الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ يا رسول الله! على ماذا أقاتل الناس؟ قال:"قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله".
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (2405) عن قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
• عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله -أو قال-: يحبه الله ورسوله". فدعا عليا وهو أرمد، ففتح الله على يديه.
صحيح: رواه النسائي في الكبرى (8094، 8353) والطبراني في الكبير (18/ 237) كلاهما من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عمران بن حصين قال: فذكره. وإسناده صحيح.
روي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان أبي يسمر مع علي، وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، فقيل له: لو سألته؟ فسأله فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر، فقلت: يا رسول الله! إني أرمد العين. قال: فتفل في عيني، وقال:"اللهم! أذهب عنه الحر والبرد" فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ، وقال:"لأعطين الرايه رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ليس بفرَّار". فتشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأعطانيها.
رواه أحمد (778) عن وكيع، عن ابن أبي ليلى (هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى)، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره.
ورواه ابن ماجه (117) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا ابن أبي ليلى، حدثنا الحكم (هو ابن عتيبة)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فذكره.
ورواه البزار (496) عن يوسف بن موسى، نا عبيد الله بن موسى، نا ابن أبي ليلى، عن الحكم والمنهال، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال: فذكره بسياق أطول.
ومدار هذه الطرق على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف سيئ الحفظ جدا، ولذا اضطرب في ذكر شيوخه. قال شعبة: ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي ليلى، وكذا قال أحمد وأبو حاتم وغيرهما.
وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة. وأبو ليلى: اسمه يسار.
والحديث روي من أوجه أخرى عن علي وكلها ضعيفة.
5 - باب قوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه
"
• عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا، فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال:"يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ". قلت: بلى يا رسول الله. قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
صحيح: رواه أحمد (22945)، والنسائي في خصائص علي (82)، وصحّحه الحاكم (3/ 110) كلهم من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، حدثنا عبد الملك بن أبي غنية، عن الحكم (هو ابن عتيبة)، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة فذكره. وإسناده صحيح.
• عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد أو -زيد بن أرقم- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
صحيح: رواه الترمذي (3713)، وأحمد في فضائل الصحابة (959)، والطبراني في الكبير (3/ 199) كلهم من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة (واسمه: حذيفة بن أسيد) أو -زيد بن أرقم- قال: فذكره. وإسناده صحيح.
والشك في تعيين الصحابي لا يضر، والشاك هو شعبة.
والراجح أنه من مسند زيد بن أرقم، كما ورد في طرق أخرى عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم بدون الشك.
• عن سعيد بن وهب قال: نشد عليّ الناس، فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من كنت مولاه فعلي مولاه".
صحيح: رواه أحمد (23107)، والنسائي في خصائص علي (86) كلاهما من طريق شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت سعيد بن وهب قال: فذكره.
وإسناده صحيح.
قوله: "نشد علي الناس" أي: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
والحديث روي من طرق أخرى عن علي، وهذا أصح.
• عن رباح بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا. قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ ! قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خُمّ يقول: "من كنت مولاه فإن هذا مولاه".
قال رباح: فلما مضوا تبعتهم، فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري.
حسن: رواه أحمد (23563، 23564)، وابن أبي شيبة (32736) كلاهما من طرق عن حنش ابن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي، عن رباح بن الحارث قال: فذكره. وإسناده حسن من
أجل حنش بن الحارث فإنه حسن الحديث.
• عن جابر بن عبد الله قال: كنا بجحفة بغدير خم إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي فقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
حسن: رواه ابن أبي شيبة (32735) عن مطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل مطلب بن زياد وشيخه عبد الله بن محمد بن عقيل فإنهما حسنا الحديث.
• عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
حسن: رواه ابن أبي عاصم في السنة (1393) والنسائي في الكبرى (8414) كلاهما من طريق عبد الله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه أن سعدا قال: فذكره. وإسناده حسن من أجل عبد الواحد بن أيمن.
