الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يتبين خطؤه.
وزاد أبو داود: "وما تأخر" وهذه الزيادة لم يروها جُلُّ من روى هذا الحديث فهي زيادة شاذة.
وأما ما روي عن أبي أمامة قال: لبس عمر بن الخطاب ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به. ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد الله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به، كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله حيا وميتا. فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (3560)، وابن ماجه (3557)، وأحمد (305)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (273) كلهم من حديث يزيد بن هارون حدثنا الأصبغ بن زيد حدثنا أبو العلاء عن أبي أمامة فذكره.
وإسناده ضعيف لجهالة أبي العلاء الشامي.
ولذا قال الترمذي: "هذا حديث غريب وقد رواه يحيى بن أبي أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة".
قلت: من هذا الوجه أخرجه ابن المبارك في الزهد (749) ومن طريقه الحاكم (4/ 193) وفي إسناده علي بن يزيد وهو الألهاني ضعيف. وكذلك عبيد الله بن زحر.
وذكر الدارقطني في العلل (2/ 137 - 138) طرقه وعللها ثم قال: "والحديث غير ثابت".
8 - باب ما يقول لصاحبه إذا رأى عليه ثوبا جديدا
• عن أم خالد بنت خالد قالت: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء قال: "من ترون نكسوها هذه الخميصة؟ " فأسكت القوم قال: ائتوني بأم خالد فأتي بي النبي صلى الله عليه وسلم فألبسنيها بيده، وقال:"أبلي وأخلقي" مرتين، فجعل ينظر إلى علم الخميصة، ويشير بيده إلي ويقول:"يا أم خالد هذا سنا، ويا أم خالد هذا سنا"، والسنا بلسان الحبشية الحسن.
وفي رواية: "أبلي وأخلفي، ثم أبلي وأخلفي، ثم أبلي وأخلفي".
صحيح: رواه البخاري في اللباس (5845) عن أبي الوليد، حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: حدثني أبي قال: حدثتني أم خالد بنت خالد فذكرته.
والرواية الأخرى عند البخاري أيضا في الجهاد والسير (3071) من وجه آخر عن أم خالد.
قوله: "أبلي وأخلقي" فيه أمر بالإبلاء والإخلاق، وهما بمعنى والمراد الدعاء بطول البقاء
للمخاطب بذلك أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويُخلق.
قال الحافظ: "ووقع في رواية: "وأخلفي "بالفاء وهي أوجه من التي بالقاف لأن الأولى تستلزم التأكيد، والثانية تفيد معنى زائدا وهو أنها إذا أبلته أخلفت غيره".
وأم خالد بنت خالد اسمها أمة، وهي ابنة خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، صحابية بنت صحابي، مشهورة بكنيتها. وُلدتْ بأرض الحبشة مع أخيها سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص. وتزوجها الزبير بن العوام وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر، وعُمّرت حتى لحقها موسى وإبراهيم ابنا عقبة.
وأما ما روي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصا أبيض فقال: "ثوبك هذا غسيل أم جديد؟ " قال: لا بل غسيل قال: "البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا" فهو معلول.
رواه ابن ماجه (3558)، وأحمد (5620)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (311)، وابن حبان (6897) كلهم من طريق عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر فذكره.
وظاهر إسناده الصحة إلا أنه معلول فقد سئل أبو حاتم عن هذا الحديث بهذا الإسناد فقال: هذا حديث ليس له أصل من حديث الزهري، ولم يرضَ عبد الرزاق حتى أتبع هذا شيئا أنكر من هذا فقال: حدثنا الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله، وليس لشيء من هذين أصل. وإنما هو: معمر، عن الزهري مرسلا. علل الحديث (1460).
وقال ابن معين: "هذا حديث منكر ليس يرويه غير عبد الرزاق" الكامل (5/ 311).
وأعله البخاري في التاريخ الكبير (3/ 356) بالإرسال، وكذا الدارقطني في العلل (220).
وقال البزار: "لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا عبد الرزاق، ولم يتابع عليه".
وقال النسائي: "وهذا حديث منكر، أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غيرُ عبد الرزاق، وقد روي هذا الحديث عن معقل بن عبد الله، واختلف عليه فيه، فروي عن معقل، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري".
وأما الحافظ ابن حجر فذهب إلى تحسينه في نتائج الأفكار (1/ 137 - 138) لوجود شاهد مرسل له.
وهذا المرسل أيضا لم يصحّ كما قال البخاري في التاريخ الصغير (2/ 38).