: عَبْدَ الرَّحْمَنِ- وَفَاكِهُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يُقْطِعَنَا أَرْضًا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"حَيْثُ أَحْبَبْتُم". فَنَهَضْنَا مِنْ عِنْدِهِ نَتَشَاوَرُ فِي مَوْضِعٍ نَسْأَلُهُ فِيهِ، فَقَالَ تَمِيمٌ الدَّاريُّ رضي الله عنه: أسْأَلُهُ بِبَيْتِ المقْدِسِ وَكُورِهَا. فَقَالَ أَبُو هِنْدَ: أَرَأَيْتَ مَلِكَ الْعَجَمِ الَّذِي هُوَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ؟ فَقَالَ تَمِيمٌ رضي الله عنه: نَعَمْ. قَالَ: فَكَذَلِكَ يَكُونُ بَيْتُ مَلِكِ الْعَرَب فِيهَا، وَأَخَافُ أَنْ لا يَتِمَّ لَنَا هَذَا. فَقَالَ تَمِيمٌ: فَنَسْأَلُ بَيْتَ جَبْرِينَ وَكُورَهَا. فَقَالَ أَبُو هِنْدَ: هَذَا أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ. فَقَالَ تَمِيمٌ: فَأَيْنَ تَرَى أَنْتَ؟ فَقَالَ: الْقُرَى الَّتِي تَضَعُ حَضَرَهَا فِيهَا مَعَهَا، فِيهَا مِنْ أَثَرِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام. قَالَ تَمِيمٌ رضي الله عنه: أَصَبْتَ. فَنَهَضْنَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا تَمِيمُ، إِنْ شِئْتَ أخْبِرْنِي، وَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَا كُنْتُم فِيهِ". فَقَالَ تَمِيمٌ رضي الله عنه: بَلْ أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِنَزْدَادَ إِيمَانًا. فَقَالَ: "أَرَدْتَ أمْرًا وَأَرَادَ هَذَا غَيْرَهُ، وَنِعْمَ الَّذِي رَأَى". وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا فِي قِطْعَةِ جِلْدٍ مِنْ قِطْعَةِ أَدَمٍ، ثُمَّ دَخَلَ بِهِ إِلَى بَيْتِهِ فَعَالَجَ فِي زَاوِيَةِ الرُّقْعَةِ مِنْ أَسْفَلَ خَاتَمًا وَغَشَّاهُ بِشَيْءٍ لا يُعْرَفُ، وَعَقَدَ بِسَيْرٍ مِنْ خَارِجِ الرُّقْعَةِ عِقْدَيْنِ، وَفِي الْكِتَابِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا وَهَبَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلدَارِيِّينَ إِذَا أَعْطَاهُ اللَّه عز وجل الأَرْضَ، وَهْبَ لَهُمْ بَيْتَ عَيْنٍ وَجَبْرُونَ وَبَيْتَ إِبْرَاهِيمَ نَمُرٌ فِيهِنَّ أَبَدًا، شَهِدَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المطَّلِبِ، وَجَهْمُ بْنُ قَيْسٍ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ وَكَتَبَ، قَالَ: ثُمَّ قَدِمْنَا عَلَيْهِ المدِينَةَ فَجَدَّدَ لَنَا
كِتَابًا آخَرَ: هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمَّدٌ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَنْطَيْتُهُمْ عَيْنَ وَبَيْتَ جَبْرُونَ وَالمرْبِطُونَ بَيْتَ إِبْرَاهِيمَ نَطِيَّةً تَبْقَى لَهُمْ وَلا تَبْقَى بِهِمْ وَنَفَّذْتُ وَسَلَّمْتُ ذَلِكَ بِهِمْ أَبَدَ الأَبَدِ، فَمَنْ آذَاهُمْ فِيهِمْ فَآذَاهُ اللَّهُ عز وجل، شَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَعُمَرُ بْنُ الخطَّاب، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفانَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب، وَمُعَاوِيَةُ رضي الله عنهم، وَكَتَبَ.
