الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإبل، صالح نساء قريش، أرعاه على زوج في ذات يده، وأحناه على طفل صغير".
صحيح: رواه أحمد (16929)، والطبراني في الكبير (19/ 342) كلاهما من طريق أبي نعيم (هو الفضل بن دكين)، حدثنا عبد الله بن مبشر مولى أم حبيبة، عن زيد بن أبي عتاب، عن معاوية فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّحه أيضا ابن حجر في تغليق التعليق (4/ 481 - 482).
3 - باب ما جاء في أخبار الطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف
• عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والمهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة".
صحيح: رواه أحمد (19218)، والطبراني في الكبير (2/ 392)، وصحّحه الحاكم (4/ 80 - 81) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن سليمان الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي، ثنا عبد الرحمن بن هلال، عن جرير بن عبد الله قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
تنبيه: حصل خطأ في الإسناد عند أحمد ففيه: "موسى بن عبد الله بن هلال العبسي عن جرير".
والصواب: "موسى بن عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير" فسقط منه (ابن يزيد بن عبد الرحمن) وقد نبّه على ذلك الهيثمي في المجمع (10/ 15)، والحافظ في أطراف المسند (2/ 204)، وفي إتحاف المهرة (4/ 56)، وفي التعجيل (2/ 287 - 288).
4 - باب ما جاء في فضائل الأنصار
• عن جابر بن عبد الله قال: فينا نزلت: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [سورة آل عمران 122]: بنو سلمة، وبنو حارثة، وما نحب أنها لم تنزل، لقول الله عز وجل:{وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} .
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (4051)، ومسلم في فضائل الصحابة (2505) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن جابر قال: فذكره.
واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
• عن عبد الله بن الفضل أنه سمع أنس بن مالك، يقول: حزنت على من أصيب بالحرة، فكتب إلي زيد بن الأرقم وبلغه شدة حزني، يذكر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار".
وشك ابن الفضل في: "أبناء أبناء الأنصار".
فسأل أنسًا بعضُ من كان عنده، فقال: هو الذي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا الذي أوفى الله له بأذنه".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (4906) عن إسماعيل بن عبد الله قال: ثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة، قال: حدثني عبد الله بن الفضل أنه سمع أنس بن مالك يقول: فذكره.
ورواه مسلم في فضائل الصحابة (2506) من طرق، عن شعبة عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم! اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار".
• عن أبي أسيد الأنصاري يشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير".
قال أبو سلمة: قال أبو أسيد: أتهم أنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لو كنت كاذبا لبدأت بقومي، بني ساعدة، وبلغ ذلك سعد بن عبادة فوجد في نفسه. وقال: خلفنا فكنا آخر الأربع. أسرجوا لي حماري آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلمه ابن أخيه سهل، فقال: أتذهب لترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ورسول الله أعلم. أوليس حسبك أن تكون رابع أربع. فرجع وقال: الله ورسوله أعلم، وأمر حماره فَحُلَّ عنه.
متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3790)، ومسلم في فضائل الصحابة (2511 - 179) كلاهما من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، أخبرني أبو أسيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
وهذا لفظ مسلم، وسياق البخاري مختصر، لم يذكر فيه قصة أبي أسيد وسعد بن عبادة.
أي أنه ترك شد الرحال إلى النبي صلى الله عليه وسلم للرد عليه، ثم لقيه في بعض الطرق فسأله عن ذلك كما في حديث أبي حميد الآتي.
• عن أبي أسيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن خزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير، فقال سعد: ما أرى النبي صلى الله عليه وسلم إلا قد فضّل علينا، فقيل: قد فضّلكم على كثير".
متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3789)، ومسلم في فضائل الصحابة (2511 - 177) كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا غندر، ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك، عن أبي أسيد قال: فذكره. واللفظ للبخاري.
• عن أبي حميد الساعدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن خير دور الأنصار، دار بني النجار، ثم عبد الأشهل، ثم دار بني الحارث، ثم بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير".
فلحقنا سعد بن عبادة، فقال أبو أسيد: ألم تر أن نبي الله خير الأنصار، فجعلنا أخيرا؟ فأدرك سعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! خُيِّرَ دور الأنصار فجُعِلنا آخرًا، فقال:"أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار".
متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3791)، ومسلم في الفضائل (1392: 11) كلاهما من طريق سلمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبي حميد فذكره. واللفظ للبخاري، وسياق مسلم أطول.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: بنو النجار، ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشهل، ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج، ثم الذين يلونهم بنو ساعدة".
ثم قال بيده، فقبض أصابعه ثم بسطهن كالرامي بيده، ثم قال:"وفي كل دور الأنصار خير".
متفق عليه: رواه البخاري في الطلاق (5300)، ومسلم في فضائل الصحابة (177: 2511) كلاهما عن قتيبة، حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس قال: فذكره.
ورواه أبو هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في مجلس عظيم من المسلمين:"أحدثكم بخير دور الأنصار؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بنو عبد الأشهل" قالوا: ثم من؟ قال: "ثم بنو النجار" قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: "ثم بنو الحارث بن الخزرج" قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: "ثم بنو ساعدة" قالوا: ثم من؟ يا رسول الله، قال:"ثم في كل دور الأنصار خير" فقام سعد بن عبادة مغضبا. فقال: أنحن آخر الأربع؟ حين سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم دارهم. فأراد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال له رجال من قومه: اجلس. ألا ترضى أن سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم داركم في الأربع الدور التي سمى؟ فمن ترك فلم يسم أكثر ممن سمى، فانتهى سعد بن عبادة عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه مسلم في فضائل الصحابة (2515) من طريقين عن يعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد -، ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: قال أبو سلمة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود سمعا أبا هريرة يقول: فذكره.
ورواه أحمد (7628) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن مسعود أنهما سمعا أبا هريرة يقول: فذكره بمثله.
ثم ذكر بعده فقال: قال معمر: أخبرني ثابت وقتادة أنهما سمعا أنس بن مالك يذكر هذا الحديث إلا أنه قال: "بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل".
أي بالترتيب الذي في حديث أنس المروي عنه في الصحيحين وغيرهما وهو الصواب.
ولذا رجّح غير واحد من أهل العلم تقديم بني النجار علي بني عبد الأشهل.
وفي الباب عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير ديار الأنصار بني النجار".
رواه الترمذي (3912) عن أبي السائب سلم بن جنادة قال: حدثنا أحمد بن بشير، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
ثم رواه بنفس الإسناد عقبة لكن بلفظ: "خير الأنصار بنو عبد الأشهل".
ومجالد: هو ابن سعيد الهمداني "ضعيف".
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب".
• عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الأنصار كرشي، وعيبتي، وإن الناس سيكثرون، ويقلون، فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم".
متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3801)، ومسلم في فضائل الصحابة (2510) كلاهما عن محمد بن بشار، ثنا غندر، ثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه، وقرن مسلم مع ابن بشار: محمد بن المثنى كلاهما عن غندر به.
• عن أنس بن مالك يقول: مرّ أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد، قال: فصعد المنبر، ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي، وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".
صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3799) عن محمد بن يحيى أبي علي، ثنا شاذان أخو عبدان، ثنا أبي، أنا شعبة بن الحجاج، عن هشام بن زيد قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.
• عن أنس بن مالك قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها صبي لها،
فكلّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "والذي نفسي بيده! إنكم أحب الناس إليّ". مرتين.
متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3786)، ومسلم في فضائل الصحابة (2509) كلاهما من طريق شعبة قال: أخبرني هشام بن زيد، قال: سمعت أنس بن مالك قال: فذكره.
وهذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم نحوه، وفيه:"ثلاث مرات" مكان "مرتين".
• عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيانا، ونساءً، مقبلين من عرس. فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم ممثلًا، فقال:"اللهم أنتم من أحب الناس إلي، اللهم! أنتم من أحب الناس إليّ" يعني الأنصار.
متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3785)، ومسلم في فضائل الصحابة (2508) كلاهما من طريق عبد العزيز - وهو ابن صهيب -، عن أنس فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه، وزاد في آخره بعد قوله: اللهم! أنتم من أحب الناس إلي: "قالها ثلاث مرات".
• عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر للأنصار، قال: وأحسبه قال: "ولذراري الأنصار، ولموالي الأنصار" لا أشك فيه.
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (2507) عن أبي معن الرقاشي، ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة (هو ابن عمار)، حدثنا إسحاق (هو ابن عبد الله بن أبي طلحة)، أن أنسًا حدثه، فذكره.
• عن أبي سعيد الخدري قال: لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وقبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه، فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار شيء، قال:"فأين أنت من ذلك يا سعد؟ " قال: يا رسول الله، ما أنا إلا امرؤ من قومي، وما أنا؟ قال:"فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة"، قال: فخرج سعد، فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، قال: فجاء رجال من المهاجرين، فتركهم، فدخلوا، وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا أتاه سعد فقال: قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار، قال: فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، بالذي هو له أهل، ثم قال:"يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها في أنفسكم، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟ "، قالوا: بل الله ورسوله أمن وأفضل. قال: "ألا تجيبونني يا معشر الأنصار! " قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله، ولله ولرسوله المن
والفضل. قال: "أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدَقتم وصُدِّقتم، أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك، أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا، تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار! أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده! لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا، وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم! ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار" قال: فبكى القوم، حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا.
حسن: رواه أحمد (11730)، وابن أبي شيبة (38152)، وأبو يعلى (1092) مختصرا، كلهم من طريق محمد بن إسحاق قال: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
• عن أبي سعيد الخدري قال: اجتمع أناس من الأنصار فقالوا: آثر علينا غيرنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجمعهم، ثم خطبهم، فقال:"يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟ " قالوا: صدق الله ورسوله. قال: "ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله؟ " قالوا: صدق الله ورسوله. قال: "ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟ " قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال:"ألا تجيبونني، ألا تقولون: أتيتنا طريدا فآويناك، وأتيتنا خائفا فآمناك، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبُقران - يعني البقر - وتذهبون برسول الله، فتدخلونه بيوتكم، لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبة، وسلكتم واديا أو شعبة، لسلكت واديكم أو شعبتكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرةً، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".
صحيح: رواه أحمد (11547)، وعبد الرزاق (19918)، - ومن طريقه عبد بن حميد (915) - كلاهما من طريق معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره. وإسناده صحيح.
• عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار، ولو سلك الناس واديًا أو شعبًا لكنت مع الأنصار".
حسن: رواه الترمذي (3899)، وأحمد (21246 و 21258)، وصحّحه الحاكم (4/ 78) كلهم
من طريق زهير بن محمد الخراساني، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف. وقد حسّنه أيضا الترمذي.
• عن أبي قتادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر للأنصار: "ألا إن الناس دثاري، والأنصار شعاري، لو سلك الناس واديًا، وسلكت الأنصار شعبة لاتبعت شعبة الأنصار، ولولا الهجرة لكنت رجلًا من الأنصار، فمن ولي من الأنصار فليحسن إلى محسنهم، وليتجاوز عن مسيئهم، ومن أفزعهم فقد أفزع هذا الذي بين هاتين" وأشار إلى نفسه.
حسن: رواه أحمد (22465)، والطبراني في الأوسط (8892)، وصحّحه الحاكم (4/ 79) كلهم من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني أبو صخر، أن يحيى بن النضر الأنصاري حدثه، أنه سمع أبا قتادة يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي صخر واسمه حميد بن زياد المدني، فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
قال الحاكم: صحيح الإسناد.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنصار شعاري، والناس دثاري".
حسن: رواه النسائي في الكبرى (8265)، وأحمد (9434)، وابن مندة في الإيمان (539) كلهم من طريق قتيبة بن سعيد قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل سهيل بن أبي صالح فإنه حسن الحديث.
قوله: "شعاري" قال السندي: الشعار ككتاب: ما يلي الجسد من الثوب أي أنهم بمنزلة ذلك الثوب، وأنهم الخاصة والبطانة وألصق الناس بي.
قوله: "دثاري" هو الثوب الذي فوق الشعار.
تنبيه: هذا جزء من حديث طويل وهو يشتمل على ثلاثة أشياء ففيه:
"لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر".
"ولولا الهجرة لكنت رجلا من الأنصار ولو سلكت الأنصار واديًا أو شعبًا لسلكت واديهم أو شعبهم".
فالجزء الأول: رواه مسلم في الإيمان (130: 76) بهذا الإسناد.
والجزء الثاني: رواه البخاري في مناقب الأنصار (3779) من طريق آخر عن أبي هريرة.
• عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحب الأنصار أحبه الله عز وجل، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله عز وجل".
صحيح: رواه النسائي في الكبرى (8274)، وأحمد (16920، 16919، 16871)، وابن أبي شيبة (33023)، والطبراني في الكبير (29/ 318) كلهم من طريق سعد بن إبراهيم، عن الحكم بن ميناء، أن يزيد بن جارية، أخبره أنه كان جالسا في نفر من الأنصار، فخرج عليهم معاوية فسألهم عن حديثهم، فقالوا: كنا في حديث من حديث الأنصار فقال معاوية: ألا أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
يزيد بن جارية ويقال: يزيد بن جارية الأنصاري المدني وثّقه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات.
وأما قول الحافظ ابن حجر: "مقبول" فليس بمقبول. وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
• عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا الهجرة لكنت امرءً من الأنصار".
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (5365) عن محمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا أحمد بن سيار المروزي، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان، قال: حدثنا أبو حمزة السكري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن أبي خيثمة هو محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ذكره الخطيب في تاريخه (1/ 303) وقال: كان فهمًا عارفًا. وترجمه الذهبي في تاريخه (22/ 226). ووصفه بأنه حافظ وبقية رجاله ثقات.
وعبد الله بن عثمان: هو ابن جبلة المروزي الملقب بعبدان.
وأبو حمزة السكري: اسمه محمد بن ميمون المروزي.
• عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا معشر الأنصار! موعدكم حوضي آنيته أكثر من عدد نجوم السماء - أو مثل عدد نجوم السماء -، وإن عرضه كما بيني وبين صنعاء - أو كما بيني وبين عمان".
حسن: رواه البزار (6215) عن عبد الله بن سعيد، ثنا عقبة بن خالد، نا سعد بن سعيد، قال سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.
وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد بن سعيد، عن أنس إلا من هذا الوجه.
قلت: وإسناده حسن من أجل الكلام في سعد بن سعيد إلا أنه حسن الحديث. وقد روى له مسلم وأصحاب السنن.
• عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو معصوب الرأس قال: فتلقاه الأنصار، ونسائهم وأبنائهم فإذا هو بوجوه الأنصار فقال:"والذي نفسي بيده! إني لأحبكم" وقال: "إن الأنصار قد قضوا ما عليهم، وبقي ما عليكم، فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".
صحيح: رواه النسائي في الكبرى (8270)، وأحمد (12950، 13137)، وأبو يعلى (3770، 3798)، وصحّحه ابن حبان (7266، 7271) كلهم من طرق، عن حميد الطويل، أنه سمع أنس بن مالك يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
جاء في صحيح ابن حبان (7266) بلفظ: "ما هم بوجوه الأنصار يومئذ".
وقوله: "وبقي ما عليكم" أي مخاطبا لبعض المهاجرين الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله".
حسن: رواه أحمد (10508، 10820)، والبزار (7923، 7959)، وابن أبي شيبة (33021)، وأبو يعلى (7367) كلهم من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة فإنه حسن الحديث.
وقال الهيثمي: إسناده جيد "المجمع"(10/ 39).
• عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبغض الأنصار أحد يؤمن بالله واليوم الآخر".
صحيح: رواه الترمذي (3906)، والنسائي في الكبرى (8275)، وأحمد (2818)، وابن أبي شيبة (33039) كلهم من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
• عن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وهو يبايع الناس على الهجرة، فقال: يا رسول الله! بايع هذا. قال: "ومن هذا؟ " قال: ابن عمي حوط بن يزيد أو يزيد بن حوط. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أبايعك إن الناس يهاجرون إليكم، ولا تهاجرون إليهم، فوالذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده، لا يحب رجل الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى، إلا لقي الله وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار حتى يلقى الله، إلا لقي الله وهو يبغضه".
حسن: رواه أحمد (15540)، والطحاوي في شرح المشكل (2636 - 2638)، والطبراني في
الكبير (3356 - 3601) كلّهم من طرق، عن عبد الرحمن بن الغسيل، قال: أخبرنا حمزة بن أبي أسيد - وكان أبوه بدريا -، عن الحارث بن زياد الساعدي قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام في عبد الرحمن بن الغسيل فإنه حسن الحديث، وهو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري.
ورواه أحمد (17937)، وابن حبَّان (7273)، والطَّبرانيّ في الكبير (3358، 3357) كلّهم من طريق محمد بن عمرو، عن سعد بن المنذر بن أبي حميد الساعديّ، عن حمزة بن أبي أسيد قال: سمعت الحارث بن زياد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
واقتصروا على ذكر حب الأنصار وبغضهم فقط.
وسعد بن المنذر هذا قال فيه الحافظ: إنه مقبول. وهو كذلك لأنه تابعه عبد الرحمن بن الغسيل كما تقدّم وذكره الهيثميّ في "المجمع"(10/ 38) وقال: "رواه أحمد والطَّبرانيّ بأسانيد ورجال بعضها رجال الصَّحيح غير محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث".
• عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم".
حسن: رواه الطبرانيّ في الكبير (19/ 341)، وفي مسند الشاميين (2082) عن الحسين بن إسحاق التستري، عن حرملة بن يحيى (هو التجيبي)، عن ابن وهب (هو عبد الله)، عن معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن النعمان بن مرة الزرقيّ، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل معاوية بن صالح الحضرميّ، وحرملة بن يحيى التجيبي فإنهما حسنا الحديث. وبقية رجاله ثقات.
الحسين بن إسحاق التستري شيخ الطبرانيّ - وثّقه الذّهبيّ فقال: "محدث رحّال ثقة". تاريخ الإسلام (22/ 136).
قال الهيثميّ: "رواه الطبرانيّ ورجاله رجال الصَّحيح غير النعمان بن مرة وهو ثقة". مجمع الزوائد (10/ 39).
• عن رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قام يومئذ خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد، ثمّ قال:"إنكم يا معشر المهاجرين! تزيدون، وإن الأنصار لا يزيدون، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها، أكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم، فإنهم قد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم".
صحيح: رواه أحمد (21951) عن عبد الرزّاق - وهو في مصنفه (19917) - عن معمر، قال: قال الزهري: وأخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك - وكان أبوه أحد الثلاثة الذين تيب عليهم -،
عن رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثميّ: رجاله رجال الصَّحيح.
تنبيه: وقع في إسناد عبد الرزّاق "عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه". وسقط من مطبوعة الطبرانيّ ذكر "رجل من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم".
ورواه أحمد في مسنده (16075)، وفي الفضائل (1412) عن أبي اليمان قال: أخبرنا شعيب، عن الزّهري، قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري - وهو أي أبوه - أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أنه أخبره بعض أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قوله: "الأنصار عيبتي" أي خاصتي وموضع سري، والعرب تكني القلوب والصدور بالعياب لأنها مستودع السرائر. النهاية (3/ 272).
• عن أسيد بن حضير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس يكثرون، وهو يقلون، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".
حسن: رواه النسائيّ في الكبرى (8266)، والطَّبرانيّ في الكبير (1/ 173) كلاهما من طريق محمد بن معمر البحراني، قال: حَدَّثَنِي حرمي بن عمارة، عن أسيد بن حضير قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن معمر البحراني وحرمي بن عمارة فإنهما حسنا الحديث.
• عن رفاعة بن رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم! اغفر للأنصار، ولذراري الأنصار، ولذراري ذراريهم، ولمواليهم، وجيرانهم".
حسن: رواه ابن أبي شيبة (33043)، والبزّار (3734)، والطَّبرانيّ في الكبير (5/ 33 - 34)، وصحّحه ابن حبَّان (7283) كلّهم من طريق زيد بن الحباب، عن هشام بن هارون الأنصاري، قال: حَدَّثَنِي معاذ بن رفاعة بن رافع، عن أبيه قال: فذكره.
ذكره الهيثميّ في "المجمع"(10/ 40) وقال: "رواه البزّار والطبراني، ورجالهما رجال الصَّحيح غير هشام بن عمرو وهو ثقة".
كذا قال اعتمادًا على توثيق ابن حبَّان، وإلَّا فهو مجهول لكنه توبع.
فقد رواه الطبرانيّ في الكبير (5/ 33) عن العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا إبراهيم بن يحيى الشجري، ثنا أبي، عن عبيد بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه فذكر مثله.
وإبراهيم بن يحيى هو: ابن محمد بن عباد الشجري. هو وأبوه كلاهما ضعيفان. فالحديث بمجموع هذين الطريقين يرتقي إلى درجة الحسن.
وقد حسّنه البزّار في مسنده (3734).
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم! اغفر للأنصار، ولأبناء
الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار".
صحيح: رواه النسائيّ في الكبرى (8292)، وعبد الرزّاق (19913) - ومن طريقه أحمد (12651) -، وصحّحه ابن حبَّان (7280) كلّهم من طرق، عن قتادة، عن أنس قال: فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه الترمذيّ (3909) من طريق آخر عن أنس وزاد فيه: "ولنساء الأنصار". وفي إسناده عطاء بن السائب وقد اختلط والراوي عنه جعفر بن زياد الأحمر لا يدرى متى سمع؟ لذا قال الترمذيّ: حسن غريب من هذا الوجه.
وقد وردت قصة في هذا الحديث وهو أن الأنصار اشتدت عليهم السواني فأتوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليدعوا لهم، أو يحفر لهم نهرا، فأخبر النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:"لا يسألوني اليوم شيئًا إِلَّا أعطوه" فأخبرت الأنصار بذلك فلمّا سمعوا ما قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قالوا: ادع الله لنا بالمغفرة، فقال: "اللهم اغفر للأنصار
…
" الحديث.