ورواه ابن ماجه (121)، والنسائي في الكبرى (8343)، وابن أبي عاصم في السنة (1421) كلهم من طرق، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعد بن أبي وقاص قال: كنت جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب فقال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خصال ثلاثة، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليَّ من حمر النعم، سمعته يقول:"إنه مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي" وسمعته يقول: "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" وسمعته يقول: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
وإسناده منقطع. لأن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من سعد بن أبي وقاص. قاله ابن معين. انظر: المراسيل (ص 127).
وفي الباب ما روي عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة، وكُسِح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، فصلى الظهر، وأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال:"ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى. قال: "ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ " قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي فقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم! وال من والاه، وعاد من عاداه" قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
رواه ابن ماجه (116)، وأحمد (18479) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان، فإنه ضعيف عند أكثر أهل العلم.
وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي الطفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: "من كنت مولاه فهذا
مولاه، اللَّهم وال من والاه، وعاد من عاداه".
رواه أحمد (19302)، والنسائي في خصائص علي (93)، والطحاوي في شرح المشكل (1762)، وصحّحه ابن حبان (6931) كلهم من طرق، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة قال: فذكره في سياق طويل.
وفطر بن خليفة المخزومي مولاهم أبو بكر الحناط مختلف فيه، وقد رمي بالتشيع، تكلم فيه أبو بكر بن عياش والدارقطني وغيرهما لسوء مذهبه، ولذلك لا تقبل منه هذه الزيادة.
ولا تنفع متابعة حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل وهو عند أحمد (952)، والنسائي في الخصائص (88) وفيه شريك بن عبد الله القاضي سيء الحفظ، وقد اختلف عليه بهذه الزيادة.
ولكن رواه الحاكم (3/ 109) من طريق أبي عوانة متابعة له.
ورواه النسائي في الخصائص (84) من وجه آخر عن زيد بن أرقم ولم يذكر هذه الزيادة، فالظاهر أنه وقع اضطراب في حديث زيد بن أرقم في ذكر هذه الزيادة، وقد رويت هذه الزيادة عن عدد من الصحابة ولا يخلو واحد منه من مجهول، أو ضعيف، أو متهم، وكذا قال أحمد:"إنها زيادة كوفية" نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه (4/ 417).
وقال: وأما قوله "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم! وال من والاه. . . الخ" فهذا ليس في شيء من الأمهات، إلا في الترمذي، وليس فيه إلا:"من كنت مولاه فعلي مولاه"، وأما الزيادة فليست في الحديث. وسئل عنها أحمد فقال:"زيادة كوفية"، ولا ريب أنها أكاذيب لوجوه:
أحدها: أن الحق لا يدور مع معين إلا النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لو كان كذلك لوجب اتباعه في كل ما قال، ومعلوم أن عليا ينازعه الصحابة واتباعه في مسائل وجد فيها النص يوافق من نازعه، كالمتوفي عنها زوجها وهي حامل.
وقوله: "اللهم! انصر من نصره. . . الخ" خلاف الواقع، قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا، وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا، كسعد الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيرا من بلاد الكفار ونصرهم الله.
وكذلك قوله: "اللهم! وال من والاه، وعاد من عاداه" مخالف لأصل الإسلام. فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض، وقوله:"من كنت مولاه فعلي مولاه" فمن أهل الحديث من طعن فيه كالبخاري وغيره، ومنهم من حسنه، فإن كان قاله فلم يرد به ولاية مختصا بها، بل ولاية مشتركة، وهي ولاية الإيمان التي للمؤمنين، والموالاة ضد المعاداة، ولا ريب أنه يجب موالاة المؤمنين على سواهم، ففيه رد على النواصب. انتهى.
وما قاله شيخ الإسلام هو حق لا ريب فيه، ومن ذهب إلى تصحيحه لم يلاحظ هذا الجانب الذي أشار إليه شيخ الإسلام، ثم إن صحة الإسناد لم يستلزم صحة المتن لوجود الشذوذ وغيرها.