الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - باب استحباب الاستكثار من التوبة والاستغفار
قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]
وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]
وقال تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 3]
وقال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10 - 12].
• عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "والله! إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة".
وفي لفظ: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة"
صحيح: رواه البخاري في الدعوات (6307) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة فذكره باللفظ الأول.
ورواه ابن ماجه (3815)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (4304) كلاهما من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره باللفظ الثاني.
ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة (438) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة عنه بلفظ:"إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة".
ولا منافاة بين السبعين والمائة فإن العدد ليس مقصودا بعينه، وإنما المقصود هو الإكثار من التوبة والاستغفار سواء كان العدد سبعين أو مائة.
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع الناس فقال: "يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة".
حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (431)، والطبراني في الدعاء (1820) كلاهما من طريق سريج بن النعمان، حدثنا محمد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عطاء (هو ابن أبي رباح)، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن مسلم الطائفي فإنه حسن الحديث.
• عن أبي هريرة قال: ما رأيت أحدا أكثر أن يقول: "أستغفر الله وأتوب إليه" من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (454)، وابن السني (364)، وصحّحه ابن حبان (928) كلهم من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن خالد ابن عبد الله بن الحسين قال: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل خالد بن عبد الله بن حسين فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال أبو داود: كان أعقل أهل زمانه فمثله يحسن حديثه إذا لم يكن فيه ما ينكر عليه.
• عن الأغر المزني -وكانت له صحبة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله، في اليوم مائة مرة".
وفي لفظ: "يا أيها الناس! توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة".
صحيح: رواه مسلم في الذكر والدعاء (2702: 41) من طرق، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي بردة، عن الأغر المزني فذكره باللفظ الأول.
ورواه أيضا (42) من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، قال: سمعت الأغر، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث ابن عمر قال: فذكره باللفظ الثاني.
وأما ما روي عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة" فهو خطأ.
رواه ابن ماجه (3816)، وأحمد (19672) كلاهما من طريق مغيرة بن أبي الحر، عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن جده أبي موسى فذكره. واللفظ لابن ماجه.
والمحفوظ ما رواه ثابت البناني وعمرو بن مرة فقالا: عن أبي بردة، عن الأغر المزني كما في الرواية المتقدمة.
انظر: علل الدارقطني (7/ 216 - 217)، وتحفة الأشراف (6/ 462).
• عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأتوب في اليوم سبعين مرة".
صحيح: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (432)، وصحّحه ابن حبان (924) كلاهما من طريق المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: حدثنا قتادة، عن أنس فذكره. وإسناده صحيح.
وفي لفظ: "إني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة"
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (433)، والبزار (كشف-3246) كلاهما من طريق عبد الله ابن رجاء (وهو الغداني)، عن عمران (هو ابن داور القطان)، عن قتادة، عن أنس فذكره. ولم يذكر البزار لفظه.
• عن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة:
"رب اغفر لي، وتُبْ عليّ، إنك أنت التواب الرحيم".
صحيح: رواه أبو داود (1516)، والترمذي (3434)، وابن ماجه (3814)، وأحمد (4726)، والبخاري في الأدب المفرد (618)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (458)، وابن السني (371)، وصحّحه ابن حبان (927) كلهم من طريق محمد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب".
• عن عبد الله بن بسر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا".
حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (455)، وابن ماجه (3818) كلاهما عن عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي قال: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن بن عرق وعمرو بن عثمان فإنهما صدوقان.
وبمعناه ما روي عن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها الاستغفار"
رواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين-4750)، والبيهقي في الشعب (639) كلاهما من طريق عتيق بن يعقوب بن صديق بن موسى الزبيري قال: حدثني ابنا المنذر عبيد الله ومحمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير فذكره.
وقال الطبراني: "لا يروى عن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به عتيق".
قلت: في إسناده محمد بن المنذر هو ابن عبيد الله هالك، بل اتهم برواية الموضوعات عن الأثبات، لا سيما عن هشام بن عروة، وعبيد الله بن المنذر لم أجد من وثقه إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته.
وأما ما روي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب". فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (1518)، وأحمد (2234)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (456)، وصحّحه الحاكم (4/ 262) كلهم من طرق، عن الوليد بن مسلم قال: حدثنا الحكم بن مصعب، حدثنا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وتعقبه الذهبي بقوله: "الحكم فيه جهالة".
قلت: الحكم هذا قال عنه أبو حاتم: "هو شيخ للوليد بن مسلم لا أعلم روى عنه أحد غيره".
اهـ ولم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته، وقال: يخطئ مع أنه ذكره في المجروحين أيضا، وقال: ينفرد بالأشياء التي لا ينكر نفي صحتها من عنى بهذا الشأن، لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، وساق له حديثين منهما الحديث المذكور.
وأما ما روي عن حذيفة قال: كان في لساني ذرب على أهلي، وكان لا يعدوهم إلى غيرهم فذكرت