الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: حديث ابن خزيمة (2669) -وهو عند مسلم (1198: 67) - غير حديث ابن ماجه، ولفظه:"خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الحية والغراب الأبقع، والفأرة، والكلب العقور، والحديا".
11 - باب أن للسحر حقيقة
وقال تعالى: {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)} [الأعراف: 116].
وقال تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)} [يونس: 81].
والآيات الأخرى كثيرة في ثبوت السحر. ولذا ذهب جمهور علماء أهل السنة إلى إثبات السحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء.
ورُتّب على ذلك حكم تعلم السحر بأنه حرام، وهو من الكبائر بالاجماع، والحكم على الساحر بأنه يقتل كفرا، أو تعزيرا، والمسألة مبسوطة في موضعها.
• عن عائشة قالت: مكث النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي، قالت عائشة: فقال لي ذات يوم: "يا عائشة! إن الله أفتاني في أمر استفتيته، فيه أتاني رجلان فجلس أحدهما عند رجلي، والآخر عند رأسي، فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب يعني مسحورا قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن أعصم قال: وفيم؟ قال: في جف طلعة ذكر في مشط ومشاطة تحت رعوفة في بئر ذروان".
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "هذه البئر التي أريتها كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين وكأن ماءها نقاعة الحناء"، فأمرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم فأُخْرِجَ. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله! فهلا؟ تعني تنشرتَ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أما الله فقد شفاني، وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شرا".
قالت: ولبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود.
صحيح: رواه البخاري في الأدب (6063) عن الحميدي، حدثنا سفيان (هو: ابن عيينة) حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكرته.
وقوله: "أفتاني" أي أجابني فيما دعوته.
وقوله: "رجلان" وقع في بعض الروايات أنهما جبريل وميكائيل، وفي رواية جبريل وحده، والصحيح أنهما اثنان بدون تسمية.
• عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر، إذا كان كذا، فقال:"يا عائشة! أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقا قال: وفيم؟ قال: في مشط ومشاطة قال: وأين؟ قال: في جف طلعة ذكر تحت رعوفة في بئر ذروان".
قالت: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه فقال: "هذه البئر التى أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رؤوس الشياطين قال: فاستخرج قالت: فقلت أفلا؟ -أي تنشرت- فقال: "أما والله! فقد شفاني الله، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا".
صحيح: رواه البخاري في الطب (5765) عن عبد الله بن محمد قال: سمعت ابن عيينة يقول: أول من حدئنا به ابن جريج، يقول: حدثني آل عروة، عن عروة فسألت هشاما عنه، فحدثنا عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
• عن عائشة قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم -أو ذات ليلة- وهو عندي، لكنه دعا ودعا ثم قال:"يا عائشة! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة، وجف طلع نخلة ذكر قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان".
فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: "يا عائشة! كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين" قلت: يا رسول الله! أفلا استخرجته؟ قال: "قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا، فأمر بها فدفنت".
صحيح: رواه البخاري في الطب (5763) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وقع الخلاف بين رواية سفيان بن عيينة وبين رواية عيسى بن يونس، ففي رواية سفيان:"فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج" وفي رواية عيسى بن يونس قلت: يا رسول الله! أفلا استخرجته؟
وفي رواية سفيان: فهلا نشرت؟ وليس في رواية عيسى بن يونس ذكر النشرة.
وليس في رواية سفيان ذكر الدفن في البئر، وفي رواية عيسى بن يونس فأمر بها فدُفنت.
أقول وبالله التوفيق قوله: في رواية سفيان: فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج هذا أصح من رواية يونس لأن إخراج السحر هو الأصل لإزالته، وكذا في رواية ابن جريج عن هشام أيضا.
وقوله في رواية عيسى بن يونس: أفلا استخرجته لعله كان في أول الأمر.
ثم في رواية سفيان كان السؤال عن النشرة فأجاب بلا، ولم يكن في رواية عيسى بن يونس السؤال عن النشرة.
وفي رواية عيسى بن يونس ذكر الدفن في البئر، وعدم الذكر في رواية سفيان لا يستلزم عدم الدفن.
• عن عائشة، قالت: سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال:"أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه" قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان".
قال: فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال:"والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين" قلت: يا رسول الله! أفأخرجته؟ قال: "لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا" وأمر بها فدفنت.