(430)
21 -
الشَّرِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ
(431)
.
قَدِمَ بَيْتَ المقْدِسِ؛ لِأنَّهُ نَذَرَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مَكَّةَ
(432)
.
22 -
ابْنُ أَبِي الجدْعَاءِ
(433)
.
513 -
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي "مُسْنَدِهِ":
(430)
"ضعيف جدًّا"
"الآحاد والمثاني"(2548)، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 320 رقم 856)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(11/ 64)، كلاهما من طريق سعيد بن زياد.
قلت: إسناده واهٍ؛ فيه سعيد بن زياد وهو ضعيف جدًّا، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 627): فيه سعيد بن زياد وهو متروك. وقد ذكر ابن حبان سعيد بن زياد هذا في "المجروحين"(1/ 327 - 328)، وقال عن هذه السلسلة: لا أدري البلية ممن هي؟ أَمِنْ سعيد أو من أبيه أو جده؟ لأن أباه وجده لا يعرف لهما رواية إلا من حديث سعيد، والشيخ إذا لم يرو عنه ثقة فهو مجهول لا يجوز الاحتجاج به؛ لأن رواية الضعيف لا يخرج من ليس بعدل عن حد المجهولين إلى جملة أهل العدالة؛ لأن ما روى الضعيف وما لم يرو في الحكم سيان.
وله طريق آخر باختلاف كبير في متنه، أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(11/ 63)، وفيه الواقدي، وهو متروك.
(431)
الشريد بن سويد الثقفي: له صحبة، وهو والد عمرو بن الشريد، قيل: إنه من حضرموت وعداده في ثقيف، حديثه في أهل الحجاز. "سير أعلام النبلاء"(12/ 458).
(432)
انظر "مصنف عبد الرزاق"(15891).
(433)
ابن أبي الجدعاء هو: عبد اللَّه بن أبي الجدعاء التميمي، ويقال: الكناني، ويقال: العبدي، عداده في أهل البصرة، له صحبة، روى عنه عبد اللَّه بن شقيق العقيلي. انظر "تهذيب الكمال"(3198).
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَهْطٍ أَنَا رَابِعُهُمْ بِإِيلِيَاءَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَيَدْخُلَنَّ الجنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ". قُلْنَا: سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "سِوَايَ". قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ أَبِي الجدْعَاءِ
(434)
.
23 -
فَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ
(435)
.
أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْيَمَانِيُّ، قَاتِلُ الْأَسْودِ الْعَنْسِيِّ الْكَذَّابِ، سَكَنَ مُضَرَ، وَمَاتَ بِبَيْتٍ المقْدِسِ.
(436)
24 -
أَبُو مُحَمَّدٍ النَّجاري
(437)
.
(434)
"صحيح"
"المسند"(3/ 469، 470، 5/ 366)، وأخرجه الترمذي (2438) من طريق إسماعيل بن إبراهيم به، وأخرجه الدارمي (2858)، وابن ماجه (4316)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 26)، وابن خزيمة في "التوحيد"(469)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1222)، وأبو يعلى في "مسنده"(6866)، والطيالسي في "مسنده"(1283)، وابن بشران في "أماليه"(325)، والحاكم في "مستدركه"(1/ 70 - 71)، كلهم عن خالد الحذاء، عن عبد اللَّه بن شقيق به، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 60 ب)، والسيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 38 ب).
وإسناده صحيح، وعبد اللَّه بن شقيق ثقة، وقد صححه الترمذي، وقال: حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم، والألباني في "الصحيحة"(2178).
(435)
فيروز الديلمي هو: من أبناء فارص الذين بعثهم كسرى إلى اليمن، روى عنه بنوه: سعيد، والضحاك، وعبد اللَّه، مات سنة ثلاث وخمسين. انظر "تهذيب الكمال"(4776).
(436)
انظر "ثقات ابن حبان"(3/ 332)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 60 ب - 61 أ)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 38 ب).
(437)
أبو محمد النجاري هو: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري المدني القاضي، اسمه كنيته، وقيل: كنيته أبو محمد، مات سنة 120 هـ، وقيل غير ذلك. انظر "تهذيب الكمال"(7254).
مِنْ أَهلِ بَيْتِ المقْدِسِ، وَمَاتَ بهِ، وَهُوَ الَّذِي زَعَمَ أَنَّ الْوِتْرَ وَاجِبٌ.
(438)
25 -
أَبُو أُبَيٍّ ابنُ أُمِّ حَرَامٍ
(439)
.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ، وَيُقَالُ: ابْنُ عَمْرو بْنِ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ، كَانَ يَسْكُنُ بَيْتَ المقْدِسِ، رَبِيبُ عُبَادَةِ بْنِ الصَّامِتِ.
(440)
26 -
وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ
(441)
.
كَانَ يَنْزِلُ بَيْتَ المقْدِسِ، وَمَاتَ بِهَا، وَهُوَ ابْنُ مِئَةٍ وَخَمْسِ سِنِينَ.
(442)
27 -
مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ
(443)
.
خِتْنُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، نَزَلَ بَيْتَ المقْدِسِ، عَقِلَ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(444)
28 -
سَلَّامَةُ بْنُ قيْصَرٍ
(445)
.
(438)
انظر "فضائل القدس" لابن الجوزي (ص 130 - 131)، وذكره السيوطي المنهاجي في "إتحاف الأخصا"(ق 38 ب).
(439)
أبو أبي ابن أم حرام هو: عبد اللَّه بن أبي، ويقال: عبد اللَّه بن كعب، ويقال: عبد اللَّه بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، صحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصلى معه القبلتين. انظر "تاريخ دمشق"(27/ 73).
(440)
انظر "تاريخ دمشق"(27/ 73).
(441)
واثلة: هو ابن الأسقع بن كعب بن عامر، ويقال: ابن الأسقع بن عبيد اللَّه، ويقال: ابن عبد العزى الليثي أبو الأسقع، ويقال: أبو قرصافة، أسلم قبل تبوك وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم مات سنة 83 أو 85 هـ بالشام. انظر "تهذيب الكمال"(6659).
(442)
انظر "طبقات ابن سعد"(7/ 408)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 62 أ)، لكنه قال: وهو ابن مئة سنة.
(443)
محمود بن الربيع: هو ابن الربيع بن سراقة بن عمرو بن زيد بن عبدة الأنصاري الخزرجي، أبو نعيم، ويقال: أبو محمد المدني ختن عبادة ولد 6 هـ، ومات 99 هـ، وهو ابن ثلاث وتسعين. انظر "تهذيب الكمال"(5815).
(444)
انظر "تاريخ دمشق"(57/ 114)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 62 أ).
(445)
سلامة بن قيصر الحضرمي سكن مصر، حديثه عند أهلها، مات ببيت المقدس وقبره بها، وله =
وَقِيلَ سَلَمَةُ: عِدَادُهُ فِي المصْريينَ، وَلِيَ بَيْتَ المقْدِسِ وَقَبْرُهُ بِهَا.
(446)
29 -
عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ
(447)
.
اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ عَلَى حِمْصَ.
(448)
30 -
صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيي
(449)
.
514 -
قالَ ابْنُ المرَجَّا في "فَضَائِلِ بَيْتِ المقْدِسِ":
قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ الحسَنِ بن مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الغَسَّانِيِّ، قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَكَ أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بن سُلَيْمَانَ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بن مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الحضْرَمِيِّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بن عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَتَتْ بَيْتَ المقْدِسِ فَصَعِدَتْ إلَى طُورِ زيتَا فَصَلَّتْ فِيهِ.
(450)
31 -
جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
(451)
.
= بكور فلسطين عقب. انظر "ثقات ابن حبان"(3/ 168).
(446)
انظر: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (1240)، و"ثقات ابن حبان"(3/ 168)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 62 أ).
