الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المراض. قال العلماء: الممرض صاحب الإبل المراض. والمصح صاحب الإبل الصحاح، فمعنى الحديث: لا يورد صاحب الإبل المراض إبله على إبل صاحب الإبل الصحاح؛ لأنه ربما أصابها المرض بفعل الله تعالى وقدره الذي أجرى به العادة لا بطبعها، فيحصل لصاحبها ضرر بمرضها، وربما حصل له ضرر أعظم من ذلك باعتقاد العدوى بطبعها، فيكفر. والله أعلم" اهـ.
40 - باب الفرار من المجذوم
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفرَّ من المجذوم كما تفر من الأسد".
صحيح: رواه البخاريّ في الطب (5707) قال: وقال عفّان، حَدَّثَنَا سليم بن حيان، حَدَّثَنَا سعيد بن ميناء، قال: سمعت أبا هريرة يقول فذكره.
• عن الشريد قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا قد بايعناك فارجع".
صحيح: رواه مسلم في السّلام (2231) من طرق، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه فذكره.
وأمّا ما رُوي عن ابن عباس أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا تديموا النظر إلى المجذومين" فلا يصح.
رواه ابن ماجه (3543)، وأحمد (2075)، والبيهقي (7/ 219) كلّهم من طريق محمد بن عبد الله ابن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن ابن عباس فذكره.
ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الأموي المعروف بالديباج لحسنه، قال البخاريّ في ضعفائه:"عنده عجائب"، وقال في الأوسط:"لا يكاد يتابع في حديثه" وكذا قال ابن الجارود، وقال النسائيّ مرة:"ثقة" وقال مرة: "ليس بالقوي".
ثمّ هو اضطرب في إسناده فمرةً رواه هكذا، ومرة رواه عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا تديموا النظرَ إلى المُجَذمين، وإذا كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قيدُ رمحٍ".
رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (581) عن أبي إبراهيم الترجمانيّ، حَدَّثَنَا الفرج بن فضالة، عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين فذكرته.
وقد وقع تحريف في الإسناد، وأثبتناه من حاشية محققي المسند.
وفرج بن فضالة ضعيف عند جمهور أهل العلم، وشيخه عبد الله بن عامر الأسلمي ضعيف، وقال أبو حاتم: متروك.
وقد قيل: عن مسند فاطمة بنت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
وله طريق آخر عن ابن عباس رواه الطبراني (11/ 106 - 107) عن يحيى بن عثمان بن صالح، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس نحوه.
وعبد الله بن لهيعة فيه كلام معروف، والراوي عنه عثمان بن صالح ليس بذاك، قال البرذعي: قلت: (أي لأبي زرعة) رأيت بمصر نحوا من مائة حديث، عن عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار وعطاء، عن ابن عباس، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم منها:"لا تكرم أخاك بما يشق عليه".
فقال: لم يكن عندي عثمان ممن يكذب، ولكنه كان يكتب الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد -إذا سمعوا من الشيخ- أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به" اهـ. أسئلة البرذعي (ص 418)
قلت: خالد بن نجيح هذا كان يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب الناس.
وكذلك لا يصح ما روي عن معاذ بن جبل مرفوعا: "لا تديموا النظر إلى المجذومين" رواه الطبرانيّ في الأوسط (9259)، والكبير (20/ 112) عن الوليد بن حمّاد الرمليّ، حَدَّثَنَا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ، حدثتا سعدان بن يحيى، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل فذكره.
وقال: "لا يروى هذا الحديث عن معاذ إِلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به سليمان بن عبد الرحمن" اهـ وقال الهيثميّ في "المجمع"(5/ 101): "رواه الطبرانيّ
…
عن شيخه الوليد بن حمّاد الرمليّ، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" اهـ.
قلت: ترجم له ابن حجر في "اللسان"، ولم يذكر فيه جرحا أو تعديلًا.
وفي سنده صالح بن أبي عريب -واسمه قليب- الحضرمي، روى عنه غير واحد، ولم يوثقه أحد إِلَّا أن ابن حبَّان ذكره في الثقات، ولذا قال الحافظ في التقريب:"مقبول" إي عند المتابعة، وإلَّا فلين الحديث، ولم أجد له متابعا.
وأمّا ما رُوي عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم، فأدخله معه في القصعة ثمّ قال:"كلْ باسم الله، ثقةً بالله، وتوكلا عليه" فضعيف.
رواه أبو داود (3925)، والترمذي (1817)، وابن ماجه (3542)، وصحّحه ابن حبَّان (6120)، والحاكم (4/ 136 - 137) كلّهم من طرق، عن يونس بن محمد، حَدَّثَنَا المفضل بن فضالة، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل المفضل بن فضالة، قال ابن عدي بعد ما أخرج هذا الحديث في ترجمته من الكامل (6/ 2404):"لم أرَ في حديثه أنكر من هذا الحديث" اهـ
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إِلَّا من حديث يونس بن محمد، عن المفضل بن فضالة، والمفضل بن فضالة هذا شيخ بصري
…
وقد روى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن الشهيد، عن ابن بريدة أن عمر أخذ بيد مجذوم، وحديث شعبة أشبه عندي وأصح" اهـ.