الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي الحديث دليل على أن موته كان بالمدينة، ولكن المشهور أنه مات بحمص ودفن بقرية على ميل من حمص، كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب.
فإذا صحّ هذا فقوله: "خرج عمر على جنازته". وهم من الراوي، والصحيح: فلما توفي خالد، خرج عمر على الناس فقال. والله تعالى أعلم.
42 - باب ما جاء في خريم بن فاتك الأسدي
• عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره". فبلغ ذلك خريما، فجعل يأخذ شفرة، فيقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.
قال - يعني الراوي -: فأخبرني أبي قال: دخلت بعد ذلك على معاوية، فإذا عنده شيخ جمته فوق أذنيه، ورداؤه إلى ساقيه، فسألت عنه فقالوا: هذا خريم الأسدي. الحديث.
حسنْ رواه أبو داود (4089)، وأحمد (17622) كلاهما من حديث عبد الملك بن عمرو أبي عامر، قال: حدثنا هشام بن سعد، قال: حدثنا قيس بن بشر التغلبي، قال: أخبرني أبي - وكان جليسا لأبي الدرداء - قال أبو الدرداء فذكره في حديث طويل مذكور في كتاب اللباس.
وإسناده حسن من أجل بشر التغلبي والد قيس، وهو بشر بن قيس التغلبي وهو صدوق كما قال الحافظ، ولم يظهر من ترجمته في التهذيب أي جرح فيه، ومن أجل ابنه قيس وهو من رجال الصحيح، قال فيه أبو حاتم:"ما أرى بحديثه بأسا".
43 - باب في فضل خزيمة بن ثابت الأنصاري وأخباره
• عن زيد بن ثابت قال: نسخت الصحف في المصاحف، ففقدت آية من سورة الأحزاب، كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين، وهو قوله:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23].
صحيح: رواه البخاري في الجهاد والسير (2807) من طرق عن الزهري، عن خارجة بن زيد أن زيد بن ثابت قال: فذكره.
والسبب الذي من أجله جعل شهادته شهادة رجلين في الحديث الآتي:
• عن عمارة بن خزيمة أن عمه حدَّثه، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي، فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه، وأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي، وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس، ولا
يشعرون أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه، فنادى الأعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كت مبتاعا هذا الفرس وإلا بعته. فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي فقال: "أوليس قد ابتعته منك؟ ". فقال الأعرابي: لا والله ما بعتك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بلى قد ابتعته منك". فطفق الأعرابي يقول: هلمَّ شهيدا. فقال خزيمة بن ثابت: أنا أشهد أنك قد بايعته. فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة، فقال:"بِمَ تشهد؟ ". فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين.
صحيح: رواه أبو داود (3607)، والنسائي (4648)، وأحمد (21883)، والحاكم (2/ 17 - 18) والبيهقي (10/ 145 - 146) كلهم من طرق عن الزهري، أخبره عن عمارة بن خزيمة فذكره.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ورجاله باتفاق الشيخين ثقات، وعمارة بن خزيمة سمع هذا الحديث عن أبيه أيضا".
ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده كما في المطالب العالية (4019) عن زيد بن الحباب، حدثني محمد بن زرارة بن خزيمة، حدثنا عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى فرسا من سواء بن قيس المحاربي، فجحده، فشهد له خزيمة بن ثابت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضرا؟ " فقال رضي الله عنه: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من شهد له خزيمة أو عليه فهو حسبه".
ومن هذا الوجه صحّحه الحاكم (2/ 18).
ومحمد بن زرارة هو: ابن عبد الله بن خزيمة، لم يرو عنه غير زيد بن الحباب، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجم له البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وتفرد محمد بن زرارة بهذا اللفظ، وهو قوله:"من شهد له خزيمة أو عليه فهو حسبه".
• عن خزيمة بن ثابت قال: إنه مرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم وقد اشترى فرسا من أعرابي فجحده الأعرابي البيع، فقال: لم أبعك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"قد بعتني"، فمرَّ عليهم خزيمة بن ثابت رضي الله عنه فسمع قولهما، فقال: أنا أشهد أنك بعت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"وما علمك بذلك ولم تشهدنا؟ " فقال: قد شهدنا على ما هو أعظم من ذلك، فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين حتى مات خزيمة.
حسن: رواه ابن أبي عمر في مسنده كما في المطالب العالية (4019) عن حسين الجعفي (هو: ابن علي بن الوليد الكوفي)، عن زائدة، ثنا أبو فروة الجهني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن خزيمة بن ثابت قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي فروة الجهني (واسمه: مسلم بن سالم الكوفي) فإنه حسن الحديث.