الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طرق عن يحيى بن سعيد القطان، ثنا محمد بن أبي يحيى الأسلمي، حدثني أبي، أن أبا سعيد الخدري أخبره فذكره.
ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي، واسم أبيه سمعان، كلاهما حسنا الحديث.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
5 - باب ما جاء في انخرام قرن الصحابة بتمام مائة عام بعد النبي صلى الله عليه وسلم
-
• عن ابن عمر قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلَّم قام فقال:"أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد".
قال ابن عمر: فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة، وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد". يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن.
متفق عليه: رواه البخاري في مواقيت الصلاة (601)، ومسلم في الفضائل (2537) كلاهما من طريق الزهري، أخبرني سالم بن عبد الله وأبو بكر بن سليمان، أن عبد الله بن عمر قال: فذكر الحديث والسياق لمسلم.
• عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية، فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم، فقال:"استوصوا بأصحابي خيرا، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى إن الرجل ليبتدئ بالشهادة قبل أن يُسألها، فمن أراد منكم بحبحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الإثنين أبعد، لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرته حسنته وساءته سيئته، فهو مؤمن".
صحيح: رواه أحمد (114)، وابن حبان (7254)، والحاكم في المستدرك (1/ 113) كلهم من طريق عبد الله بن المبارك، أنا محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر فذكره.
ورواه الترمذي (2165) عن أحمد بن منيع، ثنا النضر بن إسماعيل، عن محمد بن سوقة به.
وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم" أي موصولا.
ولكن رجّح أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني بأنه مرسل.
6 - باب تحريم سب الصحابة
• عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم
أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه".
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل الصحابة (3673)، ومسلم في فضائل الصحابة (2541) كلاهما من حديث الأعمش قال: سمعت ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.
وهذا لفظ البخاري، وفي أوله عند مسلم زيادة وهي قوله: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء، فسبَّه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أحدا من أصحابي
…
" فذكره.
ورواه مسلم (254: 221) من طريق آخر عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه".
إلا أن أهل العلم اتفقوا على أن مسلما وهم في هذا، فإن الصواب أنه من حديث أبي سعيد الخدري، نبَّه على ذلك علي بن المديني وخلف الواسطي وأبو مسعود وأبو علي الجياني وغيرهم. انظر: الفتح (7/ 35 - 36).
• عن عبد الله بن بسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "طوبى لمن رآني، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني، وطوبى له وحسن مآب".
حسن: رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 351) عن آدم بن أبي إياس -؛ والضياء في المختارة (9/ 98 - 99) من وجه آخر عن آدم، ومن رواية داود بن رُشيد- كلاهما عن بقية، ثنا محمد بن عبد الرحمن اليحصبي قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد، فإنه حسن الحديث إذا صرَّح.
وفي معناه ما روي عن يوسف بن عبد الله بن سلام أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنحن خير أم من بعدنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أنفق أحدهم أحدا ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدكم ولا نصيفه".
أخرجه أحمد في مسنده (23835) عن حسن بن موسى، ثنا ابن لهيعة، ثنا بكير بن الأشج، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: فذكره. وابن لهيعة فيه كلام معروف.
وفي معناه ما روي أيضا عن أنس قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها، فبلغنا أن ذلك ذُكِر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"دعوا لي أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفقتم مثل أحد -أو مثل الجبال- ذهبا، ما بلغتم أعمالهم".
رواه أحمد (13812) ثنا أحمد بن عبد الملك، ثنا زهير، ثنا حميد الطويل، عن أنس قال: فذكره.
والحديث بهذا الإسناد سئل عنه أبو حاتم فقال: "هذا خطأ، إنما هو حميد عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل". انظر: علل الحديث لابنه (2590).
وقوله: "مُدَّ أحدهم" هو مكيال معلوم.
وقوله: "النصيف" يعني النصف.
وأما ما روي عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تمس النار مسلما رآني، أو رأى من رآني". فهو ضعيف.
رواه الترمذي (3858)، وابن أبي عاصم في السنة (1525) كلاهما من حديث موسى بن إبراهيم ابن كثير الأنصاري قال: سمعت طلحة بن خراش يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: فذكره.