رواه أحمد (1241، 13268، 13226) من طرق، عن أنس وزاد في إحدى الطرق "ولأولاد الأنصار، وموالي الأنصار".
• عن أنس بن مالك أن ثابت بن قيس خطب مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فقال: إنا نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا يا رسول الله؟ قال:"لكم الجنّة" قالوا: رضينا.
صحيح: رواه النسائيّ في الكبرى (8171)، والبزّار (6564) وأبو يعلى (3772)، وصحّحه الحاكم (3/ 234)، والضياء في المختارة (1962، 1963) كلّهم من طرق، عن حميد، عن أنس قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشّيخين.
وذكره الهيثمي: في "المجمع"(6/ 48) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصَّحيح.
• عن جابر بن عبد الله، قال: أمر أبي بخزيرة، فصنعت، فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته وهو في منزله، فقال:"ما هذا يا جابر، ألحم ذا؟ " قلت: لا، ولكنها خزيرة، فأمر بها فقبضت، فلمّا رجعت إلى أبي قال: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: نعم فقال: هل قال شيئًا؟ فقلت نعم: قال: "ما هذا يا جابر ألحم ذا؟ " فقال أبي: عسى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتهى اللحم، فقام إلى داجن له فذبحها، ثمّ أمر بها فشويت، ثمّ أمرني فحملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتهيت إليه وهو في مجلسه ذلك، فقال:"ما هذا يا جابر؟ " فقلت: يا رسول الله رجعت إلى أبي فقال: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: نعم فقال: هل قال شيئًا؟ قلت: نعم قال: "ما هذا ألحم ذا؟ " فقال
أبي: عسى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتهى اللحم، فقام إلى داجن عنده، فذبحها ثمّ أمر بها فشويت، ثمّ أمرني فحملتها إليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"جزى الله الأنصار عنا خيرًا، ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة".
صحيح: رواه النسائيّ في الكبرى (8223) مختصرًا، والبزّار - كشف الأستار - (2707)، وأبو يعلى (2079، 2080)، وصحّحه ابن حبَّان (7020) - واللّفظ له -، والحاكم (4/ 111) كلّهم من طريق إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: حَدَّثَنَا أبي، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله فذكره. وإسناده صحيح.
قال الحاكم: صحيح الإسناد.
وذكر الهيثميّ في "المجمع"(9/ 317) وقال: "رواه البزّار ورجاله ثقات".
تنبيه: الأول: ورد الحديث عند النسائيّ والبزّار بلفظ "ولا سيما آل عمرو بن حرام" بدل "عبد الله بن عمرو بن حرام".
الثاني: سقط من إسناد الحاكم ذكر "حبيب بن الشهيد".
• عن أبي طلحة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقرئ قومك السّلام، فإنهم - ما علمت - أعفَّةٌ صُبُرٌ".
حسن: رواه الترمذيّ (3903)، وأبو يعلى (1420، 3389)، والطَّبرانيّ في الكبير (5/ 101)، وصحّحه الحاكم (4/ 79) كلّهم من طريق محمد بن ثابت البناني، عن أبيه، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة قال: فذكره.
ومحمد بن ثابت البناني ضعيف لكنه توبع، فقد رواه الطبرانيّ في الكبير (5/ 110) عن عليّ بن عبد العزيز، حَدَّثَنَا مسلم بن إبراهيم، حَدَّثَنَا الحسن بن أبي جعفر، حَدَّثَنَا ثابت، عن أنس، عن أبي طلحة قال: فذكره.
والحسن بن أبي جعفر هو أبو سعيد الجفري ضعيف وبقية رجاله ثقات، وعلي بن عبد العزيز شيخ الطبرانيّ هو البغوي والحديث بهذين الطريقين يرتقي إلى الحسن قال الترمذيّ: هذا حديث حسن صحيح.
ورواه أحمد (12521)، والطيالسي (2162)، والبزّار (6906) كلّهم من طريق محمد بن ثابت البناني عن أبيه، عن أنس، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لأبي طلحة
…
الحديث. فجعلوه من مسند أنس.
فلعل أحد الرواة قصر في الإسناد ولم يذكر أبا طلحة أو أرسله أنس والله أعلم بالصواب.
قوله: "أعفة" جمع عفيف و"ما" مصدرية ظرفية والمعنى: طوال مدة معرفتي بهم كانوا يتعففون عن السؤال، ويصبرون عند القتال.