متفق عليه: رواه البخاري في الطب (5766) عن عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
ورواه مسلم في السلام (2189) عن أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: سُحر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وساق أبو كريب الحديث بقصتيه نحو حديث ابن نمير وقال فيه: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل وقالت: قلت: يا رسول الله! فأخرجه ولم يقل: أفلا أحرقتَه، ولم يذكر: فأمرت بها فدُفنت.
وقوله: "لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق"، والصواب كما في رواية سفيان وغيره: لبيد
ابن الأعصم رجل من بني زريق، حليف ليهود؛ لأن بني زريق بطن مشهور من الخزرج فقيل: اليهودي من أجل الحلف لا أنه كان على دين اليهود.
• عن عائشة قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق يقال له: لبيد ابن الأعصم قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا ثم قال: "يا عائشة! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة. قال: وجُبُّ طلعةٍ ذكرٍ. قال فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان".
قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم. في أناس من أصحابه ثم قال: "يا عائشة! والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين". قالت: فقلت: يا رسول الله! أفلا أحرقته؟ قال: "لا أما أنا فقد عافاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شرا" فأمرت بها فدفنت.
صحيح: رواه مسلم في السلام (2189: 43) عن أبي كريب، حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وقوله: "بئر ذي أروان" وفي رواية: "ذروان" وهي بئر في بستان بني زريق بالمدينة.
وقوله: "مطبوب" أي المسحور يقال: طُبّ الرجل إذا سُحر.
وقوله: "وجبّ" وفي رواية: "جفّ" ومعناهما وعاء طلع النخل والغشاء الذي يكون عليه، ويطلق على الذكر والأنثى، ولذا قيّده في الحديث: طلعة ذكر.
وقوله: "نقاعة الحناء" النقاعة: الماء الذي ينقع فيه الحناء.
• عن زيد بن أرقم قال: سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدا في بئر كذا وكذا، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجوها فجيء بها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك لذلك اليهودي، ولا رآه في وجهه قط.
صحيح: رواه النسائي (4080)، وأحمد (19267) كلاهما من حديث أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم فذكره.
وصحّحه الحاكم (4/ 360 - 361) ولكن رواه من طريق جرير، عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة المُحلّمي، عن زيد بن أرقم قال: كان رجل يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فسحره رجل، فعقد له عقدا، فوضعه وطرحه في بئر رجل من الأنصار، فأتاه ملكان يعودانه، فقعد أحدهما عند رأسه، وقعد الآخر عند رجليه، فقال أحدهما: أتدري ما وجعه؟ قال: فلان الذي كان يدخل عليه عقد له عقدا، فألقاه في بئر فلان الأنصاري، فلو أرسل إليه رجلا فأخذ منه العقد، فوجد الماء قد اصفر قال: وأخذ العقد فحلّها فيها.
قال: فكان الرجل بعد يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر له شيئا منه ولم يعاتبه.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
وتعقبه الذهبي فقال: لم يخرجا لثمامة بن عقبة شيئا وهو صدوق.
قلت: مع صحة إسناده فإن في سياقه بعض المخالفات، ولعله يعود إلى رواية الحديث بالمعنى، أو الاختصار والتفصيل.
ويزيد بن حبان هو التيمي الكوفي ثقة من رجال الصحيح، وتابعه ثمامة بن عقبة المحلّمي وهو ليس من رجال الصحيح، ولكنه ثقة أيضا إلا أنه خالف في سياق الحديث، فما رواه يزيد بن حبان هو موافق لما في الصحيح.
وقوله: "رجلا من اليهود" أي من حلفاء اليهود كما جاء التصريح في صحيح البخاري.
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله! وما هي؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل أموال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".
متفق عليه: رواه البخاري في الوصايا (2766)، ومسلم في الإيمان (89) كلاهما من حديث سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة فذكره.
• عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما اقتبس رجل علما من النجوم إلا اقتبس بها شعبة من السحر، ما زاد زاد".
صحيح. رواه أبو داود (3905)، وابن ماجه (3726)، وأحمد (2000) كلهم من حديث يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس، عن الوليد بن عبد الله، عن يوسف بن ماهك، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده صحيح، وعبيد الله بن الأخنس النخعي ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وغيرهم. ولكن قال ابن حجر في التقريب:"صدوق" وقال ابن حبان: "كان يخطئ".