وقال الترمذي عقبه: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم الأنصاري، وروى علي بن المديني وغير واحد من أهل الحديث عن موسى هذا الحديث".
قلت: موسى بن إبراهيم بن كثير لم يوثّقه سوى ابن حبان، فإنه ذكره في الثقات (7/ 449) وقال:"كان ممن يخطئ".
وهذا مما أخطأ فيه لوجود النكارة في المتن، وقد قال غير واحد من أهل العلم: إن طلحة بن خراش روى عن جابر مناكير.
وفي الباب عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه".
رواه الترمذي (3862)، وأحمد (16803)، وابن حبان (7256) كلهم من حديث عَبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن مغفل فذكره.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
يعني به: ضعيف. فإن عبد الرحمن بن زياد، وقيل: عبد الله بن عبد الرحمن، وقيل غير ذلك، قال فيه البخاري عقب هذه الرواية:"فيه نظر" ومع ذلك ذكره ابن حبان في الثقات، ولذا قال الحافظ ابن حجر:"مقبول" أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعا فهو لين الحديث.
وفي الباب أيضا عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، لعن الله من سب أصحابي".
رواه الطبراني في الأوسط (5/ 378 رقم: 4768) عن عبد الرحمن بن الحسين الصابوني، ثنا علي بن سهل المدائني، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة قالت: فذكرته.
وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا أبو عاصم تفرد به علي بن سهل".
قلت: علي بن سهل المدائني لم يوثّقه أحد.
وأما ابن جريج فقد صرّح أنه إذا قال قال، أو عن عطاء فإنه سمع منه.
• عن أنس بن مالك قال: ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن الدُّخشم عند رسول الله
- صلى الله عليه وسلم، فوقعوا فيه، وشتموه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعوا لي أصحابي" فقالوا: يا رسول الله، إنه كهف المنافقين وملجؤهم الذي يلجؤون إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أليس يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ " قالوا: بلى، ولا خير في شهادته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يشهد بها عبد صادقا من قلبه، ثم يموت على ذلك، إلا حرمه الله على النار".
صحيح: رواه النسائي في الكبرى (10877)، والبزار في مسنده (7221) من حديث آدم بن أبي إياس، ثنا شيبان، عن قتادة، عن أنس قال: فذكره.
واللفظ للنسائي، ولفظ البزار مختصر، وفيه:"فقالوا: إنه رأس المنافقين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوا لي أصحابي، لا تسبوا أصحابي".
وقال البزار: "هذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة، عن أنس إلا شيبان، ولا نعلم رواه عن شيبان إلا آدم".
ومالك بن الدُّخشم، ويقال: بالنون بدل الميم الأنصاري الأوسي، شهد بدرا.
قال ابن عبد البر: "لا يصح عنه النفاق، فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه بذلك".
وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: -ذاك منافق لا يحب الله ورسوله-: "لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله، يريد بذلك وجه الله
…
" الحديث.
رواه البخاري في الصلاة (425)، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (657 - 263).
وفي الباب عن عبد الله بن مَوَلَة قال: بينما أنا أسير بالأهواز، إذا أنا برجل يسير بين يدي على بغل -أو بغلة- فإذا هو يقول: اللهم! ذهب قرني من هذه الأمة، فألحقني بهم، فقلت: وأنا فأدخل في دعوتك. قال: وصاحبي هذا إن أراد ذلك. ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي قرني منهم، ثم الذين يلونهم -قال: ولا أدري أذكر الثالث، أم لا- ثم تخلف أقوام يظهر فيهم السمن، يهريقون الشهادة، ولا يُسألونَها". قال: "وإذا هو بريدة الأسلمي".
رواه أحمد (22960)، وابن أبي شيبة (33081)، وابن أبي عاصم في السنة (1515) كلهم من طرق، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن عبد الله بن مولة فذكره.
والْجُريري هو سعيد بن إياس موصوف بالاختلاط، ولكن روى عنه من سمع منه قبل اختلاطه، وهم إسماعيل ابن علية، وحماد بن سلمة، وعبد الأعلى، ولكن فيه عبد الله بن مولة فإنه لم يرو عنه غير أبي نضرة وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 48)، ولذا وصفه ابن حجر بأنه "مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث، ولم يتابع على هذا الحديث.