الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: "المسبحات" أي السور المصدّرة بالتسبيح، وهي ستة: سورة الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى.
وأما ما روي عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا، فلا يقربه شيء يؤذيه". فإسناده ضعيف.
رواه الترمذي (3407 م) من طريق سفيان (هو الثوري) -وأحمد (17132) عن يزيد بن هارون- والنسائي في عمل اليوم والليلة (812) من طريق هلال بن حق -كلهم عن أبي مسعود الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن رجل من بني حنظلة، عن شداد بن أوس فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه".
قلت: في إسناده رجل من بني حنظلة وفي بعض المصادر: رجلين من بني حنظلة، وفي بعض المصادر: الحنظلي. وهو مبهم لا يعرف.
وأبو سعيد الجريري هو سعيد بن إياس وقد اختلط لكن سماع الثوري منه قبل الاختلاط. وقد ضعف النووي إسناده في الأذكار.
3 - باب ما روي فيما يقول الرجل إذا أصابه الأرق أو الفزع في منامه
روي عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم! رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد أو أن يبغي علي، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، ولا إله إلا أنت".
رواه الترمذي (3523)، وابن عدي في الكامل (2/ 628) كلاهما من طريق الحكم بن ظهير حدثنا علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث ليس إسناده بالقوي، والحكم بن ظهير قد ترك حديثه بعضُ أهل الحديث، ويروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا من غير هذا الوجه".
قلت: هو كما قال فإن حكم بن ظهير تركه البخاري وأبو حاتم.
وفي الباب عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده -عبد الله بن عمرو بن العاص- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشيطان وأن يحضرون فإنها لن تضره".
قال: وكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده ومن لم يبلغ منهم كتبها في صك ثم علقها في عنقه.
رواه أبو داود (3893)، والترمذي (3528)، وأحمد (6696)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (765، 766)،
وابن السني فيه (750) كلهم من طرق، عن محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فذكره. واللفظ للترمذي.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: في إسناده محمد بن إسحاق هو مدلس وقد عنعن.
وقوله: "علقها في عنقه" فيه نكارة.
وفي الباب أيضا عن محمد بن حبان، عن الوليد بن الوليد أنه قال: يا رسول الله، إني أجد وحشة، قال:"إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنه لا يضرك، وبالحري أن لا يقربك".
رواه أحمد (16573)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (639) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد (هو الأنصاري)، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الوليد ابن الوليد فذكره.
وإسناده منقطع فإن محمد بن يحيى بن حبان لم يسمع من الوليد بن الوليد. قال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/ 112): "محمد بن يحيى من صغار التابعين، وجل روايته عن التابعين، والوليد ابن الوليد مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم" اهـ
والوليد بن الوليد هو أخو خالد بن الوليد.
ورواه مالك في الشعر (9) عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن خالد بن الوليد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنى أروع في منامي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".
وهذا إسناد ضعيف لجهاله المبيغ، وقد جاء في الإسناد المتقدم أن الذي حدث يحيى بن سعيد الأنصاري هذا الحديث هو محمد بن يحيى بن حبان، وهو من صغار التابعين، وفي هذه الرواية أن القصة وقعت لخالد بن الوليد.
ورواه مسدد في مسنده (3364 - المطالب العالية) من حديث سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن محمد بن يحيى بن حبان قال: إن خالد بن الوليد كان يؤرق
…
فذكره.
وجعل القصة لخالد بن الوليد.
وهذا مرسل وله طرق أخرى عن خالد بن الوليد عند الطبراني في الأوسط والصغير كما في مجمع البحرين (4577 - 4579) وفي كل منهما مقال، ولكن مجموع هذه الأحاديث تدل على أن له أصلا.