الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عامرا حبط عمله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كذب من قاله، إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهِدٌ مجاهد، قَلَّ عربي مشى بها مثله".
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (4196) ورواه مسلم في الجهاد (1802: 123) كلاهما من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع فذكره. واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.
والحديث مذكور بطوله في غزوة خيبر.
62 - باب ما جاء في فضل عامر بن فهيرة
• عن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة: فأخبرني أبي، قال: لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري، قال له عامر بن الطفيل: من هذا؟ فأشار إلى قتيل، فقال له عمرو بن أمية: هذا عامر بن فهيرة. فقال: لقد رأيته بعد ما قُتِل رُفِعَ إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وُضِعَ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم فنعاهم، فقال:"إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم، فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك، ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم"، وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت فسمي عروة به، ومنذر بن عمرو سمي به منذرا.
رواه البخاري في المغازي (4093) عقب حديث الهجرة المروي عن عائشة من رواية البخاري عن عبيد بن إسماعيل، ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
فقال عقبة: "وعن أبي أسامة
…
" فذكره مرسلا، فهو معطوف على الإسناد السابق، كما قال الحافظ ابن حجر في التغليق (4/ 112)، وإنما فصله ليبين الموصول من المرسل، قاله في الفتح (7/ 390).
يعني رواه من حديث عائشة موصولا، وفيه قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم رواه بالإسناد إلى عروة بن الزبير، فذكر قصة أهل بئر معونة مرسلا عن عروة.
والحديثان رواهما أبو نعيم والإسماعيلي والبيهقي مساقا واحدا موصولا به مدرجا، ولم يفصلوها كما فصله البخاري، ولذلك أورده ابن حجر في كتابه المدرج ليبين أن عمله هذا مدرج، وأن القصة الثانية ليست متصلة بل هي من مراسيل عروة، والله أعلم. وانظر: الفتح (7/ 390).
63 - باب فضائل العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
• عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة، فقيل: منع ابنُ جميل، وخالد بن الوليد، والعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث وفيه: ثم قال:
"يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه".
متفق عليه: رواه البخاري في الزكاة (1468)، ومسلم في الزكاة (983 - 11) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره، والسياق لمسلم، وليس عند البخاري:"يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه".
وبمعناه روي عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر في العباس: "إن عم الرجل صنو أبيه" وكان عمر كلَّمَه في الصدقة.
رواه الترمذي (3760)، وأحمد (725) كلاهما من حديث وهب بن جرير، حدثني أبي، قال: سمعت الأعمش، يحدث عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي فذكره. والسياق للترمذي.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن".
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 238): "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
…
إلا أن أبا البختري لم يسمع من علي، ولا عمر، فهو مرسل صحيح".
ذكره الهيثمي في المجمع لأجل طول الحديث عند أحمد وإلا فهو ليس على شرطه، وأما أبو البختري فهو كما قال، فإنه لم يدرك عليا ولم يره. قاله شعبة. انظر: المراسيل (278).
• عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: "هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفًّا وأوصلها".
حسن: رواه أحمد (1610)، والنسائي في فضائل الصحابة (71)، وأبو يعلى (820)، وصحّحه ابن حبان (7052)، والحاكم (3/ 328 - 329) كلهم من طريق محمد بن طلحة التيمي، حدثني أبو سهيل نافع بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن طلحة التيمي، فإنه حسن الحديث.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 268): "رواه أحمد والبزار بنحوه، وأبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن طلحة التيمي وثّقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح".
وروي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العباس مني وأنا منه".
رواه الترمذي (3759)، والنسائي (4775)، وأحمد (2734)، وصحّحه الحاكم (3/ 325) كلهم من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل".
وعبد الأعلى هو ابن عامر الثعلبي ضعيف عند أكثر أهل العلم، وبه أعلَّه الذهبي في السير (2/ 99، 102).
والسياق للترمذي، وساق أحمد والنسائي بسياق أطول، وهو الآتي:
عن ابن عباس: أن رجلا من الأنصار وقع في أب للعباس كان في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومه، فقالوا: والله لنلطمنه كما لطمه. فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر، فقال:"أيها الناس، أي أهل الأرض أكرم على الله؟ " قالوا: أنت. قال: "فإن العباس مني، وأنا منه، فلا تسبوا أمواتنا، فتؤذوا أحياءنا" فجاء القوم، فقالوا: يا رسول الله، نعوذ بالله من غضبك.
وروي أيضا عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا وأنا عنده، فقال:"ما أغضبك؟ " قال: يا رسول الله! ما لنا ولقريش، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم احمر وجهه، ثم قال:"والذي نفسي بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله" ثم قال: "يا أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه".
رواه الترمذي (3758)، وأحمد (17515)، والنسائي في فضائل الصحابة (73)، وصحّحه الحاكم (3/ 333) كلهم من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وليس كما قال، فإن يزيد بن أبي زياد هو الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف عند جمهور أهل العلم، وكان شيعيا.
وروي أيضا عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر من قريش، وهم يتحدثون، فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"ما بال أقوام يتحدثون، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم. والله، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني".
رواه ابن ماجه (140) عن محمد بن طريف، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي سبرة النخعي، عن محمد بن كعب القرظي، عن العباس بن المطلب فذكره.
ومن هذا الوجه صحّحه الحاكم (4/ 75).
وأبو سبرة النخعي يقال: اسمه عبد الله بن عابس، قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات، ولذا قال عنه الحافظ:"مقبول" يعني حيث يُتَابَع، ولم أجد له متابعا.
ومحمد بن كعب القرظي لم يدرك العباس.
وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.
وروي أيضا عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا. فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة يوم القيامة تجاهين. والعباس بيننا مؤمن بين خليلين".
رواه ابن ماجه (141) عن عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن