الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتيناه جميعا، فقال علي: يا رسول الله، والله! لقد سَنَوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسَبْي وسعة فأخدمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والله! لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تُطْوى بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم". فرجعا، فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطت رؤوسهما تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال:"مكانكما". ثم قال: "ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ ". قالا: بلى. فقال: "كلمات علمنيهن جبريل، فقال: تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا، وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين". قال: فوالله! ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: "قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم، ولا ليلة صفين".
صحيح: رواه أحمد (838، 596)، وابن سعد (8/ 25)، والبزار (757)، كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي قال: فذكره.
وإسناده صحيح عطاء بن السائب ثقة وثّقه الأئمة إلا أنه اختلط، لكنه روى عنه هذا الحديث حماد بن سلمة، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.
تنبيه: ما يتعلق بتعليم النبي صلى الله عليه وسلم الأذكار وطلب فاطمة الخادم فقد أخرج الشيخان من طريق آخر من حديث علي رضي الله عنه. وليس عندهما ذكر أهل الصفة.
والصفة: بضم الصاد وتشديد الفاء: ظلّة كانت في مؤخرة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يأوي إليها المساكين ممن لا مأوى لهم ولا أهل وكانوا يكثرون فيها ويقلّون حسب تغيير الأحوال.
وقد قيل: إن عددهم بلغ نحو ستمائة شخص في أوقات مختلفة.
34 - باب ما جاء في فضائل أهل بدر
• عن عبيد الله بن أبي رافع، وهو كاتب علي قال: سمعت عليا صلى الله عليه وسلم وهو يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد، فقال:"ائتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها". فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، فإذا نحن بالمرأة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم: "يا حاطب! ما هذا؟ ". قال: لا تعجل علي يا رسول الله! إني كنت امرأ ملصقا في قريش، - قال سفيان: كان حليفا لهم، ولم يكن من أنفسها -، وكان ممن كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم، فأحببت إذْ فاتني ذلك من النسب فيهم، أن أتخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، ولم أفعله كفرا ولا ارتدادا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"صدق". فقال عمر: دعني يا رسول الله! أضرب عنق هذا المنافق، فقال:"إنه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". فأنزل الله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: ] وليس في حديث أبي بكر وزهير ذكر الآية، وجعلها إسحاق في روايته من تلاوة سفيان.
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد (3007)، ومسلم في فضائل الصحابة (2494 - 161) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، من الحسن بن محمد، أخبرني عبيد الله بن أبي رافع - وهو كاتب علي - قال: سمعت عليًّا وهو يقول: فذكره.
وفي لفظ: وبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد والزبير وكلنا فارس، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب من حاطب إلى المشركين
…
". وفي آخره: "أليس من أهل بدر؟ ". فقال: "لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: أعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم". فدمعت عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم.
• عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اطلع الله على أهل بدر فقال: اعملوا ما شِئْتُمْ فقد غفرت لكم".
حسن: رواه أبو داود (4654)، وأحمد (7940)، والحاكم (4/ 77، 78) كلهم من طريق يزيد بن هارون، أنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين: إن الله تعالى اطلع عليهم فغفر لهم، إنما أخرجاه على الظن: "وما يدريك لعل الله تعالى اطلع على أهل بدر".".
قلت: هكذا رواه على اليقين: يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة.
ورواه موسى بن إسماعيل التبوذكي عند أبي داود (4654) وعمرو بن عاصم عند الدارمي في مسنده (2803) كلاهما عن حماد بن سلمة به بالظن: "فلعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم".
وإسناده حسن من أجل عاصم وهو ابن أبي النجود فإنه حسن الحديث.
• عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي عن أبيه - وكان أبوه من أهل بدر - قال: جاء
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: "من أفضل المسلمين". أو كلمة نحوها، قال:"وكذلك من شهد بدرا من الملائكة".
صحيح: رواه البخاري في المغازي (3992) عن إسحاق بن إبراهيم، أنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه قال: فذكره.
• عن رافع بن خديج قال: إن جبريل أو ملكا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما تعدون من شهد بدرًا فيكم؟ ". قالو: خيارنا، قال:"كذلك هم عندنا خيارنا من الملائكة".
صحيح: رواه ابن ماجه (106)، وأحمد (15820)، وعبد بن حميد (425)، وصحّحه ابن حبان (7224) كلهم من طريق سفيان (هو الثوري)، عن يحيى بن سعيد (هو التيمي أبو حيان)، عن عباية بن رفاعة، عن جده رافع بن خديج فذكره. وإسناده صحيح.
• عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبّة له يوم بدر: "أنشدك عهدك ووعدك، اللَّهم! إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا". فأخذ أبو بكر بيده وقال: حسبك يا رسول الله، فقد ألحَحْت على ربك، وهو في الدرع، فخرج وهو يقول:{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 45 - 46].
صحيح: رواه البخاري في التفسير (4877) عن إسحاق، ثنا خالد، عن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
• عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: "اللهم! أنجز لي ما وعدتني، اللهم! آت ما وعدتني، اللهم! إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض
…
فأمده الله بالملائكة". الحديث.
صحيح: رواه مسلم في الجهاد (1763) عن هنّاد بن السري، ثنا ابن المبارك، عن عكرمة بن عمار، ثني سماك الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول: حدثني عمر بن الخطاب قال: فذكره.
• عن علي قال: بات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه عز وجل ويقول: "اللهم! إن تهلك هذه الفئة لا تعبد".
صحيح: رواه أحمد (948)، والبزار (719) كلاهما من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي قال: فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أبو داود (2665) من طريق إسرائيل به، ولكنه لم يذكر موضع الشاهد منه. ورواه البيهقي في الدلائل (3/ 49) من وجه آخر عن شعبة، عن أبي إسحاق مختصرا.
وأما ما روي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر،