الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
54 - كتاب الأدعية والأذكار، والصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم
-
جموع ما جاء في الأذكار
1 - باب ما جاء في فضل الذكر
قال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]
وقال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35] وقال تعالى: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41]
وقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205]
• عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليّ بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".
متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (7405)، ومسلم في الذكر والدعاء (2675) كلاهما من طريق الأعمش، سمعت أبا صالح، عن أبي هريرة فذكره.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيته بذراع، وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباع، وإذا تلقاني بباع أتيته بأسرع".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2675: 3) عن محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها، ثم ساق هذا الحديث.
• عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني، وتحركت بي شفتاه".
صحيح: رواه ابن ماجه (3792)، وأحمد (10968) كلاهما من طريق الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن أم الدرداء، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (10975، 10976)، والبخاري في خلق أفعال العباد (436)، وصحّحه ابن حبان (815) كلهم من طرق عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن كريمة ابنة الحسحاس المزنية قالت: سمعت أبا هريرة يقول في بيت أم الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
وهذا إسناد حسن من أجل كريمة فإنها حسنة الحديث.
وكلا الوجهين (أعني عن كريمة عن أبي هريرة، وعن أم الدرداء عن أبي هريرة) صحيحان كما قال المزي في ترجمة كريمة بنت الحسحاس من تهذيب الكمال.
وعلقه البخاري في التوحيد، باب قول الله تعالى:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} عن أبي هريرة بصيغة الجزم.
وروي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء وليس بمحفوظ كما قال المزي في تحفة الأشراف (11/ 109).
• عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه قال: "إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة".
وفي رواية عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله: يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة، أو في ملأ خير منهم، وإن دنوت مني شبرا، دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعا، دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي، أتيتك أهرول".
قال قتادة: "فالله عز وجل أسرع بالمغفرة".
صحيح: رواه البخاري في التوحيد (7536) عن محمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس فذكره باللفظ الأول. ورواه أحمد (12405) عن عبد الرزاق - وهو في مصنفه (20575) - عن معمر، عن قتادة، عن أنس فذكره باللفظ الثاني.
وإسناده صحيح.
• عن شريح قال: سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: يا ابن آدم قم إلي أمش إليك، وامش إلي أهرول إليك".
صحيح: رواه أحمد (15925) عن إسحاق بن عيسى هو ابن الطباع قال: حدثنا جرير - يعني ابن حازم - عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن شريح فذكره. وإسناده صحيح.
وشريح هو: ابن الحارث الكوفي القاضي.
قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شريح بن الحارث وهو ثقة.
• عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: يا ابن آدم إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا، وإذا ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير من الذين تذكرني فيهم".
حسن: رواه البزار (5138)، والطبراني في الكبير (12/ 64) كلاهما من طريق فضيل بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن عباس بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه.
قلت: فضيل بن سليمان سيء الحفظ وقد تابعه علي بن عاصم عن عبد الله بن عثمان عند البيهقي في الشعب (547)، وعلي بن عاصم أيضا سيء الحفظ، ولكن يقوي أحدهما الآخر ويصير الإسناد حسنا.
وكذلك عبد الله بن عثمان بن خثيم حسن الحديث أيضا.
وأما المنذري فقال في الترغيب (2309): "رواه البزار بإسناد صحيح".
• عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت".
وفي لفظ: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت".
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (6407)، ومسلم في صلاة المسافرين (779) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره. واللفظ الأول للبخاري والآخر لمسلم.
• عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له: جُمدان فقال: "سيروا، هذا جمدان، سبق المفردون". قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرا والذاكرات".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2676) عن أمية بن بسطام العيشي، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
• عن عبد الله بن بسر أن رجلا قال: يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال: "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله".
صحيح: رواه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793)، وأحمد (17680، 17698)، وصحّحه ابن حبان (814)، والحاكم (1/ 495) كلهم من طريق عمرو بن قيس الكندي، عن عبد الله بن بسر، فذكره.
وإسناده صحيح وصحّحه الحاكم، وأما الترمذي فقال: حسن غريب من هذا الوجه". لأنه رواه من طريق معاوية بن صالح وحديثه حسن إلا أنه توبع.
• عن معاذ بن جبل قال: إن آخر كلمة فارقت عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله أو أفضل؟ قال: "أن تموت ولسانك رطبا من ذكر الله".
حسن: رواه البخاري في خلق أفعال العباد (281) - واللفظ له -، وصحّحه ابن حبان (818)، والطبراني في الكبير (20/ 107)، ومسند الشاميين (192)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (2)
كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن ثوبان فإنه حسن الحديث وقد اختلف فيه على عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان على عدة أوجه إلا أن الصحيح منها ما ذكرته وهو الذي رجحه الدارقطني في العلل (6/ 48 - 49).
وحسنه ابن حجر في نتائج الأفكار فقال: "هذا حديث حسن".
• عن أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم". قالوا: بلى. قال: "ذكر الله تعالى".
فقال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله.
حسن: رواه الترمذي (3377)، وابن ماجه (3790)، وأحمد (21702)، وصحّحه الحاكم (1/ 496) كلهم من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، عن أبي بحرية (هو عبد الله بن قيس)، عن أبي الدرداء فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن سعيد بن أبي هند فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقد اختلف في إسناده وما ذكرته هو أسلمها.
وأما ما روي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: "الذاكرون الله كثيرا والذاكرات". قلت: يا رسول الله! ومِنَ الغازي في سبيل الله؟ ! قال: "لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله كثيرا أفضل منه درجة" فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (3376) عن قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
ورواه أحمد (11720)، وابن عدي في ترجمة دراج المصري من الكامل (3/ 981) من وجهين آخرين عن ابن لهيعة به.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب؛ إنما نعرفه من حديث دراج".
قلت: دراج في روايته عن أبي الهيثم ضعيف، وحديثه هذا مما أنكر عليه كما ذكر ابن عدي.
وكذلك لا يصح ما روي عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا قبل نجد فغنموا غنائم كثيرة وأسرعوا الرجعة، فقال رجل ممن لم يخرج: ما رأينا بعثا أسرع رجعة، ولا أفضل غنيمة من هذا البعث. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا أدلكم على قوم أفضل غنيمة وأسرع رجعة قوم شهدوا صلاة الصبح ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت عليهم الشمس فأولئك أسرع رجعة وأفضل غنيمة".