(447)
عمير بن سعد هو: ابن شُهيد بن قيس بن النعمان بن عمرو، الأنصاري الأوسي، العبد الصالح الأمير، صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان ممن شهد فتح دمشق مع أبي عبيدة، وولي دمشق وحمص لعمر. انظر "سير أعلام النبلاء"(2/ 557).
(448)
انظر "طبقات ابن سعد"(7/ 402).
(449)
صفية هي: بنت حيي بن أخطب بن سعنة بن ثعلبة، ويقال: عامر بن عبيد بن كعب بن الخزرج ابن أبي حبيب، أم المؤمنين، سباها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عام خيبر، ماتت في خلافة علي سنة ست وثلاثين، وقيل: في خلافة معاوية سنة خمسين. انظر "تهذيب الكمال"(7873).
(450)
"مرسل"
"فضائل بيت المقدس"(ص 324)، وذكره شهاب الدين المقدسي في "مثير الغرام"(ق 62 ب)، وذكره مجير الدين في "الأنس الجليل"(1/ 266 - 267، 2/ 61).
قلت: وسعيد من السابعة فحديثه مرسل.
(451)
هو جابر بن عبد اللَّه بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنْم بن كعب بن سلمة، وأمه نسيبة بنت =
515 -
قَالَ أَبُو نُعَيْمِ فِي "دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ":
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ سليمٍ، ثَنَا عَبْدُ الملِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بشْرَان، أَنَا أَبُو الحسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ نِيخَابَ الطِّيبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سعِيدٍ، ثَنَا إِدرِيسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه فِي طَلَبِ حَدِيثٍ سَمِعَهُ -وهو صَاحِبٌ لَه- مِن رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى بَيْتِ المقْدِسِ فَلَمَّا انتهى إلى جِبَالِ بَيْتِ المقْدِسِ، فإذا رُهْبَان جُلُوس نحو من ثَلاثِين رَاهِبًا، فقال لهم جَابِر: مَا حَبَسَكُمْ هَاهُنا؟ قَالُوا: صَاحِبٌ لنَا فِي الجَبَلِ، نَجِيئُه في كُلِّ سَنَةٍ فِي هَذَا اليَوْمِ فَنَسْتَفِيدُ مِن عِلْمِهِ، قَالَ جَابِر: واللَّهِ لأفَرِّغَنَّ نَفْسِي اليَوْمَ للَّهِ عز وجل.
(452)
32 -
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ.
أَبُو الحارِثِ الإِمَامُ الحبْرُ الإسْرَائِيلِي المشْهُودُ لَهُ بِالجنَّةِ مِنْ خَوَاصِ الصَّحَابَةِ. قَالَ الْوَاقِدِي: بَلَغَنَا أَنَّهُ شَهِدَ فَتْحَ بَيْتَ المقْدِسِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ اسْمُهُ
الحصَينُ فَغَيَّرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَبْدِ اللَّهِ، تُوفِيَّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ.
(453)
= عقبة بن عدي بن سنان بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم، تجتمع هي وأبوه في حرام، يكنى أبا عبد اللَّه، وقيل: أبو عبد الرحمن، والأول أصح، شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صبي، وقال بعضهم: شهد بدرًا، وقيل: لم يشهدها، وكذلك غزوة أحد. انظر "أسد الغابة"(1/ 307).
(452)
"إسناده ضعيف"
"دلائل النبوة" لأبي نعيم (1/ 141).
قلت: وإسناده ضعيف؛ سليمان بن خارجة لم يدرك جابر بن عبد اللَّه، وهو يروي عن أبيه خارجة، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وابنه إبراهيم مجهول، لم أجد له ترجمة، ولم يذكره أحد في الرواة عن أبيه.
وقال الذهبي في "الميزان"(2/ 200)، تحت ترجمة سليمان بن خارجة: ما علمت روى عنه سوى الوليد بن أبي الوليد شيخ الليث.
(453)
"إتحاف الأخصا"(ق 38 ب)، ومجير الدين في "الأنس الجليل"(1/ 262).