الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع ما جاء في أدعية الركوب والسفر
1 - باب ما يقوله المسافر إذا ركب للسفر
• عن ابن عمر علّمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر، كبر ثلاثا ثم قال:"سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم! هون علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم! أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم! إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل".
وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: "آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون".
صحيح: رواه مسلم في الحج (1342) عن هارون بن عبد الله، ثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أن عليا الأزدي، أخبره أن ابن عمر أخبره فذكره.
وقوله: "مقرنين" مطيقين أي ما كنا نطيق قهره واستعماله لولا تسخير الله تعالى إياه لنا.
• عن عبد الله بن سرجس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكون، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال.
زاد في رواية: يبدأ بالأهل إذا رجع.
وفي لفظ: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر يقول: "اللهم! أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم! اصحبنا في سفرنا، واخلفنا في أهلنا، اللهم! إني أعوذبك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكور، ومن دعوة المظلوم، ومن سوء المنظر في الأهل والمال".
صحيح: رواه مسلم في الحج (1343: 426) عن زهير بن حرب، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس فذكره باللفظ الأول.
والزيادة رواها مسلم أيضا (1343: 427) من طريق أبي معاوية، عن عاصم به.
ورواه ابن ماجه (3888) من طريق أبي معاوية به قال فيه: فإذا رجع قال مثلها.
ورواه الترمذي (3439) من طريق حماد بن زيد، عن عاصم الأحول به فذكره باللفظ الثاني. وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح".
وقوله: "من الحور بعد الكون" أو "من الحور بعد الكور" روي على الوجهين قال الترمذي: "معنى قوله: "الحور بعد الكون أو الكور وكلاهما له وجه إنما هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى المعصية، إنما يعني الرجوع من شيء إلى شيء من الشر" اهـ.
وقال النووي في شرح مسلم: قوله: "والحور بعد الكون" هكذا هو في معظم النسخ من صحيح مسلم "بعد الكون" بالنون بل لا يكاد يوجد في نسخ بلادنا إلا بالنون. وكذا ضبطه الحفاظ المتقنون في صحيح مسلم، قال القاضي: وهكذا رواه الفارسي وغيره من رواة صحيح مسلم قال: ورواه العذري "بعد الكور" بالراء. قال: والمعروف في رواية عاصم الذي رواه مسلم عنه بالنون. قال القاضي: قال إبراهيم الحربي: يقال: إن عاصما وهم فيه وإن صوابه "الكور" بالراء.
قلت يعني النووي: وليس كما قال الحربي، بل كلاهما روايتان، وممن ذكر الروايتين جميعا الترمذي في جامعه، وخلائق من المحدثين. وذكرهما أبو عبيد، وخلائق من أهل اللغة، وغريب الحديث
…
ثم نقل كلام الترمذي وقال:
وكذا قال غيره من العلماء، معناه بالراء والنون جميعا: الرجوع من الاستقامة أو الزيادة إلى النقص قالوا: ورواية الراء مأخوذة من تكوير العمامة وهو لفها وجمعها، ورواية النون مأخوذة من الكون مصدر كان يكون كونا إذا وجد واستقر، قال المازري في رواية الراء: قيل أيضا: إن معناه. أعوذ بك من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا فيها يقال كار عمامته إذا لفها وحارها إذا نقضها وقيل: نعوذ بك من أن تفسد أمورنا بعد صلاحها كفساد العمامة بعد استقامتها على الرأس وعلى رواية النون قال أبو عبيد: سئل عاصم عن معناه فقال: ألم تسمع قولهم حار بعد ما كان؟ أي: أنه كان على حالة جميلة فرجع عنها. والله أعلم.
وقوله: "فإذا رجع قال مثلها" أي إذا أراد العودة من السفر إلى البيت قال مثل ذلك.
• عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فركب راحلته قال بأصبعه - ومد شعبة (أحد رواة الحديث) بإصبعه - قال: "اللهم! أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم! اصحبنا بنصحك واقلبنا بذمة، اللهم! ازو لنا الأرض، وهون علينا السفر، اللهم! إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب".
حسن: رواه الترمذي (3438)، والنسائي (5501)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (499) كلهم من طريق شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من حديث أبي هريرة".
قلت: وهو كما قال فإن عبد الله بن بشر الخثعمي حسن الحديث.
ورواه أبو داود (2598)، وأحمد (9599)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (500) كلهم من طرق عن يحيى (هو ابن القطان)، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة نحوه.
وهذا إسناد حسن أيضا من أجل محمد بن عجلان فإنه حسن الحديث.
• عن أبي لاس الخزاعي قال: حملنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبل من إبل الصدقة للحج فقلنا: يا رسول الله، ما نرى أن تحملنا هذه قال:"ما من بعير لنا إلا في ذروته شيطان، فاذكروا اسم الله عليها إذا ركبتموها كما أمرتكم، ثم امتَهِنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله عز وجل".
حسن: رواه أحمد (17938، 17939)، وصحّحه ابن خزيمة (2377)، والحاكم (1/ 444) كلهم من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي لاس الخزاعي فذكره.
وإسناده حسن لأن محمد بن إسحاق قد صرّح بالتحديث في الرواية الثانية عند أحمد.
وفيه دليل على أن الرواة تصرفوا في صيغة الأداء.
وقال الحاكم: "على شرط مسلم".
• عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "على ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فسموا الله عز وجل، ثم لا تقصروا عن حاجاتكم".
حسن: رواه أحمد (16039)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (504)، وصحّحه ابن خزيمة (2546)، وابن حبان (1703)، والحاكم (1/ 444) من طرق، عن أسامة بن زيد قال: أخبرني محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي أنه سمع أباه يقول فذكره.
وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم".
قلت: إسناده حسن من أجل محمد بن حمزة الأسلمي وهو ليس من رجال مسلم، ولكنه يحسن حديثه إذا كان له أصل.
• عن علي بن ربيعة قال كنت ردفا لعلي، فلما وضع رجله في الركاب قال: باسم الله، فلما استوى على ظهر الدابة قال: الحمد لله ثلاث مرات، الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقلت: يا أمير المؤمنين ما يضحكك؟ فقال: كنت رديف رسول الله فصنع كما صنعت، ثم قلت له كما قلت لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل ليضحك إلى عبده إذا قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي